روايات

رواية وقبل أن تبصر عيناك الفصل السادس 6 بقلم مريم محمد غريب

 رواية وقبل أن تبصر عيناك الفصل السادس 6 بقلم مريم محمد غريب

رواية وقبل أن تبصر عيناك البارت السادس

رواية وقبل أن تبصر عيناك الجزء السادس

رواية وقبل أن تبصر عيناك الحلقة السادسة

~¤ الأولى بيننا ! ¤~
راحت تحدق فيه مصدومة بعد إعترافها الكارثي، كانت كالخرساء طوال اللحظات التالية… بينما كان يبادلها نفس الصمت المتوتر
لكنه بالطبع لم يكن مثلها.. بل كان بداخله أكثر من صراع، الغضب و الذهول، الخيبة و النكران… الضعف و الإجرام !!!
نبض عرق في جبهته العريضة بشكلٍ ملحوظ، عيناه الواسعتان مثبتتان بعينيها، لينعقدا حاجباه الأسودان فجأة حين إنكسر سكونه بلحظة و إمتدت يداه نحوها …
شهقت بذعر عندما صار شديد القرب منها و كفيه تقبضان على كتفيها، و كان المصباح المعلّق بسقيفة المدخل يبعد عنهما قليلًا.. لكنه كفاها لتبين قسمات وجهه المشتنجة، ثم سمعت لهجته القاسية التي لطالما جمدت الدماء بعروقها :
-بقى قولتي بتحبي رزق يا فاطمة ؟… و جايباني هنا عشان تقوليلي كده. و عاوزاني كمان أفركش جوازتنا.. صح ؟!
حاولت “فاطمة” إبتلاع كلماتها، لكنها إنزلقت عبر شفتيها بوهنٍ :
-يا مصطفى ونَّبي تفهمني.. إفتح لي قلبك شوية بس و حس بيا. أنا غصب عني. محدش بينقي إللي بيحبه. و أنا عنيا و قلبي مش شايفين غير رزق. أعمل إيه طيب !!
-لأ ياختي إنتي مش هاتعملي أي حاجة ! .. قالها بغلٍ و قد إنتقلت إحدى يديه في طرفة عينٍ لتحيط برقبتها بقوة
جحظت عينيّ “فاطمة” و صارت تتنفس بصعوبة و هي تشعر باشتداد كفه التي تكاد تسحق عنقها، بينما يكمل مغمغمًا بغضبٍ مستطير :
-وحياة أمي لاحسرك عليه. حبيب القلب ده. حيلة أبوه كمان. نهايته على إيدي قريب.. دي اتأخرت كمان.. أما إنتي. هاتجوزك غصب عنك. و هاسسفك التراب يا فاطمة. و عزة جلالة الله على أد ما حلمت سنين إزاي كل حاجة حلوة هانبتديها سوا هاوريكي الأيام السودا إللي بجد. سمعاني ؟ شمي نفسك كويس و روقي على نفسك الكام يوم دول. عشان لحظة ما هاتقعي تحت إيدي مالكيش قومة يا بنت عمي !!!
و أفلتها فجأة متراجعًا عنها بسرعة، ليتأرجح جسمها للأمام و تسعل بحدة و هي تتحسس عنقها بأناملها.. نظرت حولها باحثة عنه، لكنه كان كالشبح.. إختفى فورًا.. و لا تعلم هل صعد كما نوى أو عاد إلى الخارج
لم تكن تريد أن تعرف عنه شيء الآن، يكفي ما قاله و كل هذا الوعيد… لا يوجد أمامها خيارٌ آخر.. إذا لمست إصرارًا من الجميع على هذا الأمر… فهذا ما سيحدث !
