Uncategorized

رواية أغلال لعنته الفصل العشرون 20 بقلم إسراء علي

 رواية أغلال لعنته الفصل العشرون 20 بقلم إسراء علي

رواية أغلال لعنته الفصل العشرون 20 بقلم إسراء علي

رواية أغلال لعنته الفصل العشرون 20 بقلم إسراء علي

عندما ضاق العالم بي وجدتك تتسع لي
تتقبلني بـ كُل عيوبي
تحتضن مساوئِ
تُعانق علاتي
تربت على أحزاني
تُزيد سعادتي
تُخبرني أنني الوحيدة بـ العالم
تبتسم فـ أعلم أن العالم كُله أُختصِر بك…
نظر إليها بـ ذهول و تجمدت عينيه بـ نظرتها المصعوقة فوق ملامحها التي تبتسم بـ إستسلام، كان إستسلام لذيذ يجعله يشتهي إعتراف آخر منها، إبتلع قُتيبة لُعابٍ جاف يُرطب حلقه الأكثر جفافًا و لكنه لم يجد ما يروي عطشه سوى إعترافٍ آخر منها
أمسك ذراعيها و قربها منه أكثر و همس بـ توسل يُمزق نياط القلب
-قوليها تاني يا كيان…
رفعت كتفيها بـ بساطة و إتسعت إبتسامة جميلة على وجهها ثم أعادت قولها
-أنت الحُب الوحيد اللي أعرفه يا قُتيبة…
ضحك قُتيبة بـ قوة و السعادة تكاد تفتك به فـ أبعدها قليلًا عنه و جلس فوق الأرضية يتكئ بـ ظهرهِ إلى الحائط خلفه و تأوه قائلًا بـ نبرةٍ تكاد تُحطمها من فرط المشاعر و قوتها
-اااااه يا كيان، متعرفيش تعبت أد إيه عما سمعت الكلمة دي…
جلست كيان هي الأُخرى أمامه ثم قالت و هي تُمسك يده المُتصلبة
-أنت عارف إني بحبك، حتى لو معترفتش
-قبض على يدها وقال بـ عُنف:ساعات الواحد بيحتاج تأكيد…
رفع كفها و قَبّل باطنه فـ إرتجف جسدها ليهتف قُتيبة و هو يُقربها منه أكثر
-كُل ثقتي كان هوا قُدامك، كُل حاجة عملتها عشانك ببقى خايف متعجبكيش، أنا كُنت بغرق يا كيان و أنتِ أنقذتيني…
تألم قلبها له، تعلم جيدًا أن قُتيبة في عينيهِ هي الحياة و هو في عينيها نَفَسها الذي لا تستطيع العيش بـ دونهِ، ستكذب إن قالت عكس ذلك و أنها شعرت بـ خوفه و حيرته و لكن ماذا تفعل؟ كانت خائفة بـ شدة، كانت مُترددة بـ البوح و هي لا تجد القُدرة عبر تخطي الماضي
و تخطته به و فقط، كان دواءها و هي تبحث في رُكنٍ بعيد تمامًا و كان هذا الرُكن هو شقاءها، إن عاد بها الزمن من جديد، لن ترتكب مثل هذه الحماقة مُجددًا، هو فقط و لا شيء غيره
وضعت كيان يدها الأُخرى على لحيته تُداعبها ثم قالت بـ إبتسامة شاردة
-لو العُمر فات يا قُتيبة أو رجع بيا مش هختار غيرك
-همس بـ شراسة وهو يجذبها:لأن مفيش غيري…
قهقهت كيان و قالت و كأنها تُعامل طفلًا صغيرًا يُثبت ملكيته لأشياءهِ الأكثر أهمية
-لأن مفيش غيرك يا قُتيبة…
إبتسم قُتيبة و أعاد رأسه إلى الخلف يتكئ إلى الحائط و يده التي تُمسك يدها أنزلها و وضعها فوق قلبه تستشعر نبضاته المُتراقصة بـ سعادة بعد طول إنتظار لإعتراف كان بـ مثابة رشفة ماء بعد جفافًا شديد
قربت كيان رأسه إلى صدرها و حاوطت رأسه، و بـ المثل هو حاوط خصرها و تشبث بها و تركها تتلاعب بـ خُصلاتهِ تُريحه، من المُفاجئ أن يسمع منها هذا الإعتراف، رغم تغنيه بـ ثقتهِ في عشقها له و لكنها كانت تتزعزع أمام جفاءها المُتكرر حتى ظن أنها حقًا تكرهه
