Uncategorized

رواية باستثناء قلبي الفصل الأول 1 بقلم روزان مصطفى

 رواية باستثناء قلبي الفصل الأول 1 بقلم روزان مصطفى

رواية باستثناء قلبي الفصل الأول 1 بقلم روزان مصطفى

رواية باستثناء قلبي الفصل الأول 1 بقلم روزان مصطفى

سحبها في حضنه جامد ونط بيها لورا قبل ما توقع 
وقع على ظهره وهي فوقه عماله ترفس وتعيط بصراخ وتقول : كُنت سيبني أموت ، كُنت سيبني أنهي المأساة دي ! 
هو بملابس الجُندي وهو حاكم جسمها بين إيديه : دة إسمه إنتحار ، إنك تحاولي ترمي نفسك من فوق حافة جبل ، مفيش شيء يستاهل .. فكري في أختك الصغيرة وجدتك المسؤولين منك ، هتسيبيهم لمين 
بعدت إيديه عنها وهي بتخبطه برجلها ف إتألم ، صرخت وقالت : بص حواليك ، هسيبهم للخراب اللي عملتوه ، للمدينة المُحطمة اللي إستعمرتوها ودمرتوها ، ريحة البارود والدم في كُل زاوية في المدينة !
( ك طائر جريح ، قاموا بقص أجنحته ، يآبى تصديق أنهم حرموه عنوة من لذة الطيران وأن يلامس طرف جناحه غيمة ف ينتشي ) 
#بقلمي
نفضت ملاذ فُستانها المتبهدل وهي بتغمض عنيها وبتاخد نفس عميق بعدها كحت من ريحة الغبار والدمار 
وقف قدامها وهو بيحط سلاحه ورا ظهره وبيبصلها وبيقول : لو عوزاني أساعدك تُخرجي إنتي وأهلك من المدينة لازم يكون عندك صبر ، أنا مع الزعيم هتصرف وهساعدك في فجر يوم لكن لحد اليوم دة متحاوليش تنتحري ، هتوعديني ؟ 
ملاذ بجدية : خلال الوقت دة لو الزعيم بتاعك حاول يلمسني تاني ويدنس شرفي هقتله ، إنت فاهم ! حتى لو هيكون أخر يوم ف عُمري
بصلها هو بإبتسامة وشعرها الجاف ذو الأطراف المُقصفه بيطير بطريقة تخليك تشعر آنها فزاعة طيور ، لكن ملامحها الحسنة الجميلة نسته كُل شيء عن ملابسها المبهدلة وشعرها 
نطق وقال : أنا بحترم دة فيكي ، أنا أختي ماتت وسط الدمار اللي حصل مش عيلتك بس ، وكُنت ضمن الدبابات الضخمة اللي داخلة المدينة ناوية على الخراب ، لما حذرتها قبل الإستعمار أنها لازم تسيب المدينة وتبعد وبالفعل دة حصل مكنتش أعرف وقت الإستعمار إنها رجعت تاني من ورايا .. ف شوفت جثتها تحت دبابة أحد الجنود التانيين ، إتجنيت خرجت سلاحي وقتلته ، محسيتش غير بالضياع وأنا بحضن جُثتها ، لكن منولتش شرف دفنها غير بعد ما المدينة بقت حطام 
شاور على حتة معينة ف الجبل الواقفين عليه وقال : هنا تحديداً ، وعشان كدة لحقتك قبل ما توقعي 
رجعت ملاذ شعرها ورا ودنها وقالت وضوء الكشاف الخفيف مُسلط على وشها : دفنتها ، عارف هي فين ، لطن عيلتي معرفش لما أحتاج أكلمهم هروح على أي قبر ، فين جثثهم ! والفرق بيني وبينك إنك بسلاح بس ضعيف ومستسلم لإستعمارهم ، أنا فارغة من أي وسيلة دفاع عن نفسي ، مجرد بنت ضعيفة لكني أقوى منك 
هو بإبتسامة إعجاب : دة شيء أنا واثق منه ، إنك قوية ، بس تذكري إنه من مصلحتك أكون واحد منهم .. باقي الجنود بلا قلب نفس الزعيم ، لكني مش كدة ، لما تخرجي من هنا وتروحي ك لاجئة لبلد تانية إفتكريني 
ملاذ بنظرة أمل : هتقدر تساعدني على كدة فعلاً 
الجُندي بوعد : على حدود المدينة هتكون المشكلة ، بس هحاول 
