Uncategorized

رواية أمسك بيدي فلتنقذني من الهلاك الفصل الثامن عشر 18 بقلم فرح طارق

 رواية أمسك بيدي فلتنقذني من الهلاك الفصل الثامن عشر 18 بقلم فرح طارق

رواية أمسك بيدي فلتنقذني من الهلاك الفصل الثامن عشر 18 بقلم فرح طارق

رواية أمسك بيدي فلتنقذني من الهلاك الفصل الثامن عشر 18 بقلم فرح طارق

دلف سيف وهو يستند على ليان، و وفاء تتبعهم لداخل الفيلا الخاصة بـ سيف، استدار سيف وليان على صوت وفاء
– اطلعوا استريحوا لحد ما احضرلنا الغدا.
كادت أن ترحل لكن استوقفها صوت سيف
– متتعبيش نفسك وارتاحي انتِ كمان، وهنجيب أكل جاهز.
ليان بتأييد لحديث سيف
– آه يا ماما متتعبيش نفسك عشان الحمل، وانا هطلع مع سيف يرتاح واحضرله أكل ف البيت وكمان عشانك وتاكلوا من البيت أفضل.
ابتسم سيف إبتسامة جانبية ساخرة، قائلًا بجدية غير قابلة للنقاش
– هنطلب من برة، ويلا لأني مش قادر اقف دلوقت.
ساندته ليان، وصعد الجميع لغرفهم..
جلس سيف على الفراش ليتآوة وهو يشعر بوغزى آلمة مكان جرحه، ويديه تستند على كتف ليان
– مالك يا سيف ؟ نجيب الدكتور ؟
قالت ليان كلماتها بقلق، ليجيبها سيف بنبرة ساخرة
– متقلقيش أوي كدة عشان متعودش! اصلك عارفاني جعان حنية وهتلاقيني اتعودت عليها بسرعة، والحاجات دي عندك مبتدومش.
ابتلعت ليان ريقها بتوتر من حدة حديثه الساخر، وهي توقن بداخلها أن ما مر بينهم لن يمر مرور الكرام مثلما تخيلت! 
خرج صوتها في محاولة لتغيير مجرى الحديث الحاد بينهم
– هحضرلك هدوم عشان تغير هدومك.
– لأ ساعديني أخد شاور.
– نعم! 
قالتها وهي تطالعه بصدمة من طلبه منها، ليرفع سيف رأسه لها وهو يحاول كبت ضحكاته
– ايه ؟ 
– هساعدك ازاي ! 
عقد سيف حاجبيه وهو يتذكر مشاجرتها مع الممرضة التي أرادت القدوم معه للمنزل ولكنها اجابتها بحزم بأنها زوجته وقادرة على تولي ذمام الأمور بينهم
– ايه ! ما كان فيه ممرضة هتيجي وانتِ قولتي إنك مراتي وهتساعديني بنفسك!
ليان بتأييد لحديثه
– حصل.
كبت سيف ضحكاته قائلًا بجدية مزيفة
– أمال هو حصل واقفة مكانك بتعملي ايه ؟ اخلصي عايز استحمى وانام! الجرح تاعبني من القعدة دي.
ليان وهي تقلد كلماته
– استحمى..
اقتربت منه وهي تتمتم ببعض الكلمات داخلها وتخلع قميصه 
– آل جرح تاعبك آل، أنا عارفة والله بتوع العضلات دول ميجيش من وراهم خير، عايزة تاخدي على دماغك حبي واحد بعضلات.
عقد سيف حاجبيه بعدم فهم لحديثها
– وايه علاقة العضلات بأنك تساعديني أخد شاور! 
أكمل وعينيه تلتمع بخبث : بتغريكِ مثلًا ؟ 
– آه.
– ايه ؟
توقفت يديها عن فتح أزرار قميصه وعينيها مُنفتحة على وسعيهما تحاول استعياب ما قالته للتو، ونظرت لسيف وجدته يطالعه بحاجبين مرفوعين باستمتاع للحديث بينهم.
شرعت ليان بفتح أزرار قميصه بسرعة وهي تخبره بتوتر
– يلا عشان القعدة دي متوجعش الجرح اكتر من كدة.
ابتسم سيف ولم يرغب بقول شيء آخر، فقد كان بستمتع بملمس يديها القريبة منه، وبقربها إليه لتلك الدرجة، كان سعيدًا بذلك لدرجة أنه خشى أن يقول شيئًا يمحي ذاك الشعور ويترك مسافة بينهم مرة أخرى.
