Uncategorized

رواية قاصر بين براثن ذئب الفصل السادس 6 بقلم أسماء الكاشف

  رواية قاصر بين براثن ذئب الفصل السادس 6 بقلم أسماء الكاشف

 رواية قاصر بين براثن ذئب الفصل السادس 6 بقلم أسماء الكاشف

 رواية قاصر بين براثن ذئب الفصل السادس 6 بقلم أسماء الكاشف

يقف أعلى ذلك الجبل الشامخ عينيه زائغه وذهن شارد يحدق بيأس للمياه اسفل الجبل وقدمه على حافه الهاويه اغمض عينيه مستسلما لذلك الشعور والنداء داخله بالقفز لاانهاء تلك الحياة متناسيا قواعد الدين والاسلام فعقله مغيب لا يرغب سوى بالتخلص من الالم الذى يصرخ بالخلاص وباللحظة التى اتفق بها العقل والقلب تحرك جسده لتنفيذ الاوامر فتحركت قدمه اليسرى للامام حيث الفراغ وقبل ان يحرك قدمه الاخرى ليهوى للاسفل حيث نهايه الطريق جاء ملاك بصوت عذب يجذبه بكلاته الرقيقه ….
“… اوعى تعمل كده .. متسبنيش لوحدى ارجوك محتجاك اووى ….!!!”
توقفت قدمه ليلف رأسه للخلف يرى ملاكه البريئ متمثل بشكل طفله صغيره فتتسع حدقته بدهشه هاتفا …
“…. روح أختى …..!!”
مدت يدها اتجاهه دون ان تلمسه هاتفه بيأس …
“.. انا تعبانه اووى اسر تعالى انا بردانه اووى …!!!”
ارجع قدمه المعلقه بالهواء لتلامس الارض من جديد وبخطوات مسحوره اتجهه ناحيتها هاتفا ..
“.. احكيلى بس انتى فين انا هاجى واساعدك ….!!”
ابتسمت بوجع وهتفت بخفوت …
“… المكان بارد اووى هنا ….!!!”
قبل ان يصل اليها تبدلت شقيقته بفتاه تكبرها بسنوات قليله لكنها طفله ايضا بنيتها تحكى قهر سنوات وعذاب لا يوصف هتفت بخفوت ….
“… اتاخرت اووى …!!”
عندما مد يده لها تلاشت كالهواء تاركه خلفها قلب يصرخ قهرا وعجزا لتخرج الصرخه للواقع وهو ينتفض فزعا على فراشه وجبينه يتصبب عرقا
في نفس اللحظه دلفت والدته اثر صراخه هاتفه بفزع …
“.. اسر حبيبى مالك ….!!”
ارتمى بااحضانها كطفل صغير وجد ملجئه ليبكى كما لم يبكى من قبل ربتت والدته على ظهره بحنان وهى تهتف …
“.. الحلم بردو …!!”
اومأ بالموافقة دون ان ينطق فهفتفت بحنو …
“… انسى يا بنى الى حصل انت ملكش ذنب فيه …!!”
هتف بتعب …
“.. الذنب كان ذنبى انا لوحدى ياماما بسببى اختى ضاعت والله اعلم هى عايشه ولا …!!”
صمت بوجع وهتف …
“.. ميته ….!!!”
ضمته لصدرها اكثر وهتفت …
“… حبيبى اهدى ده قدرها ومكنش في ايدك حاجه انت عملت الى عليك واكثر مسيبتش حته من غير ماتدور عليها …. واكيد هى كويسه وهنلاقيها ……..!!!”
بكى بوجع وهتف …
“.. يااارب انا مبقتش مستحمل الذنب ده …….. الكل ميشيلنى الذنب وبيقولو انى السبب وانا محبتهاش لانها بنت الست الى اخدت بابا مننا بس صدقينى ماما انا عمرى مافكرت بكده انا كنت بخاف عليها من الهوا كنت واقف جنبها بس معرفش ازاى غابت عن عينى اليوم ده …!!”
اغمضت عينيها بقهر وتتذكر كيف اخذت طفلها بعد ان تخلى زوجها عنهم من اجل امرءه اخرى فهفتفت بحنو ….
“… انت ابن بطنى وانا الى مربياك هو انت اه بارد وفاشل وفيك كل العبر بس قلبك طيب وبتحب الكل وانا اكثر واحده عارفه قد ايه كنت بتحبها هى اختك ملهاش ذنب بالى ابوك عمله فينا ………!!!”
شعرت بثقل رأسه على صدرها فعلمت انه قد ذهب بثبات عميق فملست بخفه على شعره وعينيها شارده بالماضى تراقب ذلك البرواز الذى يضم الصوره الوحيده التى تجمع اسر ابنها الوحيد مع شقيقيه التوأم مراد واسامه
اسر الميناوى
