Uncategorized

رواية قناع العروس (جبابرة الصعيد) الفصل السابع عشر 17 بقلم أية أحمد

 رواية قناع العروس (جبابرة الصعيد) الفصل السابع عشر 17 بقلم أية أحمد
رواية قناع العروس (جبابرة الصعيد) الفصل السابع عشر 17 بقلم أية أحمد

رواية قناع العروس (جبابرة الصعيد) الفصل السابع عشر 17 بقلم أية أحمد

كانت تقف معه في غرفة النوم وهي تنظر حولها بتوتر وخجل بينما كاس العصير الذي في يدها قد انتهى، راته وهو يتجه لها ويحمل في يده حقيبة  ورقية واقترب منها…
ــــ لقتها، ايه رايك في الشقة….. ابتسمت وكدت أن تجيبه ولكنها تفاجئت براسها الذي بدأ في الالتفاف، نظر لها بابتسامة كبيرة وهو يضع الحقيبة بجوار الفراش باهمال  واقترب منها ببطء، بينما الاخره كانت تضع يدها على راسها لعل ذلك الشعور يذهب ولكن لا فائدة، نظرت له وقالت بوهن وضعف..
ــــ ابية راسي بتلف ووجعني اوي ع..عاوز ارجع البيت…. لف يده حول خصرها وقربها منه بعنف وقال بصوت تحوال تماما ليصبح اقسي وابرد…
ــــ ومين قال انك هتخرجي يا روح ابيه انتي مش هتخرجي غير لما انفذ الي انا عاوزو الاول…. ابعد إحدى خصلات شعرها التي تسللت الي وجهها وقال بصوت هامس…”استنيت الحظه دي كتير اوي يا همس….” فور ان انتهي كلامه حملها بين يديه بسهولة واتجه الي السرير، القها عليه بقسوه وبداء في نزع ملابسه ببطء بينما عينه لم تفارق عينيها الزباله المليئة بدموع الخوف. 
كانت تره وهو ينزع ملابسه ليصبح عاري الصدر بينما تلك الابتسامة المرعبة لا تزال تزين وجهه، حاولت كثيرا ان تنهض او ان تتحرك ولكن لا فائده وكان جسدها شل تمامها.
ــــ ا.ابية… ا.انت..بت.عمل..ايه….. 
ــــ  بعمل الي هيكسر ابوكي يا عمر ابيه… لم تشعر بعدها لي بثقل جسده الضخم عليها ويده التي تسللت الي ملابسها وبدأ في نزعه عنها……
بعد مرور نصف ساعة،  ابتعد عنها وهو ينظر الى جسدها الصغير العاري امامه وتلك العلامات التي زينت عنقها ومقدمة صدرها الابيض، ادر وجهها ناحيته مبعد شعرها إلى الخلف ببطء و ابتسم بتهكم ونهض من عليها بعد أن غطى جسدها الصغير بغطاء السرير….
………….
دخل خالد إلى المنزل الذي كان سوف يقابل فيه اياد، نظر الى المكان الخالي من الناس فقد كان يعتبر في منطقه مهجوره،  دخل بعد أن وجد الباب مفتوح، كانت اعصابه مشدوده منذ ان رأي ابنته في ذلك الوضع وهو يكاد يجن. 
التفت عندما سمع صوت اقدام اتيه من خلقه، نظر الي اياد الذي ابتسم بسخريه وقال..
ــــ جيت بدري يعني، كويس كنت هزعل اوى لو اتأخرت.
ــــ بنتي فين يا كلب عملت فيها ايه… قالها خالد يصرخ بعد ان هجم علي اياد الذي لم يتحرك أو يعطي أي رد فعل علي ما يقوم به….
ــــ عاوز تعرف انا عملت ايه في بنتك عملت الي الواحد بيعملو مع مراته ههههه… لكمة خالد بقوه وهل بجنون وهو يوجه مسدسه نحوه…
ــــ هقتلك يا كلب هتكلك….
ــــ تو تو ليه كده بس فاكر الوضع بسهوله دي يا خالد لا، لو انا مت فديوهات بنتك هتملي البلد وكل الموقع ابقي وريني ها ترفع وشك في وش الناس اذي بعدها يا ابن الهوري….نظر له خالد بعجز اول مره في حياته يعجز إلى هذا الحد، انزل سلاحه وقال بالم وكسرة …
ــــ عاوز ايه وترجع لي بنتي والفديوهات الي معاك….
