Uncategorized

رواية عروس من باريس الفصل الحادي والعشرون 21 بقلم سارة علي

 رواية عروس من باريس الفصل الحادي والعشرون 21 بقلم سارة علي

رواية عروس من باريس الفصل الحادي والعشرون 21 بقلم سارة علي

رواية عروس من باريس الفصل الحادي والعشرون 21 بقلم سارة علي

عاد ادهم برأسه الى الخلف مغمضا عينيه محاولا الحصول على القليل من الراحة بعد المشادة الكلامية التي حدثت بينه وبين عليا ..
تذكر كلماتها وتهديداتها السخيفة حينما اخبرها بحبه للليديا ورغبته في انتقاء خاتم خاص لها لتصرخ بها بعدما استوعب حديثه اخيرا :
” لا ده جنان .. انت قاصد تستفزني .. لو فاكر انك بكلامك ده هتكون مرتاح تبقى غلطان .. انا مش هسيبك ولا هسيبها .. انا هفضل كابوسك يا ادهم .. واوعدك انك فالأخر هترجع ليا ندمان وتبوس ايدي عشان اغفرلك نزوتك السخيفة دي وساعتها انا هقولك لا ..”
انطلقت بعدها خارجه من الغرفة ليراقب هو خروجها بملامح محتقنة قبل ان يتنهد بحرارة وهو يشعر براحة تتمكن منه جراء انهاء كل شيء بوضوح ولتفعل ما تستطيع فعله ..
افاق من افكاره على صوت رنين هاتفه ليحمل الهاتف وينظر الى المتصل فيجده حسام اخيه ..
اجابه على الفور ليجده يسأل عن احواله وما يحدث فيبدأ ادهم في اخباره اهم المستجدات التي حدثت معه ..
…………………………………………………………..
اغلقت ليديا هاتفها وهي تتنهد براحة .. لقد حجزت في اول طيارة الى فرنسا والتي ستكون في تمام الساعة الواحدة صباحا ..
اتجهت بعد لحظات الى الخزانة لتخرج ملابسها وتضعها في الحقيبة ..
وضعت ملابسها القديمة والتي جاءت بها من فرنسا تاركة بقية الملابس والتي اشترتها من اموال تلك العائلة في خزانتها فهي اصبحت لا تطيق اي شيء من ناحيتهم ..
انتهت من تجهيز حقيبتها فقررت ان تقضي باقي وقتها في غرفتها .. هي لن تخبر اي احد بأمر سفرها .. بل سوف تذهب خفية وتخرج من حياتهم فجأة كما دخلت اليها ..
هي لا تريد ان يعرف اي احد بأمر عودتها الى فرنسا .. 
الهروب بعيدا دون اخبارهم هو افضل حل ..
وقفت امام المرأة تتأمل ملامحها الهادئة بإبتسامة خفيفة وهي تخبر نفسها ان ما حدث كان مجرد تجربة لا بد من خوضها .. وما حدث كان يشابه توقعاتها .. فهي لم تتوقع من تلك العائلة شيء جيد مفيدا لها ..
اتجهت نحو سريرها وجلست عليها متنهدة براحة وهي تتذكر انها بعد ساعات سوف تكون في منزلها وفي بلدها التي لطالما احبته ..
قررت على الفور ألا تترك اي شيء يذكر لهم ولا اي مكتوب تودعهم خلاله ..
هي لا تريد ان يبقى اي رابط بينها وبينهم .. فهذا افضل لها ..
مر الوقت بطيئا حرصت ليديا من خلاله على تأجير سيارة تقلها الى المطار حيث تصل اليها في تمام الساعة العاشرة مساءا ..
وقبلها بخمس ساعات استطاعت ليديا ان تخرج حقيبتها من داخل الفيلا وتضعها في مكان معزول قريب من الباب الخلفية للفيلا وبالتالي سوف تخرج وحيدة مساءا دون ان يشك احدا بشيء وهذا ما حدث بالفعل .. فقد وصلت السيارة في الوقت المحدد وحملت ليديا حقيبة يدها الصغيرة وخرجت بهدوء من الفيلا دون ان يراها احد مستغلة جلوس والدها مع نورا في مكتبه وبقاء يوسف ومراد في غرفتهما ..
وفي غضون دقائق سحبت حقيبتها الضخمة وركبت السيارة والتي اتجهت بها نحو المطار ..
…………………………………………………………….
