Uncategorized

رواية قناع العروس (جبابرة الصعيد) الفصل الحادى والعشرون 21 بقلم أية أحمد

 رواية قناع العروس (جبابرة الصعيد) الفصل الحادى والعشرون 21 بقلم أية أحمد
رواية قناع العروس (جبابرة الصعيد) الفصل الحادى والعشرون 21 بقلم أية أحمد

رواية قناع العروس (جبابرة الصعيد) الفصل الحادى والعشرون 21 بقلم أية أحمد

كان يجلس في مكتبه وفي يده ملف يحتوي علي الكثير من الأوراق، اخذته افكره فجي لها الي شكلها وهي بين يديه إلى دفء جسدها الي نعومته وطراوته، اللي راحتها التي لا تزال عالقة في مخيلته من شدة روعتها من ملمس شفتيها، اغمض عينيه وعاد بظهره الى الخلف باندفاع وانزعاج من تفكيره بها…
ــــ خلاص بقي مش قصه هيا انا هفضل كده كتير ولا ايه، بس لا ورحمه ابويا التي تحرمت منو بدري لدفعوا التمن هو وكل عيلتو.
عودة إلى منزل همس، كانت لا تزال على حلها خائفه منكسره وضائعه،  خوفها من رد فعل ولدها منعها من اخبره بما تعرضت له علي يد ابن أخيه كما يدعي، اغمضت عينها عندما خنتها تلك الدموع للمرة التي لا تعلم عددها،ليس من المفترض أن يحدث ذلك، ليس من المفترض أن تخسر شرقها بهذا الشكل او ان تتعرض لمثل هذا الحادث بهذا السن الصغير، ولكن من تلوم هي الان، يجب ان تلوم نفسها لساذجتها وتهورها لو كانت تريثت قليلا او على الاقل قالت لوالدتها لما حدث ذلك لها، ليتها لم تذهب معه ليتها لم تره من الاساس، لعنك الله ايها القسي يا من حطمت قلبي وروحي وسرقت مني احلامي و اعز ما املك، يا من اريتني الذل والكسره وانا لا ازال ورده متفتحه وردة تم قطفها قبل أوانها قبل أن تتفتح تملي المكان بعطرها.) 
غفت غقت هذا كل ما تفعله منذ ذلك اليوم لا تستطيع فعل أي شيء سوى ان تغمض عينيها وتهري من واقعها الأليم لعل الله يستجيب إلى دعائها وتنهض لتجد كل ما حدث لها هو مجرد كابوس كابوس طويل، ولكن يخيب ظنها وينكسر الامل لديها كل مرة تفتح عينيها لتجد نفسها لا تزال في ذلك الجحيم المسمي الحياه، فتح ولدها غرفتها ليجدها نائمة، جلس بجوارها ومسح على شعرها بحنان وقبل جبينها فهي غاليته كل ما لديه في الدنيا، شعر بها تتململ بانزعاج لتنظر له بعين نصف مغلقه، رفعت عينها له ثم مدت يدها نحوه كما كانت تفعل وهي طفلة، وها هي لا تزال طفلة صغيرة مها مر بها الزمن، لا يعلم أن طفلته قد كبرت اضعاف عمرها في يوم واحد في ساعة واحدة جعلتها تنظر للحياه بنظره اخري ولكن بنظره منكسره يائسة…
تسطح بجوار ابنته واخذها في حضنه.
ــــ فاكرة لما كنتي بتعيطي وانتي صغيره عايزني انام جنبك، كنتي بتيجي لحد الاوضة وانتي ماسكه الغطاء بتاعك عايزني انام جنبك، كانت اقرب حد لقبي يا هموس بعد امك، حتى يمكن اكتر منها انتي (اميرتي الصغيره) من لما شلتك اول مرة وانا حسيت اني ملكت الدنيا كلها سجدت لله وقتها انه اكرمني بيكي، علي الرغم من أن الكل كان عاوزك تكوني ولد الان امك كان من المستحيل تخلف تاني لكن انا كانت الدنيا مش سيعاني وانا حاسس بيكي بين ايديه، انتي عوضي عن حاجات كتير اوي في حياتي، عاوزك مهما حصل تي جي في حضني هنا وتحكيلي، مش عاوز تخبي عني حاجه محدش هيخاف عليكي قدي ولا هيحتفظ بسرك قدي انا ابوكي واخوكي وصحبك وكل حاجه…..
