Uncategorized

رواية أمسك بيدي فلتنقذني من الهلاك الفصل الثالث عشر 13 بقلم فرح طارق

 رواية أمسك بيدي فلتنقذني من الهلاك الفصل الثالث عشر 13 بقلم فرح طارق

رواية أمسك بيدي فلتنقذني من الهلاك الفصل الثالث عشر 13 بقلم فرح طارق

رواية أمسك بيدي فلتنقذني من الهلاك الفصل الثالث عشر 13 بقلم فرح طارق

دلف للغرفة بهدوء شديد، بعدما أخذ من سيف مفتاح للغرفة و وجد المكان يغوص في ظلام شديد، ما من ضوء خافت بجانب الفراش لا يبين شيء سوى سكون ملامحها النائمة بعمق..
اقترب منها وهوى على قدميه بجانب الفراش، وهو يمد أنامله ويزيح خصلات شعرها المتمردة على وجهها بحرية، ارتسمت بسمة على شفتيه ويده تخونه وتمر على ملامح وجهها باشتياق وحرية للمرةِ الأولى عن ذاك القرب.
شعر بتسلُب أنفاسه بداخله؛ عندما وجدها تتقلب براحة وهي تأخذ كفه بين يديها وتتشبث به وهي تغوص في نومها بسلام..
عدل جلسته وهو يجلس براحة على الأرض ويستند برأسه على يده الأخرى وابتسامة لا تفارق شفتيه، وهو يرى كم السكون والراحة التي استحوذت على وجهها وتلك التنهيدة التي اطلقتها براحة وهي تغوص بنومها أكثر..احقًا تشعر بذاك الأمان لاقترابه منها..؟ التمعت عينيه بفخر وثقة من ذاته، وصدره ينتفخ بافتخار لذاته! 
هل مر عليك يومًا أن تجد نفسك مصدرًا للأمان والثقة لشخصًا ما..؟ أن يكون هناك أحدًا يطمئن فور الشعور باقترابك منه..؟ أن تكون رائحة وجودك بالمكان حوله كافلة أن تجعل قلبه يشعر بالكسينة ويغلفه الإطمئنان..؟ 
ضاقت ملامحه بانزعاج وهو يفكر ماذا إن كانت تفكره مايكل ؟ هل سكنت ملامحها لتلك الدرجة لأنها شعرت بمايكل داخل غرفتها ؟ احتدت ملامحه بغضب ويده تتكور أسفل وجهها لتهمهم بانزعاج فور شعورها بذاك الشيء المتثاقل أسفل وجنتها الناعمة لتبدأ بفتح عينيها..
انتفضت فور أن رأت ملامحه المتجهمة أمامها، ونظرته التي لو كانت تتحدث لكان خرج منها أفظع الكلمات! 
تنفست براحة وارتسمت ابتسامة على شفتيها وهي تقول براحة لتأكدها من وجوده هو وليس مايكل
– الحمدلله إنه أنت! فكرته هو وخوفت! 
ضيق عينيه وهو يردف بتساؤل
– هو مكنش بايت هنا من امبارح؟ 
– للأسف كان بايت هنا..! أو مش عارفة بس أنا صحيت كان قاعد ع الكرسي اللي هناك ده ونايم عليه!
أنهت كلماتها وهي تشير لمقعد بجانبه، نظر فهد إليه وعاد بنظره إليها مرة أخرى ليجدها تخبره وهي تفرك بيدها 
– بتعرف تشيل الكانولا..؟ مضايقاني أوي والصراحة خايفة اشيلها من ايدي.
– حاضر.
أنهى كلمته وهو يمد يده بحنو وغصبًا عنه ينبض قلبه بغضب لتفكير عقله بأن مايكل كان يمكث معها وامامها طوال الليل! هل كان يطالعها ويرى ملامحها لِـ ليلة كاملة أمام عينيه..؟ هل رأى ذاك السكون بداخلها كما رآه للتو..؟ 
فاق من حديثه على صوتها المتآوه ولانت ملامحه وهو ينظر ليدها بلهفة ليجده رغمًا عنه أثناء تفكيره يشدد على يدها..