و عندما كان قد يئس من ظنه، و إعترف في قرارة نفسه أنه خسر أمامها، عادت كيانه الصغيرة إلى حيث تنتمي
سمع صوتها تقول بـ نغمةٍ حلوة مُداعبة شعره بـ أصابعها اللطيفة
-مش هتاكل!…
رفع رأسه إليها و إبتسم إبتسامته التي يخصها بها، لها فقط، لكيانه الأوحد ثم أردف بـ تُخمة
-أنا كلت خلاص، شبعت
-ضحكت و مازحته:يا راجل!!…
لم يُشاركها المُزاح بل رفع يده و داعب وجنتها المتوردة ثم قال و هو يُقرب وجهها منه
-جوع المشاعر أشرس بـ كتير من جوع الأكل يا كيان…
إختفت إبتسامتها شيئًا فـ شيء و إستجابت لإقترابه الخطير و أنفاسه التي تُدغدغ بشرتها فـ تضحك لها مشاعرها، ثم همس قُتيبة و هو يُحدق بـ شفتيها
-تسمحيلي!!…
ترددت كيان كثيرًا و لكنها أخبرت نفسها “أنه قُتيبة”
الرفيق الذي قتل نفسه مئات المرات لتحيا هي
الحبيب الذي دام حبه في الفؤاد لأجلٍ غير معلوم
الصديق الذي أخذ بـ يدها إلى طريقٍ مليء بـ الورود
و الأب الذي تحمل شوك الطريق ليحميها
لتومئ بـ رأسها و إقتربت هي تقوم بـ الخطوة الأخيرة، و إختطلت الأنفاس كما إختطلت المشاعر، كما إلتحمت الأرواح و تآلفت و كُل هذا لم يفِ حق ما تنبض به القلوب
نهض قُتيبة و أنهضها معه ثم حملها إلى الغُرفة و وضعها على الفراش قائلًا بـ نبرةٍ أجشة، ثقيلة
-النهاردة عايزك تعرفِ إني قُتيبة و بس…
حاوطت عُنقه و أومأت ليتأوه بـ زمجرة و أخذها في رحلةٍ رقيقة فوق سحابة وردية، إلى أرض الأحلام، لم تحلم بها من قبل
********************
ترجلت إيزيل من السيارة و كذلك عُبيدة و حينما حاولت إيزيل فتح الباب الخلفي لحمل أسيل النائمة، رفض هو قائلًا بـ نبرةٍ صارمة لا تقبل النقاش
-سيبيها أنا هطلعها
-هتفت إيزيل بـ إعتراض:لأ مش هينفع، هطلعها أنا…
حاولت فتح الباب الخلفي من جديد و لكن عُبيدة وضع يده على يدها فـ نظرت إليه بـ تعجب و صدمة إلا أنه لم يجفل بل أبعد يدها و قال مازحًا ليُخفف من حدة الأجواء التي توترت فجأة
-مبحبش حد يفتح أبواب عربيتي، بيرزعوها و هما نازلين…
رفعت إيزيل حاجبها بـ إستهجان ليومئ ضاحكًا فـ ضحكت هي الأُخرى و إبتعدت، ليفتح عُبيدة الباب و يحمل أسيل ثم وضع مفاتيح السيارة بـ يد إيزيل و قال
-إقفلي العربية، و تعالي وريني الطريق
-أوكيه…
تحرك عُبيدة قبلها بـ عدة خطوات ثم إستدار و هو يربت على ظهر أسيل ليهتف بـ إبتسامة
-مترزعيش باب العربية…
حركت إيزيل رأسها بـ يأسٍ ثم أومأت و أغلقت السيارة، لتقترب منه سريعًا و أرشدته تمُد يدها أمامها
-إتفضل
-يزيد فضلك ياختي…
تنحنحت إيزيل تمنع ضحكها و لكنها فشلت لتقول و هي تصعد الدرج جواره
-دمك خفيف، مكنتش أعرف
-هتف مُجيبًا:يمكن عشان مهزرتش قبل كدا
-أكدت قائلة:فعلًا، شخصيتك لأول ولهة إتمة و تقيلة…
إلتفت إليها رافعًا حاجبيه بـ إستنكار فـ إلتفتت هي الأُخرى إليه و عدلت حديثها
-يعني و بعد كدا ظهرت شخصيتك لطيفة
-غمغم عُبيدة:كان مُمكن تصيغيها بشكل ألطف…
وقف عُبيدة أمام المصعد و أكملت إيزيل طريقها، فـ سألها بـ تعجب و هو يُناديها
-رايحة فين! الأسانسير أهو…
توقفت و إستدارت ثم قالت بـ تململ و حرج
-ما هو عطلان
-سألها بـ إستدراك:و أنتوا قاعدين فـ الدور الكام!