ــــ انا..انا خيفه اوي يا بابا. خايفه وتعبانه وحسه اني مخنوقه مش قادره اتنفس،..قلبي وجعني… همس الصغيره رحت خلاص رحت يا بابا، انا تعبانه تعبانه اوي….. بكت عينه على حال طفلته هو الان متيقن ان هناك ما حدث لها ولكن ما الذي جري لها….
ــــ بعد الشر عنك من الوجع والتعب يا روح ابوك وقلبي، انا معاكي مش هسيبك متخفيش نامي وانا جنبك….. وضعت رأسها على صدره ونامت، اخذ هو الاخر مصحف من جور الفراش وبداء فى تلاوة آيات الله بصوت عذب لعله يريح قلب ابنته قليلا….
ــــ يارب يارب انت عارف حالي يارب ما توجعش قلبى عليها يا رب احميلي وريح قلبها وقلبي يا رب دي الي  انا طلعت بيها من الدنيا….
……….
في قصر العراب في  جناح رحيم، فور ان دخلوا الى الجناح واغلق الباب حتى اختطفها في  قبله طويله اطالها قدر الإمكان، بينما لاخره كانت متجاوبة متلهفة إلى اقترابه منها، يوم واحد وقد اشتاقت له لا تعلم متى تعلقت به هكذا ولكن ايقنت انها لا تستطيع دونه ابدا.
فصل قبلته بينما لا يزال يحصرها في حضنه، أسند جبينه علي خاصتها وسر بها ببطئ الى ان وقف امام الفراش، نظرت له مطوله الى أن شهقت عندما دفعها برفق لتسقط على الفراش وهو معها ليعود ويحاصر شفتيها في قبلة أطاحت بعقلها وكيانها، ابتعد وهو يلعن بصمت ثم تسللت يده إلى ملابسها ايبدي في نزعها عنها بينما يقبل عنقها بشغف بعد أن أبعد حجبها لينسدل شعرها على طول ظهرها، افاق علي صوت الخادمه، أغمض عينيه وقال بصوت عالي..
ــــ نعم خير…. كان يود لو يخرج ويفتك بتلك الغبية التي قطعت اجمل لحظه في حياته، بينما عائشة التي لملمت شتات نفسها وركضت الي الحمام  سريعا، بينما نظر هو الي مكنها بخيبه.
ــــ رحيم بيه الحج جلال مستني حضرتك تاحت يا بيه…
ــــ روحي انتي وانا جي…. نهض وعدل من ملابسه ثم نظر الي شكل في المرأة وحاول أن يهدي من نفسه بعد تلك اللحظه الحميمه، عدل من خصلات شعرة  سريعا ثم صاح بصوت مرتفع لكي تسمعه من تجلس في المرحاض….”  حبيبتي انا نازل دلوقتى تمام… خرج من الجناح واتجه الى الاسفل  بينما كانت عائشة لا تزال تجلس على حافة حوض الاستحمام بخجل شديد مما كاد أن يحدث بينهم الان والاغرب انها كانت منسجمة مع كل ما يحدث لها، وضعت يدها علي كلت وجنتها وقالت بشقه خجله.
ــــ يالهوي ايه اللي كنت بعمله ده يقول عليا ايه الرجل دلوقتي اكيد فكرني وحده بجحه مش بتكسف….
في الأسفل كان رحيم مع والده وجده الذي استدعى ليناقشه،في بعض امور المتعلق بارض العائلة…
ــــ يا جدي بس ده بيحتاج مساحة ارض كبيره اوي وكمان انا في الفتره دي مشغلو اوي بمناقصة معايه…
ــــ طيب انت الفاضي  امتي…
ــــ لحد دلوقتي مش عارف يا جدي بس هشوف حسام لو عرف ينزل هو يتابع الأرض..
ــــ امين فين  يا حسن…
ــــ مش عارف يمكن  في الارض.
ــــ خلاص روح انت ولما تقرر تسافر ابقي اديني خبر…
ــــ انت تامر يا جدي بعد ازنك…..
غادر عائدا إلى جناحه ليجدها تقف امام مراء الذينة وتمشط خصلتها الطويله بنزماج شديد، توجه لها واحاط خصرها بيدية، قبل عنقها بحب ثم  امسك في يده مشط الشعر ومشطتة  لها، ابتسمت بخجل وقالت.
