Uncategorized

رواية قناع العروس (جبابرة الصعيد) الفصل الثالث والعشرون 23 بقلم أية أحمد

 رواية قناع العروس (جبابرة الصعيد) الفصل الثالث والعشرون 23 بقلم أية أحمد
رواية قناع العروس (جبابرة الصعيد) الفصل الثالث والعشرون 23 بقلم أية أحمد

رواية قناع العروس (جبابرة الصعيد) الفصل الثالث والعشرون 23 بقلم أية أحمد

فور ان وضع قدمه دخل الغرفه مغلق خلفة الباب توقف نظره علي ذلك الجسد المنكمش بينما صوت انفاسها المتسارعه هو كل ما يسمع في تلك الغرفة فبعد صعوده هداء كل اصوات الموسيقى والناس وكأن العالم توقف فجئ، تقدم بخطوات بطاء جدا وكانه لا يريد الوصول لها تلك الصغيرة التي لا يعلم ما يخبئه لهم القدر.
شعر فجأة بألم في قلبه عندما استمع الى صوت شهقتها الباكية،  جسي أمامها ووضع يده على يدها م بعد ايها عن وجهها،  عينها التي تذرف الدموع ووجنتيها المحمرة بنعومه ورقه، بينما شفتيها وآه منها كيف ترتجف من بكائها تجعل ذلك الجزء المنحرف من عقله يدور .  
ــــ  شهد اهدي واسمعيني.  
ــــ  لا.. انت.. انت. وعدتني انك مش هتاذيني صح، عشان خطرى قلهم بلاش كده ونبي ولله هسامحك على كل اللي عملتو بس انت قول لجدو اني م. مش.. عاوزه…..  آلمه قلبه عليها بطريقه لم يختبرها منذ موت والدة،  احاط وجهها بين يديه  وقال حنان ممزوج بصرمه..  
ــــ  شهد قلتلك اهدي شوي انا مش هقرب منك عايز دلوقتي تنفذي اللي هقول عليه عشان منطرش نعمل كده اوكي يا حببتي…  اومئت له سريعا،  التفت عندما سمع صوت باب الغرفه تزامنا مع وصول رسالة من حازم الذي أعطاه إشارة البدء..بصوت هامس قال  
ــــ عاوزك دلوقتي تصرخي صرخه خفيفه كده بحيث ان لو حد وقف وراء الباب يسمعك تمام.. نظرت له باستغراب ليبتسم لها واشار ان تبداء، وضعت يدها على قلبها واطلقت صرخة ناعمه التقطتها اذن تلك الخادمة التي فور ان سمعتها حتى تحركت الى الاسفل و تطلق زغرودة عالية، بينما ضحك اياد بخفه وأخذ ذلك الوشاح الصغير الابيض ووضع عليه بعض قطرات من مطهر الجروح وخرج الى النافذة ثم رفع بانزعاج وخجل فعلي الرغم  من كونه لم يفعل ذلك ولكن الموقف وحده مخجل جدا ومشين، دخل وصفع باب النافذة وقال بغيط 
ــــ ينعل ابو كده اي الموقف الزباله دي أوري وشي اذي للرواء ولمويد اه هموت والله يا حازم الكلب لأوريك…. 
ــــ هو في ايه….
ــــ في ان اخوكي الكلب ضحك عليه قالي انه هيمشي اللواء ومؤيد  والشباب من قدام الشباك القيهم  واقفين مع جدك والرجاله…. ملت براسها وهي تجهل سبب انزعاجه ولكن سرعان ما احمر وجهها فور ان أدركت ما يقصده عندنا رواة ذلك المنديل في يده، وضعت يدها على فمها تمنع خروج شهقتها…
ــــ ايه انصدمتي يختي قومي قومي يلا غيري خلينا نطفح لقمه وانام لحسن انا دمي اتحرق…
ــــ طيب انا مالي بتزعقلي ليه…
ــــ حببتي انا مش بزعقلك يلا روحي اعملي اللي قلت عليه…. نهضت وتوجهت الى المرحاض لتعود بعد عدة دقائق وتقف أمامه، رفع حاجبه وقال بانزعاج…”خير “
ــــ مش عارفه افك الفستان يا اياد…. ابتسم بتجهم ووضع يده على جبينه بينما هناك أفكار قد بدأت في الهجوم على عقله المنحرف الذي لا يتوقف عن العمل، ادرها ببطء وسحب ذلك الشريط ثم بدأ في فكه الواحد تلو الآخر، تجمد جسده عندما تفاجأ بظهور ظهرها الابيض أمامه مباشرة،  عقد حاجبيه ونظر لها مطولا ليظهر الان أنها ترتدي ذلك الفستان بدون بضي او اي شي لتظهر جذي من زرعها بينما شعرها الذي كان مرفوع برقه،  شعرت هي بتوقف لتلتفت فوجدته ينظر لها وقد بدأ الغضب يتسلل الية…. 
