Uncategorized

رواية الثائر الحلقة الرابعة والعشرون 24 والأخيرة بقلم نور زيزو

 رواية الثائر الحلقة الرابعة والعشرون 24 والأخيرة بقلم نور زيزو

رواية الثائر الحلقة الرابعة والعشرون 24 والأخيرة بقلم نور زيزو

رواية الثائر الحلقة الرابعة والعشرون 24 والأخيرة بقلم نور زيزو

_____ بعنــــــوان ” قلــــب دافــيء ” _____
دق الباب ودلفت “علياء” حاملة باقة ورود زهرية، نظر الجميع لها بصمت وتعجبت “قُدس” من حضورها، تنهدت “علياء” بهدوء قبل أن تتفوه بكلمة واحدة ثم قالت وهى تمقن “قُدس” بعيني حزينتين:-
– حمد الله على سلامتك مبسوطة جوى أنك جومتى بالسلامة لجوزك وبنتك
هزت “قُدس” رأسها بعفوية فهى لا تحمل بقلبها أى حزن أو كره لأجلها ثم قالت:-
– الله يسلمك، أتفضلى
جلست “علياء” على المقعد بجوارها فى صمت وتنظر لـ “قُدس” بعيون تلمع بها بريق الوجع والإنكسار فتمتمت “قُدس” :-
– ممكن تسبونا لوحدنا يا بنات، أنا عاوزة أتكلم مع علياء شوية لوحدنا
نظرت “زهرة” و”أصالة” لبعضهن ثم خرجتا من الغرفة، ظلت “علياء” صامتة لكن عينيها تتحدث كثيرة ولم تكفى عن البوح عن وجعها وكسرة قلبها فبدأت “قُدس” الحديث حين هتفت:-
– دى تقريباً أول مرة أقابلك ومش عارفة المفروض أقولك ايه بس أحب اقولك حاجة واحدة….
قطعتها “علياء” بصوت مبحوح ولهجة واهنة:-
– متكرهنيش يا قُدس، ومتدعيش عليا وتحسبنى عليا أنا مأذتكيش ولا اذيت ثائر، هو اللى أذانى
– أنا مبكرهكيش ومفيش جوايا كره او حقد ليكى أو لغيرك، أنك تقابلى الموت وترجعى للحياة كأنك بتأخدى فرصة تانية وربما تكون الأخيرة عشان تراجعى حساباتك، فأنا مبكرهكيش ولا بحقد عليكى
تساقطت الدمعة الأولى من عينى “علياء” فأحخفضت رأسها بأحراج وقالت :-
– أنا بس كنت عاوزة أعيش حياة طبيعية ويا جوزى وأخلف كيف أى بنت وأكون أم، مكنتش عاوزة أكون مُطلقة وأطلع خسرانة من التجربة دى كلتها حتى من غير طفل يؤاسينى، مكنتش عاوزاه يحبنى كيف ما بيحبك ويخاف عليكى كُنت عاوزة يحترمنى بس ميحسسنش أنى رخصية جوى أكدة، كان عندى أحلام كيف كل البنات لكن مفيش ولا حلم واحدة أتحجج، أنا طلعت خسرانة كل حاجة ومكسبتش حاجة واحدة أرضي بيها وأجول الحمد لله عليها ومع ذلك برضو الحمد لله على كسرت جلبى وخاطرى ما أنا مجدرش أجول غير أكدة .
دمعت عينى “قُدس” وهى تستمع لحديثها فأربتت على يدها بلطف وقالت بحنان:-
– أنا أسفة نيابة عنه، أسفة كل مرة وجعك فيها بسببى او كسر خاطرك فيها
تبسمت “علياء” وسط بكاءها ورفعت نظرها إليها مُتمتة:-
– أنا حجيجى مبسوطة أنك بخير وأن بنتك رجعتلك بخير
أستاذنت لترحل ورحلت لتشعر “قُدس” ببعض الوجع والحزن فى قلبها وهى من تسببت فى حزن هذه الفتاة وتدمير أحلامها فقط لأن زوجها أحبها بشدة قسي على زوجته الأخرى وكأنه يفرغ بها وجعه وحزنه الذى تسببت به “قُدس” لقلبه….