ــــ هو جدو كان عاوز منك ايه يا رحيم…
ــــ عائشة حبيبتى بلاش رقت امك دي دلوقتي وحيات ابوكي لحسن الشيطان بيلعب في دماغي اخدك دلوقتي  واجيب اول حفيد لجلال العراب.
ــــ رحـــــيــــم….. ضحك علي افعلها الخجول وقال..
ــــ نور رحيم الي نور دنيتو من لما دخلتيها بحبك….التفتت له وقالت .
ــــ انا مستغربه اوى يا رحيم من اللي بيحصلنا من اني حاسه اني اعرفك من زمان حسه انك قريب مني بطريقه غريبه….
ــــ يمكن عشان  بتحبيني وان قلبك الصغنن ده دق ليا انا بس…. ابتمت بخجل اومأت  له دلالة على أن ما يقوله هو الصواب. 
ــــ رحيم هو ممكن  يعملو حاجة لاياد….
ــــ لا متقلقيش تعالى عشان انا عاوز انام من امبارح منمتش  بسبب حضرتك……ضحكت عليه ثم توجهت الي خذنتها واخرجت له ملابس بيتيه ولها ايضا، وضعت ثيابه علي السرير ثم توجهت هيا الي الحمام الاخر واخذت معها ملابسها.
خرج ليجد الغرفه فارغه ولكنه وجد ملابسه التي اعدتها له عائشة موضوعه على الفراش بعنايه، خرج ليجدها قد بدلت ثيابها الي بجامه منزليه وتعد بعض الطعام في المطبخ…
ـــــ بتعملي ايه…. التفتت له وقالت مع ابتسامة تشرق وجهها.
ــــ بعمل اكل خفيف كده عشان ما فطرناش لسه….
ــــ اه تصدقي نسيت الفطار ده خالص، طيب يلا بسرعه عشان انام….
ــــ ههههه رحيم ملك مش بتتكلم غير في النوم ليه…… 
ــــ مش عارف بس عاوز انام…. ابتسمت له ووضعت امامه الطبق ليبدأوا في الافطار بمفردهم، كان ينظر لها من الحين الى الاخر وهي تتناول طعامها بهدوء وروية….
……….
في شقه حسام..
توقفت سيارة ادهم امام احد العمارات السكنية التي كانت في منطقة رقيه وهادئة، ترجي من السياره وخلفه وردة التي حملت حقيبتها وتوجهت الى الدخل…
فتح باب الشقة بالمفتاح الذي يملكه،نظرت إلي هدوئها لتعلم أن شقيقها لم يعد بعد…
ــــ انا هروح اجيب غدي جاهز لحد ما البيه يوصل ماشي….. اومأت له ورده وهي تجلس مكانها، بعد ان غادر ادهم الشقه توجهت هيا الي غرفتها لتجدها كما تركتها اخر مره، تسطحت على الفراش بعد أن نزعت حجبها لكي ترتاح فقد كان الجو حار، لم تشعر إلا وقد أخذها النوم الي عالم اخر….
في الشركه كان حسام يتابع الأعمال التي لا تنتهي منذ ان ترك رحيم العمل علي عاتقه، سمع صوت الباب ليسمح بها بدخول.
ــــ حسام بيه اتفضل ده الملف الي حضرتك طلبتو…
ــــ تمام شكرا يا تقي تقدري تروحي انتي خدي بالك من نفسك كويس ولما توصلي رني عالية مفهوم مش عاوز عند…. ظهرت معالم الانزعاج علي وجهها من كلامه عنها وقالت بتبرم.
ــــ فهمه، قال عند قال علي اساس ان ده بينفع معاك… نظر لها بطرف عينه وقال بغرور.
ــــ بتقولى حاجة يا تقي…. 
ــــ لا يا فندم عن اذنك….فور مغادرتها سريعا ابتسم هو عليها ثم تابع عمله، بينما اخذت تقي اغراضها وتوجهت إلى الخارج سريعا فقد تاخرت قليلا اليوم وتعلم كيف تقلق عليها ولادتها.
دخلت الي شقتهم لتسمع صوت والدتها القادم من المطبخ، وضعت حقيبتها وتوجهت لها سريعا.
ــــ ماما انا جيت وهموت من الجوع يا حاجه…. ضحكت عليها ولادتها واشارت لها ان تخرط الملوخية.
ــــ طيب يلا ياختي خرطي الملوخية عشان الشوربة بتغلى.
ــــ حاضر يا فندم..  
………….
