Uncategorized

رواية عروس من باريس الفصل السابع عشر 17 بقلم سارة علي

 رواية عروس من باريس الفصل السابع عشر 17 بقلم سارة علي

رواية عروس من باريس الفصل السابع عشر 17 بقلم سارة علي

رواية عروس من باريس الفصل السابع عشر 17 بقلم سارة علي

دلف ادهم الى قصر عائلته بعدما فتحت الخادمة له الباب .. وجد الجميع مجتمعا في صالة الجلوس .. والده ووالدته .. جدته .. اخته لبنى وزوجها محمود ..
تقدم نحوهم وهو ينظر الى وجوهم التي يسيطر عليها الضيق بشكل واضح بتهكم ..
كان والده اول المستقبلين والذي قال بنبرة متهكمة :
” اهلا .. اهلا بالكبير .. اللي اديته ثقتي فكل حاجة وطلع هو اللي بيخطط لأخوه كل حاجة ..”
رمقه ادهم بنظرات هادئة وهو يجيب :
” انا لا خططت ولا حاجة .. انا وقفت جمبه فوقت انتوا كلكم تخليتوا عنه .. اكيد يعني مش هسيب اخويا لوحده بعد ما طردتوه من حياتكم ..”
صاحت فريال وهي تنهض من مكانها :
” تقوم تعصيه علينا .. توقف معاه ضدنا .. تشجعه عالمصيبه اللي عملها ..”
ابتسم ادهم ببرود وهو يرد :
” مفيش مصيبة يا ماما .. حسام اتجوز البنت اللي هو بيحبها .. البنت اللي لاقاها مناسبة ليه .. بنت محترمة واخلاقها عاليه .. ايه المشكلة مش فاهم ..؟!”
انتفضت لبنى من مكانها وقالت بغل من برودة ادهم الذي  تراه لأول مرة يتحدث ببساطة عن موضوع كهذا :
” ايه المشكلة ..؟! اخوك اتجوز من وحدة عيلتها معدومة .. وحدة مفيهاش ميزة وحدة .. انت مش حاسس بالفضيحة اللي هتحصل لمًا الناس يعرفوا .. ؟! “
التفت ادهم اليها وقال ببساطة :
” فضيحة ايه يا لبني ..؟! هو كان عمل ايه ..؟! لا حاجة غلط ولا حرام ..  ده اتجوز على سنة الله ورسوله ..””
اقترب مصطفى منهم ووقف بجوار ادهم الذي علم بمجيئه منذ لحظات بينما قال سليم :
” وتمثيلك عليا ..؟! عملت نفسك واقف ضده .. فضلت تمثل وتخدعني انا وامك .. وانت كنت فالحقيقة بتساعده ..”
تنهد ادهم وهو يرد :
” انتوا اللي اجبرتوني اعمل كده .. انا كنت مضطر ..”
قالت فريال بحزن :
” تقوم تخدعني .. تاخدني على قد عقلي ..”
رد ادهم معتذرا :
” انا اسف يا ماما .. بس زي ما قلتلك كنت مضطر ..”
قال سليم بسخرية :
” ومضطر بردوا تاخد اخواتك وتعملوا عصابة وتحضروا الفرح عادي كده .. ولا كأن ليكم اب رافض الفرح ده ..”
اجاب ادهم بحيادية :
” مكانش ينفع اسيبه لوحده .. كان لازم يلاقيه حد حواليه ..”
قالت لبنى بعصبية :
” هو اللي اختار يكون لوحده .. هو اللي عمل بنفسه كده ..”
” لبنى ..”
حذرها زوجها محمود من التمادي بينما رد ادهم بقوة :
” لا مش هو … انتوا اللي اجبرتوه على ده .. لما سبتوه لوحده عشان قرر يتجوز واحدة حبها ..”
قاطعته لبنى :
” لا انت مستحيل تكون ادهم اخويا .. حب ايه وزفت ايه ..؟! مالهم بنات عيلتنا والناس اللي حوالينا عشان يحب من دول  ..؟! ثانيا وانت من امتى عاطفي كده ..؟! “
رد ادهم بهدوء :
” الكل بيتغير .. والزمن بيعلم ..”
رد سليم بقوة :
” بس انت كبير العيلة يا بيه .. المتحكم فكل حاجة .. ده طبعا بعد ما احنا اخترناك  لده ..”
قال ادهم بثقة :
” انتوا اختارتوا وانا وافقت بس ده مش معناه اني امشي كل حاجة بطريقتكم .. الزمن بيتغير واحنه بنتغير معاه .. ولو انت شايف اني بأفكاري دي منفعش اكون كبير عيلتكوا يبقى خلاص هاتوا غيري يدير كل حاجة واهو ابقى ارتحت انا كمان من الحمل التقيل ده ..”
