Uncategorized

رواية خاطفي الفصل الثاني والأربعون 42 بقلم شهد حسوب

  رواية خاطفي الفصل الثاني والأربعون 42 بقلم شهد حسوب

رواية خاطفي الفصل الثاني والأربعون 42 بقلم شهد حسوب

 رواية خاطفي الفصل الثاني والأربعون 42 بقلم شهد حسوب

“شِجَار”
– بس انا مش فرحانه .. واتمني شكي مايكونش في محله 
اختفت ابتسامته وكرمش مابين حاجبيها هاتفاً 
– قصدك اي يا رغدة ؟
نظرت الأخيرة إلي عينيه بجمود وصرامة 
– طلقني يا أدهم 
صعق الادهم من جملتها الأخيرة 
– انتي بتقولي اي يا رغدة .. طب وابننا ؟
ابتعدت عنه الأخيرة معطيتاً له ظهرها لتنظر من الشرفة تاركة لدموعها العنان 
– هعرف اربيه لوحدي .. وماتخافش راح اخليك تشوفه وقت ما انتا عاوز 
فجذبها الادهم من مرفقها صائحاً بها بغضب 
– انتي اتجننتي ! .. طلاق اي دا اللي بتتكلمي عليه .. طلاق مش راح أطلق .. وأوسع ما في خيالك اركبيه 
فردت عليه الأخيرة بصرامة وعناد 
– راح ارفع عليك خُلع 
فرد الاخير بثقة 
– دا لما تعرفي تطلعي من الفيلا تبقي ترفعي 
هتفت الأخيرة بثقة أكبر
– واطلع ليه .. محمد موجود .. 
فنظر إليها الاخير بغضب أعمي ممسكاً أياها من رسغها بألم 
– انتي اي يا شيخة .. وابننا لما يتولد نقوله اي ..  اديني سبب واحد بس يخليكي تطلبي الطلاق
فردت عليه صائحة بانهيار 
– اقوله ابوك قتل جدك .. ولا خطف امك واتجوزها تحت التهديد بأهلها ولا جده وعمه اللي كلهم حقد وكره 
فصرخ بها الاخير وقد فقد ماتبقي لديه من اعصاب 
– ماقتلتش حددد .. انا ماتقتلتهوش .. بعدين انا لو كنت عاوز اقتله كنت سبتهم هما يخلصوا عليكي من قبله وبعد كدا نخلص عليه 
هتفت الأولي  بعناد 
– راح تطلقني يا أدهم 
– مافيش زفتتتت 
فأخذت نفس عميق وهي تستشعر بغصة مؤلمة في حلقها قبل أن تهتف بصوت ضعيف 
– طب لو ماطلعتش حامل .. راح تطلقني ! 
فصاح الاخير بغضب 
– لا حمل ولا غيره .. مافيش طلاق 
هتفت الأولي  بغضب 
– انتا اي يا اخي .. هو كل حاجة اجبااار ، اجبااار ، تأمر .. انا زهقت 
نظر إليها الاخير نظرة غاضبة ثم تقدم منها بخطوات سريعة جعلتها تتراجع للخلف بخوف لكنه أحكم قبضته علي بعض خصلاتها البنية هاتفاً بغضب وهو يجز علي أسنانه 
– شكله كدا ماينفعش معاكي الحنية وحسن العشيرة .. انتي مابتجيش غير بالضرب والزعيق .. ولو كان علي فكدا فأهلا وسهلا .. شكله وحشك جحيمي
فردت عليه الأخيرة بصراخ من كثرة الالم وهي تضع يدها علي قبضته في محاولة منها لتخفيف الألم
– حرااااام عليييييك .. انا من يوم ما اتجوزتك وأنا عايشة في جحيم 
– تمام .. شكله كدا مابيتمرش فيكي معروف .. اسمعي يا بنت الناس طالما انتي اخترتي .. لو نشفتي دماغك .. ولا دخلتي اخوكي بينا ورفعتي خُلع .. قسماً بالله لاخلي حياتك جحيم بحق .. واوريكي الوش اللي ماكنتش اتمني في يوم انك تشوفيه يا رغدة .. واحسنلك ماتخلنيش احط اخوكي في دماغي 
ثم دفعها بعنف حتي سقطت علي الارض فهتفت الأولي ببكاء مرير وهي تنهض في مقابلته مرة أخري 
– الا محمد يا أدهم ارجووووك .. انا ماليش غيره 
نظر إليها الادهم بغضب 
– سمع وطاقة 
فردت الأولي بضعف مطأطئة الرأس والدموع تنزف من عينيها 
– حاضر 
اقترب منها ثم جذبها من رسغها بقوة هاتفاً بغصب دفين 
– قسماً بالله لو دخلتي تالت في علاقتنا ما تلومي الا حالك 
ثم دفعها بقوة اسقطتها علي الارض فأجهجت في بكاء عنيف ، شعورها بالضعف يجعلها تلعن نفسها وحياتها ألف مرة ، بينما هو فذهب إلي مضجعة في محاولة منه للنوم وعقله يفكر في ألف شئ .