_______________________________
جلست “أصالة” و”زهرة” فى الكافتيريا الخاصة بالمستشفى فى صمت و”زهرة” تحدث زوجها فى الدردشة ومبتسمة بينما “أصالة” تمقنها فى صمت بقلق قبل أن تتحدث ثم جمعت شجاعتها وقالت:-
– زهرة ممكن أتحدد وياكى شوية
اومأت لها بنعم وهى تنظر بهاتفها فقالت بتردد:-
– الحديد بخصوص بابا
رفعت “زهرة” عينيها بهدوء ممزوج بغضب مكبوت وقالت:-
– تانى؟!
– زهرة بابا عمل كل حاجة عشانك وعشان يراضيكى، معجول مجادراش تسامحيه
– لا مش قادرة يا اصالة
وضعت “اصالة” يديها على الطاولة بهدوء وتحكمت بنبرة صوتها قبل ان تعلو فى مكان عام وقالت:-
– كيف مجادراش تتجبلى وجوده
هزت “زهرة” رأسها بضيق وهتفت قائلة:-
– اه
– مع أنك أتجبلتى وجود ولاده وأن ليكى اخوات، معجول جبلتى بيا أنا وثائر لكن باباكى لا كيف دى
– عشان أذانى ، عشان شردنى أنا وأمى ومصعبتش عليه وأنا لحمة حمرا عاوزاه هو يصعب عليا طب أزاى
غضبت “أصالة” من عناد أختها وتمردها على والدها الرجل العجوز فكبحت غضبها وهى تغلق قبضتها بأحكام وقد نفذ صبرها من أختها وقالت بضيق :-
– أتمنى يا خيتى ميجيش يوم وتندمى على جسوة جلبك على أبوك ، وأنا معدتش هتحدد وياكى فى الموضوع دا مرة تانية واصل بس هجولك حاجة أخيرة ، أبويا اللى هو أبوكى وأنتِ بتنكرى دا عنده المرض الوحش ومجدمهوش وجت كتير ويانا ، ياريت متندميش فى لحظة على جساوتك
تركتها ورحلت غاضبة بعد أن صدمت “زهرة” بحديثها عن مرض والدها وهو على وشك الموت ، أزدردت لعابها بصعوبة وشعرت بالقشعريرة تسير فى جسدها بعد أن أنقبض قلبها بخوف ودمعت عينيها على سهو دةن سابق أنذار ….
____________________________
دلف “ثائر” للغرفة بصحبة طفلته مُبتسمًا بأشراق ، ركضت “عهد” إلى والدتها بطفولية وقالت :-
– مامى
عانقتها “قُدس” بحب فهتفت “عهد” بحماس شديد :-
– مامى عارفة جدو جابلى أيه ؟ جابلى ألعاب كتيرة وحلوة
تبسمت”قُدس”عليها ومسحت على رأسها بدلالية وقالت :-
– مبسوطة يا عهد
أومأت “عهد” لها بحماس لتبتسم “قُدس” ونظرت لـ ثائر” فرأته يبتسم عليهن ويراقبهنا عن كثب ، تبادل النظرات فى صمت فى حضرة طفلتهما ، تبسمت “قُدس” بلطف وقالت :-
– تعال يا ثائر أقعد جنبى ،عاوزة أتكلم معاك
وقف من مكانه وذهب ليجلس بجوارها وذهبت “عهد” إلى الأريكة تجلس عليها تلعب بهاتف والدتها ، أخذت يده بين يديها وقالت :-
– نمت كويس؟! ، شكل عهد جننتك ومنيمتكش
تبسم وهو يضع يده الأخرى على يديهما وقال بحب ونبرة هادئة هامسة لها :-
– كان ناجصنا حضنك وصوت أنفاسك وضحكتك مع ضحكنا
قهقهت بصوت خافت ونظرت على طفلتها تراقبها وحين رأت “عهد” تنظر بالهاتف بتركيز ودقة ،جذبته من وشاحه الموضوع حول عنقه لتضع قبلة على وجنته بخجل شديد وقالت :-
– أنا كان ناقصنى أنت طول السنين دى ، أنت وبس
وضع سبابته على وجنته يلمس قبلتها بحب هائمًا بسحر هذه القبلة وقال :-
– تعبتنى وغلبتنى وياك يا عمرى كله
أقترب نحوها لتوقفه بخجل وتشير على طفلته قائلة :-
– عهد قاعدة
– واااا ماشي عمومًا هتخرجى دلوجت معايا وبعدها مفيش عهد ، جدها عملها أوضة ليها وميهملهاش لينا
أنهى جملته وغمز لها بعينه لتخجل من ما يلمح له فتحاشت النظر لعينيه والبسمة لم تفارق شفتيها أبدًا ..
