Uncategorized

رواية سيليا و الشيطان الفصل الثامن 8 بقلم رولا هاني

 رواية سيليا و الشيطان الفصل الثامن 8 بقلم رولا هاني
رواية سيليا و الشيطان الفصل الثامن 8 بقلم رولا هاني

رواية سيليا و الشيطان الفصل الثامن 8 بقلم رولا هاني

نظرت له بتوسلٍ حتي لا يكشف أمرها فألقي هو عليها نظرة إحتقارية واضحة قبل أن يهتف بهدوء مصطنعٍ أخفي به إستشاطته غضبًا:
-تخيل يا “تميم” بنت تسلم نفسها و تضحي بشرفها عشان حتة ***!…صاحبتها واقعة في المشكلة دي و مش عارفة تعمل إية. 
عقد “تميم” حاجبيه ليلقي علي “برق” نظرات سريعة يملؤها الشك، ثم إلتفت تجاه شقيقته ليوبخها بنبرته القاسية قائلًا:
-إنتِ إزاي تصاحبي واحدة زي دي!؟
إزدردت ريقها بصعوبة شديدة قبل أن تطرق رأسها بحرجٍ مصطنعٍ، فهي أطرقت رأسها لتسب “برق” بسبابٍ لاذعٍ بنبرتها الغير مسموعة، ثم صاحت بعدها بأسفٍ زائفٍ:
-أنا أسفة يا “تميم” بس دي صاحبتي جدًا، أنا صدقني إتصدمت لما عرفت باللي حصل دة. 
و بتلك اللحظة تدخل “برق” مجددًا قائلًا بصدقٍ، لترفع هي وقتها رأسها ناظرة إليه برجاء:
-أنا كمان إتصدمت. 
ثم تابع و هو يشعر بمرارة الخذلان:
-إتصدمت لما عرفت إنك مصاحبة واحدة زي دي. 
هب “تميم” واقفًا قبل أن يصيح بصرامة، ليوجه حديثه ل “رحيق” التي تسمرت بمكانها و هي تتابعه بعينيها المذعورة:
-البنت دي متكلميهاش تاني و إلا رد فعلي مش هيبقي كويس. 
جزت علي أسنانها بعصبية قبل أن تفتح فمها قليلًا ليخرج صوتها المتذمر بصورة غير واضحة ب:
-حاضر. 
تحرك “تميم” بحركاته السريعة ليخرج من البيت لحديقته فخرج خلفه “برق” و هو يصيح بإسمه، فزفرت هي بإمتعاضٍ و وجهها مكفهر ما إن خرجا، فهبت هي الأخري واقفة بوجهها المتجهم و كادت أن تتحرك لتتجه للدرج و لكنها توقفت فجأة عندما وجدت هاتف شقيقها أمامها علي الطاولة، لذا إرتسم علي ثغرها تلك الإبتسامة الخفيفة و هي تلتقط الهاتف لتضعه بجيبها الخلفي، ثم سارت بخطواتها البطيئة لتتابع شقيقها و صديقه لتجدهما يتحدثان في شئ ما كان من الواضح إنه هام، لذا تراجعت بخطواتها راكضة، لتصعد بعدها الدرج بخطواتها الخفيفة، ثم إتجهت لغرفتها التي فتحت بابها لتلج للداخل قبل أن تغلقه بعدها، لتفتح الهاتف و هي تفتح تطبيق الإتصالات لتبحث بعدها عن إسمه حتي وجدته بالفعل، ثم حاولت مهاتفته و لكنها وجدت هاتفه مغلق فضغطت علي الهاتف بكفها بقوة كادت أن تحطمه و هي تصرخ بإهتياجٍ:
-قافل تليفونه ال***. 
تلاحقت أنفاسها و هي تترك الهاتف علي الفراش بإهمالٍ، ثم أخذت تدور بالغرفة و هي تفكر بصوتٍ مسموعٍ:
-أعمل إية!؟…مش هينفع أسكت و أقعد كدة، إستحالة أسمح للزفت اللي إسمه “برق” دة يهددني بالشكل دة. 