– أنا آسف.
توسعت عينيها بدهشة من تأسفه لها، وهي تجده يضع شريط لاصق طبي على يدها، ونظر لها فور انتهاءه لعمله واردف بتساؤل
– هو انتِ كنتِ بتحلمي بحاجة دلوقت ؟
– بحلم! 
ابتلع ريقه بتوتر وأكمل مبررًا
– قصدي أصل يعني وانتِ نايمة دلوقت قصدي كنتِ بتحلمي؟
احمر وجهها يخجل من سؤاله، ف ماذا تخبره؟ إنها كانت تشعر بوجوده معها وكأنها في حلم؟ تخبره إنه بات يهاجمها حتى في منامها..! 
– لأ مكنتش بحلم.
ثم أكملت بتساؤل : هو أنت جيت ليه؟
ابتسم ابتسامة جانبية وهتف بسخرية
– مكنتيش عايزاني اجي؟
– مش قصدي! بس بسأل جيت ليه؟
طالعته بفضول وهي تتمنى أن يجيبها كما تتخيل للتو، ولكنه حطم كل شيء بداخلها وهو يجيبها بنبرة جامدة
– عشان نتفق ع الخطة واعرفك هنعمل ايه، المهمة طولت أوي وجه معاد إن كل واحد يرجع لدنيته وحياته، ولا إيه؟
اجتمعت الدموع داخل مقلتيها، وهي تحرك رأسها بتأييد لحديثه واجابته بنبرة خافتة 
– عندك حق.
قالتها وهي تسحب يدها التي كانت لاتزال بين يديه، وتمدها لتأخذ كوب المياه الموضوع على الطاولة ومعه الدواء لتتناوله لعله يخفف تلك الوغزات التي باتت تضربها بمنتصف قلبها..
أخذ فهد شريط الدواء بعدما تناولته ونظر لها مرة أخرى وهتف بتساؤل
– هو انتِ عندك ايه بالظبط؟ ده علاج لـ..
قاطعته حور
– القلب.
– ومقولتليش ليه؟ ومن امتى؟ لما تعبتي المرة دي؟ ولا من قبل؟ ولا…
قاطعته قائلة وهي تنظر لهُ بدهشة من أسئلته وملامحه المتلهفة والقلقة بآنٍ واحد 
– من وأنا صغيرة..
أكملت في محاولة لتغيير مجرى الحديث
– ايه الخطة..؟
– مقولتليش ليه؟ 
– وهقولك ليه؟
– نعم!
قالها وهو يعتدل يقف ويميل نحوها ويمسك ذراعيها واردف بنبرة أمرة
– كل شيء يخصك فهو يخصني فاهمة؟
– لأ مش فاهمة! 
حاولت نفض ذراعيها من قبضة يديه الحادة وأكملت 
– لو سمحت دراعي وجعني! 
احتدت قبضة يديه وهو يقترب منها أكثر ويعيد كلماته عليها
– كلك تخصيني يا حور فاهمة ؟
نظرت لهُ بتحدٍ 
– لأ، مخصش حد 
– متخصيش حد لأنك تخصيني أنا وبس.
أنهى كلماته وهو يطبع قبلة على شفتيها يبتلع بها ما كانت ستقوله لهُ في عناد وتحدٍ مرة أخرى و يبث بها تملكهُ لها كـ محاولة لإثبات إنها لا تنتمي لغيره وأنها شيء خاص بِه وحده فقط.
لانت قبضة يديه على ذراعيها لينتهي به المسار وهو ينهي قبلته وياخذها بين أحضانه وسط اعتراضها للابتعاد عنه.
– أنا آسف.
قالها وهو يدفن وجهه بعنقها، بينما تحاول هي دفعه وهي تخبره ودموعها تنهمر على وجنتيها
– ابعد عني يا فهد، بكرهك صدقني بكرهك.
