روايات

رواية أترصد عشقك الفصل الثالث والثلاثون 33 بقلم ميار عبدالله

رواية أترصد عشقك الفصل الثالث والثلاثون 33 بقلم ميار عبدالله
رواية أترصد عشقك البارت الثالث والثلاثون
رواية أترصد عشقك الجزء الثالث والثلاثون

رواية أترصد عشقك الحلقة الثالثة والثلاثون

اجعل صديقك قريب منك مرة
وعدوك أقرب منك مرتين..
لطالما كانت تلك هى الطريقة الاستراتيجية الوحيدة للنصر، وحتما تفلح فى كل مرة.
أفضل طريقة لأستدراج فريستك أن توهمها أنها ظفرت بوليمتها، اجعلها تعيش فى هذا الوهم لفترة كافية، كافية لاستدراجها لفخك الأكبر..
فى حال حصارها داخل مصيدتك، ستتخذ فترة طويلة تحاول أن تستوعب أنها تحولت من الصياد للفريسة .
لجلب الفريسة، كانوا يحتاجون لألهاء.. ولطالما كانت هي إلهاء وفريسته التى لطالما يرغبها
وضعوها داخل مصيدة وفخ أكبر … ولجعله يظن أنه أكثر ذكاءً كانوا يحتاجون إلى حرس غفير
فالصياد المميز يعرف بخفة يده وسرعة بديهته، وكيف يأخذ فريسته ولو من جوف الحوت..
الخطة متقنة، لكن هذا لا يدفع للثقة والاطمئنان الكامل، فـ الفريسة التى يرغبونها برية، لا تستطيع أن تأمن جانبها
لكن ما من خطة بديلة
يجب جلب الفريسة الى عقر دار الصياد، فـ إن استطاع الدخول فلن يتمكن من الخروج ابدا من المنزل !!
جحظت عينا شادية لتحدق بعدم تصديق الى عيني ماهر شقيقها بعدما أخبرها بخطة جلب معاذ داخل المنزل، هزت رأسها نافية عدة مرات .. لتهمس بتوسل متمسكة بكلتا ذراعيه بقوة
-ماهر، ارجوك لأ، لأ
اقترب ماهر جالسا على ركبتيه محتضنا وجه شادية، محاولا تهدئة هلعها ونوبة الذعر ليهمس بصوت جاد
-مفيش غير الطريقة دي
انهمرت الدموع من عينيها، لتجهش فى البكاء وهى تحاول ان تثنيه عن رأيه قائلة
– يا ماهر انا مش هقدر
امسك ذراعيها بقوة جعلها تتألم لتنظر نحو شقيقها الذى تطلع اليها بصرامة أعلمتها أنه لا فرار من الخطر المحدق
ستقابله مرة أخرى، سيكون هنا ولن تستطيع الاستنجاء منهم، ستنظر إليه عينيه الجشعتين والله وحده يعلم كيف ستكون حالتها وكيف سيكون هو !!
زفر ماهر بحدة وهو يهمس بصرامة
– الطريقة دي الطريقة الوحيدة اللي هنقدر نمسكه بيها
انهمرت الدموع من عيني شادية لتحدق نحو ماهر بيأس وتوسل علّه يجد طريقة اخرى ليمسكوا به، ألا يكفي ذهابها الى مركز الشرطة لتدلى بأقوالها
كانت وقتها على وشك فقد سيطرتها، وتحكمت بدموعها بقلب من أسد للأمساك به، متشبثة بيد شقيقها بعد أن ابتعد والدها عن الصورة تماما .. ترك الشقيق يهتم بأمور شقيقاته ورفع يداه عنهما تماما مما جعلها تلزم غرفتها بعد محاولاتها الكثيرة باءت بالفشل لاسترضاء والدها الذى خاصمها كليا، لا يوجه لها حديثه ولا حتى ينظر نحوها، تعلم أنها أخطأت بعدم هرعها إليه، لكنها حاولت أن تتصرف ولو مرة واحدة بعيدة عن ايادي عائلتها، حاولت أن تتعامل بجسارة وقوة
حاولت أن تتصرف كامرأة قوية، حكيمة، تستطيع أن تتعامل مع مصائبها بيد من حديد، لكنها فشلت!!
فشلت فشل ذريع وبدلا من أن تجده يفتح ذراعيه ويخبئها داخل ذراعيه عن العالم، أدار هو بظهره لتحارب رهابها … ألم تحاول أن تبدو كـ محاربة شرسة فلتحارب بمفردها حتى النهاية !!
توترت شفتي شادية وهى تنظر الى شقيقها بتردد شديد، اخفضت رأسها أرضا وهى تحاول السيطرة على ارتعاش يديها لتهمس بقلق
-افرض أذاني
لم يستكثر العناق الذى ترغبه رغم عدم نطقها به، لتنفجر هى فى البكاء بقلة حيلة وماهر يشدد عناقه مقبلا رأسها ليهمس بثقة
– مش هيلحق
يحاول هو زرع الثقة والشجاعة، وهي نبتة ضعيفة والدعامة التي تستند عليها لم تستطيع ان تجعلها تقف صلبة أمام أى ريح عاصف، بل ازدادت انحناءً وكادت تسلم على الأرض لتشعر بيد ماهر ينتشلها من أعماق غياهب عقلها
عيناها المذعورتين تقابلان عينيه المطالبة بالثأر
غمغم بصوت أجش ومقدار نصيب ذلك الجرذ تضاعف أضعافا  مضعفة
ان كانت الشرطة لن تستطيع القبض عليه كون ابن رجل سياسي له وزن فى البلد، سيلعب هو بحقارة بعيدا عن عيون الشرطة، ويعلم هو تمام المعرفة أنهم سيلصقوا التهمة لرجل آخر ،حتى يبقوا سمعة السياسي نظيفة وإن كان والده كره تنظيف قاذوراته .. لكنه بالنهاية ابنه وسيضطر لاستخدام نفوذه للحفاظ على سمعة اسمه للانتخابات القادمة !!
همس بثقة شديدة وهو يداعب خصلات شعرها
– مش هيعرف
تمسكت بذراعيه وهي تحدق نحو عيني شقيقها، لتهمس بصوت أجش
-هتكون جنبي
هز ماهر رأسه موافقا، لتخفض رأسها محاولة التفكير كيفية التخلص منه، بل كيف ستواجهه بعد ما فعله بالرجل القابع فى غرفة العناية المركزة، توترت شفتيها، لترمش بأهدابها عدة مرات والنغزة فى صدرها لم تغادرها ما ان اخبرها ماهر بخطته، لتهمس بذعر
-ماهر انا مش مطمنة
امسك ذراعيها بقوة لتواجه عيناه التى قد تحولت الى جمرتين، مما جعلها تشهق بذهول لتنفض ذراعه إلا أنه صاح بصرامة شديد
– عايزة تخلصي منه ولا لأ
ظل يهز جسدها عدة مرات لتجيبه
-عايزة
ارتسمت ابتسامة هادئة على شفتي ماهر ليميل مقبلا رأسها، ثم استقام واقفا ليقول
-سيبي كل حاجه عليا، وخليكي  مستعدة انا لولا خوفي عليكي جيتلك، والا خلتها عنصر مفاجأة
اتسعت عينا شادية لتستقيم من فراشها قائلة بذعر
– انت كمان مكنتش عايز تقولي
لاح علامات الرفض على وجهه شادية كليا والتفتت مغادرة، إلا أن ما جعلها تتوقف عن لسماعه وهو يهتف بغيظ
– هاخدك المستشفى تطمني عليه
استدارت على عقبيها تحدق نحوه بعدم تصديق، اقتربت منه وعلامات  اللهفة طغت أي تأثير آخر لتهمس قائلة
– بتتكلم جد
تجهمت ملامحه فور رؤيته لملامح الشوق التى تحاول شقيقته اخفاءها، ما الذى جعلها تأمن هذا الرجل تحديدا بعد ما عانته بعد معاذ، خصيصا ان والده لا ينفك ويذكره ان الرجل وقحا لدرجة تمني قتله قبل طرده من المنزل… تحكم بيد من حديد ان لا يخنقها ليقول بغيرة
-راعي اني اخوك والا هحلف اني مش هاخدك
اختفت معالم الشوق لتنظر الى شقيقها بتوتر قائلة
-ليه
تجهمت ملامح الشقيق تماما وظل ينظر الى شقيقته محاولا معرفة الولوج الى خباياها، سألها بحنق
-ليه هو، ايه المختلف عنه يخليكي تدافعي عنه بالطريقة دي
وهى تظل تسأل نفس الاسئلة لحالها كثيرا
لما هو؟ ما المميز به؟ لم يتوانى مرة محاولا الحفاظ على الحدود بل كان يريد كسرها ويقترب
ظنت عبثه الخارجي ليس غلاف  خارجي يخفى داخله رجلا تود اكتشافه
بالنهاية ليس رجل أحمق كما ظنت، أو عابث متهور، تهور لانقاذها رغم كونه يستطيع ان يساعدها دون أن يقترب منها مقدار انش..
هزت رأسها بيأس وهي تجيبه
-لأنه مترددش لحظة يساعدني، دخل وسط النار وهو عارف انه هيتحرق واعتقد دي اقل حاجه اعملهاله
زاد عبوس ملامح شقيقها واجابتها لم ترضيه، ولن ترضيه ابدا، لولا فقط الرجل كبله هو ووالده بقيد لكان قتله، زفر بحدة وهو يميل مقبلا رأسها ليربت عليها قائلا
– هيبقي لينا كلام تاني، خليكي قوية ارجوكي ومتجبيش سيرة لجيجي
هزت رأسها موافقة، ولن تكذب إن كانت ما تشعر به هو عدم المبالاة، هى تكاد تموت خوفا ورعبا، إلا أنه لا يوجد حل اخر
يوم كالجحيم أفضل من أن تعيش فى حالة من الذعر والترقب حد تذهب روحها إلى بارئها !!
-حاضر
…….
فى الوقت الحاضر،،
مر يومان منذ أن آتاها شقيقها، ومنذ أن رفع حماية وكلف حراسة خاصة حول المنزل، لكنه اخبرها انه ترك منفذ لدخوله، حتى القطة لولو وضعتها فى غرفة شقيقتها رغم ان تلك الشقية تترك غرفة شقيقتها وتموء امام باب غرفتها المغلق لتسمح لها فى النهاية للدخول لعدة ساعات قبل ان تخرجها متطلبة منها الذهاب لجيجي لاطعامها ، ازدردت ريقها وهي تكاد تجن من فرط توترها، ماذا إن لم يأتي شقيقها
ماذا ان لم يستطيع حمايتها؟
وما رد فعل والدها؟… اختنقت أنفاسها لتهدد دموعها بالانهيار، والدها يعاقبها بقسوة وهي تعلم مدى تعلقها به بسبب تعرضه للخذلان منها
خذلته نعم
وكادت أن تكون هى فى وضع سرمد أو ربما أفظع
لم يعانقها ولم يهدأ من روعها من تلك الليلة، لم يحاول فعل شئ .. ببساطة ابتعد عنها ورفع يديه عن العناية بها، هل تستحق تلك المعاملة؟
تساءل عقلها ليأتيها الجواب بنعم، هي تستحق ذلك العقاب، ويكفي انها تعيش تحت سقف منزله وما تركها وتخلى عنها !!!