في احد الشقق في قنا، كان هناك أربع رجال أقوياء البنية يقفون امام رامز الذي يريح جسده على الاريكه بكل بساطة وعدم اهتمام بما حوله.
ــــ يا رامز بية اللي بتطلبه ده انتحار وبعدين احنا لحد دلوقتي ما قدرناش نحدد هيا في القصر ولا لاء….
ــــ ممم انتحار هو انا ليه حاسس انك بتمشي كلامك علي كلامي يظهر اني اتسهلت معاك يا منعم.
ــــ ابدا يا فندم مش ده اللي قصدي عليه، انا متاكد انها هتكون سابت القصر لانهم  عرفو انك نزلت وده وحدو يخلينا ننتبه علي كل خطوه وخصوصا ان سراب قدمت ملفات تدين حضرتك في حاجات كتير.
ــــ كل اللي بتقوله ده ميهمنيش في حاجة انا عاوز سراب تكون معايا اخر الاسبوع ده فاهم يلا من قدمي…
. في قصر الغول، كانت حبيسة غرفتها منذ ان دخلت الى هذا القصر وهي تشعر برهبة من كل شي…
بينما كان حازم يبحث هو والفريق علي رامز لكي يجتمع مع سراب بقلب مطمائن…
مر اسبوع ولا يزال الوضع على حاله فعمر قد أخذ فرح وسافر معتذر عن عدم قدرته على حضور زفاف شهد لان لديه اختبارات في الجامعة.
أما حازم الذي لم يعد إلى القصر منذ ذلك اليوم وهو يبحث عن رامز بينما كان كل من رحيم وأحمد يساعدانه في ذلك، اقترب في تلك الفترة احمد من رتاج التي أصبحت تحمل له مشاعر كثيره واولها الحب. 
مر الاسبوع علي رحيم بهدوء وهو لا يزل يستمر في أخذ بعض اللحظات من تلك الحوريه فهو الى الان لم يرد ان يجبرها على شي، وهمس التي عادت الذهاب إلى مدرستها ولكن لم تعد تلك الفتاة التي كانت مفعمه بالحيويه والنشاط فهي قد كسرات وكسر كل فرحتها واحلمها معها ايضا.
كان لا يزال يرقب كل حركه تقوم  بها لكي يحقق اخر خطوه من انتقامه من مجد وعائلته غير مهتم او وعي بأنه قد دمر حياة فتاة لا ذنب لها فيما يفعله غير أنها وثقت بس.
في حين كانت سميه تنيج خططها الخبيثة حول الجميع بالاتفاق مع كمال الذي كان يود لو يفتك بأياد  الذي أخذ منه شهد أمام  عينيه وهو لا يستطيع أن يعترض.
أما أدهم الذي عاد الى العمل معه وردة التي اندمجت سريعا مع الطاقم الطبي والممرضات  فقد كانت معروفة بطيبة قلبها وروحها النقية التي تجعل الجميع يحبها، حتى هو لم يسلم من ذلك فها هو الان  اصبح غارق في حبها.
…….
في قنا، مر اسبوع كامل وهو محاصر في تلك الشقة العينة  التي بات يكرهها، ولكنه لن يتركها سوف يخذها رغما عن الكل،دخل أحد الرجال وقال بفرحه وكانه قد كسب كنذ.
ــــ لقينا مكنها يا رامز بيه… نظر سريعا الي حارسه وقال..
ــــ فين….
ــــ في نجع حمادي في قصر واحد اسمه الغول، ومعه ضابط من القوات الخاصة اسمو عالي، ده اللي قدرنا نعرفو من الخدمه الي خطفنها   وصاحب البيت اللي هي قاعده فيه شخص جبار ملك نص ارضي نجع حمادي محدش بيقدر يقرب منو…
ــــ ميهمنيش كلام الكس خليه يتوصل مع المافيا هنا في مصر عايز دعم عشان هروح اجيبها…
ــــ تحت أمرك يا رامز بيه….
في القاهرة في مستشفي العراب التي كانت ملك لل عائله ولكن كان هناك بعض المساهمين في تلك المشافي، في أحد الغرف الخاصة بالأطفال، كانت تقف امام فتاة صغيرة غاية في الجمال تضع لها محلو.
ــــ طنط وردة هو انا هفضل هنا كتير….قبلت الاخره راسها وقالت بحنان بينما تمسح هلي خصلتها الناعمه.