شدد من احتضانه لها بيد، وهو يحاول أن يعيق حركتها وبيده الأخرى يمررها على رأسها في محاولة لتهدئتها..
بينما سكنت هي بين يديه ولازالت دموعها تنهمر، وما زاد عليها ارتجافة جسدها وهي تخبره وسط دموعها
– بكرهك يا فهد، وبكرهو، بكرهكوا كلكوا وبكره نفسي، أنا تعبت اوي 
أغمض عينيه بألم وهو يستمع لكلماتها المتألمة ولم يجيبها مقررًا أن يساعدها على إخراج ما بداخلها..
لم تتحدث مرة أخرى واردف فهد بهدوء
– كملي يا حور، طلعي اللي جواكِ أنا سامعك أهو، بتكرهيني صح؟ 
– لأ.
ارتسمت ابتسامة متألمة على شفتيه وهو يستمع لكلماتها التي لا تدل على شيء سوى عن صراعها الداخلي فقط! 
أتدري أن أسوأ ما يمكن أن يمر به المرء أن يكون بداخله صراعًا غير قادرًا على إخماده..؟ صراعًا كالبُركان في تزايد مستمر ولكنه يصل لذروة النهاية ويخمد مرة أخرى ببطيء مع انسحاب روحك حتى لا يخرج من داخلك ويجعلك تهدأ..! أم أن الأسوأ من ذلك بأنك غير قادرًا على قول شيئًا للتعبير عن صراعك الداخلي..؟ ف إخماده البطيء فور وصوله للحظة الإنفجار بداخلك يكون كالانتحار داخلك! شعورًا أشبه لشخصًا أصم شاهدًا على جريمة قتلٍ ما ولكنه غير قادرًا على إخراج الكلمات من داخل فمه للافصاح عن تلك الجريمة وهو طوال الوقت يرى القاتل أمام عينيه يتحرك بحرية.
لـ فرح طارق
رواية امسك بيدي فلتنقذني من الهلاك.
شعر باستكانتها بين ذراعيه ف أبعدها عنه بقلق و وجد عينيها بدأت بالانغلاق..
هتف بقلق وهو يحاول أن يفيقها ولا يسمح لها بالاغماء الآن
– حور، ك..كملي كلامك أنا سامعك، مش بتكرهيني ولا بتكرهيني؟ عايزة ايه وأنا هعمله عشانك صدقيني بس قوليلي عايزة إيه واوعدك هعمله.
أكمل حديثه وهو يزيل خصلات شعرها للخلف 
– واوعدك هنرجع مصر، هترتاحي من كل ده، هتبعدي عن كل الأذى اللي حواليكِ، مامتك رجعت واختك كمان! هتعيشي معاهم..
نظر لعينيها وأخذ نفسًا بداخله وأكمل
– أو معايا أنا يا حور..
اعتدلت في جلستها وهي تطالعه بتركيز، بينما كان بداخله يريد اخبارها عن مشاعره وشيئًا ما يقول لهُ إنها لن تتحمل ذلك بتلك اللحظة! بل ما سيفعله سيزيد من تلك الصراعات داخلها..! ولكن ماذا إن كان سيريحها..؟ 
قطع حبل أفكاره وهو يجيب أسئلتها الي قرأها داخل عينيها التي تطالعه بفضول
– تعيشي معايا، نتجوز! نبني بيت أنا وانتِ وأسر، نكمل سوى..
مد يده ليحتضن وجهها بين راحتي كفه، وأكمل وابتسامة حاملة تشُق عينيه قبل شفتيه
– إيه رأيك..؟ نرجع سوى، نتجوز تعيشي معايا باقي حياتك؟ عارف إني شخص صعب، صعب تفهميني وتقدري تتعاملي معايا وتفهمي ايه بيدور جوايا، بس أنا فاهمك! وده كفاية عندي، فاهم ايه جواكِ، عايزة ايه بتفكري تقولي ايه، والأهم إني فاهم فرق السن اللي بينا قد إيه! وده من أهم والأسباب اللي هتخليكِ متفهمنيش ! انتِ صغيرة ٢٣ سنة وأنا ٣٦ سنة؟ كل ده هيحتاج منك تفكير كبير أوي!