اتسعت عينا فريال بعدم تصديق مما تسمعه على لسان ابنها الاكبر بينما هز سليم رأسه بأسى وقال :
” يا خساره يا ادهم .. بجد يا خسارة ..”
………………………………………………………………
دلفت جيجي الى غرفة ابنتها عليا بعدما علمت بمجيئها منذ ساعتين فإستغربت عدم ذهابها اليها ..
تقدمت منها لتجدها تجلس على الكنبة عاقدة ذراعيها امام صدرها تهز قدمها بعصبية ..
سألتها بقلق وهي تقف امامها :
” مالك يا عليا ..؟! قاعدة كده ليه ..؟! شكلك ميطمنش ..”
نظرت لها عليا وقالت :
” مصيبة .. كل حاجة اتكشفت .. انا مش عارفة اعمل ايه ..؟!”
سألتها جيجي بعدم تصديق :
” تقصدي ايه ..؟! خطة امبارح اتكشفت ..؟!”
أومأت عليا رأسها بحزن لتسألها جيجي بسرعة :
” ازاي ..؟!”
اخذت عليا تقص على مسامعها كل شيء ..
انتهت عليا من حديثها لتهتف جيجي بإنفعال :
” يابن الايه .. ده طلع مصيبة .. احنا مش لازم نسكت .. كده هتبقى فضيحة ..”
ردت عليا بضيق :
” هنعمل ايه يعني يا ماما ..؟! مضطرين نقبل وخلاص .. “
” نقبل ايه ..؟!”
سألتها جيجي بصدمة لترد عليا بهدوء :
” نقبل بشروطه وافسخ الخطوبة ..”
قالت جيجي معترضة :
” انتِ اتجننتِ ..؟!  دي تبقى مصيبة .. ثانيا ابوكِ مستحيل يوافق على حاجة زي كده .. ده ممكن يتبرى منك .. وكمان كده كل حاجة خططنا ليها انتهت ..”
زفرت عليا انفاسها بضيق وهي تقول :
” امال اعمل ايه يا ماما ..؟! ها .. “
نظرت والدتها اليها بصمت استمر للحظات قبل ان تقول بجدية :
” لازم نفكر ونلاقي حل فأسرع وقت ..”
……………………………………………………………….
بعد مرور ثلاث ايام ..
جلست ليديا امام ريهام تقص عليها ما حدث في حفل الزفاف وردود افعال العائلة بعدها حينما علموا بزواج حسام من حبيبته ..
” انا مش مصدقة يا ريهام .. هو فيه حد كده ..؟! كلهم زعلانين ومدايقين .. حتى بابي .. “
ردت ريهام بجدية :
” عشان البنت فقيرة وتعتبر مش مناسبة ليهم ..”
ردت ليديا بتهكم :
” تفكير غبي ومتخلف .. انا مش مستوعبة ازاي هما كده ..”
ضحكت ريهام بخفة وقالت :
” والله معاكي حق .. بس والله التفكير ده مش عند الكل .. ده عند عيلتكوا بس ..”
هزت ليديا رأسها بملل من عائلتها وطريقتهم المختلفة .. وكلما تفكر بكل هذا تتأكد اكثر من أن قرارها هو الصحيح وعليه ان تمهد لوالدها ذلك فهي حقا  ان تستطيع ان تستمر في العيش مع هذه العائلة المتخلفة بالنسبة لها ..
سألتها ريهام :
” لسه بتفكري فموضوع رجوعك لفرنسا ..؟!”
اجابها ليديا بجدية :
” انا قررت اصلا .. هرجع قريب اوي ..”
قالت ريهام بحزن :
” هزعل اوي .. انا اتعودت عليكِ ..”
ابتسمت ليديا وهي تقول بصدق :
” وانا كمان .. بس انا مضطرة ده .. ممكن نتقابل بين فترة والتانيه .. وكمان فكري فموضوع دراستك بره .. تعالي ادرسي عندنا ..”
لمعت عينا ريهام وهي تقول :
” والله فكرة .. انا فعلا بفكر اكمل الماستر بره .. “
قالت ليديا بحماس :
” برافو .. وطبعا مفيش احسن من فرنسا ..”
ابتسمت ريهام بينما نظرت ليديا الى ساعتها وقالت :
” انا لازم اروح دلوقتي .. وانتي كمان صحبتك قربت تجي .. اشوفك قريب ..”
ابتسمت ريهام وهي تودعها بحميمية ..
خرجت ليديا من المطعم واتجهت نحو الشارع العام لتأخذ تاكسي حينما سمعت احدهم يناديها فإلتفتت نحو الخلف لتجده ادهم ..
ابتسمت عفويا وهي تقترب منه وتحييه :
” هاي ادهم .. ازيك ..؟!”
تأملها مليا وهو يجيبها :