ملاذ بتساؤل : إنت قولت إنك قتلت جُندي زميلك ، إزاي متعاقبتش ؟ 
الجُندي : زاح قميصه ووراها ظهره ، كان كله خطوط حمرا من الكرباج 
ف شهقت هي وغطت بوقها وهي بتقول : عذبوك !
الجُندي : بس مقتلونيش ، بيحتاجوا مهارتي في أشيااء معينة 
ملاذ حست بالشفقة عليه : ما تخرج معايا من المدينة دي ؟ ليه هتقعد هنا وسط ناس مش بتحبهم ولا بتثق فيهم وقتلوا أختك 
هو بلمعة عين : عشان لو لقيت بنت زيك كدة بتدافع عن شرفها لأخر نفس وبمليون راجل أكون الشخص المناسب اللي يقدر يخرجها زيك 
إبتسمت هي وقالت : هستنى اليوم اللي تقولي فيه جهزي نفسك 
الجُندي بتبريقة : كشاف خيمة الزعيم ، إنبطحي 
نامت على الرمل ونام هو كمان عشان محدش يشوفهم واقفين سوا 
أول ما النور إختفى : آنزلي على خيمتك وإقفلي عليكم ، ومتحاوليش تكلميني قدام حد غير لو أنا كلمتك 
ملاذ وهي بتنزل عن الجبل : حاضر 
نزلت بهدوء من غير ما حد يشوفها بعدين جريت وسط الخيم ، دخلت الخيمة بتاعتها وقفلت عليهم 
أختها الصغيرة كانت بتعيط ف جريت ملاذ حضنتها وهي بتقول : ليه يا توتي بتعيطي مالك 
تالا : حسبت قتلوكي ونزلتي دم أحمر 
ملاذ وهي بتبوس راسها : لا يا قلبي أنا كويسة أنا بس كُنت بشوف حاجة في السما 
تالا ببراءة : نجمة !
ملاذ : مظبووط ، نجمة كبيرة كانت لوحدها في السما ، بتدور على باقي النجوم اللي زيها بس السما كانت ضلمة وسودا وهي كانت شعاع النور الوحيد فيها ، أكلتي ؟ 
تالا : أه أكلت بس جعانة 
ملاذ : وتيتة أكلت ولا لسة ؟ 
تالا بلوية بوز أطفال : أكلت شوية بعدين تفته ورجعت نامت ، بعدين أكلت وخلاص 
سحبت ملاذ طبق الاكل بتاعها وفتحته قدام تالا وهي بتقول : مين هياكل تاني ؟ 
تالا برفض : لا لا دة الأكل بتاعك 
ملاذ بحنية : بس أنا مش جعانة ، توتي لازم تاكل عشان تنام ، ساندوتش جبنة جميل أهو
بدأت تالا تاكل وملاذ بتحكيلها قصة زي كل يوم : وقتها سندريلا مكانش ينفع تروح الحفلة عشان فستانها المقطع المبهدل 
بصت ملاذ على لبسها ودمعت وهي بتحضن أختها الصغيرة ذات الست سنوات وبتقول : ف ظهرتلها جنية جميلة * بتفتكر الجُندي * قالتلها هخرجك من بيت مرات أبوكي القاسية اللي حبساكي فيه ، وهجبلك فستان جميل وهصففلك شعرك عشان تروحي الحفلة الكبيرة وتقابلي الأمير 
نزلت دموعها وهي بتمسحهم بطرف صوابعها عشان تقدر تكمل حكي ، لقت تالا نامت وفي إيديها نصف ساندوتش صغير اللي هو باقي أكل ملاذ ، أكلها طول اليوم 
غطتها ملاذ وملست على شعرها بعدين أخدت باقي أكلها وأكلته لحد ما خلص قبل ما تشبع 
بصت على جدتها لقتها نايمة وتالا نايمة راحت باصه لفوق زي كل يوم وقالت : أنا بستحمل وهستحمل ، مكانش قصدي أغضبك وأنا بحاول أقع من حافة الجبل ، مكانش قصدي أعترض على قضائك سامحني يا الله ، لكني هتحمل . عشان واثقة هييجي اليوم اللي هتعوضني فيه عن كل دة وتخفف عني شعور الألم اللي بحاول أكتمه عشان محزنش أحبابي ، أنا واثقة فيك يارب ومحاولة إنتحاري ما كانت إلا ضغط نفسي وألم رهيب ، مكنتش بحاول أموت أنا كنت بحاول أموت الألم اللي جوايا 