أنهت رثاء حالها لتحاول النهوض من فراشها بخمول مما سبب الانين فى عظامها لتتأوه بوهن وهي ترتدي خفيها لتتجه نحو الحمام الملحق بغرفتها قبل أن تعود لكآبتها مرة اخرى!!!
دقائق عديدة مرت داخل الحمام بعد ان قررت ان تأخذ حماما دافئا لتعيد تجديد نشاط جسدها، لفت رأسها بمنشفة بعد ان اكتشفت انها نست المجفف الخاص بها على طاولة الزينة، ارتدت بيجامة قطنية مريحة ثم هرعت للخارج لتجحظ عيناه و وتتخشب قدميها وهى تجده جالس بأريحية شديدة على المقعد متفرسا اياها والنشوة تزداد تدريجيا وهو يرى خوفها، يكاد يشم رائحة الخوف مما جعله يستقيم من مجلسه مقتربا نحوها حتى تقدم أمامها ليميل برأسه مشتما عبيرها الهادئ ليهمس بصوت أجش
-وحشتيني مش كدا
ارتجفت شفتيها وهى تتطلع نحو باب غرفتها المفتوح على مصراعيه ثم شرفتها المفتوحة، لطالما تركت باب شرفتها مفتوحا وظنت انها الطريقة التي سيدخل منها لكن أن يأتي من باب غرفتها !!!
هل حدث شئ لشقيقتها ؟ هل اختطفها هى أيضا؟ شحب وجهها تدريجيا وهى تهمس بتعثر
-م… معاذ
ابتسم معاذ بشراسة وعيناه تحدقان نحو عينيها المذعورتين، لمس وجنتيها لتبتعد عنه خطوة
زاده رغبة وهو يتقدم يلمس فكها لترتجف وهي تبحث عن معونة من شخص، أين شقيقها؟
أين الجميع ؟!!
كادت تتحدث الا انها انفجرت صارخة برعب حينما وجدته ينسل من جيب بنطاله مسدس !!
صرخت بذعر وهى تتراجع للخلف صارخة بانهيار
-ايه اللي في إيدك ده يا مجنون
نظر الى سلاحه بانتشاء ثم نحوها ليقول ببرودة اعصاب
-مسدس، تحبى تيجى بالذوق ولا اقتلك
اجبرت قدميها على التحرك والهروب، لن تأمن وجودها بجانب مختل
خطوة، اثنان وثلاثة الا انه امسك ذراعها بخشونة جعلها تصرخ طالبة النجدة، دفعها بخشونة نحو الحائط ويده توجه نحو فوهة المسدس نحو عنقها قائلا بتهديد
-متحاوليش تهربي مني، خلاص انتي وقعتي تحت رحمتي
التمعت عيناه بشرر ناري، وهو يتذكر كيف قام والده بتبريه تماما بعدما طلب نجدته، أبيه ينقذ اسمه فقط ولا يهتم به اطلاقا!!
لقد فقد الأمل منه تماما، وما يقوم به لحمايته فقط من أجل اسمه وحملته الانتخابية القادمة، لقد أخبره بها صراحة
ألم يفر هاربا تاركا الزفاف وقرر الرحيل نحو الخارج، تاركا والده وعائلته في وضع حرج أمام عائلة السويسري، والسبب انه فقد رغبته بها بعدما كاد يجن وتصبح مجرد عدد تضاف للائحته
أو غزو جديد أعلن انتصاره
شرست ملامحه وهو يقرب الفوهة من رأسها و ملامحها الشاحبة وارتعاش جسدها يزيد من نشوته وانتصاره ليهمس بصوت أجش
-انتي فاكرة الحمير اللي معينهم برا دول هيمنعوني منك
انفجرت شادية تصرخ بعلو صوتها، حتى كادت احبالها الصوتية تنقطع ليزيد من صوت صراخها ضحكه الثمل الأجش لتزيد ملامحه قسوة وضراوة وهو يمسكها من مؤخرة عنقها ليصرخ فى وجهها قائلا
-اصرخي اكتر، ولا حد هيقدر يعمل حاجة، انتي عارفة أنا بسببك حصلي ايه.. والدي رفض يستقبلني في حضنه بعد ما عرف حبيبك اللي طلع ايطالي
زاد حقده عليها وعلى ذلك اللعين الأجنبي، ذلك الأجنبي الذي زعزع سلامه وحياته السليمة، امسك ذقنها بخشونة آلامها لتنفجر صارخة وهو يغمغم بقسوة
– قوليلي يا بيبي ياتري عارف بعلاقتنا الحلوة القديمة ولا لأ، انطقييي
اقترب يشم عبير عطرها الناعم ليطبع قبلة على خدها وهو يهمس بثمل وقسوة شديدة
– ولا مش فارق معاه، بس مش هسيبكم، انتي بتاعتي لوحدي
حدقت شادية نحوه بغضب، يذكرها بأعظم غزواته السابقة ويتغني بها أمام ليؤلمها
ويحبطها ويكسرها، لكن الآن !!
ليست تلك الضعيفة أمامه، هل هى ضعيفة ؟!! لا ليست ضعيفة
ألم يتركها والدها تتعامل مع مشاكلها بمفردها، يهدد المسدس امام وجهها، لكن يقين داخلي تعلمه أن تهديده بالسلاح  لن يتجرأ على استخدامه ابدا
هو لا زال بحاجتها، يعيد استرجاع غزواته القديمة وهي ستريه كيف أصبحت آخر غزواته !!
دفعته بقسوة عنها وهى تصرخ هادرة فى وجهه
– ابعد عني، عايز ايه تاني مني .. مش اخدت اللي عايزة ورمتني
مال برأسه مفكرا قليلا قبل أن يتمتم بعبث
– ووحشني للأسف، الوحيدة اللي معرفتش انساها، بتخيلك دايما فى احلامى فى حضني ومشتاقة ليا
اقشعر جسدها وهى تتذكر لمسات ذلك القذر منذ أن عقدا قرانه، ولمساته التي كانت تزداد جرأة يوما عن الاخرى معللا أنها أصبحت زوجته وما يفله ليس بعيب وحرام… كان يجادلها دينيا ويعقد مناظرة وهو حتى لا يعرف عدد ركعات الظهر !!
انفجرت ضاحكة بسخرية وهي لا تصدق كم كانت ساذجة، مغفلة، هل تلك الدرجة لم ترى خدعها ولم ترى مكره ووجهه القذر، مالت برأسها وهى تواجهه بشراسة وقوة لم تعتادها ابدا
لكن مضطرة إليه، إن كان لا يوجد احدا فى ظهرها وهى وحدها فى الوادي !!
يجب عليها قتل الأسد في عرينه وترفع رأس الأسد أمام جميع الحيوانات لتجعل جميع الحيوانات الأخرى تخشى الاقتراب منها !!
همست ببرود
– واضح ان احلامك واسعة يا معاذ
تركها تتحدث وتعبر عن ما يجيش في صدرها، إلا أن الكلمة الأخيرة له
هكذا هو السلطان يترك رعيته تتحدث وتتكلم، ثم ما يحدث بالنهاية يخرس ألسنة من يحاولون شن الفتنة والحقد، اقترب ممسكا إياها من ذراعها لاويا اياه خلف ظهرها لتتلوي بجسدها وعينيه تمشطانها تجري مسحا على جسدها الغض بين ذراعيه
لقد فقدت الكثير من وزنها، اللعنة عليها .. ما الذي فعلته بنفسها… صاحت بهدر
– ابعد .. ابعد عني
تأوهت بألم حينما زادت أنامله قسوة ليجيبها بجفاء
– احلامي هتتحقق، بعد اللي خسرته مفيش غيرك مش هقدر اخسرك
سمع معاذ صوت اقدام ارجل ليدير جسده أمام باب الغرفة رافعا فوهة المسدس لرأس شادية التى شهقت بجزع ما ان رأت شحوب وجه شقيقتها نظرت اليها محاولة اطمئنان
وكان حديث الأعين بعيدا عن الصخب الدائر
– لو حد قرب منها هقتلها
كادت جيهان تفقد وعيها وهى ترى هذا المختل يوجه فوهة المسدس فى رأس شقيقتها، شعور بالعجز تكبلها وخشيت أن تتقدم خطوة واحدة لتعرض حياة شقيقتها للخطر
رفعت عيناها باضطراب محدقة نحو شادية التى تنظر نحوها بثبات واطمئنان، مما جعل رعبها يزداد ضعفا
من التي من المفترض أن تخشى وتخاف
هى أم شقيقتها
كادت الارض ترحب بجسدها الا ان ذراعي وسيم التى سبقتها ساعدها على رفع جسدها وهى تدير وجهها نحو وسيم التى تحولت ملامحه قد من حجر ناظرا نحو معاذ بثبات قائلا بصوت خشن
– سيب السلاح على جنب
حدق معاذ بسخرية شديدة وهو يضم جسد معذبته اكثر مستشعرا نعومة جسدها ورائحتها المسكية، ليزداد جسده احتياجا لها، هى الوحيدة القادرة على إشباع ظمئه منها !!
لوى شفتيه ساخرا وقال
-ابعد انت منها دلوقتي واهتم بحبيبة القلب
تقدم وسيم خطوة منه بجسارة جعل معاذ يجفل ليرفع فوهة المسدس فى اتجاه وجهه مما جعل جيهان تصرخ فزعا ليصيح معاذ بحدة
– لو حد قرب هقتلها وهقتلكم
ضم وسيم يديه فى جيب بنطاله، وزرقاوته تتطلع نحو رجل خلف شرفتها آمرا اياه بالهدوء، لم يستغرق النظر أكثر من ثلاثة ثوانٍ كي لا يشك معاذ وتفشل عملية القبض عليه لينظر إلى معاذ قائلا بجدية
– الموضوع مبيتحلش بالطريقة دي يا معاذ
ألقى وسيم نظرة زاجرة نحو جيهان لكى تلتزم الصمت وهي تتطلع نحو شقيقتها بيأس شديد، انفجر معاذ يضغط ذراعه حول رقبتها ليقول بسخرية
– الهانم فاكرة اني هسيبها، بس ده بعينها
غمغم وسيم بنبرة باردة وهو يحدق نحو فوهة المسدس الموجهة نحو شادية
– ميصحش ترعبها بالطريقة دي لو عايزها
كشر معاذ عن انيابه، ومحاولة خطته للهروب باءت بالفشل .. هو تأكد يوم دخوله للقصر عدم وجود أي من عائلتها، تأكد خروجهم حتي يتسني له فرصة الدخول
وكيف دخل ؟
حقا دخل بأسهل طريقة، بعد رشوة الرجال استطاع الدخول، لكن لم يكن فى الحسبان ابن المالكي فى المكان، لقد تأكد من الجاسوس الذى زرعه ان الفتاتين بمفردهما !!
