Uncategorized

رواية قناع العروس (جبابرة الصعيد) الفصل الرابع عشر 14 بقلم أية أحمد

 رواية قناع العروس (جبابرة الصعيد) الفصل الرابع عشر 14 بقلم أية أحمد
رواية قناع العروس (جبابرة الصعيد) الفصل الرابع عشر 14 بقلم أية أحمد

رواية قناع العروس (جبابرة الصعيد) الفصل الرابع عشر 14 بقلم أية أحمد

 
في حديقة قصر عائله العراب كانت تقف وفي يدها رشاش ماء تسقي به الازهار، كانت مندمجه في ما تفعله، التفتت فجي لتسمع صوت شهقه رجولية  عالية، نظرت الى مصدر الصوت لتجد ادهم يقف وقد ابتلت كل ملابسه بالكامل، القت الرشاش من يده واتجهت له بسرعه، كان الآخر يقف بصدمه وهو ينظر الى نفسه فقد ابتل بالكامل….
ــــ اسفه يا ادهم ولله مخدتش بالي منك خالص….أخرجت منديل  قطني  صغير وقدمته  له وقالت بخجل شديد من الموقف….” خد نشف وشك طيب…. ابتسم واخذ منها المنديل وبداء في تجفيف وجهه ،التقطت أنفه رائحة الياسمين التي تستعملها داما، نظر لها بدقة لأول مرة صحيح انها ابنة عمه ولكن لم يكن يختلط بها ابدا، أطال نظرة بها لتخجل الاخري وتنزل وجهها أرضا…
ــــ ا.انا همشي بقي….وغادرت سريعا من أمامه هاربة من نظراته الغريبه عليها، نظر الي منديلها الذي كان في يده ووضعه في جيب سترته و دخل خلفها…
ــــ ايه ده يا ادهم منالي عمل فيك كده…. قالتها رقيه التي اتجهت لي شقيقها فور أن دخل ملابسه المبللة….
ــــ مفيش يا حبيبتي هروح اغير بسرعه وجي…. اتجه الى غرفته ل يلمحها وهي تدخل الى غرفة شقيقها.
ــــ في ايه يا ادهم هو اول مره تشوفها يعني ما هي قدمك من لما اتولدت اشمعنا بتفكر فيها دلوقتي…..نفض تلك الأفكار التي تلبسته في واتجه الى الحمام الملحق بغرفة…
ــــ حسام انت ماشي ليه انت لسه مكملتش اسبوع خليك شوي…. أغلق حقيبته والتفت لها مع ابتسامه حنونه..
ــــ حبيبتي انا سايب الشغل بقالي ست يام علي تقي والشغل كتير عليها اوي لازم اروح….
ــــ تقي ممم قولتي عشان كده بقي ماشي يا لئيم…. ضيق عينيه وأمسك بها من ملابسها كل مجرمين وسحبها نحوه…
ــــ شامم ريحه مش حلو في كلامك يا اختي العزيزه…. 
ــــ يقطعني انا اقدر بردو يا سي حسام…..قالتها بدرميه جعلته ينفجر في الضحك عليها، ضمها فيجئ وقال 
ــــ هتوحشيني اوي، بصي انا هفتح ادهم في موضوع الشغل عشان تروحي تدربي معاه ماشي علي ما اظن انتي فاضل سنتين صح …. ابتعدت فجي وقالت بلهفه 
ــــ بجد يا حسام اخلف هتقولو….. 
ــــ مم و تقعدي معايا فى الشقه ايه رايك…. 
ــــ عاااا حبيبي انت والله بحبك اوى…. ضمها الآخر بقوة ثم ابعدها برفق وتابع 
ــــ همشي انا بقي وهبقي اتصل بيكي اعرفك هتيجي امتي ماشي…  اومأت له بنعم وابتعدت عنه، قبل جبينها ثم حمل حقيبته واتجه إلى الخارج….
ــــ حسام استني… التفت فوجد رحيم يتجه له، وضع حقيبته أرضا وقال 
ــــ  ايه يا رحيم….  