ــــ لا يا حبيبتي متقلقيش هتمشى على طول اول ما المحلول يخلص هتروحي ماشي بس عاوزاكي تغمضي عينك وتنتمي شوي خلاص اتفاقنا…
ــــ اتفقنا…. قلتها بصوت طفولي براء جعل الاخرة تبتسم عليها، خرجت من الغرفه لتصطدم فجائ  باحد الاطباء في المشفى، اعتذرت سريعا بعد ان تراجعت الى الخلف بينما نظر لها الطبيب باعجاب كبير، كان طول ذلك الاسبوع يرقب حركتها وكل شي تفعله، احب هدوءها وجمالها ورقتها في الحديث فقد احبها الجميع من اسلوبها لطيفة معهم على الرغم من ان الجميع اصبح يعلم انها ابنه عم ادهم العراب اي انها حفيدة جلال العراب مالك المشفي.
ــــ خدي بالك مستعجلة على ايه…. نظرت له وقالت برقه تسلب العقل.
ــــ ابدا بس كنت عاوز انزل اجيب حاجه من تحت الاني هفضل هنا لحد ما المحلول بتاع رتا يخلص…
ــــ ممم خلاص خليكي وانا هجبهولك…. نفت سريعا وقالت بخجل ظهر واضحا عليها.
ــــ لا شكرا يا دكتور وليد انا هروح بعد اذنك….
ــــ وردة استني انا عاوزك في موضوع كده… نظرت له بانتباه بينما لم تلاحظ ادهم الذي كان يرقب من بعيد وقد بدا الغضب في الظهور على معالم وجه ولكنه فضل ان يراقب ما سوف يحدث.
ــــ انا بصرجه معجب بيكي جدا وكانت حابب وطلب ايدك بس قالت لما اسالك الاول، انا شغال هنا من اربع سنين وامي متوفيه وباب لواء متقاعد وعندي شقه وعربيه جاهز  من كل حاجه، عندي 32 سنه، انا مش بحب اللف والدوران انا حبيت ادخل البيت  من بابو لو متقبله الفكره ممكن اخد ركم ابوكي او اخوكي ع… ولكن قاطعه صوت ادهم الذي امسك بملابسه من الامام وقال بصوت كالرعد جعل الاثنين يرتجفان…
ــــ لا يا  رجل، عاوز تسالها كمان طيب احب اقولك انها مخطوبه وانا خطيبها تعالي بقي استأذن مني…. انها كلامه ولكم وليد في وجهه بقوه، صرخت وردة بذعر وهي ترى جسد وليد يترنح إلى الخلف بينما ادهم كاد أن يتابع ولكنه شعر بيديها الصغيرتين حول زرعه، هدء وهو يرجع الي الخلف وقال بعد ان امسك يدها بقوة.
ــــ ايك اشوفك قريب منها تاني يا وليد صدقني مش هتحب الي هاعملو فيك….
سحب وردة التي كانت ترتجف بخوف وهي تنظر له بذعر وخوف واضح من شكله، فتح باب مكتبه ودفعها إلى الداخل بقوة وأغلق الباب خلفه، بينما وردة التي ترجعت الي الخلف بخوف وهي تنظر له كيف يقترب منها ووجه لا يبشر بالخير…
ــــ انا قلت ايه لما جيتي هنا اول مرة مش قلت كلام مع الدكاتره لا، مش قلت متقفيش مع حد انطقي انتي عاوز تجننيني اسبوع والقي العرسن عليكي كده ايه في ايه،  بس عارف ده غلطي انا انا الي وفقت اجيبك هنا، أه يلعن حسام  الكلب هو الي قالي اس… 
توقف عن الحديث عندما رآها وهي تساند علي المكتب ووجهها الشاحب الذي اختفى لونه لم، توسعت عينه عندما راء جسدها ينهار أمامه، صرخ باسها بزعر وهو يحمل جسدها بين يده…
ــــ وردة وردة يا حبيبتي ردي مالك ورده…. شعر ارتجاف جسدها الوضح لتتسع عيناه وهو يراء الاعراض التي تنتابها حملها سريعا وتوجه إلى الخارج بينما يصرخ علي الأطباء أن يساعده لوهلة نسي كل شي تعلمه في الجامعة ولكنه لم يدرس قط….
ــــ دكتر ادهم السكر منخفض اوي، لازم نفوقها عشان تاخد حاجه ترفع نسبة السكر شوي….  حملها برفق وبداء في افقتها لتقترب منه أحد الممرضات ووضعت سال في أنفها جعلها تفتح عينيها بانزعاج وتسعال بقوه قرب لها كاس عصير بعد ان وضع  عليه ملعقه من العسل وقال برفق..