 اجابه بفظاظة
– متتدخلش اللي ملكش فيه
اقترب وسيم ليوجه معاذ المسدس فى اتجاهه تلك المرة مما جعل وسيم يرفع عيناه قائلا
– ارمي السلاح ده على جنب، ممكن تأذيها فى النهاية وتخسر كل  حاجه
انفجر معاذ ضاحكا بسخرية وما زال المسدس يشير ناحية رأس وسيم الذي قرر أن يبتعد عن محيط جيهان، امال برأسه قليلا ناحية شادية التى فهمت انه يعلم بخطتها مع شقيقها … لكن أين هو؟؟
انتبه وسيم الى نبرة معاذ الخشنة
– وانت فاكرني عبيط مثلا، فوق انت مبتتكلمش مع عيل صغير
عاد يضحك بانتشاء وسخرية إلا أنه فى ثانية واحدة تجهم وجهه حينما شعر بمعدن بارد وجه خلف رأسه وصوت أجش آمر ارعد فرائصه
-ارمي السلاح والا الرصاصة هتفجر فى دماغك يا ….
ابتعد وسيم سريعا عن إمامهم وما ان هم معاذ بالحركة لم يتردد الرجل أن يطلق نار بجوار أذن معاذ الذى انهار جالسا من صوت اطلاق النار، مع ارتفاع صراخ الفتاتين بانهيار.. حاول معاذ الجلوس وهو يطرقع بإصبعه محاولا التعرف أن يصاب بالصمم، ليس بالبعيد ان اخترقت طبلة اذنه، ليتأوه بألم والرجل يتعامل معه كجرذ ليتدخل ماهر بعد أن زفر متنهدا بحرارة وهو ينظر بتشفي نحو معاذ الذى كبله الرجل، اومأ ماهر برأسه نحو الرجل الذى تفهم ما اومأ له ليرفع جسده بيد واحدة جارا اياه للخارج …
اقترب ماهر من شادية التى تحتضن شقيقتها، ليحتضن كلتاهما مغمغما بصوت أجش
– اهدي ، اهدي خلاص انتهي الكابوس
اغمضت شادية جفنيها براحة، تلك المرة ستستطيع النوم
انتهى الكابوس
انتهى معاذ تلك المرة للأبد !!
******
فى قصر المالكي،،
الجميع فى الحقيقة عبارة عن مجانين
لتسألني ماذا عن المجانين داخل مشفى الأمراض العقلية
الحقيقة لم يفهم الجميع مدى ذكائهم أو مدى عمق جرحهم، فأعتبروهم مجانين
ببساطة
مجانين، حتى من يكون عاقلا يفقد طور تعقله تماما مع حفنة مجانين على أساس أنهم أطباء يرغبون بعلاجهم
لم يتساءل أحد عن مدى تعقل الأطباء داخل مشفى الأمراض العقلية
هم عبارة عن وحوش متجسدة بهيئة بشرية، تنهدت اسيا بقلة حيلة وهى توقف تفكيرها حاليا عن المشافي الامراض العقلية لتركز بعينيها نحو الكتاب الذي تقرأه
بعد ذلك اليوم الذي أخذتها به وجد لمؤسسة خاصة بالأطفال اليتامى، استطاعت أن تعلم أى وجه لتلك المدللة الخاصة بالعائلة
ليست هينة اطلاقا، وهى تراها تلتصق بها دائما، تشكر حقا جلوسها الشبه الدائم وإلا ستفقد تعقلها هي
جميع العائلة ينظرون الى علاقتهم بأفواه متسعة، خصيصا الهركليز الضخم خاصتها الذى هددها
نعم هددها تلك المرة، ليس عبثا ولا كرهها
بل هددها ببساطة بتدميرها، وتجريدها من كل ما تملكه، لأول مرة يستعمل الهركليز نفوذه وقوته الجسدية والمالية أمام زوجته مهددا اياها بعدم العبث بالفتاة المدللة الذهبية،والا ستقابل عقابا وخيما من جميع العائلة وأولهم هو !!
بئسا له، لم تربيه الحية جميلة وتعلمه أصول الأدب والاحترام أمام زوجته، لا بأس ستعلمه..
ثم من هى الصغيرة المدللة التى يخشى عليها منها، بل هى التى من يجب أن تخشي منها، تلك المدللة تستطيع قراءتها، بل تستطيع قراءة الجميع.. لأول مرة تخطئ بالحكم على الشخص لأول مرة، لكن لا مشكلة الجميع يتعلم
والذكى من يتعلم من أخطاءه ولا يسقط من نفس الجحر مرتين !!
تأففت بحدة وهي تغلق الكتاب لتستقيم واقفة تود الخروج من غرفة المكتب التى احتلتها، لقد خصصت لها مكانا فى ذلك السجن، بداية من غرفة المكتب الخاصة بـ العجوز الذى اخبرته عن مواعيدها اليومية التي ستجلس فيها داخل مكتبه فى حاجة ماسة للهدوء
والجد تفهم جيدا، وترك لها الغرفة كما طلبت، والحقيقة هى هنا تبحث عن رسالة والدها فقط
الهركليز اللعين خدعها أن والدها ترك رسالة خاصة، تقسم ان كان الامر خدعة فلن تكتفي بحرق القصر بالذين فيه !!!
تقسم ان كانت خدعة ستحرق الجميع ولن يردعها شخص، تأففت بضيق حينما استمعت الى صوت الجميلة الحاد تتحدث أمام غرفة المكتب
-احنا مش قفلنا الموضوع ده وقولت لأ
كانت ستغادر وتتخذ الباب الاخر للمكتب الا انها توقفت تستمع الى صوت الجد الحاد
-ومين انتي عشان ترفضي الموضوع يا جميلة
ضيقت آسيا عيناها بعبوس، محاولة التذكر السبب للمجادلة لتتسع عيناها بإدراك، اللعنة الفتاة المدللة حزينة بسبب رفض الحية للزواج من الرجل الذي تحبه، كيف نسيت الأمر تماما عن بالها، اللعنة ستصبح أمام المدللة فتاة أنانية وهى بحياتها تقدم حياة الجميع على حسابها
الأمر رغما عن ارادتها، أقسمت لوالدتها الحفاظ على تشابك العائلة ، لكن العائلة مفككة الآن
وشقيقتها تنعم ببعض العسل مع زوجها أو سابقا !!
وابنتها صغيرتها التى ربتها حاولت أن تمنحها ما فقدته، لكن ما حدث
هى الغبية التى أخبرتها عن ضرورة معرفة الآب، وياليتها لم تخبر شقيقتها الغبية.. الرجل تشبث بصغيرته وسيحرق العالم لو اخذها احدا منه.
كادت تنفجر ضاحكة وهى تسمع صوت جميلة الحانق
-انا امها
زفر غالب بحدة وهو ينظر بعيون ثاقبة متفرسا فى ملامحها، يتوغل الى دواخلها ليقول بصوت أجش مصححًا
-عمتها
صفقت آسيا بيديها دون إصدار صوت، لتسمع رد جميلة المحتنق بغضب
-الام اللي تربي مش اللي تخلف
لوى غالب شفتيه، ليقول بتهكم
– ولو انتي امها ليه تكسري بفرحة البنت
ضيقت جميلة عيناها لتقول بلا مبالاة
-هو مش زي اي عريس جاي، بعدين اكيد ربما هيجيلها الاحسن مش واحد من طبقة الخدامين
تعمدت ذكر أصلهم المتدني بأستحقار ليصرخ غالب فى وجهها
-جميلاااااااااا
انتفخت أوداج غالب سخطا وهو يقترب منها صارخا بهدر
-انتي شايفاني عجوز وخرفت عشان معرفش مين مناسب لحفيدتي
ارتعبت جميلة وهى تحاول كز اسنانها كى لا تنفجر ساخطة، لا تعلم إصراره على تلك الزيجة من هذا الرجل
الرجل لا يوجد ما يعيبه، ليس بشخصه لكن رغما عنها تريد الأفضل لابنتها، ابنتها تستحق ذلك
هى ليست بحاجة لرجل يعلم جميع الاعمال الحرفية، تريد رجلا في مركز هام وشخصية قوية لتتغني به أمام صديقاتها
نفخت بقوة وهي تجيبه
-العفو يا بابا لكن انت مشوفتش هو عامل ازاي ولا الست اللي معاه
هز غالب رأسه يائسا، لم يتوقع انها بكل تلك السنين لا تستطيع التميز ما بين الألماس الحقيقي والمغشوش
ألم يتركها تبحث عن عرسان لحفيدته وكانوا حقا مثيرين للشفقة والسخرية، ثم بالله من هم الفقراء .. ثورة تحية ضخمة، ما تركه لها والدها وعلمه منذ بضعة ايام ان حفيدها يستثمر بعض اموالها فى مشاريع عدة تحقق ربحا جيدا، هذا غير ممتلكاتها العقارية الخاصة بعد موت زوجها وأموال والدي عاصى، الرجل لوحده ثورة موقوتة متحركة … رغم عدم اهتمامه بالمظاهر وبساطته ومدى تربيته وخلقه ورجولته التى شهدها من كل شخص عمل لديه ،الا ان جميبة معمية تماما لتنبهر باللمعان صحح من مفهومها قائلا بغيظ
-اللي معاه دي تبقي تحية هانم، بنت صاحب اكبر جواهرجي فى مصر ومستواها فوق ما تتخيلي يا جميلة، وحفيدها متربي احسن تربية وراجل اقدر ائتمنه عليها
محدثي نعمة، كادت جميلة تبصق بها لتهز رأسها رافضة بنفي تام
– مش موافقة برضو
لوى غالب شفتيه ساخرا ليغمغم بحدة
– وانا مش هاخد برأيك، هاخد برأيها هي
اتسعت عينا جميلة لتهمس بعدم تصديق
-للدرجة دي
قال غالب بنبرة ذات مغزى
– لما اشوفك بتوديها طريقك يا جميلة يبقي لازم اقف
شحب وجه جميلة تزامنا مع حديث غالب، لتردد كلمته باستنكار
-طريقي
احتدت نظرة غالب وهو يقترب منها قائلا بنبرة ذات مغزى
-طريقك يا جميلة، فاكراني للدرجة دي مش عارف انك بتخليها نسخة منك
عضت على باطن خدها والدموع تتخذ طريقها للانهيار إلا أنها منعتها بقسوة لتهمس بحشرجة
-نسخة منى !! للدرجة دي أنا وحشة فى نظرك ؟
زفر غالب حانقا ليقول بتهديد صريح لا عبث به قبل أن يستدير على عقبيه قائلا بسأم
– هروح انام، انا تعبت من الكلام، اسمعي بقي كلامي يا جميلة لو شميت … شميت خبر بس حاولتي فيه تتعسي حياة حفيدتي ابقي شوفي وش غالب المالكي التاني
