Uncategorized

رواية غرام المغرور الفصل السابع والأربعون 47 بقلم نسمة مالك

 رواية غرام المغرور الفصل السابع والأربعون 47 بقلم نسمة مالك

رواية غرام المغرور الفصل السابع والأربعون 47 بقلم نسمة مالك

رواية غرام المغرور الفصل السابع والأربعون 47 بقلم نسمة مالك

الحلقة الرابعة من نوفيلا تكملية من رواية 
غرام المغرور.. 
✍️نسمه مالك✍️.. 
فشلت “إسراء” فشل ذريع في منع زوجها عنها، كان شوقه لها واصل لزروته، فما كان منها سوي الإستسلام الكامل لفرط مشاعره المتآججة،
تركته يغمرها بطوفان عشقه الذي تغلغل بداخلها حتي إندمجت كليًا مع جنونه بها.. 
بعد لحظاتٍ من الحميمية و صِلة تحكمها المودة العميقة المتبادلة، استغرقت بعض الوقت حتي استعادة أنفاسها التي كالعادة ينجح في سلبها منها، 
ضحكت بغنج حين شعرت بأنامله تجد طريقها إلى خطوط عنقها الملساء.. 
“لدرجة دي كنت وحشاك يا فارس؟!”.. 
همست بها “إسراء” وهي تميل عليه مستنده بكلتا يديها على عضلات صدره القوية، و رفعت وجهها ببطء حتى تقابلت عينهما..
كان “فارس” يرمقها بنظراته المُتيّمة، خصلات شعرها الحريرية مشعثة بفوضوية مثيرة.. 
خطف قبلة عميقة من شفتيها وهو يقول 
بنبرته المدوخة.. 
” واحشاني كتير اوي يا بيبي.. بس خايف عليكي من حبي وشوقي ليكي لأذيكي أنتي و اللي في بطنك يا إسراء”.. 
“ربنا ميحرمنيش منك أبدًا يا حبيبي”.. غمغمت بها وهي تندس بين ضلوعه تضمه بكل قوتها، بينما هو يربت على ظهرها، و يداعب شعرها بأنامله مستنشق عبقها بستمتاع مدمدماً…
” اممم.. يله قوليلي كنتي عايزه تتكلمي معايا في أيه؟ “.. 
اعتدلت” إسراء ” فجأة جالسه على ركبتيها أمامه ساحبه الغطاء حولها، وتحدثت بلهفة قائله.. 
“فكرتني يا فارس.. أنا إزاي كنت هنسي بس”.. 
جذبها “فارس” اجلسها على قدميه، مردفاً باهتمام… “اتكلمي يا روحي.. أنا سامعك “.. 
أخذت نفس عميق و تحدثت بابتسامة دافئة قائلة.. 
“أول حاجة ماما يا فارس نفسها أوي تسافر تعمل عمره دلوقتي قبل كمان شوية، وطلبت مني أقولك لو ينفع تخليها تسافر بكرة بعد كتب كتاب خديجة”.. 
اعتلت الدهشة ملامح “فارس” و رمقها بنظرة متفحصة و هو يقول.. 
” انتي قولتلها أني هطلعها الحج صح؟!”.. 
رمشت “إسراء” بأهدابها الكثيفه ببراءة، و حركت رأسها بالايجاب.. 
عض” فارس ” شفتيه بغيظ مصطنع، و تابع بتعقل قائلاً.. 
“طيب يا حبيبتي أنا عيوني ليكي أنتي و ماما إلهام بس خليها تستني على ما تولدي و نطمن عليكي ونبقي نروح كلنا سوا زي ما اتفقنا يا غرام فارس “.. 
تنهدت” إسراء” بدلال، و لفت يديها حول عنقه، و بأسف قالت.. “هي مصرة تسافر و عماله تتحايل عليا وأنا مش قادرة أقولها لا ، و كمان قالتلي لما أولد أن شاء الله تبقي تسافر معانا تاني، وبصراحة أنا مش عايزه ازعلها يا فارس خصوصًا أن عندها يقين كبير بالله انه هيجبر قلبها وهترجع من هناك وهي بتمشي تاني على رجليها”.. 
رأي “فارس ” نظرة زوجته الراجية،تستجديه أن يوافق و يحقق حلم والدتها.. أبتسم لها ابتسامتة التي تزيد من وسامته و هو يقول.. 
” خلاص يا روحي و لا تزعلي نفسك.. مامتك هتسافر الحرم بكرة بإذن الله”.. 
صرخت” إسراء ” بفرحة غامرة، و ارتمت داخل حضنه تضمه لها مقبله كتفيه ووجنتيه قبلات متتالية متمتمه بصوت تحشرج بالبكاء.. 
“ربنا يفرح قلبك زي ما انت هتكون سبب في فرحة قلب امي يا أحسن زوج في الدنيا كلها”.. 
” أنتي فرحة قلبي يا إسراء”.. 