ــــ اشربي يا وردي يلا…. بدأت في ارتشاف العصير برفق الي ان انتهت منه، بعد قليل قاس  لها الطبيب السكر مرة اخرى ليجده قد ارتفع وعاد الى وضعه الطبيعي، تنهد براحه وضمها له شعور الفقدان أمر صعب جدا.
ــــ دكتور ادهم لازم الانسة وردة تعمل تحليل سكر الان في نسبة كبيرة تكون مريضه سكر.
ــــ مريضه سكر اذي، بس دي لسة صغيرة اوى على كده…
ــــ المرض ميعرفش صغير او كبير وخاصه السكر  ممكن يكون وراثي…. 
تجميد جسده عندما تذكر ولده وردة التي ماتت اثر مرض السرطان ولكنها ايضا كانت مصابه بسكر الذي كان السبب الأول في تدهور حالتها الصحية كثيرا.
نظر لها وهي تستند عليه بتعب شديد، ذد من ضغط على قبضه يده في محاولة لكي يهدأ من نفسه، شعر بندم شديد على غضبه عليها بتلك الطريقه والصراخ في وجهها فهو السبب الرئيسي لاحالتها تلك، ارحها على الفراش بعد أن أعاد برط حجابها على راسها واشار الي الطبيب لكي يلحقه الي الخارج.
ــــ هيا نسبة السكر عندها عاليه ولا عاديه.  .
ــــ والله يا دكتور ادهم هو على حسب التحليل ده فهو عالي شوي لكن طبعا احنا منقدرش نخد بتحليل ده لانو تحليل عشوائي وطبعا ذي ما حضرتك قلت انها اغمي عليها فجي لما كنت بتتخانق معها.
ـــــ خلاص يا دكتور اتفضل انت هيا هتفصل هنا النهاردة لحد الصبح ونعمل تحليل صايم وفاطر عشان نحدد نسبة السكر….
ــــ خلاص يا دكتور اللي حضرتك تشوفه الف سلامه علي الانسه ورده…
ــــ الله يسلمك اتفضل… غادر الطبيب بينما قام ادهم بل اتصال علي حسام واخبره بكل شي، هلع الاخر وفي دقائق كان امام المشفى، دخل بينما هناك قبضة قوية تعتصر قلبه بقوه على شقيقته.
ــــ ادهم هيا فين ورده حصلها اية قول…
ــــ ولله كويسة يا حسام ما تقلقش بس عايز اشرح لك وضعها دلوقتي..
ــــ و وضع اية.. ووردة فيها ايه..ادهم اعصابي مش مستحمله…
ــــ يا حسام اهدء ولله هيا كويسه بص هو في نسبة كبيرة يكون عندها السكر،أنهاردة  اغمي عليها ولقينا ان السبب هو سكرها الوطي خالص.
ــــ سكر ايه ورده عندها السكر….
ــــ متنساش ان والدتك الله يرحمها كان عندها السكر وورثي برضو.
ــــ ي يعني اية هيا عندها السكر فعلا طيب انتي وهيا عمرها ظهر عليها حاجه ذي دي…
ــــ عادي مش شرط انه يظهر من الصغر، المهم دلوقتي وردة هتبات هنا عشان التحليل الصبح عشان نعرف نسبه السكر اية عندها.
ــــ يارب يارب احميهالي مليش غيرها… دخل الى غرفه وخلفه ادهم، جلس بجوارها وقبل جبينها بحب وحنان  كان لها هي فقط منذ ان كانت صغيره، فتحت عينيها ونظرت له لتبتسم وقالت بمرح عندما لمحت نظرة الحزن في عينيه. 
ــــ  حسونا بتعمل ايه هنا…..
ــــ هكون بعمل ايه يا متعباني يا بت هتقطعي الخلفي الله يسامحك
ــــ هههه لا متقلقش انت الي زيك مبتاثرش….. انزعج ملامح وجهه وقام بقرص وجنتها التي بدأت في استعادة لونها.
ــــ والله لو انك تعبانه كنت وريتك يا ام عين صفرة ذيك…ابتسم ادهم وهو يرى طريقتها الطفولية في الحديث مع حسام، نظر إلي المحلول الذي اوشك علي الانتهاء وقام بإيقافه ثم مد يده على يدها وسحب منه الابره ووضع مكانها لاصق طبي.