____________
كان نهارًا شديد الطول… شديد الحرارة… شديد الإزعاج
لولا أنه يحترم مهامه و يلتزم بالقواعد التي يضعها والده، لكان ذهب إليه من بكرة الصباح و تحدث معه حول ما سمعه ليلة أمس من إبنة عمه الراحل، لكنه آثر أن يذهب أولًا لينهي أعماله التي كُلف بها سلفًا، ليعود لدى حلول الليل
كان الوقت عشاءً، و عادة ما يكون أبيه متفرغًا.. لكنه رغم ذلك آمل أن يجده حيث أراده و بمفرده …
مكانته الاستثنائية خوّلته امتيازات عدة، من ضمنهم امتلاك نسخة احتياطية من مفاتيح شقة أبيه المستقلّة.. لم يكن لهذا المفتاح سوى نسختين، واحدة لـ”سالم” و أخرى لـ”رزق”… و “رزق” فقط
ما كان بحاجة للاستئذان في أيّ وقت يريد زيارة والده، كان بإمكانه المجيئ إلى هنا ساعة يشاء.. حتى لو لم يكن “سالم” بالداخل
و كما تأمل بالضبط.. وجده فور دخوله، حيث كان يجلس أمام شاشة التلفاز الكبيرة، يتابع مباراة كرة قدم مباشرة، و يدخن النرجيلة بنفس الوقت و هو يتصايح و يتفاعل مع دفاعات و هجمات اللاعبين …
يقبل “رزق” ناحيته بخطى متهادية، فسرعان ما لاحظه “سالم” بطرف عينه.. فصاح مرحبًا في الحال و هو يزفر سحابة شديدة من الدخان عبر فمه و فتحتيّ أنفه :
-رزق ! كويس إنك جيت.. تعالى أقعد. إتفرج معايا على الماتش ده. الأهلي بيلاعب فريق و ماسكهم و نازل فيهم ××××× ! .. و ضحك بفجاجة
لم يتفاجأ “رزق” من إسلوب أبيه و دعاباته الوقحة، كانت هذه عادته في كثير من الأحيان و أمام الجميع إعتاد على التفوّه بتلك الألفاظ.. فكان أمرًا عاديًا بالنسبة له …
لم يوليه اهتمامًا، لكنه ابتسم بتكلّفٍ واضح و هو يقول بفتورٍ :
-لأ معلش مش عاوز.. إنت عارف ماليش في الكورة
رد “سالم” و هو يتناول حفنة من المكسرات من طبق كبير أمامه :
-جتك خيبة.. أومال ليك في إيه. في البوكس و الكلام الفاضي.. يابني 100 مرة أقولك اللعبة دي تقل من هيبتك وسط الناس إللي حوالينا. و كمان خطر عليك.. هو أنا لاقيك في الشارع بس !!
زفر “رزق” بضيقٍ و مضى مقتربًا من والده، حنى جزعه و إلتقط جهاز التحكم، ثم و بدون مقدمات ضغط زر الإغلاق فاطفأ الشاشة فورًا …
-عاوز أتكلم معاك ! .. قالها “رزق” بهدوء و هو يعاود النظر إلى أبيه ثانيةً
توقف “سالم” عن مضغ قطعة المكسرات للحظة و هو يتكلع إليه بدهشةٍ.. لكنه ما لبث أن أومأ له و قال :
-طبعًا.. إتفضل جمبي هنا. أو أقعد في المكان إللي يريحك !
شد “رزق” مقعد أمامه و جلس مقابل “سالم”… مرت ثوانٍ من الصمت، حتى فتح فاهه أخيرًا و خرجت كلماته بصيغة سؤال :
-إنت صحيح بتفكر في مشروع جواز بيني و بين ليلة بنت عمي ناصر ؟
لم يبدو على بأنه تفاجأ من سؤاله، كما لم يحاول معرفة كيف علم.. بقى متماسكًا، ليقول دون أن يرتد له طرف :
-أيوة صحيح.. عندك مانع و لا إيه ؟!
قست ملامح “رزق” في هذه اللحظة و هو يرد بخشونة :
-طبعًا عندي.. إنت إزاي أصلًا تفكر في حاجة زي دي منغير ما ترجعلي ؟؟؟
سالم ببرود : متهيألي مش محتاج أرجع لحد لما أبقى عايز أفرح بابني البكري.. إنت داخل على الـ30 يا رزق. و أنا بكبر و نفسي أشوف عيالك. إنت خسران إيه.. و لا البت مش عجباك ؟!