ــــ عاوز في موضوع مهم اوي  ….. أومأ له الآخر ثم تحركوا معا الي الخارج، توسعت عين الآخر من هول ما سمع..
ــــ انت قصدك ان الي فوق دي مش شهد وانها اختها واسمها عائشه…
ــــ ايوه  ، لحد دلوقتي مش قادر اصدق ان الواطي ده قدر يخدعني وديني لول ان الموضوع عجبني كنت دفنتو مكانو….
ــــ عجبك اذي يعني مش فاهم….سرد عليه لقائه بعائشة في الحديقة  وكيف شغلت باله منذ ذلك الوقت.. 
ــــ  سبحان الله شوف النصيب مش مصدق ده ولا الافلام يا رحيم، بس انت قولت انك عاوز تعرف مكان خلتها طيب وبعدين…
ـــــ هرجعها ليها وبعد كده هكشفو قصاد الكل بس لحد دلوقتي اللي مش فهمه اذي عمل كده في كتب الكتاب يعني انا مسمعتش اسم عائشه خالص في كلام المأذون… 
ــــ هو تقريبا قال نجله السيد خالد سليم الهوري ….
ــــ اكيد كان متفق مع المأذون عشان يلهي في اموضوع، المهم انا عاوزك لما تسافر تروح علي عنونها وتعرف لو ابن خلاتها ده رجع ولا لاء…..
ــــ حاضر، بس تفتكر رد فعل جدك هتكون ايه على الي حصل.. 
ــــ مش عارف يا حسام بس هو لو في مجلس مش هيغلط لانو نفذ كلمهم عائشه كمان بنتو والاكبر يعني كلو تمام….
ــــ طيب انا همشي دلوقتي وهتصل بيك لو وصلت لحاجه…
ــــ توصل بسلام…. غادر حسام ليعود الاخر الى غرفته بهدوء، اخذ هاتفه من على الفراش ونظر الي الغرفه ولكنه لم يجدها، نظر الى باب الحمام الذي كان يصدر صوتا فعلم أنها في الدخل، أخذ الهاتف لكي يطمئن على أمور  العمل ….
……
اغلق باب الشقه بقوه خلفه ومرر عينه في ارجاء الغرفه لتقع عينه اخيرا علي ذلك الجسد الصغير المنكمش بزعر في أحد زوايا الشقه، توقفت عينه اخيرا ذلك الوجه المزعور وتلك العين التي بلون القهوة  التي كانت تنظر له بذعر كبير،  بصدمه كبيره نظر لها هل هذه هي هل من المفترض أن يأخذ بثأره من فتاة لا يتجاوز طولها صدره، افق من تفكيره على صوت شهقتها الباكيه، عاد الغضب في الاندلع دخله وتخيل شقيقته في نفس خوفها عندما أخذها من شقتها هو وولدته، اتجه لها سريعا لتصرخ الآخر بفزع وتحاول الهرب ولكن لم يمهلها فرصة لذلك، امسك يديها الاثنتين بيد واحدة  والآخر حول لسقيها وحملها على كتفه واتجه الى الأسفل تحت صراخها وطلبها النجدة….
ــــ افتح الباب…. القي بها بقوة داخل السياره واركب بجوارها مشيرا إلى مويد بل تحرك….اسمعي كويس يا،بت انتي مش عاوز اسمع صوتك ده خالص لحد ما نوصل ولا ورحمه ابويا ادفنك مكانك واخلص منك وصدقيني هيكون علي قلبي زي العسل فهمه…. 
ــــ قولت فاهمه ردي…..اومئت سريعا وهي تنكمش في باب السياره بقوه وهي تومي له بذعر سريعا، نظر مؤيد لها بشفقة وقال بهدوء.
ــــ اياد اه….. قاطعه الآخر بنبرة لا تقبل أي نقاش.
ــــ مؤيد لو سمحت مش عايز اسمع اي حاجه دلوقتي وصلنا على شقه المعادي لحد ما اشوف هعمل ايه….