ــــ خلصنا يا رورو بصي انتي هتفضلي هنا النهارده وبكره الصبح هنعمل كم تحليل صغير كده وبعد كده هتاخدي اجازه اسبوع ويا ستي هجبلك القردة رقية تفضل معاكي…
ــــ مش محتاج تحليل يا ادهم وضح اوي ان عندي السكر…..قلتها بصوت حزين جدا، جعلت الآخر يتألم ألما.
ــــ طيب مالك زعلانة وانتي بتقوليها كده ليه، هو مش خطير اوي كده ده عادي جدا واحتمال النسبه تكون قليلة  وبكده مش هتحسي بيه اساسا  ..
ــــ ب.بس.. انا عارفه ان مرضى السكر لازم ياخدو حقن انسولين كل يوم، كل يوم حقنه يا ادهم….. ابتسم بلطف ومرر يده علي راسها ونظر لها بعينه التي فضحت حبه وعشقها لها أمام ابن عمه الذي نظر له بتمعن شديد…
ــــ لا طبعا حقن ايه ده لناس الكبيرة في السن يا رورو انتي هتاخدي برشام عادي ده لو احتجتي اساسا يعني ممكن الدكتور يوصفلك نظام غذائي بس.
ــــ بجد انا مش هاخد حقن…. 
ــــ لا يا ستي اطمني مفيش حقن، يلا نامي وانا هروح ادي الاشراف لحد تاني وارجع اقعد معاكي متخفيش يالا….. ابتسمت له بينما سحب الآخر غلها غطاء السرير جيدا واشار الي حسام الذي خرج في صمت شديد مستحب بهدوء وهو يحاول أن يفسر احساسه هل هو صحيح ام لا…
ــــ حسام روح انت وانا هفضل معاها وبكره الصبح ابقي تعالي يلا متقلقش…. لم يجب عليه بل أطال النظر له بينما شعر الاخر بشعور غريب، رغم ان هناك شبه كبير بين حسام وادهم في الشكل والشخصيه الصارمة أثناء العمل الي ان ادهم لا يجيد إخفاء مشاعره التي تفضحه دائما، وهذا ما تاكد منه الآخر عندما باغته بسؤال جعل قلبه يكاد يتوقف..
ــــ ادهم هو انت بتحس بحاجه اتجاه ورد جوبني بصرحه…. ابتلع الاخر ريقة  وهرب بعينه من حسام الذي تأكد الان من شكوكه.
ــــ  مش لازم تجاوب انا وصلني جوابك…
ــــ حسام ارجوك اسمعني، انا انا بجد مش عارف ده حصل امتى وازاي بس فجئ لقيت نفسي  منجذبا ليها بطريقه غريبه بقيت بركز مع كل حركة بتعملها بغير عليها من اي حاجه وكل حاجه، حتى تفكيري بقي كله منحصر عليها هيا بس، انا عمري ما بصيت لها كده ولا عمري فكرت ان ممكن يجمعني حاجه بيها لكن فجاة لقيت نفسي بحبها بحبها اوي يا حسام  ، انهارده اتاكدت من كده لما وقعت بين ايدي حسيت ان قلبي بيخرج من مكانه من الخوف عليها للحظه نسيت كل حاجه نسيت كل اللي اتعلمت حسيت اني تايه مش قادر اتصرف وهي بين أيدي جريت بيها علي الدكاتره وانا اصلا دكتور يا حسام مقدرتش اتصرف ولا اقرب منها…..
ــــ ايه اللي حصلها ليه اغمى عليها من الأساس…
ــــ انا السبب اتعصبت عليها وعليت صوتي علها بس والله مكنش قصدي، لما شفتها وقفه مع اكتور وليد وهو بيتقدملها محستش بنفسي غير وأنا بضربه….
ــــ ادهم انت عارف ان لو حد غيري كان هيكون في تصرف تاني لكن انا وثق فيك انت بذات دون عن الكل الي عارف انك مستحيل تاذي اختي بنظره وحده مش بكلمه او بلمسه انا اختي بين  ايدك وعارف انك مستحيل تخون ثقتي فيك….
ــــ ابدا والله مستحيل ده يحصل يا ادهم ورده بنت عمي قبل ما يكون في اي مشاعر ناحيتها، انا لما انزل اجازه هطلبها من جدي…
ــــ وانا مش هلاقي احسن منك لاختي، روح على شغلك انا هبيت مع اختي يا ادهم…. اومي الآخر ولم يعترض، بينما دخل حسام الى غرفة شقيقته….
