Uncategorized

رواية عروس من باريس الفصل الرابع عشر 14 بقلم سارة علي

 رواية عروس من باريس الفصل الرابع عشر 14 بقلم سارة علي

رواية عروس من باريس الفصل الرابع عشر 14 بقلم سارة علي

رواية عروس من باريس الفصل الرابع عشر 14 بقلم سارة علي

تطلع حسام الى المبلغ الكلي الموضوع في حسابه بدهشة وقال :
” بس ده كتير اووي .. انا طالما عندي المكتب والشقة هعمل ايه فالمبلغ ده .. “
قاطعه ادهم بجدية :
” ممكن تحتاجه فأي وقت .. وكمان وراك فرح ومصاريف جواز ..”
رد حسام بهدوء :
” مش هنعمل فرح .. كتب كتاب بس ..”
قال ادهم بضيق :
” انت بتهزر ..؟! دي اول جوازة ليك يابني وان شاءالله الاخيره ..”
قال حسام بتعقل :
” انا مليش فجو الافراح اوي وانت عارف بس كنت ناوي اعمل فرح عشان نورهان بس لقيتها هي كمان بتفضل انوا كتب كتاب وبس ..”
ابتسم ادهم قائلا بسخرية :
” ما جمع الا ما وفق ..”
ضحك حسام وهو يقول :
” دماغنا متركبة كده نعمل ايه ..”
ربت ادهم على كتفه ثم نهض من مكانه قائلا :
” انا لازم اروح دلوقتي .. اشوفك يوم كتب الكتاب ان شاءالله لاني محتاج اضبط كام حاجة ..”
سأله حسام بجدية :
” اللي بالبيت عاملين ايه ..؟!”
اجابه ادهم :
” كويسين .. ماما مكتئبة وده باين عليها .. ابويا طول الوقت فالمكتب .. ومصطفى مش طايق وشي ..”
ضحك حسام وقال :
” ما تقوله الحقيقه يابني ..”
قال ادهم بخبث :
” هقوله وبعدها هربيه على تصرفاته وطريقة كلامه معايا ..”
هز حسام رأسه بيأس من ادهم وعناده وغضبه الصعب امتصاصه والذي سوف يقع فوق رأسه أخيهما الاصغر مصطفى .. اخر العنقود …
………………………………………………………………
ركب ادهم سيارته وقادها عائدا الى القصر حينما رن هاتفه فحمله ليجد عليا تتصل به ..
تطلع الى الهاتف بنفاذ صبر .. لقد بات مستاءا كثيرا مما يحدث .. هو يهرب منها وهي تلاحقه طوال الوقت .. والأسوء انه لن يستطيع ان يفسخ الخطبة رسميا الا بعدما ينفذ ما خطط له .. احيانا يتعجب من كونها عديمة الكرامة الى هذه الدرجة فضيقه ورغبته في التخلص منها ظاهرة بوضوح في جميع تصرفاته ورغم هذا ما زالت تجري خلفه وتحاول الالتصاق به كما اعتادت ان يفعل ..
ابتسم ساخرا وهو يعلم في داخله سبب هذا فهي السيوفي لن تقبل بأقل من ادهم السيوفي زوجا لها .. 
ولذا هي مضطرة لتحمل كل هذا في سبيل اتمام زواجها منه ..
زفر انفاسه بضيق وهو يضغط على زر الاجابة ليأتينا صوتها الناعم :
” ادهم .. انت عامل ايه ..؟! بكلمك ومش بترد .. كده بردوا .. معقول ابقى خطيبتك ومشوفكش لاكتر من اسبوع .. حتى مبقيناش نتكلم عالفون “
رد ادهم بضيق ظهر جليا في صوته :
” هو بالنسبة لمشاكل العيلة وحسام واللي بيعمله عادي .. يعني عاوزاني اسيب كل حاجة وانسى مشكلة اخويا اللي مش راضية تتحل واقعد اكلمك عشان اشوفك عاملة ايه وبتعملي ايه ..”
تلكأ صوتها وهي تجيبه :
” حبيبي انت بتوحشني اوي .. مش كفاية فرحنا اللي إتأجل بسبب اخوك ..”
رد ادهم بغضب :
” اولا اخويا ده ليه اسم .. ثانيا احنه محددناش معاد للفرح عشان نأجله ..”
حاولت امتصاص غضبه وهي تجيبه برقة مزيفة :
” حبيبي مقصدش ..”