طعنة وجهت نحو هدفها تماما وهى تحدق نحو والدها تحاول معرفة سبب تمسك تلك العائلة، لترفع صوتها والحقد يتغلل صوتها
-يااااه للدرجة دي الست سحرتك هي وحفيدها، قولي بقي انك عايز تحقق إنجازات قديمة من خلال حفيدتك وعايز ترجع الحب القديم ويحلالكم الجو سوا، انا مش مصدقة ولا هقبل أفعال المراهقة والصباينية دي ابدا .. مش هسمح ليها تسحرك وتغويك بالطريقة المقززة التي تدل على مدى وضاعتها وحقارتها مش فى الاخر يقولوا غالب المالكي اخدته فى آخر عمره بنت من اصل**** ااااه
صفعة مدوية وجهت لخدها، أسقطتها ارضًا … تنفس غالب بهدر وهو ينظر بعينين محتنقتين وملامح متجهمة ينظر جميلة التى انهارت باكية تصرخ فى وجهه
– بتضربني عشانها
لم يتوقع الابنة تتواقح معه بذلك الشكل، تقل من كرامته ووضعه بسبب اوهامها الخرقاء واشياء لا تستطيع رؤيتها أبعد من انفها المغرور، صاح بغلظة شديدة
– بضربك لانك واضح خرفتي يا جميلة، وواضح المسلسلات اللي بتتفرجيها ليها تأثير سيئ عليكي، مش عايز اشوف وشك نهائي … برااااا
استقامت جميلة بضعف، وتلك الصفعة  لن تنساها بحياتها ابدا لتغمغم بقهر
– مش هسكت على اللي حصل ده ابدا
امسك غالب يده بقوة على عصاه كى لا يطرق عصاه على راسها، صاح بجفاء شديد
– اطلعي برا البيت لو مش عجبك
تراجعت خطوة للخلف مصدومة مما يفعله والدها، أو عمها بالحقيقة الذى اعتبرته والدها … همست بصدمة
-بابا
انفجر فى وجهها هادرا بعنف
-اياكي تنطقي بالكلمة دي، معنديش بنات .. خسارة تربيتي فيكي
نمى حقدها أكثر وهى تتوعد لتلك المرة، لم تستطيع منع نفورها وضيقها منها لتصيح صارخة في وجهه
– ده كله عشانها هي، الست البيئة دي جاية بعباية سودا ومعاها حفيدها اللي فرحنالي بيه …شغال صبي قهوة انت متخيل اقول للناس ايه لما يسألوني عن شغله
لم يرد عليها، لم يحاول حتى
ان كانت معمية فستظل على عماها، الرجل هاتفه واعرب عن مدى تمسكه بـ صغيرته رغم الحرج الذي تملكه، لكن الرجل بادر بالحديث وإقناع العمة بما لديه… رفع اصبعه محذرا وتقاسيم وجهه لا تنبئ بالخير ليصيح بصرامة
– ايدك تبعد عن جوازة وجد وإلا قسما عظما …
قاطع كلماته صوت وجد التى دخلت قلب المعركة بقدميها
-جدو، ايه حصل
زفرت آسيا بسخط شديد لتمتم بحنق
-دخلتي ليه يا غبية انتي، مش كنا ارتحنا منها
تدخلت جميلة وهى تنظر الى صغيرتها لتصيح بنبرة قاطعة
– انا بعلن اهو، انا مش موافقة على الجوازة دي ولو حصلت تبقي على جثتي
تجمعت الدموع في عيني وجد لتعض على طرف شفتها السفلى لتميل برأسها محاولة استمالة رأس والدتها الصلد
-مماة انتى بتقولى ايه
اكتفى غالب حقا منها، بانانيتها وعجرفتها، كيف تؤلم صغيرتها .. ألم تكن هي عاشقة ميؤوسة من حب طرف واحد !!
لما لا تترك طفلتها تختار حياتها مع من تريد بمفردها إن كان الرجل اهلا بها، حقا لا يفهم منطقها ولا يعلم ما الذى يدور برأسها ؟
صاح بنبرة نافذة الصبر
– جميلااااا
دك بعصاه على الارضية المصقولة جعل اسيا تميل مسترقة السمع، غير راغبة في التدخل للحديث النارى، توقعت ان الحية عادت لمخبئها لكنها ما زالت تبخ سمومها وهى تصيح بعصبية
– لطالما هتخرسوني، هتكلم دلوقتي، انا مش راضية تتجوزي البتاع ده.. انا منظري هيبقي ايه وسط الناس والنادي دلوقتي
نظرت وجد نحو جميلة بخيبة أمل، وهى التى توقعت أن تجد منها دعم تستحقه، توقعت ان تجد منها معونة ودعم لكنها لم تجد سوى خيبة أمل، تحشرج صوتها وهى تهمس
– يعني النادي اهم مني وسعادتي يا مماة
رمقتها جميلة بحدة لتقول بتهكم
– تاخدي واحد معندهوش شغل محترم
شهقت وجد لتحتد عيناها وهى تجادلها قائلة
– مين قالك يا مماة انه مبيتشغلش
اكتفي الجد يحدق نحوها بنظرات مميتة قاتلة، إلا أنها لم تكتفي أبدا
الا يكفي انها لم تعد تشارك طاولة الطعام معهم بسبب زوجة لؤي التى تسمم بدنها بكلماتها اللاذعة، انفجرت تقول باشمئزاز
– صبي قهوة ونجار وسباكة، ايه هعمل بيه يعني، اجيبه لما ماسورة الماية تنفجر يصلحهالي
توجعت وجد وهى ترى عمتها تقلل من رجلها، تقلل من شأنه، وتخسف من قدره، احتقن وجهها وهى تحاول السيطرة على أعصابها لتنظر الى عمتها بنظرة خاوية
جعلت قلب العمة يرتجف
لقد سقطت العمة من نظرها بعد ان وضعتها فى موضع سامى، لا تستطيع ان تتحمل كلامها الجارح عنه وهي لم تراه ولم تتعامل معه مطلقا، مسحت الدموع المعلقة و غمغمت بنبرة محتدة
– يعني انتي سبتي شهادته ووظيفته كدكتور محترم وليه سمعة وسط الناس، ولما قالنا انه اشتغل كل حاجة عشان يساعد جدته وميمدش ايده ياخد منها مصروف عشان حس انه راجل وانه شايل مسؤولية جدته شوفتيها عيبة فى حقه.. كنتى عايزاه يبقي زي الشباب اللي عايزاني اتجوزهم يا مماة .. اتجوز واحد  من اختيارك بياخد مصروف من بباه حتى بعد ما كبر وميكنش محقق حاجة لذاته افتخر بيها بعيدا عن اسم عيلته، هعمل ايه باسم العيلة يا مماة ان كان مطلعش راجل معايا، هستفيد باسم العيلة ايه لما الاقيه بيعاملني زي عروسة باربي مامته جبتهاله عشان يتسلي بيها وقت خنقته، شايفاني عروسة باربي يا عمتي .. انا عايزة راجل فى حياتى وعاصي هو الراجل ده
طعنة اخرى صوبت تماما فى قلبها، لقد قالت عمة
الكلمة التى لم تنطقها وجد بحياتها استطاعت ان تقولها، لقد فقدت صغيرتها التي رمقتها بأسف شديد متمتمة
– مكنتش متخيلة انك هتعملي معايا كدا وتكسريني
سارعت بالهروب مهرولة نحو غرفتها، ليزفر غالب قائلا بنبرة مختنقة
-ارتحتي
مدت جميلة يدها تمسح الدموع من عينيها، لقد فقدت صغيرتها ووحيدتها، اللعنة على تسرعها وغبائها، لقد جعلتها تتمسك به ..  زفرت جميلة وهى تحاول استيعاب حجم خسائرها
والدها وطفلتها فى يوم واحد، هذا كثير عليها .. حقا كثير عليها !!
انتبهت على صوت غالب الذى غمغم بجفاء شديد
-تلمي هدومك وتروحي شالية الساحل لمدة شهر، شهرين، لحد لما اطلبك
حينما لاحظ تخشبها انفجر في وجهها هادرا
– يلاااااا، مش عايز تأخير ربع ساعه وتكوني جوا العربية
التفت غالب مغادرا يحوقل، لتجز جميلة على اسنانها بقهر شديد لما حدث لها منذ قليل، كادت تستدير مغادرة الا انها تفاجأت بشخص يفتح باب مكتب والدها لتخرج من اسيا وعيناها كانت كفيلة جدا لمعرفة ان تلك الشيطانة علمت ما حدث بالكامل
انفجرت اسيا وهى تداعب خصلات شعرها، لقد تخلصت منها دون أن تقترب منها لقد حفرت القبر بيديها الحمقاء ربما لو طالت اقامتها أكثر لدفعتها نحو الجنون
شرست ملامح آسيا تزامنا مع تذكرها الماضي، وما فعلته بحياتها ودمرت مستقبل عائلتها وكانت السبب فى موت والدها
أي ضمير تملكه هذه الحقيرة لتقف امامها بجبروت دون أن ترمش عيناها لتغمغم اسيا بنبرة ماكرة
– ارتحتي لما خربتيها وقعدتي علي تلها، مش كدا بيقولوها برضو
زفرت جميلة بحدة لتغمغم
– مش ناقصاكي هي كمان
انفجرت اسيا ضاحكة لتسود ملامحها وزرقة عيناها تموج بجنون لتقترب من جميلة هامسة بوحشية
-كان نفسي اقولك هتوحشيني، بس اتمني تروحي ومترجعيش لانك ملكيش مكان هنا للأسف .. مجرد بنت يتيمة انانية عايشة مع عمها اللي بينفذ أوامرها وفاكرة ان طلباتها هتتنفذ حتي لما تعجز بس للاسف بتراهني على الشخص الغلط
شحب وجه جميلة وهى تنظر الى اسيا بذعر
كيف تعلم عنها كل هذا .. ازدردت ريقها وآسيا تهمس بخبث
– يلا غوري من المكان، ولما ترجعي هتأكد اني هخلي ايامك اسود ايام حياتك يا .. هانم
*****
في المشفى،،،
العائلة مجتمعة خارج غرفة العناية المركزة بعد أن استدعت الممرضة الطبيب بتعجل، مما سبب الكثير من الهرج والمرج للجميع وللطابق الذي يعتبر أهدا طابق في المشفى بأكملها .. رفع غسان عيناه والتوتر يكاد يفتك بأعصابه خشية أن تتأثر صحة صديقه، اللعنة لن يهتم وقتها سوى باقتلاع احشاء ذلك الحقير تماما !!