” بخير .. انتِ عاملة ايه ..؟!”
اجابته ببساطة :
” كويسة ..”
سألها مرة اخرى :
” انتِ كنتِ بتتغدي هنا ..؟!”
أومأت ليديا برأسها وهي تجيبه :
” ايوه كنت مع ريهام ..”
اومأ برأسه متفهما وهو يقول كاذبا :
” انا كان عندي meeting هنا بردوا وخلصت وطالع اهو ..”
قالت ليديا وهي ما زالت محتفظة بإبتسامتها :
” كويس ..”
قال ادهم بجدية :
” خليني اوصلك ..”
قالت ليديا بجدية :
” مش عايزة اشغلك ..”
ابتسم ادهم وقال بصدق :
” معنديش شغل اصلا .. هوصلك وارجع بيتنا ..”
قالت ليديا :
” تمام ..”
ثم اتجهت خلفه نحو سيارته في كراج السيارات لتركب بجانبه بينما يبدأ ادهم بقيادة سيارته متجها نحو منزل عمه ..
…………………………………………………………….
جلست نورهان بجانب حسام وهي تضع البيتزا الجاهزة امامه وبجانبها الكولا ..
ابتسم حسام وهو يجذبها نحوه لتهتف به :
” الغدا اهو .. مش قلت انك جعان ..؟!”
رد حسام وهو يفتح قنينة البيبسي :
” جدا .. بس جعان ليكي اكتر ..”
ضربته على كتفه وهي تقول بمرح :
” مش هتبطل قلة ادب بقى ..؟!”
ضحك بقوة وهو يقول :
” حبيبتي قلة الادب دي حاجة بتبقى فالجينات .. طالما موجوده مش هينفع تروح ..”
مطت نورهان شفتيها وهي تقول بدلال عفوي :
” مكانش باين عليك يعني .. كنت محترم اوي .. مكنتش اعرف هتطلع كده ..”
ابتسم وهو يقول :
” يا قلبي ده كان زمان قبل ما تبقي مراتي .. “
ابتسمت بحب :
” بس دي حاجة حلوة .. انك تتصرف باحترام مع الكل حتى معايا بعد ما وافقت على خطوبتنا ..”
رد حسام بجدية وهو يفتح علبة البيتزا ويأخذ قطعة منها :
” ده شيء لازم .. كل حاجة ليها حدود … وطالما انتِ لسه مبقتيش مراتي يبقى لازم احافظ على الحدود اللي بينا ..”
سألته نورهان بجدية :
“اتواصلت مع حد من عيلتك ..؟!”
اجابها حسام :
” اه ادهم كلمني مرتين ونور كلمتني امبارح .. “
سألته بجدية :
” وهما عاملين ايه ..؟!”
اجابها :
” نور كويسة الحمد لله .. بس ادهم صوته مش مريحني .. “
سألته نورهان بجدية :
” ليه ماله ..؟! ممكن بسببنا ..؟!”
هز حسام رأسه نفيا وقال :
” لا يا قلبي .. مشكلة ادهم خاصة بيه .. وتحديدا بخطيبته ..”
سألته نورهان بتذكر :
” خطيبته اللي هي تبقى بنت عمكوا .. مش كده ..؟!”
اومأ حسام برأسه بينما سألته :
” مالهم ..؟! متخانقين ..؟!”
اجابها حسام :
” لا .. بس ادهم عايز يفسخ الخطوبة ..”
اتسعت عينا نورهان وهي تقول بأسف :
” ليه بس ..؟! هما مش بيحبوا بعض ..؟!”
اجابها حسام بسخرية :
” لا يا نورهان .. هو ارتباط مصلحة مش اكتر .. ادهم شافها مناسبة ليه وهي كذلك فارتبطوا ..”
هزت نورهان رأسها بأسف ثم قالت :
” طب وايه  اللي تغير دلوقتي ..؟!”
تنهد حسام وهو يرد :
” اتغيرت حاجات كتير .. اولا انوا ادهم حب واحدة تانيه والاهم انوا شاف عليا على حقيقتها وعرف انها مادية ومتكبرة .. يعني حصلت حاجات كتير فوقته وخلته يقرر يفسخ الخطوبة ..”
” طب ومستني ايه ..؟!”
اجابها حسام :
” الموضوع مش سهل .. لو فسخ الخطوبة الكل هيقلب عليه ..”
نظر اليها حسام قليلا ثم اخذ يشرح لها مقصده ومدى تعقيد هذا الموضوع الذي سوف تنظر اليه نورهان ببساطة بينما نورهان تستمع اليه بعدم تصديق من هذه العائلة وأفكارها الغريبة ..
……………………………………………………………
كانت نور تعبث في هاتفها وهي تراقب طفليها اللذان يلعبان أمامها احدهما بدراجته الصغيرة والاخر بمجموعة من السيارات الالكترونية ..
