روايات

رواية أترصد عشقك الفصل الخامس والثلاثون 35 بقلم ميار عبدالله

رواية أترصد عشقك الفصل الخامس والثلاثون 35 بقلم ميار عبدالله
رواية أترصد عشقك البارت الخامس والثلاثون
رواية أترصد عشقك الجزء الخامس والثلاثون

رواية أترصد عشقك الحلقة الخامسة والثلاثون

التعثرات والتخبطات التي تجعلنا نفقد اتزاننا
مجرد حجرات عثرة على طريق النجاح
شد برداء عزيمتك واستحضر قوة شكيمتك
فالدنيا مجرد نزالات
والمصارع يعلم الوقت الذي يتحول من مدافع لمهاجم.
اختلاجات القلب، وتعثرات الألسنة اما يكون ناتج من حب جارف
واما يكون ناتج من الخوف الذي يقتل الشخص !!!
وتعثرها وتخبطها وهى تشاهده واقفا كأسد شامخ قد عاد من عرينه منتصرا ويراها هو الآن كفريسة عصية استطاع أن يجعل الدماء تجف في عروقها لتهمس اسمه
-نضال
عينيه الثاقبتين، ولمعة ذهبيته أخافها، أكثر ما يخيفها هو رؤية تلك النظرة في عينيه، فمن هي التي من المفترض ان تنظر اليه بشموخ ورأس لم ينكسر، ترتجف من الخوف وما جعلها تكاد تفقد اتزانها صوت استماع تكة المفتاح
هل أغلق الباب عليهما
اغلق الباب عليهما داخل استراحة نساء!!، التفتت يمينا ويسارا علها تبحث عن مخرج بعيدة عن هذا المختل ولكن ضحكته القوية الساخرة جعلتها ترفع رأسها تنظر اليه وهو يضع يديه في جيب بنطاله متقدما نحوها بخطوات بطيئة مدروسة
-مالك كأنك شوفتي عفريت قدامك
مالت برأسها ومقدار ما يستفزها أن تناطحه وتجابهه الا انها امسكت بالرخام البارد تطالبها بالقوة التي لم تستعد لها، حينما ارادت ان تستجمع قواها اتى الذي سيزيل بمسحة واحدة، ومع اقترابه حبست أنفاسها واتسعت مقلتي عيناها تنظر اليه وهو يقترب منها للحد المسموح له بالاقتراب
يعيد اغواءها، أو الاطمئنان على بضاعته ان لمسها غيره!!!
انامله الباردة مرت على من جبهتها وهبط بخفة شديدة حتى وصل الى عنقها، وحينما استشعر خفقات عرقها النابض ابتسم بهدوء شديد متسائلا
– خايفة
راها تنزع يديها عن الرخام البارد وجسدها المنكمش المذعور بدأ يستعيد شجاعته رويدا ..رويدا ليراها تستقيم واقفة بثبات شديد تنزع يده عن عنقها لتقول بصوت بارد جاف من أي مشاعر اعتاد عليها
-تقريبا الحاجة الوحيدة اللى اتعلمتها منك انى مخافش
تجاعيد عينيه انبسطت قبل ان تنفرج شفتيه عن بسمة هادئة وهو يقول بنبرة ذات مغزى
– بقيتي جريئة
أعاد يديه داخل كفي بنطاله، ولم يحاول التزحزح مقدار انش من قربه الذى يعلم ان لم يؤثر خلال الثلاثين الثانية القادمة سيصدق المرأة التي أمامه استطاعت أن تتخطاه
بداية من رؤيته لتغير أفعال جسدها، والذبذبات الضعيفة انه يراها مازالت متأثرة به، لن يصدقها حتى لو اقسمت على هذا… اتسعت حدقتا عينيه حينما قالت بنبرة جافة
-بفضلك يا نضال بيه
استدعت تلك المرة ابتسامة ساخرة تزين ثغره وعينيه تراقبانها ويدرس لغة جسدها التي تغيرت قليلا، رفع عينيه نحو عينيها التي تنظر بعبوس وتأهب شديد ليقول بسخرية
– لا ولسان القطة طول
زفرت فرح بحدة، لا ينقصها مجادلة كلامية مع من سيصبح طليقها، لما ظلت تسأل عنه منذ دقائق قليلة… يا ليتها ما سألت وكيف تنسى دخوله ليس كالآخرين
يفضل الدخول من النوافذ عن الأبواب الأمامية، تحاول أن تتأمله مليا
هل ستشتاق له؟
ربما ستشتاق وكيف المرء ينسى الحب الأول، ولكن حبها لم يكن عاديا.. بل كان مميتا لدرجة سببت في قتلها وهو كما هو، وسيظل كما هو ولو تظاهر … يمتلك قوة لم تستطيع حتى الآن أن كسبها، لكن ستتعلمها المرة القادمة، ولن تترك الفرصة لتدع الجميع يتلاعبون بهما كما أرادوا
ربما لم تكن لديها المقدرة أن تأخذ حقها منه كاملة واضطرت ان يساعدها عائلته، لكن بمجرد ان تنهي صفحته ستبدأ فصلها الجديد ..بفرح جديدة تستطيع أن تفخر بها.
سألته بنبرة ممتعضة ولم يغب عنه نظرتها الحادة
– وياتري جاي تكمل ضرب فيا ولا عندك حاجة عايز تقولها
لانت نظراته المتفحصة حينما لمس نبرتها المختنقة، هو أمر كان دائما يخرج من طور هدوئه المعتاد عليه، دائما كان تستفز لأخراج أسوأ ما به ولا تدخر وقتًا لاستخراج جزء بدائي بداخله ليظهر بدوره اب معتدى لعين في عيون القانون والشرع
سألها دون مواربة
– وانتِ تعرفي عني ايه بالضبط
اتسعت عيناها محاولة فهم لمغزي سؤاله في ذلك الوقت بالتحديد، من المؤكد ليس مجنون ليحاول رأب الصدع بينهما، هي لم تستطيع فهمه بل لم يعطيها الفرصة للولوج لحياته كما ينبغي، وهو لا يقدم لها حقوقها وابسط الأشياء الواجبة عليه، حاولت الابتعاد عن مداره بهدوء شديد وهي تجيبه
– اللى عايز توريهوني يا نضال، ده اللى اعرفه.. لكن اللى مش بتحاول تخبيه عن الكل ده ليك انت
الإجابة لم تكن مقنعة، رغم كونها حقيقية، لا يعلم لما يسأل
هي أكثر النساء اللاتي استمرت معه في الزواج، سمح لها بالاقتراب من ابنة لم يكن يعلم عنها شيئا، سمح لها للتوغل بين عائلته المفككة، وانغمست بداخلهم كما لو كانت هي شقيقتهم وهو زوج الشقيقة الذى ينظرون نحو شرزا منتظرين الفرصة للفتك به!!!