في مكان آخر..
تحديدًا مبنى المخابرات.
دلف ياسين لـ مكتب اللواء كامل، و وجد چَيدا تقف أمامه تحادثه بشيءٍ ما..
ألقى ياسين تحيته عليه، وأعطاه ملف يحمله بيده قائلًا 
– الملف اللي حضرتك طلبته بخصوص سيف.
– جبت الشهادة بتاعته ؟
– أيوة يا فندم طلعتها.
نظرت چَيدا لياسين قائلة 
– وانا عاوزة شهادة تثبت إني أخت فهد واشيل لقب بابا زي ياسين وفهد.
اللواء كامل بهدوء
– صعب يا چَيدا، صعب جدًا خاصةً عشان شغلك.
– يبقى استقيل لو ده المشكلة! 
نظر لها اللواء كامل بصدمة من حديثها
– تستقيلي ايه ؟
نهضت چَيدا من مكانها قائلة بجدية
– خالو، أنا بعدت عن سيف أخويا ٢٠ سنة، وبردوا كنت بعيدة عن إني اشيل لقب بابا، وشغلي دلوقت عامل حاجز بيني وبين الاتنين، وأنا مش هقدر أبعد عن سيف اكتر من كدة ولا هسمح بأن أي حاجة تخلي بيني وبينه حاجز مهما كان، أو إني أكون السبب ف إن نفسيته تتعب وكفاية اللي عاشه ف حياته.
– تقومي تسيبي شغلك بعد الإجتهاد اللي بذلتيه فيه ! 
– لو أقدر أعمل حاجة أكبر من دي صدقني يا سيادة اللوا كنت عملتها.
استدارت لـ ياسين الواقف يتابع مع يحدث بصمت تام، لتخبره بهدوء
– هتغيرلي الشهادة زي سيف، ولو مش هتعملها ف عرفني عشان ألحق أعملها انا.
– هعملهالك اكيد، ساعات بكرة هتكون معاكِ.
– تمام عن اذنكم.
ألقت تحيتها باحترام وغادرت المكتب، بينما أردف كامل ما إن وجدها غادرت
– حاول وكلمها يا ياسين وتعقلها شوية! سيف مسألة وقت ودنيته تتظبط معانا، وياخد كورس ف مهنة هو حاببها ويبدأ يشتغل عليها ! لكن هي كدة هتضيع مسقبلها..
– حاضر يا كامل بيه هكلمها، حضرتك عاوز حاجة تاني ؟
جلس اللواء كامل على مقعده مرة أخرى وهو يحاول أن يجد حلًا لكل ما يحدث حوله، واردف بشرود
– لأ يا ياسين أخرج انت.
غادر ياسين، متجهًا لمكتب چَيدا..
بينما على الجانب الآخر، استمعت إلى ثوت طرقات على الباب لتأذن بالطارق للدخول..
دلف ياسين للمكتب، واردف بإبتسامة هادئة
– نتكلم شوية ؟
سمحت لهُ، ليجلس ياسين أمامها وابتسامة هادئة ترتسم على شفتيه، قائلًا 
– واثقة من الخطوة اللي قررتيها ؟ 
اجابته وهي تعبث باشياءها على المكتب
– أكيد.
– طالما أكيد واثقة ف أنا بشجعك على كدة، انتِ اللس ف الموقف واكيد شايفة الزاوية من ناحيتك بشكل اكبر من أي حد تاني، وف النهاية دي حياتك والقرار قرارك يا چَيدا.
تركت چَيدا ما بيدها، لتنظر لهُ وابتسامة طمأنينة ترتسم على ملامحها
– شكرًا لتفهمك للموضوع وأنك بتدعمني لـ ده ف وقت كل اللي حواليا جايين ضدي فيه.
ابتسم لها ياسين بتفهم
– أنا مقدر موقفك يا چَيدا، وأكيد مقدر إنك هتشوفي الزاوية من جانب تاني لأنك ف نص الموضوع زي ما قولتلك، وده قرارك ومهما كان ولو جيتِ غيرتيه ف انا هدعمك بردوا صدقيني.
أمسكت چَيدا القلم بين يديها، وهي تعبث به بتوتر، لينظر لها ياسين بهدوء وهو يكمل حديثه بإبتسامة شاردة
– يمكن موقفنا واحد، مش ف نفس الموقف والوقت والأشخاص والتفكير حتى، لكن الشعور واحد يا چَيدا عشان كدة بدعمك ف اللي قررتيه وبقولك إن ده مفيش أحسن منه.
