Uncategorized

رواية خاطفي الفصل السابع والثلاثون 37 بقلم شهد حسوب

  رواية خاطفي الفصل السابع والثلاثون 37 بقلم شهد حسوب

رواية خاطفي الفصل السابع والثلاثون 37 بقلم شهد حسوب

 رواية خاطفي الفصل السابع والثلاثون 37 بقلم شهد حسوب

“أحقاً تراني قاتل؟”
سعاد : أروي .. امتي اخر مرة كلمتي فيها امك وقالتلك اي !
فنظرت إليها الأخري بأعين دامعة ، بينما جلست سعاد علي المقعد المقابل لهما هاتفة بغضب وتهديد فبعد ما رأت من ردود أفعال من ابنها ، يبدو أن هناك سر كبير لا تعلمه وحان وقت المصارحة بكل شئ .
أكملت سعاد وهي تضيق أعينها بشك 
– وماتحاوليش انك تكدبي وتخبي هاه .. عشان شكله كدا امك وقعدت في شر أعمالها وانتوا راح تحصلوها قريب اوي 
فردت الأخيرة بصوت متقطع من كثرة بكائها 
– والله .. والله يا طنط .. ماما .. ماما مش بتكلمنا علي طول .. مابتكلمناش غير للضرورة بس .. 
– امتي اخر مكالمة 
– تقريباً قبل موت أحمد بيه بأسبوع 
فردت سعاد بصدمة 
– بأسبوع ؟
– ايوا والله يا طنط .. صدقيني انا ما اعرفش عن ماما حاجة 
– طب مالاحظتيش عنها حاجات غريبة اخر فترة 
فرددت الفتاة بتذكر 
– اخر فترة ؟ 
– ايوا 
– امممم .. مش عارفة .. بس اخر مرة جات البيت كانت جايبة معاها اكل كتير وفاكهه انا استغربت ولما سألتها قالتلي أنه في بيه كبير اداها الفلوس دي مقابل شغل اضافي 
– شغل اضافي ؟
– اممم 
فردت سعاد بريبة 
– شغل اي اللي اضافي دا وفتحيه اصلا ماكانتش بتسيب البيت غير لما تروزكم يومين وترجع 
– ما اعرفش حضرتك كل اللي اعرفه انه البية دا طلب منها حاجة وهيا نفذتها .. انا سمعتها مرة بتكلمه في الفون وبتقوله تقريباً ااااااااء 
فردت سعاد بلهفة 
– هاه 
اردفت الأخيرة محاولة التذكر 
– تقريباً كدا بتقوله “لسا ماجاش المعاد”  .. أو “لسا الدوا ماخلصش” حاجة زي كدا مش فاكرة عشان بمجرد ماشفتني قفلت الفون وقعدت تزعق فيا 
رددت سعاد بتفكر 
– دوا ومعاد ؟ 
– دا كل اللي اعرفه حضرتك 
– تمام يابنتي تقدروا تروحوا دلوقتي ولما اوصل لحاجة راح أبلغكم 
اردفت الصغيرة بأعين تلمع بالدموع 
– راح ترجعيلنا ماما يا طنط 
احتضنتها سعاد بحنانها الفطري 
– اوعدك أحاول يا حبيبتي 
ثم تركتهم ودلفت إلي غرفتها وخرجت بمظروف صغير يحتوي علي بعض الأموال قدمته لاروي هاتفة
– خلي دول معاكي ولو حصلت اي مشكلة كلميني علي طول 
إعادته إليها أروي فبعد ما قاله محمد في حقها من تجريح لكرامتها يمنعها من أخذته
– لا شكراً يا طنط .. ستر ربنا موجود 
– خدي الفلوس يا أروي مالكيش دعوة بكلام محمد .. ابني لما بيتعصب بيهبب الدنيا كلها .. بس هو اكيد امك عملت حاجة كبيرة احنا مش عارفينها 
– ربنا يستر يا طنط .. شكلنا كدا احنا اللي راح نتأخد في الرجلين بسبب أفعالها 
فرددت سعاد بأمل وهي تضع المظروف في يدها مرة أخري 
– خير ان شاء الله .. من غير ولا كلمه يلا عشان اخلي ياسين يوصلكم حد البيت 
– يا طنط كدا كتي…
فقاطعتها سعاد قبل انا تتفهوة بأي كلمة أخري 
– خلاص بقي .. 
