Uncategorized

رواية سيليا و الشيطان الفصل الخامس 5 بقلم رولا هاني

 رواية سيليا و الشيطان الفصل الخامس 5 بقلم رولا هاني
رواية سيليا و الشيطان الفصل الخامس 5 بقلم رولا هاني

رواية سيليا و الشيطان الفصل الخامس 5 بقلم رولا هاني

-الفرح خلص بسرعة! 
قالتها “سيليا” بإبتسامتها الواسعة بعدما تلاشي من داخلها شعور الرعب و الهلع، فرد هو عليها بعدما حملها بين ذراعيه بصورة مفاجأة ليصعد بها الدرج:
-إنتِ اللي محسيتيش بالوقت. 
ثم تابع بهيامٍ زائفٍ و هو ينظر في عينيها مباشرةً:
-و أخيرًا بقيتي بين إيديا.
إبتسمت بخجلٍ قبل أن تخفي وجهها و هي تحتضنه لترد عليه بلا مقدمات:
-بحبك. 
كان يكره تلك الكلمة و يكره قولها كذبًا و مع ذلك رد هو عليها بتأففٍ لم تلاحظه:
-و أنا كمان بحبك.
دلف لغرفته لينزلها علي الأرض فأخذت هي تتفحص غرفته بنظراتٍ سريعة قبل أن تهتف بحماسٍ:
-إنتَ تعرف إن دي أول مرة أدخل أوضتك. 
إبتسم لها بمجاملة قبل أن يهتف ببعض من الحدة التي لم تفهم سببها:
-ثواني هروح أغير هدومي و أجيلك. 
وجدته يدلف لغرفة الملابس فرفعت كتفيها بلا مبالاة قائلة:
-يمكن يكون تعبان من كتر الرقص اللي رقصناه في الفرح. 
تراجعت بخطواتها لترتمي علي الفراش و هي تتنهد براحة فوجودها معه كما تمنت أصبح لها راحة غير موصوفة.
إعتدلت في جلستها و هي تعود لتفحص الغرفة بتمعن و فجأة توقفت عيناها علي تلك الصورة الموضوعة علي الكومود لتجحظ بصدمة و هي تهب واقفة لتلتقط وقتها إطار الصورة و هي تشهق بعدم تصديق، ثم شددت قبضتها بعنفٍ علي إطار الصورة و هي تتذكر تلك الليلة التي كانت أسوء ليلة مرت عليها، تركت الصورة بمكانها و هي تتسائل عن سبب وجودها هنا!..ما سبب وجود صورة ذلك الأحمق بالمكان!؟..إزدردت ريقها بصعوبة و الصدمة مازالت تسيطر عليها، لذا قررت البحث عن “تميم” لتسأله عن تلك التفاصيل و هي تتمني أن يكن ما مر ببالها ما هو إلا مجرد توقع خائب، فإن كان ذلك الأحمق من أقاربهم أو من عائلتهم ستكون تلك بمثابة مصيبة حلت فوق رأسها، لذا و بعد عدة لحظات إستدارت لتشهق بذعرٍ عندما وجدته أمامها و ملامحه مظلمة بصورة لم تراها من قبل، حاولت تجاهل تصرفاته الغير مفهومة التي ظهرت ما إن دلفت معه للغرفة لتسأله بعدها بنبرة شبه مرتجفة:
-م…مين دة يا “تميم”. 
كانت عيناه القاتمة تتابعها بنظراتٍ مطولة جعلت التوجس يسيطر عليها لترمقه هي بوجلٍ قبل أن تكرر ما قالته بتلعثمٍ والذعر يظهر في عينيها:
-مين اللي…ا..ف…في الصورة دة ي..يا “تميم”.
أجابها بنبرة غليظة و هو يتوعدها بنظراته التي لا تبشر بالخير:
-دة “إياد” إبن خالتي..الله يرحمه. 
أومأت له عدة مرات لتحاول إخفاء حسرتها علي فرحتها التي ضاعت بتلك اللحظة، ثم أطرقت رأسها بعدما وجدت عينيه تتابع تعابير وجهها بتمعن لتهتف وقتها بنبرة ضعيفة و هي تتحرك من أمامه:
-معلش أنا رايحة الحمام. 
كانت تقترب من المرحاض و فجأة توقفت شاهقة بهلعٍ عندما وجدته يهتف بنبرة مخيفة يسيطر عليها الغضب الجحيمي الذي لم يظهر إلا بتلك اللحظة:
-اللي إنتِ قتلتيه. 
إستدارت للخلف و هي مصدومة، و قد فغر فمها لتجحظ عيناها بتوترٍ قبل أن تتسائل بترقبٍ و قد أصابتها حالة من الشلل التي جعلتها لا تستطيع التفكير :
-قولت إية!؟ 
