Uncategorized

رواية ملك للقاسي الفصل الخامس 5 بقلم فاطمة أحمد

 رواية ملك للقاسي الفصل الخامس 5 بقلم فاطمة أحمد

رواية ملك للقاسي الفصل الخامس 5 بقلم فاطمة أحمد

رواية ملك للقاسي الفصل الخامس 5 بقلم فاطمة أحمد

زواج مؤقت. 
_____________________
– والقرار ده اتاخد دلوقتي ليه ؟
غمغم ادم باستغراب فأجابه احمد :
– يابني الشغل في الاسكندرية متجمع ومازن مش هيقدر يتصرف لوحده كفاية انه بيشتغل شغلنا هناك بقاله يومين واحنا مينفعش نقعد هنا شهر كمان انا و انت وابوك في اجتماع يخص مجلس الادارة لازم نحضره بعد بكره يبقى لازم كلنا نرجع. 
ابراهيم :
– يبقى الخطوبة مش هتتعمل في البلد طبعا لاننا مش هنقدر نروح ونجي في ظرف اسبوع ، بس انت سألت ابويا. 
هز رأسه بنعم :
– ايوة سألته وهو وافق… ايه رايك انت يا ادم الخطوبة تتعمل في الاسكندرية و الفرح هنا. 
تمتم باقتضاب :
– وليه المرمطة ديه كلها هو احنا لازم نعمل الفرح هنا في البلد ؟ 
جاء علي في هذه اللحظة :
– اكيد الفرح حيتعمل اهنيه ولا انت نسيت اصلك يا واد الاسكندرية وبجيت تتعر منينا. 
التفت له ادم بابتسامة باردة :
– مش انا اللي بنسى اصلي يا عمي وبيشرفني اني صعيدي ومدام عايزين يتعمل الفرح هنا انا معنديش مانع…. عن اذنكم. 
صعد لغرفة والدته وطرق الباب ، دخل ووجدها تحمل المصحف بين يديها وتقرأ وعندما رأته صدقت واغلقته مبتسمة :
– تعالى يا حبيبي. 
اقترب و قبل جبينها هاتفا :
– ماما متزعليش بسبب اللي حصل امبارح ، انا كنت متنرفز من البنات ومن غير ما اقصد عليت صوتي عليكي اعذريني. 
حنان وهي تمرر يدها على شعره ووجهه :
– انا مبزعلش منك خالص يا ادم مهما عملت وقلت مستحيل ازعل لدرجة تجي تعتذرلي يا حبيبي. 
صمتت قليلا ثم اردفت :
– اللي لازم نطلب منها السماح هي يارا. 
مط شفته بضيق و استنكار :
– ليه احنا حدفناها في النار يا ماما هي لازم تشكرني لاني لو متجوزتهاش كان زمانها متجوزة الولد اللي ملوش فايدة ده و طبعا عمي مكنش هيعترض على قرار جدي يبقى لازم هي اللي تشكرني وتعتذر مني لاني اضطريت اتجوز طفلة. 
ضحكت حنان :
– ههههه طفلة ليه البنت حلوة و سنها صغير اه بس مناسب ليك.
ابتسم بتهكم :
– مش بيهمني هي بالنسبالي زي رهف اختي ومستحيل ابصلها ك أنثى ابدا ، ممكن اسألك بتبصيلي كده ليه يا ماما ؟
قالها باقتضاب عندما وجدها ترفع حاجبها وتبتسم فحمحمت :
– احم لا ولا حاجة كنت بفكر في حاجة كده ، المهم انا هروح انده يارا يمكن تتوافق تاكل مفطرتش الصبح على الاقل تتغدا معانا. 
– ماشي وانا هروح اوضتي اكلم مازن و انزل اتغدا انا جعان. 
– طيب. 
قبل جبينها و يدها و ذهب الى غرفته وبعد دقائق خرج وقابل والدته التي اخبرته بأن يارا ترفض الاكل. 
تنهد بضيق فقالت :
– المسكينة مكلتش حاجة من امبارح ووشها اصفر بس معندة روح كلمها يا ادم يمكن تقدر تقنعها. 
ادم بضجر :
– يا ماما انا مالي هي….. ماشي هكلمها. 