و فجأة إستمعت لذلك الصوت الي خرج من هاتف شقيقها لينبهها بوصول رسالة ما، فإلتقطت الهاتف بفضولٍ لتفتحه مجددًا فوجدت رسالة من “سندس” والدة “سيليا”، لذا فتحتها هي الأخري و هي تقرأها بنبرة مسموعة:
-إنتَ إزاي تسيب مراتك و هي في الحالة دي و تمشي من المستشفي. 
عقدت حاجبيها بعدم فهم، لتتسائل بعدها بإستفهامٍ و هي تغلق الهاتف مجددًا:
-هو فين “سيليا” و ماما من الصبح صح!؟
____________________________________________
-أنا عارفة إنك ممكن تكوني مش مصدقاني عشان هو إبن إختك، بس لازم تعرفي إني محكيتش عشان تصدقي، أنا حكيت عشان حسيت إن في حد عايز يسمعني منغير ما يقولي إنتِ كدابة. 
قالتها “سيليا” بشموخٍ بعدما إنتهت من قص كل شئ علي “بيسان” و هي ترفع رأسها للأعلي قليلًا ، لتتابع بعدها بنبرة صارمة أخفت بها إرهاقها و إنهاكها:
-ياريت لو سمحت تسيبيني عشان محتاجة أريح شوية. 
نهضت “بيسان” من علي الفراش لتقترب بعدها من “سيليا” قبل أن تربت علي ظهرها قائلة:
-مصدقاكي. 
عقدت “سيليا” حاجبيها بصدمة، قبل أن تتأمل بعينيها تعابير وجه “بيسان” البشوشة، فتسائلت هي وقتها بحيرة و هي تهز رأسها عدة مرات:
-لية!؟ 
تنهدت “بيسان” بعمقٍ قبل أن ترد بنبرتها الهادئة، و هي تعقد ساعديها أمام صدرها:
-مش مهم لية يا “سيليا”، المهم إننا نخلي الكل يعرف و يتأكد من اللي بتقوليه دة.
تفحصتها بنظراتها لعلها تفهم ما يدور بعقل تلك المرأة و لكنها لم تستطع، فنظرت لها مطولًا قبل أن تتسائل مجددًا بنفس النبرة الحائرة:
-إنتِ لية بتساعديني؟
ردت عليها “بيسان” بإقتضابٍ و هي تخرج من الغرفة:
-عشان أنا مصدقاكي و مصدقة كل كلمة قولتيها. 
زفرت بحنقٍ قبل أن تعتدل في جلستها لتمسح بكفها علي وجهها بعنفٍ، و هي تهمس بإصرارٍ لا يبشر بالخير:
-بردو مش هتراجع عن القرار اللي خدته، أنا لازم أهرب في أسرع وقت مش هستني أنا هي تعمل حاجة و يمكن كمان تطلع كدابة. 
ثم تابعت بخبثٍ و هي تبتسم بلؤمٍ عجيبٍ وضح كم الخطط المبهمة و الغير معروفة التي تتشبث بها:
-بس قبل ما أمشي لازم أقلب عليهم الترابيزة. 
____________________________________________
-ما كفاية كدة يا “تميم”، خلينا نحاول نتأكد تاني يمكن فعلًا كاميرات المراقبة تطلع مش موضحة كل حاجة. 
قالها “برق” برجاء و هي ينظر في عيني صديقه مباشرةً، فرد وقتها “تميم” بغضبٍ جحيمي، و قد تأججت نيران الإنتقام بصدره، ليتذكر وقتها “إياد” الذي يظنه برئ نقي:
-لية الكل عايزني أوقف كل حاجة!؟…بنت ال*** دي قتلت “إياد” يا “تميم” و أنا مش ههدي غير لما أخلص منها، إنتَ سامع؟
لعق “برق” شفتيه قبل أن يهتف بجدية و هو يقف قبالة صديقه:
-أنا خايف تندم في الأخر. 
هز وقتها “تميم” رأسه نافيًا قبل أن يرد عليه بثباتٍ:
-مهما يحصل عمري ما هندم.
كاد “برق” أن يرد عليه و لكن قاطعته “رحيق” الذي لم يعرف متي خرجت من البيت:
-“تميم” أنا مسافرة. 
بقلم/رولا هاني. 