أغمض عينيه وهو يخرج تنهيدة من داخله وأكمل 
– مقولتش ده ليه لأن نتيجة اللي قولته هتزود كل شيء جواكِ، الصراع اللي بيحصل بين مشاعرك وبتحاولي تسيطري عليه! كلامي ليكِ هيعمل صراع تاني لوحده! عايز دماغ وتفكير تاني بعيد عن كل شيء بيحصل حواليكِ! بس قلة كلامي بردوا كانت صراع، لأني قدرت اخبي كل حاجة إلا غيرتي عليكِ! 
اقترب منها وأكمل 
– مش قادر أتخيل وافكر إنه معاكِ! بيكون معاكِ ف نفس الأوضة وأنا متكتف مش قادر أعمل حاجة! أنا منمتش من امبارح يا حور كل ما اجي أنام أفكر إنه بايت معاكِ ف نفس الأوضة وانتِ نايمة طب ممكن يستغل ويعمل حاجة؟ لما جيت وشوفتك وانتِ نايمة، هو فضل طول الليل شايفك كدة؟ قدام عينيه باصص لملامحك ؟ قرب منك؟ 
كادت أن تتحدث ولكنه قاطعها وهو يضع يده على فمها
– هسألك سؤال وتجاوبي دلوقت بصراحة ماشي؟
حركت رأسها بنعم وهي تعقد حاجبيها بتعجب، بينما أردف فهد بتوتر وتردد مما سيقوله، ولكن غيرته تحكمت به وهو يحسم أمره ويتسأل
– متأكدة مكنتيش بتحلمي بأي حاجة لما دخلت الأوضة..؟
انفجرت حور ضاحكة لدرجة ادمعت عينيها، بينما شاركها فهد بالضحك ليس لأجل شيء ولكن لضحكاتها التي اسرت قلبه والتي لأول مرة يراها منذ أكثر من شهر مضى! 
– بجد أنت مش معقول!
قالت كلماتها وهي تبتعد عنه وتنهض عن الفراش، ونهض فهد خلفها وامسك ذراعها و هو يعيدها إليه
– حور قولتلك أقدر اتحكم ف أي شيء إلا غيرتي عليكِ! تعبيراتك كانت تبين إنك ف حلم! أو..
قاطعته حور ببراءة
– أو حسيت بوجودك مثلًا .؟
تركته واقفًا مكانه يحاول استيعاب ما قالته للتو، وتركته وهي تفر من أمامه بخجل مما قالته ودلفت للمرحاض وأغلقت الباب خلفها..
وقفت خلف الباب وهي تضع يدها على صدرها لعله تهدأ نبضاته، وهي تتذكر حديثه.. الذي يعني بأنه يحبها..! حقًا كل ما مر كان من غيرته عليها..؟ 
ضاقت ملامحها وهي تتذكر أن كل ما قاله ولكنه لم يقُل له أحبك! ولكنها حركت كتفيها ببراءة
– بس قال بيغير! ازاي شخص هيغير وهو مش بيحب؟
خرجت بعد وقت و وجدته جالسًا على الفراش، شاردًا بشيءٍ ما ولكن ما لفت انتباهها ابتسامته التي تُزين لحيته.
انتبه لها فهد ونهض من مكانه وهو يقف أمامها ويضع يده بجيوب بنطاله، ونظرت هي لهُ ليوضح فارق الطول الواضح بينهما..
– ايه الخطة..؟ 
– هتصدقيني لو قولتلك نسيتها.؟؟ 
ابتسمت وهي تبتلع ريقها بخجل، بينما حمحم فهد بجدية وشرع في اخبارها بما سيفعلونه بالايام القادمة.
انتهى فهد من حديثه واردفت حور بتساؤل
– يعني بعد بكرة الكلام ده.؟
– آه ونرجع ويعدي شهر ونتجوز.
