Uncategorized

رواية سيليا و الشيطان الفصل الرابع 4 بقلم رولا هاني

 رواية سيليا و الشيطان الفصل الرابع 4 بقلم رولا هاني
رواية سيليا و الشيطان الفصل الرابع 4 بقلم رولا هاني

رواية سيليا و الشيطان الفصل الرابع 4 بقلم رولا هاني

بعد مرور أسبوع. 
-“تميم” متهزرش إنتَ لسة زعلان مني!؟ 
قالتها “سيليا” و هي تقترب منه علي تلك الأريكة فإبتعد هو متجاهلًا إياها و هو يتابع هاتفه بإهتمامٍ فزفرت هي بحنقٍ قبل أن تصيح بغيظٍ:
-ما خلاص بقي قولتلك كان صاحبي من أيام الجامعة فيها إية يعني لما يقف يهزر معايا. 
نظر لها بإنفعالٍ قبل أن يرد عليها صارخًا بغيرة زائفة:
-لو سمعت منك كلمة صاحبي دي تاني هعمل فيكي زي ما عملت فيه. 
جزت علي أسنانها قبل أن تصيح بنزقٍ و هي ترمقه بنظراتها الحادة:
-كويس إنك فكرتني عشان كنت هنسي، إنتَ إزاي تمد إيدك عليه و تبهدله بالشكل دة!؟
كور قبضته بتأففٍ قبل أن يهمس من بين أسنانه المطبقة بنبرة تشبه فحيح الأفعي:
-“سيليا” لو مقومتيش من جمبي دلوقت حالًا هرميكي من الشباك. 
لوت كلا شفتيها قبل أن تصرخ غاضبة و هي ترمقه بعبوسٍ أصبح واضحًا علي تعابير وجهها التي إكفهرت:
-لا بقولك إية أنا اللي المفروض أكون زعلانة أساسًا. 
أومأ لها ببرودٍ قبل أن يرد عليها بجمودٍ أثار حفيظتها:
-طب إزعلي. 
دلفت بتلك اللحظة “رحيق” و هي ترمقهما بقلقٍ، لذا هتفت بعدها بلطفٍ مصطنعٍ:
-إية يا جماعة إنتوا لسة متخانقين!؟ 
هبت “سيليا” واقفة قبل أن تصرخ بنبرتها المهتاجة و هي ترمقه بنفورٍ لم يكترث هو له:
-أخوكي دة هيجنني يا “رحيق”. 
ثم خرجت من الغرفة بخطواتها الراكضة فوبخت وقتها “رحيق” شقيقها قائلة:
-و لما الهانم تغضب و تفركش معاك الخطوبة ساعتها هنعمل إية!؟ 
نهض من علي الأريكة ليطمأنها قائلًا:
-“رحيق” يا حبيبتي أنا عارف أنا بعمل إية كويس. 
إزدردت ريقها قبل أن تقترب منه هامسة بنبرة مرتجفة و عينيها تلتمع بهما الدموع ليشعر هو بالمسئولية تجاه ما تقوله:
-“تميم” أنا مش ههدي غير لما تاخد حق “إياد” من الزفتة دي، سامعني؟ 
تنهد قبل أن يومئ لها قائلًا بقتامة:
-ولا أنا ههدي غير لما إنتقم منها. 
كاد أن يتابع حديثه و لكنه توقف عندما إستمع لصوت صراخها من الخارج فخرج هو مع شقيقته بخطواتهما السريعة ليجداها توبخ ذلك الرجل قائلًا:
-إنتَ مجنون ولا شكلك كدة متعرفش أنا مين!؟
صاح هو بنبرته الجليدية ليتفحص ذلك البغيض بعينيه:
-في إية!؟ 
نظرت له “سيليا” مطولًا قبل أن تصيح بوجه عابس كما خرجت من الغرفة:
-البيه بيعاكسني. 