عاد يخفض عينيه أرضا وكما قال العائلة ستحضر بأكملها، تطلع نحو سامر بعبوس لينظر اليه سامر بعبوس أشد وضيق جعله يحاول ان يؤجل أى شجار الى وقت آخر
يحتاج فقط ان يفيق صديقه قبل ان تفقد عائلته الصبر وتنتشر الاخبار ولا يستطيعون السيطرة عليها، هذا إن لم تنشر بعد!!!
انتبه على خروج الطبيب الذى اتسعت ابتسامته مطمئن القلوب المذعورة، ليقول بصوت عملى هادئ
-المريض فاق، حمدلله على سلامته، واضح ان العيلة كان ليه تأثير قوي
اتسعت عينا غسان لتتجمع الدموع في عينيه قبل ان يخر ساجدا للمرة الثانية شاكرا ثم هلل الخبر لعائلته، نظر نحو والدته غيداء التى أغلقت مصحفها وقبلته متمتمة بالشكر والحمد وسامر الذى اقترب من والدته معانقا اياها بقوة لتنفجر غيداء بالبكاء، سامحة الان بانهمار دموعها
صغيرها فاق، رغم عدم سؤالها عن سبب كيفية إصابته، لكن ستعلم من صديقه السري الذي ظنته لا يخفي عنها شيئا !!
اقترب غسان يصفع سامر من مؤخرة عنقه لينفجر سامر ناظرا إليه بحدة ليزمجر بغضب صائحًا
– ماذا يا احمق
قبض غسان تلابيب قميص سامر ليقترب منه قائلاً بهمس خافت
– هل هذا اتفاقنا ؟
لوى سامر شفتيه بملل، ليلقي نظرة سريعة نحو والدته ثم إليه ليقول بيأس
– لم استطع التملص من امي، انت تعلم غيداء وجنونها لقد احتجزتني فى البيت ورفضت مشاركتي في السباق الأخير، وحينما جاءني اتصالك وحاولت الخروج متحججًا ببعض الأعمال أقسمت على عدم خروجي، فاضطررت لاخبارها انه متوعك قليلا .. فقط قلت متوعك واقسمت اننى لن اخرج بدونها وبالطبع لم يتركها والدي تعلمه
انهي سامر حديثه ببعض الامتعاض الشديد لقوة عاطفة والديه، حقا ألا يخجلون وهو حتى الآن لم يعثر على فتاة .. فتاة بدلا من مكوثه كالاحمق بمفرده فى بيت عائلته، لطالما شعر بالبيت يحفز داخله شعور الاستقرار لكن الاستقرار مخالف لطبيعة عمله
فلا يجتمع الحرية مع الاستقرار، زفر غسان بسخط شديد
– ولم تتركك اعلم
شعرا بجسد ضئيل يفسح مجالا لهما لينظر غسان نحو غيداء التى صاحت بزمجرة خشنة
– أنت وهو ابتعدا
اقتربت من غسان تمسكه من اذنه ليتأوه غسان بألم و غيداء تميل رأسه نحوها لتقول بحدة
– هل حقا خبئت عني؟ ، لم اتوقع هذا منك يا غسان
بعض بوادر خيبة الامل جعل غسان يحاول ان يبعد يدها عن اذنه، هيبته .. اللعنة على هيبته لقد دمرتها تماما امام الجميع وهو يعاقب من والدة صديقه
والدته بنفسها لا تعاقبه بصبيانة كما تفعل غيداء ليقول وهو يحاول التخلص من يديها
-يا سيدة غيداء اقسم لم اشأ ان اقلقك بسبب ذلك الاحمق، ثم  بالله اتركي اذني مظهري هذا لا يليق امام النساء
صفعت مؤخرة عنقه لتعود ممسكة بأذنه تقرصها وهى تغمغم بجفاء تحت نظرات سامر المتشفية
– تستحق يا احمق
زجره غسان بنظرات قاتلة، ليكتم سامر ضحكته وهو يهز رأسه بيأس ليسمع صوت غيداء الامر
– أخبرني بما حدث ؟
صاح غسان باستسلام قائلا
-سأخبرك لكن دعيني اولا
تركته غيداء على مضض لتجلس على مقعدها وهى تحدق نحوه قائلة بفظاظة
– هيا اخبرني
سرد غسان ما حدث تماما وبعض المشاهد التى لم يظهر بها اخذها من لسان شقيقها تحت انا سامر التى جحظت وغيداء التى تنظر بصدمة شديدة، ما انهى سرد ما حدث غمغمت غيداء بذهول
– هل ظهر ابني كبطل مدافعا عنها ؟
لم يعلم ان كانت غيداء تسأل ام تريد ان يؤكد لها ما حدث ليهز رأسه قائلا
– نعم
لاحت ابتسامة صغيرة على شفتي غيداء التى رفعت رأسها بفخر شديد قائلة
– يا صغيري، أرأيت يا احمق انت الاخر، هذا هو ابني الذي افتخر به امام جيراني
القى سامر نحو والدته المبتسمة باتساع شديد، بالله اليس هذا فيلم رومانسي قديم، هل ما زلن النساء يصدقن البطل الهمام المدافع عن بطلته، صاح بسخرية
– يا امي لا تفخري بيه كثيرا، لقد فعل الكثير من الحماقات، انا اعلم شقيقي، لن يحسن التصرف تماما معها
هزت غيداء رأسها بنفي وهى تشعر بالفخر لما فعله ابنها، اسدها الصغير لتغمغم
– لم يفعل اعرف ابني، لقد اخبرني انه جدي معها، ثم تلك فرصة رائعة للتعرف عليها بعد الاطمئنان عليه
تنحنح غسان بحرج، حقا يتمنى رؤية وجه صديقه لوالدته التي بدأت تفكر فى أسماء أحفادها، ليقول بحرج شديد ما ان ابصر والد المرأة ووالد صديقه
-فى الحقيقة، لقد ذهب الى والدها الجالس بعبوس هذا متحدثا مع زوجك، واخبره انه يريدها أن تصبح صديقته
عبست غيداء بعدم فهم ليرفع غسان نحو سامر، هو حاول بالنهاية انتقاء لفظ مناسب كي لا يحرج السيدة غيداء التى يبدو انه لم يصلها المعني بعد، تنحنح غسان وهو يشير بعينه نحو سامر الذى صاح بنبرة خبيثة
– صديقة !!! تقصد خليلته
تجهمت ملامح غيداء تماما لتحدق نحو سامر قائلة بتحذير
– سامر
انفجر سامر ضاحكا ليغمز نحو غسان بعبث شديد
– لا تخبئ شيئا على أمي
تجهمت ملامح غيداء واحتقنت وجنتيها لتهتف بغيظ حقيقي
– الأحمق، سأمرغ وجهه في الوحل ذلك الفتى المتصابي، حذرته مرارا من عدم العبث بالفتيات هنا
تسائل سامر بمكر شديد
– هل ركله من مؤخرته ؟
لكزه غسان من خاصرته تحت شهقة والدته المصدومة من وقاحته، لتستقيم من مجلسها تمسك بأذن سامر الذى تأوه بألم بينما صاحت غيداء بحدة
-انتقي الفاظك يا احمق
كاد سامر ينفجر ضحكا لكن حاول الحفاظ على ملامحه ليقول
– امي
زفرت غيداء بحدة وهي التي ظنت أن ابنها استمع الى نصائحها، الاحمق الغبي مثل شقيقه وأباه لن يتعلموا أبدا
تحتاج الصبر ، لكن يكف الصبر ومعها ثلاثة ثيران بعقول صلبة كالحجارة، غمغمت غيداء بتوعد شديد
-سأصفع كلاكما انت والذي بالداخل، إن لم تهذبا جموحكم المقرف هذا
مال سامر تلك المرة مقبلا خدها بنعومة ليهمس في اذنها قائلا بمكر
-اخذناها من والدي، ليوقف جموحه هو اولا ثم تطلبينها منا
صفعته غيداء على مؤخرة عنقه لتجيبه بتلعثم شديد
-عديم التربية مثل أخيك
اجابها مصححا بهمس خافت لا يسمعه أحد سواهما بعدما ذهب غسان لرؤية الطبيب
-بل ابي
زجرته غيداء بعينها ليرفع سامر كفه على فمه ممتنعا عن الحديث مما جعل غيداء تزفر بسخط، حمقى .. ولديها عبارة عن حمقى مثل والدهم
بالله كيف لم تؤثر جيناتها بهم!! زمت شفتيها بعبوس شديد لتلتف نحو زوجها الذى يناقش بعمق مع والد المرأة
لعنت الأحمق ولعنت غباء العائلة، لن تفرح بزفافهم طالما يفكرن بتلك الطريقة الحمقاء… انتبهت على صوت غسان الذى يبتسم باتساع شديد
– هيا الطبيب أمرنا برؤيته لقد فاق
امسكها سامر لتسير بجواره وقلبها يؤلمها لصغيرها الذى تألم دون معرفتها، كان من الممكن أن تفقده لولا رحمة الله …
تجمعت العائلة داخل غرفته، كادت تفقد غيداء سيطرتها وتبكي لولا ان امسكها زوجها من عضدها لتلتفت نحوه ودموعها تشوش رؤيتها .. لف ذراعه حول خصرها وقبل رأسها لتتنهد غيداء بارتياح وأعينهم على الراقد في فراشه
يغمغم ببعض الكلمات الغير مفهومة والطبيب يراقب مؤشراته الحيوية لتتسع ابتسامته ما ان فرق سرمد جفنيه لينظر بضبابية وهو يستمع الى صدى أصوات أشخاص لم يميزهم للحظة
اغلق جفنيه وعاد يحركها لتقع عيناه حول عائلته والصورة تتضح شيئا فشيئ، الذاكرة تعمل ببطء شديد لا يساعده وهو يحاول التفكير كيف عاد إلى إيطاليا وهو ما زال بمصر؟!
