Uncategorized

رواية معشوقة رحيّم الفصل التاسع عشر 19 بقلم سامية صابر

 رواية معشوقة رحيّم الفصل التاسع عشر 19 بقلم سامية صابر

رواية معشوقة رحيّم الفصل التاسع عشر 19 بقلم سامية صابر

رواية معشوقة رحيّم الفصل التاسع عشر 19 بقلم سامية صابر

نظرت روتيلا لهم بأعيُن زائِغة، ثُم جلست جانبًا وبدأت دموعها تهبط بصمت وهي شاردة تمامًا ولا تعي ما عليها فعله.. جميع الابواب قد أغلقت في وجهها لتمنع اجتماعها بِ رحيم ب شتى الطُرقْ!
بينما ضحك رحيم بقوة مُستهزءًا ثُم قال وهو يضم يديه معًا
=بجد! يعني إنتِ حامل مني دلوقتى؟
قالت وهي تبتلع ريقها بتوتر
=آه مالك مستغرب ليه.. لو مش مصدق خُد شوف بنفسك.
=لاء ازاي مصدقك طبعًا، بس على كدا بنت ولا ولد؟
=انت بتهزر يا رحيم..
صمت قليلاً ثم قال بنبرة غامضة
=استني شوية يا ريناس فيه حد مستنيه جاي بعدين نتكلم.. 
حاولت روتيلا أن تنهض فقال بصوت عالي قوي.
=محدش هيتحرك من مكانه … وبالذات انتِ .. خليكي قاعدة متقوميش حابب اوريكي حاجة بسيطة بس..
قالت وهي تنهض بإصرار 
=لا عايزة اسمع ولا اشوف.. ابعد عني وركز مع مراتك وإبنك وبس ..
دلفت في تلك اللحظة طبيبة في الثلاثون من عمرها .. ما أن رأتها ريناس حتي صُعِقت بشدة وأصفرت ملامح وجهها، قال رحيم ببرود تام ل روتيلا 
=امبارح.. تليفوني رن ، من الطبيبة مها اللى واقفة قدامك دي ، صديقتي من فترة دكتورة نسا، كانت على طول بتقولي ان ريناس بتروح ليها لأجل ادوية علشان تحمل والكلام دا.. يعني انا كنت متابع مع ريناس خطوة بخطوة، وعارف انها واخدة أدوية  .. فقالتلي انها امبارح طلبت تقرير طبي مزيف بحملها، لأن ف الاساس ريناس مش بتخلف! وقالتلي بالمحتمل انها تعمل حاجة بيه ، ف عرفت انها هترجعني بالطريقة دي وتحطني تحت الامر الواقع .. طلعي التسجيل يا دكتورة .
أخرجت مها تسجيل لمكالمة وريناس تطلب منها هذا مقابل دافع مادي كويس بأسرع وقت.. ثم أخرجت بعدها ملف قائلة
=دا تقرير بيقول انها يستحيل تخلف في حياتها..
صرخت ريناس في وجهها قائلة
=اومال كنتي بتكذبي عليا  لييه هاااه ليييه..
امسك رحيم يديها بقسوة قبل أن تتطاول عليها ثم قال بحذر شديد 
=انا لحد دلوقتي عامل حساب لزمان وأيام زمان.. ومش هأذيكي، أبعدي عني بالذوق وكل حقوقك هتبقي عندك ..المهم ما اشوفكيش حواليا تاني.
قالت وهي تبكي بقهر 
=لاء ف خيالك، انا هفضل حواليك لأنك في النهاية ملكي أنا فاهم ولا لاء.. وهاخدك وهبعدك عنها متفكريش انك فوزتى بيه دا ف خيالك يا حلوة .
خرجت من الفيلا وهى تلعن كل شيء باكية مقهورة على سنين هُدِرت لأجل شخص باعها فى ثلاثة ثواني دون تردد .. قالت بغل
=والله لأوريكم، حقي هاخده منك تالت ومتلت، وبُكرا تندم على ست الحُسن والجمال .
أخذت هاتفها ثم أتصلت بِ “أمجد” الذي رد بتعب فهو مازال طريح الفراش بعد ضرب رحيم المبرح فيه، لتقول هي بتنهيده 
=أنا راجعة على مصر، وموافقة على كُل شيء المهم أرجع رحيم ليا وأبعده عن روتيلا!
بينما فى الداخل ، قال رحيم بإمتنان
=شكرا يا مها أوي.. وان شاء الله كل اتعابك هتوصل.
=دا واجبي .. انا همشي بقا لازم أرجع القاهرة فورًا.
=اتفضلي. 
بالفعل خرجت ليبقي رحيم مع روتيلا بمفردهم، نظرت له بخوف ونظرات حائرة، قالت وهي تبتعد عنه بقلق