ــــ  شهد انتي كنتي كده تحت من غير حجاب بل فستان كده بس….  اومأت بخوف شديد… 
ــــ  واذي تسمحي لنفسك انك تعملي كده،  الفرح كان مليان رجاله وانتي خرجلي بشعرك ومن غير بضي للفستان….. 
ــــ  م مكنش في اي رجاله دخل الاوضه اللي كنت فيها ولله العظيم احمد بس الي شافني…  قلتها بدموع بينما اشر لها الاخر بذهاب من امامه حتي لا يفقد السيطره على نفسه. 
ــــ  روحي من قدمي يا شهد يلا…. هرولت إلى المرحاض بينما خرج الآخر من الغرفة… 
……. 
في الأسفل دخل اياد الي الغرفه لتنهض والدته وتنظر له بقلق على تلك الصغيره وهي لا تعلم ما قد فعله ابنها بها فقد تفاجئت بما حدث،  أشار إياد السليم وقال بانزعاج… 
ــــ  انا عملت الي قلت عليه و الله بسماء لول انا بدفع تمن غلطي الي انا عملتو ما كنت حطيت نفسي في الموقف الزباله ده ابدا ولو كان ايه،  انا هاخد مراتي وامي ومسافر… 
ــــ فين المنديل….  قالتها سميه فالتفت لها اياد وصاح بقوه جعلت جسدها يرتجف غير مهتم بوجود الجميع… 
ــــ  ملكيش دعوه ده شيء يخصني انا ومراتي مظنش انك هيا وحذري تدخلي في حاجه تخص شهد لانها من دلوقتي بقد بره البيت ده فهمه….. 
ــــ  اياد …..  التقت اياد الي حازم وقال بغيط وغضب..  
ــــ  انت تخرس خالص وحسابك معاي بعدين ماشي بتردهالي يا ابن الهوري بس ملحوقة يلا يا امي…  غادر الغرفة، بينما سحب رحيم عائشه واستاذن من الجميع وغادر ومعه جلال وحسن والاخرين،  بينما اخذ احمد رتاج وتوجهم الي غرفهم وكذلك فرح وعمر وسراب وحازم… 
ــــ  تصبحي علي خير يا سميه….  
ــــ  وانت من اهلو يا بوي…. 
……. 
فتح باب السيارة ونظر الي ورده التي غفت مكانها،  ابتسم بحب ولكنه ترجع فور ان نظر له حسام بانزعاج وغيره علي شقيقته،  حملها بحنان حتي لا تستيقظ ثم توجه إلى الداخل بينما رفق هو رقية التي كانت تمسك بيده…. 
ــــ  جدي ممكن اتكلم معاك شوي لو سمحت… 
ــــ  اتفضل يا  ابني…  دخل الى المكتب ومعه أمين كما اراد ادهم… “خير يا ولدي… 
ــــ  جدو انا عاوز اطلب ايد وردة…  نظر له امين بدهشه وكذلك جلال وحسن… 
ــــ  وردة بنتي… 
ــــ  ايه يا عمي انا عارف اني فجائتك لكن انا مستحيل القى ذي ورد وانا حببها وعايزها….  
ــــ  والله يا ابني انا مش هلقي احسن منك لبنتي يا ادهم بس القرار في الاول وفي الاخر ل ورده… 
ــــ  ومن امتي البنات لها راي يا خوي… 
ــــ  ولله يا حسن انا ربيت ولدي علي كده ملكش صالح انت لو ورده موفقتش، فمش هجبر بنتي علي حاجه   ….   