اتجه الى غرفة يارا و اضطر لطرق الباب لان حنان كانت تراقبه…. اذنت يارا بالدخول بعدما وضعت الحجاب على شعرها فدلف :
– وبعدين معاكي مش راضية تاكلي ليه ؟
هزت كتفيها وهي تعبث بهاتفها دون مبالاة :
– مليش نفس. 
اغتاظ و سحب الهاتف من يدها :
– لما اكلمك بصيلي و اعدلي نفسك. 
تأففت يارا بحنق :
– اوووف بقى انت مالك ان كلت ولا لأ ان شاء الله اصوم ااسبوع حتى انت مالك يا ربي ؟
اجابها بحدة :
– فعلا مليش دعوة انتي مبتهمنيش اصلا بس ماما قلقانة عليكي بطلي دلع بقى و كفاية تشغلي بالها بيكي هي مش ام….
توقف عن الكلام فأخفضت عينيها بدموع :
– ماما لو كانت عايشة مكنتش هتخليكم تتحكمو في حياتي كده. 
اخذ نفسا عميقا وجلس بجانبها متحدثا بهدوء :
– بس ماما هي مامتك و بتخاف عليكي اكتر من بنتها و حتى باباكي بيحبك ، بصي يا يارا احيانا بنضطر نتنازل شويا و نتقبل الواقع الحياة بتخلينا نعمل حاجات مش عايزينها و بنلاقي مشكلة في اننا نتعايش معاها بس الوقت كفيل يحل اي حاجة….. احنا الاتنين مكناش بنتمنى نتجوز بالطريقة ديه بس اللي حصل حصل. 
رفعت نظرها اليه :
– هو انا ليه احيانا بحس انك هادي و حنين وبتتفهم غيرك واحيانا بحسك قاسي ومعندكش رحمة ايه التناقض الغريب اللي فيك ده. 
رمقها بهدوء :
– ملكيش دعوة…. مش هتنزلي تاكلي بقى انا جعان و ماما مش هتسيبني اكل غير لما حضرتك يا طفلة تشرفي معايا. 
يارا بغيظ :
– انا مش طفلة انت اللي عجوز ! عمتا انا جعانة اووي كمان بس…. بس مش عايزة انزل و اسمع كلام عمو علي و ابنه المستفز و مش حلو اكل هنا في الاوضة. 
صمت قليلا ثم انتصب واقفا :
– طيب يلا قومي جهزي نفسك هاخدك تتغدي برا. 
حدجته بدهشة :
– افندم ! لا انا….
قاطعها بصرامة :
– بقولك ايه اسمعي الكلام انا مبحبش اعيد اللي قولته مرتين يلا بسرعة بس لو عايزة تكملي اليوم وانتي جعانة براحتك. 
مطت شفتيها :
– ماشي بس اسأل بابا الاول. 
بعد دقائق كانت تركبه بجانبه في السيارة لتقول :
– مكنش ينفع تكلم ابن عمك بالطريقة ديه. 
طالعها بحدة :
– هو ماله اخرج معاكي ولا لأ انا بعمل اللي عايزه ومحدش بيتجرأ يناقشني لو جدي مكنش معانا كنت هعرف اتصرف معاه ازاي….. وبعدين تعالي هنا هو صعب عليكي ولا ايه. 
اشاحت وجهها عنه بتوتر من شكله و نبرته :
– لا طبعا…. احم ممكن نروح. 
انطلق بسيارته بسرعة و اخذها الى احدى المطاعم طلب لها عدة اصناف قائلا :
– اتفضلي يا طفلة. 
نظرت يارا للمأكولات الشهية امامها و احست بمعدتها تصرخ من شدة الجوع فبدأت بالاكل بسرعة وادم ينظر لها بتعجب ثم بدأ الاكل ايضا….. بعد فترة نظرت له :
– ممكن تطلبلي تاني ؟ انا لسه جعانة. 
اجابها باستنكار :
– هطلبلك تاني عادي بس اوعى تاكليني انا كمان.
– هاها خفة. 
مر الوقت سريعا و خرجا من المطعم طلبت منه يارا ان يمشيا قليلا فهي بالفعل لا تريد العودة الآن ، اتصل ادم ب احمد و اخبره انهما سيتأخران ثم اغلق الخط :
– تحبي تروحي فين. 
هزت كتفها وهي تمسك يده دون قصد :
– اي مكان عادي.