كان ادهم يجلس في حديقة القصر يتأمل السماء المظلمة والتي تحتضن العديد من النجوم اللامعة بشرود ..
افاق من شروده على صوت مصطفى وهو يحمحم بصوت مسموع قاصدا جذب انتباهه قبل ان يجلس بجواره صامتا على غير عادته ..
التفتت ادهم نحوه متأملًا اياه بتعجب فمنذ متى وهو صامت هكذا ..
” مالك يا مصطفى ..؟!”
سأله ادهم بجدية ليستدير مصطفى نحوه ويقول بتردد :
” انت كويس …؟!”
منحه ادهم ابتسامة خفيفة قبل ان يجيبه :
” انت شايف ايه ..؟؟”
تنهد مصطفى قائلا :
” شايف انوا الكل مقاطعك .. ماما وبابا وتيتة .. وطبعا اكيد لبنى انضمت للحزب من غير ما اشوفها .. حسام بقى بره العيلة .. كل حاجة تغيرت فمدة صغيرة .. كل يوم بنتشتت زيادة وبنخسر بعض .. مش فاهم ليه حصل كده بعد ما كنا كويسين ومترابطين ..؟!”
اجابه ادهم بهدوء متفهما ضيقه من الوضع الحالي :
” عمرنا ما كنا كويسين يا مصطفى .. ومش كلنا كنا مترابطين .. الترابط اللي يتبني على اساس المركز والثروة ميبقاش ترابط .. الترابط اللي اساسه مصلحة مش ترابط .. ولو احنه كنا كويسين مكناش هربنا من كل ده ..”
التزم مصطفى الصمت بينما اكمل ادهم :
” خليك واثق انوا محدش بيخسر اقرب الناس ليه بدون سبب قوي .. بدون سبب لو استمر بيه هيخليه تعيس طول عمره .. وخليك متأكد انوا اهلك اللي بيفضلوا مصلحتهم وفلوسهم عليك ميستحقوش انك تضحي بسعادتك عشانهم ..”
رماه مصطفى بنظرات مصدومة فهمها ادهم على الفور ليكمل شارحا له مقصده:
” انا مش بتكلم عن اهلي تحديدا .. لانوا الموضوع لسه فبدايته واي رد فعل منهم دلوقتي هو رد فعل طبيعي وغير محسوب .. انا بتكلم بصورة عامة يا مصطفى ..”
زفر مصطفى انفاسه وقال بحزن :
” الموضوع طلع معقد اوي يا ادهم .. “
ابتسم ادهم ورد :
” الموضوع ابسط مما تتخيل يا مصطفى بس الناس اللي حوالينا هما اللي معقدينه ..”
هم مصطفى بسؤاله عن سبب فسخ خطوبته من عليا بشكل مفاجئ لكنه اثر الصمت حينما وجد ادهم يعود الى شروده السابق مرة اخرى ..
……………………………………………………………
في صباح اليوم التالي ..
استيقظ ادهم من نومه على صوت رنين هاتفه ليحمل هاتفه من جانبه فيجد نور تتصل به ..
اجابها ليأتيه صوتها قائلة :
” صباح الخير يا ادهم ..”
اجابها بهدوء :
” صباح النور .. ايه متصلة من الصبح كده ليه ..؟!”
” صحيتك مش كده ..؟!”
قالتها بإحراج ليجيبها ادهم مزيلا الاحراج عنها :
” انتي تتصلي بأي وقت يا نونو ..”
ضحكت بهدوء وهي تقول :
” طب طالما شكلك رايق كده انا عازماك على الفطار عندي .. “
قال بخفة :
” فطار مرة واحدة ..؟! “
ضحكت وردت بمزاح :
” عشان تعرف غلاوتك عندي .. ده انا مبعملهاش لإيهاب جوزي ..”
” والله ايهاب ده ليه الجنة ..”
قالها مازحا لتغمغم بإنزعاج مصطنع :
” كده بردوا يا ادهم .. “
اجابها بمرح :
” بالعكس يا نونو هو فيه زيك .. كفاية انوا ايهاب بيه اخد  اجمل وارق نور فالدنيا ..”
” حبيبي .. مستنياك بقى .. مش عاوزة رفض ..”
” هاجي يا نور .. عشان خاطرك بس .. “
قالها بهدوء قبل ان يودعها وينهض من سريره متجها الى الخزانة كي يخرج له ملابس مناسبة يرتديها في يوم عطلته والذي سوف يقضيه بمنزل نور اخته والتي يبدو انها تحاول الترفيه عنه بعد الظروف الاخيره التي مر بها ..
…………………………………………………………….
وصل ادهم الى فيلا اخته نور التي فتحت له الباب مرحبة به بسعادة ..