ــــ احبك كده وانت بتفهم، عاوز ايه فانا عاوز اتجوز بنتك…..نظر له خالد بصدمه وهو لا يستوعب ما يطلبه منه، ظن أنه يريد المل  او اي شي اخر الي ان يتزوج ابنته الصغيرة…
ــــ علي جثتي اجوز بنتي لواحد زيك…
ــــ ليه بس الغلط ومالي انا يا خالد بيه مش قدر المقام علي العموم انا مش بخيرك ده امر المأذون جي في الطريق وهتكون وكيل بنتك النهارده والي ورحمه ابويا هكون مشير صورها في كل مكان ابقي وريني بقي من الي هتف في وشها بعد كده….. لم يمضي كثير من الوقت حتى اتي مويد وهو والمأذون وشخص آخر، نظر لهم خالد بضعف واغمض عينيه بألم وهو يرى ما حال في ابنته بسبب أفعاله فلو كانت في القصر لما تجرأ احد واقترب منها، جلس خالد امام المأذون وامسك يد اياد بقوه وهو يحاول قدر الامكان الا تدمع عينه على ما سوف يفعله الان….
ــــ (بارك الله لكما وبارك عليكم وجمع بينكم في خير) انتهى المأذون من عقد القران ليغادر مع مؤيد والشاهد الآخر والذي لم يكن ألي عامل  يعمل في المقر…
ــــ احساسك ايه بقي، اهو ده نفس احساسي لما دخلت بيتي واخت امي واختي ورحت جوزتها من غير ما تقولي…. نظر له خالد بصدمه… “ايه مصدوم ايوه أنا ابن خديجة اياد، دلوقتي بقي ايه رأيك جربت نفس الشعور الي انا جربتو….
ــــ بس عايشة بنتي وانا حر فيها….
ــــ لا مش بنتك ولا عمرك هتكون ابوها انت واحد واطي متسواش حاجه مش رمتها هي وامها عشان تردي مراتك الأولة  ها  ، امي فين انطق….
ــــ مش لما تقولي بنتي فين…
ــــ بنتك خالاص بقت مراتي يعني تنسها تنسي ان كان عندك بنت اصلا وانا اختي هجيبها منك وامي كمان وصدقني لو حد لمس بس لمس شعره من امي والله في سماه ها حسرق  علي عيلتك كلها يا خالد يا هوري….. غادر بعد ذلك مباشرة أما  خالد الذي انهار على الأرض وهو ينظر إلى نفسه باسف فها هي ابنته الاخر قد فقدها.
عند اياد فبعد أن غادر المكان عاد إلى الشقة  ليجدها  هادئة ، نظر إلى تلك المقيدة في الفراش بلا حول ولا قوه، عقد حاجبيه بانزعاج عندما رأى تلك الدماء التي تغطي يديها فيبدو أنها قد حركتها كثيرا لكي تفك وثقها، اقترب منها وجلس امامها ليجدها قد بدأت في الاستيقاظ بتعب، مد يده نحو يدها وبداء في فكها  ،انزل يدها لتصدر الآخرة أنين عالي بألم شديد وجسدها الذي انكمش حول نفسه فقد ظلت مقيدة مدة طويلة من ما جعل يدها تألمها، لعن في سره فقد نسي تلك النقطة تماما، انزل كلتا يديها وبدأ في تدليكها برقه وحنان بينما يرقب دموعها التي لم تتوقف عن الهطول.
ــــ افتحي عينك يا شهد…. نظرت له بوهن شديد وهي غير قادرة على الحركه، مرر يده على جنب وجهها ثم ابعد الشريط اللاصق عن فمها ببطء بينما الآخرة فقط كانت تبكي من ما يحدث بها، بدأت أخيرا في تحريك يدها بألم وهي تحتضن نفسها ولكنها تريد أن تحمي نفسها وجسدها منه….
ــــ متقلقيش انتي خلاص بقيتي مراتي يعني مفيش داعي انك تخبي عن عيني اي حاجة…. نظرت له بصدمه وهي ترتجف اكثر من حديثه كيف ومتى أصبحت زوجته…
ــــ وريت ابوكي كام صوره من الي معايه علي كام فديو كده وخليتو يوافق على جوزتا غصب عنو…… بكت بألم وهي تنفي براسها بذعر ما قام به هل كثر ولدها هل كسر بسببها ،يا الله، لا لا لن يستمر ذلك يجب أن تفعل ما كان يجب أن يحدث منذ البداية لا يجب أن تستمر في الحياة بعد أن كانت سبب في كسر ولديها، لحظ الآخر شرودها الطويل وراء في عينيها نظرات خاوية تماما من اي شي، حملها سريعا رغما عنها واتجه بها الي المرحاض ووضعها على حافة حوض الاستحمام…
ــــ خدي شور بسرعه عشان تكلي يلا…..