حمحمت بخجل وهتفت بخفوت
– وبكرة وبعده فيه حفلة؟ 
– آه وبلاش تلبسي أخضر ! 
طالعته بتعجب وأكمل فهد بغيرة
– صدقيني لو ف مصر وشوفت البصات دي ليكِ كنت هرتكب جريمة معاهم كلهم! محدش ف الحفلة مكنش بيبص عليكِ!
– وأنت كنت مركز معاهم كلهم؟
– كنت مركز مع أي شيء يخصك يا حور.
أعادت حمحمتها بخجل وهي تخبره
– مش هتمشي؟ الوقت أتأخر وكمان عشان تنام.
قهقه فهد على خجلها واقترب منها وطبع قبلة على وجنتها، وتوسعت عينيها مما حدث، وابتعد فهد بانظاره ولكنه لازال قريبًا من وجهها، وابتسم على دهشتها مما فعله، حقًا تلك الفتاة ستصيبه ببرائتها تلك يومًا..! 
ترك فهد وسط ذهولها وغادر الغرفة وهو يشعر بأن الحياة باتت تبتسم لهُ، وكل شيء حوله تبسط أمامه والطُرق تتفتح لتنفيذ خططه للرجوع باسرع وقت ممكن.
عودة لساعاتٍ مضت..
في مصر تحديدًا فيلا اللواء كامل..
نزلت شقيقته الدرج، واتجهت لغرفة الضيوف لترى ضيوف شقيقها اللذين جاؤا أمس ولكنها كانت نائمة.
ابتسمت وهي تتقدم نحوهم وهتفت بنبرة بشوشة
– بعتذر عن امبارح بس للأسف أنا بنام بدري! 
نهضت ليان و والدتها بتوتر وخجل، وهتفت وفاء
– ولا يهمك، احنا اللي بنعتذر للقلق اللي عملناه ليكم.
تقدمت منها بإبتسامة قائلة بعتاب
– ينفع اللي بتقوليه؟ مفيش قلق خالص!
ثم نظرت لكامل وهتفت بتساؤل
– أمال مامتهم فين..؟ 
احمر وجه وفاء بشدة، وهي تشعر بحرارة جسدها من الخجل، وابتسم كامل مجيبًا على سؤال شقيقته مشيرًا لوفاء
– لأ دي الأم ودي بنتها، وبنتها التانية هي اللي هترجع مع چَيدا وفهد.
– كامل متهزرش معايا..! 
تدخلت ليان بالحديث موضحة 
– لأ مش بيهزر، دي ماما فعلًا، بس هي اتجوزت على صغير شوية، ف تلاقيها قدي عادي.
مُشيرة شقيقة كامل بمرح
– آه مامي بس على صغير شوية!
ليان بضحك
– بالظبط كدة.
بينما كانت وفاء تتمنى لو انشقت الأرض وابتلعتها من كثرة الخجل! ولمحت نظرات كامل لها التي اخجلتها أكثر! 
نظرت مُشيرة لأخيها قائلة بنبرة ماكرة وهي تفهم ما يحدث لهُ وخاصةً من نظراته تلك التي تفضحه كـ مراهق مُعجب بأنثى لأول مرة بحياته
– بس فعلًا هيدوني ونس كبير أوي يا كامل لحد ما چَيدا ترجع ونتونس كلنا.
أنهت كلماتها بمرح لتخفيف الجو المتوتر حولها، وقاطعهم دلوف الخادمة تخبرهم بأن الفطار قد جهز للتو..
أشار لهم كامل لغرفة الطعام
– يلا عشان تفطروا وأنا للأسف عندي شغل واعوضها معاكم ع وجبة العشا.
أجابته شقيقته 
– ربنا معاك يا حبيبي، هنستناك ع العشا.
رحل كامل ودلف الجميع لغرفة الطعام وقضى الوقت في جوٍ مرح واندماج بين ليان ومُشيرة.
تركت مُشيرة الطعام وهي تضحك بكثرة.