قالها بعدما أحتضن وجهها بين كفيه، و تابع بجملة جعلت عينيها تتسع بذهول حين قال.. 
“و كمان ماما إلهام مش هتسافر لوحدها.. تامر وإيمان مراته هخليهم يسافروا معاها علشان مامتك بتعز إيمان وهتفرح لما تبقي معها، و تامر يعمل عمره لأخوه أبو إسراء الله يرحمه “.. 
ابتلعت” إسراء” لعابها بتوتر، و قد بدأت عبراتها تتجمع بعينيها، و بصوت مرتجف همست مستفسرة.. 
“أنت بتتكلم جد؟! “.. 
أطلق” فارس ” زفرة نزقة من صدره و هو يجيب على سؤالها.. 
” أيوه يا حبيبتي بتكلم جد طبعًا.. اسمعيني يا إسراء لازم تعرفي أن حق أبو إسراء أنا جبته من كل اللي اتسببو في أذاه.. و سيد شعلان والعصابة اللي حواليه كلهم مرمين في السجن.. بس للأسف مش هقدر أخد حقه من اللي كان ورا العصابة دي و كان واخد مارفيل ساتر ليه علشان يوصلي أن أمي هي اللي عايزة تخلص مني”.. 
عقدت” إسراء ” حاجبيها، ونظرت له بعدم فهم فتابع هو بألم ظهر على ملامحه ونبرة صوته الحزينة.. 
” لأن الواحد دا يبقي أبويا”.. 
هنا لم تتحمل زوجته رؤية حزنه، وضعفه إلى هذا الحد، فضمت رأسه لصدرها تمسد على شعره الحريري، و بدأت تبكي بنحيب مردده.. 
” متشيلش نفسك فوق طاقتك يا فارس..أحنا مين علشان نحاسب العباد.. ربنا قادر يرجع لكل واحد حقه، وكفايا اللي عملته معايا ومع امي وبنتي و اللي لسه بتعمله معانا لحد دلوقتي.. أكتر بكتير ما كنا بنتمني يا حبيبي..أنت بتعمل اللي عليك وزيادة كمان اطمن”.. 
صمتت تلتقط أنفاسها، وتابعت بغضب مصطنع قائلة..” وبعدين انت مش ناوي تقولي أيه المشوار السري اللي بتاخد الآنسة إسراء و تروحه كل أسبوع  بقي دا ان شاء الله ؟! “.. 
شعرت بيده تمسك كف يدها، و يخلل أصابعه بين أصابعها و تشتبك بهم بقوة و هو يقول.. 
” باخد البنت تزور رامي والدها و تقرأ له الفاتحة يا إسراء”.. 
للحظة توقف عقلها عن استيعاب ما قاله، أيعقل؟! زوجها يذهب بنفسه برفقة ابنتها لقبر زوجها المتوفي!! ، رباه ما هذا الفارس الذي وقعت بعشقه؟؟.. 
يمتلك قلب من لؤلؤ وهي الوحيدة التي فازت بحبه، نهرت نفسها على غبائها خين تذكرت أنها كانت تحاول إثارة غضبه وإظهار عدم تقبلها له بحياتها و أنها تريد الهروب منه ذات يوم.. رغم يقينها أنها لن تستطيع عبور باب القصر الداخلي حتي، و ايضًا لوجود والدتها معها.. 
“ليه أنا يا فارس؟!”.. 
أردفت بها بصوت متقطع وقد اجهشت بالبكاء.. 
اعتدل “فارس” جالساً مقابل لها و تحدث بتساؤل قائلاً.. 
“مش فاهم قصدك؟!”.. قالها وهو يرمقها بنظرات مستفسرة، كانت علامات القلق واضحة على ملامحة، سريعاً ما تحولت لأخرى متعجبة حين تابعت “إسراء” بخجل.. 
” ليه حبتني واتجوزتني أنا يا فارس، و أنا لا حيلتي مال ولا تعليم و؟! “.. 
قطع حديثها بوضع أبهامه على شفتيها، و تحدث بلهفة قائلاً .. 
“انتي الانسانة الوحيدة اللي ملكت قلبي.. مال أيه و تعليم أيه اللي بتقولي عليه.. .. أنتي غرامي يا إسراء”.. 
“و أنا بحبك”.. 
همست بها بحميمية، و هي تلقى نفسها داخل صدره، و تضمه بعناق محمومٍ، وهي تكرر نفس الكلمة ثانيةً تثبت بها مشاعرها له وحده.. 
“بحبك”.. 
تراقص قلبه بفرحة غامرة،شعر انه أمتلك الكون و ما عليه بعترافها هذا، و بوجودها بين حنايا صدره، بالنسبة له هي وكفي لا يريد سواها، يراها رزقة و مكافأته على ما مر به.. 
استندت بجبهتها على جبهته، وهمست بعتاب لا يخلو من دلالها عليه قائله.. 
“طيب على الأقل كنت طلبت مني أكمل تعليمي علشان أقدر أتكلم مع مامتك وافهمها”.. 
ضحك “فارس” و هو يقول محاوطًا إياها بذراعيه.. 