أطبق “رزق” جفونه بشدة و هو يقول من بين أسنانه :
-أنا مش عيّل صغير عشان تاخد قرارات زي دي مهمة في حياتي بالنيابة عني !
برر “سالم” ببساطة :
-يابني هو إنت فاضي تشوف حالك. إذا ماكنتش أنا أتحرك و أدورلك على بنت كويسة تناسبك و تشيل إسمك و تجيب منها عيال مين إللي يعمل كده ؟ … ثم قال بلهجة ذات مغزى :
-و لا إنت بقى إللي مش قادر تسيب الحياة السايبة إللي إنت عايشها دي.. عجباك الصرمحة من النسوان و مش عايز تشيل المسؤولية صح ؟
يرفع “رزق” عيناه إلى وجه أبيه و يرد بحذرٍ حاد :
-تقصد إيه ؟؟!
إبتسم “سالم” بخبثٍ و قال باسلوبٍ غامض :
-يالا إنت لسا ماتعرفنيش.. شوف مش أنا أبوك و إنت أقرب عيالي ليا. بس لسا ماتعرفش سالم الجزار كويس.. بس أقولك.. إبن الوز عوّام. و إنت شبهي يا رزق. في كل حاجة. إلا الشكل يعني واخد من أمك كتير ..
و قهقه بتفكه …
تأفف “رزق” و قال بنفاذ صبر :
-بقولك إيه يا أبويا.. م الأخر كده أنا مش شوخشيخة في إيدك. مش هاتمشيني على مزاجك في كل حاجة. أنا مش فرحان بقعدتي هنا و لا بشغلي معاك.. قاعد بس عشان في إتفاق بينا. لكن هاتوصل إنك تدخل في حياتي و تقولي إتجوز دي و أعمل كذا لأ.. لأ مش هقبل بكده. عاوز تخسرني أضغط عليا في النقطة دي !!
-إيه ده كله ؟! .. تمتم “سالم” رافعًا حاجبيه
-هدي نفسك يابني.. هو أنا يعني هارميك في النار. ده أنا عايز أجوزك. عايزك تفرح بشبابك و تلاقي واحدة تهوّن عليك قسوة الأيام و تبقى تحت رجلك.. عارف يا رزق لو مزاجك تتجوز إتنين و تلاتة و لا حتى أربعة. و حياتك عندي مستعد أجوزك و أكفّيك كمان. أنا ماعنديش أغلى منك و إنت عارف
رزق باقتضاب : شكرًا.. أنا مش عاوز أتجوز أصلًا. ياريت تحترم رغبتي بقى !
تنهد “سالم” مطوّلًا و هو يهز رأسه بيأس، ثم قال مضطرًا :
-طيب يابني. على راحتك. نسيب الموضوع ده شوية كمان ! .. و أردف بصرامة :
-بس مش هاسيبك كده كتير.. قبل ما السنة دي تخلص هاتكون متجوز. آه.. أخوك مصطفى مستعجل و أنا كل مرة بركنه عشانك. لازم إنت تتجوز الأول و بعدين هو يحصلك
و قبل أن ينطق “رزق” بكلمة أخرة و يناطحه، قام “سالم” فجأة من مكانه و هو يقول ناظرًا إلى ساعة يده :
-يااااه.. ده الوقت سرقني خالص. و زمان الكل تحت مستنينيا.. يلا يابني. يلا أحسن أنا كمان عصافير بطني بتزقزق !
عبس “رزق” متسائلًا :
-على فين ؟!!
سالم مبتسمًا : إمبارح لما وصلت ليلة ماعرفناش نحتفل بيها و لا نعرفها على العيلة. الليلة دي بقى كنت عامل عزومة عشا هنا في الشقة. بس حبيت ستك دلال تكون موجودة معانا على السفرة.. مش هتقدر تطلع. عشان كده هاننزل إحنا عندها. يلا يابني إنت كمان شكلك ماكلتش حاجة من الصبح !