 حاول عدم الابتسام بسخرية، الابتسامات باتت متأصلة به حتى في أكثر المواقف المصيرية في حياته
كحاله هو الان
يعلم الحكم سيكون في صالحها، والمحامي خاصتها والقانون سيكونون بمثابة درع حماية لها ضده هو، غمغم بصوت أجش
– نضجتي
هزت رأسها وقالت بنبرة متهكمة
– وهى الواحدة بعد ما تقعد معاك كل الفترة دي مش بتنضج
ولكونه لم يستطيع اكمال أي حديث ناضج عقلاني لمرة واحدة في حياته، التمعت عيناه بمكر وهو يقول
-والله مفكرتش اسأل عن الستات اللى اتجوزتهم قبل كدا حياتهم مشيت ازاي
هل يريد رؤية أي بوادر غيرة!! احمق.. هي بدأت تشعر بالشفقة عليه الآن
وعبثه وعدم صراحته لما يريد الوصول إليه اتعبها وكاد يستفزها إلا أنها أجابته بصوت جامد
-راحو مصحة نفسية يا نضال.. انت بتاخد كل حاجة حلوة لحد لما تبقي الست اللى مبهور بيها شبح وبعدين بترميها في اقرب مكب زبالة
هل أصبح الآن مصاص دماء، من زوج مغتصب ومعتدي الان تحول لمصاص دماء أخرق، اجابها بصلابة
– بس انتى الوحيدة اللى طلبتي الطلاق
لا تعلم ما منطق جملته الان التي ألقاها في وجهها، بملامح ممتعضة وعينين سوداوين يكاد جسدها ينتفض ذعرا من منابت رأسها حتى أخمص قدميها، رفعت حاجبها بتهكم قائلة
– لتاني مرة لو فاكر كويس
انفجر ضاحكا باستمتاع تلك المرة، دون قيود ولا حواجز تمنعه من الضحك، وهل المرة السابقة حينما طلبتها كانت تقصدها؟، بل كانت تحاول اثارة غيرته التي لا تحتاج للاختبار، لطالما كان هو غيور لعائلته ماذا تظن نفسها الغبية وهو من جعلها امرأته بعد تفكير عميق مفضلا إياها أن تكون مربية لصغيرته، سألها بمشاكسة
– يعني فاكرة
ارتسمت ابتسامة مقتضبة على وجه فرح وهي تجيبه بتحدي صريح
-بس المرة دي مش هرجع
أعجبه التحدي، وأشعل جوارحه المتطلبة لوأد تلك الشعلة المتمردة في عينيها، اقترب منها ودنا هامسا بالقرب من أذنها
-ثقتك كبيرة
لم تهتز، ولم تطرف أهدابها، بل اتخذت سياسته الماكرة في اللعب
اللعب البارد بالاعصاب، والهدوء المبالغ به، مالت برأسها تنظر اليه قائلة
-طول ما انت بتفكر بالطريقة دى وبتكابر صدقني هتخسر كل حاجة حلوة ليك، تقدر تقولى مين مستعد تقدم روحك علشانه
لم تعطيه فرصة للإجابة، أجابت هي وداخلها يقين شديد انه لن يتردد في الحاق نفسه للأذى في سبيل نجاة طفلته
– شمس
انقبضت معالم وجه نضال للجمود، ولم تحاول حتى هي أن تفهم سر العبوس الطفيف لتقول تحدي صارخ
– وتفتكر شمس يا نضال هتقدر تتحداك ولا هتكسر تمردها، هتكون اب متفهم ومراعي ليها وتقدر تتنازل عن كبريائك وعنجهيتك قدامها، ولا الآنا بتاعتك العالية هيكون ليها السلطة في قراراتك
لم تعطيه فرصة للإجابة، ومنذ متى يرد على أسئلتها، كما تطرح اسئلتها تجيب عليها ببرود شديد وهو يتابعها بملامح منغلقة
– الآنا مش كدا!!!.. متوقع، بس صدقني يمكن مفيش حد فينا يقدر يكسر حاجة جواك، بس شمس هي اللى هتقدر
ابتسامة صغيرة شقت ثغر فرح وهى ترى اتساع بؤبؤ عينيه، كأنها تكشف له مسارات مبهمة في حياته، إلا أن الجمود غلف تقاسيم وجهه الحادة وهو يقول
– محسساني كأني كنت بضحك عليكي بكلمتين حلوين وواعدك بالجواز و اغتررت بيكي
اتسعت عيناها جحوظا وزحفت حمرة الى وجنتيها دل على مدى حرجها وقمة غضبها، ذلك الفاسق المتدني
دائما ما يفلت بنفسه من أفعاله الشنيعة ويلصق التهم في الاخرين، صرخت في وجهه ويديها تبحث عن أي شيء تضربه بها على رأسه او يقتل من وسامته الخطيرة الماكرة التي حطمتها وحطمت الفتيات من غيرها
– ياريتك عملت كدا، انت عارف مشكلتي ايه يا نضال، انك صح .. انت مخدعتنيش.. نبهتني بدل المرة عشرة اني محاولش اقرب منك … وانا معنديش نية كنت اقرب منك، وقت ما اضطريت اوافق عشان اقدر ارفع بمستوى اللي كنت فيه.. كنت بقرف منك، أول يوم جواز حسستنى انى مش بنت، تعاملت معايا بكل احتقار
اتسعت عينا نضال وسماعه لأحداث جديدة لم ينتبه لها جعلته ينظر إليها باستنكار شديد ليقول
-عايزة تقولي اني معرفتش ارضيكي
زاد احمرار وجنتي فرح وهي تجيبه بقهر
– مراعتش احساسى انى اول مرة اتجوز، اهتميت بنفسك انت بس يا نضال، تشبع نفسك وفرح تولع زيها زي غيرها
الدموع حفرت طريقها الى وجنتيها، واكتفت من الصلابة ما تكفيها لتنكس رأسها وهى تفصح عن دواخلها
– لما بترميلي الفلوس بعد كل ليلة تطلبني بيها متتخيلش احساسي عامل ازاي، كنت بتمني اشنق نفسي يومها انى وافقت امضي على الورق ده
مال برأسه ونظر اليها محتقن الوجه، ثائر المشاعر، جارحة رجولته وطاعنة كبريائه
ربما لن تصدقوه في هذا.. لكنه حتما لم يجبر امرأة على معاشرته بل كن على طواعية شديدة ويتلقين ما يعطيه اليهن برضا شديد، لكن أن تأتي هي وتسرد أحداث قديمة بمنظورها هي … أين كان هو؟!
هل كان غافلا؟ معمي البصيرة؟ … كان يظن انه فقط خجل عذراء وسينتهي، وهى لم تخبئ عن عائلتها ليصدق حقيقة ما قالته منذ قليل
– جاية تحكيلي عن سنة فاتت ايه كان شعورك اتجاهي
قالها بتهكم شديد وتعابير وجهه كانت غاضبة، مما جعل فرح تزيل دموعها بحدة وهى تقول بصوت متحشرج
– تصدق كنت غبية، فرح اوعك تقعي في حبي وتعمل ايه تتفنن انك تخليني احبك، فرح اياكي تروحي الشغل ده، اياكي تكلمي ده ،اياكي واياكي وسلسلة أوامر غير منتهية عشان تبان انك متحكم باللعبة بس من صورة تانية عايز تخليني احلم انك بتغير عليا وانت لا بتغير ولا….
قاطعها بصراخ وهو يضع يديه في عضديها بخشونة جعلتها تصرخ متألمة من قوة قبضته
– بغير عليكي يا فرح، اياكي .. اياكي تشكي فيا .. عمري ما كدبت عليكي بحاجة ابدا
رفعت رأسها تتطلع الى عينيه الذهبيتين اللامعتين بغضب، وتنفسه السريع الدال على الغضب جعل ابتسامة تنفرج عن شفتيها وهى تقول باستهزاء
– برافو ها كمل وايه كمان عايز تقوله ونفسك تقوله وتخلي الوقت نقضيه هنا وتحاول تلاعب بيا عشان اتخلي عن قراري
ضيق عينيه متفحصا نظراتها الخاوية من أي مشاعر، هل لتلك السرعة استطاعت أن تتجاوزه!!
ألقي جملته الساخرة في وجهها كقنبلة يدوية فجرتها حية
– لو قولتلك هترجعي .. هترجعي
لثواني صمتت، تنظر الى  عينيه باستنكار وتعمق محاولة تحليل أثر كلماته، لتجيبه بنفي صريح
– استحالة، على جثتي يا نضال .. عارف يعني ايه على جثتي
تأوهت بألم حينما شدد من قبضة مرفقيه وحينما حاولت الفرار كان نصيبها أن زاد من قبضته قسوة شاعرة انه سينزع لحمها من جسدها، هلعت حينما ارتطم جسدها بصدره ومال يهمس في اذنها قائلا
– افتكري انك اللى بتبدأى تطلعي أسوأ ما فيا
امالت رأسها بضعف قبل ان ترفع عيناها وجسدها المكبل قيد بجسده لتسأله
-فيه ايه تاني تحب تخليه برهان قدام القاضي
انفرج عن شفتيه ابتسامة ماكرة ليقول بنبرة غامضة
– ده
للحظة شعرت بصدمة أثرت على جميع خلاياها العصبية، عيناها تتسعان بجحوظ وشفتيه كانت تنتهكان خاصتها دون إذن منها
تسارعت نبضات قلبها والنفور بدأ يتملكها، حاولت نزع جسدها من براثنه، إلا أنه كالغراء لم يتحرك مقدار انش، مطالبا إياها بالقرب دونه
أغمضت جفنيها بيأس وهي تدعي الله ان يبتعد على ما ستقوم به، ركلت ساقه بقوة مما أثر ابتعاده عنها وهو ينظر إليها شزرا، اما عنها فنزعت جسدها بقوة منه وهى تصيح إياه محذرة
– نضال
مرر اصبع السبابة على شفتيه مستعيدا ذكرى ذلك العناق الذى لم يكتمل، ليهز رأسه ساخرا وهو يقول
– نضال الغانم عمر ما حد أجبره يعمل حاجه ضد إرادته
البقاء معه في مكان واحد لأطول فترة ممكنة لن يكون محمود العواقب، حاولت السيطرة على نبضات قلبها وتنفسها السريع، الا ان كلامه المستفز يستفز لسانها للرد عليه
– عايز تكسرني يا نضال
انفجر ضاحكا بسخرية وهو يتأملها مليا ليقول
– لو عايز اكسرك مكنتيش قدامي بالشكل ده
شهقت فرح بجزع أثر نظارته الداكنة مما جعلها تشهق مذعورة تتعثر في سيرها، وهى تحاول الوصول الى أي نقطة بعيدة عن مدارة لتقول
– اياك .. نضال
لكن الإصرار في عينيه جمد أطرافها لتحدق اليه بذعر، رغما عنها تذكرت اسرار وطلبها بالذهاب الى الحمام، اتسعت عيناها وهى تحدق اليه لتقول بغضب
– انت .. انت اتفقت مع اسرار
نفى بهدوء قائلا
– اسرار متعرفش انى هحبسك هنا معايا
ربما لو عرفت انه سيكون مترصد لها لما تركتها تذهب بمفردها، هي كانت تلح عليه سابقا وتخبره بما سيفعله وهدوءه المريب لم يجعلها تشك به لثانية والفضل يعود بالطبع لحملها في هذا الوقت
ربما لو لم يأخذ الطفل اهتمامها وزوجها الأحمق الذي لا يدعها لدقيقة بعيدة عنه ربما لم يكن ليسلم منها!!