ــــ  روح انت يا ادهم دلوقتي يا ولدي وانا هبقى اكلم بنت عمك الصبح يلا… اومئ ادهم وغادر، في أثناء صعوده توقف عندما رها تنزل الى الاسفل لتبتسم فور ان راته..
ــــ انت كنت فين دورت عليكي كتير،  ليه سبتوني نيمه انت عارف ان عندي امتحان الاسبوع اللي جي …. ابتسم وقال بصوت محب عاشق 
ــــ حسام الي شالك وطلعك فوق،  كنتي بتدوري عليا ليه في حاجه ولا ايه…
ــــ  كنت عايزك تشرحي حاجه لان الامتحان الاسبوع اللي جاي ومش قدره افهم المحاضره دي خالص….  اومئ  لها مرحبا فلا يوجد شي احلا علي قلبه من قربها منه 
ــــ  طيب روحي استنيني في اوضه حسام لحد ما اجي…  أومأت وتوجهت الى غرفة شقيقها. بينما الاخر توجه الي غرقت لينزع ملابسه… 
……… 
دخل إلى جناحه بينما هي تسير خلفه، كنت تنظر الي شكله بذلك الجلباب الصعيدي الذي كان يعطيه وسامة خالصة ورجولية  من نوع مختلف، تقدمت له بعد ان نزع عمامة  الرأس ومرر يده على خصلات شعره السوداء بعد ان التصقت ببعضها من حرارة الجو، شعر بيدها التي التفت حول خصرة ووجهها الذي دفنته في ظهره، التفت لها وحضرها بين يديه، رفعت راسها واستندت بذقنها على مقدمة صدره وقالت بنعومه.
ــــ عارف ان شكل حلو اوي بلبس ده… توسعت ابتسامة الاخر ومال بوجهه اتجاهها لتتلمس انفيهما معا.
ــــ يعني عجبتك…. 
ــــ انت بتعجبني في كل حلاتك، بعدين ان جوزي قمر اساسا واي حاجه بيبقي حلو فيها، عارف يا رحيم انا خيفه ترجع الشغل تاني اكيد البنات هناك هتعكسك ما تخليك هنا احسنا… ضحك الاخر بقوه على ما تقوله تلك الصغيره..
ــــ ولله يا عائشة انتي عسال وبحبك اوي اوي، بعدين ما يعكسوني انا مش بشوف غيرك انتي اصلا، مش بشوف غير بنوتي القمر ام غمزات بطير عقلي مني دي… قبل غمزتها بقوه لتشعر انها تحلق في السماء من كلماته الحنونه لها، رفعت نفسها لتضع هي هذه المرة قبله رقيقه بجور فمه بينما يضغط هو على خصرها بعد أن تفاجأ من حركتها تلك، كادت ان تبتعد ولكنه لم يعطها الفرصة لذلك فقد التقت هو كرزيتها في قبله عميقة انسوا بها كل شي مها….
……..
في غرفة حازم.
كانت تحتضن نفسها بقوة وهي تنظر الحمام الذي اختفي خلفه حازم منذ اكثر من ساعه، ضغطت على يدها بقوه من المفترض أن تكون الليلة اجمل ليلة لهما من المفترض أن تصبح زوجته وان يمتلكها هو وحده، لما لما هرب بتلك الطريقة هل اشمئز منها هل المشكله منها هي هل نفر منها لسبب ما نظرت الي نفسها تحاول ان تجد سبب ابتعاده عنها بتلك الطريقة المهينة، انفجرت في البكاء بينما يديها التي تعتصر بها فمها لكي لا يخرج صوتها له، دفنت نفسها في الوساده وتكورت حول نفسها في محاولة منها لكي تخفي نفسها عنه اذي خرج في اي لحظه، غفيت مكنها من شدة التعب من البكاء ظلت تنتظر خروجه ولكنه لم يخرج ليغلبها النعاس وتنام والدموع لم تجف من على وجنتيها بعد.