نهض من مكانه وسط تعجبها من حديثه، ليسترد قائلًا
– عن إذنك.
استوقفته چَيدا وهي تنهض خلفه، وأمسكت ذراعه
– استنى ! تقصد ايه بكلامك ؟ ومقدر ايه بالظبط ؟ 
– إنك علشان الشخص اللي بتحبيه، هتعملي أي حاجة شايفاها صح لصالح الشخص ده مهما كانت هتضُرك قد ايه، وكل ما زادت القرابة وحبك للشخص كل ما كانت التضحية هتبقى اكبر.
طالت الأنظار بينهم لثوانٍ ولربما دقائق، وكلًا منهما يحاول إرسال شيئًت للآخر! 
ياسين بداخله يتمنى فهم ما يقوله، وچَيدا تتمتى أن يقول لها الاكثر من ذلك! كلاهما يحاول بعث شيئًا للآخر وكلاهما لا يفهم الآخر. 
نظرت چَيدا ليدها الموضوع على ذراع ياسين، لتسحبها فور أن رأتها بينما ظل ياسين يطالعها لوقت، حتى استدار وغادر المكتب بأكمله.
في مكان آخر..
وقف فهد أمام الباب الخلفي للمشفى وهو يعزم على الدخول بعدما ارتدى الملابس المناسبة حتى لا ينكشف أمره، ف هو ظل طوال الليلة الماضية يدور حول المشفى وهو يحاول إيجاد طريقة للدلوف..
استدار فهد على صوت مألوف بالنسبةٍ لهُ، ليتخشب جسده وهو يرى مايكل يقف أمامه وسلاحهُ موجه قِبل فهد.
ابتسم مايكل وهو يقترب منه
– ماذا تظن نفسك فاعلًا فهد ؟ هل سأسمح لك تأخذها لترحل بها ؟ 
جاءه صوت فهد الساخر
– وجودك ليس سوى لأيام مايكل، أتدري ذلك ؟ الجهاز الآن لدى المخابرات المصرية وقد تحول للـ شرطة الأوروبية ايضًا ! 
– أعجبتني شجاعتك فهد، من المؤسف قول ذلك ولكن! أعلم نهايتي حتمًا ولكني فقط من سيقرر كيف ستكُن نهايتك أنت، مثلما قررت نهايتي أيضًا.
– كيف إذًا ؟
أشار مايكل برأسه، للسلاح الناري بين يديه
– على هذا فهد، هنا تكمُن نهايتك.
أشار مايكل لسلاح فهد ليخبره بتحذير
– رجالي بالاعلى فهد، جميعهم يقفون فوق رأس حور، من الاحسن لك ترك ما بيدك لسلامتها.
نظر فهد حوله وهو لا يرى أحد سوى مايكل أمامه، حاول التفكير بطريقة للهروب مما هو به ولكن عقله توقف عن العمل، كل شيء بات يقف أمامه الآن، ف هو يقف بالطريق الخلفي للمشفى، جاء لرؤية حوريته بعد غيابها عنه لأكثر من يومين وهي بداخل تلك المشفى، ليس لديه مهرب الآن، هل ستكون هذه نهايته ؟ ماذا عن حوريته ؟ ستكُن بين يديه! 
صُوبت أنظار فهد على مايكل، عقله مشتت بكل شيء، أغمض عينيه وهو يستعد لترك كل شيء خلفه! ليس إستعداد ولكنه مرغمًا على ذلك، ترك أخيه، إبنه، معشوقته، كل شيء خلفه الآن وترك عالمه، ولكنه واثقًا بأن وقت يمر فقط وترجع حور لوطنها مرة أخرى، ف الجهاز أصبح بيد المخابرات الأوروبية الآن..
عم الصمت بالمكان ولا يصدر شيء سوى صوت إطلاق النار، ليفتح فهد عينيه ببطيء ليجد مايكل يهوى على قدميه، وحور تقف خلفه، ويدها ترتجف أثر إطلاقها للنار على مايكل.
وضعت حور يدها على فمها وهي تجد مايكل يفترش الأرض أمامها ويحاول أخذ أنفاسه الأخيرة بصعوبة، وعينيه مصوبة نحوها، ويشير إليها أن تأتي نحوه..
تقدمت بأقدام مرتعشة، بينما وقف فهد مكانه يرى ما يحدث بترقب، يخشى أن مايكل يفعل شيئًا ولكنه الآن يخرج أنفاسه الأخيرة حتمًا..! 