التمع الغضب في عيني فرح وهى تنظر اليه باتهام قائلة
– عايزاني اصدقك ازاي
ببساطة كما ألقت السؤال اجابها هو
– عمري ما كدب تعليكي
انفجرت فرح ضاحكة بيأس لتهز رأسها وهى تقول
– طول عمرك كداب يا نضال
لن يكذب ويقول انه لم يكذب من قبل، فالخداع والمكر المتأصلين به عبارة عن كذبة كبيرة يستطيع أن يوهم الجميع بعظم بشاعة أفكاره، لكن قلبه يمنعه بالنهاية
صدقوا … لنضال الغانم قلب يشعر ويحس، لكنه فضل أن ينتظر أحد للوقوف بجانبه
من يريد فمرحبا به، ومن لا يرغب فشكرا على زيارته، هو اعتاد وليست مرته الاولى الذي يهجره فيها شخصا لم يسمح له بالرحيل
فوالدته رحلت قبل ان يسامحها، هو حاقد وناقم، ويلعن اليوم الذى قابلت فيه والدته والده وقرر انجابه، لكن ما بيده حيلة
اصبح زوج واب .. بل اب مطلق، هذا سيكون لقبه في بطاقته الجديدة
انتبه عليها وهى تغمغم بحدة وقد تلون وجنتيها بالحمرة القانية أثر تحديقه السافر لجسدها
– فيه حاجة كمان وحشاك عايز تطمن عليها قبل ما تبقي محرمة عليك
لوى شفتيه وعض طرف شفته السفلي بحسية جعل فرح تصرخ في وجهه بحدة
– نضاااال
اقترب مقلصا تلك الأمتار التي تفصلهما، تعلم انها مهما هربت ستقع اسفل قبضته خصوصا انه لم يحاول الابتعاد عن جعل الباب خلفه تماما، مال برأسه وهو يجذبها من مقدمة بلوزتها الناعمة جاعلا فرح تشهق بخجل وهى تهم بالصراخ في وجهه وسبه، قيد كلتا يديها خلف ظهرها بيد والاخري جذبت عنقها وهمس في وجهها بنبرة اجشة
– اسمعي بقي كويس كلامي، لو اتطلقتي مني يا فرح .. قسما بالله ما في دكر هخليه يقرب منك
ضيقت فرح عينيها منتظرة تلك الرجفة، الرجفة الغبية التي تشعر بها أثر كلماته التملكية!!
أين ذهبت؟! لقد غادرت مع أدراج الرياح، دفعها تلك المرة لتنفجر ضاحكة باستهزاء
– بقيت اشعر بالاطراء حقيقي، ثانية ثانية .. جسمي قشعر ااااه
صرخت بألم حينما صفعها بقوة خلف ظهرها، لتحتقن وجنتيها وبلعت الكلمات وهي تنظر إليه باستنكار الي فعلته، ليكرر ضربته مرة أخرى بحميمية شديدة و بصفعة أقل حدة جعل جسد فرح يرتجف بين ذراعيه لتنفرج عن شفتي نضال وهو يقول بمكر
– حسيتي بالقشعريرة يا قطة
أجلت فرح شفتيها بتوتر، والحرارة في الغرفة بدأت تزداد سخونة ويده التي تركت عنقها مفضلة اسفل ظهرها، جعلها تشعر بالحرج الشديد وهى تحاول بجسدها ابعاد يده إلا أنه يزداد إصرارا كل مرة مما جعلها تنظر إليه شزرا حتى تستطيع ترتيب جملتها، لكنه سبقها قائلا وقد قرر ان يرحم وجهها الذى أصبح كطماطم طازجة
– زعلان اووي اني هدفن زهرة شبابك بدري يا فرح، بس انتي اضطرتيني اعمل كدا
كادت تلك المرة ان تكرر ضربها على ساقه إلا أنه سبقها بصفعة مؤلمة لمؤخرتها جعل الدموع تنسل من عينيها وهى تحدق اليه بغضب وكره شديدين لتقول
– غصبا عنك .. هتحب وهحب حد غي…
قاطعها بجفاء شديد ونبرة تملكية استشفتها من صوته الغاضب
– قلبك ليا يا فرح
هزت رأسها نافية وهي تجيبه بإصرار
– رجعته تاني
وهل تظن نفسها في محل تجارى لتستعيد بضاعتها، اشياءه هو لا ترد ولا تستبدل .. ما أن يأخذها فهو يمتلكها حتى مماته، قال بنبرة متعجرفة
– هيفضل ليا
هزت رأسها نافية واصرارها هذا يكاد يحطم وجهها الجميل الذى بدأ يسترد عافيته من أثر عنفه وهجومه البدائي منذ اخر يوم تقابلا به
– للأسف معرفتش تحافظ عليها
مرر أنامله على وجهها ليمسك ذقنها وهى تنظر اليه ببرود شديد جعله ينفجر غضبا وسخطا قائلا
– مفيش من بعدي راجل يا فرح
هزت فرح رأسها والدوار بدأ يلازمها وستفقد وعيها تقريبا ان ظل مقتربا من وجهها هكذا ويتنفس دون مراعاة انها تحتاج لمساحة وفيرة من الهواء كي تتنفس
– مش هتقدر تقيدني ليك طول العمر يا نضال
 جذب عنقها بخشونة وهو يهسهس بغضب
– هقيدك يا فرح، متفرحيش بالحرية اللى هتاخديها
زاغت عيناها مستشعرة طاقة غضبه ومقته، لترسم ابتسامة مقتضبة على شفتيها هامسة
– كل حيلك استنفذت مش كدا
انتفض جسدها هلعة وقرعت طبول قلبها حينما سمعت الى صوت سحاب تنورتها… هل ما تفكر به صحيح !!!، دفعت جسده بعيدة عنها صارخة
– نضااال
زاد نضال من جعل جسدها يأن بتوجع وقد أطبق على خصرها، ليحاول التخلص من تنورتها الضيقة الطويلة، منذ متى الهانم ترتدي تنورة ضيقة!!! لولا فقط وجوده فقط حمام عام لنزع ثيابها وتخلص من ملابسها تلك تماما وجلب لها شئ تتستر به، يداها تحاربان يديه
وجسدها بدأ يزداد نفورا وتأففها وغضبها وهى تهمس كلماته لا يزيده سوي اصرارًا
– انت مجنون .. اياك تفكر اني هسيبك تلمسني
تنفس الصعداء حينما حل سحاب التنورة ليتركها تقع أسفل ساقيها ليسمع إلى صوت شهقتها المفزوعة وقبل أن يجدها تصرخ حملها من فخذيها ودفعها بقوة للحائط، ساقيها تستندان على ذراعيه ويديها تخدش وجهه وتدفعه بعنف عنها، قرص منطقة خصرها بقوة لتتأوه متوجعة وهي تراه يهمس ببرودة أعصاب
– قاومي يا فرح
انامله تجرد اتزانها وصلابتها، ويئد تمردها ونفورها، عيناه تحملان تصميما وعيناها تحملان رفضا غير قابل للتفاوض
صاحت بنفور وجسدها الشبه عاري يتقزز من رؤيته لأستباحته لجسدها لتصرخ بحدة وهي تدفعه بقوة عنها جعل جسده يتراجع عدة خطوات لتستغل تلك الثواني المعدودة محاولة الفرار من قيده
– نضال لا .. انا رافضة .. ده اغتصاب يا نضال
راها تلتقط تنورتها السوداء الغالية بذعر محاولة الدخول الى احدى الحمامات لترتديها لتنفجر ضحكته الشرسة
– اغتصاب!!
وقفت امام باب المرحاض الذي ستهم بغلقه في وجهه ووصده اياه لتصرخ بتقزز وعينيها حفرت معالم الخذلان والكره
-لطالما هتاخدني دون ارادتي يبقى اغتصاب، لو هتاخدني وانا جوايا رافضة يبقى اغتصاب .. انا مش لعبة يا نضال بين ايديك
همت بغلق الباب فى وجهه لتنتفض بذعر وهي تجده داخل المرحاض
إصراره لن يمنعه من أخذ ما يريده
تعلمه جيدا، ليس هناك قوة على الأرض قادرة على تخليه على ما يبتغيه
جذبها برفق تلك المرة ليحتضن جسده جسدها، يحفر تلك المرة طريقة ويسطر خطوط النهاية بقلمه
انامله تعزف على جسدها ألحان الموت وعينيها مغرورقة بالدموع، تحاول استمالة رأسه الصلبة مما ينتويه
الا ان صوت الحانه أقوى من أى صوت، تسارعت وتيرة أنامله وقلبها يدق بخوف محدقة نحو عينيه المتملكتين
مال هامسا بصوت خفيض
– بحاول اخليكي تكرهيني زيادة .. حاجة تخليكي كل ما تفتكريني.. تلعنيني كل يوم
ابتلع باقى حروف اعتراضها وتحكم بقبضة من حديد من نفور جسدها، إن كان هناك شئ سيجعلها تتذكره بحسن
فليكن تلك ذكراها الاخيرة
ذكرى وهو يجردها من كل معتقداتها وايمانها، ذكرى تقتحم احلامها، وتستفز كوابيسها، ذكرى يجعلها جثة هامدة لن تقدر على رفع رأسها بكبرياء وإباء.
بكاءها زاده نشوة وهمساتها بأسمه كي يبتعد زاده إصرارًا فوق إصراره، دفعات يديها الضعيفة لأبعاده عنها أحكم قيدها، حتى انتهى الأمر بسقوطها خائرة القوى وارتمي رأسها على صدره، تنفس بخشونة وهدر محاولا التحكم وزأر ويداه تمسكان رأسها ليميل بشفتيه موشما إياها صك ملكيته.
………….
السواد
السواد يملأ المكان، فلا وجود للضوء ولا نهاية للعتمة
القلب متحجر، والدموع غير قادرة على التجرؤ والأقدام للنزول على صفحة وجنتيها، رأسها مبتور
وقامتها منكسرة، حتى بعد صدور أمر القاضي بالطلاق
الفرحة تكسرت، فعلها ابن الغانم
استطاع أن يمحو ابتسامة ظفرها، ويجعلها تخشى التجرؤ على النظر في أعين الجميع، حتى أسرار التى شاهدت شحوب وجهها المخيف بعد إطلاق نضال لسراحها
كانت تصرخ فى وجهها فزعة تطمئن عليها وسبب شحوبها، الا انها لم تستطيع
توارت بين الجميع واختبئت حتى شعرت بالمحامي يطلبها وقد جاء دورها وحينما دخلت القاعة
كان يوجد لديها إصرار واحد وهدف سامي تسعي اليه
هو لفظ ذلك النجس المبتسم بتفاخر أقصي حياتها، ونجحت !!!