قاطعها غير قادرا على تحمل المزيد من زيفها وتصنعها الذي بات يفهمه جيدا :
” انا لازم اقفل دلوقتي عشان تعبان ومحتاج انام ..”
ثم اغلق الهاتف في وجهها غير منتظرا جوابها ..
………………………………………………………….
تطلعت عليا الى هاتفها بغضب .. لقد اغلق الهاتف في وجهها .. خرجت من غرفتها بغضب متجهة الى الطابق السفلي حيث تجلس والدتها تقلب في احدى المجلات بملل بينما صبا تعبث في هاتفها كالعادة ..
تقدمت نحويهما وهي تهتف بعصبية :
” البيه بيقفل الخط فوشي .. هو فاكر نفسه ايه ..؟! “
تطلعت اليها والدتها بدهشة وكذلك صبا قبل ان تقول والدتها بتعجب :
” ادهم عمل كده ..؟!”
اجابتها بغضب :
” ايوه هو .. هو ليه بيعمل كده ..؟! ده بقى مش بيتعامل معايا اصلا .. انا قرفت بجد ..”
قالت صبا بجدية :
” سيبيه .. طالما الوضع كده يبقى سيبيه .. عالاقل انتوا عالبر دلوقتي ..”
صرخت جيجي والدتها بصدمة :
” تسيب مين ..؟! لا انتي اتجننتي .. “
ثم التفت نحو عليا وقالت بهدوء :
“اوعي تسمعي كلام اختك الغبي ده .. انتِ فاهمة ..؟!”
نهضت صبا من مكانها وقالت بضيق جلي :
” كلامي مش غبي يا ماما .. كلامي هو الصح .. بس انتوا للاسف رغبتكم فالجوازة دي والفلوس اللي هتجي منها عمتكم خلاص .. انتي بتشجعي بنتك تكمل جوازتها من واحد مش طايقها .. واحد مش قادر يتصل بيهه دقيقة يسألها عن احوالها .. عالعموم انا مش هتكلم تاني .. عارفة ليه ..؟! لانوا للاسف كلامك ده عليا موافقة عليه .. مقتنعة بيه ..”
صاحت عليا بضيق :
” تقصدي ايه ..؟!”
قالت صبا وهي تنظر اليها بقوة :
” انتِ موافقة تفضلي مع ادهم وتتجوزيه وانتِ عارفة انوا مبيحبكيش .. 
موافقة انوا يعاملك بالشكل ده بردوا عشان تتجوزيه .. ليه كل ده ..؟! عشان الفلوس والمركز والكلام الفارغ ده ..؟! قلتلك مية مرة انتِ ممكن تتجوزي واحد غني ووسيم وكل حاجة والاهم انوا بيحبك ..”
صرخت عليا وقد فاض بها الكيل من حديث اختها التافه بالنسبة لها :
” انا حرة وانتِ ملكيش دعوة .. مش انتِ اللي هتعمليني اعمل ايه ومعملش ايه .. ادهم ليا وهتجوزه ولو غصبا عنه وعن العيلة كلها ..”
رمتها صبا بنظرات متأسفة قبل ان تنطلق نحو السلم مرتقية درجاته متجهة الى غرفتها ..
بينما اقترب جيجي من ابنتها تهدئها :
” بلاش تتعصبي يا حبيبتي .. سيبك من صبا وكلامها الاهبل ومثاليتها الزايدة .. خليكي بنفسك ..”
سألتها عليا بنفاذ صبر :
” اعمل ايه ..؟! قوليلي .. انتِ شايفاه بيعاملني ازاي ..؟!”
زفرت جيجي أنفاسها بضيق من ذلك المتعجرف .. لم تحبه يوما فهو لطالما كان المفضل لدى الجميع والمسيطر على كل شيء .. يكفيها ان ولديها الاثنين يعملان تحت سطوته .. وهو لوحده يدير شركات واعمال العائلة بل ويتحكم بجميع الاموال والممتلكات ومصادر الدخل الخاصة بهم داخل وخارج البلاد دون أن يجرؤ احد ان يسأله او يحاسبه فكلا منهم يأخذ حقه شهريا من هذا الدخل الكبير للغاية بحجة ان ادهم هو وحدة من يستطيع ان يدير الشركة على افضل وجه خصوصا بعدما حقق نجاحات هائلة وربح صفقات ضخمة جعلت شركات السيوفي الاولى في مجالها داخل البلاد وربما خارجها ايضا ..