…………
في قنا  حمل سلاح ووضعه في خاصرته بينما علي وجهه ابتسامه خبيثه ماكره، بينما في الخارج كان هناك ست رجال ضخام البنية يقفون في انتظار خروج قائدهم، فرقه روسيا محترفه في القطل .
ــــ منعم جاهزين…
ــــ ايوه يا رامز بيه وفي فرقة هينضم لنا واحنا في الطريق… خرجوا جميعا من الشقة بينما في الأسفل ما ان خرجوا حتى حاصرتهم رجال القوات الخاصه ونخبة من أفضل الضباط في المخابرات، بينام كان حازم يبتسم وهو يضع سلاحه على رأس رامز الذي نظر له بغل وهو يكاد يجن..
ــــ اخيرا لقيتك يا رامز، دلوقتي  اقدر ابص في عين سرابي وانا مرتاح اني اخت لها حق ابوها وامها…
ــــ هقتلك قبل ما تكون ليك يا ابن الهوري…
ــــ هههه هيا ليه اساسا مش لسه هتكون…. انها كلمة ولكمه بقوة ولم يقتصر علي ذلك بل تايع لكمه بقوه علي وجهه وكانه يفرغ كل كره وغضبه طول الاسبوع الذي حرم من رؤيتها والاقتراب منها بسببه، ابعده معتاز و زياد بصعوبة من عليه بينما نظر له اللواء عصام بفخر من رجاله…
ــــ استعد البدله الحمره مستنيك… وقبل ان يسحبه الضباط هجم علي أحدهم ورفع مسدسه،ينوي ان يطلق علي حازم ولكنه لم يكد يفعل ذلك بسبب رصاصة أحمد الذي سددها في يده وآخر في قدمه، نظر احمد الي شقيقه الصغير وغمز له…
ــــ عاش يا كبير…
ــــ يلا خدوه محكمة هتكون اخر الاسبوع ده و تأكد من ده…. جمع رجال الشرطه رجال رامز الذي كان قد فقد آخر امل  لديه في الحصول على سراب، بينما في نجع حمادي كانت لا تزال حبيسه غرفتها منذ ان تركها بها حازم وغادر، نظرت إلى صورته التي تزين هاتفها..
ــــ وحشتني اوي….
ــــ مش اكتر مني يا سرابي…. نظرت بصدمة الي مصدر الصوت لتجده يقف أمامها وعلى وجهها ابتسامه كبيره، هرولت له بسرعه ورمت نفسها في حضنه بقوه، بينما الآخر حوطها بقوة وشوق كبير.
ــــ مش قادر اقولك وحشتيني اد ايه استحاله تبعدي تاني عني 
..
ــــ بحبك بحبك اوي اوي فوق ما تتخيل يا حازم….. 
ــــ وانا بموت فيكي يا قلب حازم وروح  ….
…………..
في مكان يشبه المقبره ملي باشياء غريبه يقشعر لها البدن بينما كانت تجلس سميه وهي تنظر إلى ذلك المدعو (شيخ) وهو ليس اللي دجال  كفر يؤذي الناس ولا يعلم ان عقاب الله كبير كبير جدا يستخدم كتب محظور والهكذا  حذر منه الله في آياته  (آنِ کْتٌبًآ آلَفُجّر لَفُيَ سِجّيَنِ وٌمًآ آدٍرآکْ مًآ سِجّيَنِ  کْتٌآبً مًرقُوٌبً) 
ــــ جبتي الي طلبتو منك ياست سميه… وضعت امام حقيبة سوداء تعبر عن دخلها الاسود…
ــــ ايوة  الحاجات اللي انت طلبتها وزي ما قلتلك مش عاوزه يقرب منها ولا يقدر يلمسها عاوزه يشك في نفسه ويتكسر….
ــــ اللي تأمري بيه بس المهم دلوقتى انا عايز الفلوس انتي عارفه ..
ــــ متقلقش يا شخنا اطمن بس اعمل الزم وأنا أكرمك اخر قرم….
ــــ  إن شاء لله يا ست سميه….
………
يتبع ……
لقراءة الفصل الثانى والعشرون : اضغط هنا
لقراءة باقى فصول الرواية : اضغط هنا

اترك رد