انتبهت على صوت اسرار المربتة على ظهرها و زرقة عينيها تلمعان بقلق يكاد يقلق زوجها المرابط بجوارها
-بداية خطوة جديدة يا فرح
اي خطوة تتحدث عنها اسرار وبفضله قضى على الاخضر واليابس بجنونه، ابتسمت بسخرية وعينيها تدور حول الجمع الغفير لتهمس بتعثر
– عارفة ومرعوبة جدا
عادت اسرار تعيد تهمس اسمها بقلق
– فرح
اقتربت منها تحتضن اياها بقوة جعلت فرح تستند برأسها على كتفها مطلقة آهة موجعة خفيضة بترتها وهى تحاول الاستقامة
لولا اسرار ربما لانهارت ساقطة، اغرورقت عينا اسرار بالدموع وهي تنظر الى زوجها الذى تجهم وجهه ناظرا بنظرة مميتة نحو شخص معين تعلمه، ليعود نادرا اياها بدعم شديد عاقدا حاجبيا بقوة آمرا إياها بالتوقف عن البكاء، الا انها لم تستطيع لتهمس بصوت متحشرج
-انا قلقانة عليكي، وشك اصفر حصلك ايه
اكتفت فرح من الدعم العاطفي ما يكفيها لتنسلخ عنها وهى تحاول الوقوف على أرضها الرخوة بصلابة
– مفيش
هزت اسرار رأسها بنفي لتقترب منها متسائلة إياها بقلق
-اذاكي؟!… عملك ايه انطقى
ذكرى ما حدث جعل العالم يدور من حولها، ليهتز الأرض من تحتها وهى تقول بصوت أجش
-خلاص بقي طليقي، طلقة ملهاش رجعة تاني
زفرت باختناق وهى تحاول على قدر الامكان ان لا تلتفت اليه، تشعر به أنه ما زال حولها، يراقبها، لتجلي حلقها وهى تغمغم بصوت أجش
-حاسة اني تعبانة وعايزة ابعد
صمت اسرار لبرهة وهي تلاحظ سراج يطالبها بعدم الإلحاح اكثر، لتتذكر شقتها بالإسكندرية لتقول
– انا اعرف مكان ممكن يساعدك
صاحت فرح بصوت معترض أجش
– اسرار انا استحالة اقبل بأي مساعدات تانية، انا هروح مركز تأهيل ههحاول اتخلص من العلاقة المسمومة دي، لاني بجد تعبت
تدخل تلك المرة سراج مقاطعا الحاح زوجته ليضمها بذراعه وهو يقول بصوت خشن رامقا ذلك اللعين راغبا فى قتله اليوم قبل الغد
– قرارك كويس جدا، وانك فكرتي بيه وحسيتي انك محتاجة علاج نفسي اثبتي انك اقوى من غيرك بكتير
مررت فرح اناملها فى خصلات شعرها لتحاول بيأس شحذ طاقة تبقيها على الوقوف بصلابة بدل ما ان تسقط مغشيا عليها كضعيفة لم تتحمل بعد لدغة الأفاعي
-الأهم اني اقدر انفذه
نادي سراج تلك المرة بلطف نحو اسرار التى نظرت اليه برفض تام
– أسرار
زفرت اسرار بيأس واستسلمت بعدم الإلحاح ليقول سراج جاذبا انتباه فرح
– تعالي نوصلك للقرية
هزت فرح بنفي وهي ترسم ابتسامة لطيفة وعينيها تتابعان نحو الزوج السعيد امامها، فرغم قوة وتمرد اسرار الا انها تستسلم بضعف حلو امام زوجها
ضعف انثوي ناعم يحافظ على كرامتها، وشخصيتها، ويبدو أنه رغم رغبته بالسيطرة الا انه لا يكسر قوة شخصيتها مهما كانت
هذا ما تعلمته منذ أيام سابقة قضت صحبتها بجوارها، همست بلطف
– أستاذ وقاص مجهزلى عربية خاصة للشركة قدام المحكمة
أومأ سراج رأسه بتفهم، لتستأذنهم هي بالمغادرة متوجهة خارج جدران القاعات الخنيقة، اطلقت زفيرا وهى تفتح باب السيارة والسائق سارع بالتوجه نحو مقعده لتنطلق السيارة بوجهتها ناحية قرية الغانم… انتفضت على رنين هاتفها لينتفض قلبها هلعا وهي تخرج هاتفها من حقيبتها إلا أنها سرعان ما هدأت انفاسها وهي ترد على الهاتف لتسمعها تقول بلهجة آمرة
-كلميني لما ترجعي
غمغمت فرح بهدوء قائلة
– حاضر
سارعت بإنهاء المكالمة لتطلق العنان لدموعها
باكية بصمت
ووجههامحدق تجاه نافذتها، مالت برأسها ترفع كلتا يديها تخبئ وجهها باكية بأنهيار
– ليه عملت كدا يا نضال، ليه !!
********
 لفافة تبغ تتبعها الاخرى
والحريق ما زال مستعر بصدره
ليس من مهوسي السجائر، لكنه يشربها وقتما يشعر بالضيق والعجز
مرر عاصي سبابته على ذقنه وبدا العجز يسيطر عليه و يفقد رشده، اللعنة .. متي سيتوقف عن التفكير كصبي أحمق عاجز عن رؤية حبيبته سعيدة
بل متي يأتي اليوم يجدها داخل جدران منزله، تنشر عبيرها فى أرجاء حدود منزلهما الصغير، ركل حصوة صغيرة عرقلت طريقه وعينيه يتابعان المارين في الطريق، فبعد أسبوع من العمل فى المشفى الذي أكتشف أنه ليس مملا كما توقع، فالكثير من الناس كانت تنتظر شخصا يحتاجون السماع اليه وان كانوا لا يودون  سماع نصيحة او حل لمعضلتهم،،
غامت خضراوة عينيه بحزن عميق وهو يتذكر رفضها للزواج منه، وسبب منعها للقيام بتلك الخطوة
فرغم شعوره كرجل عليه أن يقدر مشاعر امرأة مرهفة الحس كوجد، كل يوم يزداد  تعلقا بتلك المرأة، وإن أصبح أسيرًا لها فيا ويله هو منها!!
ازداد صدره اختناقا ولم يعد التبغة حله الوحيد لخروجه من غرق كان ينتشله سابقا
لكن اليوم
هو يغرق
ينسحب عميقا الى ذكرى أسبوع كما لو انها ذكرى امس
الدموع فى عينيها، انتفاخ وجهها وعينيها المتورمتين كاد يجعله يفقد سيطرته ويسارع باحضانها إلا أنها قتلته بخنجر مسموم في صدره
-انا اسفه مش هقدر اتجوزك!!