وجدته يقترب منها ليهتف بنبرة تصيب المرء بالقشعريرة المفرطة لتعلم وقتها إنها كانت ضحية خدعة إنطلت عليها بمنتهي السهولة فأصابها وقتها حالة من الإنفعال الهستيري لترمقه بنظراتها الحادة و هي تتمني أن يكن ذلك كابوس ستفيق منه بوقتٍ ما:
-“إياد” إبن خالتي اللي قتلتيه و سرقتيه. 
-يعني إية!؟…يعني إنتَ إتجوزتني عشان تنتقم مني!؟
قالتها “سيليا” بإهتياجٍ بعدما جحظت عيناها بعدم تصديق لما إستمعته، الشخص الوحيد الذي عشقته كان يخطط طوال تلك الفترة للإنتقام منها و لتحطيم قلبها!
و بتلك اللحظة سيطرت عليها الصدمة أكثر خاصة عندما وجدته يقترب منها لتلفح أنفاسه الحارة وجهها و هو يهمس بنبرته التي أصبحت شيطانية لتصيبها بالذهول:
-أيوة إتجوزتك عشان أنتقم منك و أعيشك أسود أيام حياتك.
ثم تابع بنزقٍ و  نبرته الحادة توضح غضبه الجحيمي الذي سيحرق كل ما يراه من فرط الإنفعال:
-أيوة أتجوزتك عشان أنتقم لإبن خالتي اللي قتلتيه عشان تسرقيه يا حرامية. 
جزت علي أسنانها بعصبية شديدة و هي لا تستطيع تحمل إهانته تلك، لذا إتسعت حدقتاها بصورة مهتاجة قبل أن تصفعه بلا وعي و هي تصرخ بغضبٍ فرمقها هو بقتامة و كأنه ينوي قتلها و مع ذلك وقفت هي أمامه لتوضح له و بصورة صريحة مدي قوتها و قدرتها علي مواجهته! 
قبض علي كلا ذراعيها ببعض من العنف ليصرخ بسخطٍ و قد برزت عروق نحره من فرط العصبية:
-أنا عمري في حياتي ما مديت إيدي علي واحدة ست بلاش تكوني إنتِ السبب في إن أعمل حاجة زي كدة. 
نظرت له بإزدراء و هي تحاول سحب كلا ذراعيها صارخة بإحتقارٍ و نظراتها المشمئزة تتابعه بلا توقف:
-لا و إنتَ الحقيقة عندك أخلاق أوي! 
تلاحقت أنفاسها بعدما نظرت مجددًا لإطار صورة إبن خالته لتهتف بعدها بنبرة مهينة جعلته يفقد أعصابه:
-هو دة اللي إنتَ زعلان عليه أوي، دة قذر ولا يستاهل. 
ترك ذراعها الأيمن ليقبض علي فكها السفلي فمنعها من إكمال حديثها صارخًا بقسوة مخيفة لم تؤثر بها، فقد كان كل ما يسيطر علي تفكيرها الآن هو الإنتقام من ذلك الحقير الذي خدعها:
-هزعلك يا “سيليا” إحترمي نفسك و لمي لسانك. 
ثنت ركبتها قبل أن تضربه بمعدته فإبتعد هو عنها ليتأوه بألمٍ ملحوظٍ، بينما هي تستغل الموقف لتلكمه بوجهه بصورة عنيفة صارخة بتحذيرٍ:
-إياك تفكر تقرب مني تاني بالشكل دة. 
ثم تركته لتدلف للمرحاض قبل أن تغلق بابه لترتمي علي الأرضية الباردة و هي تزدرد ريقها بصعوبة، ثم همست بقهرٍ و هي تهز رأسها بأسي:
-لية كدة!؟ 
زفرت بإمتعاضٍ قبل أن تهمس بوجه مكفهر:
-لازم ألاقي حل للمصيبة دي. 
____________________________________________
صباح يوم جديد 
-إنتِ هتفضلي قاعدة في الحمام علطول ولا إية!؟
قالها “تميم” بنبرة عالية و هو يطرق علي الباب بعدة طرقات ذات صوت عال. 
كانت هي نائمة علي الأرض بلا وعي بسبب شعور الأرهاق الذي أصابها بالأمس ففتحت هي عينيها تلقائيًا ما إن إستمعت لصوته، حاولت الإعتدال في جلستها و لكنها تأوهت بألمٍ ما إن حاولت تحريك كتفها الذي نامت عليه بصورة خاطئة، مررت كفها عليه لتدلكه ببطئ قبل أن تنهض من علي الأرضية، و فجأة تعالي صوت الطرقات مجددًا لتركل هي الباب بقدمها صارخة بغضبٍ:
-إسكت بقي. 
نظرت لفستان زفافها بخيبة أمل قبل أن تخلعه من عليها لتنعم بعدها بحمام دافئ لتحاول و لو لعدة لحظات نسيان كل شئ. 