____________________________
عادت “أصالة” إلى منزلها غاضبة من تصرفات أختها ثم دلفت للمطبخ لتروى ظمأها رغم شرودها فسقط الكأس من يدها وانكسر لمئات الجزيئات فقالت:-
– كان ناجصنى أنت التانى
أنحنت تجمع الأجزاء المتناثرة بشرودها وقالت بضيق شديد:-
– شدنى أنا وأمى!! بتفكرى كيف يا زهرة
كان شرودها بحديث اختها أشد من ان تشعر بجرح يدها، جمعت الزجاج وألقت به بعيدًا لتُصدم بجرح يدها فبدأت تبكى بعجز وضعف من جرحها، خرجت من المطبخ وهى تنزع حجابها وعبايتها بضجر فى هذه اللحظة التى دلف بها “ادهم” من الخارج ليُصدم حين يراها تبكى والعبس يمليء وجهها، اقترب نحوها بفضول وتساءل:-
– مالك؟! بتبكى ليه؟
أنفجرت باكية حين رأته وكأنها وصلت لمنزلها وأمانها لتنفجر باكية،جهشت بعجز شديد وهى تتكيء برأسها على كتفه وقالت وسط شهقاتها :-
– زهرة عنيدة أوى يا ادهم وأنا مش هاين عليا اشوف بابا حزين ومكسور أكدة بسببها
اربت على ظهرها بلطف وقال:-
– هتتعدل يا حبيبتى متجلجيش، والله هتتعدل
ابتعدت عنه بحزن وعيون دامعة بعد أن لوثت الدموع وجنتها وقالت:-
– بجد ممكن يكون فى أمل؟؟
أومأ لها بنعم مُبتسمًا وأخذ يدها بين يديه ليربت عليها فصُدم حين رأى الدماء وجرح يدها، تحدث بهلع:-
– وااا أيه اللى حصل؟؟
صمتت بحزن فأخذها للأريكة وطهر جرحها رغم حزنها وقال:-
– خلى بالك بعد أكدة
أومأت له بحزن ثم سألته بقلق:-
– اممممم، تفتكر زهرة ممكن تصالح بابا؟؟
جلس بجوارها على الأريكة وأخذ يدها بين يده بلطف ثم تبسم وقال:-
– متنسيش أنه ابوها فى الأول والأخر، هيجى لحظة وتحن له ومهتجدرش على جساوة جلبها كتير
نظرت له بتردد وهى تعض شفتيها بقلق، تفهم نظرتها وارتباكها فقال بشك من أمرها :-
– عملتى ايه؟
أتسعت عينيها على مصراعيها فقالت بتذمر:-
– جصدك أيه؟، أنى بتاعت مشاكل
– لا يا حبيبتى مجدرش، عملتى ايه
تنهدت بضيق ثم قالت بلهجة متسرعة:-
– انا كذبت على زهرة وجولتلها ان بابا تعبان عشان تروح تصالحه
قهقه “أدهم” ضاحكًا على ذكاء زوجته الخارق وقال بشجن :-
– بتكذبى يا أصالة؟
– كذبة بريئة ربنا عالم ان نيتى الصُلح مش اذي حد
قرصت وجنتها بلطف وقال:-
– أنا متجوز مجنونة رسمى
تبسمت بأشراق له ودلالية..