وقتها لم يكن يمتلك من الشجاعة ما يكفي للصراخ فى وجهها، لم يعتاد أبدا على الجرح والحرمان، حرمان سعادته
وجرح حبه
فقط عينيه تكتمان انفعالات صدره والظلال الاسود يحيط بعينيه، قبض انامله بعصبية وهم بالقيام إلا انه تفاجئ بها تمسك بذراعه بلهفة طغت عينيها الناعمتين كرقة ونعومة ملمس يدها على ذراعه
– عاصي، انا مش هقدر اتجاوز اللي حصل، صدقني صعب.. محدش حاسس باللى جوايا
ازداد تقطيبه وجهه وانتفخ أوداجه وهو يرى علانيتها برفضه، ليهم بالاستقامة الا ان تشدد يدها عليه جعله ينظر اليها بجنون سيطر عليه وما قالته سكنت وحوشه
– انا نفسي ابقى مراتك يا عاصي، حقيقي عايزاك تحضني طول الوقت وتطمني، بس انا عارفة انه ميحقليش.. انا نفسي ابقى مراتك دلوقتي يا عاصي، بس عمتي مش هنا سافرت مقدرش اخلي اليوم اللي حلمت انها تجهزني فيه اعمله من غيرها
ارتجفت يدها الموضوعة على ذراعه لتسارع بسحبها محتضنة اياها بجوار يدها الاخرى، وجهها محتقن بالحمرة وعينيها المنتفختين المتهربتين من النظر اليه ليسحب نفسا عميقا والروح ردت إليه ليسمعها تغمغم وعينيها المغويتين تسترق النظر إليه خلسة
-هيكسرها يا عاصي، عمتي يمكن معرفتش معدنك زي ما انا عرفته وجدو عرفه بس صدقني هتقدر مع الوقت تشوفك بنظرة تانية، هي اه بتهتم بالشكليات .. بس مش عشان تفخر بنفسها ولا بيا ولا بأي حد .. احنا بنعيش في حالة حرب دايما، مفيش وقت حد ياخد فيه الراحة، القوي لازم يفضل قوي عشان الضعيف ميتمردش عليه ويحاول يهاجمه، والبيئة اللى اتربيت فيها كلها حروب بس انا تعبت يا عاصي وعايزاك تبعدني عن العالم ده
صمتت وجد وبقت تمسك قلبها بين يديها محدقة النظر إليه، تخشى رفضه
تملله
نزقه
غضبه
كل شئ، أى رد فعل إلا الصمت هذا المقلق والمتلف لأعصابها، عيناها تزداد جرأة وهى تمر على صفحات وجهه الرجولية الجذابة محدقة الى عينيه الخضراوين اللتين اول ما لفت انتباهها منذ مقابلتهما الأولى
تتأمل قسمات وجهه الهادئة وجسده المسترخي على المقعد لتهمس برجاء
– ارجوك متمشيش وتسبني
فغرت شفتيها وجف حلقها وهى تحاول منع دموعها من السقوط، لن تتحمل هجر هذا الرجل ابدًا
ستقتل نفسها ان رحل دون أن يطمئنها بكونه سيظل جوارها، لكن دموعها رأى آخر
فانفجرت في البكاء متفهمة موقفه هو الآخر، ليس سببه انها ولدت دون أب أو أم، فأمها عمتها ووالدها جدها وأخويها أولاد عمامها
استمعت إلى صوته الأجش
– مش هسيبك
رفعت رأسها بصدمة محدقة نحوه، لتنفرج شفتيها ونبضات ناعمة سريعة تتسلسل الى أوردتها لتمسح دموعها سريعا وابتسامة سريعة تحتل ثغرها لتقول
– انا متمسكة بيك يا عاصي، صدقني كنت غبية جدا لما جريت وسبت المكان يوم ما جيت ومدافعتش عنك وعن حقي  بس اوعدك اني مش هكررها تاني
زفر عاصي بخشونة وما تقوله تلك الأميرة يكاد يفقد سيطرته ويفلت بلجام هدوءه، عينيه تقعان على باب الغرفة المفتوح ليهمس اسمها بخشونة جعلتها تشهق رغما عنها
– وجد
توردت وجنتيها وجرأتها الان ذهبت في ادراج الرياح، أين هي منذ قليل حيث كانت تدافع عنه كلبؤة مفترسة تخشى أحد أن يقترب من زوجها، همست والحرج يغطيها
– نعم
غمغم بنبرة صادقة وعينيه تعدانها بجنة أرضه التائقة للذهاب اليها
– ربنا يحفظك ليا ويديمك نعمة في حياتي
كلمات بسيطة جلبت السكينة لقلبها ونحر ذعرها، وطمأنة فؤادها
كلمات بسيطة كان لها الأثر العظيم لقلبها ومشاعرها حيث انها ترى فارسها النبيل الشجاع، يحافظ على سلامتها وصحتها في سبيل صحته
بقدر ما يقدر راحتها ستحرص هي على طمأنة قلبه، وبقدر ما ترى يأسه ستحرص على إزالتها سريعا،،
طفرت دموعها ولم تعد تتحكم بأعصابها ليقترب منها مغمغما بصوت أجش
– بتعيطي ليه
ازدادت وتيرة بكاءها وهي تحاول ازالة دموعها بيديها وحينما وجه علبة مناديل ورقية سارعت بأخذها لتمسح دموعها سريعا قائلة
– مسمعتش حد قالهالي قبل كدا، انى أكون نعمة في حياة حد
انزوت هى فى حرجها التام اسفل نظراته الداكنة لتجلي حلقها بتردد وهى تسمعه يهمس بصوت هامس دب القشعريرة فى سائر أطراف جسدها
– انتي نعمتي، هديتي من ربنا اللى بعتهالى
خلق قلبها بجنون وهى تحدق داخل عينيه ترى مكانتها عنده التى لن تستطيع أى امرأة بلوغها، طمأنها قائلا
– صدقيني مهما حصل، لازم ناخد موافقة الأم اللى ربتك مش كدا
هزت رأسها تحت تأثير عينيه، ليحاول منه يده من لمس وجهها قائلا
– عايزك تهتمي بنفسك وتهتمي بصحتك، صدقيني الزعل وحش وبيتعب القلب
لم تعد تملك الوقت لكتمها بعد الآن
ستعترف بسحبها الآن، هو يستحق سماعها
يستحق سماعه لوعدها الذي لن تكسره لتهمس
– انا ب….
انفجر فى وجهها قائلا بصوت أجش صارخ
-اياكي تقوليها
انتفضت بذعر محاولة السيطرة على خفقان قلبها لتضع يدها تهدا نبضات قلبها لتقول بعتاب
– عاصي
انتبه عاصي على وجود الجد بالقرب من الباب ليميل إليها هامسا محافظا على وعده
– مش دلوقتي، مش دلوقتي يا وجد .. صدقينى هتبقى احلى لما تبقي في مملكتنا
اتسعت عيناها الداكنتين بانبهار واللمعة فى عينيه جعلته يزخر الوقت المتبقي للتغزل بهما بعينيه، سمعها تهمس مرددة بذهول
– مملكتنا!!
انتبه على كلمته التى نطقها سهوا، فالطبع وقت الأميرة والفارس انتهى عصرهم منذ قديم الأزل ليقول
-عش الزوجية
همت بالرد عليه الا انها تفاجئت بنحنحة خشنة جعلها تسمع الى تعليق عاصي الضاحك
– واضح ان غالب باشا بينبهني بميعاد الزيارة اللى خلصت
عاد يتطلع بقلق الي رقودها على الفراش بوهن أهلك أعصابه ليهمس وهو يضطر بدفع جسده دفعا للخروج من الغرفة
– خلي بالك من صحتك ارجوكِ
اومات بطاعة وهى تهديه ابتسامتها التى لا تدخر وقتا الا وبعثها له كل مرة لرؤيته لها
-حاضر
استفاق من ذاكرته على صوت عادل الخشن وهو يلكزه من خاصرته قائلا بنبرة فكاهية
– اللى سرحان وناسينا
القي عاصي نظرة زاجرة، واكتفي فقط بتلك النظرة ليعود النظر نحو الفراغ مستعيدًا صورة تلك الأميرة
رغم ما يشعره من يأس وانتظار طال لأكثر من أسبوع، إلا انه لا يملك سوى هذا الانتظار
انتظار حتى يأتيه تصريح بدخول مملكتها، عليه الآن النظر الى مكان شرفتها من بعيد متمنيا فقط نظرة أو لفتة تستطيع أن تشبع ظمأه منها
سحق لفافة التبغ بحدة ليلتفت نحو عادل قائلا بمزاج متعكر
-عادل مش فايق هزارك
انفجر عادل ضاحكا بسماجة وحاجبيه يتلاعبان بمشاكسة وهو يتقدم نحو صديقه الذي توجه نحو الصالة الرياضية ليقترب منه قائلا
-ليه يا دوك، دا انا جاي ابارلك على دخول القفص معايا، بس واضح انك مش في المود هي لحقت تنكد عليك
قلب عاصي عيناه بملل وهو يرى أسماء التى رفعت رأسها عن مستندات ورقية تراجعها، لتنظر نحوهما بعبوس مما جعل عاصي يقترب من عادل قائلا
– اعتقد خطيبتك لو سمعت كلامك مش هتخلص منها
اتسعت عينا عادل بذعر ليلقي نظرة نحو السماء التي تتفحصهما بريبة مما جعله يهديها ابتسامة كبيرة سمجة جعل الشك يتلاعب بقلب اسماء وهى تأمره أن يخرج هو وصديقه من الصالة الرياضية ليشير إليها بيض دقائق قليلة، التفت الى عاصي هامس.ا بخوف مصطنع
-وعلى ايه الطيب احسن، يلا نلحق نطلع عشان متعملش فينا بوفتيك على العشا
توجه عاصي ناحية ركن القهوة ليسرع بتحضير قهوة سريعة له وعينيه يتفحصان الصالة الرياضية الشبه هادئة خصوصا ان تلك الفترة خصصت للسيدات، نظر نحو الغرفة المغلقة و اصوات الموسيقى الصاخبة تصدح منها ليلتفت إلى صديقه وهو يلتقط كوب القهوة ويتخذ خطواته خارج الصالة الرياضية مرة اخرى حتى انتهاء وقت السيدات
– انت عارف المفروض اليوم خطوبتي بس غياب العمة مأثر
لوى عادل شفتيها حانقا وهو ينظر الى صديقه اليائس، من كان يظن حوت الحي سيصبح عاجزًا امام حبه، التمعت عينا عادل بـ مشاكسة جعل عاصي ينظر اليه بعبوس
– طب ما تخطفها
قالها عادل ثم انفجر ضاحكًا بخشونة التفت لها بعض المارين مما جعل عاصي يزجره بحدة قائلا
– مش فايقلك يا عادل دلوقتي
ربت عادل بسخرية على جسد صديقه وهو يرى عضلاته الضخمة لا تجعله يقدم على فعل واحد فقط، ليقول بتهكم