لاحظت “رحيق” حدة الموقف التي كانت ستتفاقم بصورة غير مرغوب فيها، لذا تدخلت هي وقتها قائلة بنبرة رقيقة و هي تسحب ذلك الرجل خلفها:
-“بلال” أكيد ميقصدش يا “سيليا”…هو بس هزاره تقيل حبتين. 
نظرت لهم “سيليا” بإشمئزازٍ قبل أن تخرج من المكان بأكمله، أما “تميم” فقد كان يرمق “بلال” بنظراته الحارقة المرعبة قبل أن يصيح بنبرة تحمل التهديد الصريح بين طياتها:
-أنا كنت بستحملك عشان “إياد” لكن بعد كدة أنا مش هصبر، ياريت تعتبر دة أخر تهديد. 
غادر هو الأخر المكان فزفر “بلال” بغيظٍ و هو ينظر لأثره بحقدٍ قبل أن يهمس بأسي مزيفٍ ليستعطف “رحيق” و ليستغل ذلك الموقف لصالحه:
-“إياد” الله يرحمه لو كان عايش مكانش سمح لأخوكي يهيني بالشكل دة. 
تنهدت “رحيق” بعمقٍ و هي ترمقه بشفقة خفية، لذا إقتربت منه لتربت علي ظهره بحنوِ قائلة بنبرتها اللطيفة:
-“بلال” إحنا الفترة دي كلنا علي أخرنا ف معلش أي عصبية من “تميم” ياريت تستحملها. 
عقد حاجبيه بعدم فهم فعضت هي علي شفتيها بترددٍ و لكنها أخذت القرار سريعًا لتخبره قائلة:
-إحنا عرفنا مين اللي قتل “إياد”. 
تفحصها تلك المرة بنظراته الجادة قبل أن يتسائل بترقبٍ:
-مين؟ 
ردت هي عليه بنبرة قاتمة إعتادت علي وجودها كلما تتذكر ذلك الإنتقام:
-“سيليا” خطيبة “تميم”. 
إرتسم علي وجهه علامات الصدمة المصطنعة ثم رمقها بذهولٍ زائفٍ قبل أن يهتف بعدم تصديقٍ مزيفٍ:
-معقول هي تعمل حاجة زي كدة!؟ 
أومأت له بألمٍ و هي تزدرد ريقها بصعوبة بالغة هامسة ب:
-أيوة عملت كدة، كاميرات المراقبة قالت كدة.
و بتلك اللحظة إستمعت “رحيق” لصوت والدتها و هي تصيح بأسمها فتنحنحت بحرجٍ قائلة:
-أنا هروح أشوف ماما، البيت بيتك. 
صعدت الدرج لتتركه، بينما هو يقهقه بنبرة عالية حاول السيطرة عليها ليهمس بتساؤلٍ و هو يضرب كفًا علي كفٍ:
-هموت و أعرف يا “إياد” إنتَ كنت مديهم فكرة إنك ملاك كدة إزاي! 
____________________________________________
بعد مرور عدة أيام. 
-بقي أنا يقعد ميكلمنيش يجي خمس أيام و يجي و بعد دة كلوا يقولي معلش أصلي كنت مخنوق!…دة أنا اللي هخنقه.
قالتها “سيليا” بإهتياجٍ بعدما هبت واقفة لتعقد ساعديها أمام صدرها و هي ترمق والدتها بإحتجاجٍ، فردت وقتها “سندس” بضيقٍ:
-يابنتي أي إتنين مخطوبين بيحصل بينهم مشاكل، و بعدين الراجل كلمني و فهمني كل حاجة و بصراحة كدة إنتِ غلطانة. 
رفعت حاجبها بغيظٍ عندما إستطاعت إستيعاب ذلك الأمر، “تميم” يؤثر علي والدتها لتكن ضدها، لذا و بعد صمت دام لعدة دقائق صاحت هي بغضبٍ:
-أيًا كان غلطانة أو لا بردو هو ملوش الحق بإنه يعاملني بالطريقة و بردو مينفعش يقعد طول الأيام دي ميكلمنيش و يجي في الأخر يقولي معلش. 