_______________★ “سبحان الله وبحمده “
مازالت جالسة علي الأرضية تضم قدميها إلي صدرها شاردة أمامها بعدما كفّت دموعها عن البكاء ، عقلها يذهب هنا وهناك يفكر في هذا وفي ذاك ، شردت في أشياء كثيرة ، حتي توقف عقلها عند تذكرها للادهم ففرت دمعة هاربة من عينيها ، فما حدث معها في الفترة الأخيرة فوق طاقتها ، فهي بطبعها ضعيفة وتميل إلي الوحدة والهدوء ، من أين أتت إليها تلك المصائب ساقطة فوق رأسها ، تكاد أن تهشمه من فرط الالم ،
نهضت رغدة من مجلسها ثم استنشقت نفساً عميقاً زفرته براحة ، ثم أخذت تقلب ببصرها في أنحاء الغرفة تفكر ماذا تفعل وبما تبدأ حتي وقع بصرها علي تلك الطاولة الصغيرة التي تحمل بعض المأكولات الشهية لدي معدتها التي تضور من كثرة الجوع ،
نظرت إليها قليلاً بتفكر …
فهي كأي انثي حينما يحين موعد النكد يجب علينا الابتعاد عن الطعام كي نوثق للحظة ،
فهل تكمل مسيرة التوثيق ؟
أم تنسحب وتستسلم لرغبة معدتها ؟ 
بالطبع تستسلم فمن منا يستطيع أن يواجهه معدته ؟
اللعنة عضو أحمق يفرض سيطرته علي الكبير قبل الصغير ، رشيق كنت أم سمين ، فهي لم تتوقف علي أحد ، بل الجميع يتوقف عليها .
ذهبت رغدة إلي الطاولة جالستاً بهدوء ملتقطة بعض اللقيمات تلكها في فمها ، بدايتاً شعرت ببعض المرارة في الطعام ، ربما من كثرة البكاء ؟
انتهت رغدة من تناولها للطعام ثم ارتشفت بعض السنتيمترات من كوب العصير الموضوع معهم ثم تمضمضت وصلت قيامها مناجيتاً ربها بأن يفك كربها ويدلها إلي طريق الصواب ، بالطبع لم يخلو دعائها من بعض البكاء فما تحمله بصدرها ليس بهيّن ، ثم قرأت وردتها القرآن وخلدت في مضجها مرددة اذكار النوم ثم ظلت ستغفر ربها حد ذهبت في سباتٍ عميق .
__________________★
في طريق طويل يتميز بلونه الازرق الداكن وعلي الجانبين اراضي زراعية تتراقص فيها الأشجار والنخيل كأنها تداعب الهواء الطلق العليل ، مع السماء الصافية وكأنها تؤنس وحيدها وصديقها الذي كلما ضاقت به الدنيا جلس في مجلسه هذا أمامه سيارته يستنشق أنفاسه بعمق ک من يريد أن ينعش رئتيه بالهواء النقي وكأنه يعيش اللحظة .
يتذكر كلماتها كلمة كلمة ، فكيف له أن ينسي منهم كلمة وهي تتهمه بمقتل والدها !
أحقاً تراني قاتل ؟
ومن ؟
حمايا ؟
اعترف اني كنت ونضع بضع من الخطوط تحت “كنت” أكن له بعض المشاعر الغاضبة التنافسية ، ولكن من زرع هذه المشاعر ليس سوي والدي ،
أنه بات الشمّاعة التي أضع عليها جميع أخطائي 
ولما لا ؟
فهو الشمّاعة الحقيقة ، من غيره غرس بداخلي روح التنافس لهذا الرجل !
ولكنني ماكنت أعلم أنه يريد أن يتخلص منه للابد ، فقط وفقط كنت سأكتفي زواجي من ابنته كي يصبح تحت طوعي فقط ، لكنني لم افكر للحظة أنهم ينويان علي القتل !
لحظة !
قتل !
معقول ؟
معقول أن يكون والدي وأسر لديه علاقة بقتل حماي ! 
مستحيل !
ولكن الطبيب أخبرنا بأنه فارق الحياة بسكتة قلبية !
ولما لا ! 
من المحتمل أن يكون حديث الأخري صحيح ؟
يحب عليّ التأكد أولاً …
ولكن كيف ؟
كيف افعلها ومن أين أذهب ؟
ولكن مهلاً !
ماذا أن كان حديثها صحيح !
هل سأسجن والدي وأخي بيدي ؟
يا إلهي ما هذا الامتحان العصيب !
ماذا افعل !
دلني للصواب يا الله ، انني تائه فلا تضيعني ..
ثم مسح علي وجهه بكف يديه بزهق من كثرة التفكير وصعد إلي سيارته مستقلاً إياها إلي المنزل .