=انت شيطان على شكل انسان بل أسوء، فيه حد يجرح الست اللى اتجوزته وكانت معاه كدا.. مع اني شكلها بتحبك ازاي جالك قلب تعمل فيها كُلِ دا؟.
=بالعكس.. انا مأذيتهاش، كل حاجة عملتهالها، بس انا مش هقدر أفضل مع واحدة محبتهاش أبدًا..
=أتجوزتها ليه طالما مش بتحبها… انت أذية الناس عندك هواية؟
=كان زمان ، وكانت أي كلام فارغ .. انا حاولت أعوضها رغم كدبها وكل اللى كانت بتعمله .. بس في الحقيقة فيه حاجات لازم تعرفيها الاول ..
=اسكت.. مش عايزة اعرف حاجة انا هآمن لنفسي معاك ازاي اصلا وانت ببساطة هنتها كدا وبعتها؟
=انتِ غيرها ، انا حبيتك هي لاء .. وغير انها بتكذب وبتعمل حاجات من ورايا وانا الكذاب مالوش في حياتي مكان! دي كدابة وخداعة وبتعمل الاعيب قذرة زيها !
ابتلعت ريقها بخوف وهي تتذكر ما تخفيه عنهُ ..بينما هو جذب يديها ببطيء ثم جلسوا على إحدي الارائك، بدأ يُشجع نفسه لقول ما في داخله 
=فراشة.. الحياة قبلك كانت من غير طعم من غير روح، ضيعت عمري في حاجات كتير قبلك .. المرة الوحيدة اللى اتولدت فيها فعلا كانت لما شوفتك، اول مرة قلبي يدق.. اول مرة احب اول مرة اتعلم الحاجات والاسماء والاشياء وكل ماهو جديد.. انتِ بالنسبة ليا البداية الحلوة في كل شيء.. 30 سنة من عمري تايهة كإني فى صحراء بالظبط، عطشان .. تايهة .. وحيد  ، ومفيش سبيل للنجاة .. عامل زي راجل عنده 70 سنة في اوضة مقفولة مظلمه في صحراء محتاج سبيل نجاة .. وفجأة وبدون مقدمات دخلتي من غير استأذان، تغيري القواعد والقوانين على مزاجك .. كل لحظة عيشتها معاكي كان نفسي  أعملها من قبل ، بس معرفتش .. كنت خايف وجيتي غيرتي كُل دا في ثواني.. عارفة قلبي مكنش بيضحك  ، جيتي في ثواني .. طلعتي ضحكة صافية من قلب كله حجر .. أنا محبتش غيرك،  وفخور انك في حياتي دلوقتي  ،وإني في حياتي محبتش غيرك .. كُل اللى طالبه فرصه لينا احنا الاتنين نبدأ سوا بداية جديدة. 
أدمعت عينيها من حديثه الذي دق طبول قلبها فقالت بنبرة رقيقة 
=أنا خايفة ، خايفة أوي يا رحيم .
=مني؟
=لو قولتلك إنك بر الامان مش هتصدقني، رغم كل اللى عملته وبتعمله، بس مش بخاف أما بكون معاك.. انا خايفة من كُل حاجة من العلاقة من النتيجة كُل حاجة غير انك متعرفش حاجة عني يعني.. يعني فيه حاجات حصلت زمان لازم تعرفها..
=مش عايز أفتح في القديم، مش عايز أعرف حاجة.. انا عايز اللى قُدامِي دي وبس.. عايزك إنتِ وبس.
=بس..
=فراشة..
نظرت له ليقول بهدوء
=إطلعي فوق في أول اوضة هتلاقي لبس جديد ، غيري وإنزلي علشان هنخرج نتفسح .. ننسي كل حاجة ونعيش اللحظة بس دلوقتي.. ممكن؟ 
رمقته لقليل تُفكر، ثم هزت رأسها فهى تود ان تبقي معه وتستمتع بلحظاتها فقط معهُ ؛ ثم أي شيء آخر … حاولت أن النهوض فطبق علي يديها قائلا بعبوس
= السلسلة اللى جبتهالك فين!
ضغطت على شفتيها بحرج قائلة
=كسرتها.. ورمتها!
=بقا كدا؟!
=غصب عني.. كنت غضبانة منك ، انت غلطت وعلى فكرا انا لسه مسامحتكش على اللى عملته .. 
نهضت وهي تمثل الضيق مصطنعة فقال بتسلية
=ما أنا ممكن أصالحك بطريقتي الخاصة..
التفتت برفق تنظر له ف غمز لها ليحمر وجهها بشدة ثم ركضت للاعلى قائلة
=قليل الادب!