_______________________________
★★ منـــــزل العطــــــاار ★★
وصلت “قُدس” بصحبة “ثائر” إلى المنزل بصحة جيدة إلى حد ما، كان “سليمان” جالسًا بأنتظارهم، ركضت “عهد” له مُبتسمة بسعادة وحب تناديه:-
– جدو أنا جيت
عانقها بحب ثم حملها على ذراعيه ونظر إلى “قُدس” وقال بهدوء :-
– طلع مرتك ترتاح وأنا هجعد ويا عهد هبابة فى الجنينة
صعد “ثائر” معها للأعلى ودلفت إلى غرفتها، تفحصتها بشوق فقد فارقتها لسنوات ورغم ذلك كل شيء كما هو لم يتغير بها شيء، تبسمت بعفوية:-
– مفيش حاجة أتغيرت
تنهد “ثائر” بأرتياح وقال:-
– مجدرتش أغير حاجة فيها، كل حاجة أهنا بتفكرنى بيكى وليكى وياها ذكرى، كيف أغيرها وأنتِ فيها
أستدارت له مُبتسمة وبدأت ضربات قلبها تتسارع عن معدلها الطبيعى شيء فشيء، نظرت “قُدس” لعينيه وسألته بفضول:-
– ومراتك الجديدة مغيرتش فيها؟
أقترب خطوة منها بهدوء ونظره ثابت بعناق عينيها وأجابها بلهجة ناعمة:-
– مدخلتهاش أصلاً،كيف ادخلها أهنا وراحتك فى كل ركن فى الأوضة وصورتك هنا مبتفارجش خيالى، رغم أن كلها مش ذكريات جميلة ومعظمها ودا أن مكنش كلتها سيئة وجاسية، بس مجدرتش ادخل واحدة غيرك أهنا زى ما أنا مجدرتش أدخل حد غيرك جلبى
(اللعنة عليك يا ثائر) هكذا تفوه قلبها بعد حديثه فقد زاد من معدل ضرباته وكأنه على وشك الأنفجار، وكأن ذلك الثائر يرغب بتوقفه أو أنفجاره من سرعة دقاته، تشبثت عينيها بيه وهو يتفوه بهذا الحديث الناعم الذي لمس قلبها لا بل خطفه أسير له ولم تستطيع هى التفوه بحرف واحد أمامه ليتابع “ثائر” حديثه بلطف واسف :-
– أنا اسف، أسف عشان أتهمتك فى شرفك، أسف عشان كسرتك لما جيتلى وأسف على رفضى لحُبك لما أعترفت لى به، أسف عشان أذيتك بس صدجينى كان غصب عنى، مكنتش شايف جدامى غير أن جلبى مكسور وحزين ومكنتش جادر على وجعه، أسف على…..
كانت تستمع له بصمت حتى رأت دمعة تلألأت فى جفنيه فقطعت حديثه عندما وضعت سبابتها على شفتيه تمنعه من الحديث ثم قالت بحب:-
– تعال منتكلمش فى اللى فات، أنا وجعتك وأنت وجعتنى وإحنا دلوقت مش محتاجين نفتكر الوجع دا، خلينا ننساه، أنساه يا ثائر وشيله من عقلك وقلبك، أنا مش شايلة لك اى حاجة وحشة جوايا، فى كل لحظة ويوم مر عليا فى بعدك كنت بنسي ومبفتكرش غير أنك واحشنى وعايزة أشوفك وبس، لما ولدت عهد كنت بشوفك فيها وبفرح كل ما عينى تقع عليها كأنى شايفاك ومعاك ببساطة لأنها حتة منك أنت، عهد حتة من حبيبى أزاى هفتكرك حاجة وحشة وأنت أديتنى أحلى هدية وأجمل حاجة فى الدنيا، أديتنى عهد يا ثائر وأديتنى قلبك وحُبك… معقول تدينى كل حاجة حلوة فى الدنيا ممكن اخدها وفى الأخر أفتكرلك الوحش.. لا مش ممكن
مع حديثها ونظرت عينيها له ذرفت هذه الدمعة من جفنه وقال بحُب:-
– أنا بحبك يا قُدس والله بحبك، وعايزك مراتى عشان بحبك مش عشان الدم والأنتقام، عاوزاك أنتِ عشانك أنتِ مش عشان حاجة تانية
تبسمت فى وجهه بلطف ثم عانقته بحب شديد مُتشبثة بخاصرته ورأسها على صدره حتى شعرت بنبضات قلبه وسمعتها بأذنها، طوقها بذراعيه بدلالية وقال هامسًا لها :-
– متمشيش تانى والله هموت فيها
تبسمت بمكر شديد وقالت:-
– لو جيت أمشي أمنعنى حتى لو بالقوة
أخرجها من حضنه ورمقها بضيق وقال بلهجة أمرية:-
– جولت متمشيش
– مضمنش الصراحة
قالتها بخبث تشاكسه فتأفف بغضب ليقول بجدية:-
– لو فكرتى فيها مجرد تفكير هعاجبك يا قُدس
– طب أنا عاوزة أشوف هتعاقبى إزاى بقى يا سي ثائر….