احيانا تشعر بالغيظ من ذكائه المفرط والذي بفضله حصل على ادارة الشركة من ثلاثة عشر عاما عندما كان في الثانيه والعشرين من عمره بعدما عمل لاربع سنوات فقط في الشركة ليتفق الجميع على انه الافضل والاحق بهذا فتنحى والده واعمامه عن الادارة تاركين له الادارة بأكملها متناسين ابنها خالد الذي في نفس عمره حيث يصغره بثلاثة اشهر وكريم الذي يصغره بعام ..
زفرت انفاسها بضيق وهي تتذكر محاولاتها هي وعليا لإيقاعه في حب ابنتها بعدما يأست من ان يصبح ابنها خالد كبير العائلة بدلا منه فإضطرت الى القبول بادارته الى شؤون العائلة طالما سوف يصبح زوج ابنتها عليا وبالتالي سوف يكون كل هذا العز والسلطة من نصيب ابنتها التي سوف تعرف جيدا كيف تستطيع استغلال هذا لصالحها وتجعل اخوانها يسيطران على الشركة وكل شي بذكائها التي هي واثقة من انها سوف تستغله جيدا اضافة الى ارشاداتها هي الدائمة لها ..
حتى خالد وكريم وافقا على ارتباط عليا بادهم بالرغم من كرههما وحقدههما عليه فقد فهموا اللعبة واشتركوا بها حيث باتت عليا املهما الوحيد في تحقيق ما طمعا اليه لسنوات طويلة ..
تنهدت جيجي وهي تجيبها :
” حاولي تجذبيه ليكي .. خليه ينبهر بيكي وبجمالك .. اعملي الحاجات اللي هو بيحبها .. “
تطلعت عليا الى والدتها بتركيز وقد بدأ حديثها يدور داخل عقلها بجدية قبل ان تلمع عينيها وهي تبتسم بخبث وقد وجدت ضالتها اخيرا والطريقة التي سوف تستطيع من خلالها اجبار ادهم على الزواج بها لتقول وابتسامة خبيثة تكونت على شفتيها :
” لقيتها ..”
” هي ايه ..؟!”
سألتها والدتها بدهشة فتجذبها عليا وتجلسها على الكنبة وتجلس بجوارها تخبرها عن خطتها بينما جيجي تستمع لها بإذعان ..
……………………………………………………………
دلف ادهم الى القصر ليجد والدته تجلس على الكنبة والشحوب يسيطر على وجهها قبل ان تنهض من مكانها ما ان شعرت به حيث تقدمت نحوه تسأله بقلق :
” اتأخرت يا ادهم .. قلقت عليك ..”
تطلع ادهم اليها بضيق على حزنها الواضح .. لأول مرة يرى والدتها حزينة هكذا فهو اعتاد عليها قوية ، مسيطرة  ومتماسكة ..
قال بهدوء :
” كنت فالشركة يا ماما .. بخلص شغل مهم ..”
أومأت برأسها متفهمة وقالت :
” اتكلمت مع حسام ..؟!”
اومأ برأسه لتسأله بلهفة :
” قالك ايه ..؟!”
رد ادهم بهدوء :
” لسه مصر على قراره .. ومش هيرجع عنه ..”
تطلعت اليه فريال بصدمة فالأيام تمر وحسام ما زال مصرا على قراره ومن الواضح انه لن يتراجع عنه مهما حدث .. وبالتالي ابنها اصبح خارج العائلة رسميا بقرار صارم من جميع كبار العائلة ..
صمتت فريال لوهلة قبل ان تسأله :
” البنت دي اسمها ايه ..؟! وساكنة فين ..؟!”
تطلع ادهم اليها بضيق مخفي فيبدو ان والدتها سوف تلعب بطريقة سيئة ليجيبها بتلاعب  :
” هو انتي فاكرة اني ممكن اعرف مكانها واسيبها .. ؟! انا معرفش اسمها حتى .. واكيد يعني حسام مش هيقولي .. ورغم اني براقبه من اول يوم ساب البيت فيه الا اني ممسكتش حاجة عليه .. لانوا مش بيخرج من الفندق نهائي ومفيش حد بيروحله بعد ما تأكدت من موظفي الفندق نفسهم  ..”
قالت فريال بدهشة :
” انت عملت كل ده وبتراقبه طول المدة ديه ..؟!”