بينما قهقهة رحيم عليها بخفة شديدة .. ثم نهض ليجهز هو الاخر .
بعد قليل، أرتدت بنطال جينز ، إحدي البلوزات الخفيفة الطويلة ثم حجابها وفوقه كاب أسود وخرجت من الغرفة لتتقابل مع رحيم الذي إرتدي تي شيرت بنصف كُم وبنطال، دُهِشت من ملابسه قائلة
=أول مرة اشوفك تلبس كدا.
=شكلي حلو؟
=يالهوي آه أوي.. اا .. اقصد.. لاء شكلك عادي يعني.
قهقهة بخفة قائلا 
=على الأقل انا بقيت حِلُو لمرة .. إنتِ حِلُوة دائِمًا”.
ابتسمت بهدوء ولم تعُقب، ليبدأ بالسير وهي خلفهُ تسير ببطيء دلفت معه إلى السيارة وقادها هو الى إحدي الشواطيء الهادية البسيطة الخالية من البشر وكان هُناك اطلالة رائعة جدًا، هبطت برفق لتقول
=إحنا جايين هِنا ليهِ!
=هتعرفي.. ورايا.
سارت خلفه الى الداخل، ثم مسك بيديها يجذبها برفق لتري طاولة فوقها قالب من الكيك وفوقه شمعة برقم 20 عامًا، قال وهو يقترب منها
=عيشتي.. 20 سنة بعيدة عني، تعرفي أنا غيران أد إيه إنك مكونتيش معايا، لكن كُل اللى جاي جنبي وِمعايا وبس .. كُل سنة وإنتِ معشوقتي وبس.
ابتسمت ثم أدمعت عيونها قائلة
=دا انا كُنت نسيت واللهِ، إنت إزاي عرفت!
=مش صعب على رحيم الهواري يفتكر عيد ميلاد معشوقته .. 
جذب يديها اليها ثُم بدأ يُردد إحدي اغاني أعياد الميلاد ظلت تضحك بقوة غير مُتمالكة نفسها  وهو فقط سعيد لكونها تضحك، طفت الشمعة ثم أخذت جزء منها لتطعم رحيم فقال برفض
=مبحبش الحاجات دي.
=ياه انت مبتحبش حاجة خالص..
اقترب منها قائلا بهمس
=إنتِ أول حاجة أحبها، إنتِ الحَلوي الوحيدة اللى نفسي أتذوق منها.
بربشت بعينيها بتوتر ثم ابتلعت القطعة وهي تبتعد عنه قائلة 
=شكرا على كُل دا  شكرا .. بس ممكن متغنيش تاني، صوتك تاني أسوء حاجة في العالم.
=وإيه هي الاولي؟
=إنت!
=الله على الرومانسية والكلام اللى يرفرف ليه القلب..
ضحكت بقوة علي حديثه ثم قالت 
=عيب عليك انا رومانسيه كبيرة على فكرا .
فقال بهدوء وهو يضع امامها بوكس كبير
=إفتحي هديتك!
=الله بجد.
بدأت تفتحتها برفق جميع الاشياء التي تُحِبها، من أنواع الشوكليت الفخمة والقهوة والكتاب الذي تعشقه وتعشق قرآته كانت مبهورة وسعيدة بالفعل جدًا، وظلت تصفق بيديها بفرحة طفلة ف لاول مرة تحصل على هذا القدر من الاشياء وهو يقف فقط يتابع حركتها بإستمتاع،  آخر هدية كانت سلسال فضي بنفس نوع الفراشة، أمسكه قائلا بتحذير
=لو كسرتيه مرة تانية هعتبر كٌل حاجة أنتهت..
هزت رأسها بهدوء وبدأ يضعه حول رقبتها قائلا
=الهدية الحقيقية بليل واحنا بنتعشي.
ثم قال يهمس في أُذنها 
=أنا بحِبَّك
ابتسمت وهى تغمض عينيها بحب ثم التفت له ترمقه بهدوء فقال وهو يحك رأسه 
=أما حد بيقول الكلام دا بيبقي فيه رد غالبًا!
=آه.. رد ايه؟
=معرفش انتِ إيه رأيك.. 
=معاك حق.. عايزة اقولك على حاجة.
ابتسم ببلاهة قائلا
=قولي.
=ايه هي هدية بليل يا رحيم ؟.
=قولت بليل.. مش هتقولي حاجة تانية؟
=أنا جعانة . 
اغمض عينيه بنفاذ صبر قائلا
=ماشي حاضر.. مفيش حاجة تانية عايزة تقوليها؟
ضحكت بتسلية قائلة
=إنت رجُل آلى جميل ..
نظر لها بطرف عينيه بضيق فهو يود سماع كلمة أحبك من بين شفتيها ..فقالت وهي تقترب منه ضاحكة 
=خلاص خلاص .. أنا بحِبّك.