…………………………………………………………. 
الفصل التاسع (الجزء الأول). 
نهضت من علي الفراش و هي تتأوه بصوتٍ عالٍ من فرط الألم الذي أصاب جسدها، ثم تحركت ببطئ ناحية تلك الحقيبة التي تركتها والدتها بالغرفة بعدما أخبرتها بإن بها ثياب نظيفة لها، إنحنت بجذعها للأمام قليلًا و هي تعض علي شفتيها بألمٍ واضحٍ، ثم إلتقطتها من علي الأرض لتتجه بعدها للمرحاض.
بدلت ملابسها سريعًا و هي تخرج من المرحاض لتقلب نظرها بالمكان قبل أن تصيح بنبرة عالية:
-ماما. 
دلفت “سندس” بعد عدة لحظات و هي تهتف بإهتمامٍ:
-خير يا حبيبتي!؟
ثم تابعت بذهولٍ و هي تتفحصها بنظراتها المتمعنة:
-و إية خلاكي تغيري هدومك و تقومي إنتِ لسة تعبانة؟ 
ردت وقتها “سيليا” بهدوء غامضٍ، جعل القلق يحتل قلب “سندس” التي راقبتها بتوترٍ:
-لازم أرجع البيت، الناس تقول إية لما يعرفوا إني يوم الصباحية برا البيت.
فركت “سندس” كفيها بترددٍ قبل أن تتسائل بفضولٍ:
-بردو مش هتقوليلي حصل إية. 
تحركت “سيليا” من مكانها لتخرج من الغرفة صائحة ب:
-يلا يا ماما عشان أرجع بيتي. 
____________________________________________
تعلقت أنظاره علي حقيبة السفر التي كانت تحملها فتسائل وقتها بلا تفكير و هو يرمقها بحدة لم تكترث لها لوقوف شقيقها بجانبها:
-مسافرة!…مسافرة فين و… 
توقف “برق” عن متابعه حديثه عندما لاحظ نظرات “تميم” المصوبة عليه، فتنحنح هو بحرجٍ و هو يطرق رأسه بوجوم، بينما “تميم” يوجه نظراته ناحية “رحيق” التي كانت تبتسم بإنتصارٍ، ثم قال:
-تسافري فين و مع مين؟ 
رمشت بعينيها بإرتباكٍ و هي تترك حقيبتها علي الأرض، ثم همست بأسي مصطنعٍ و بنبرتها مرتجفة:
-“تميم” أنا مخنوقة جدًا، و بصراحة كدة محتاجة أسافر لخالو إسكندرية أقعد أسبوعين ولا حاجة.
رمقها بنظراته التي كان يسيطر عليها الشك ليرفض بعدها قائلًا:
-مش وقته يا “رحيق”. 
عقدت “رحيق” حاجبيها بعبوسٍ قبل أن تصيح بنبرة مهتاجة واضحة:
-مش وقته لية!؟…إية اللي مش وقته ولا إنتَ بقي زعلان عشان خالو مجاش يوم فرحك، ما إنتَ عارف نظام شغله و إنه مبيعرفش يسيبه و يروح في أي حتة، دة إنتَ حتي دكتور و فاهم.
إزدرد “تميم” ريقه قبل أن يهمس بصرامة:
-خلصتي؟ 
ثم تابع بإصرارٍ جعلها تستشيط غضبًا لتسير بعدها في طريق خطتها الشنيعة الأخري:
-بردو لا. 
عضت علي شفتيها بحزن زائفٍ قبل أن تهمس بنبرة خافتة و الدموع تلتمع بعينيها:
-“تميم” ممكن نتكلم أنا و إنتَ لوحدنا. 
تنحنح “برق” قبل أن يبتعد عنهما قائلاً بحرجٍ:
-طب أستأذن أنا. 
تابعته و هو يخرج من البيت بأكمله لتجز بعدها علي أسنانها بعصبية، ثم صوبت نظراتها تجاه شقيقها الذي كان يتابعها بنظراته التي تحثها علي قص كل شئ، فتهاوت عبراتها علي وجنتيها قبل أن تهتف بنبرة باكية إصطنعتها بمهارة:
-“تميم” أرجوك صدقني أنا معنديش حد يصدقني غيرك، و معنديش حد يحميني غيرك. 