………
كانت بجواره في السيارة في طريقهم للعودة فبعد اعلم رحيم بما حدث جن جنونه فهو إلى الآن لا يعلم ان هي شقيقته الأخرى، شجعت نفسها وهي  تضع يدها على يده في محاولة منها لكي توسيه، التفت الآخر على حركتها التي فاجأته، ابتسمت له بخجل وهي تطبطب علي يده…..
ــــ متقلقش كل هيكون تمام….. امسك يدها وقبلها بحب كبير، انزال الآخرة رأسها الي الاسفل بخجل من ما فعله، توقفوا أمام قصر الهوري ترجي  وامسك  يدها واتجه الى الداخل. 
في الاعلي دخل حازم الى غرفته وعلى وجهه ابتسامه سعيده…
ــــ حقق رجع يا سربي لبس بدله الحمره خلاص… نظرت له بعدم تصديق ليحتضنها الآخر ويدور بها بينما هي كانت شاردة، انزلها بعد ان تعجب من صمتها، تعجب من دموعها التي اغرقت وجهها…”حبيبتي مالك ايه اللي حصل انت مش فرحانه عشان اخد اعدام وحق اهلك رجع….. نفت برأسها وهي تعود الى حضنه مرة اخرى….
ــــ لا بس، خلاص كده انت هتسيبنى عشان المهمة خلصت صح، هرجع تاني مصر.
ــــ مين قال كده انتي هتفضلي مراتي لآخر نفس فيا مستحيل اتخلى عنك….
ــــ انا مش هقدر اعيش هنا يا حازم دول غيري انا مش زيهم انت هتروح شغلك وتسبني هنا لوحدي وانا مش هقدر كل واحد هنا أشد من الثاني…
ــــ انا مش هسيبك انتي هتسافر معايا ولما اجي هاتيجي معاي مستحيل اخليك هنا لوحدك متقلقيش، انتي هتفضلي مراتي يا سراب انا كلمت اللواء عصام وقلت له ووفق متقلقيش.
ــــ ماشي…..
ــــ يعني انتي موافقه تكميلي معايا بقي حياتي…. اومأت له وهي تبتسم بسعادة ، تنهد براحه وهو يضمها بقوه له…*”بحبك” 
ــــ وانا كمان……
في الأسفل كان كمال يتجه الى الخرج ليتوافق امام احمد الذي كان يتجه إلى الدخل وفي  يده رتاج التي كانت تنظر حولها بتفحص، توقفت عيني كمال على جسدها الصغير وهو يبتسم بخبث ورغبة كبيرة فلم يتوقع ان تكون بهذا الجمال، لحظ احمد نظرت ابن عمه الذي يعرفها جيده، نظر له و الشرار يتطاير من عينه وبصوت كل رعد جعل الآخر ينتفض..
ــــ نزل عينك بدل ما اخلعها لك يا كلب….. نظر كمال الي احمد بغل وكره كبير فهو دائما ما يحصل علي كل شيء حتى عندما تزوج تزوج فتاة فاتنه..
ــــ براحه يا ولد عمي،حصل ايه لكل ده.
ــــ يظهر انك نسيت انا مين لو عايز افكارك معنديش مانع بس صدقني مش هيعجبك الي هعمله. 
ــــ وعلي ايه يا عم انا لسه في عز شبابي محدش قالك اني عندي الزهايمر عشان انساك، سلام يا عريس…. تخطاه متجه الي الخرج، بينما رتاج كانت تتمسك بملابسه بقوة وهي ترجف من الذي يحدث امامها..
ـــــ يلا يا تاجي اوصلك فوق عشان اشوف جدي….. اومأت له واتجهوا الي الاعلي غير منتبهين من وجود سميه التي كانت تنظر لهم بكره وابتسامه علي وجهها من عودتهم….