نظر لها قليلا وكاد يسحب يده لكنه تراجع رغم شعوره بالضيق قليلا ف الناس هنا لا يعرفان ان حفيدا كبيرهم متزوجان وان رأوهما هكذا ستكثر الاقاويل عنهم لكن رغم ذلك تحرك معها و ذهبا الى اماكن عديدة و اخذها الى محل الملابس واشترى لها اشياء كثيرة رغم رفضها. 
نظرت يارا الى ساعة يدها و شهقت :
– احنا بقينا المسا يا ادم و بابا زمانه قلقان عليا انا مخدتش بالي اننا طولنا اوي يلا نرجع. 
– ماشي يلا بس العربية بعيدة من هنا هنمشي شويا. 
– مفيش مشكلة. 
بعد مدة كان يتوقف بسيارته امام السرايا كانت الشمس قد بدأت بالغروب تنهدت يارا و نظرت له :
– شكرا. 
رد عليها دون ان ينظر لها :
– العفو يلا انزلي مش هقعد استنا كفاية اني ضيعت وقتي معاكي. 
ضيقت عينيها بتذمر :
– همجي ومغرور. 
مدت يدها لفتح الباب لكنها لم تستطع زفر ادم ومال عليها :
– هو انتي مبتنفعيش في حاجة هتفضلي غبية كده وانا بقول داخلة تجارة ليه. 
يارا :
– تجارة انجلش.
– مش فارقة. 
– على فكرة مفيش كلية اقل من التانية الكل زي بعض بس كل واحد و اهتماماته بتبقى ايه يا بشمهندس. 
قلب عيناه هامسا :
– غبية. 
ابتسمت باتساع :
– سمعتك على فكرة ، متشكرين يا رجولة ابعد بقى خليني اتنفس ااانت مقرب كده ليه. 
قالتها بارتباك عندما رأته يكاد يلتصق بها ، نظر ادم لها وبدون شعور غاس في ملامحها الجميلة حتى وصل بنظره الى شفتيها اللتان ترتجفان….
بلع ريقه و ازدادت وتيرة تنفسه ليقترب اكثر خافت يارا وكادت تخرج لكنه جذبها من يدها شهقت بخفة لكنها لم تكملها عندما لامست شفتاه خاصتها في قبلة مفاجئة !!
وضع ادم يده خلف عنقها و الصقها به ، قبلها ببطئ مدروس و تمهل كأن الوقت كله لهما وضع يده الاخرى على وجهها و استمر بتقبيلها 
وكلما شعر بجسدها المرتجف و يدها التي تحاول ابعاده ازداد شغفا و قوة حتى بدأ يقبلها بعنف دون ادراك منه !
اصدرت يارا انينا متألما تطالبه بالابتعاد عنها حتى فعل وبمجرد ابتعاده شهقت بخفة وكادت تبكي لكنه همس بأنفاس متسارعة :
– انتي مراتي…. انا معملتش حاجة غلط !!
اغمضت يارا عينيها تتنفس بصوت مسموع غير مصدقة لما عاشته الآن ، رفعت عسليتاها تطالعه بنظرات مبهمة حتى دفعته عنها و نزلت من السيارة.
دخلت بخطوات سريعة حتى قابلتها رهف التي سألتها بقلق : 
– يارا انتو اتأخرتو كده ليه و مجنتيش بتردي على اتصالاتي خوفتينا عليكي. 
نظرت خلفها باضطراب :
– مخدتش بالي من الاتصالات. 
– طيب تعالي معايا كويس ان جدو سليم وبابا و عمو مش هنا ومعرفوش انكم لسه واصلين في الوقت ده.
– يارا ثواني. 
كان هذا صوته وهو يناديها تسمرت مكانها متوترة وقالت :
– اا ايوة. 
توقف ادم امامها و اعطى لها الاكياس :
– نسيتيهم في العربية… وكمان تلفونك اهو. 
– ش ش شكرا. 
اخذتهم بسرعة و صعدت الى غرفتها بينما نظرت له رهف بتذمر :
– وانا مجبتليش حاجة يا ابيه ؟
ابتسم و قدم لها كيسا امسكته و اخرجت ما بداخله لتجد علبة هاتف باهض الثمن ، شهقت بدهشة متمتمة :
– معقول ده ليا انا. 
غمغم بخشونة :
– انتي كنتي عايزة واحد جديد وانا جبتهولك مش قصة يعني. 
ابتسمت بسعادة واحتضنته :
– انت احلى اخ في الدنيا ديه كلها انا بحبك اوي. 