جحظت عيناه بصدمة عندما رأي عبراتها الحارة تغمر وجنتيها، فأحاط هو وجهها سريعًا بين كفيه ليتسائل بوجلٍ:
-“رحيق” حصلك إية؟
إرتمت بين أحضانه و هي تبتسم بمكرٍ لم يراه هو، فصرخت وقتها بإنهيارٍ مزيفٍ، أصاب “تميم” بالصدمة:
-“برق” يا “تميم”، أنا إستحملت كتير أوي بس مقدرش أستحمل أكتر من كدة. 
أخرجها من بين أحضانه لتختفي إبتسامتها سريعًا و هي ترمقه بذلك القهر المصطنع و دموعها لا تتوقف، بينما هو يقبض علي كلا ذراعيها ليهزها بعنفٍ صارخًا ب:
-إنطقي و رُدي عليا حصل إية؟ 
إرتجف جسدها بقوة قبل أن تجيبه صارخة بنبرة ألمت حنجرتها، بينما هو يستمع لها و هو يهز رأسه رافضًا تلك الفكرة التي لم يتوقعها بيومٍ ما من شدة ثقته بصديقه:
-“برق” بيتحرش بيا يا “تميم”، عشان كدة عايزة أهرب من هنا خالص.
تراجع بخطواته و هو يبتعد عنها ليتابعها بتعابير وجهه المصدومة، ثم حرك شفتيه ببطئ ليهمس بإستنكارٍ:
-“برق”! 
أومأت له عدة مرات قبل أن تصرخ بحقدٍ لم يظهر في نبرتها بسبب عدم إنتباهه لإي شئ سوي صدمته في صديق طفولته:
-أيوة “برق” اللي إنتَ كنت واثق فيه، اللي إنتَ كنت مخليه يراقب أختك، أختك اللي شكيت فيها، أختك اللي كانت بتحاول تهرب من القرف دة. 
حاول الخروج من أفكاره المشتتة تلك، ليتسائل بعدها بنبرة جامدة أصابتها بالتوتر:
-الكلام دة بيحصل من إمتي؟ 
إزدردت ريقها بصعوبة قبل أن ترد عليه بنبرتها المرتجفة:
-من يجي شهرين.
أومأ لها عدة مرات قبل أن يهتف بصوته الأجش و هو يتجه لداخل البيت بخطواته الراكضة الغاضبة:
-سافري الأسبوعين دول زي ما قولتي و أنا هتصرف.
إبتسمت “رحيق” بدهاء قبل أن تلتقط حقيبتها سريعًا، لتخرج بعدها من البيت بأكمله غافلة عن تلك التي إختبأت بين الأشجار ما إن خرجت هي. 
إبتعدت عن المكان لتخرج فجأة “سيليا” من بين الأشجار و هي تبتسم بمكرٍ قائلة بنبرة مسموعة:
-دة كدة إحلوت أوي. 
____________________________________________
-اللي بتعمله دة يا “برق” هيضرك. 
قالها “بلال” صارخًا بإهتياجٍ و هو يتحرك بعصبية علي ذلك الكرسي الذي كان مقيد به، فإقترب وقتها “برق”منه ليلكمه بعنفٍ قبل أن يكرر سؤاله بغضبٍ جحيمي يكاد يحرق كل شئ أمامه:
-معاها من إمتي!؟
إبتسم “بلال” بتهكمٍ و هو يبصق الدماء من فمه، ثم صاح بوقاحة أثارت حفيظة “برق”:
-تقصد الست الوالدة ولا حد تاني؟ 
جز “برق” علي أسنانه بعصبية قبل أن يقبض علي مقدمة قميصه لينهال عليه بالضربات و اللكمات العنيفة و هو يصرخ بنبرة مهتاجة هزت أرجاء المكان:
-إنطق يالا يابن ال******. 
تأوه “بلال” صارخًا قبل أن يجيبه بلا وعي من فرط الألم الذي شعر به:
-بعد موت “إياد” بأربع شهور.
يتبع…..
لقراءة الفصل التاسع : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا

اترك رد

error: Content is protected !!