ــــ حاضر يا اياد حاضر….. كانت تنظر إلي ذلك الوحش المتجسد في هي إنسان أمامها، وضعت كلتا يديها على فمها في محاوله منها منع شهقتها من الوصول له، تمنت لو ان شقيقها معها الآن، كان يتابع حركتها بطرف عينه يغلي من الغضب كلما رآها لا يعلم لماذا ربما لانه لا يصدق الي الان ان تلك الطفلة كانت من المفترض ان تتزوج أو أن شقيقته أصبحت بديلة عنها، اقسم علي ان يذيق ولدها ما ذاقه هو ويحق قلبه عليها…..
توقفو اخيرا امام احد البنيات في حي هاداء رقي، صعد  فتح باب السيارة وسحبها بقوه منه وهي تبكي، حاولت كثيرا ان تبعده  ولكن هيهات ف الفرق بينها وبينه كفرق بين السماء والأرض من لا يوجد اي مقارنه بينهم، مل من محاولتها الهرب  ل يسحبها بقوه فلم يشعر بنفسه الا وهو يصفعها بقوه جعلته تسقط ارضع من قوتها، فقدت الاحساس بخدها الأيمن قوه الضربه فلم تشعر بعدها بشي كل ما كانت تراه هو صورة مشوشة ثم اختفى كل شي من حولها، حملها بعد أن تيقن أنها فقدت الوعي، وضعها باهمال على الفراش والتفت إلى الخارج مغلق خلفه الباب جيدا، راء مؤيد وهو ينظر له بغضب….
ــــ روح انت يا مؤيد…. تقدم الاخر منه بقوه وقال بصوت صارم لعله ينجح في افاقه صديقه من غفلته….
ــــ اياد انت هتعمل ايه فى البنت ارجوك فوق بقي، متنساش انها اخت عائشه ولو هي موجوده دلوقتي كنت رفضت الي انت بتعمله حرام عليك البنت واللي بتعملو فيها ده هيا قد الكف الي انت ضربته ولها ده ده اانا مش بستحمل حرم عليك متنساش اللي انت اتعلمتوا في الكليه….
ــــ مؤيد قولتلك ما تتدخلش لو سمحت اتفضل انت دلوقتي…. غادر الشقة بيأس من صديقه الذي فقد عقله تماما…
عاد الى الغرفه مره اخره ونزل قميصو والقه باهمال وابتسم بشر بينما عينه تنظر الي تلك الملقاة بإهمال على الفراش غير وعيه إلى ما يحدث حولها….
……….
كان يجلس في شقته بعد أن عاد من منزل عمه الذي اقسم بكل جوارحه أن ينتقم منه وأن يجعله يذوق الذل والمهانه….. 
اخرج هاتفه واتصل على شقيقه…
ــــ يا هلا بعريس الغفله….
ــــ  عريس اي بقي وامك اللي منكده عليه من يوم الصبحيه دي، انت رحت فين..
ــــ سافرت عشان عميد شغل كتير، بعدين ملها امك عملت ايه….. بدء في سرد كل ما حد مته وما فعلته ولدته….
ــــ طيب انت بجد مكملتش جوزك من فرح يا عمر….
ــــ لا يا جواد معملتش كده، كنت عاوزني اعمل ايه ادخل عليها ذي رجل الكهف وخلاص، بعدين انا مش مستعجل كل همي انها تحبني انما كل ده ييجي بعد كده عادي…
ــــ مستغرب اوي يا عمر مش عارف انت مش شبه حد فينا خالص ليك تفكير خاص بيك، حنيتك بتتحكم فيك في كل تصرفاتك…
ــــ لا مش مختلف انت بس الي بتهيألك كده لكن انا ذي ذي اي رجال بس الفرق اني راجل بحب، بحب بحب طفوله ومراهقه وشباب الي لحد دلوقتي في قلبي، مش هتفهمني غير لما تقع على بوزك وتحب انت كمان وقتها هتحس باحساسي….
ــــ مظنش ان ده هيحصل انا مش هحب يا عمر انا مش انت انا قلبي اسود مينفعش معاه الحب….
ــــ متقولش كده انت طيب انا عارفك يا جواد انت بس الي مغلفه بسواد  سيب نفسك يا جواد بلاش تفكير في حاجه قديمه مالها اي فايده….