هو الشقيق الاكبر ل مراد واسامه وروح شقيقهم من ناحيه الاب فقط فقد تخلى والده عنهم وتزوج امرءه اخرى عمره 27 سنه في كليه الطب البشرى في السنه الاخيره وقد عاد عامين في فتره اختفاء شقيقته الصغرى حور التى اختفت بظروف غامضه اثناء خروجهم معا بااحد الملاهى علاقته بوالده سيئه ولكن علاقته ب كل من مراد وروح علاقه جيده وطيده فروح طفله لم تتجاوز العشر سنوات وقد اعتاد على اصطحابها كل فتره لمدينه الالعاب وبااحد المرات اختفت واتهم باانه من اختطفها واخفاها عن الجميع انتقاما من والده حتى ثبتت برائته ولكن ظل والده يلومه .. اما اسامه لم يختلط به كثيرا فمنذ صغره وهو يعانى امراض نفسيه اضطر والديه تركه بالمصح للعلاج وخرج بعد ان تم علاجه هكذا ظن الجميع ولكن اسامه لم يشفى بل ازدادت حالته اكثر لينتهى به المطاف بقتل الابرياء وتم وضعه بمصح وابتعدت اخباره عن الجميع
اسر المناوى يشبه شقيقيه كثيرا لكن يختلف عنهم بلون عينيه الزيتونيه الساحره له نفس الملامح والشعر البنى الغزير والناعم
فريده . والده اسر في منتصف العقد الرابع ملامحها جذابه بعينين زيتونيه ساحره وهى ماورثها عنها ابنها اسر
***********************************
تقف امام المراه تعدل وضع ثيابها وتهندمها نظرت لطفليها النائمين بعمق باابتسامه حانيه وطبعت قبله على جبين نوران ثم قبلت نور بهدوء وهتفت بخفه بعد ان التفتت للمربيه …
“… انا هنزل خمسه تحت اشوف سامى وهرجع منكن تخلى بالك منهم متسيبهومش على مااجى ….!!”
هتفت سعديه …
“.. اكيد هم في عنيا يابنتى ….!!”
قبلتها من وجنتها وهتفت بحب …
“.. شكرا يااحلى ام في الدنيا ….!!!”
وركضت سريعا للاسفل تريد ان تشبع عينها برؤيته على الرغم من انها وعدت نفسها بعدم رؤيته او التفكير به ولكن للقلب شئ اخر
وقفت امام مكتب جدها وعلى ثغرها ابتسامه بلهاء امتدت يدها لتطرق ولكنها توقفت بمنتصف الطريق وهى تسمع صوته يهتف بحده
“… يابنى دى واحده غبيه معرفش متمسك بيها ليه وهى اصلا متقربلوش حاجه قال عايز يحميها …!!”
صمت يستمع للطرف الاخر ليهتف بعد فتره ..
“.. انا بعمل كده بدور على حفيدته سيلا ليل ونهار علشان اخلص من البت دى …!!!!. “
صمت قليلا يستمع للطرف الاخر بملل ثم هتف ..
“.. عارف انها ملهاش ذنب وهى لسه عيله بس لما اتخيل انها خدت مكان حبيبتى بتجنن مش قادر اصدق ان سيلا الصغيره الى كانت بتتعلق برجلى وتفرح بالشيكولاته الى بجيبهالها والى كنت مربيها على ايدى تيجى واحده تاخد مكانها الفكره بتجننى … بقالى سنين بدور على سيلا وملقتهاش وفجاء دى تيجى تاخد مكانها مستحيل ….!!!”
صمت يستمع للاخر لتشتعل حدقتيه بغضب فهتف بعصبيه ….
“.. طبعا لاء احب مين يابنى دى عيله لو كنت اتجوزت كنت جبت بنت قريبه منها في السن ….!!!”
اتسعت حدقتيها بصدمه .. بلهاء ودخيله ويتيمه واضافه لها يكرهها ..صفات تزاحمو داخلها وهى تتراجع للخلف لهذا يكرهها هى اخذت ماليس حقها وضعت يدها على فمها تكتم شهقه متالمه تريد الصراخ والبكاء تريد الصدر الحنين الذى ياخذها بين ذراعيه يخبرها انا هنا انا الى جانبك ولكن ليس هى من تملك تلك الرفاهيه تراجعت بخطواتها خطوتين ثم التفتت موليه الباب ظهرها وركضت للخارج
وقفت تلهث بقوه بمكان منعزل بالحديقه لتخرج اخيرا صرخه انثى مكسوره وذبيحه متالمه صرخت تفرغ وجعها تخرج ماضيها وحاضرها بعد لحظات كانت تلهث بقوه وتتنفس بعنق وعينيها تخفيها شلالات من الدموع التى لم تتحمل حبسها كثيرا فخرجت للعالم متساقطه كقطرات ماء رقيقه تتساقط على الورد ليظهر من جديد لكن قطراتها هى مختلفه لاتظهر بل تزبل روحها ول اول مره بحياتها تتخذ قرارها ستفعل فقط ما يناسب مصلحتها
فرفعت عينيها ل اعلى لتهز بنيتها بوضوح وهى تمسح دموعها فقد اخذت قرارها اخيرا