دلف الادهم إلي غرفته فوجدها معتمة لا ينيرها سوي القمر الذي يضحك لهما من النافذة وكأنهم يطئنها ويشاركهم أجواء الليل الكئيبة ، استلقي الادهم علي الفراش بتعب بعدما خلع ملابسه وسرعان ما ذهب في نوم عميق هو الآخر دون أن تشعر به تلك المسكينة فيبدو أنها تصارع كابوساً ما أرجو من الله أن يحررها من ذلك الشيطان الغليظ لكي لا يلتقيان مرة أخري .. الليل فقط .. فمازالت الدماء مشتعلة .
________________★
قارب اذان الفجر علي الاذان ولم يأتي محمد بعد ، كانت جالسة في غرفتها ممسكة مصحفها بيد وتتلو القرآن علي مقعدها المريح وباليد الأخري ممسكة بهاتفها النقال تنتظر ابنها وفلذة كبدها بأن يرد علي اتصالاتها المتكررة ولكن بلا جدوي !
صدع صوت اذان الفجر في أنحاء المدينة بصوته الهادئ الذي يبعث في أرواح المؤمنين روح الدعاء بكثرة ، فكلانا يفضل الدعاء حين ذاك ، أنه وقت يحضر فيه الملائكة ، لعلهم يدعوا الله معانا فتستجاب الدعوة ، فهم لديهم ألسنة لم تنطق مايغضب الله ، دعاؤهم مستجاب بإذنه ، دعت ربها كثيراً بأن يحفظ لها أبنائها ويرحم زوجها ويجمعها معه في الفردوس الاعلى من الجنة .
ثم نهضت من مقعدها متوجه نحو سجادتها لتقم فرضها وتقرأ أذكارها إلي حين يأتي ابنها ، ولكنه لم يفعل ، انهت صلاتها وظلت تردد اذكارها في شرفة المنزل مرتقبة سيارته ولكنها لم تأتي حتي شقيق نور الصباح .
غفت رغماً عنها علي مقعدها بداخل الشرفة وهي تنتظره حتي استيقظت علي صوت سيارته تدلف الي بهو المنزل ،
وضعت هاتفها في جيب عباءتها و خرجت من غرفتها راكضة نحوه ، فوجدته يصعد السلم متوجهاً نحو غرفته بتعب 
– محمد
توقف محمد عن السير ناظراً إليها بتعب 
– ماما ارجوكي اجلي اي حاجة لما اصحي حقيقي مرهق جااامد 
– كنت فين يا محمد طول الليل وليه ماجيتش نمت في البيت 
ثم ضيقت عينيها هاتفة بشك 
– خايف اضغط عليك واعرف حقيقة فتحيه 
هتف محمد يزهق وهو يدلف إلي غرفته بارهاق
– ماما ارجوكي تعبااان ومش فائق بتاتاً 
دلفت سعاد خلفه بغضب بينما هاتفاً يستمر بالرنين بازعاج 
– محمد انا عاوزة اعرف الحقيقة .. اي اللي مخبيه عليا عن فتحيه .. وهل انتا ليك ايد في اختفائها 
– مام….
– بلا زفتتتتت .. ردددد عليا انا قاعدة من امبارح علي اعصابي واقول دلوقتي يرجع والبية راجعلي الساعه سبعة الصبح 
– ماما ارجوكي…
– محمد .. اما تقولي اي اللي بيحصل بالضبط وأما راح نعيش انا وانتا زي الغربة بالضبط 
هتف محمد بغضب 
– اي الكلام دا يا ماما 
– انا مااتعودتش ابني يخبي عليا حاجة ولو كانت صغيرة قد كدا 
– يا امي صدقيني مافيش حاجة 
فحاصرته بكم أسئلتها بينما هاتفها لم يكف عن الرنين 
– وتغيرك المفاجئ .. اسلوبك المتعجرف في الكلام .. عصبيتك اللي غير مبررة .. كلامك عن فتحيه وطريقة كلامك مع عيالها + كلللللل دا بيّت برا البيت وقفلت تلفونك عشان مااوصلكش !
– امي ارجوكي .. انا راح اقولك في الوقت المناسب 
صرخت به بعصبية من فرط كتم غيظها فهي لم تعد تتحمل أي خسران مرة أخري يكفي ابنتها وزوجها 
– مااااافييييش وقت منااااسب .. اسيب حد لما تغرق نفسك في البحر يا محمد .. مستحيييييل .. انتا راح تقولي اي اللي مخبيه عني غصب عنك وليس…..
فقاطعها الاخير صارخاً 
– موت بابااااا كان مدبر….
يتبع…..
لقراءة الفصل الثامن والثلاثون : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا
نرشح لك أيضاً رواية صغيرتي أنا للكاتبة سهيلة السيد

اترك رد