– يخربيتك يا ليان بجد! مش قادرة من الضحك ولا عارفة أكل! 
وفاء بمرح
– لأ ليان وحور بناتي حكاياتهم حكايات اسمعيهم واضحكي للصبح.
– ربنا يرجعلك حور بألف سلامة يا رب.
– يا رب يا حبيبتي.
نظرت ليان لهاتفها بدهشة وهي تجد أن سيف بهاتفها مكالمة فيديو! 
نهضت من مكانها وهي تستأذن منهم لتجيب على مكالمة زوجها، لتتسأل مشيرة عن الأمر 
– لأ دي حكاية طويلة أوي بليل نسهر نتسلى فيها، لو حضرتك مش هتنامي يعني.
– لو بنفس الضحك ف هسهر.
– هتضحكي فيها متقلقيش.
قالتها ليان بمرح وهي تصعد للغرفة التي أصبحت تنام بها، وكان الإتصال قد انقطع وأعاده سيف مرة أخرى..
فتحت المكالمة بتوتر، وهتفت بنبرة خافتة
– أخبارك إيه؟
– بقيت كويس طالما شوفتك، وانتِ؟
رمشت بعينيها في توتر، و وجدته ينظر من الكاميرا بتركيز واردف بتساؤل
– انتِ فين كدة..؟
اندهشت من قوة ملاحظته وأخبرته بما حدث معهم ليجيبها بغضب
– ومقولتليش ليه؟
– أنت ف أوروبا هتعمل ايه؟
– هتصرف يا ليان! انتِ متعرفيش ايه اللي ممكن اقدر أعمله! 
– وهتعمل ايه؟
– هبعت عربية توديكوا الفيلا بتاعتي اللي ف الغردقة، وهملاها حراسة عليكم مفيش قطة تقدر تعدي ! اقفلي وابعتيلي عنوانك دلوقت وهبعت العربية عليه.
– استنى بس!
– مفيش بس، مش هستنى وأنا عارف مراتي قاعدة ف بيت معرفش مين صحابه!
– ده لوا..!
قالتها ببراءة ليجيبها سيف بغضب
– صاحبه لوا وايه يعني أعرفه مثلا؟ عشان لوا أسمح لمراتي تقعد معاه ف بيت واحد؟ شايفة إني مش راجل مثلا!
– سيف ده واحد قد بابا..؟ 
قالتها ببراءة مصطنعة تحاول اخفاء سعادتها بغيرته عليها، ف مهما اختلف الأمر عزيزي ستظل حواء كما هي تعشق الغيرة وتكُن هي الجانب الرابح أكثر من الحب ذاته!
– ليان! آخر كلام ويتسمع ماشي؟
أجابته بعند وبداخلها يطالب المزيد لتلك الغيرة التي تراها قبل أن تشعر بها ! 
– لأ يا سيف الراجل قدم مساعدة لينا !
أجابها سيف بلهجة أمرة لا تقبل النقاش
– سلام يا ليان وساعتين بالكتير والعربية تكون عندك، والعنوان يتبعت دلوقت ف رسالة.
– مش معايا رصيد، لأن ماما كانت خايفة تسحب فلوس بالفيزا عمي يعرف مكانا، بس هو كدة عرفه وكنت هروح ما اونكل كامل بقى أسحب بالفيزا فلوس.
اجابها سيف بهدوء ما قبل العاصفة وهو يضيق عينيه
– تروحي معاه فين؟ وقاعدة انتِ ومامتك كل ده من غير فلوس؟
– لأ معانا بس للأكل بس يعني، ف كنا بنصرف الفلوس في حدود الأكل، وكدة هنروح نسحب بالفيزا بقى.