اومأ ادهم برأسه كاذبا وهو يفكر بأن ما قاله لحسام حينما حذره من لقاء نورهان وجها لوجه قبل الزفاف مكتفيا بتواصله الهاتفي معها كي لا يعرف احد اي معلومات عنها او مكان سكنها فهو يعرف عائلته جيدا فهم من الممكن ان يفعلوا اي شيء ينهي هذه الزيجة وقد يتصرفون بعدم نزاهة وربما يأذون الفتاة وعائلتها لذا حذره من ذلك واخبره ان ينتظر قليلا حتى يتم الزواج رسميا وينهي هو بعض الامور العالقة كي يتحمل موضوع حماية زوجته وعائلتها كاملا ويمنع اي اذى يلحق به من قبل عائلته ..
” ايوه يا ماما .. قلت اروح اتكلم مع البنت او اهلها .. اقنعهم بأي طريقة يرفضوا الجوازة حتى لو اضطريت اهددهم ..”
قاطعه فريال :
” بلاش تهديد .. اعرض عليهم فلوس .. حتى لو مبلغ 
كبير .. انا مستعدة ادفعلهم المبلغ اللي هما عاوزينه بس يبعدوا بنتهم عن ابني .. انا هعمل اي حاجة عشان ابعد ابني عن الورطة دي ..”
زفر ادهم انفاسه بضيق وقال :
” انا كنت هعمل كده اصلا .. المهم الاقيهم الاول لاني مش عارف اجمع اي معلومة عنها ..”
أومأت فريال رأسها بحزن بينما تركها ادهم متجها الى غرفته وهو يسأل نفسه للمرة الالف كيف كان مقتنعا بتصرفات افراد عائلته بل ويشاركههم بها وبطريقة تفكيرهم  تلك .. ؟! هل حبه لليديا كان سبب انقلابه الى العكس تماما ام ان هناك سببا اخر يجهله .. فربما القدر هو من كان سببا في افاقته اخيرا من غيبوبته التي عاش بها طوال سنوات عمره الفائته بل ولم يكن يشعر سوى بالراحة والاقتناع التام بها ..
……………………………………………………………..
بعد مرور عدة ايام اخرى وتحديدا يوم عقد قران حسام ونورهان ..
وقفت ليديا امام المرأة تتأمل فستانها الرقيق بنظرات مقتنعة .. فالفستان بدى اجمل مما تخيلت بمراحل .. تذكرت حينما اتصل ادهم بها قبل ثلاثة ايام بعد لقاء وحيد جمعهما في ذلك المطعم الجميل المطل على النيل ..
فاجأها اتصاله بعد انقطاع دام لاكثر من عشرة ايام ..
اجابته لتجده يخبرها بإختصار عن يوم عقد قران حسام والذي سيكون بعد ثلاثة عارضا عليها الحضور طبعا دون ان تخبر احد بأي شيء ..
اخفت دهشتها وهي تتذكر حديث والدها عدة مرات عن حسام وزواجه من فتاة لا تناسبه اجتماعيا وطرد والده له وسحب كل شيء منه ..
شعرت بالحزن والضيق من هذه العائلة وتصرفاتها التي لا يليق بها وصف اقل من كلمة حقيرة خاصة حينما رأت نورهان نسخة اخرى من والدتها وكم اخافها تفكيرها للحظة بأن تلقى نفس النهاية .. تذكرت ايضا حديث والدها عن رفض زوجة عمها فريال ووقوفها ضد ابنها وعن محاولات ادهم طوال الوقت لإنهاء الزيجة الامر التي جعلها تشعر بالنفور نحوه والازدراء الشديد منه بعدما كادت تغير فكرتها الغير جيده عنه .. لكن يبدو انه يحمل طبع افراد عائلته بشكل كامل ..
اجابته ليديا بالموافقة على الفور ورغبتها في رؤية هذه الفتاة التي تحدى حسام الجميع لأجلها وتخلى عن كل شيء تفاقمت خاصة انها شعرت انها سترى بهما والدها ووالدتها ولكن بتاريخ حديث وحقبة زمنية مختلفة ..
تذكرت كيف اخبرت نورهان عن رغبتها في شراء فستان يليق بهذا اليوم حيث ذهبتا في اليوم التالي الى العديد  المحلات الراقية وبدأت تبحث عن فستان يناسب هذه الحفلة فوجدت ضالتها اخيرا بفستان كريمي رقيق ذو حمالات عريضة وفتحة صدر مربعة .. يلتصق بجسده من الاعلى ثم يبدع بالاتساع قليلا عند خصرها ويزداد اتساعه تدريجيا حيث ينتهي عند ركبتها .. 