حمحم وابعدها عنه برفق :
– انا هدخل انام شويا اصلي مصدع. 
– ماشي. 
صعد لغرفته و استحم وغير ملابسه ارتدى بنطال كحلي وتيشرت ابيض ثم امسك احدى الملفات وبدا يراجعها…. فجأة لاحت في ذاكرته صورة يارا وهي تمسك يده وتضحك تلك اللمعة في عينيها العسليتان هذه اول مرة يلاحظها. 
ابتسم بهدوء محدثا نفسه :
– معقول ادم القاسي اللي طول حياته مبصش لبنت تجي طفلة تشغل باله للدرجة ديه انتي مختلفة يا يارا…. او للدرجة ديه مكنتش واخد بالي منك طول السنين ديه. 
تنهد و اكمل ما يفعله وبعد ساعة طرق الباب دخل احمد قائلا بجدية :
– ادم انا عايز اكلمك في موضوع مهم. 
رفع حاجبه ثم طالعه منتظرا ما سيقوله :
– اتفضل ؟
______________________
صباح اليوم التالي. 
استيقظت يارا و ارتدت ملابسها فستان رقيق باللون الپيج ضيق لحد الخصر ثم يتسع بعدها و طرحة باللون الابيض الذي يظهر بشرتها البيضاء الناعمة اكثر ، نظرت لنفسها في المرآة لثوان ثم مررت يدها على شفتيها ببطئ شديد وهي تتذكر قبلته رغم رفضها لها وغضبها لأنه اقترب منها بدون ادنى حق لكنها لا تنكر انها عاشت لحظات جميلة معه البارحة حتى تلك القبلة جعلتها تجرب احاسيس لم تجربها من قبل ولمسة يده الخشنة عليها يا الهي هل كل هذا فقط لأنه قضى يوما واحدا معها !!
هزت رأسها على تفكيرها ثم همست باسمة :
– هو قاسي بس كيوت شويا مش بطال…. ههههه يجي يوم و اتقبله كزوج ليا ؟
اجابت نفسها :
– لو فضل معايا كده هتعلق بيه ومش هيبقى عندي مانع ابقى مراته رسمي ، بس بس ايه الكلام ده. 
نزلت للاسفل وجلست على طاولة الفطور بجانب رهف التي همهمت بخفوت :
– سبحان الله امبارح كنا بنتحايل عليكي تنزلي مرضتيش بس من لما ابيه ادم خرجك تتغدو برا وقضيو وقت مع بعض الابتسامة منزلتش من على وشك. 
نظرت لها بطرف عينها :
– اكيد مش هفضل زعلانة وانتو عايشين حياتكو بعد ما خدتو عني اهم قرار في حياتي مش كده. 
همست بحزن :
– متفكريش كده يا يارا حتى انا معرفتش غير من شهر سمعت بابا و عمي بيتكلمو على الموضوع ده بالصدفة وكنت عايزة اقولك بس ماما حلفتني يفضل سر بيننا وحتى لما قولتلك الحقيقة كانت زلة لسان مني بس عمري ما فكرت اخدعك او اخبي عنك حاجة انتي عارفة اني بعتبرك اكتر من اخت ليا ومستحيل ازعلك. 
تنهدت يارا بعمق :
– اللي حصل حصل بقى مفيش داعي نتكلم فيه. 
اومأت ثم ابتسمت فجأة :
– على فكرة ابيه ادم انسان كويس هو قاسي شويا و صارم ومستفز بس فيه حنية الدنيا كلها و اعتقد انتي فهمتي قصدي بعد الوقت اللي قضيتيه معاه امبارح. 
صمتت قليلا تتذكر جولتهما وكيف فعل كل شيء لتتخلص من حزنها وتعود اليها ضحكتها و تقبيله الصادم لها ، اغمضت عيناها ثم ابتسمت دون شعور لتلتمع عينا رهف بخبث :
– اه صحيح انتي محكيتليش على اللي حصل معاكو امبارح…. شفايفك ورمت ولونها كان احمر. 
شعرت بالخجل يغزوها لذلك نظرت لها بطرف عينها :
– مفيش حاجة من اللي بتفكري فيه ماشي !!
صدع صوت جدتهما تنبههما بالصمت اثناء تناول الطعام فوضعت رهف يدها على فمها بطريقة مضحكة. 