ــــ سلام يا عمر…… اغلق الهاتف مع شقيقه ثم نظر الي هاتفه وفتح احد الملفات لتظهر امامه صورة تلك القطة الصغيرة، ابتسم وهو يمرر يده على ملامحها، توقف في عندما تذكر ما ينوي أن يفعله بها، ضغط علي هاتفه بقوه وكانه يحاول ان ينفذ عن غضبه الشديد….
ــــ مش هضعف ابدا ابدا….
………..
في احد الدول الاجنبيه، كان يجلس على فراش وسع وبجواره فتاة ترتدي ملابسها، القي لها رزمة من المال وأشار لها بالمغادرة، اخذت الفتاة  ورحلت دون ان تهتم لأي شيء فقد اعتادت على ذلك أن تلقي بجسدها في احضان الرجال مقابل بعض الورقات النقدية، سحب من سيجارته وهو يخرج كمية كبيرة من الدخان من فمه وهو ينظر أمامه بشرود، أخذ هاتفه وقال بصوت مخيف…
ــــ الي ماذا توصلت هل علمت اين هي الان….
ــــ لا يا سيدي لم نعلم شي عنها ولكنها لم تمت في الحريق لا تقلق امهلني بعض الوقت وسوف احضرها لك اعدك….
ــــ يجب عليك فعل ذلك حياتك مقابل وجودها… اغلق الهاتف و ابتسم بشوق كبير وهو ينظر الي تلك الصورة التي كانت تملأ الجدار…
ــــ هوصلك يا سربي هوصلك وقتها محدش هبعدك عني تاني يا حبيبتي هههههه……
(رمز الحازمي…. الابن الوحيد لسعد الحازمي  في الثالث والثلاثين من عمره مهووس مريض كل ما يريده لا يرتاح الي ويحصل عليه يعمل في تهريب الاموال والاسلحة  والممنوعات،  يمتلك جسد رياضي بملامح شرقيه اصيلا  يعشق سراب الى حد الجنون، كل ما يهمه هو مصلحته فقط) 
كانت في حديقة القصر تتجول في المكان بعد أن سمح لها حازم بذلك،  كان المكان هادئ هواء نقي يرد الروح،  اغمضت عينيها وهي تستنشق كمية كبيرة من الهواء الذي دعب وجهها برقه،  توقفت امام شجره توت كبيرة،  توسعت عيونها بفرحه كبيره وهي ترى ثمرها الحمراء المائلة للسواد،  توجهت لها سريعا وبدات  رفع نفسها لكي تتمكن من أمسك أحدهما ولكنها لم تستطع،  ظلت تحاول الي ان شعرت بذراع كبير تلتف حول خصرها وترفعها الي الاعلي،  التفتت بشهقه لتجد حازم يبتسم، لها واشر لها بعينه علي التوات،  لتبدأ في جمعه سريعا بسعاده،  انزلها بعد أن جمعت ما يكفيها منه،  نظرت الي يدها الممتلئ بالتوت الأحمر وبدأت في تناوله بسعادة كبيرة….
ــــ خد دوق طعمو حلو اوي  …. اخذ منها وخده وتنولها، اعتاد منذ ان كان صغير علي جمع حبات التوت من أجل شقيقته،  نظر لها وهي تتناول التوت بستمتع كبير،  ابتلع ريقه وهو ينظر لتلك الكرزتين التي تتحرك برقه،  مرر عينه في الأنحاء فلم يجد احد،  سحبها له الي ان توقف خلف تلك الشجرة ومال نحوها سريعا يروي نفسه من رحيق شفتيها يطفي تلك النار التي اندلعت دخل بسببها  تلك الحسناء التي تستولي على قلبه بغير اردته،  ابتعد عندما شعر بها تتخبط بين يديه،  نظر إلى وجهها المحمر بخجل وصوت انفسها العالي الذي ملأ المكان،  أسند جبينه علي خصتها ….
ــــ كنت عارف ان ده هيحصل من اول ما شفتك وانا حاسس انك خطر عليه بس متوقعتش انك تخديه بسرعه دي….نظرت له بجهل إلى ما يقوله..