____________________________________________
أشعل سيجارته قبل أن تتعلق أنظاره بباب المرحاض الذي كان مغلق و فجأة إنتفض هو واقفًا ما إن إستمع لصراخها ب:
-أنا هخرج دلوقت من الحمام لو لقيتك قصادي في الأوضة و رحمة أبويا لهقتلك. 
إبتسم بتهكمٍ قبل أن ينهض من علي الفراش ليخرج من الغرفة بالفعل و هو يهمس بسخرية:
-القتل مش جديد عليكي. 
هبط الدرج ليجد شقيقته تهاتف شخص ما بنبرتها الخافتة فسألها هو قائلًا:
-بتكلمي مين يا “رحيق”. 
إستدارت للخلف لتجده أمامها فإمتقع وجهها بصورة واضحة قبل أن ترد عليه بوجهها الشاحب:
-د..دة..دي ماما يا “تميم”. 
أومأ لها عدة مرات قبل أن يخرج من البيت، بينما هي تتنهد بإرتياحٍ بعدما تأكدت من عدم ملاحظته لحالتها الغير طبيعية! 
أخرج هاتفه من جيبه بعدما خرج من البيت لحديقته ليجد وقتها والدته جالسة علي إحدي الكراسي و هي ترتشف عدة رشفات من كوب قهوتها فسألها هو بصدمة:
-ماما!…إنتِ هنا من إمتي!؟ 
ردت عليه “بيسان” بهدوء و هي تلتفت له:
-أنا هنا من الصبح يا حبيبي و مخرجتش. 
جحظت عيناه بذهولٍ قبل أن يتمتم بإستفهامٍ و قد راوده الشك بلا رحمة:
-أمال هي كانت بتكلم مين!؟ 
____________________________________________
خرجت من المرحاض بعدما لفت منشفة ما علي جسدها و بعدما أخذت منشفة أخري لتضعها علي كتفيها العاريين و هي تتجه لغرفة الملابس. 
لم تتفحص للملابس هي فقط إرتدت بيجامة سوداء بأكمام طويلة و ذات بنطال واسع و طويل، ثم خرجت من الغرفة بعدما رمت المنشفة علي الأريكة بإهمالٍ بعدما رمت الأخري علي الأرض، ثم أخذت تمشط شعرها ببطئ و فجأة نظرت لإطار صورة “إياد” التي كانت بجانبها فجزت هي علي أسنانها بعنفٍ قبل أن تلتقطها لترميها علي الأرض هاتفة بحنقٍ:
-بقي أنا حياتي تتدمر عشان واحد زيك يا ***. 
زفرت بضيقٍ و هي تفرك كلا كفيها بتوترٍ لتحاول إيجاد حل مناسب لتلك المصيبة لتهمس بعدها بنبرة خافتة تشبه فحيح الأفعي:
-لازم أخليه يطلقني، لازم.
و فجأة مرت ببالها تلك الفكرة لتبتسم بخبثٍ و تعابير وجهها الباهتة تتحول الي أخري حماسية و هي تهتف بمكرٍ و دهاء:
-أيوة كدة يا “سيليا” برافو عليكي هو دة الحل. 
__________________________________________
خرجت من البيت و هي تضع هاتفها بحقيبتها و فجأة توقفت عن السير شاهقة بخفة بعدما وجدت أمامها والدتها و قد كان شقيقها واقفًا بجانبها فهتفت هي وقتها بإرتباكٍ و هي تحاول تجاهل نظرات شقيقها الغامضة التي لا تبشر بالخير:
-ماما إنتِ جيتي إمتي. 
زفرت “بيسان” بغيظٍ قبل أن تصيح بدهشة:
-يا ولاد أنا مخرجتش إنهاردة أساسًا مالكوا في إية!؟ 
إزدردت ريقها بصعوبة قبل أن تهمس بنبرة مرتجفة:
-مافيش حاجة، أ…أنا خارجة. 
و قبل أن تتحرك لتخرج من البيت سألها هو بقتامة:
-رايحة فين؟
ردت عليه ببساطة مصطنعة و هي تتابع تعابير وجهه المرعبة بتوترٍ:
-هقابل واحدة صاحبتي. 
أومأ لها عدة مرات فخرجت هي من البيت أسفل نظراته المخيفة، و بعدما توارت هي عن أنظاره أخرج هو هاتفه من جيبه ليهاتف شخص ما قائلًا:
-أيوة يا “برق”، إسمع اللي هقولك عليه و نفذه. 
يتبع…..
لقراءة الفصل السادس : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا

اترك رد

error: Content is protected !!