=بتلعبى بالنار بقُربك مني دا ومعرفش ممكن أعمل إيه وقتها. 
=طيب يالا نحترق سوا .
تبادلوا نظرات بسمة وعشق ، ثم قالت هي بحماس 
=تعالي صورني يا رحيم .
=لاء ماليش في الكلام دا خالص أنا …
=علشان خاطري رحيم!
=لاء .. 
=رحيم.. 
=متبصليش كدا ..
ضحكت وهي تنظر له مبربشة بعينيها برفق ف تنهد بحيرة ثم أمسك الكاميرا وبدأ في تصويرها ألف  صورة وهي سعيدة بتذمره ، ثم جذبته ليتصورا معاً مرارًا وتِكراراً.
انتهوا وخرجوا من هذا المكان ، لتنظر هي بعينيها الزائغة نحو إحدي مطاعم “الكشري” فقال برفض قاطع
=لاء
=آه.
=لااااء
=ااااه..
بالفعل أخذته ليدلفوا معاً اليه ثم طلبت اثنان قائلة
=لازم تاكل معايا، انا واثقة انك بتحبه.. خليك طبيعي اعمل كل حاجة بتحبها انت هتعيش مرة واحدة ، متحرمش نفسك من أي حاجة، ودا مش هينقص من برستيجك يعني .
=دا تلوث تلوث ..
لوت فمها بضيق منه ثم وضعت امامه الطبق قائلة بحماس 
=سيبك من الكلام دا  وكُل يالا وأستمتع بس.. دي أكلة قمر والله.
بالفعل بدأ يتناول منها رغمًا عنه وهي تبتسم لهُ حتي بدأ يعتاد الطعم متذكرًا ايام طفولته كلها ، كانت لحظة لطيفة خفيفة مرت سريعًا لانهم كانوا معاً.. فقط مع الاحباب تمر السنين بسرعة البرق.
كان يوم لطيف عليهم، تمشوا معاً في كل مكان، اشتروا اشياء كثيرة ومُتعَدِدة .. حتي عادوا الى الفيلا لتلقي بنفسها على الكنب بأرق قائلة
=مش قادرة أتحرك والله تاني.
=لازم نخرج تاني، فيه مفاجأة اهم من دا كله مستنيانا، يالا قومي..
جذبها بخفة لتصعد مرة أخري وتبدأ في تبديل ملابسها الي فستان رقيق خفيف .. وبعد قليل ، خرجت اليه وهي تتثاوب قائلة
=أهو خلصت.. 
إقترب منها ثم طبع قُبلة خفيفة على كفها قائلا
=عارفة إنتِ عاملة زي الفراشة .. بسيطة.. جميلة.. رقيقة.. مُتحررة  ..عنيدة.. وقوية. 
إبتسمت على وصفه لها ثُم قالت وهي تضحك
=وإنتَ زي الثور .. مغرور متكبر عديم المشاعر قاسي حجر صلب فولاذ..
=روتيلا !!!
ضحكت بأسف قائلة
=خلاص آسفة ،متزعلش مني.
=ورايا طيب.
هزت رأسها وهي تسير خلفه مرة أخري.
______
دلفت  ريناس بغضب الى غرفة نوم أمجد ثم ألقت بالحقيبة أرضاً قائلة
=انت لازم تساعدني ..  انا على أخري خلاص.
=حصل ايه اهدي
=طلقني وسابني .. وبقي مع الخرا اللى  اسمها روتيلا لازم أمحيها من على وش الارض واعلمه الادب  .
=اه وانتوا كنتوا متجوزين.. حلو 
=مش وقت كلامك دا يا أمجد انا جيالك تشوف ليا حل والا اشوف بنفسي بقا.
=خلاص طيب اقعدي يا ريناس ..انا هساعدك مقابل دا هتساعديني.
جلست تضع قدم فوق الاخري قائلة بحذر 
=بشرط منأذيش رحيم.
=خلاص تمام.. اولا علشان تخلصي منها لازم تمسكي عليها ذلة ، حاجة هى مخبياها مثلا عنكم ومحدش يعرفها ودا كفيل يكره رحيم فيها للأبد .. 
ضغطت على شفتيها قائلة
=منعرفش عنها حاجة خالص
=يمكن دي الاجابة..
=قصدك أبحث عنها يمكن قلاقى حاجة كدا ولا كدا 
=ابحثي وان امكن روحي المكان اللى كانت عايشة فيه قبل كدا واستفسري…
نهضت بإصرار قائلة
=هعمل كدا .. ويا انا يا روتيلا!
يتبع…..
لقراءة الفصل العشرون : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا
نرشح لك أيضاً رواية نبض السيف للكاتبة سارة محمد

اترك رد

error: Content is protected !!