-ما انت عاملى فيها شهيد، مع انك تقدر تخلص كل الحوارات دي
ارتشف عاصي من القهوة ليبصقها وهو يستنكر طعم القهوة، امتعضت ملامح عاصي وهو ينظر نحو عادل باتهام الذي سرعان ما نفي تهمته وأشار برأسه ناحية الصالة ليزفر عاصي بسخط وهو يلقي الكوب الورقي فى القمامة وارتسمت ملامحه الجدية قائلا
– مشاكل العيلة دي وانا مليش حق ادخل فيها، الأستاذ غالب بلغني انه وقت رجوعها هيكون لينا مقابلة نتفق فيها على كل حاجة
فكر عادل لثواني معدودة قبل أن يقول يفرقع باصابعه وهو يقول بمزح
– تحب نخطف عمتها
اسودت ملامح عاصي قتامة، وأسرع بإشهار قبضة يده لينفجر صائحًا بضيق
– مش ناقصك يا عادل
تنهد عادل وهو ينظر بيأس نحو صديقه ليقترب منه ينغاشه فى إحدى المناوشات الشجارية الطفيفة، لكن عدم استجابة عاصي جعل عادل يتنهد باستسلام ليلمح بعينيه فتاتين مائعتين يسيرن بتبختر وعيونهم تقع عليهم ليلكز عاصي عدة مرات وهو يقول بجدية
– طب بقولك ايه، فك كدا هااا .. مش عايزين بنات حي الزمالك والأحياء المجاورة تمشي بسبب وشك ده
رفع عاصي رأسه محاولا التحكم فى أعصابه قبل أن يلقيها فى وجه هذا المازح الخنيق، ألم يكتفي هو جدته التي لم تتركه وحيدا حين عودته من المستشفى وأصرت عليه أن يخبرها بسبب عودته واجم الوجه وحينما رضخ واخبرها برحيل عمتها بدأت جدته تلقي سبابا ووصلة شتائم أصيلة لم يكن يعلم أن توحة تواكب الجيل الحالي من مشاجراتهم الكلامية، وحينما انتهى به الأمر ليرفع صوته طالبا منها الصمت والهدوء، اصرت هي على زيارتها ولم تنتظر رأيه بل سارعت بالاتصال يجدها واخذت ميعاد لزيارتهم في منزلهم واخبرته بألا يتعب حاله ليصطحبها، فحينما ذهب هو ولم يخبرها عن مرضها قررت الانتقام منه بالطلب من عادل الذى وقتها بدأ يزداد كل يوم عن الاخر، انفجر فى وجهه قائلا بقلة حيلة
– انت حد مسلطك عليا النهاردة
هز عادل راسه بيأس قائلا وهو يربت على ظهر صديقه
– لولا انى عارف الحب بهدلة يا صديق مكنتش جيت حاولت اهزر معاك، بس ماشاء الله عليك دبش في كلامك مش عارف مستحملاك ازاي
هم عادل بمتابعة بانتقاد عاصي إلا أنه بتر باقي عباراته وعينه تحدق فى اتجاه محدد جعل عاصي هو الآخر ينظر بفضول ليتصلب جسده وهو يحدق نحوها
هل هي أمامه حقا ام يتخيل؟
بل أمامه
تبتسم .. أميرته تبتسم واناملها الرقيقة تحاول ازاحة خصلات شعرها المتمردة، تقف امامه بخجل وثيابها الانيقة المحتشمة جعلته ينظر باستحتسان شديد ليزيح جسد عادل بعيدا وهو يقترب منها هامسًا بصوت أجش
– وجد
ازداد وجه وجد توردا لتحاول السيطرة على ارتجاف يديها وهي تهمس بحلاوة
-صباح الخير
ابتسامتها الواسعة نقلت كعدوى إليه، عينيه الخضراوين تنظران بعمق الي سعادة الاميرة الطاغية علي ملامحها، الا ان وجودها هنا فى هذا المكان تحديدا وعلمها بكونه هنا جعله ينظر بدهشة، فهو لن يتعجب جدته التى أرسلتها اليه .. بل من سبب مجيئها، تسائل ببعض الفظاظة
– بتعملي ايه هنا
عضت وجد باطن خدها لتهمس بحرج
– قررت اجي اشترك في الجيم ده خصوصا انى عرفت انه بيعمل فترة نسائية مناسبة لوقتي
اتسعت عينا عاصي باستنكار شديد، ليحدق نحو ساعة يده قبل أن يغمغم بعدم فهم
– عايزة تقوليلي انك سبتي الجيم القريب من البيت وقررتي تيجي الجيم اللي بعيد من مكان بيتك حوالى أكتر من ساعة الا تلت عشان فيه فترة نسائية مناسبة لوقتك
تمنت وجد وقتها لو شقت الارض وابتلعتها، فهي جاءت متأنقة اهتمت بثيابها وحرصت على غيرة رجلها وحاولت أن تنسق كنزتها الصفراء مع تنورتها السوداء التى تكاد تصل لأسفل ساقيها، ولكي لا تثير غضبه ارتدت اسفله جوربين سوداوين سميكتين، لتقر بأعتراف فى نهاية الأمر
– ايوا
عيناه هبطت نحو ساقيها الشبه عارية ليعود النظر الي تورد وجنتيها وكنزتها الصفراء التي أظهرت هشاشة جسدها ليقول بنبرة متلاعبة
– يعني مش جاية علشاني
نظرت اليه بيأس شديد ونبرته الماكرة لم تستغيثها لتقول بنبرة مترددة
– وجودي هيزعجك
هز رأسه نافيا و انشرحت أسارير وجهه قائلا
– ده انتى تنورى المكان كل يوم يا وجد
ابتسمت بخفر ثم حاولت التحكم في أعصابها كى لا تقفز وتعانقه.. حاولت الهدوء والتروي قليلا وهي تقول بتسرع
– الصراحة انا جاية عشان حاجة كمان، مم.. “أطبقت شفتيها بيأس لتعدل كلمتها قائلة” عمتي جت النهاردة البيت، حالتى النفسية مش كويسة بس واثقة انها مش هتخليني اخسر سعادتي بسببها
رغم سعادتها الواضحة والبادية على قسمات وجهها، تنهد عاصي وهو لن يكون متفائلا مثلها، ليس متفائلا بالقدر الذى تحاول بثه لعروقه، غمغم قائلا
– ثقتك كبيرة يا وجد
تجهمت ملامحها لترفع حاجبها الأنيق وهي تهتف بثقة
– انت متعرفش وجد المالكي ممكن تعمل اي لحاجة عايزاها
انفرج عن شفته ابتسامة ناعمة ليهز رأسه قائلا
– هنشوف
ارتفع حاجبها الانيق بشرر جعله ينفجر ضاحكا وهو يرى عبوس وجهها، لتزم شفتيها بحنق بائس وهى تلتفت مغادرة الا انه سارع بوضع جسده كحائل محاولا إرضاء أميرته، وتحت إلحاحه وكلماته وعينيه الخضراوين استسلمت وهي تتجه داخل الصالة الرياضية وهو خلفها يفتح الباب لترفع رأسها تبتسم له وهي ترفع رأسها متسائلة بمزح
-على كدا هتفضل تفتح فى الابواب ولا ده لفترة مؤقتة
ابتسم وهو يجيبها بنبرة دافئة
– طول ما انا عايش
توردت وجنتيها وهي تسرع بالدخول مما جعل عاصي يهز رأسه، يبدو أن الأميرة لم تخلف وعدها قط !!
وعلى بعد مسافة كافية، كانت زوجين من العيون تراقبهم ليتلفت وسيم نحو عمته قائلا
-اعتقد انه المفروض تديله فرصة
صمتت جميلة وهى تحاول استعادة المشهد السابق ثانية، ثانية، من تبدل معالم وجهه الرجل وعينيه التي لم يستطيع اشاحة عن مرمى بصر وجد، بل لغة جسد كليهما كانت متناغمة بطريقة جعلتها تستنكر كيف حدث كل هذا دون علمها ؟
كيف؟ ومتى؟ وأين؟ وأين كانت هي؟
التفت الي وسيم تنظر اليه بامتنان، لا تعلم كيف اقنع غالب باستحضارها مرة أخرى الى المنزل ورغم تبدل ثواني اللعبة وشعورها بأن البساط ببساطة سحب منها، الا انها لم تنسى ان وجد استقبلتها بعناق حار كاد يذيب أطرافها وإن كانت قد تخلت عن كلمة “مماة”، لكن كان الهنا كافيا جدا لها لتمهيد الطريق بينهما، همست بصوت مستنكر
– وجد بتحبه
ابتسم وسيم بحنان ليميل اليها قائلا بنبرة جادة
-وهو بيحبها، انتي شوفتيه انه مرضاش يسيبها تمشي زعلانة
اكتفت بالصمت وسمح لنفسه بالتحرك والعودة الى المنزل، هذا افضل شئ فعله فى حياته
لن ينتظر فأرته المجنونة أن ترفضه للمرة الثانية فهو اقسم ان رفضته سيتزوجها قسرًا، و لنرى إلى أي مدى تستطيع فأرته المقاومة !!!
******
فى قصر السويسري،،
ظل وسيم يتحرك جيئة وذهابا ينظر الى معتصم حماه المستقبلي يحدجه بنظرات نارية ثم يهز رأسه بيأس متابعا قراءة صحيفته الورقية، تردد وسيم للحظات وهو ظن أنه جلبه لكوب قهوة المحظورة فى المنزل ستجعله يلين قليلا ويقبل الحديث معه بهدوء .. خصوصا أنه سيصبح حليفه للحروب القادمة!!!
كاد التوتر يتلف بأعصابه وهو يحدق بنفاذ صبر اليه، بعد ان تقدم بطلب رسمي تلك المرة الى الرجل الذي أتى بأغرب ردة فعل على الإطلاق
لا الفرح غطى معالم وجهه ووافق، ولا عبس مكشرا وجهه رافضا
بل يحدق به بوجوم وحدة، جعل وسيم يزدرد ريقه .. وتلك المرة متأكد ان القهوة بها مشكلة
ربما ليست من النوع المفضل الذى يشربه، لكنه اشتراه من افضل مطعم يستطيع تحضير قهوة على مستوى العالم، هم بندائه الا معتصم قاطعه بنبرة أجشة
– وايه اللي غير رأيك دلوقتي يا وسيم وجاى تطلبها منى
احتقنت وجنتي وسيم ليقترب من معتصم وهو يجلس فى الكرسي المقابل له قائلا
-عايز الصراحة يا عمي
اسودت معالم وجه معتصم قتامة، اللعنة لا ينقصه الان عريسين يختطفان ابنتيه منه مرة واحدة
فهو كان يستطيع تقبل وسيم وليس لوسامته التى جعلت ابنته تسقط فى حبائله، بل لكون منزله امامه وسيكون بالقرب منها، لكن الان مع احتمال اختطاف ذلك الايطالي اللعين لأبنته وحرص والديه على جعل الزيارة اقرب مما توقع، شعر انه محاصر .. بل هو محاصر ولا سبيل للنجاة!!