****************************
يسير بخطوات هادئه داخل الممر الطويل ليقف امام غرفه صغيره تحتوى على منضده صغيره دائريه وكرسين اتجهه الى احد الكراسى وجلس عليه واضعا قدما على اخرى ينتظر فقد بهدوء عكس دقات قلبه التى تطرق كالطبول لحظات قليله كان يفتح الباب ليدلف الاخر الى الغرفه الذى ابتسم بخبث وهو يتقدم من الجالس حتى وقف قبالته لينهض الجالس رافعا حدقتيه ل اعلى فتظهر زيتونيتها بمواجه زرقه الاخر متماثلان بالشكل الطول الجسد والملامح توامان رغم اختلاف الام والعمر… لايميز بينهم سوى تلك العين التى ترمق الاخرى بمشاعر مختلف احدهما يرمق بتساؤل ولوم وحزن والاخر يرمق بحقد وكره وبغض وانتقام عقيم استمرت نظرات والشرارت بينهم للحظات حتى قطعها صوت مراد هاتفا …
“…اسر اللطيف بنفسه عندى يامرحب .. قولى بقى جاى تشمت ولا في هدف ثانى في دماغك ….. !!!”
“… انت الى خطفت روح مش كده يامراد …!!!”
رمقه الاخر ببرود وجلس على مقعده بلامبالاه ينظر لااصابعه بملل فخرج اسر ل اول مره عن شعوره هاتفا بعصبيه …
“… انطق ليه عملت كده ليه …. انا دلوقتى متاكد ان انت السبب في خطف روح واختفائها الى قتل اخوه توأمه يعمل كده واكثر لحد دلوقتى مش مصدق نفسى …..!!”
رفع عينه بجمود وهتف بلا مبالاه …
“.. اسر المثالى الغبى هيفضل طول عمره بيتاثر بالتفاهات اسامه مات خلاص مافيش داعى انك تكبر الموضوع بالشكل ده …!!”
جلس اسر بتعب على الكرسى هاتفا بيأس …
“… حور عملت فيها ايه قتلتها هى كمان ولا لسه عايشه … خلى عندك قلب ولو مره واحده وعرفنى عمله في اختك ايه اختك الى من لحمك ودمك … !!!”
نهض بجمود وهاتفا ..
“.. الزياره خلصت اسر … مشوفش وشك ثانى ….!!!!”
تحرك بااتجاه الباب وقبل ان يطرق للحارس هتف اسر من خلفه ….
“… انت ذى مالكل قال مسخ عايش بينا والسجن ده مكانك الى تستاهلو تستاهل تتعفن فيه ….!!!”
ابتسم بخبث هاتفا بجمود …
“… بمناسبه العفانه زمانها اتعفنت من سنين …. سلام …!!!”
اتسعت حدقتيه بصدمه قتلها بدم بارد كيف يكون هكذا وحش كاسر لايفرق بين طفله صغيره وشخص كبير لم يشعر بنفسه سوى وهو يمسكه من تلابيب ملابسه ويلكمه بقوه مره واخرى ومراد مستسلم تماما يشعر بالنشوه دمر الجميع يكفى انتصاره يتلقى الضربات بصدر رحب دلف الحارس على صوت صراخ اسر الغاضب وهو يلكم مراد وبصعوبه استطاعو ابعاد اسر عن مراد الذى ذهب الى سجنه يصفر بشكل جنونى
**************************
“.. انت عرفه ازاى انه في السجن وايه الى شكك فيه ….!!”
هتفها امير بهدوء بعد ان روى اسر له زيارته لمراد تنهد اسر بوجع وهتف بخفوت ولكنه واضح …
” بابا الى عرفنى شكله حس بالذنب ناحيتى فااتصل بعد السنين دى كلها يعرفنى بالى عمله واحد من عياله بااخوه …. هو بس لقى انه معدش ليه حد غيرى خسر عياله الى اتخلى عنى علشانهم دلوقتى مبقالوش غيرى يلجالى وطلب منى ازوره واعرف من مراد ان كان هو السبب في اختفاء روح .. فالى يقتل واحد يقتل الثانى ….!!”
صمت بوجع وهتف …
“.. كان نفسى يكذب احساسنا ويقول عمرى مااذى اختى الصغيره بس للاسف طلع وحش اكثر مكنت متخيل … وحتى مكانها قصدى جث تها معرفتش منه عليها ده واحد كله اسرار بيقتل من غير ماتلاقى الجثه حتى اسامه جثته منعرفش مكانها كل الى قدرو عليه يااخدو اعترافه بالقتل بس المكان مجهول ….!!!”
ربت امير على كتف صديقه هاتفا بااسى …
“…. انا اسف ياصاحبى الى مريت بيه عارف انه صعب يتنسى بس متوقفش حياتك هم في مكان احسن بكثير وادعيلهم بالرحمة …!!”
اغنض اسر عينيه بتعب وهتف بهدوء وبكل اصرار …
“.. ربنا يرحمهم بس مكانهم هلاقيه وهدفنهم في المكان الى يستاهلوه ………..
يتبع..
لقراءة الفصل السابع : اضغط هنا
لقراءة جميع فصول الرواية : اضغط هنا

اترك رد