نزلت تحت الغطا المهتريء وهي بتبص لأختها النايمة ببراءة ، كررت كلمة : تماسكي ، تحملي .. هنتهي 
تماسكي .. تحملي .. هينتهي 
صوت صافرة وصوت رجولي لزج
الجاريات قوموا الساعة خمسة الفجر ، الجاريات قوموا الساعة خمسة الفجر 
قامت ملاذ وهي بتحاول تهندم شعرها وقامت خرجت من الخيمة وهي بتقفلها عليهم 
وقفت وسط البنات وهي مش منزلة راسها 
مر الزعيم وبص على البنات بنظراته المُدنسة بالنجاسة ، وقف عند ملاذ وهو ماسك عصاية ساند عليها ، قربلها وهمس بصوته المُنفر : مش منزلة راسك ليه ؟ 
ملاذ بغضب مكتوم إستفزته وقالت : مش أنا اللي المفروض أنزل راسي ، المُذنب هنا هو إنت ورجالك 
تفوو
تفت في وشه ف مسح التفه ومسك العصاية ضربها بيها ، وقعت على الأرض بتتألم ف رفسها برجله إنزوت على نفسها بألم لا يحتمل وهي بتصرخ صرخة مكتومة 
الجُندي اللي كان بيكلمها كشر بغضب وكان لسه هيتقدم يعمل شيء صاحبه مد دراعه قدامه وهو بيرجعه لورا وبيقول : خليها تتحمل الضرب لكن متدخلش عشان متموتش إنت وهي 
الزعيم بصوت عالي : كان ممكن تزيد حصتها في الأكل زيها زي باقي البنات اللي هنا ، تاكل فراخ بدل الجبنة لكن هي بتحب الفقر ، إنتوا جاريات عندي لما إستعمرت المدينة بقيتوا ملكي ، أجسامكم وحتى أفكاركم ، لكن الجارية دي 
ضربها برجله تاني ف صوتت : محتفظه بجسمها ف هييجي يوم تموت من الجوع أو من الضرب ، كل واحدة فيكم تشوف شغلها 
مشي ووراه جنوده ، أول ما مشي جريت تويلب عليها وهي بتقومها ، حطت ملاذ إيديها على ظهرها بألم وهي بتعيط 
تويلب بشفقة عليها : ليه عملتي كدة ما آنتي عارفة إنه مش بني أدم وحقير
ملاذ بغيظ ممتزج بالألم : مقدرتش أسمع كلامه القذر ، موته هيكون على إيدي في يوم أوعدك 
الجُندي كان بيحوم حوالين ملاذ وتويلب فجأة إنحنى على ملاذ وقال من بين سنانه : لو إستمريتي على كدة ومقدرتيش تسكتي خروجك من هنا هيكون صعب عليا وعليكي 
آحممم 
مشي بعيد ف بصتله ملاذ وهي بتفكر لو هتموت هنا ، رفضت الفكرة بعدين قالت لتويلب : هو الزعيم لمسك !
نزلت تويلب راسها في الأرض ف بصتلها ملاذ بإحتقار وقالت : لما دعمتي أفكاري ورفضي للإهانة والإستعمار حبيتك وخليتك صاحبتي ، لكن لما بعتي شرفك نزلتي من نظري
تويلب بحزن : أنا ضعيفة ، وغبية .. مش قوية زيك يا ملاذ 
ملاذ بحقد : الستات عمرهم ما كانوا ضعاف ، عمر ما حد يقدر ياخد منك شيء غصب عنك ، بتتكلمي بإسلوب إنك جارية وإنتي مش كدة ، قبل المصيبة دي ما تحصل إنتي عارفة كويس إن الستات والسيدات دورهم قوي ومؤثر في الحياة ودخلوا مجالات وعملوا حجات الرجالة نفسهم معملوهاش ، الستات كانوا بيحكموا بلد بحالها مش ييجي واحد زي دة يقول عنك جارية وإنتي موطية راسك ب ذل !! إنتي ست وأنثى يعني كرامة وشرف إعتزي بنفسك ، لما تقدري تواجه وترفضي هتلاقي صاحبتك ملاذ بترجعلك 
مشيت ملاذ بعيد وهي بتعرج من الألم ، وفجأة 
يتبع ..
لقراءة الفصل الثاني : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا

اترك رد