– متسحبيش حاجة بالفيزا عشان انتوا هتروحوا الغردقة ف مكانكوا ميتعرفش، هو كدة كدة لو عرف مش هيقدر يدخل المدينة أصلا! بس علشان ميبقاش فيه جدل مش أكتر، واللي هيجي ياخدكم هيديكِ اللي تحتاجيه واكتر، ماشي؟
– لأ طبعا..! ايه اللي بتقوله ده إزاي هاخد فلوس منك؟
– ميمشيش معاكِ إني جوزك مثلًا وده واجب عليا إني أصرف عليكِ..؟ وكمان أنا آسف لأني مسألتش ف النقطة دي وسيبتك ومشيت ومش عارف إزاي دي مجتش ف بالي خالص! ف حقك عليا، وأنا مش هبعتلك فلوس هبعتلك الفيزا بتاعتي تسحبي منها براحتك ماشي؟ 
– سيف بس!
قاطعهة بلهجة حادة
– ليان، اسمعي الكلام! 
وبقولك الغلط ده غلطي من الأول وحقك عليا لأني مجاش ف بالي نهائي الموضوع ده أنا آسف.
– ماشي يا سيف.
أردف وابتسامة تُزين وجهه وتلك اللحية التي تزين وجهها وتعطيه وسامة أكبر
– ماشي يا قلب سيف، وأنا هانت وراجع مصر، ٣ أيام الكتير وهرجع، والعربية ساعتين بالكتير وتكون عندك اتفقنا…؟
– طب ممكن نفضل هنا مع طنط مُشيرة أخت اونكل كامل لحد ما ترجع يا سيف..؟ عشان خاطري والله الست طيبة وحبيتها أنا وماما بدل ما نرجع ونبقى لوحدنا وماما بتفضل تعيط وأنا مش بعرف اسكتها وبعيط معاها.
تنهد بضيق وهو ينساع للهجتها المترجية على مضض 
– ماشي يا ليان، بس بشرط.
– إيه هو..؟
طبع قبلة دافئة وهو يبعثها إليها واردف بإبتسامة
– ابعتي زيها يلا.
اجابته ببلاهة وهي لا تستوعب طلبه ولا ما فعله
– ها..! لأ مينفعش!
– ليه..؟ 
– عيب ايه قلة الأدب دي!
قهقه سيف عليها، واردف بدهشة
– قلة أدب! ماشي يا روحي وبردوا مفيش قعاد ف بيت راجل غريب، يلا سلام عشان اكلم الراجل.
كاد أن يغلق ولكن اردفت ليان بلهفة
– لأ استنى بس أنت قفوش كدة ليه يا عم! د..دا مراتك حتى بلاش قفش كدة! 
احمر وجهها بخجل وهي تضع يدها على وجنتها التي شعرت بحرارتها من خجلها، وهي تحاول فعل ما طلبه للتو! هل يستغل احتياجها الآن! تبًا لك أيها السَيف! 
أرسلت لهُ قبلة بخجل وتردد مما تقوم به، وابتسم لها سيف واردف
– رغم إنها مش كدة! وجاية بتردد بس ماشي نعديها، وشرط كمان الفيزا هبعتها وتصرفي منها ماشي؟
– حاضر يا سيف.
– حضرلك الخير يا قلب سيف، شوية وفيه شخص تبعي هيجي وتاخدي الفيزا منه اتفقنا..؟
ابتسمت لهُ وهي تجيبه
– اتفقنا.
أغلقت معه وهي تشعر براحة لما حدث! أمرًا عجيبًا أن يتحول شخصًا من أكبر اعدائك لأقرب الأشخاص إليك والوحيد الذي تعطيه الثقة! 
في أوروبا..
أغلق سيف معها واتجه لمكتب مايكل، ودلف و وجده شاردًة بأمر ما وهتف بتساؤل
– في إيه..؟
– حور لا تقدر على الإنجاب سيف! 
عقد سيف حاجبيه وما لبث ثوانٍ حتى تأكدت جميع كلمات فهد وأن الأمر ليس سوى مصلحة شخصية أرادها مايكل لا أكثر! 
– وأنت هتعمل ايه بالانجاب..؟ على حد علمي إنك مش بتحب الاطفال!
– لا سيف، أنا أردت طفلًا يكون من صُلبي وبالوقت ذاته تكون والدته مصرية! 