___________
بيّد بأنه إحتفال جديًا …
إذ كان الجميع هنا، كالمعتاد يتراصون جنبًا إلى جنب على مائدة العشاء العامرة.. الآن تزيد عليهم “ليلة” التي جلست بين جدتها و عمها “عبد الله” اللطيف و زوجته الحنونة “عبير”
لم تجد أيّ مشكلة في الانسجام مع البقية، كانوا جميعًا يعاملونها بودٍ و احترام.. باستثناء تلك الفتاة… و تدعى “فاطمة”.. إنها ترمقها بطريقة كما لو كانت قد قتلت لها والدها
رباه !
يبدو أنها لن تنفك عن هذا طيلة الليلة، لا بأس.. فلتتجاهل وجودها وحسب …
أشاحت “ليلة” بوجهها و تصرفت بطبيعية كما لو أن الأخيرة ليست موجودة.. كان ضجيج الحديث بين أفراد العائلة و الضحك يملأ شقة السيدة “دلال”.. الطعام جاهز لكن كعهدهم لا يجرؤون على المساس به قبل حضور كبيرهم
و في لحظة يظهر “سالم” أخيرًا برفقة إبنه الكبير و المدلل كما ينعته الجميع …
-السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ! .. صاح “سالم” بصوته العميق ملقيًا تحيته المهيبة
لمح تأهب عائلته للنهوض له إحنرامًا، ليجمدهم باشارة من يده :
-زي ما إنتوا. خليكوا. لا سلام على طعام.. معلش أنا عارف إحنا أخرناكوا بس جعانين زيكوا و الله. يلا ناكل الأول و بعدين نتعرف على بنت عمكوا المرحوم ناصر
-إحنا كنا هانستنى كل ده عشان نتعرف عليها يا سالم ؟! .. قالتها “دلال” معلّقة بمرحٍ
-خلاص كلنا عرفناها كويس و عرفتنا.. مش شايف و لا إيه. دي كأنها عايشة معانا من و هي في اللفة !
سالم بحبورٍ : طيب تمام أوي.. ناكل بقى. و في كلمتين مهمين عاوز أقولهم بردو بعد العشا ..
و ربت على كتف “رزق” ماضيًا معه نحو المائدة …
-يلا بسم الله !
°°°°°°°°°°°
و بعد العشاء …
أعدت السيدة “هانم” زوجة الكبير طقمًا من المشروبات المختلفة، و قامت إبنتها “سلمى” بتوزيعه على أفراد العائلة.. ثم راحت لتجلس فوق وسادة بيضاوية أسفل قدم أبيها
هكذا كانت الصورة واضحة للجميع.. “رزق” على يمينه.. و “سلمى” على شماله …
كان “سالم” يحتسي فنجان قهوته بتأنٍ، بينما يمسد على رأس إبنته الصغيرة بيده الأخرى.. مضت دقائق من الصمت… حتى قرر أن يقطعه بصوته الرصين :
-إن شاء الله يوم الجمعة الجاية خطوبة مصطفى إبني على فاطمة بنتك يا إمام.. إيه رأيك. موافق ؟
رد الشقيق الأوسط في الحال بتعابيرٍ متهللة :
-إلا موافق.. هو أنا أقدر أقول حاجة ياخويا. دي بنتك. إنت إللي تجوزها و تشوف مصلحتها فين
أومأ “سالم” مرةً واحدة و قال :
-على بركة الله.. عايز الكل بقى يفضي نفسه الجمعة الجاية. من أول اليوم لأخره محدش يطلع من البيت. محدش يفكر يسيب الحتة ثانية واحدة آ.. عايز تقول حاجة يا مصطفى ؟
نطق “سالم” كلماته الأخيرة مستوضحًا حين إنتبه لتشنج إبنه الملحوظ بمقعده …
ليرد الأخير بنزقٍ واضح :
-يابا مش قولتلي هاتبقى دخلة علطول.. خطوبة إيه دي مالهاش لازمة. هو أنا مش عارفها !!
سالم بحزم : أنا محدش يحاسبني يا مصطفى. الكلمة إللي أقولها في أي وقت تتنفذ.. و بعدين مافيش داعي للاستعجال. لسا شقتك مش جاهزة و كمان بطة ليها الحق إنها تفرش بيتها و تنقي كل حاجة على مزاجها. دي أول عروسة تخرج من بيت الجزار
و هنا لم تستطع “فاطمة” أن تتحمل عند هذا الحد.. نهضت فجأة و فرت هاربة إلى شقة والديها بالأعلى و هي تغطي جزءً من وجهها بيدها …
رفع “سالم” حاجبه و هو يقول مدهوشًا و لا زال يحدق في إثرها :
-إيه ده في إيه.. مالها فاطمة فزت و جريت على فوق بسرعة كده !!!