كان الفستان انيق للغاية ويشبه للغاية تلك الفساتين الكلاسيكية اللاتي يرتدينها ممثلات افلام الابيض والاسود والتي تعشقها ليديا بجنون فهي تحب كل ما هو كلاسيكي قديم وبسيط ..
قررت ان ترفع شعرها على شكل تسريحة بسيطة للغاية وناعمة مستخدمة دبابيس ذو فصوص فضية لامعة في لملمة شعرها .. لم تضع اي مكياج بإستثناء كحل اسود يبرز عينيها التي تشبه عيني القطط واحمر شفاه ذو لون زهري فاتح ..
وارتدت قلادة الصليب خاصتها والتي لا تخلعها اطلاقا واقراط فضية لامعة ..
القت نظرة اخيرة على شكلها بالمرأة قبل ان تهبط درجات السلم بكعب حذائها العالي والذي جعلها تبدو فارعة الطول فهي بدونه طويلة كطول ملكات الجمال او عارضات الازياء ..
ابتسمت وهي تقترب ناحية نورا التي قالت لها :
” ماشاءالله يا حبيبتي .. جميلة اوي .. ربنا يحميكِ ..”
” ميرسي ..”
قالتها ليديا برقة لتسألها نورا بجدية :
” امتى نورهان هتجي تاخدك ..؟!”
اجابتها ليديا وهي تتذكر كذبتها حينما اخبرتهم انها ستذهب مع نورهان الى عيدميلاد احدى صديقاتها الذي سيقام في احد افخم الفنادق في البلاد وكم ارتاحت حينما وافق والدها ببساطة بل وسعد ايضا بإندماج ابنته مع مجتمعها الجديد  ومحاولاتها لتكوين صداقات جديدة :
” تقريبا كمان اقل من ربع ساعة حسب كلامها ..”
ابتسمت نورا وهي تشير اليها :
” طب اقعدي دلوقتي واستنيها لحد ما ترن عليكِ ..”
أومأت ليديا برأسها وهي تتجه نحو الكنبة وتجلس عليها بهدوء ..
……………………………………….:……………………
دلف ادهم الى غرفة مصطفى وهو متأنقا للغاية ليجده ينظر الى كتبه بشرود فصاح به بطريقة اجفلت الاخير وجعلته يفزع :
” انت لسه ملبستش ..؟! انا مش قولتلك تتنيل تلبس عشان خارجين ؟!”
رد مصطفى :
” قلتلك مش هخرج وانت مش هتقدر تمشي كلمتك عليا زي كل مرة ..”
زفر ادهم انفاسه بنفاذ صبر وهو يتذكر دخوله المفاجئ قبل حوالي ساعتين الى غرفة مصطفى الذي يتجنبه كوباء معدي واخبره بأن يجهز نفسه ويرتدي ملابس انيقة حيث سوف يأتي اليه بعد ساعتين كي يذهب معه الى مكان مهم للغاية لكن يبدو ان اخيه العنيد قد اصر على موقفه واعلان الحرب رسميا ..
قال ادهم بجدية :
” غير هدومك يا مصطفى .. انا كده هتأخر كده والناس مستنيني ..”
تطلع مصطفى اليه متسائلا بفضول :
” ناس مين ..؟’
اجابه ادهم كاذبا :
” صحبي هيتجوز وانا لازم اوقف جمبه اصلي هكون الشاهد على كتب الكتاب ..”
رد مصطفى بتهكم :
” وهتاخدني معاك ليه ..؟! كنت مراتك وانا مش عارف .. ؟! ثانيا انت من امتى وبتاخدني معاك باي مكان اصلا .. مش كان الاولى توقف جمب اخوك وتساعده فمشكلته دي بدل مانت بتساعد الغريب ..”
جذبه ادهم بقوة من بلوزته وقال بحدة :
“هي كلمة وحدة يا مصطفى .. خمس دقايق الاقيك جاهز على سنجة عشرة والا ساعتها هتعصب ونتيجةعصبيتي مش هتعجبك خالص ..مفهوم ..؟!”
ابتعد مصطفى ريقه وهو يهز رأسه ليحرره ادهم ويخرج من الغرفة تاركا مصطفى يتطلع الى اقره بضيق قبل ان يتذكر حديث اخيه فيتجه مسرعا نحو خزانة ملابسه كي يغيرها بسرعة ..
يتبع ….
لقراءة الفصل الخامس عشر : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا
نرشح لك أيضاً رواية توأمان وقلب واحد للكاتبة إيمان المهدي

اترك رد

error: Content is protected !!