انتفضت ضلوعه حينما تذكر صراخها، لتتسع عيناه وهو يحاول الحركة بحدة جعل الطبيب يهدئه ويطلب منه عدم الحركة، جز سرمد على شفتيه وهو ينظر نحو غسان بتعبيرات قاتلة.. ليعيد النظر نحو شقيقه سامر الذى ينظر بقلق شديد
الأحمق يبدو أنه ما زال إنسانا ويشعر ليغمغم بصوت أجش
– هل اتصلت بالعصابة يا غبي
انفجرت شفتي غيداء براحة بعد دقائق كادت ان تدخل نوبة بكاء مريرة، اقترب غسان ليهمس بصوت خافت
-حمدلله على سلامتك يا احمق، والدتك تتوعدك بسبب ما فعلته يوم دخولنا لبيت حماك المستقبلي
توعده سرمد بعينيهر ليهز غسان رأسه بلا مبالاة حينما اقتربت غيداء تبكي ليغمغم بصوت أجش
– امي
مالت غيداء تطبع العديد من القبل على جبهته ووجنتيه لتتسع ابتسامة سرمد ووالدته تردد
– صغيري
مررت يداها على جسد صغيرها، لتخرج ضحكة ساخرة من سامر لتحتد نظرات سرمد المميتة مما جعل سامر ينفجر ضاحكا، هز سرمد رأسه بيأس لينتبه نحو غيداء وهي تهمس بقلق
– هل يؤلمك شيئا يا صغيري؟
رفع كلها ومال يطبع قبلة ليغمغم بخشونة
-دمت بخير بوجودك الآن
اتسعت ابتسامة غيداء سرعان ما تحولت تعابيرها للحظة لتقول بحنق
– لكن هذا لا يعني أنني سأصمت على ما فعلته، سأؤدبك حينما تسترد عافيتك
رفع عينيه نحو الممرضة التى تبتسم ببلاهة ثم نحو الطبيب الذي يتابع حديثهم ببلاهة لتقع أنظاره نحو والده الذى هز رأسه ليعود سرمد نحو غيداء قائلا باستفزاز عاطفي
-غيدائي هل تريدين ان تؤلمي ابنك البكري؟
صاح سامر حانقا
-وانا ايضا بكري،  هذا لا يجعل منك مميزا
استمعا الى طرق الباب لتغمغم غيداء بصرامة
– اصمتا يا وغدين لدينا ضيوف هنا
حاول سرمد جلب غسان الا ان الاحمق يتجاهله، حاول القيام وخنق ذلك المستفز الجالس على المقعد لتتسع عيناه حينما رأى الرجل الذى طرده من منزله
الرجل القى نظرة واحدة ممتنة إليه، جعله يطمئن .. برتقاليته بخير، لن ينكر شعوره بالضيق كونها لم تكون هنا
تمني ان يطمئن على سلامتها بنفسه، لينتبه الى صوت معتصم
– حمدلله على سلامة ابنكم، أريد أن أشكرك على شجاعتك ورجولتك لما فعلته بأبنتي
تساءل سرمد بلهفة لم يستطيع اخفاءها
– كيف هي ؟
قلب سامر عينيه بملل وغسان ينظر اليه بتحذير، مما جعل سرمد يحاول القيام بدل جلوسه كالاحمق الا ان الممرضة منعته وغيداء تغمغم
– اهدأ ابنى
تطلع سرمد نحو عيني الأب الذي زفر بعمق قبل أن يجيبه بهدوء
-بخير
راحة غمرت وجهه للحظات قبل أن يعود وجهه للتجهم متسائلا
– وذلك اللعين هل مسها بسوء؟
القى معتصم نظرة خاصة نحو غسان الذى غمغم بنبرة هادئة
– لا تقلق لم يستطيع، صديقك جاء واستطاع أن يتعامل معه
اشتعل غضب سامر ليقترب متسائلا بصوت أجش
– اين هذا الحقير؟، أخبرني هل قبضتم عليه؟
ضيق سرمد عينيه بعبوس طفيف، ليلقي نظرة نحو غسان ليسأل
-قبضتم؟ هل تدخلت الشرطة في الأمر؟
ازدرد ريقه غسان، ليجيبه والده تلك المرة
-ليس بالمعنى الحرفي، لكن نتولي الأمر جيدا
اتسعت عينا سرمد ليصيح
-اخبرني إن السفارة لم تسمع خبرا للأمر
أجاب سامر تلك المرة بلا مبالاة
– اعتقد بوجودنا لا اظن ذلك
احتدت عيني سرمد لينفجر قائلا بغيظ
– اللعنة عليك يا سامر، اللعنة ماذا فعلت يا رجل
طمئنه غسان قائلا
– ستحل المشكلة
أطلق شتيمة بلغة أمه ليغمغم بغيظ
– تبًا لك يا أحمق
تصاعد رنين هاتف معتصم ليستأذن مغادرا مكررا عبارات الشفاء العاجل، ليرفع معتصم سماعة هاتفه ليقول بصوت أجش
– طمني
التمعت عيناه بوحشية ليغمغم بخشونة
– محدش يقرب منه، سيبوه يومين بدون لكل محدش يتعرضله بحاجة لحد لما افضاله
اغلق هاتفه ووضعه فى جيب سترته
ألم يخبره والده السياسي انه لا يعلم عنه شئ، فلنرى إلى أى حيلة يستخدمها هذا الاحمق ليعيد ابنه، أقسم بأغلظ الأيمان أنه سيعيد ولادة هذا الأحمق الذى تهجم على بيته مفزعا صغيرتيه
لقد جاء وقت الحساب بعد تلك السنوات
ولن يتوانى أبدا على عقابه ويأخذ كل شخص جزاءه الذي يستحقه، ألقى نظرة جانبية الى الغرفة الايطالي ليزفر بحدة
لا ينقصه عرق ايطالي احمق يتدخل فى أمور ابنته، حقا يكفي ما وصلت اليه الامور حتى الان!!
******
فى حي عاصي،،
ضم عاصي قبضة يده بعدما كاد أن يلكم الحائط، انتفض من فراشه وهو يعيد الاتصال للمرة العاشرة ..الخمسون…المائة، لقد فقد العد والأميرة تتوارى خلف قصرها المشيدة، لا يعلم ما حدث لها لتتغير بعد تلك الليلة التى هاتفها به
ما الذي حدث وغيرها، حتى أنها علم من روفيدا انها توقفت على الزيارة للمؤسسة وجاءت فى زيارة سريعة ثم اختفت كالزيبق
تجهمت ملامحه للضيق ليلقي هاتفه جانبًا، هل خسرها ؟
تساءل جزء خبيث من عقله، تركته ورحلت
هكذا ببساطة، رحلت
هز راسه نافيا تلك الأفكار الخبيثة التي تراوده، لن يتركها .. لن يتركها، إن كانت مقيدة بواجب عائلتها يجب أن يدافع أكثر عنها
هى حقه، وأميرته، يستحق أكثر للمحاربة من أجلها، إلا أن عقله سرعان ما يفكر فى عقول الأغنياء
ربما لم تستطيع أن تكسر بخاطر المرأة التى ربتها وتواجه صعوبات كثيرة لاستمالة رأسها، لكن ما الدافع لقلقه هو
انتبه على صوت باب غرفته يفتح لينظر نحو توحة التى عبست وهى تلاحظ حالة حفيدها البائسة لتقترب منه قائلة متساءلة
-قالب وشك ليه
استقام من مجلسه وهو يحاول الفرار من استجوابها العاطفي المستفز ليغمغم بخشونة
– مفيش يا توحة، مضطر امشي
تحركت توحة خلفه وهى تسأله بإصرار
-رايح فين
استدار على عقبيه ناظرا اليها بنظرة رجل ميؤس، رجل مكبل بالقيود لترق نظرات توحة وهى تمسك ذراعه موجة اياه نحو الاريكة قائلة
– تعال اقعد
ربنا على ظهره وهى تسأل بقلق
– فضفض يا ابني وقولي مالك
زفر عاصي بحرارة قبل أن يغمغم بحنق
– وجد بقالها ٤ ايام قافلة تلفونها، ومش بتروح المؤسسة وخايف يكون حصلها حاجه
ولم يمانع أن يتحرك جزء من عقله الخبيث جدا ليغمغم
– ولا يمكن بتعيد حسابها
اتسعت عينا توحة لتغمغم
– تعيد حسابها ؟
تحشرجت انفاسه وهو يجيبها
– يمكن مش مناسب ليها كفاية، اقنعوها ان وظيفتي مش مناسبة ليها ولمركزها
اتسعت عينا توحة بحدة قبل ان تضربه على ذراعه قائلة
– وتفتكر هى بالسهولة هترضخ ليهم
غامت خضراوة عينيه بألم، يشعر بأن هناك شئ يضغط على قلبه، خانقا انفاسه ليهمس
– اومال مش بترد ليه، بتقلقني يا توحة .. خايف يكون حصلها حاجه وانا بعيد عنها ومش من حقي حتي أروح واسأل عليها، انا عاجز يا توحة
لم تشعر توحة سوى أنها تربت على صغيرها لتهمس
– روق يا حبيبي ومتقلقش، هتكون كويسة
ضم قبضة يده وهو يغمغم بحدة
– كنت عايز افرحها بطلب وظيفتي الجديدة، يمكن حاجه هتوافق عليها عمتها
ما إن ذكر اسم الحرباء حتى تجهمت ملامحه للعبوس الشديد والغضب لتهدر فى وجهه حانقة
– متحاولش ترضي حد مهما كان، شغلك وبتكسب فيه كويس
تعلم انها تشير الى عمله كحارس شخصي، لكن بنظر الأوضاع القادمة لن يستطيع أن يعمل تلك الوظيفة بعد الآن، سيبعده عن اميرته ولن يكون متفرغ لها وهي تستحق أن يكون بجانبها فى كل ثانية من حياتهما، صاح عاصي بضيق
– وهي من حقها يا امي تلاقيني معاها، مش اكون اربعة وعشرين ساعة بحرس غيري وهى لوحدها و محتاجة كل دقيقة مني جنبها
مالت توحة رأسها تحدق فى وظيفة عاصي الجديدة، لتتسع عيناها بادراك .. هل اختار العودة والعمل بشهادته، شهقت توحة بذهول لتنظر الى عيني عاصي الذى هز رأسه بنعم لتنفرج عن شفتي توحة ابتسامة واسعة، لقد فعلتها تلك الصغيرة، وهي التي تعبت لسنين لتجره نحو المجال الطبي بعيدا عن تلك المجالات التى لا تليق بمقامه، تعلم ان حفيدها عنيد لكن ان يتنازل عن رغباته من أجل امرأة!!!