هوت حور على قدميها بينما مد مايكل يده ليعبث بخصلات شعرها، و وجدت حور (فهد) كاد أن يخطو نحوها بغضب وغيرة مما يحدث لتوقفه حور وهي تشير لهُ بيدها. 
احتضن مايكل وجه حور قائلًا بصعوبة 
– حوريتي، لقد كنت اتشوق لـ ليلة واحدة اخذك بها داخل أحضاني وانتِ راضية عن ذلك، أنا أرسلت بعض الأوراق الخاصة بي حتى أحول ديانتي لأكون معك، أنا أعشقك حور، لم اعشق مثلك يومًا، لقد أصبحت مهووسًا بكِ، أرغب بوجودك معي طوال الوقت وبأي مكان أصبح بِه، انتِ وضعتي نهايتي الآن وأنا وضعت نهايتك منذ أن وقعت عيني عليكِ حوريتي..
عقدت حور حاحبيها وهي لا تفهم حديثه الأخير، ودموعها تهوى على وجنتيها بغزارة، بينما اقترب مايكل أكثر من وجهها، ليعُم الصمت بالمكان ولا يصدر شيء سوى صوت إطلاق نار..
توسعت عيني حور لتستمع لصوت مايكل
– نهايتك معي أينما كنت حوريتي.
أغمض عينيه وجسده يفترش الأرض بينما كان فهد يصرخ باسمها وهو يحاول استيعاب ما حدث للتو، ليهرول نحوها ويحملها بين ذراعيه ويدلف بها للمشفى .
ظل يدور بالطرقة وهو ينتظر خروج الطبيب من الغرفة، بينما أُخِذ جسد مايكل لبتدأ التحريات حول قتله، ليخبرهم فهد أنه فتل متبادل والطرف الذي أطلق النار بين الحياة الموت نتيجة لإطلاق مايكل للنار عليها ايضًا، كان يود اخبارهم بأنه من فعل ذلك خوفًا عليها ولكنهم بِـ بلد أخرى ورأى بعينيه الكاميرات المليئة بالمكان، واعترافه الكاذب سيخلق قضية أخرى ضدهم! 
هاتف فهد اللواء كامل ليسرد عليه ما حدث، ويخبره بإرسال قوة داعمة لهم لإنهاء تلك القضية، حتى يكمل التحقيق خلف مايكل وتُكشف جميع خباياه.
مرت الساعات كالدهر عليه وهو يتذكر ما حدث!
لم يقدر على حمايتها، كيف استمع لها ولم يقترب منهم ؟ هو يعلم غدر مايكل! وما يمكنه فعله ف كيف استمع لها !
ظلت الأحداث تدور داخل عقله وهو غير قادرًا على استعياب تلك النهاية !
هل كتبت عليهم النهاية بتلك الطريقة ؟ أن تكون حياتهم بين الفرار ومحاولة النجاة، وما إن يروا بر الأمان أمامهم تسقط بين يديه غارقة في دمائها ؟ 
خرج من تفكيره وهو يرى الطبيب يخرج من الغرفة ليهرول نحوه مسرعًا
– ما الأمر ؟ هي بخير ؟
– الإصابة كانت عميقة بمعدتها، ولكن الجيد إنها لم تُصيب الكبد وإلا كانت العواقب وخيمة فوق رؤسنا، أخرجنا الرصاصة من داخلها الآن ولكن هناك مضاعفات نظرًا لضعف القلب لديها، سننتظر ثمانية وأربعين ساعة ونرى ما سيحدث.
غادر الطبيب من أمامه، بينما جلس فهد مكانه وهو يعزم بداخله، لتمر تلك الساعات ويدعو أن تصبح بخير ويجب عليه إنهاء الأمر كله خلال تلك الساعات، يجب التخلص من كل ما يحدث حولهم..
أخرج هاتفه ليحادث ياسين قائلًا بلهجة أمرة
– ٤٨ ساعة يا ياسين وصفحة مايكل تتقفل.
– متقلقش، الجهاز ف أوروبا دلوقت، وإنه اتقتل ده هيخليهم يكونوا اسرع ف أنهم ياخدوا قرارهم، ده غير إن فيه مليون أدلة بتثبت إنه كان خاطف حور، واللي حصل منها كان طبيعي، وهي كمان اتضربت بالنار يعني القضية لمجرد ما هتتفتح هتتقفل تاني بسبب الجهاز وضرب حور بالنار.