-حمحمت و قالت:السابع…
أومأ و إقترب منها ثم مدّ يده يضع أسيل بين يديها و قال بـ تعجل
-طب إطلعي أنتِ، و شاوريلي من فوق…
مدت إيزيل يدها تلتقط أسيل و سألت بـ عدم فهم
-إزاي!
-يعني أنا صحتي على أدي
-رفعت حاجبها بـ إستنكار قائلة:هتخلع!
-أومأ بـ تأكيد:أيوة و ملهاش صياغة غير كدا…
توسعت عيني إيزيل و كادت أن تأخذ أسيل إلا أنه عانق الصغيرة جيدًا و صعد قبلها قائلًا بـ مُزاحٍ ثقيل
-أنتِ صدقتِ و لا إيه! يلا إستعنا على الشقى بالله…
حدقت إيزيل في ظهرهِ بـ ذهول قبل أن تضرب كف على آخر و تتبعه حتى وصلا إلى الشقة، فتحت الباب و إلتقطت أسيل ثم همست شاكرة
-شُكرًا على تعبك…
أشار بـ يدهِ لاهثًا دلالة على أنه لا شيء ثم قال و هو يتكئ إلى إطار الباب
-هو العفو و كُل حاجة عنيا ليكوا، بس عشان خاطري صلحوا الأسانسير
-إبتسمت و قالت:آسفة
-إبتسم هو الآخر و قال:محصلش حاجة، تصبحي على خير، نتقابل بكرة فـ الشُغل
-و أنت من أهله…
لوح لها عُبيدة ثم هبط الدرج، و تابعته حتى إختفى عن الأنظار لتُغلق هي الباب و تفكيرها أصبح أكثر تشويشًا
******************
في صباح اليوم التالي
وصل وقاص إلى الشركة و في الوقت ذاتهِ كانت كِنانة تترجل من سيارة الأُجرة تسُب و تلعن قائلة
-السواق قليل الذوق شافني و مرضاش يقف و خلاني جيت فـ تاكس، اصطبحت بـ وش مين بس
-بـ وشي…
إستدارت على الصوت الذي داعب أُذنها في هذا الصباح الباكر، لتجد وقاص يتكئ إلى سيارتهِ و يعقد ذراعيه أمام صدرهِ، ناظرًا إليها بـ إبتسامة شقية لا تتناسب مع شيب رأسه اللامع أسفل أشعة الشمس
توترت و هذا أشد غرابة، مُنذ متى كانت تتوتر في حضور وقاص؟ و ما الذي تغير اليوم لتراه بـ هذه الوسامة؟ حائرة و خائفة بـ شدة تُريد معرفة ما يحدث معها كُلما رأته يحدث هذا
إقتربت منه و نظرت حولها ثم إليه و سلطت نظراتها على ذراعهِ المجروحة و سألته بـ إهتمام
-لسه بتوجعك!…
نظر وقاص إلى حيث عينيها ثم إليها و إبتسامته لم تزُل ليقول
-طبيعي لسة، بس عادي أنا كويس
-المفروض مكنتش تنزل النهاردة!…
تحرك يقترب منها ثم قال و هو ينزع نظارته فـ تكتمل هيئته و تلمع عينه مع الشمس كما فعلت خُصلاتهِ
-و مين هيدير الشُغل فـ غيابي!