اغمضت توحة جفنيها محاولة السيطرة على فرحتها لتسأله
– المستشفي دي قريبة وتعرف فيها حد
ابتسم عاصي بهدوء شديد مغمغما
– متخافيش حفيدك يعرف معارف تقال فى البلد
صمتت توحة وهى تتأمل ملامحه المتأملة لتلمس وجنتيه مغمغمة
– اهم حاجه تكون مرتاح يا عاصي
ابتسم عاصي وهو يمسك كفها مقبلا اياها ليهمس
– انا مرتاح يا ست الكل، مش هكون شغال طول اليوم واقدر اروح المؤسسة واتابع الجيم مع عادل.. ادعيلى انتى بس
مسحت شعره وهي تلعن الحرباء، يكفي لعبة حرب الأعصاب ستتوجه بخطة الغزو والاحتلال
-ربنا يكتب اللي فيه الخير
قالتها لتملع عيناها بمكر، الزفاف سيكون في الوقت المحدد، لن تنتظر لوقت أكثر.
*****
رنين جرس ملح جعله يفيق من غفوته القصيرة، فتح نضال جفنيه بخمول لتقع عيناه نحو شمس التى تلعب بالعابها والتلفاز ما زال مفتوح على فيلمها الكرتوني الأحمق، لينفض الخمول من جسده وعيناه سقطت على قميصه المجعد ليزفر بحنق شاتما الطارق وشاتما فرح ثم الجميع
تحرك بتباطؤ شديد مستفز أعصاب الطارق ليضع الطارق يده على مفتاح الجرس غير ناويا بترك يده ليفتح نضال الباب بحدة مستعدا لصب لعناته على رأس الطارق الا انه ألجم لسانه وهو يحدق نحو صاحبة العينين الزرقاوين ليعبس نضال قائلا
-أسرار
انفرج عن شفتي اسرار ابتسامة ناعمة لتهمس بآخر كلمة قد يتخيلها
-وحشتني
عبس نضال بحدة لتضيق حدقتي عينيه وهو يحدق خلفها قريبة قبل أن يسألها بسخرية شديدة
-جايبة جوزك ولا هتفاجئ بيه بيظهر من العدم ويهددني بيكي
تقدمت داخل بيته خطوة واحدة وهي تلكزه قائلة بمرح
-سيبك من سراج دلوقتي
وضع يديه فى جيب بنطاله ليراها تخلع سترتها الواسعة تعود لزوجها بالطبع، هبطت عيناه ورضا ليراها ترتدي حذاء ارضي … اللعنة اين ذهب ثياب أسرار المعروفة باناقتها بين الجميع ؟
متي جلبت حذاء أحمق كهذا، رفع عينيه نحو ثيابها المكونة من بنطال جينز وبلوزة قطنية ناعمة، مبرزا حجم بطنها لتتسع عيناه بحنين شديد ثم عبس وهو يقول بحدة
-جيتي بدون ما يعرف مش كدا
دارت عينا اسرار بعيدا عن عيني نضال الحانقتين ليصيح نضال بيأس وهو يتوجه نحو الصالة القابعة به ابنته
–  انتى اكتر واحدة بكره الحركة دي منك، ده بيقلب لتور لما بنتقابل على الكورنيش
استدار نحوها وهو يرى احمرار وجنتيها، تبا
هل تحمر وجنتيها الان؟، ملكة الجليد التى تستطيع ارهاب أى رجل فى سوق العمل، تحمر وجنتيها الآن!!!
لقد أفسدها زوجها، أفسدها تمامًا
تمتم  بحنق أشد
– لسه مانع السلام بالايد
لم تحاول اسرار الرد وهو يعلم اجابة كل سؤال يطرحه عليها، زوجها مجنون، مهووس بالغيرة من الرجال وخاصة ابن عمها الذي تعتبره اخوها لتغمغم بحنق
– انت اخويا يا غبي
صاح مصححا بحنق
-ابن عمك
تقدم نحوها بمكر لتغيم عينا اسرار بحذر وغضب، تزفر بحدة وهي تتذكر وعدها الذي قطعته لسراج بعدم وجود سلام ايدي بينهما لتقول
– بس سراج حلف يا نضال
سحبها نحوه فى عناق اخوي جعل عينا اسرار تدمع بسبب هرموناتها المضطربة ونضال يقول ببرود
– هو امرك انتي بس هو ملهوش حكم عليا
طبع قبلة على رأسها وابتعد مما جعل اسرار تتنهد بتعب، تحدق فى عيني نضال المنطفئتين لتهمس
– فين شمس
انتبهت على صوت شمس التى اعلنت وجودها لتقترب منها وهى ترفعها على ذراعها قائلة بابتسامة واسعة
– الصغيرة كبرت
مالت أسرار تطبع قبلة على وجنتي شمس التى انفجرت ضاحكة ثم عادت تميل تطبع عدة قبلات لوجنتي اسرار ليزفر نضال قائلا بجفاء
– وبقت لمضة
دغدغتها اسرار بشقاوة شديدة وعيناها تلمعان بأمومة تدفقت فى أوردتها لتهمس
– يا روحي انتي
مدت شمس يداها تقترب من عينا اسرار التى تبعد يدها بحذر إلا أن الصغيرة تلح بأصرار عجيب جعل اسرار تعقد جبينها بحدة
مما جعل الصغيرة الاخرى تعقد جبينها بعبوس طفولي جعل اسرار تنفجر ضاحكة لتعيد الصغيرة اصرارها للمس عيناها مما جعل اسرار تسأل بتعجب
– بطلي يا بنتي لعب فى عيني
استل نضال لفافة تبغ من جيب بنطاله واشعلها ليقول ببرود
– بتفكريها بخالتها
عقدت اسرار حاجبيها ببطء قائلة بعدم فهم
-خالتها
يبدو أن أسرار لم تصلها آخر الأخبار التى اكتشفها مؤخرا، غمغم ببرود شديد وهو يخرج غمامة بيضاء من أنفه
-آسيا انتى متعرفيهاش، طلعت من عيلة المالكي
رمت شمس راسها على صدر اسرار التى ضمتها بحنان شديد مربتة على ظهرها لتغمغم
– آسيا، هي مش كانت واحدة بس اسمها وجد
لوى نضال شفتيه، ليجيبها بتهكم
-طلعت مش عيلتنا بس اللي شايلة اسرار يا اسرار
سعلت اسرار من رائحة التبغ لتحدق نحو الشرفة المغلقة، هبطت عيناها نحو المنفضة التى تحتوي على الكثير من لفافات تبغ لتستقيم واقفة بحدة متوجهة نحو الشرفة تفتحها لتصيح بحدة فى وجهه
– انت ازاي متفتحش الشبابيك يا مجنون البنت هتتخنق من ريحة السجاير
اضطرب قلب نضال حينما انتبه لسعال الصغيرة مما جعله يطفئ لفافة التبغ، ليقترب من أسرار التي تجعل الصغيرة تستنشق الهواء الطبيعي ليرد بجفاء
-امها مش هنا
اشارة ان الزوجة كانت تهتم بالصغيرة، إلا أن هذا لم يمنعها أن تزجره بحدة
-تقوم تموت بنتك، نضال البنت صغيرة ومناعتها ضعيفة، ده لو عايز تحافظ على حياة بنتك والا…
قاطعها نضال قائلا بعبوس مخيف
– ايه هتاخديها دي كمان
لم تخيفها نظرات عينيه، اخر شئ يستطيع أن يقلقها هى نظرات نضال المميتة، لتهمس اسمه بحدة
– نضال
زفرت بيأس وهي تقول بنبرة ذات مغزى
– انا جنبك ومعاك
هز رأسه موافقا بيأس يمرر أنامله في خصلات شعره الكثيفة
-عارف
ربتت اسرار على ظهر شمس التى تسعل  عدة مرات مما جعلها تهز رأسها بيأس، الأحمق يجب أن تهتم بشؤونه رغم عن أنف رجل كهفها !!