خرج الآخر والحقد قد وصل إلى حده الأقصى، كل ما يفكر به هو كيف يتخلص من أحمد في اسرع وقت ممكن,  توجه الي المزرعه لكي تلتقي بولده، في نفس الوقت راء  سيارة تتوقف أمام باب المزرعه، رفع احد حاجبيه عندما رأى فتاة ترتدي بنطال جينز وعليه قميص يصل الى اسفل ركبتيها وحجاب يغطي شعرها اما عينيها التي كانت  بلون العسل الصافي مع وجنتين متورده، دخلت الى المزرعه بحماس تحت نظراته المستغربة من تلك الغريبة ، سار خلفها ليجدها تتجه إلى مكتب والده، سمعها  وهي تتحدث إلى ولده بفرحه وتلك الابتسامه البراء التي ترسمها علي وجهها تجعله يشرد بها،  افق على صوت والده الذي يلحظ وجوده على باب المكتب.
ــــ تعال  كمال في ايه…. جلس على احد المقاعد وعينه لا تزل تنظر له من ما جعلها تخجل منه كثيرا وتستأذن الانصراف، ما ان خرجت حتى التفت الي والده وقال 
ــــ  مين دي…
ــــ دي الدكتوره رنا دكتوره بطريه جبتها عشان حسيت ان الموشي تعبانه شوب….
ــــ تمام بس باين عليها مش من هنا…
ــــ ايوه من القاهره بس خالها ساكن هنا وهي قاعده عنده هو اللي قالي عليها….
ــــ عاوز اسالك، تعرف حد من مطاريد الجبل…  نظر الي ابنه باستغراب وقال 
ــــ ليه… 
ــــ كده عارف ولا ادور انا بنفسي…
ــــ كمال وبلاش تتهور الغلطة بفورة اسمع الكلام مش بطريقه اللي بتفكر بيها…
ــــ انا خلاص جبت اخرى منو، مقدميش غير الحل ده، ان ما حرقت قلوبهم عليه مبقاش كمال الهواري….
ــــ خلاص هدلك  عارف  واحد يوصلك رئيس المطريد بس هتقولي كل حاجه عايز تعملها  ……. ابتسم بعد ان اوشك على ان ينتهي من أمر ذلك المزعج الذي ياخذ كل شي منه، نهض واتجه إلى الخارج ليلفت انتباه صوت ضحكات رقيقة جدا، اتبع مصدر الصوت ليصدم عندما  رآها وهي تحمل المعز الصغيرة حديثة الولادة بسعاده وتلعب معها كل اطفال، أطال التحديق بها بعض الشيء ثم تابع طريقه إلى الخارج وهو يحاول أن ينفض تلك الافكار عن راسه.
………..
فتح عينيه بعد سبات طال كثيرا، تململ بانزعاج ليتوقف عندما شعر بجسد أحد عليها، توسعت عيونه بصدمه وهو ينظر لها وهي غافية في حصنه بعد قضائهم ليلتهم الاولى معا،  مشاعر كثيرا ملئت قلبه وأكثرها هو السعاده، ذد من ضمها بفرحه كبيره فلم يتخيل  ابدا ان تطلب هي ذلك، صحيح انه اخبرها انه لن يلمسها إلى اذي أحبته، هل فعلت؟؟!.
هذا السؤال طرح نفسه بوضوح هل احبته كما احبها ربما من المستحيل ان تحبه بقدر ما يعشقها هو لكن يكفيه أن تكن له الحب في قلبها، أفق من دومة مشاعره عندما شعر ببرودة على صدره، اعتدل برأسه وهو ينظر لها لتتسع عيناه عندما رأى أثر البكاء الوضح عليها بينما لا تزال الدموع تبلل وجهها، مرر يده سريعا بقلق على وجنتها وقال بخوف…
ـــــ فرح حببتي، فرح انتي كويسه فوقي بتعيطي ليه…. فتحت عينها بتعب شديد وهي تستمع الى صوته الملهوف القلق، حاولت ان تبتعد بصمت ولكنه لم يسمح لها لينهض بجزئه العلوي ووضعها في حضنه بعد أن رفع عليها غطاء السرير و يحيطها بذراعيه….
ــــ في ايه يا روحي ايه اللي حصل، موجوعه طيب….. دفنت وجهها وانفجرت في البكاء وهي تضع وجهها بين يديه، الم كبير ضرب جدران قاله بقوة من أن تكون قد ندمت علي اقترابه منها….. “في ايه  يا فرح متوتر نيش ايه الي بيحصل طيب انتي مش كنتي عاوز ده يحصل بيننا….دون وعي نفت براسها وهي لا تذل تنكمش في حضنه..