في نفس الوقت كان يجلس على حافة حوض الاستحمام وعينه مثل الدم من شدة حمرها، يده التي تقبض بقوة على حافة الحوض حتي ابيضت، صوت انفاسه العالي الذي كان كل ما يسمع في المكان، كيف كيف حدث ذلك لا يصدق الي الان ما يحدث له رأسه يكاد ينفجر من شدة التفكير وذلك الألم الذي ضرب ظهره بقوة ولكن لم يكن اقوى من الم قلبه علي محبوبته كيف سوف يواجهها بما حدث معه كيف سوف يكمل معها حياته وابسط حقوقها كأي انثى لن يستطيع أن يوفره لها، وضع رأسه بين يديه وضغط عليها بقوه وهو يكاد ينفجر من شدة الالم،  بكي بألم لأول مرة في حياته يبكي من كسرته وتلك المصيبة التي وضعها القدر بها. ….
انزل يده بتعب ونهض بعد أن أرهق نفسه من التفكير، فتح باب الحمام ببطء، لتقع عينه على تلك الغافية بوضع الجنين على الفراش، تقدم الي ان وصل لها، رأى دموعها التي لطخت وجهها من البكاء، جلس امامها وقال بصوت هامس باكي..
ــــ انا اسف سامحيني اسف….
……….
مر اسبوع كامل علي ذلك اليوم الذي انكسرت به سراب بتلك الطريقة الجارحة، ولكن ما ألم قلبها اكثر هو عدم اهتمامه الذي يظهره لها فمنذ ذلك اليوم يتجنبها وكان بها مرض معدي، لم يتحدث معها طيل ذلك الأسبوع، لم يكن هو أفضل حالا منها بل كان أسوأ بمراحل، تصنعه البرود أمامها لكي يدري كسرته كرجل وليس اي رجال بل رجل صعيده تربء علي ان يضع كبريائي فوق الجميع، ولكن الان لا يستطيع حتى انظر الى وجهها..  
ــــ صباح الخير…. قالتها بعد ان دخلت الى غرفه الطعام جلست بجواره وفور أن لمست الكرسي حتي نهض هو من مكانه، خفضت الآخرة رأسها بعد أن لاحظت نظرات الجميع المتجهة لها فلم يغب عنهم معاملة حازم الجافه لها حتى عندما تضيقها سميه لا يتدخل، كادت ان تنهض لكنها تجمدت مكانها فور ان سمعت صوت صياح أحد الخدمات لتهرول مع الجميع اتجه الخارج، رأته ملقى على الأرض فاقدا للوعي، سارعت له هاتفه باسمه بجزع على الرغم من غضبها منه إلى أنها لا تستطيع أن ترى يتالم ولو قليلا، جلست امامه وهي ترفع راسه تضمها الي حضنتها هاتفه باسمه بذعر، ابعدها احمد سريعا واسند شقيقه واتجه إلى الخارج سريعا بينما لحقت به سراب سريعا، جلست في الخلف وهي تسند جسد حازم الذي ارتخى بالكامل عليها….
في المشفى.
كان يقف امام باب غرفة الفحص التي كان بها حازم ومعه سراب التي لم تتوقف عن البكاء منذ قدومهم ومعها رتاج ، كان سليم يجلس برفقة فتحي وكامل الجهه الاخره بانتظار خروج الطبيب…
ــــ طمني يا دكتور… قالها احمد سريعا فور خروج الطبيب..
ــــ متقلقش يا فندم هو كويس هبوط شديد سوي من قله الاكل وكمان ضغطه مش منتظم ممكن يكون عامل نفسي لان من الواضح أن جسمه كويس وصحته كمان انا هكتبلو  علي شوي ادويه يخدها بانتظام…
ــــ ممكن ندخلو… 
ــــ اكيد هو حالا نايم شوي تقدرو تطمنو عليه لكن يفضل مايكونش في تجمع حاولي وياريت لو اللي هيفضل معاة يكون شخص واحد بس… 
ــــ حاضر يا دكتر 
ــــ الف سلامه عليه عن اذنكم… فو ان غادر دخل احمد ومعه سليم وفتحي وكمال  وسميه ولحقت بهم سراب التي كانت تتمسك في رتاج…
ــــ تنهد سليم براحه وهو يرى حفيده بخير بينما أحمد الذي مرر يده على رأس شقيقه باطمئنان فقد شعر وكان  ان انفاسه قد سلبت منه…
ــــ جدي خد الباقي وارجعو علي البيت وانا هفضل معاه…اومئ  سليم بعد ان غادي ولكنه توقف عندما صحت سميه في وجه سراب وقالت بغضب..