ــــ م مش فاهمه، انا مخدتش حاجه…..  مرر يده على وجنتها المتوردة نزولا الي شفتها ليمرر بهمه عليها ببطء وقال بينما المسافة بينهم منعدمة تقريبا….
ــــ لا اختي اختي قلبي مني من غير ما احس بدا، من اول مره شفتك فيها في المقر وانا حاسس بانجذاب غريب ليكي حاولت ابعد عنك بس القدر حطك في وشي، قولتلك قبل كده ان العبه دي شكلها هتقلب جد، وهي قلبت وحبيتك فعلا….
ــــ حبتني   ….. 
ــــ مممم غريب مش كده، بس مش عارف اذي ولا امتي بس قلبي بيدق جامد لما بشوفك كل حركة منك بتلفتني مش بتبعدي عن تفكيري ولو لحظه، خلاص مبقتش قادر، ابعد عنك….
ــــ حازم انت بتقول ايه انت متاكد انك بتحبني انا، انا….  أحاط وجهها بين كفيه بحنان
ــــ انتي ايه يا سراب… 
ــــ اانا منفعش حد، انت المفروض تاخد وحده تليق بيك مش وحده عمها قال ابوها وامها ويتاجر في السلاح….
ــــ هشش اوعي تقولي كده تاني فاهمه انتي تشرفي اي حد ابومي كان ليه سمعتو وسط الناس رجل طيب وكويس وعمر حد ما سمع حاجه وحشه عنو، وبنسبه لعمك وابنه  ف سمعتكم تخصهم ملكيش دعوه بيها….. بكت بحزن على حالها، شعرت به وهو يحتضنها بقوة لتدفن هي الاخره وجهها في عنقه….
ــــ مش عايزك تنزلي الدموع دي تاني فهمه، دموعك غاليه عندي  ….. نظرت له بسعاده ممزوجه بخوف من ما يحدث دعت الله أن لا يأخذ منها هذه السعادة كما أخذ منها كل شي، افقت على صوت أتى من خلفهم…
ــــ ايه اللي بيحصل ده، بعد  كده يا بن عمي مش فيه لك واوضه ولا ايه…. قالها كامل بسخريه وهو ينظر الي حازم الذي التفت بحده وضعا سرب خلفة ، لا يحبه مطلقا لا يطيق وجوده منذ ان كانوا صغار و كمال هذا لا يتحمله ابدا لا يتقبله…
ــــ انت شايف واحد ومراته واقفين مع بعض لوحدهم جي نحيتهم ليه….
ــــ ولله المكان ملك للكل امشي براحتي وذي ما قلت ليك اوضه تحب فيها….
ــــ كمال احترم نفسك احسن لك وغور من وشي….
ـــــ اتكلم كويس يا حازم انا مش بلعب معاك عشان تقولي غور….
ــــ انا اتكلم ذي ما انا عاوز…. ضغطت سرب على ملابسه من الخلف بخوف من صوتهم العالي….
ــــ ايه المدام خافت ولا ايه…. لم يتحكم الآخر في غضبه ليهجم عليه فور انتهائه من جملته، صرخت سراب بذعر بعد أن رات حازم فوق كمال يسدد له الكمات…. أتى علي صوتهم الغفر الواقفين امام البوابه الرئيسيه، اخيرا نجحوا في ابعد الاثنين عن بعضهم، كان كل منهما ينظر الى الآخر يكره وكانهم ألد أعداء وليسو اولاد عم…
ــــ حازم كمال ايه الي بيحصل هنا….
ــــ جدي انا كانت وقف انا ومراتي في حلانا هو الي جه وبدي يلقح بل كلام…
ــــ وياطر كنت بتعمل ايه انت ومراتك….
ــــ احترم نفسك، بدل ما اجي اكمل عليك فهم….