ــــ لا لا يعنى ايه؟ امل انتي عملتي كده ليه ليه خلتيني اقربلك…ابعدها عن حضنه ونظر الي وجهها الذي تخفيه بين يدها…”  فرح ردي عليه متجننيش ايه الي خلاكي تعملي كده انتقي…. توقف عن الحديث في وتوسعت عيونه بعد ان أدرك ما حدث….
ــــ ماما امي هي اللي طلبت منك كده امي جتلك بعد ما انا خرجت صح……لم تستطع حتى ان ترد عليه من الخوف….” انا سالتك سؤال حصل ولا لاء جوبي من غير كذب لاني وقتها صدقيني مش هيعجبك اللي هعمله انطقي…..
ــــ ا.اي.وه. ق.قلتلي…ه.هتخ.ليك..تط.لقن.ي.وهتف.ضحني….مش ع.عوز…ابعد عنك…انت..الو.وحيد الي..عا.مل.لني كويس وحبني..مش عا.وز ا..بعد عنك… انا اسفه اسفه….. تجمعت الدموع في عينيه وهو ينظر لها بذهول من حديثها، لا يعلم ما عليه فعله هل يضمها ام يؤنبها على ما فعلته ام ماذا يفعل لا يعلم حقا اصبح مشتت، نظر لها بحزن شديد وهو يرى انهيارها بتلك الطريقة، في النتيجة الخطي لا يقع عليها بل عليه هو وولدته فلو كان قد تريث بعض الشي وسالها لربما قد أخبرته بما تخفيه…..
ــــ فرح كفايه اهدي شوي تعبتي من العياط، خلاص اهدي حقك عليا اسف اني اتسرعت بس اهدي ارجوكي….. احتضنها بقوه وقلبه يحترق من الالم والندم علي صغيرته التي قد دمرها بسبب تسرعه ووالدته التي سوف يجعلها تندم علي ما فعلته، هدات تدريجا في حضنه لينهض ويتجه بها الي الحمام…
خرج بعد قليل من الوقت وهو يسندها لكي تسير بينما يمسك بيدها بحنان، وضعها علي الفرش وسحب من حول عنقها المنشفه وبداء في تجفيف شعرها بحنان كبير، اغمضت  عينيها وهي تستشعر يدية التي كانت تتحرك علي شعرها ببطء….
ــــ عمر…. انزل نظره لها عندما اسمه يخرج منها، جلس أمامها وهو يبتسم بحب بينما احتضنت يديه يدها بحنان…'”انا اسفه متزعلش مني…..
ــــ انا مش زعلان انا متضايق من نفسي يا فرح مضيق اني منفذتش وعدي ليكي واتسرعت في الخطوه دي كان المفروض اهدي شوي قبل ما اخد خطوة زي دي حقك عليه…..
ــــ بس انا مش زعلانه انت بتحبني وانا عارفه اني هحبك ده حقك يا عمر مهما قلت ده هيفضل حقك، عارفه انت بتفكر ازاي بس ده ميمنعش ان لينا حياة نعيشها انت طيب اوي وانا عارفه اني هحبك مين انا اصلا عشان ارفض حب  واحد ذيك ليا انت حلم حلو اوي كانت فكرة مش هيحصل….
ــــ اوعي تقولي كده علي نفسك فمه انتي ست البنات وتاج راسي هفضل طول عمري احلف بيه يا فرحتي….. ابتسمت باتساع وارتمت بين يديه و تحاوط عنقه بذراعيها بقوة….
ــــ ربنا يخليك ليا يا احن حد في الدنيا ديه……..
…………..
دخل إلى غرفته بعد أن أصدر جده ما سوف يحدث، ترجع إلى الخلف بعد أن شعر بندفاع احد ما الى حضنه بقوة، نظر إلى جسد عائشة الذي كان يتوسد حضنه بقوه وهي تدفن وجهها في حضنه، لف كلت يدها حولها بحب وسعاده من قربها منه…
ــــ شكرا اوي مش عارفه اقولك ايه على اللي عملته معايا انهرده انا مدينة لك بغالي حد في حياتي شكرا اوي يا رحيم….
ــــ قولتلك قبل كده مفيش شكر بيني وبينك انتي مراتي ووجب عليه احميكي واحمي اي حد غالي على قلبك ده، عشان انا هسكن فيه ذي ما انتي سكنتي قلبي…
ــــ انا… قالتها يتوهان وهي تنظر الى يده التي كانت تتوسد صدره على موضع القلب، تاهت الكلمات من على لسانها وعينها مثبتة على وجهه، ابتسم بعد ان لاحظ نظراتها له، افقت على تقبيله لها بحنان ثم ابتعد عنها برفق…
ــــ روحي البسي يلا عشان نروح بيت الهوري…. نظرت له بخوف ونفت براسها.