– ثواني! هو وجود حور هنا مش علشان بتحبها..؟ وكل اللي عملته عشانها..! 
نهض مايكل من مكانه واتجه ناحيته واردف وهو يضع يده على كتف سيف
– سيف! أنت تعلم أن في عالمنا هذا لا يوجد للحب طريق هنا..! وإن وُجِد ف هو لا يعني شيء سوى انتهائك، أتفهم ذلك؟ 
– واللي حصل؟ رجوع ليان واننا نجيب حور! الأمر من أوله!
– لأنني أعجبت بحور سيف، ببراءتها الشديدة رغم أنه سبق لها بالزواج إلا أنها بريئة جدًا..! وهذا ما رأيته بها وما شدني إليها، شقيقتها نفس الشيء ولكن شيء خاص جذبني بحور، ربما عينيها..! شيئًا أريد انقطاعه بقضاء وقتٍ معها لربما ينتهي.
– وهتعمل ايه دلوقت؟
أظلمت عينيه، وهو يجيبه 
– حان وقت انقطاع ذاك الانجذاب وعودة كل شيء لمكانه.
ابتلع سيف ريقه بتوتر وهو يتمنى ألا يكون ما وصل إليه صحيحًا واردف بتساؤل
– قصدك ايه..؟
– أنا كنت أحاول أن احرك مشاعرها تجاهي حتى عندما تحمل طفلي داخلها يكون ذلك عن رضا منها وأن تأتي بالطفل الذي أتمناه، والآن عرفت أنها مريضة قلب لا تقدر على الإنجاب ف ما فائدة إهدار الوقت لشيئًا كالمشاعر؟ إنها لعنة يا شقيق! لتحريكها بداخل أنثى هناك لعنة تُصيبك! واليوم حان تنفيذ كل شيء
خرج سيف من المكتب بعدما أنهى حديثه مع مايكل، و وضع هاتفه على أذنه فور إجابة فهد
– فهد حور لازم تختفي النهاردة! مش هينفع نستنى لبعد حفلة بكرة!
انتهى سيف من قص كل شيء على فهد الواقف أمامه بمكانٍ بعيد كل البعد عن أعين مايكل، واردف مهاب
– مش ممكن شك ف سيف ودي خطة منه..؟ 
التف لهُ فهد هاتفًا بغضب
– وأنا هستنى نتأكد إذا كان خطة ولا لأ..؟
سيف بتفكير في حديث مهاب
– أنا مع مهاب يا فهد! حاسس إنها خطة من مايكل! وإنه شاكك فيا.
نظر فهد لسيف واردف بتساؤل
– أنت عملت حاجة تخليه يشك فيك..؟
– مايكل عنده حاسة سادسة وحياتك! وبعدين أنت مشوفتش بيلعب بمشاعر حور ازاي! 
قص عليه سيف مرات استماع حديث مايكل مع حور، ومحاولات إقناعها بحبه لها، وختم حديثه
– أنا نفسي صدقته! ما بالك هي؟ مايكل بيلعب على أوتار مشاعرها جدًا..! ودلوقت بدأ يشك ويلعب على أوتار مشاعرنا احنا..! ومايكل شاطر جدًا ف النقطة دي! 
ياسين بعدم فهم لحديث سيف
– يعني قصدك ايه؟  
سيف بجدية
– مايكل عارف اللي بيحصل حواليه بس ساكت، ودلوقت بدأ يلعب بطريقته واللي هي يخلينا طول الوقت متوترين، كشفنا ولا لأ؟ بيعمل ده ليه؟ خطوته الجاية ايه؟ وده مبتغى مايكل! وأما عن حور..
قاطعه فهد بحزم
– اللعبة اتكشفت يبقى ملهوش لازمة حور تفضل بين ايديه، وهتختفي النهاردة.
يتبع…..
لقراءة الفصل الرابع عشر : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا
نرشح لك أيضاً رواية عنيد غير حياتي للكاتبة لبنى عبدالعزيز

اترك رد

error: Content is protected !!