رن هاتفها لتجد لبنى تتصل بها فزفرت انفاسها بضيق وهي تتذكر حديث ادهم لها بعلم عائلتها بكل شيء حتى بذهابهم الى عقد القران ..
ومنذ ذلك الوقت تنتظر اتصال افراد عائلتها بها لتوبيخها لكنها فوجئت بعدم اتصال احد بها حتى والدتها التي كانت تتواصل معها بشكل يومي وإن لم تتصل بها نور يوما ما تقوم هي بمهاتفتها للاطمئنان عليها ..
لبنى ايضا قاطعتها ولم تتواصل معها ولو برسالة واحدة حتى لكن يبدو انها لم تتحمل فقررت ان تتنازل وتتصل بها كي تقول ما تريد قوله .. هي تعرف اختها الكبرى جيدا والتي لن ترتاح حتى تقول ما في جبعتها ..
ضغطت نور على زر الاجابه بعدما قالت لنفسها انها لم تفعل شيئا خاطئا يجعلها لا ترد عليها ..
” اهلا لبنى ..”
قالتها نور بهدوء ليأتينا صوت لبنى الساخر:
” والله كويس اني سمعت صوتك .. ده انا كنت مراهنة انك مش هتردي عليا ..”
قالت نور بملل :
” وليه مش هرد يعني ..؟! هو حصلت حاجة تمنعني ارد ..؟!”
اجابتها لبنى بتهكم :
” حصلت حاجات يا نور مش حاجة وحدة .. كفاية عملتكوا السودة انتِ واخوانك ..”
انتفضت نور بسرعة وهي تردد بعصبية :
” مش مسموحلك تتكلمي بالطريقة دي يا لبنى .. احنا معملناش حاجة غلط .. احنا وقفنا جمب اخونا .. اخونا اللي معملش حاجة غلط نحاسبه عليها او نتبرى منه بسببها ..”
ضحكت لبنى بسخرية  وهي تغمغم :
” ماشاءالله .. كلكم لبستوا ثوب البساطة والتواضع .. وبقى عندكوا عادي كل حاجة .. وطبعا هتقوليلي الحب هو المهم ..”
ردت نور بهدوء :
” الاحترام والتفاهم والحب دول اهم حاجة .. ودول مش مقتصرين على الناس الاغنياء وكبار العائلات ..”
قالت لبنى بنبرة ممتعضة :
” كفاية بقى مثالية فارغة وشعارات كذابة .. الكلام الاهبل ملوش معنى .. لا احنه هنبقى زي الناس العادية والطبقات المتوسطة او الفقيرة ولا هما هيبقوا زينا ..”
صاحت نور بها بملل من افكارها المتعصبة وغرورها الذي لا ينتهي :
” كفاية بقى يا لبنى .. بجد انتِ بقيتي اوفر .. مش عشان ربنا كرمك والشخص اللي حبيتيه كان من نفس مستوانا يبقى خلاص انتِ الصح .. مانتِ كان ممكن تحبي واحد اقل منك مثلا .. كنتي هتعملي ايه ..؟! زمن الفراق الطبقية ده انتهى من زمان وانتِ لازم تستوعبي ده ..”
صمتت نور بغضب من افعال اختها بتقول الاخيرة ببرود هازئ :
” حلو اوي .. خليكم بقى كده وابقي وريني اخرة الهبل ده هيبقى ايه .. وابقى افتكري كلامي لما اخوكِ يسيب مراته بعدما ما يعرف انوا عمره ما هيقدر يستمر معاها ..”
ثم اغلقت الهاتف في وجه نور التي تطلعت الى ما فعلته اختها بصدمة ..
………………………………………………..
كان ادهم يقود سيارته بصمت متجها الى منزل عمه بينما ليديا بجانبه تتأمل الطريق بملامح شاردة ..
سألها محاولا فتح باب للحوار معها :
” مش ناوية تشتري عربية بقى .؟! بدل مانتِ بتروحي وتجي بالتاكسي ..”
ابتسمت ليديا بعدما التفتت نحوه واجابته بهدوء :
” لا مش هشتري .. ملهاش لزمة اصلا .. كده كده انا راجعة فرنسا قريب ..”
كلماتها تلك كانت صادمة بالنسبة له فلم يستوعب نفسه الا وهو يوقف سيارته فجأة في منتصف الطريق تحت انظار ليديا المصدومة ..
يتبع ….
لقراءة الفصل الثامن عشر : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا
نرشح لك أيضاً رواية توأمان وقلب واحد للكاتبة إيمان المهدي

تعليق واحد

اترك رد