هبت “سندس” هي الأخري واقفة لتهتف بلا إهتمام بعدما أصابها اليأس من تلك الحمقاء، ثم خرجت من الغرفة:
-أنا تعبت منك، هو كدة كدة برا و أول ما أخرج من هنا هو هيدخلك. 
جحظت عيناها لتصيح بتوترٍ:
-ماما لا متخرجيش لا، يا ماما. 
و خلال لحظات وجدته يدلف للغرفة و بين يديه تلك الشيكولاتة التي تحبها و مع ذلك لم تستطع هي مقاومة تلك الرغبة التي تحثها علي المشاجرة معه لتجعل الأجواء كئيبة، لذا صرخت هي بإنفعالٍ و هي تقترب منه بخطواتٍ سريعة:
-إنتَ بتصالحني بالأكل إنتَ فاكرني فيل! 
إزدرد ريقه بإرتباكٍ مصطنعٍ قبل أن يهتف ببرائة زائفة أخفي بها ملله مما يحدث فهو يفعل كل ذلك حتي لا تُخرب خطته:
-مامتك قالتلي إنك مبتحبيش غيره! 
رمقته بتأففٍ قبل أن تصيح بإمتعاضٍ:
-ريح دماغك عشان أنا خلاص مش هرجعلك أنا قررت أساسًا نسيب بعض. 
ترك الشيكولاتة علي تلك الطاولة قبل أن يباغتها بإقترابه منها قبل أن يهمس بإبتسامته اللطيفة المزيفة التي يخفي بها نواياه الخبيثة و المرعبة:
-نسيب بعض!…طب و ضحكتك و إبتسامتك و روحك الحلوة و شكلك اللي زي القمر أنسي دة كلوا إزاي!؟
لن تنكر تأثرها بما قاله لتتغير رغبتها السابقة في المشاجرة معه الي أخري لتبتسم بخجلٍ و لكنها تراجعت لتصيح بنزقٍ:
-هو إنتَ فاكر إنك هتضحك عليا بالكلمتين دول. 
تنهد بع قبل أن يتسائل بحيرة:
-طب عايزاني أعملك إية عشان تبقي مش زعلانة مني؟
نظرت في عينيه مباشرةً قبل أن تهتف بجدية:
-اللي عملته دة ميتكررش عشان الأسلوب دة مش هينفع معايا. 
تفحصها بعينيه الحادتين و هو يرفض بداخله لهجتها الهجومية تلك و مع ذلك إبتسم هو ليلتقط كفها قبل أن يقبله برقة قائلًا:
-صدقيني مش هيحصل تاني. 
سحبت كفها بحرجٍ قبل أن تبتسم تلقائيًا و هي تتجه لتلك الطاولة حتي تلتقط منها الشيكولاتة و قبل أن تتحدث قاطعها هو قائلًا:
-كفاية كلام و يلا بينا نخرج سوا، وحشني هزارنا و خروجنا. 
أومأت له و هي تقضم قطعة كبيرة من الشيكولاتة و علي وجهها تلك الإبتسامة الواسعة التي تدل علي سرورها بينما هو يبتسم بصورة ظنتها سعيدة و لكنها كانت ماكرة و لئيمة تفخر بنجاحها في إنقاذ خطته التي ظل يخطط لها لمدة عام!
____________________________________________
بعد مرور ستة أشهر. 
مرت الأيام لتعشقه!…نعم عشقته خلال تلك الفترة غافلة عن خداعه لها، نعم أصبح قريب منها لتصبح غير قادرة علي التخلي عنه، نعم نجح ذلك الشيطان الخبيث في خطته، نعم أصبح هو بمثابة حياتها و روحها ليحتل كل شئ يخصها قلبها، عقلها، يومها و مع الأسف كانت “سيليا” ضحية خطة ذلك الأحمق، و بالرغم من ذكائها و دهائها إلا إنها لم تلاحظ أي شئ مثير للريبة و لم تشك حتي بأي شئ، هي فقط عشقت، و أكثر المخدوعين هم العاشقون.