ــــ لا يا رحيم مش عاوز اروح في حته خليني هنا مع ماما….
ــــ حبيبتي متخافيش انا معاكي خليكي واثقه فيا تماما…
ـــــ حاضر، رحيم انا انا هفضل معاك مش كده يعني بعد ما تكشف لعبه بابا هفضل جنبك…… 
ــــ محدش يقدر يبعدك عني ولا حتي انتي تقدري تبعدي عني هتفضلي مراتي لحد اخر نفس فيا وفيكي…. وضعت راسها في حضنه ويديها تتوق خصره..
ــــ ربنا يخليك ليا وميحرمنيش من حنانك ده ابدا.
ــــ ويخليكي ليا يلا عشان منتاخرش….. اتجهت الي اخذتها واخذت منها ملابس واتجهت الى الحمام، بينما خرج رحيم الي الغرفه.
ــــ الوه ايوه يا احمد انت وصلت.
ــــ ايوه من شوي هتيجي امتي…
ــــ  دلوقتي احنا بنستعد،  ابوك هنتك… …….. 
ــــ لا مش موجود مش عارف هو فين، انا قلقان اوي علي شهد…
ــــ ده ابوها مستحيل يعملها حاجه اهدي انت بس….
ــــ يارب انا قلقان اوي علي شهد حاسس ان في حاجه حصل لها يا رحيم….
ــــ  خير متقلقش انت، كنت عاوز اوضحلك نقطه يا احمد عائشه هتفضل مراتي حتى لما افضح الي عملو ابوك بس هيا برضو هتفضل مراتي…
ــــ ده شي يسعدني يا رحيم انا لحد دلوقتي مش عارف هبص في عينها اذي بعد الي ابويا عملو معها مش مصدق اني كنت عايش السنين دي كلها وانا ليه اخت معرفش عنها حاجه كل ما افكر ان في حد ضايقها ولا عملها حاجه وملقتش حد يدفع عنها دمي بيتحرك بحس بنار بتاكل  في قلبي….
ــــ  مش بايدك يا احمد انت مكنتش تعرف حاجه اساسا.
ــــ طيب انا هقفل دلوقتي……
اغلق الهاتف مع أحمد ليلتفت عندما استمع الي صوت اقدمها، رآها وهي تقف أمام مرآة التسريه ترتدي حجابها الذي كان بلون الابيض ليعطي لوجهها جملا اكثر…..
ــــ خلصتي يا حببتي…
ــــ اه خلصت انت كنت بتكلم مين…
ــــ كنت بكلم احمد بقولو ان احنا جيين….
ــــ طيب يلا….. تمسك يدها لكي يبث لها الامان واتجهوا إلى الخارج….
…………..
في القاهرة، دخل إلى شقته التي تقع بالقرب من الشركه، نظر الى الشقه الخاليه بانزعاج وضح فهو يكره هذا الهدوء، ابتسم عندما تذكر أمر شقيقته اخرج هاتفه وقام بالاتصال علي أدهم …
ــــ  الو ايوه يا ادهم….
ــــ عامل ايه اخبار الشغل ايه…
ــــ كويس أخبر الدنيا عندك اعمل ايه….
ــــ عمل متفجرات يا ابني انت فين هيفوتك نص عمرك…
ــــ ممم رحيم مش كده اكيد هيكشف لعبه حماه العزيز…
ــــ ايه ده انت كنت عارف….
ــــ طبعا رحيم مبيخبيش عني حاجه قلو اني سالت  علي اياد ده وطلع فعلا جه الشقه وقلب الدنيا اعلى اختو  وامو ومشي وعرفت انه ضابط في القوات الخاصه كمان…
ــــ ده ومين  ده كمان…
ــــ ده ابن خاله عائشه مرات رحيم، بص انت بس قلو كده وهو هيفهم عشان انا تعبان وهنام…
ــــ طيب ماشي تصبح على خير…
ــــ استنى عاوز اتكلم معاك…
ــــ خير في ايه….
ــــ ورده….. خفق قلب الاخر بسرعة فور ذكر اسمها لا يدر ما سبب ذلك ولكنه بدأ يقلق من نفسه حقا….