ــــ انتي السبب يا وش المصايب هو مش طايقك عملتيلو ايه ها… 
ــــ عمتي… قالها بصوت جهوري وهو يرى حاله سراب التي كانت صعبه جدا يعلم مدى حبها لشقيقه وعلم ايضا ان هناك سبب كبير وراء معاملة شقيقه القاسيه لها طول تلك المده..” سراب مرات اخويه ومحدش يغلط فيها فهمه، اتفضلي واظن ان الي من حقو يقول كده انا مش انتي اتفضلي رتاج خليكي انتي…
ــــ تعالي يا سراب عاوز اتكلم معاكي شوي….سارت معه نحو الخارج بعد ان غادر الجميع، نظرت له بعد ان مسحت دموعها وهدات قليل من نفسها..”عاوز اعرف في ايه يا سراب ايه اللي حصل معاكي انتي وحازم، انا اخوكي وانتي في معذه حازم عندي ايه الي حصل وصل الموضوع بينكم لكده…. خفضت الاخرة رأسها الى الاسفل بماذا تجيبه هل تخبره ان اخوه لا يراها امراه جميله او انه لا يود الاقتراب منها، بكت وهي تخفي وجهها بين يدها لاتستطيع أن تقول ذلك مهما حدث…
ــــ سراب ايه اللي حصل طيب هو موضوع اقدر ادخل فيه…. نفت برأسها ليه فتنهد وقال بعد ان ادرك انها لا تستطيع ان تخبره كونه رجل ففي النهاية تلك الامور شخصيه اي ما حدث معهما..”هو الموضوع انتي مكسوفه تحكيلي طيب….. اومأت مره اخره بعد أن نزلت يدها من علي وجهها فتنهد الاخر وقرر أنه سوف يسأل شقيقه عندما يستيقظ… 
ــــ خلاص يا سراب روحي انتي ارتاحي وانا هتصرف… فور ان غادرت اخرج هاتفه وقام بالاتصال بعائشة مخبرا اياه لعلها تستطيع أن تتوصل هيا مع سراب وتستطيع أن تفهم منها ما يحدث بينهم…
بعد نصف ساعه دخلت عائشة الى المشفى برفقة رحيم مسرعه….
ــــ احمد…  حازم مالو اي الي حصل…
ــــ متخافيش يا حبيبتي اهدي هو كويس هو بس ما اكلش كويس عاوز شوي يا عائشة لحظه يا رحيم لو سمحت… أخذ شقيقته قليل بعد ان شرح لها الوضع لتومي له وتتجه إلى الدخل..
فتح عينه ليشعر بألم حاد ضرب رأسه وظهره مره اخره، توه بألم وهو يمرر يده اسفل ظهره من شدة الألم، استمع إلى صوتها القلق وهي تمرر يدها على يده….
ــــ حازم وانت كويس حاسس بايه…فتح عينه لتتوقف على وجهها الذي كان يظهر عليه بوضوح أثر البكاء….
ــــ انا فين..
ــــ في المستشفي اغمي عليك وجبناك هنا… اومئ  لها دون أن يرد والتقت بوجه الى الجهه الاخر بعد ان ابعد يدها، خفضت الآخرة يدها وهي تبعد نظرها عنه في محاولة منها عدم البكاء فحتي في حالته تلك هو ينفر منها الى هذا الحد اصبح لا يطيقها…
دخلت عائشة برأفقة  رحيم واحمد ورتاج…
ـــــ حازم انت كويس ايه الي حصلك… ابتسم الاخر الي شقيقته برفق وقال بحنان
ــــ متقلقيش يا حبيبتي انا كويس ما حصليش حاجة… نظرت إلى معاملته الي شقيقته الحنونة لتنهد ببطئ دون ان ينتبه أحد لها وغادرت الغرفة فيبدو ان لا مكان لها بينهم فيبدو أنه قد عاد النظر في زوجه منها، هو محق من سوف يوافق علي الزوج من فتاة لا أهل لها قتل عمها والدها وابن عمها كان يعمل في تجارة الممنوعات، استندت على الحائط وانفجرت في البكاء مرة اخرى لا يوجد في يدها شي سوي البكاء مثلما كانت تفعل طوال حياتها السابقة، ظنت أنها وجدت رجال يكون ظهرها ويحميها ويشعرها بالامان ولكن يالا الاسف  … 
اغمض عينيه عندما رآها وهي تتسلل خارجه من الغرفه دون أن ينتبه لها احد لم يخفي عنه نظرتها الانكسار التي رمقته بها عندما حدث شقيقته بحنان بينما عملها هي بجفاء بتلك الطريقة المهينة، شعر بأن  راسه تكاد تنفجر ليضغط بيده على رأسه في محاولة منه لكي يوقف ذلك الالم…
ــــ اه راسي يا احمد هتنفجر مش قادر آه…. توجه له شقيقه بخوف بينما كانت عائشة تنظر له بذعر وهي تدلك له راسه لعل الالم يختفي….