-ردت بـ بديهية:مستر عُبيدة موجود…
عبس وقاص و أشرف بـ طولهِ عليها حتى حجب معظم أشعة الشمس و قال بـ إستنكار
-عُبيدة يتقاله مستر، و أنا كُنت بنضرب بـ الجزمة
-كشرت عن أنيابها قائلة:عشان أنت مُتحرش
-رد بـ بساطة و هو يرفع كتفيه:طب ما أنتِ حرامية و متكلمتش…
فغرت فمها و أرادت الرد كما يليق، و لكنها آثرت الصمت، أولًا هي أمام الشركة و الكثير من الموظفين، ثانيًا هو مريض و قد جازف بـ نفسهِ لأجل حمايتها، حسنًا هذا ما سيجعلها تصمت ليس لأنه مُحق أبدًا
زفرت كِنانة بـ غضب و أشارت بـ إصبعها قائلة من بين أسنانها
-إحترم نفسك، مش كُل شوية تفكرني
-قهقه و همس مُتخابثًا:يعني مُعترفة إنه حقيقة…
إختفى إصبعها في القبضة التي قبضتها ثم قالت بـ حنق جعل وجنتيها تتورد أكثر من فعلة الشمس
-أنا غلطانة إني قلقانة عليك و مفيش حمد لله على السلامة…
تركته كِنانة و تقدمته تدخل الشركة أولًا، و بعد لحظاتٍ ضحك و تبعها ليقفا أمام المصعد ثم قال و هو ينتظره مثلها
-الواحد كان محتاج يصورك فيديو و يمسكه عليكِ ذلة يا كِنانة…
فُتحت أبواب المصعد لتدخل و هو كذلك ثم قالت بـ سُخرية و هي تنظر أمامها
-و أنت كُنت لازم تتصور عشان يشوفوا مُديرهم و هو بيتعلم عليه…
إنتفضت حينما حاصرها وقاص في زاوية المصعد دون أن يلمسها ثم وضع يديه في خصرهِ و قال بـ تشفي مُستمتعًا بـ نظرات الهلع و الصدمة التي ترتسم على وجهها
-مخصوم منك تلات أيام يا كِنانة على طولة لسانك
-شهقت و قالت:أكتر من اللي بتخصمه! أما أنت ظالم و مُفتري صحيح…
حك وقاص ذقنه و تعمقت نظراته بـ حدة فـ أخفضت عينيها ليقول مُتمتمًا بـ هدوء
-بقوا أربعة
-يا مفتري
-بقوا خمسة…
همت لتعترض، و إعتراضها سيكون مصحوب بـ سباب فـ إستدركها قائلًا بـ جدية و تحذير
-كلمة كمان يا كِنانة و مفيش مُرتب الشهر دا، و أهو تخلصي اللي عليكِ بسرعة…
عضت على شِفاها السُفلى بـ غضب و كتمت ما كانت تنوي التفوه به، و لكن هذا لا يمنع أنها تسُبه داخلها، وصل المصعد أخيرًا لتدفعه و تحركت و قبل أن تبتعد قالت بـ إغاظة
-بس دا ميمنعش إنك مُتحرش…
و ركضت، فعليًا ركضت، و ظل هو واقفًا يبتسم، ماذا سيكون رد فعل والدته إن أخبرها أنه كان سيتزوج سارقته! ربُما قد يُصيبها ذبحة صدرية، هو نفسه لا يُصدق أنه تقبل فتاة سرقته، و أن مشاعره تتحرك فقط معها
حتى إيزيل الذي سيتزوجها بـ دافع الذنب و الشفقة، لن تتحرك مشاعره معها كم يحدث مع كِنانة، رغم أن إبنة خاله أكثر جمالًا و فتنة منها، و لكن القلب و ما يهوى
********************
-إتفضل…
هتف بها وقاص و هو يتفحص الأوراق أمامه ليدخل عُبيدة ثم يقول بـ إبتسامة
-معطلك!…
رفع وقاص رأسه ليجد عُبيدة يقف أمام الباب، فـ نزع نظارته الطبية و إبتسم هو الآخر ثم قال بـ مُزاحٍ
-نفضالك يا شريك
-تقدم عُبيدة و قال:لسه متعودتش على كلمة شريك دي…
قهقه وقاص و تراجع في جلستهِ ثم قال مُبتسمًا
-بكرة تتعود يا سيدي، تعالى إقعد…
تقدم منه عُبيدة و جلس أمامه صامتًا لبرهة و وقاص إنتظره ليتحدث و لكن لم يتحدث، فـ إنتظر أكثر و لكن أيضًا لا شيء، تململ وقاص و قال بـ نبرةٍ محرجة و تنحنح
-عُبيدة أنا مبسوط إني شوفتك، بس هتفضل ساكت كدا كتير!…
تململ عُبيدة و حمحم مُحرجًا ثم قال بـ صوتٍ خفيض، شبه متوتر
-كُنت عايز نتكلم فـ موضوعك مع بنت خالك
-رفع وقاص حاجبه و تساءل:و مالك بـ بنت خالي!…
زفر عُبيدة بـ ضيق و كُل ما حضره ذهب أدراج الرياح، فـ هتف من جديد و هو يحك مُؤخرة رأسه
-يعني بـ دافع الفضول…
تراجع وقاص في جلستهِ و وضع قبضته أسفل ذقنه و هتف بـ صوتٍ هادئ و لكنه هدوء مُقلق
-و من إمتى يا عُبيدة كُنت بتسأل بـ دافع الفضول!…
زفر من جديد و أدار رأسه، ليميل وقاص إلى الأمام و قال بـ نبرةٍ تُحاول السيطرة على هدوءها
-خليك دُغري معايا يا عُبيدة، متعودناش على كدا
-تنهد عُبيدة و قال:طب أُطلب حاجة نشربها…
خرجت زفرة حارة من وقاص قبل أن يومئ موافقٍ، ثم رفع الهاتف و إتصل داخليًا بـ كِنانة و قال بـ إقتضاب
-إتنين شاي يا كِنانة…
و أغلق الهاتف ثم نظر إلى عُبيدة الذي أذهله لمظهره المُتوتر عكس صديقه الذي كان دائمًا شديد الثقة بـ النفس، يعرف دائمًا ما يُريد، لم يتردد أمامه أبدًا و لم يتوتر هكذا من قبل و لكنه صبر و إنتظر صديقه ليبدأ الحديث
و لم يتأخر عُبيدة فـ إلتفت بـ نصف جسدهِ و قال مُتساءلًا بـ إهتمام و قد إستعاد جُزء من ثقته
-أنت عامل إيه الأول!