احتضنها بحنو قبل ان يجد احدهم يركض صارخا نحوه والذي لم يكن سوى ابن اخته الاكبر بينما يتبعه اخيه الاصغر بخطوات متعثرة ..
ابعد نور عنه وحمل الصغير مقبلا اياه من وجنتيه ثم هبط مره اخرى نحو اخيه الاصغر والذي وصل اخيرا وحمله على جانبه الاخر ..
” تعال جوه .. ايهاب مستنيك هو التاني ..”
ابتسم بهدوء وهو يسير خلفها حاملا ابنيها ..
دلف الى صالة الجلوس حيث استقبله ايهاب مرددا بترحيب شديد :
” اهلا بالبيه اللي ناسينا ..”
وضع ادهم الصغيرين على الكنبة ثم اتجه نحو زوج اخته وحياه بنفس الحرارة التي استقبله بها قبل ان يجلسا الاثنان بدوريهما ويبدئان بالحديث حول مختلف الامور والاحداث الاخيره التي حدثت معهما بينما اتجهت نور الى المطبخ لوضع اللمسات الاخيره على الفطور قبل نقله الى الحديقة ..
انتقل الجميع الى الحديقة ليتناولون طعام الافطار سويا  
وسط احاديث مرحة جمعتهم لا تخلوا من تصرفات الاطفال الطريفة الممتعة ..
انتهى الجميع من تناول الافطار لتذهب نور الى المطبخ كي تعد لهما القهوة بينما ذهب الصغيران الى غرفتهما كي يلعبان سويا ..
جلس ادهم مع ايهاب يتحدثان عن امور العمل واوضاع شركات كلا منهما ..
جاءت نور بعد لحظات وهي تتحدث بالهاتف بينما الخادمة خلفها تحمل صينية القهوة لهما ..
جلست نور بجوارهما تتحدث بهدوء وتقول :
” تمام يا حبيبتي .. هستناكم .. اوك .. سي يوو ..”
ثم اغلقت الهاتف ليسألها ايهاب بإهتمام :
” بتكلمي مين يا حبيبتي ..؟!”
اجابته بجدية :
” بكلم ماما .. هتجي هي وبابا ومصطفى يتغدوا عندنا ..”
قال ادهم بضيق :
” ده اتفاق ولا ايه يا نور ..؟! تجيبيني الصبح ويجوا هما بعدين ..”
اجابته نور بصدق :
” لا طبعا مش اتفاق .. هحكيلك .. انا كلمتك عادي وقلتلك تعال افطر معانا .. وماما اتصلت بيا زي ما بتعمل كل يوم وحكينا وقلتلها انك فطرت عندنا .. كانت حزينه عالوضع واللي بيحصل فاقترحت عليها يجوا يتغدوا معانا .. ده كل اللي حصل وهي وافقت عشان حستها فرصة تجتمعوا سوا من غير كلام فنفس الموضوع ..”
” بس انا مش عايز ..”
قاطعه ايهاب بجدية :
” معلش يا ادهم .. عشان خاطري وخاطر نور .. دول مهما كان اهلك .. وانتوا اساسا سوا بنفس البيت .. يعني مش هتفرق كتير ..”
رد ادهم :
” انا اساسا هسيب البيت قريب .. وابتديت ادور على شقة مناسبة ..”
صاحت نور بعدم تصديق :
” انت بتقول ايه يا ادهم .. ارجوك متعملوش كده .. مينفعش تسيب البيت ..”
قال ايهاب محاولا تهدئتها :
” اهدي يا نور شوية .. ملوش لزوم كلام فالموضوع ده دلوقتي ..”
ثم التفت الى ادهم قائلا :
” خليك معانا يا ادهم .. وصدقني مش هتحصل اي حاجة تدايقك .. “
صمت ادهم ولم يرد لكن ظهر الضيق بوضوح على ملامحه ليكمل ايهاب :
” عشان خاطري بقى ولا انا مليش خاطر عندك ..”
قال ادهم بجدية :
” خاطرك كبير اوي عندي يا ايهاب وانت عارف كده .. وعشان خاطرك وخاطر نور هخليني معاكم ..”
ابتسمت نور بارتياح بينما اشار ايهاب لأدهم ان يتناول قهوته وفعل هو المثل ..
يتبع ….
لقراءة الفصل الثاني والعشرون : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا
نرشح لك أيضاً رواية توأمان وقلب واحد للكاتبة إيمان المهدي

تعليق واحد

اترك رد

error: Content is protected !!