ــــ ملها  ورده…
ــــ عايزك  تاخدها معاك المستشفى تتدرب انا هجبها هنا تسكن معايا هتنزل فترة تدريب مؤقت كده…
ــــ تمام ماشي انا هتكلم معها  النهارده مفيش مشكله….
ــــ  تمام يلا تصبح على خير….
ــــ وانت من اهل الخير…. فور ان اغلق الهاتف مع حسام حتى جلس مكانه ويده التي ضغطت على موضع قلبه الذي لا يتوقف عن الخفقان، سوف تكون بجواره مده اطول سوف يرها ويستمع إلى صوتها العذب، توقف تفكيره عند تلك النقطة ماذا يحدث له؟؟؟.
هذا السؤال الذي طرحه على نفسه باستغراب من ما يقوله او ما يفكر به، ارتمي على الفراش ووضع يديه الاثنتين على رأسه…..
ــــ  في ايه يا ادهم ايه الي حصلي مش معقول اطب مره وحده كدة، انا احسن حاجه اعملها اني  اقوم اشوف هيعملو ايه احسن….
في الاسفل اتجه كل من رحيم وعائشه التي كانت تتمسك في يده بقوه…
ــــ رحيم انا هاجي معاك….
ــــ تمام….. 
ــــ يلا يا رحيم، وانت يا حسن مش عاوز اي انفعال هناك انا اللي هتكلم اظن اني مش لازم افكرك….
اتجهوا الي قصر الهوري الذي كان يقع في نهاية القريبة، ترجي رحيم وخلفه عائشة التي نظرت حولها بخوف واستغراب في نفس الوقت….
استقبلهم أحمد الذي نظر الي عائشه المنكمشة في كتف رحيم بخوف وهي تنظر له بتوجس، المه قلبه حقا من نظرة عينها الخائفة  فهو من المفترض ان يكون مصدر آمن لها لا خوف، خرجت رتاج التي توجهت الي شقيقها بسعاده وهي ترتمي في حضنه بقوه…
ــــ أبيه وحشتني اوي….
ــــ وانتي يا عمر ابيه وقالب من جوه…. التفتت الي جدها واقبلت يده وراسه ثم احتضنته بشوق كبير فبدلها الآخر بحنان اكبر، نظر بخوف الي ولدها الذي كان يرمقها ببرود وكدت أن تسالم عليه ولكنه التفت الى الجه الاخره بحده,  انكست الاخره راسها بحزن وعادت الوقوف بجوار احمد وامسك بقميصة كطفلة التي تتمسك في ولدها، نظر لها احمد بحزن شديد وهو يتمنى أن يذهب ويدق عنق ذلك الوغد….
ــــ اتفضلو يا جماعه….. دخل الجميع الي غرفة الاستقبال، وبعد قليل  من الوقت دخل سليم الهوارى وخلفه ابنه فتحي  أما خالد الذي لا يعلم احد الى الان اين هو….
ــــ نورت  بيتنا يا جلال…
ــــ بنورك يا سليم….
ــــ اتفضلو اقعدو، خيرا انشاء لله بس فين شهد …. قالها وهو ينظر الي عائشه بستغراب 
ــــ لا مش خير يا سليم….. عقد الاخر حاجبيه بستغراب ونظر الي وحفيده الذي تنهد وقال….
ــــ جدي في حاجه حصلت يوم الفرح ولازم تعرفها….
ــــ  دغري يا احمد اتكلم دغري….
ــــ ابوي بدل شهد بوحده ثانيه، الي قعده جنب رحيم دي تبقي اختي عائشة من مرات ابوه التانيه…. توسعت عينا سليم وفتحي بصدمة وهم ينظرون الي عائشة بذهول التي التساقط اكثر برحيم…
ــــ انتي انتي بت فيروز،  دي مش بنت ابني شوفو ابوها مين امها كانت وحده و…. ….لم يكمل كلامه عندما ردت عائشة بقوه وهي تصيح به غير مهتمة بكل من يجلس..
ــــ اياك تجيب سيره امي بحاجه وحشه انا امي اشرف وحده  في الدنيا لو عايز تشتم حد فاشتم ابنك الي رماها وهي حامل ومسالش عنها بعد ما ضحك عليها وفهمها انه لسه شاب متجوزش….
ــــ اتحشمي يا مره انتي اذي تردي علي ابوي واحنا قاعدين…. ذدات من تمسكها برحيم الذي كان يصمها بقوه وتابعت وهي تقول بصوت باكي…
ــــ ايوه هرد علي كل وحد  فيكم عشان انتو مش بني ادمين كلكم انا مش هخلي حد يجيب سيره امي الله يرحمها علي لسانه فاهمين….