استدر ياسين حديثه بتوجس
– الإصابة شديدة ؟ وحور عاملة إيه دلوقت ؟
أغمض فهد عينيه وهو يمسح وجهه بألم
– الرصاصة جت ف بطنها، بس الحمدلله بعيد عن الكبد ومن كلام الدكتور إنها كانت قريبة منه، بس هي عندها القلب وهما خايفين يحصل مضاعفات بسبب كدة 
– هما بس يا فهد ؟
– أنا يا ياسين، حور لو حصلها حاجة عمري ما هقدر أسامح نفسي، وإنها اتضربت بالنار قصاد عيني ومقدرتش اعمل حاجة.
– ده قدر ربنا يا فهد، واكيد ليه حكمة من اللي حصل، وده غير إن حور لو مكنتش اتضربت بالنار كان زمانها ف السجن دلوقت! وانت عارف أوروبا مشددة ازاي ولو كنا بعتنا مخابرات مصر بحالها مكنش حد هيقدر يطلعها غير أما التحقيقات تخلص ويثبتوا برائتها، وده انت عارف هيحصل بعد ايه، انت ادعي دلوقت إنها تقوم بألف سلامة ومتفكرش ف حاجة غير كدة، ومايكل اعتبر صفحته انتهت لأنها فعلًا انتهت يا فهد، وأول ما حور هتخرج هترجعوا مصر تاني.
تنهد فهد وهو يفكر بحديث ياسين معه، ليخبره بتساؤل
– أسر كويس ؟
– سيف بعت عربية تاخده، وقال هيفضل معاه لحد ما انت ترجع بالسلامة.
– وچَيدا ؟
– قدمت استقالتها.
ارتسمت ابتسامة جانبية على شفتيه
– ده المتوقع منها، چَيدا أكيد كانت هتعمل ده علشان سيف، لأنها عارفة إنه مستحيل يتقبل الوضع يكون كدة وصعب يندمج معاهم.
– المهم ركز مع حور وأنا هنا مكانك يا فهد متقلقش، متابع سيف طول الوقت ومخلي حراسة حوالين فيلته زي ما قولتلي، ومتابع والدتك، وچَيدا، أنا هنا مكانك ومتقلقش كل حاجة كانت هتيجي ف بالك تعملها ف أنا بعملها.
شعر فهد بالفخر داخله بصحبته لـ ياسين، ف هو وياسين ومهاب أصدقاء منذ بداية عملهم معًا، رغم اختلاف شخصية مهاب عنهم بشدة ولكن اختلافه هو من جعله محبوبًا بينهم لتلك المرحلة..
– وأنا واثق من ده يا ياسين، مع السلامة.
أغلق معهُ وهو يتنهد بشرود حول ما يحدث، كيف عليه مواجهة والدته عندما يعود ؟ هل سيكون لديها مبرر لما حدث ؟ ولكن ماذا سيكون! 
أغلق عينيه وهو يتمنى بداخله أن يجد لديها العذر لما فعلته، ف هو حقًا لن يتحمل خيبة أمله ناحيتها هي خاصةً، يكفي عناء حياته بكل مرحلة مر بها، يكفي ما مر من فقدانه لوالده، وشدة والدته معه طوال الوقت، زواجه الذي انتهى بالطلاق وهو يحمل طفله بين يديه، طفله الذي كلما أخذته والدته يعود إليه يبكي وهو يقُص عليه كيف تعذبه ! 
فراق أخيه عنه لتلك السنوات، وعودته وهو بتلك الحالة بين يديه! ومعرفته بأنه لديه شقيقة كانت أمامه طوال الوقت ولم يستطع التعرف عليها !
واخرًا معشوقته ومعذبة قلبه، كم يتمنى العودة بها لمصر وانتهاء عدتها ليتزوج بها، ف هو يوقن بداخله أن زواجه منها سينهي كل العذاب بداخله.
مر اليومين على الجميع..
فهد الذي لم يفارق المشفى يومًا، سيف الذي تارة يكون لينًا مع ليان ،وتارة أخرى قاسيًا متذكرًا ما فعلته معه، وتارة يتغلب عشقه لها عليه، وياسين ومهاب وهم يحققون بقضية مايكل ويحاولون انهاءها بتعاون اللواء كامل معهم..
و والدة چَيدا تنتظر أن يتعافى سيف حتى تتحدث معه لعلها تنهي الخلاف بينهم وتأخذه بين أحضانها.
يتبع…..
لقراءة الفصل التاسع عشر : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا
نرشح لك أيضاً رواية عنيد غير حياتي للكاتبة لبنى عبدالعزيز

اترك رد

error: Content is protected !!