بعد قليل من الوقت دخل الطبيب وبدأ في فحصه بعد أن أعطاه حبه مسكن…
ــــ مالو يا دكتور في أية …
ــــ مش عارف والله هو مش بيعاني من أي مرض جسدي حتي انا عطيتو مسكن المفروض اول ما يصحي ده ميحصلش وحتى لو حصل مش بيكون بشدة دي… توقفت أنفسا عائشة عندما سألت شقيقها فجئ ..
ــــ حازم انت بتحس بلالم ده من امتي وفي حاجه تاني بتوجعك..
ــــ من اسبوع و ظهري بيوجعني اوي، اومأت له ثم نظرت بهلع  إلى عين شقيقها التي كانت محمره بشدة شعرت برعشه تسري بجسدها وهي تدعو أن لا يكون ما تفكر به صحيح….
ــــ عائشة روحي انتي انا كويس وارجع البيت دلوقتي مش عايز اتعبك معايا  ….
ــــ متقولش كده تعبك راحه الحمد لله على سلامتك… قالتها بعد أن قبلت جبينه بحنان بينما رحيم الذي كان يبتسم بغيظ وقال بنزق
ــــ ما تخديه بل حضن احسن ابعدي كده بطلي بوس ودلع الله… التفتت له و ضحكت بمرح وهي تعود لوقوف بجورة …
……..
ـــ هيا مش بترد لي هي كمان انا نقص  هتف بها حسام بعد أن مل من الاتصال بها فهو يحاول الاتصال بها منذ اكثر من ساعه..
في نفس الوقت كان الهاتف يرن بجوار جسدها الملقى على الأرض بملابس النوم، في الخارج طرق احد الجيران بقوه بعد ان التقطوا رائحة الغاز من اسفل الباب ليبدي الهرج والمرج في المنطقة محاولين كسر باب الشقة لكي ينقذوا من في الدخل…. 
بعد مرور نصف ساعه راي رقمها يرن فأجاب بسرعه ودون أن يسمع أي كلمه…
ــــ تقي انت فين لحد دلوقتي انا اديلي  ساعة برن عليكي ايه الاستهتار ده…
ــــ اسلام عليكم يا فندم حضرتك تقرب  ايه لصاحبه التلفون ده… قالها احد الجيران الذي امسك بالهاتف بعد أن لاحظ تعدد الاتصال عليه..
ــــ انا باقي خطيبها هي فين في ايه… قالها بزعر بعد ان ايقن ان معشوقته بها شي ما..
ــــ حضرتك انا جار الانسه تقي واحنا حلا في المستشفي (…) لان الأنبوبة ثربت وهما في البيت… أغلق الهاتف وهرول الي الخارج سريعا غير مكترث بنداء ورده المذعورة على شقيقها…
دخل الي المشفي كل مجنون وهو يتلفت حوله ليتجه الى الاستقبال..
ــــ لو سمحتي في آنسه جت هنا هي وولدها والدتها..
ــــ اه قصدك حدثه الغاز في الدور الثالث يا فندم… سارع إلى الأعلى ليجد بعض الجيران يقفون بحزن أمام جسدين موضوع عليهما فراش ابيض، ما شعر به وقتها لا يمكن وصفه فكره انها ربما تكون أحد هذين الجسدين جعل روحه تخرج من جسده، اقترب ببطي بينما يدعو الله بكل ما يملك من ايمان ان لا تكون هي من بينهم..