ــــ اهدي يا بنتي وخلينا نتكلم بهدواء عشان نقدر نحل المسألة…
ــــ  أنا مش عايز منهم حاجة انا كنت عايش لوحدي مع خالتي وولدها وجوزها الي  صرف عليه وعلمني وحبني  ذي وحده من ولدوا بضبط الي عمل حاجة أبويه معملهاش….
ــــ  امك هي اللي لفت علي اخوي واتجوزته وهي عارفه انه متجوز ومخلف….
ــــ محصلش انا امي كانت اطيب وحده في الدنيا كانت بتشتغل عشان تصرف على امها واختها بعد ما جدي مات ابنك الي ضحك عليها وفهمها انه بيحبها بس في اول مشكله رمها  ومهتمش بيها…..
ــــ الي بتقوله صح يا  ابوي انا فعلا ضحكت علي فيروز…. التفت الجميع علي خالد الذي كان يقف علي باب الغرفه وهو ينظر الى ابنته بحزن شديد، نهض سليم وبكل قوته انزل يده على وجهه بقوه….
ــــ يا واطي بترمي لحمك في الأرض تخليت عن بنتك… انفجر خالد في وجه والدها …
ــــ بسبب انت السبب انت الي هددتني انك هترميني وتحرمني  من ولدي لو مطلقتهاش انا قلتلك اني عايزها وانا من حقى اتجوز بدل الوحده اربعه، انت الي اجبرتني اتجوز بنت عمي اللي معيشني في عذاب، فكرك كنت عارف انها حامل لو كنت عرفت انها حامل مكنتش اتخليت عنها ولا كنت سبتها، انت السبب هيا جتلك هنا وانت اللي ترضتها، عندك فكره انا كان احساسي ايه لما عرفت انها جت واترجتك انك تصدقها بس انت رمتها و مهتمتش حتى انها حامل او تتاكد من كلامها….
ــــ انت الي قلت انها هي الي لفت عليك وخلتك تتجوزها انت الي قلت كده وشككت في اخلاقها…..
ــــ عشان خفت خفت منك كانت لسه شاب طايش مقدرتش اذن الامور انت الي ضغط عليه وهددتني…..التفت الي عائشه بعيون مملوء بدموع…
ــــ انا حبيت امك حبتها من كل قلبي يشد ربنا اني لسه لحد دلوقتي بحبها، انا دورت عليكي كتير عشان اعرف طريقك يدوب لقيتك من سنه وحده بدات عرف عنك كل حاجه شغلك خلتك كليتك اصحابك كل حاجه، انا جبتك هنا وجوزتك رحيم عشان كنت عاوز اعوضك عن غيابي العمر ده عنك، كنت عايز اجوزك رجال يصونك ويحافظ عليكي، انا عارف رحيم كويس اوي وعارف انو هيكون  امانك وهيحافظ عليكي  وانك مش هتحتاجي لحد طول ما هو معاكي، احمد وحازم هما الي ربو شهد وانا كنت متاكد انهم  معها  لكن انتي كان وضعك مختلف انتي تحرمتي  منهم
,ــــ انا اسف سامحيني انا ولله حبيتك  مش عشان خايف على اختك انتو الاتنين بناتي انتي  حته منها  حته من فيروز….
ــــ انت كذاب ونت عمرك ما حبتني  ولا حبيت امي انت مش بتحب غير نفسك….
ــــ انتي اتجوزتي رحيم خلاص يا عائشة، واكيد عرفتي انا جوزتهولك  ليه مش كده….اغلقت عينها ودفنت نفسها في حضن رحيم الذي كان يتبع الحديث بهدوء كما كان حال الجميع، مرر يده على طول لها بعد أن استمع صوت بكائها….
ــــ سليم احنا جينا النهرده عشان نعرفك غلط ابنك.. 
ــــ انا مغلطش انا جوزت بنتي، عائشه بنتى الكبيره اكبر من شدة فاهمين…..
ــــ يا جماعه ارجوكم اهدو شوي….
ــــ شهد  فين يا بوي…. هذا السؤال الذي  طرحه حازم وهو ينظر إلى ولده بغضب عارم….
يتبع ……
لقراءة الفصل الثامن عشر : اضغط هنا
لقراءة باقى فصول الرواية : اضغط هنا

اترك رد