قالت بهدوء شديد
-فرح تستحق تعيش حياتها يا نضال، اديتلك وقتها وحياتها، سيبها تعيش حياتها
هز نضال رأسه وعينيه تزداد ضراوة ليجيبها
– مع شوية مخنثين مش كدا
زجرته اسرار بحدة
– بطل الفاظك دي فيه بنت هنا
عادت تهز راسها بيأس قبل أن تتمتم بجفاء
– لو عايزها تقدر تبدأ بداية جديدة، بداية بعيدة عن نضال ده، غير من نفسك عشانك وعشان شمس .. تستحق أب وأم
لوى نضال شفتيه ساخرا، ليمتنع عن الرد لفترة من الوقت .. صمت ابتلع الجميع واسرار تحدق نحو نضال
الاسد الجريح الذى قرر ان يبقى داخل عرينه حتى يستطيع مداواة جروحه، متى سيترك كبرياءه جانبًا ..حينما يفقدها تماما؟ او سيتعامل مع الأمر ببرود شديد وكأنه لم يمسه شخصيا .. انتبهت على صوت شمس المنادي
– بابا
التفت نضال بلهفة شديدة الا نضال لا يترك الأمر يمر بسلاسة إلا ويضع تعليقه اللاذع
– يا اخرى صبري، عايزة ايه
حملها من ذراع اسرار وهى تحدق نحو علاقة الاب وابنته لترفع شمس يديها الصغيرتين تلمس وجنتي والدها لتهمس بعبوس
– اكل بابا
رفعت اسرار حاجبها وابتسامة ماكرة جعل نضال ينفذ طلب صغيرته بصمت تام لتميل الصغيرة الى صدر والدها بأريحية جعل اسرار تكاد تنفجر ضاحكة ، لحقتهما داخل المطبخ لتسأله وهى تجده يضعها على الرخام والطفلة جالسة بطاعة شديدة تعجبتها
– هتأكلها ايه
صفقت شمس يديها بمرح قائلة
– كيك
نظرت أسرار نحو ساعة معصمها لتجدها تخطت الثانية ظهرا مما جعلها تسأل بعبوس حينما وضع طبق الكيك لتبدأ الصغيرة بالتهام قطعة الكيك
– وهى فطرت ايه
حك نضال مؤخرة رأسه بحرج وهو يجيبها
– مش فاكر
قلبت اسرار عيناها بملل لتبحث عن حقيبتها الثقيلة لتخرج كتابا خاصا سيفيد نضال لتلقيه على صدره ليتلقطه نضال بعبوس وهو يقرأ محتواه لتقول بحنق وهى تفتح ثلاجته لتجدها فارغة إلا من بعض الطعام السريع لتغلق الثلاجة مرة اخرى
– حاول تقرا كتب الأطفال عن التغذية، كيك ايه يا نضال فى وقت الغدا
عادت تبحث عن هاتفها داخل حقيبتها الثقيلة ليضيق نضال حاجبيه وهو يسأل بعبوس
– بتعملي ايه
نقرت على هاتفها تبحث عن رقم ام سعيد المسؤولة عن طعامهما، لولاها لما تعلمت الطبخ لتقوم بعمل الا كل العجيب الذى يتناوله رجل كهفها، لتغمغم
– هتصل بأم سعيد بتعمل اكل تحفة، هخليها تعمل حسابك ليك والبنت بما ان واضح مفيش حد عايش فى البيت ده غيرك
هز نضال رأسه بيأس ليرمي الكتاب جانبا وهو يراها تتحدث مع المرأة لينظر نحو شمس الذى تتناول طعامها ليسمعها تسأله
-فين الدادة بتاعتها
رفع شمس من على الرخام ليغسل يداها من صنبور المياة ثم اعادها تجلس على الكرسي المخصص لها ليقول
-مشيتها
رأى صعود بوادر الغضب في عينيها ليعبس وهو يراها تكاد تنفجر في وجهه متساءلة
-ومين بيقعد معاها وقت شغلك
زفر نضال بيأس
-بجيبها ساعتها لحد لما ارجع بتمشي
همت بإلقاء العديد من الأسئلة فوق رأسه إلا أن رنين جرس منزله القوى جعله يعلم الطارق، ابتسم بجفاء وهو يتوجه نحو الباب
– واضح جوزك شرف
توجه نضال بخطوات أبطأ من السابقة، جاعلا الرجل يستشيط غضبا، ليفتح الباب ببرود شديد مقابلا غضب الليل الذى صاح بصوت أجش
– فينها
هز نضال رأسه ببرود قائلا
-فى المطبخ
اندفع سراج داخلا منزل الرجل وهو يكاد ينفجر غضبا، قادته قدماه نحو مصدر صوت طفلة صغيرة وصوت اسرار .. ليندفع بغضب وهو يتأملها متخلية عن سترته الخاصة ليقترب منها. ممسكا عضدها بخشونة هامسا بصوت أجش
– حسابنا فى البيت
وضعت اسرار يدها على ظهرها لتتأوه بألم
– ااه
انسلت الدموع من عيني أسرار لينتبه نضال الى صراخ سراج
-فيه ايه
انفجرت اسرار فى البكاء مما جعل نضال يقترب بقلق وعينيه تموج بقلق لتتأوه اسرار بتوجع
– بتوجعني، ضهري وجعني يا سراج
اخفض سراج عينيه نحو قدميها وقد تأكد من شكوكه لينفجر فى وجهها صارخا بجنون
– انتى غبية مش قولتلك انسى الكعب ده
كادت اسرار تفقد توازنها إلا أن سراج قبض على خصرها بقسوة جعلتها تضربه فى صدره هامسة
– ضهري يا سراج، ضهري يا مجنون
احتضنته اسرار لتلف ذراعيها حول عنقه غامزة بمكر نحو نضال الذى اتسعت عيناه بإدراك شديد لتلمع عيناه بخبث شديد تحت أنظار شمس الهادئة، زفر سراج بسخط ليغمغم بحدة
– غبية انتى مش منعتك منه الدكتورة
رفعت رأسها تحدق نحو عيني سراج الملتهبتين لتسيل دموعها وهي تهمس بتحشرج
– وحشني يا سراج
غمغم سراج بفظاظة شديدة لميل حاملا اياها على ذراعيه، لتلتصق به اسرار مودعة نضال وشمس بعدة قبلات فى وجهيهما ثم عادت تأن بميوعة شديدة
– وحش لما يلهفك، هنروح المستشفى نطمن عليكي
انفجر نضال ضاحكا وهو يقترب من صغيرته قائلا
– شوفتي عمتك عملت ايه عشان تفلت من غضب الوحش
– اوعي تكوني زيها، هقتلك
عبست شمس وهى تغمغم
-شرير بابا
عقدت حاجبيها بشر جعله يداعب عنقها وهو يقول بخشونة شديدة
– مش هنخلص من الاسطوانة دي
انفجرت شمس ضاحكا ليتوقف نضال عن مداعبتها لتهدأ ضحكاتها ثم تمتمت بحنق
– جعانة  بابا
صاح نضال بحدة شديدة وهو يلتقط الكتاب مرة أخرى قائلا
– اتكتمي لحد لما نشوفلك اكل عدل
نظرت اليه شمس بعقدة حاجبيها الشريرة ليميل نضال مقبلا وجنتها جعل الصغيرة تعيد تقبيل كده الا انها جعدت شفتيها حينما شعرت بنغزات توجع بشرة وجهها وشفتيها، حمل نضال الصغيرة لتميل برأسها غافية على صدره ونضال يتصفح الكتاب بعمق شديد.
****
في المشفى ،،،
قضي سرمد يومين في المشفى منذ إفاقته وبعد فحص عديد من الأطباء قرروا اليوم الإفراج عن حبسه أخيرا، من جهة هو متلهف لرؤية البرتقالية التي أخلفت توقعاته بعدم مجيئها، ومن جهة أخرى لا يرغب بالعودة لايطاليا كما قررت عائلته.. والدته أمرت وهو كمثل والده وشقيقه سيطيعها تفاديا لغضبها الحارق.. غمغم بحنق
-كرهت وجودي هنا
لكزه سامر من خاصرته ليقول بنبرة ساخرة
-تعقل يا رجل، هل هذا منظر رجل أصيب في رأسه
التفت سرمد ناحية صديقه الذي يجهز متعلقاته ليهمس بصوت أجش
-لم تأتي يا غسان
هز غسان رأسه بيأس ليجيبه سامر قائلا
-ولن تأتي
حدجه سرمد بنظرات مميتة الا أن سامر لم يكترث بغضبه ليزمجر سرمد بحدة
– ستأتي
قلب سامر عينيه بملل وهو يتصفح هاتفه
– حينما نرحل
زفر سرمد لاعنا ذلك الاحمق، لينظر نحو غسان قائلا
-طمئني غسان عن الأوضاع الأخيرة
زفر غسان بحنق ليسحب مقعدا ويجلس بالقرب من الفراش قائلاً
-يقولون انهم يبحثون عنه، الشرطة تحاول تطمئن السفارة لكن انت شخص مشهور وعلاقات والدك قوية لكن الصحافة لن تستطيع تخرس ألسنتهم ابدا وتضغط على الجميع وهذا يؤثر بالسلب على السفارة
كز سرمد على اسنانه غاضبا، ليلعن الجميع بالايطالية ثم حاول السيطرة على غضبه كي لا يؤلم رأسه قائلا بحدة
– اسحب ملف القضية
أجابه سامر بفظاظة
-ليس بيدك يا احمق، ثم ألن تأخذ حقك من ذلك اللعين
اكتفى من شقيقه، حقا اكتفي منه، سحب الوسادة والقاها في وجه الأحمق الذى تلقاها بسهولة ليصيح سرمد بغضب
– وشاديااه ؟ ماذنبها أن تدخل بتلك الدوامة
انفرج عن شفتي غسان ابتسامة هادئة ليجييه
– حماك يبعدها عن الصورة، رغم انني سمعت انها ذهبت للشرطة لتدلي أقوالها بما حدث
اتسعت عينا سرمد ليقترب منه قائلا
– ألم يحاولوا إعادة طلبها
هز غسان رأسه موافقا
-بالطبع لكن والدها رفض واستخدم نفوذه
لعن سرمد مجددا ليحاول نفض جسده من الفراش قائلا بحدة
– اريد رؤيتها
اجلسه سامر على الفراش مرة اخرى ليهدر فى وجهه بعصبية
-رؤية من اجلس يا غبي، ستأتي الممرضة لعمل فحص لرأسك قبل خروجك
تأفف سرمد وهو ينظر الى صديقه باستنجاء الا ان غسان رفع يديه تماما عنهما ليزفر سرمد حانقا وهو يتوعد لشقيقه
– أين والدتي لتأخذ هذا المزعج مني
التصق سامر بجسده الضخم بجوار سرمد ليميل اليه قائلا بمكر
-تغار لان النساء تلتفن إلى عيني الملونة بعكسك
بدأت المشاجرة الكلامية والعديد من اللعنات تخرج من شفتي الرجلين، هز غسان رأسه بيأس وهو يرمي الحقيبة جانبا منتبها على صوت طرق الباب ليزجر الطفلين الضخمين قائلا
– اصمتا الآن
جلس سامر على مضض فى مقعده ليفتح غسان باب الغرفة ليت لي فكه وهو يرى شادية امامه
سارع بترك مسافة وتستطيع الدخول منه وشادية تتقدم بتوتر شديدة متمسكة بباقة الورد قائلة بخجل متحاشية النظر نحو عيني سرمد
– صباح الخير
فغر سامر شفتيه نحو السمراء الناعمة التى دلفت اليهما، لينظر نحو اخيه الذى التمعت عيناه ليعيد النظر نحو المرأة التي ازداد تورد وجنتيها على همس أخيه الأجش
– شادياااه
رفرفت شادية باهدابها وهى تتمسك الباقة بخجل شديد جعلها تعض باطن خدها، ونبضات قلبها تقفز بفزع
عيناه  تتفحصها بدقة شديدة، محاولا رؤية شئ خاطئ بها وهو يتفحص قميصها الوردي الشاحب القصير  وبنطالها الجينز الواسع ليرفع عينيه بشغف شديد ليرفع كف يده مهدئا نبضات قلبه الملتاعة ليراها تسترق النظر إليه لتهمس بصوت ضعيف
-حمدلله على سلامتك سرمد
ويل قلبه هو من اسمه الذى يخرج من شفتيها النديتن، استمع الى تعليق سخيف من شقيقه، ليرشقه بنظرات زاجرة قبل ان ينظر نحو امرأته بتوعد
سيقتلها .. سيقتلها عشقا وحبا حتي تتعلم كيفية المواظبة للجلوس بجواره فى أشد أوقات مرضه وتعبه، التمعت عيناه وهو على وشك طردهم ويكتفي هو بالبرتقالية ليعانقها كما يجب
لهما حديثا لم يكمله،  وعناق يتحرق لفعله
الا ان احلامه ببساطة تحطمت على أرض الواقع حينما شاهد حماه المستقبلي يقترب من برتقاليته ليضع يده على عضدها لتلتفت الى والدها تهز برأسها وهى تغمغم إليه بعدة كلمات قبل أن تلتفت مغادرة، ليشتعل فتيل الغضب وهو يغمغم بلغة الأم
– اللعنة
هذا أسوأ كابوس شاهده على الاطلاق
أين ذهب عناقه ؟ وأحاديثه التي على وشك فعلها
كيف ترحل ببساطة أمامه  كحلم جميل زار منامه وعند استيقاظه اختفى كالسراب !!

يتبع..

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على (رواية أترصد عشقك)

اترك رد

error: Content is protected !!