ردت أمها السيدة “نجوى” بتلقائية و الابتسامة تملأ وجهها :
-أكيد مكسوفة يا سي سالم.. إنت عارف بنتنا قطة مغمضة. ده إحنا قافلين عليها زي القمقم
وافقها “سالم” بلهجة مزهوة :
-و نعم التربية يا نجوى.. عقبال ما نفرح بولادهم
و ساد الصمت من جديد في هذه الأثناء، حانت إلتفاتة قصيرة من “رزق” نحو “ليلة”.. إستطاع أن يقرأ بوجهها تعابير الراحة عندما لم تسمع عمها يأتي على ذكر زيجتها المزعومة من نجله الكبير
إبتسم بتهكمٍ، ثم أدار وجهه نحو والده و قال بصوته القوي :
-معلش يابويا أنا مش فاضي الجمعة الجاية.. لو مصمم إني أحضر ممكن تأجل خطوبة ديشا جمعة كمان ده بعد إذنه طبعًا ..
و إلتفت ليربت على قدم أخيه بلطفٍ …
-وراك إيه يا سي رزق ؟! .. تساءل “سالم” بسأمٍ
ليجيب “رزق” و هو يرمقها بنظرة جانبية :
-ماتش.. ورايا ماتش. في واحد جاي من شرم مخصوص عشان يلاعبني. مش هاينفع أرجعه
لم يكاد “سالم” أن يعترض حتى.. إلا و قفز صوت إبنه الأوسط …
-محدش هاينزل قصادك في الماتش ده غيري ! .. هتف “مصطفى” بصرامة فاجأت الجالسين و أشاعت جوًا من الارتباك و التوتر على الفور
جثم السكون في تلك اللحظات التي بدت طويلة جدًا، ثم أدار “رزق” وجهه ناحية أخيه و قال مبتسمًا :
-أول مرة تطلبها يا مصطفى !
مصطفى بوجومٍ مريب :
-و أخر مرة !!
-الكلام ده مش هايحصل !!!! .. هكذا تدخل “سالم” بينهما
و أردف بتوبيخٍ قاس :
-ماعنديش عيال يرفعوا إيديهم على بعض. حتى لو في لعبة.. سامع يا رزق إنت و مصطفى ؟؟!
ضحك “رزق” بمرح ظاهر و قال ببساطةٍ :
-خايف من إيه يابويا.. ده مصطفى أخويا الصغير. حتى لو لاعبته مفكر إني هاضربه يعني. أنا هاسيبه يعمل النمرة إللي نفسه فيها و خلاص.. بس مش النوبة دي يا ديشا. أنا مواعد الراجل إللي جايلي مخصوص
يزجره “مصطفى” بنظرة ملؤها الحقد، ثم يقول و هو يقرب وجهه منه :
-ألا تكون خايف مثلًا !
علت زاوية فمه في الحال، تألق بريق الزرقة بعينيه و هو يرد عليه بثقة :
-البيضة ماتكسرش حجر يا ديشا.. أنا لو هخاف ف هايبقى عليك إنت !
مصطفى بسخرية جلفة :
-لأ كتر خيرك.. ماتبقاش تخاف عليا. و إبقى إنسى إني أخوك !!!
و كأنه كان يعنيها لدرجة أن خيّم القلق على جميع أفراد العائلة و أولهم “سالم” الذي إنتفض مكانه صائحًا :
-أنا قلت مافيش حاجة من دي هاتحصل.. مافيش ماتشات هاتتلعب في الحتة أصلًا من هنا و رايح. لعب العيال ده ماشوفوش قدامي مرة تانية سامع يا رزق ؟؟؟؟
يتبع…..
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على (رواية وقبل أن تبصر عيناك)

اترك رد

error: Content is protected !!