قطعها بقبلة على شفتيها وأبعدت عنها قائلًا:-
– أكدة
تبسمت بدلالية وهى تشبك أصابعها ببعضهم خلف ظهره ويديها تحيط خاصرته وقالت بدلالية:-
– أعتقد أنى ههرب منك فى اليوم خمس مرات،، ااااه جاى على بالى أهرب دلوقت
تبسم لها بحب ووضع قبلة على جبينها بلطف وقال:-
– من غير هروب
عانقته بسعادة تغمر قلبها وتجعله يتراقص وكأنه يتراقص على أغنية ام كلثوم فقال هامسًا لها :-
– أول مرة أخدك فى حضنى برضاكى من غير خناق
أبتعدت عنه بغضب وعينيها يتطاير منها الشر وقالت:-
– أعتقد أن حان وقت الخناق… أيه دا؟
انهت جملتها بسؤال وهى تشير على المقعد الخلفى لينظر ويرى عباية “علياء” عليه، سألته بغضب وغيرة:-
– أيه دا يا ثائر ؟؟؟
تلعثم فى الحديث وهو يتذكر بأن “علياء” أعادت له العباية التى أهدتها لها أخته قبل مغادرتها، قال وهو يفر هاربًا منها:-
– أنا محتاج ادخل الحمام بسرعة
ركض للمرحاض يختبيء منها فركضت خلفه ليغلق الباب بقوة فوقفت أمام الباب تصرخ به:-
– أفتح الباب أنت فاكر انك هتهرب منى يا ثائر يااااااااا
_______________________________
أتصلت “أصالة” بـ “زهرة” وأخبرتها أن والدهم مريض فلم تتحمل “زهرة” الخبر وجاءت للمنزل ركضًا مع زوجها “قاسم”، صعدت”زهرة” لغرفة والدها ووجدته نائمًا والجميع فى حالة حزن ويبكون، تساءلت عن ما حدث ولم يتفوه أحد بكلمة، صعدت للفراش بجواره وقالت لأول مرة:-
– بابا… بابا رد عليا.. لا متسبنيش وتمشي، رد عليا والتبى، قاسم خليه يرد عليا، أنا مسامحاه والله ومش زعلانة منه خلاص.. بابا، قوم والنبى وأنا والله مش زعلانة منك وبحبك
– بجد مهتغيريش رأيك أنتِ حلفتِ
قالها “سليمان” وهو يفتح عينيه ليضحك الجميع عليها بعد ان ابتلعت الطعم وهكذا زوجها ضحك لتعلم أنه اشترك فى هذا المقلب، جهشت فى البكاء وهى تعانق والدها وقالت:-
– متعملش كدة تانى، أنا أتخضت بجد
اربت على ظهرها بحنان وقال:-
– أخيرًا خدتك فى حضنى يا بنتى
– متسبنيش تانى،المرة الجاية مش هرجعلك
قالتها بتهديد ليبتسم عليها، تبسمت “قُدس” وهى تقف بجوار “ثائر” ويضع ذراعه حول كتفها وقالت:-
-بالمناسبة السعيدة دى خلينى اقولك انى عندي ليكم خبر حلو
– وأنا كمان
قالتها “أصالة” بسعادة فتحدثت “قُدس” بجدية:-
– أنا الأول، جماعة أنا حامل
تابعتها “أصالة” قائلة:-
– وأنا كمان
ضحك الجميع عليهم فقال “سليمان” بتذمر:-
– واضح ان فى عفاريت صغيرين هينورنا بيتنا
اومأت له “زهرة” بسعادة ليقبل جبينها بحب ويقول:-
– ربنا يعوضك خير يا بتى
نظرت لـ “قاسم” بحب شديد وبسمة مُشرقة تنير وجهها وقالت بسعادة:-
-أنا ربنا معوضنى بأحلى وأحن زوج فى الدنيا كلها وهو عندى بالعالم كله
أقترب “قاسم” نحوها وهى جالسة على الفراش حتى وقف أمامها وقال:-
– ربنا ما يحرمنى منك أبداً يا أعظم زوجة فى الدنيا
وضع قبلة على جبينها بلطف لينكزه “سليمان” بعكازه ووهو يقول بغيرة:-
– بعد عن بتى يا واد وأتحشم
قال “قاسم” بتذمر:-
– دى مرتى والله يا حجة
حدق به بغضب شديد وعينيه متسعة على أخرهما:-
-بعدددد
ضحك الجميع عليه و”سليمان” يأخذ زوجته منه بالأكراه……
_______ النهـــــــايــة _______
لقراءة باقي حلقات الرواية : اضغط هنا 

نرشح لك أيضاً رواية في فناء منزلنا للكاتبة حبيبة محمد.

اترك رد

error: Content is protected !!