بعد فترة صعدت رهف الى غرفتها و اتجهت حنان مع زهرة الى المطبخ و الرجال ذهبوا للخارج اما يارا فكانت تنظر الى باب غرفته في الاعلى مستغربة عدم ظهوره الى الآن.
هزت رأسها محاولة ابعاده عن تفكيرها ف اليوم سيسافرون وعليها تجهيز حقائبها ، صعدت الدرج ركضا ثم تمشت في الرواق وهي تطالع هاتفها حتى شعرت بنفسها تصطدم في جسد صلب تعثرت وسقطت على الارض لتصيح بألم :
– اااه رجلي. 
رأت يدا تمتد اليها فرفعت رأسها ووجدت ادم بقامته الشامخة يطالعها ببرود ، امسكت يده بتوتر ووقفت :
– احم س س سوري مكنتش واخدة بالي منك. 
تكلم بحدة استغربتها  :
– طيب تاني مرة خدي بالك عشان مضطرش اقف و اشيلك كمان !
انتفضت من نبرته الغاضبة لتقول بحزن :
– انا اسفة ، احم انت منزلتش تفطر ليه ؟
– انتي مالك اوعى تكوني مسؤولة عني او فاكرة نفسك مراتي بجد عشان تسألي عليا ؟
هتف بها في سخرية فدمعت عيناها :
– ادم ااانت بتكلمني كده ليه امبارح كنت كويس ايه اللي حصلك فجأة…. حتى انك قولتلي انتي مراتي و…
ضحك ادم دون مرح :
– مراتي ايه انتي مجنونة ديه كانت كلمة عادية بس انا عمري ما هفكر فيكي على اساس انك زوجة ليا…. ولا فاكرة اني انجذبت ليكي و بوستك من جمالك ؟
سكت يطالع ملامحها المصدومة ثم انخفض لها يهمس بقسوة :
– انتي ولا حاجة صفر على الشمال وزيك…. زيك زي اي بنت تانية قربت منها.
انهى كلامه و تحرك تاركا اياها متسمرة مكانها و الصدمة احتلتها ترنحت قليلا وهي تتذكر كلامه “زيك زي اي بنت تانية قربت منها ” ، هل له علاقات من ذلك النوع مع الفتيات ؟!! هل يعتبرها واحدة منهم لذلك تقرب منها !!
مسحت دموعها بشدة و احتدت عيناها لتنزل الى الاسفل سألت عنه و اخبروها انه في غرفة المكتب فذهبت اليه وقبل ان تدخل سمعت كلامه وهو يتحدث مع احدهم….
____________________
دخل ادم الى المكتب وجلس و امارات الغضب بادية على وجهه تذكر وجهها ودموعها فشد على شعره :
– بسس خلاص اطلعي من دماغي بقى !
رن هاتفه وكان مازن فتح الخط ليباشره الاخر بالاسئلة وعندما اخبره ادم بموعد الخطوبة و الزفاف. 
مازن بضحكة :
– مش معقول بنت عمك عرفت انها متجوزاك وكمان حددت موعد الخطوبة والفرح طب وهي عملت ايه وافقت ؟
ادم بهدوء :
– هتعمل ايه يعني مضطرة تتقبل الحقيقة حتى لو غصب عنها.
تنهد مازن :
– بس انت كده يا ادم بتجبرها تعيش حاجة هي مش عايزاها افرض مثلا مكنتش عايزاك جوزها انت هتقبل على نفسك تعيش مع واحدة عارف انها مش بتحبك ؟
اسند ظهره على الكرسي وقال بسخرية لاذعة :
– لا اطمن هي لازم تشكر ربنا انها هتبقى مراتي رسميا مش هتلاقي واحد زيي خالص.
مازن بسخرية هو الاخر :
– بس انت هطلقها.
صمت ادم قليلا ثم اردف بجدية :
– خلاص سيبك من الكلام ده و…
صمت عندما رأى الباب ينفتح بقوة اغلق الخط ليرى يارا تدلف وهي تصرخ بغضب :
– اشكر ربنا عشان هبقى مراتك ليه انت فاكر نفسك مين ؟
رد عليها ببرود :
– وطي صوتك ده اولا وثانيا انتي ازاي تجيلك الجرأة تتسمعي عليا وانا بتكلم ولا تربيتك ناقصة كده ومبتفهميش في الادب. 