ــــ تعال وريني هتعمل ايه….  صاح الجد بصومه 
ــــ بس انتو الاتنين، تعلو وريه…. غادر إلى الدخل وخلفه كمال، بينما اخذ حازم سراب واتجه بها الى الدخل…
ــــ اطلعي فوق لحد ما اجيلك…غادرت سريعا بينما هو اتجه الى مكتب…
………
في نفس الوقت في القاهرة 
تململ بانزعاج و بدأ في الاستيقاظ بعد أن نام مدة لا يعلم مدتها، توقفت عيناه على تلك الغافية بين ذراعيه كم أحلم بهذه اللحظة ان يستيقظ يجدها تتوسد صدره، قبل جبينها بحب كبير، نهض ببطء ووضع راسها علي الوسادة ثم اتجه الى خارج الغرفه، في الأسفل كان الهدوء يسود المكان نظر إلى ا الساعة التي كانت تتوسد الحائط، ليجدها تشير الى الثاني عشر بعد منتصف الليل عقد حاجبيه باستغراب من استغرقه كل ذلك الوقت في النوم فهو لم يفعل ذلك من قبل، ايقن ان وجودها بجوره يريحه بطريقة لا يعلم ما هي، فتح حاسوبه المحمول وبدأ  في العمل الذي كان قد تراكم عليه في الفترة التي قضاها في القصر.
ــــ الو ايوه يا عبدالرحمن ابعتلي كل حاجه واعمل اجتماع بكره الساعه تسعي عاوذ الصفقة الجمارك تكون جاهزه عشان نتناقش فيها…
ــــ حاضر الف مبروك….
ــــ الله يبارك فيك يا عبدالرحمن عقبال ما تفرح بابنك…
ــــ يا رب يا بشمهندس…. الغلق الهاتف وعاد تركيزه علي شاشة حاسوبه، اعتاد الهدوء في فيلاته فمعظم الوقت يكون وحيد بها لا يوجد معه أحد فهو يمنع مبيت الخدم في القصر الي في الحالات الطارئة لا يوجد سوى السيدة حكمت، ولكن الآن لديه زوجة تمني لو حصل على طفل بل اثنين أو ثلاثة يملأ عليه الفيلا بأقدمهم الصغيرة هنا وهناك، بقي قليل قليل فقط ويتحقق حلمه في تكوين عائلة خاصة به.
في نفس الوقت قد استيقظت بعد ان شعرت ان هناك شي ما ابتعد عنها، نهضت بنصفها العلوي وهي تمسح وجهها بكف يدها لتجد الغرفه  مظلمه لا يضيئها سوى مصباح صغير بجوار السرير، انتفضت من مكانها سريعا وفتحت باب الغرفة لكي يدخل ضوء الممر الي الغرفة، نظرت حولها بخوف اين هو، فبعد أن تناولوا الطعام صعد بها الى الاعلى ولم تشعر إلا وهي تنام بين ذراعيه كل خرقاء تماما، اتجهت الى الأسفل وتحاول ان تتذكر اين هي غرفه المكتب لعله يكون بها، وصلت إلى الأسفل لتجد نفسها تلقائي تدني باسمه بصوت عالي لعله يأتي لها، كان الآخر على وشك انهاء عمله عندما سمع صوتها لينهض سريعا واتجه الى الخرج، وجدها تقف في منتصف الفيلا،  اقترب منها وقبل ان تتحدث وجدها تهتف بعتاب وخوف ….