-إبتسم بـ رزانة و قال:كويس متقلقش
-و ناوي تعمل إيه مع سعيد!!…
مط وقاص شفتيه و قال بـ نبرةٍ لا تُنذر بـ الخير وهو يُحدق بـ عُبيدة
-نصيبه هياخده تالت و متلت، و حق إيزيل هيرجع…
تحفز جسده و خلاياه لذكر إيزيل ليتعدل في جلستهِ أكثر، ثم قال بـ فضول
-يعني ناوي على إيه وقاص! بلاش تهور
-يا عُبيدة مش هعمل خطوة إلا بـ لما آخد رأيك
-ضرب عُبيدة على المكتب و قال:ما أنا بسألك أهو عشان تاخد رأيي…
تنفس وقاص بـ نفاذ صبر ثم نهض و إلتف حول المكتب ليقف قِبالة صديقهِ و قال بـ جدية
-مبدأيًا لازم أتجوز إيزيل
-هدر عُبيدة:إصرف نظر عن أم الجواز دلوقتي و عرفني هتعمل إيه…
نهض عُبيدة على إقتراب وقاص منه ليسأله وقاص بـ هسيس
-أنت ليه بيركبك عفريت على السيرة دي!
-ليُجيب بـ رزانة و توضيح:لأن اللي بتعمله فـ حق نفسك و حقها غلط و مش هتظلم غير نفسك قبلها…
نظر إليه وقاص بـ نصف عين و تنهد ثم قال
-هعمل نفسي مصدقك
-هدر عُبيدة:يا بني مش محتاج أكدب، و لو عندي مشاعر لإيزيل و أنا هتتجوزها عن حُب، هقتل كُل حاجة و هساعدك، بس أنت بتصحح غلط بـ غلط أكبر…
إبتسم وقاص بـ خُبثٍ و صمت، بينما إستعاب عُبيدة ما قاله ليتنحنح مُحاولًا تصحيح ما إقترفه من خطأ
-مش قصدي حاجة من اللي فهمتها
-قهقه وقاص و قال:محدش هيعرفك أدي يا عُبيدة، و لو أني بدأت أشك إني أعرفك الفترة دي
-إبتسم بـ شرود و قال:أنا نفسي مش فاهم، المُهم هتعمل إيه مع سعيد!
-أجاب وقاص:هنوقعه فـ نفس الغلط مرتين…
وضع عُبيدة يده على كتف وقاص و قال بـ تحذير
-وقاص متوقعش نفسك فـ الغلط و متأذيش نفسك
-إبتسم بـ إمتنان و قال:متقلقش
-موقفك من إيزيل!