زمجرت بعصبية :
– بقولك ايه سيب سيرة التربية ديه عشان لو اتكلمنا عليها انت اللي هتبقى الخسران ، كنت بتقول بقى ان زيي زي البنات التانيين صح ؟
لم يجبها فتابعت بحدة :
– بس انت احقر واحد في الكون ده ومش متربي ومش محترم و…
في اللحظة التالية كانت يارا قد سقطت على الارض بسبب صفعة ادم العنيفة
انتفضت ونظرت للارض بصدمة تحسست شفتيها وجدتها تنزف ، اغمضت عيناها بألم و شعرت برغبتها في البكاء لكن منعتها كرامتها ، لم يتجرأ احد ويرفع يده عليها من قبل كيف يأتي هذا الشخص بكل بساطة ويصفعها من يظن نفسه.
اما ادم فجذبها من ذراعها معنفا اياها :
اللي مش محترم الحقير ده لولاه كنتي هتكوني متجوزة ابن عمك اللي متجوز و مطلق مرتين ولولايا مكنتيش تحلمي حتى ف انك تكملي دراستك وحياتك عارفة يا يارا انا بكرهك اوي بس ملزم بيكي عشان احميكي و انفذ وعدي لأبوكي للاسف ، ديه اخر مرة صوتك يعلى فيها عليا تاني او تقللي ادبك بالكلام معايا هقطعلك لسانك فاهمة.
طالعته يارا بصدمة غير مصدقة انه نفس الشخص الذي قضت معه يومها البارحة او نفس الشخص الذي ضحكت معه و عاملته دون تكلف لماذا يتصرف معها هكذا مالذي اختلف من ليلة البارحة الى اليوم. 
ورغم حيرتها و حزنها الشديد الا انها رفعت يدها و صفعته للمرة الثانية صارخة :
– ديه اخر مرة ترفع فيها ايدك عليا اوعى تتجرأ تعملها تاني سامعني !! انا كنت ابتديت افكر ف انك شخص كويس بس انت فكل مرة بتثبتلي انك من غير قلب ولا رحمة…. انا بكرهك يا ادم بكرهك !!
دفعته من صدره و نظرت لملامحه الهادئة كأنه لم يتأثر بضربها له مثل غضبه و عصبيته اول مرة ، نزلت دموعها فغادرت غرفة المكتب سريعا و دخلت الى غرفتها بسرعة تحاول كتم بكائها فهذا الحقير لا يستحق نزول دمعة واحدة منها…. اخذت نفسا عميقا و اتجهت الى غرفة حنان التي نظرت لها بقلق من شكلها :
–  يالهوي ايه اللي حصلك يا يارا انتي كنتي بتعيطي ؟
ركضت لها يارا وجلست بجانبها على السرير وضعت رأسها على قدميها وقالت ببكاء هستيري : 
– انا مش عايزاه يا ماما مش عايزاه ابدا.
حنان باستغراب :
– مين ادم….ليه هو عملك ايه. 
فكرت يارا ان تقول لها لكنها تدرك انها ستذهب وتؤنبه ولأنها باتت تعلم طبيعة تفكير ادم ف انه سيتمسك بها مدامها زوجته لن تستطيع الافلات منه واذا عرف والدها بما فعله ستحدث مشكلة كبيرة لا تعلم لماذا لكنها لا ترغب في ان يتعرض ادم الى التعنيف من ابيها ووالده ووالدته !!  
نهضت من حضنها متمتمة :
–  مش عايزه اتجوزه افهموني بقى ليه بتعملو معايا كده انا مبحبوش انا بكرهه ازاي تتحكمو في حياتي وتجبروني اعيش مع راجل طول عمري بخاف منه !
مسدت حنان على رأسها وقالت بحنان ام :
– ده اللي مضايقك بس !
عقدت حاجبيها باقتضاب :
–  وده مش كتير يا ماما ولا ايه…..حضرتك بتقصدي ايه بالكلام ده ؟
ابتسمت وابعدت يدها نظرت ليارا وقالت بهدوء لتلقي العاصفة الكبرى مع كلماتها : 
– جوازكم مش هيدوم اكتر من شهرين……..ده جواز مؤقت !!
يتبع…
لقراءة الفصل السادس : اضغط هنا
لقراءة جميع فصول الرواية : اضغط هنا

تعليق واحد

اترك رد

error: Content is protected !!