____________________________________________
-قلبي مش مطمن يا ماما!
قالتها “سيليا” و هي تضع كفها علي موضع قلبها لتتابع بعدم فهم:
-مش عارفة لية حاسة إن في حاجة هتحصل. 
إقتربت منها “سندس” لتمسح بيدها علي شعرها بهدوء قبل أن ترد عليها بنبرة لطيفة بثت الأمان لقلبها لتجعلها تطمئن بعض الشئ:
-يمكن بس عشان متوترة مش أكتر. 
عقدت “سيليا” حاجبيها بحيرة قبل أن تهمس بتساؤلٍ:
-تفتكري!؟ 
إبتسمت “سندس” لتصيح ببشاشة و تضم إبنتها لصدرها لتنظر لملامح وجهها من خلال إنعكاس صورتها بالمرآة:
-“سيليا” يا حبيبتي إنهاردة يوم فرحك بلاش تبوظي كل حاجة بالقلق. 
نهضت “سيليا” من علي كرسيها بعدما إبتعدت عن والدتها ثم نظرت في عينيها مباشرةً قبل أن تهتف بتأففٍ:
-خلاص يا ماما يلا بينا عشان ننزل بدل ما نتأخر. 
أومأت “سندس” عدة مرات قبل أن تلقي نظرة سريعة علي فستان إبنتها الأبيض، فقد كان مبهج و ذو تصميم رائع و محتشم، ثم أطلقت الزغاريد العالية فرحًا بإبنتها و فلذة كبدها. 
بينما “سيليا” تفتح باب الغرفة لتجد شقيقها “يحيي” أمامها مباشرةً و علي وجهه تلك الإبتسامة الواسعة و هو يهتف بغبطة:
-مبروك يا قلبي. 
إحتضنت شقيقها لتهمس بنبرتها الرقيقة:
-الله يبارك فيك. 
إبتعدت عنه قليلًا لتتنفس بعمقٍ و هي تحاول طرد القلق و الخوف من داخل قلبها، ثم سارت مع شقيقها و والدتها ليهبطوا الدرج ببطئ فرأته ينتظرها بالأسفل، بينما الناس تتابعها بنظراتهم المطولة. 
وصلت للأسفل لتضع كفها بين قبضته، ثم وقفت بجانبه بعدما إبتعدت عن شقيقها فسألها هو بنبرة لم يسمعها سواها:
-لية خايفة!؟ 
عقدت حاجبيها بذهولٍ قبل أن تهمس بنبرة خافتة:
-خايفة!..فين دة؟
سحبها معه ليرقصا سويًا وسط تصفيق و تهنئة الجميع، ثم هتف بنبرة عالية لم يسمعها سواها أيضًا بسبب صوت تلك الموسيقي التي أخفت صوته:
-“سيليا” أنا حاسس بيكي، وشك بيقول إنك خايفة و متوترة. 
تنهدت بإرتباكٍ قبل أن تجيبه بقلة حيلة و علامات الذعر تظهر علي وجهها بوضوحٍ:
-مش هعرف أكدب عليك أنا فعلًا مش مطمنة و خايفة. 
عقد حاجبيه بعبوسٍ مصطنعٍ قبل أن يهتف بأسي زائفٍ:
-مش مطمنة و أنا موجود! 
كادت أن ترد عليه و لكنه قاطعها بنبرته الصارمة التي لا تتحمل النقاش:
-ششش متسمحيش للتوتر يبوظ أحلى يوم في حياتك يا روحي. 
سحبها أكثر ليضمها لصدره و هو يرقص معها علي تلك الموسيقي الرومانسية هامسًا بنبرة خافتة لم يسمعها أحد:
-قصدي أسود يوم في عمرك. 
يتبع…..
لقراءة الفصل الخامس : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا

اترك رد