-مازحه قائلًا:هتجوزها برضو…
سمعا شهقة قادمة من الباب ليلتفتا إلى مصدرها و كانت كِنانة التي تحمل الشاي، حدق بها وقاص صامتًا دون أن يتحدث، قبل أن يقول بـ هدوء
-حُطي الشاي هنا على المكتب و هاتِ الملفات اللي قايلك عليها…
أومأت بـ تردد و شحب وجهها إثر ما سمعته، يُغضبها هذا و لكن ما شأنها و الأهم لِمَ هي تهتم؟
********************
تململت كيان في نومتها و فتحت عينيها مع دخول أول أشعة الشمس إلى الغُرفة، و فجأة غمرتها ذكريات أمس فـ إبتسمت و إستدارت لتجد قُتيبة مُستيقظ و ينظر إليها، توردت وجنتها و قالت بـ غمغمة خجولة
-صباح الخير…
لم يرد عليها فورًا بل حاوط خصرها مُقربًا إياها إليه ثم قَبّل أنفها و وجنتها ثم عُنقها مُدغدغًا إياها قبل أن يرد بـ تمهل و صوتٍ أصابه التُخمة
-صباح الورد، تصدقِ دا أول صباح ليكِ فـ حُضني كدا!…
وضعت يدها على وجنتهِ تحسستها ثم توجهت إلى شِفاه السُفلى تسير بـ إبهامها عليه قبل أن تهمس
-آسفة…
تأوهت حينما عض قُتيبة إصبعها، ثم قهقه قائلًا
-تستاهليها بعد اللي عملتيه فيا
-أغمضت عينيها و قالت بـ توسل:قُتيبة راعيني، و إفهم أنا كُنت بين نارين إزاي…
أخرج قُتيبة زفيرًا حار، و حاوطها جيدًا ثم دفن رأسه في خُصلاتهِا و قال بـ نبرةٍ أجشة، تزداد خشونة مع كُل كلمة ينطقها
-لو مكنتش راعيتك و فاهم بتمري بـ إيه يا كياني كُنت أخدتك من زمان…
قَبّل وجنتها كثيرًا و بـ قوة ثم إستطرد بـ نبرةٍ عنيفة شديدة القسوة
-كُنت نفذت تهديداتي كُلها عشان تكونِ ليا، و ساعتها يا كان محدش كان هيلومني و لا أنتِ حتى…
أحس بـ إرتجافتها و لكنه أكمل بـ صوتٍ هادر على الرغم من صوتهِ الخفيض
-أنا معنديش صبر يا كياني عليكِ، مع كُل موضوع يُخصك بفقد عقلي، و بخسر قُدام كُل منطق…
رفعت رأسها إليه تنظر إلى عينيهِ المُظلمة، ليُكمل و هو يُبعد خُصلاتهِا المُتشابكة في لحيتهِ
-أنا بايع الدُنيا كُلها و شاريكِ أنتِ، أنتِ لوحدك فـ الكفتين…
تألم قلبها لذلك الحُب القوي، تشعر و كأنه يُطِبق على ضلوعها يعتصرها و لكنها ترضى أشد الرضا به، ثم سألته بـ أعين دامعة
-لدرجادي يا قُتيبة!
-ضحك بـ خشونة و قال:خايف لو عرفتِ بحبك أد إيه تهربِ
-إبتسمت و قالت بـ صدق:أنا إتربط بيك خلاص، مبقتش أنفع غير ليك…
تأوه قُتيبة بـ سعادة ثم عانقها من جديد، هي تعلم جيدًا كم يكبح نفسه لأجلها، رغم أنها تركت نفسها له تمامًا، و لكنه على أتم الإستعداد لتضحية بـ سعادتهِ من أجل راحتها
و ظلت في هذا العناق النابض بـ الحياة حتى هتفت و كأنها تذكرت فجأة
-قُتيبة!
-همهم:هممم
-رفعت رأسها له و سألته:عايزة أسألك حاجة، بس ياريت تجاوبني بصراحة…
قطب جبينه و فتح عينيه ثم أردف بـ قنوط
-لو حاجة هتعكر علينا، يبقى الله الغني
-نهضت جالسة ثم قالت:بتكلم بجد…
وجدت عينيه تتعلق بها فـ شهقت و جذبت الغطاء على جسدها ثم قالت بـ حدة و خجل و هي تُطرقع أصابعها أمام عينه الشاردة في منطقة مُعينة
-ركز معايا هنا…
كان من الصعب عليه الحياد عن ما تصبو إليه نفسهِ، فـ أمسكت ذقنه و رفعتها إليه قائلة بـ نفاذ صبر
-قُتيبة ركز يا إما همشي و أروح لحوراء
-عبس و قال بـ قنوط غاضب:خير يا كيان!…
ترددت كيان و تلاعبت بـ طرف الغطاء ثم حسمت أمرها و نظرت إلى عينيهِ الفضولية بـ إنتظار و سألته بعدما أخذت نفسًا عميق
-إحكيلي عن علاقتك بـ عمو شاهين
يتبع…… 
لقراءة الفصل الحادي والعشرون : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا

اترك رد