انفجر فى وجه وسيم صارخا بغلظة
– متقولش عمي، متجننيش انت كمان، هجبك منك ولا من التاني
التمع القلق فى عيني وسيم وهو يحلل كلمات معتصم الساخطة ليهب من مقعده واعصابه المتوترة لم تساعده مطلقا لينفجر هادرا بحدة
– تاني مين!! … هو حد اتقدم لجيجي؟
رمقه معتصم بسخرية، هل وقت الان الغيرة ذلك الاشقر يستعرضها أمام وجهه!!
زفر معتصم وردد محوقلا ليلتفت إليه قائلا بحدة
– متعملش فيها سبع البرومبة انت كمان، اتنيل جتك خيبة .. البت بقالها فوق الـ 15 سنة فى وشك جاي تخطبها مني
حك وسيم مؤخرة رأسه بتوتر، لتحتقن أذنيه وهو يعود جالسا على المقعد قائلا
– يا عمي اتجوزها، خطوبة ايه بس دي .. ده انا اللي مغيرلها البامبرز مع طنط ثريا
اجلي وسيم حلقه بعدما رأى النظرة النارية التى حدجه بها معتصم، هل سيقتله الآن أم ماذا!!!
نظر بهلع اليه وهو يري معتصم يرمي الصحيفة جانبا ليستقيم واقفا مقتربا منه، امسكه معتصم من تلابيب قميصه ويتساءل بنبرة مميتة
– غيرتها البامبرز
ابتسم وسيم بحرج ورفع كفيه مستسلما ليقول بنبرة فكاهية
– هو انت كنت مخلينا اعدي الفيلا لما ولدت، المهم وغلاوة هانم ثريا عندك جوزهالي
حاول وسيم اقناعه بيأس، لينظر معتصم الى عيني الرجل الزرقاء الماكرتين، هو لا يحب العيون الملونة، ولا يحب اللسان المعسول، ولا اللسان الاجنبي… لا يحب أي شئ من هذا!!
ازاح معتصم يديه وتوجه عائدا الى مقعد خلف مكتبه، مستفزا اعصاب الرجل الذي أمامه
رغم محاولاته برشوته، لكنه لن يرتشي بكوب من القهوة منعت من المنزل … نظر الى الكوب بعيون تلمع بالنهم، ليحاول الصبر لعدة دقائق يخرج هذا الأحمق وينفرد بالقهوة بمفرده، الا أن خططه غادرت أدراج الرياح مع دخول ماهر الى الغرفة وهو يقول بنبرة ضاحكة
– انت جاي تشحت هنا ولا ايه
انفرج شفتي وسيم ابتسامة ناعمة ليقترب منه قائلا
– يا كابتن انت دوقت العسل سبوني ادوق منه شوية
انفجر ماهر ضاحكا وهو يربت على ظهره ليجلس على المقعد وهو يلتفت إلى ابيه قائلا
– كلامك ايه يا بابا، نسيبه يشوف قرصة النحل قبل ما يدوق العسل
لم يحاول الاب مجاراة دعابة ابنه، وهو ينظر اليه بنظرات قاتلة، جعل الابن يعبس ناظرا بعدم فهم الى تلك النظرات القاتلة، انتبه الى رائحة القهوة لتتسع عيناه بأدراك تام لينظر اليه ابيه بعتاب جعل الأب يحاول مداراة حواراتهم قائلا بحدة
– جتهم خيبة هما الاتنين، بقولك ايه يا ولد انا مش ناقص وجع دماغ فيا اللي مكفيني
استقام ماهر من مجلسه يمسك بكوب القهوة يرتشفها بتلذذ شديد تحت أنظار والده الساخطة، وهو يرمق كلا من الرجلين بقلة حيلة ليقول وسيم بترجي
– يا معتصم باشا ده انا مستعد اجيب المأذون والعيلة كلها النهاردة، انت بس اديني الموافقة
زفر معتصم ساخطا، يبدو ان الاشقر إلحاحه أشد من ابنته ليسأل بتهكم
– ويا تري الهانم قالت ايه لما عرضت عليها
رسمت ابتسامة لعوب على شفتي وسيم قائلا
– لا ما انا مش هاخد رأيها، هى عارفة ومش معارضة ومستنية موافقتك
تنحنح ماهر بحدة ناظرا نحو وسيم بحدة، ليرى أنه زاد الوضع سوءا يغمغم معتصم بحنق
-والله عال جيل اخر زمن
رفع معتصم نظراته ناحية وسيم الذى ينظر اليه بترجي وتوسل يقرأه لعيني الرجل لأول مرة مما جعله يزفر بحنق قائلا
– تعالا اخر الاسبوع اكون خلصت من التاني
تنهد وسيم زافرا بحرارة لينتفض قلبه يدق بعنف ليسارع بالخروج قائلا
– من النجما هكون عندك
توجه وسيم خارجا من المنزل قبل أن يستمع إلى رفض الرجل، توجه نحو الساحة الخارجية ليشعر بيد انثوي يجذبه من مرفقه، التفت وسيم ناحية جيهان التى ترمقه باستنكار شديد لتقول بحدة
– بتعمل ايه هنا
غازلها بعينيه الزرقاوتين مما جعل جيهان ترفع حاجبها بتهكم وهى تسمع يردد أسخف جملة قالها بحياته
– جاي اشوف القمر
رأى الوجوم يغطي ملامح وجهها، لتغمغم جيهان متسائلة ببرود
– وسيم انت اخر مرة عاكست امتي
لوى وسيم شفتيه بيأس، يبدو ان المعاكسة لم تعجبها ليرد بصراحة
– معاكستش الصراحة قبل كدا
اشمأزت معالم وجه جيهان، وطغى الإحباط يأسر فؤادها
اللعنة هل سترتبط برجل لم يغازل امرأة، بقدر ما جعل الامر يزيد من غرورها الانثوي كونها المرأة الاولي
 لكن جانب اخر منها تمنت ان يتعلم المغازلة كي يستطيع طرب اذنيها، لكنها ستجعله يدرس فنون المغازلة … قالت باشمئزاز واضح
– ده انتي نيلة  خالص، بقولك ايه عاكس عدل يا متعاكسش
دفعته بعيدا عنها وهمت بالمغادرة الا انه جذب ذراعها قائلا حينما رمق ثيابها
– ايه النشاط ده كله
علت ملامح الكره والحنق على وجه جيهان لتقول
– رايحة مشوار مهم، كان متأجل لفترة
همت بافلات يده الا أنه شدد على يدها قائلا بحدة
-رايحة لمين يا بنت، ابوكي عارف بخروجك المتسحب زي الحرامية ده
علا الاستنكار على وجه جيهان، لتكشر وجهها قائلة بحدة
-ايه ابوكي عارف دي!! … وسيم هتوصلني ولا اخد تاكسي ويخطفني وساعتها لا هتحصل جواز ولا خطوبة حتى
علت الجدية على ملامح وسيم لينظر نحو الباب ثم إليها، ليرضخ بنهاية الأمر إليها
فمهما كان، لن يتركها تذهب الى الجحيم بمفردها، قال بنبرة صبغت الأمر
– اسبقيني .. اسبقيني والله مش متفائل من اللي هيحصل
هزت جيهان رأسها بطاعة وتوجهت ناحية سيارته الرياضية، لترى وسيم يفتح باب السيارة جالسا على مقعد السائق ليقول بنبرة ساخرة
-البرنسيسة تحب تروح فين
صمتت جيهان لبرهة من الوقت قبل أن يحتل وجهها علامات الثأر قائلة بصوت مميت
– اطلع على الفندق الرئيسي لمجموعة الغانم
ضيق وسيم عيناه وهو يدير محرك سيارته قبل أن ينطلق بسرعة قصوى الى وسط المدينة قائلا
– هتقابلي مين هناك
لعبت ابتسامة ماكرة على شفتي جيهان، قبل أن ترسم ابتسامة قاتلة على شفتيها قائلة
– هو فيه غيره، البيج بوص
علا الحيرة على قسمات وجه وسيم قبل أن يضربه الأدراك وهو ينظر الى جيهان التى هزت رأسها بايجاب مما جعل وسيم يضغط على دواسة البنزين مزيدا من سرعته
لقد وقع الأسد داخل المصيدة!!
*****
كرة مطاطية تعبث بالأرجاء
يطلقها لتخبط بالحائط ثم تعود مرة أخرى فى قبضة يده
هكذا الأحوال مع سائر أموره، يطلق سراحها لبرهة من الوقت ثم يستعيد قبضتها
نجت فرح من أشياء كثيرة، من نوبات جنونه ربما
ومن نوبات شياطينه المتراقصة في عقله
ومن نوبات فقدان سيطرته فلا يعلم من هو؟ ولا إلى أين سيصل بمستوى جنونه
ظن أن عقله به عضال، لكنه بصحة جيدة … بل أكثر من جيدة فى الواقع
هو فقط اعتزل الجميع مغلقا جميع وسائل الوصول اليه، مخبرا سكرتيرته ان سأل عليه أحد حتى أفراد عائلته يخبرونه بأنه سافر
المشكلة تكمن هنا، انه لم يستطيع السفر!!