________________★ “سبحان الله وبحمده”
هتفت سعاد بذعر 
– افتح الباب … ميييين جواااا 
فرد الحارس بعملية 
– اسف يا فندم دي أوامر 
– بقولك افتح البااااااااب 
ثم أخذت تضرب علي الباب بكلتا كفيها هاتفة 
– في مين جوااااا 
فآتاها الرد بصوت مبحوح 
– أن.. انا .. فتحيه .. فتحيه يا ست هانم 
جحظت عينيها وهي تهتف بصدمة وصوت خافت 
– فتحيه !
قاطع صدمتها صوت محمد الذي هتف بفزع حينما رأي والدته في هذا المكان 
– ماما ! 
ما أن رأته والدته لم تنطق بشئ فقط تسمرت مكانها بصدمة وصمت ، فجذبها محمد من مرافقها بقلق علي رد فعلها هذه هاتفاً 
– ماما ارجوكي خدي نفس عميق واهدي وحاولي تفهميني 
نظرت إليه والدته بضعف ثم نظرت إلي الفراغ مرة أخري وبدأت دموعها في الانسيال بصمت ، فهتف محمد بصوت متحجرج 
– ماما ارجوكي .. انتي مصدر قوتي .. لما تضعفي قدامي .. انا هنهار !
خرجت الاخيرة عن صمتها متحدثة بألم يمزق قلبها 
– انا تعبت اوي يا محمد .. انا مقهورة … مقهورة اوي علي جوزي .. انا عمري ماتخليت اني ممكن اقدر اعيش لحظة من غيره .. ولما يموت يموت مقتول ! 
فرد الأول بألم وهو يضمها إلي صدره بحزن 
– ماتزعليش يا أمي .. وصدقيني حقكك وحق بابا ورغدة راح يرجع .. وراح ناخد بقصاصنا وبالقانون
فنظرت إليه والدته بدموع 
– ناوي علي أي يا محمد ؟ 
فرد الأول بشرود 
– انا ما بعرفش احكي .. انا بنفذ علي طول 
هتفت الأخيرة بصوت حزين خافت 
– اوعي تظلم يا محمد .. الظلم ظلمات يوم القيامة
فنظر إليها الأول بهدوء ثم عاود النظر إلي ما كان شارداً عليه مرة أخري بصمت ، فهتفت الام 
– ناوي علي اي مع فتحيه وعيالها ؟
فهتف محمد متجاهلاً سؤالها 
– البنات جوا في اوضه الضيوف .. البنت متكسرة كسير والتانية غلبانة اوي .. ما اعرفش ازاي دول عيال الحية دي 
فردت سعاد بقهر وهي تصك علي اسنانها من كثرة الالم المكبوت بداخلها علي عائلتها الصغيرة 
– كان نفسي افرح فيهم واقول اهوه ربنا ردلنا جزء من حقنا .. بس دول بناتها مالهومش ذنب باللي عملته امهم ومع ذلك هما اللي اتاخدوا في الرجلين 
هتف الأول بهدوء 
– قدرهم 
فردت عليه سعاد بقلب أم متلهف علي بناتها 
– احنا لازم نأمنلهم مستقبلهم يا محمد .. مهما كان هما برضو ولايا 
– فكرت في الموضوع يا امي 
– ووصلت لاي ؟
أخذ نفس عميق قبل أن يهتف 
– خلينا ندخل نتطمن علي البنات الاول 
_______________★ “سبحان الله العظيم”
كانت نائمة علي أرضية الغرفة تبكي بصمت وقهر في مكانها موضع ما دفعها الاخير قبل أن يذهب إلي مضجعه ، أخذت تبكي في صمت حتي توقفت عن البكاء قليلاً شاردة في بعض الأحداث التي دارت في الاونة الأخيرة ، بينما دموعها لم تجف علي وجنتيها .
وفجأة هبت فزعة راكضة نحو المرحاض سريعاً ، جثت علي ركبتيها أمام المرحاض تستفرغ ما في جوفها بألم حتي بدأ جبينها بالتعرق ، حينما توقفت عن الاستفراغ تراجعت للخلف بألم تستنشق أنفاسها وكأنها تصارع الموت علي البقاء ، حتي استعاد قسطاً من القوة .
نهضت بتثاقل ثم أخذت حمام دافئ يعيد لديها حيويتها ثم خرجت من المرحاض مجففة شعرها وارتدت اسدالها لتصلي قيام الليل وتقرأ وردها القرآني وتبث همها وحزنها إلي الله ،
بينما وهي تدعو خطر علي بالها بأن تصلي استخارة !
ولما لا ! .. فلتستخير ربها علي البقاء وطاعة زوجها ، أم التمرد والطلاق منه .