ــــ حضرتك مين… كانت عينه مصوبه اتجاهه الجسدين أحدهم  اتضح أنه للرجل ولكن الأخر لم يعلم لمن هل لها ام لودتها…
ــــ انت خطيب الانسة تقي… اومي له بضياع فقال الاخر باسف شديد…”البقاء لله شد حيلك..”
………..
امام مدرسة الثانوية للبنات كانت تخرج من مدرستها تنظر امامها بشرود كعادتها فقد اصبحت هذه حالتها منذ ذلك الحدث، توقفت في مكانها  وكأنها رأت أمامها ملك الموت عندما وقف أمامها ذلك الذئب المفترس..
ــ عمل ايه يا همستي… ترجعت وكادت ان تهرب من أمامه ولكن يده منعته من ذلك…
ــــ تو تو رايحه فين يا هموس، انتي هتيجي معايا كده نستمتع مع بعض ذي المراه الي فاتت ايه رايك ومتقلقيش هديكي تمن  … وضعت يدها على يده وانفجرت في البكاء وهي تحاول الابتعاد عنه..
ــــ ابعد عني سيبني مش هروح معاك في حتة… 
ــــ لا عتروحي ولا صورك وانتي في حضني هتوصل ابوكي المسكين الي ممكن يروح فيها ولا امك يا عيني عليها مش هيا مريضه قلب برضو….نظرت له بخوف وكره وانكسار من عدم قدرتها على الدفاع عن نفسها، بكت بعد أن سحبها متجة  الي سيارته ، توجه إلى شقته التي شهدت على سلبها برائتها اول مره وها هي سوف تشهد على قتل روحها للمرة الثانية… 
دخل بها الى الشقه وجسدها الصغير لم يتوقف عن الانتفاض، كان يشعر ببرود جسدها من يدها التي كانت مثل الثلج لوهلة قلق عليها فعلى الرغم من كل ما يفعل الي انه يعلم انها لا تزال صغيرة على ذلك ولكن سوف يدفع ولدها الثمن هذا ما فكر به، تركها تقف مكنها وشحوب وجهها الذي اختفى منه الحياة وهو يتوجه الى المطبخ بعد ان احضر لها كاس عصير ووضع به حبة مخدر…
ــــ خدي اشربي ده… كل ما حدث ذلك اليوم عاد أمامها وكأنه فيلم نفس الكأس العين الذي بسببه لم تستطع حتى الدفاع عن نفسها، سقطت حقيبتها من يدها ولم تشعر الي وهي تلتقط سكيت كانت موضوع على الطاوله ووجهتها له 
ــــ م مش..هع.عمل كده..مش هتقرب مني تاني… مش هخليك تلمسني تاني… نظر لها مطولا ثم انفجر في الضحك وأخرج هاتفة وهو يعبث به ثم رفعه انام وجه لتهوي على الارض بعد ان رات نفسها وهي عاريه لا يستر جسدها شي سوي فراش شفاف اخفي فقط جسدها بعض الشيء وهو يجلس بجوارها.
ــــ عارف في من دي كتير وفي أوضاع مختلفة دس اقل واحد فيهم انا صراحه مش عاوز اضغط عليكي اكتر، هتشربي العصير هتعملي اللي انا عاوزه تاني يلا…. مد لها الكاس لترفع له راسها وعينها خاوية لا يوجد بها حياة،  ولدها ولدها الذي لم يحرمها شي في حيتها سوف تكون سبب في تحطيمه، لم تشعر بنفسها الي وهي تغرث السكين في يدها بقوه جاعله من الدماء تتطاير من حولها، كان كل ذلك تحت نظرات جواد الي سقط منه الكاس بصدمه من ما فعلته لم يتوقع منها هذا لم يتوقع ان تكون بتلك الجراء لم يفق من صدمته التي على جسده الذي دفعه احد الإمام ليسقط امامها وهو يرى شخص ما يحملها بين يديه ويهرول بها إلى الخارج….
………..
يتبع ……
لقراءة الفصل الرابع والعشرون : اضغط هنا
لقراءة باقى فصول الرواية : اضغط هنا

اترك رد