ولا يعلم إلى أي مكان يلجأ إليه، والصغيرة شمس يعلم أنها غاضبة منه كثيرا، دائما يتصل بها ويخبرها انه منشغل بالعمل لتبدأ وصلة صراخ وبكاء لا نهائين يعدها هو فى اخر الاتصال بأنه سيعود جالبا بيت الباربي الجديد الضخم، والفتاة تصمت، ومر اليوم والثاني والثالث حتى الخمسة عشر يوما حبيس غرفة مكتبه
لا هو يباشر أعماله المتوقفة وارسل جميع الملفات لمكتب وقاص الذي من المؤكد ما أن يراه سيقتله، انتبه من أفكاره الشاردة لأقتحام احدا الباب وما إن هم بالصراخ ليتفاجأ بصوت اسرار الحاد
-اقدر افهم ايه اللي حصل
رفع رأسه وغمغم بنبرة خشنة وهو يستل لفافة تبغ يشعلها بهدوء مغيظ
-حصل ايه
انفجرت اسرار صارخة بحدة، وحينما التقطت رائحة السجائر حتى سارعت بالسعال الشديد
-نضال
انتفض نضال قائما من مجلسه وهو يضع لفافة التبغ فى المنفضة ليتوجه نحو اسرار التى لم تتوقف عن السعال للحظة، لاعب الخوف بفؤاده وهو يرى وجهها الأحمر ليسارع بجذبها خارج مكتبه وهو يسألها بقلق
– أسرار انتي كويسة
صرخ لعامل فجأة بجلب زجاجة مياه، ليدفع اسرار الجلوس فى احدى المقاعد وهو ينظر الى وجهها الذى يستعيد لونه الطبيعي، وما ان جلب العامل زجاجة المياه التقطها منه بعنف وصرف العاملين بالطابق الخاص بمكتبه، لتنظر اليه اسرار بعتاب شديد وهى ترى العاملين والعاملات يهرعون الى خارج الطابق، زفرت اسرار بيأس تجاه بروتوكولات نضال الخنيقة الشبيه بسراج لتقول
– أروح البيت اذا الخدامة تقولي انك مرجعتش من البيت من وقت المحكمة، وايه شغل التلفونات المقفولة دي يا نضال من أمتي بنقفل تلفونات
قلب نضال عينيه بملل واستقام من مجلسه بعدما اطمئن على صحتها ويبدو ان لسانها يعمل بكفاءة عالية ليقول ببرود
– عايزة ايه يا اسرار
جذبته اسرار بعنف من ذراعه لتستقيم واقفة وهى تحدق نحو عينيه بألم
– انا خايفة عليك يا نضال، حالتك مش طبيعية
رفع نضال رأسه بصلابة، وشموخ اعتادت عليه ليقول بصوت بارد خوى من أى مشاعر
– ما انا طبيعي اهو، كويس وبصحة حتى اقدر اتجوز بدل واحدة تلاتة
تساءلت أسرار بشك
– ومن امتي نضال الغانم لما بيخسر في حرب بيتكسر
رفع حاجبيه وبدى صوتها المتحدي يجذب شيطانيه للخروج ليقول بصوت قوى
– نضال الغانم مبيتكسرش ولا هيتكسر
وهذا دليل شديد على أنه ليس بخير، تمسكت بساعده لتهمس بقلق
– طمني عليك ارجوك
ربت على خدها قائلا بنبرة فاترة
-الموضوع ببساطة انى مش متعود على الخسارة، انا دايما بكون الامر والناهي تيجي هي ببساطة قدام المحكمة اللي قررت تتعاطف معها وترأف بيا مخليني الزوج الشرير وعن حكمهم انها هتطلق، عارفة يعني ايه حد ملهوش سلطة على حياتك يجي فجأة في مكان ضيق يقرر انه يطلقها مني .. ضد إرادتي أنا
ازداد صوت نضال قسوة، وغلف وجهه بلون الغضب، وانفعل جسده بطاقات سلبية أستشعرتها أسرار لتسأل
– كل الطاقة الداخلية غضب بس يا نضال؟
زفر نضال ساخطا ليقول بحدة وهو يعود جذبها داخل مكتبه الآمن
-غضب وقلة حيلة، مش بأيدي اعمل حاجة يا اسرار
سارت اسرار بجواره وهى تتشبث بساعده ليطمئنها نضال ببسمة صغيرة لم تريح قلبها، لتهمس اسرار
– كأنك عايزها في حياتك
أجاب بنبرة عادية وهو يهز رأسه بيأس لينزع يدها متوجها ناحية مكتبه ليلتقط “الريموت” يفتح المكيف
– خلاص اتعودت اني افضل لوحدي
زفرت اسرار بيأس، وبدى بروده وهدوءه غير طبيعيين لشخصيته لتغمغم بحنق
– بس انت اذتها كتير يا نضال، محاولتش تخليها تقرب منك كفاية وتتعرف عليك انت
اقتربت منه وهى تحاول الاعتياد على رائحة التبغ التى تغلف المكان، تعلم ان نضال لا يستطيع البوح جهرا خصوصا امام مكان حساس كفندقه، بدأ هواء التكييف يسحب رائحة التبغ ليضع نضال معطر جو ناعم محاولا التخلص بسرعة، لتقول أسرار بلهفة
– انت لو بطلت تفكر بسلبية ولو لمرة واحدة في حياتك وتتمسك باللى يهمك صدقني هيختلف الموضوع، تقدر تقولي لو قررت فجأة اسيبك وابعد عن حياتك كنت هتسمحلي
انقبضت معالم وجه نضال ليقول بخشونة
– ما جوزك عايز كدا ولو عليا نفسي اديله علقة محترمة يفوقه من نفسه
زفرت تهز رأسها بقلة حيلة لتسرع قائلة بلهفة
– ولو رهف قررت تسيبك
ارتسمت ابتسامة ناعمة على شفتيه ليقول بنبرة ممتعضة
– رهف ربطاني كل يوم اجبلها ورد، الموضوع اللى عمرى ما عملته لأي حد
ارتسمت ابتسامة على شفتي أسرار لتسأله بتوجس
– وشمس
اشتعل الجنون بعيني نضال، ليضم قبضتي يديه محاولا السيطرة على تلك الفكرة التى انبثقت من غياهب عقله
خروج شمس من حياته
ستكون تلك القاسمة، نيران تأججت داخل أحشائه واستحوذت على عروقه ليقول بنبرة هادرة
-هكسر رجليها قبل ما تفكر تسبني
استغلت غضبه العنيف لتسأله بهدوء
– وفرح
خبط على سطح مكتبه بقوة، وما فعله ذلك اليوم لم يهدئه مطلقا، اللعنة بل اشعل فتيل نيرانه
لأول مرة لم تبادله، حينما فرغ منها سارعت بالقئ وتركته واقفا يتابعها بصمت تحاول لملمة شتات نفسها وتهيئة نفسها قبل الخروج
أى قوة تولدت من تلك المرأة؟!
أى طاقة مكنتها من رفع رأسها مرة اخرى والدخول كما لو كانت ملكة متوجة على الأرض داخل القاعة، جمود ملامحها وتصلب جسدها، إلا من ارتعاشة طفيفة فى جسدها كلما سمعت اسمه
نزول دموعها بعد سماع القاضي لحكمه بالطلاق، وتلك الابتسامة التى حفرت وجهها قبل ان تسارع بالخروج صاح بعنف
-كنت …” صمت.. صمت مطولا ورفع رأسه يحدق ناحية أسرار التى تنتظر بتلهف ليسترسل قائلا بسخرية” شوفتي حتى دي بقت ماضي
هزت أسرار رأسها بقلة حيلة لتحاول الاقتراب من قشرة ابن عمها الا انها تفاجئت بأعصار قوى يقتحم الغرفة وصوت انثوي حاد يهز أرجاء الغرفة الساكنة
– اه يا جبان يا خسيس
هجمت جيهان على نضال ورفعت يدها مستغلة دهشته ومحاولة العودة الى الواقع لتهبط بصفعة مدوية على وجهه لم تشفي غليلها لتبصق في وجهه قائلة بقرف
– هو انت فاكر عشان تخلي حد مكانك ينزل الصور القذرة على الميديا انى مش هعرف ان انت السبب
شهقت اسرار بذعر تجاه الفتاة التى شدت ذيل الليث الجريح من عرينه
ويا ويل من عبث بالليث الجريح، لتسارع بوضع جسدها كحائط سد منيع من انقضاض نضال للفتاة لتصرخ في وجه الفتاة التي لم تدخر وقتا للسباب فى وجهه ولعنه بأقذر الألفاظ
– صور ايه
رمقته جيهان من منابت رأسه حتى أخمص قدميه لتنظر الى ابنة عمه لتقول بقرف مشمئز
-البيه … الاب الفضيل مفبرك صوري وهكر اكونتاتي ومخليني ولا واحدة **** بشتغل في الدعارة
صيحة استنكار خرجت من شفتي أسرار التى سرعان ما نفت هذا الخبر وهى تلتفت الى نضال الذى حتى الان اثار اعصابها بصمته، همست باسمه
– نضال
رفع نضال عينيه وقد تلون الدماء بهما لتهتز الأرض ويدور العالم من حولها من نظرة عينيه
محال !!
نضال فعلها !!!!

يتبع..

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على (رواية أترصد عشقك)

اترك رد

error: Content is protected !!