( اللهم إن كان هذا الأمر خيراً لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري أو عاجل أمري وآجله فأقدره لي ويسره لي ثم بارك لي فيه ، وان كان هذا الأمر شراً لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري أو عاجل أمري وآجله فأصرفه عني و أصرفني عنه وأقدر لي الخير حيث كان ، ثم ارضيني )
ثم قرأت وردها القرآن وغرقت في سبات عمييييييق .
_________________★ “سبحان الله وبحمده”
دلفت سعاد إلي الداخل حيث الغرفة المخصصة للضيوف بصحبة ابنها الذي ما أن رأي تلك المراهقة صاحبة الكبرياء الأنثوي نظر كلاهما إلي الجهة الأخري ، فشعرت  به والدته يستعيذ بالله ثلاث كي لا ينقض عليها تلك الفتاة .
رغماً عنها وجدت ابتسامة صغيرة تشق ثغرها  ، فهتف محمد وهو يقبل يد والدته بعد أن ساعدها في الجلوس علي المقاعد 
– بعد اذنك يا أمي عندي شغل
فرتبت الأخيرة علي يده بحنان هاتفة 
– ربنا معاك يا حبيبي 
ثم تركها وخرج عازماً علي حل تلك العقبة ، بينما هتفت سعاد بتودد صادق 
– حمدلله علي السلامة يا أروي 
– الله يسلمك يا طنط 
– هاه اي اللي حصل وهما عملوا فيكي كدا ليه .. انتي ليكي مشاكل مع حد ؟
فأردفت الأخيرة ببكاء مؤلم علي حظها السيئ 
– ابداً والله يا طنط 
فهتفت سعاد بشك 
– اومال !
اجهجت الأخيرة في البكاء وهي تقص عليها ما مر بها من تلك الليلة التي استيقظت في قبيل الفجر بنصف ساعة علي طرقات عنيفة علي الباب تبعها دلوف تلك الأجسام الضخمة التي لا تعلم ما جاء بهم إلي هنا ، وخروجهم أيضاً دون أي عواقب مما كانت ترسمها في عقلها من كثرة الخوف والذعر وكأنه مجرد تهديد فقط لا غير  – ولكن لما ! – ، حتي انتهت بحديثها فجر اليوم الذي دق فيها باب منزلها وكان الطارق ذلك الغليظ الذي قذفها بأبشع الألفاظ والتهم محرضاً عليها الكثير من نساء الحارة حينما رفضت طلبه القذر .
كانت تستمع إليها سعاد بصدمة وذهول علي ما حل بها ، عقلها يفكر يا تري ماذا فعلت تلك الفتحية ليأتي إلي منزلها تلك الأجسام الضخمة لتهديد طفلاتها ، معقول أن يكون آسر من فعل معهم هكذا ! 
صمتا قليلاً ثم هتفت متسائلة 
– ومابلغتيش عنهم ليه.. ليه اتنازلتي عن حقكك؟ 
فأردفت الأخيرة ببكاء حارق 
– الدنيا كلها جاية ضدي يا طنط.. الحظ مش موفقني.. الأدلة كلها ضدي… مش بعيد لو بلغت يلبسوني قضية دعارة.. دول ناس مابتعرفش طريق الرحمة
حَزِنت عليها سعاد كثيراً فهتفت بشفقة علي ما حل بها
– طب ناوية علي اي دلوقتي .. وجودكم لوحدكم انتي واختك في الحارة بقي خطر عليكم 
مسحت الأخيرة دموعها بباطن يدها هاتفة بتفكر 
– حضرتك ما فيش قدامي حل غير أني اطلب من حضرتك تخلي الاستاذ محمد يبيعلي الشقة بتاعت والدي اللي في الحارة واشتري واحدة غيرها في مكان بعيد عن الحارة دي .. وان شاء الله بس حالتي تتحسن شوية راح انزل ادور علي شغل حد لما ربنا يرجع ماما بالسلامة .. وطبعا اكيد حضرتك راح تبلغيها باللي حصل وتعرفيها عنواننا 
نظرت إليها سعاد بصمت دون أن تتفوة بكلمة بينما بداخلها تبتسم بسخرية علي تلك المسكينة التي تعتقد بأن والدتهم ستعود إليهم مرة أخرى ، حتي قاطع صمتها وشرودها معاودة سؤال تلك المسكينة 
– انا آسفة يا طنط لو بتقل عليكم بس صدقيني لو ليا حد اروحله ماكنتش طلبت منكم ولا وجعت دماغكم بمشاكلي 
كادت أن ترد عليها سعاد ولكن قاطعهم دلوف محمد الذي استمع إلي حوارهم الأخير هاتفاً بنبرة غامضة صارمة 
– انا خلاص حددت ميعاد الفرح بتاع أروي !
يتبع…..
لقراءة الفصل الثالث والأربعون : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا
نرشح لك أيضاً رواية صغيرتي أنا للكاتبة سهيلة السيد

اترك رد