ــــ انت ليه سبتني لوحدي في الاوضه وكمان قفل النور عليه مش عارف اني بخاف انام لوحدى فى الضلمه، والبيت كبير اوي كنت خيفه لوحدي…..  قالتها وهي تنظر له بغضب محبب الي قلبه، ابتسم الاخر وكانها لا تعاتبه بل تعترف له بحبها، مجرد التفكير انها تشعر بالاطمئنان بالقرب منه يعطيه امل علي المضي قدما وأنه اقترب خطوة من الحصول على قلبها، امسك يدها التي كانت تضمها امام صدرها  وسحبها لتصبح قريبة جدا منه 
ــــ اسف يا حببتي بس فكرتك هتكملى نوم لصبح، تعالي…. دخل بها الى المكتب بينما هي تسير خلفه كل مغيبه تماما، نظر لها بحب ثم جلس على كرسيه وسحبها لتستقر في حضنه كما فعل سابقا، نظرت له بتوتر ممزوج بخجل من قربه منها ولكن ما أن توقفت عينها على مكتبه حتى اشتعل بها حس الفضول لتبدي في العبث بكل شيء أمامها متناسية   ايه تماما، ابتسم وهو يرى تلك الطفلة التي استحوذت عليها، وجدها تمسك أحد الكتب وقالت بفضول…
ــــ انت بتقرأ روايات ذيي….. اخذها منها وقال بلطف
ــــ يعني من وقت لتاني لو عندي وقت فاضي بقراء شوي…. بخجل وهي تضع احد خصلاتها خلف اذنها وكانها تطلب شي اكبر منه 
ــــ طيب ممكن اخدها اقرها…بستمتاع كبير رد وهو يتبع تعبير وجهها 
ــــ اكيد بس في مقابل يا تاج احمد….
ــــ تاج احمد…. همهم لها وهو يقترب منها  الي ان اصبحت المسافة بينهما منعدمة تقريبا 
ــــ اه انتي تاجي انا وحدي،  المهم دلوقتي هتديني الي انا عاوزو مقبل الرواية ….. 
ــــ ع عاوز ايه طيب انا مش معايا حاجه….
ــــ تو تو معاكي كتير، وده اهم حاجه عندك….. سلط تركيزه،على شفتيها التي كانت تضمها برقه لي فقط اخر ذه تعقل يملكها عندما فتحتها لكى تتحدث ولكنه ابتاع بقي كلامها في قبلة شغوفة اذبتها واخذته هو الي عالم اخر،لم ينجح في ضبط نفسه أمامها  تلك الصغيرة تتعبه حقا، أخيرا قد أطلق  سراح شفتيها لأخذ الآخرة انفسها بصوت عالي وهي تنظر له بصدمة ممزوج بخجل من ما فعله، كد ان يتكلم ولكنه دهش عندما دفنت وجهها في حضنه سريعا، تلك الحمقاء لا تعلم ما فعلته به بحركتها البراء العفوية تلك، قبل رأسها بعد أن مرر أنملة في خصلات شعرها الناعمة، أخذ منها خصلة وقربها من أنفه يستنشق عبيرها بقوة….
ــــ بحبك بعشقك صدقيني مش عارف بيحصل ايه بفقد سيطرتي على نفس من اقل حركه منك، مش قادر يومين يومين بس وانتي معايا هتجنن بسبب مش عارف هعمل ايه بعد كده….. نظرت له الاخري بضياع وعدم استيعاب لحديثه، ربما لسنها الصغير لم تدرك ان من يجلس أمامها غارق في بحر عشقها منذ زمن بعيد….
ــــ  مش عاوز اشوف الحيرة دي في عينك، انا هكون صريح معاكي انا بحبك، بحبك من لما كنتي بتعملي شعرك اللى يجنن ده ضفيرتين وبتجري وري رحيم في كل حته، من وقت ما كنتي بتعيطي عشان مش عارفه توصلى لشجرة التوت وتاخدي منها، يمكن متفتكريش ده بس انا لسه فاكر كل حاجه، انا هستني لما تحبيني زي ما بحبك بس ياريت مطولش لاني مش ضمن نفسي…. احمرت بخجل شديد وعادت اسند راسها على صدره تتذكر كلام شقيقها أنها سوف تتزوج رجال بكل معنى الكلمة…
ــــ عارف انت بتفكرني برحيم اوي هو ذلك ده بضبط…
ــــ طبيعي مش صديق عمري، عارفه رغم العداوة الي بين العلتين، الى اننا فضلنا أصحاب ولحد دلوقتي، انتي كنتي حلم بعيد عني بعيد اوي يا رتاج حلم كان بنسبه لي مستحيل، ودلوقتي اتحقق مستحيل اسيبك هتفضلي معايا لاخر نفس فيا…
يتبع ……
لقراءة الفصل الخامس عشر : اضغط هنا
لقراءة باقى فصول الرواية : اضغط هنا

اترك رد

error: Content is protected !!