“يا روحي أنا سيبك تعملي اللي يعجبك، و اللي أنتي عايزاه.. لو حابة تكملي تعليمك أنا هبقي معاكي و هساعدك في كل اللي تحتاجيه .. لكن مينفعش أقولك أنا كملي.. لازم تكوني أنتي حابة اللي بتعمليه، ولو على الكلام مع مارفيل أنا هعلمك كذا لغه ومن ضمنهم الفرنسية ولا تزعلي نفسك أبدًا”.. 
” موافقة..هكمل تعليمي، و أنت علمني يا فارس لغاتك كلها”.. همست بها بغنج، و هي تدفعه برفق و تميل عليه قاصدة شفتيه كادت أن تغمره بشفتيها، و لكن طرقات هادئه على الباب يليها صوت” خديجة” الرقيق تقول بخجل.. 
” فارس العشا جاهز يا حبيبي.. هات مراتك وتعالي يله”.. 
” خديجة طالعة تقولي بنفسها تبقي عايزاني في حاجة مهمة”..
قالها “فارس” وهو يبتعد عن زوجته برفق بعدما لثم شفتيها بقبلة سريعه مكملاً وهو يرتدي ثيابه على عجل.. 
“هشوفها و أرجعلك يا روحي”.. 
سحبت “إسراء ” روبها الأسود الشيفون الملقي على طرف الفراش، و أرتدته أثناء نهوضها، وسارت نحو الحمام وهي تقول بحماس.. 
” و أنا هاخد شاور و هروح أفرح ماما و أقولها إنك وافقت على سافرها.. أنت مش عارف هي هتفرح إزاي يا فارس خصوصًا لما تعرف ان إيمان هتسافر معاها كمان، و أنت شوف خديجة وخد شاور سريع وتعالي علشان نتعشي سوا كلنا”.. 
ألقي” فارس ” لها قبلة في الهواء و سار نحو باب الجناح فتحه لحظة إغلاق “إسراء” باب الحمام.. 
“تعالي يا ديجا”.. 
هكذا نادها “فارس” حين لمحها تسير بتردد تجاه جناحها.. 
” كنت عايزه أتكلم معاك يا فارس قبل العشا”.. 
غمغمت بها” خديجة ” بتوتر ملحوظ، و قد بدأ وجهها تنسحب منه الدماء حتي شحب لونها.. 
اقترب منها “فارس” على الفور وأمسك يدها ليتفاجئ ببرودتها الشديدة،فسار معها لداخل جناحها و جلس بها على أقرب أريكة، ولم يترك يدها.. بل أحتضنها بين كفيه، و أردف بقلق قائلاً.. 
“مالك يا ديجا .. في حاجة حصلت؟”.. 
أخذ منها الأمر دقيقة كاملة، بل أكثر حتي أستطاعت النطق بالإجابة على سؤاله قائلة بستحياء.. 
“فارس أنا عارفة أنك بتحضرلي لفرح كبير، و هتعزم نص البلد تقريبًا علشان عايز تفرحني”.. 
حركت رأسها بالنفي، وبنبرة متوسلة تابعت.. 
“بلاش يا فارس.. علشان خاطري بلاش يا ابني”.. 
صمتت لبرههٍ ،وتابعت بأسف.. 
“أنا مش صغيرة في السن علشان تعملي فرح كبير زي دا.. مش عايزه اشوف نظرة تجرحني في عين اي حد؟ “.. 
قطع حديثها” فارس ” بغضب قائلاً.. 
“محدش يقدر يبصلك بصة متعجبكيش دا انتي خديجة الدمنهوري”.. 
ابتسمت له بحنو وبتعقل قالت.. 
” يا حبيبي أنا مش بفكر فيا بس..أنا حاسة ان هاشم هو كمان محرج بس ساكت علشاني.. لو فكرنا بعقلنا هنلاقي أن مينفعش البس عروسة وهاشم عريس ونبقي تريقة الناس على أخر الزمن.. كفاية نعمل حفلة كتب الكتاب بينا وبين أقرب الناس لينا بكرة ان شاء الله، ولو سمحتلي أنا هروح مع هاشم بعد الحفلة”.. 
خفضت وجهها حين توردت وجنتيها بحمرة قاتمة وتابعت بصوت بالكاد يسمع..” جزر المالديف نقضي شهر العسل”.. 
“فارس ” بعتاب.. ” إزاي بس يا خديجة.. دا أنا هتجنن وأشوفك بفستان الفرح، ومتأكد انك هتكوني أحلى عروسة في الدنيا”.. 
ربتت” خديجة” على كف يده وهي تقول.. 
“فارس أنا بقولك علشان خاطري يا ابني أنا مش هستحمل نظرة واحده تجرحني من أي حد.. خلي فرحتنا مع الناس اللي هتفرح لنا من قلبها بجد..هتبقي أحسن من اللمة الكدابة، و لو مصمم أوي على فرح يبقي أولى تعمل فرح ليك أنت و مراتك”.. 
“فرح ليا انا و إسراء و هي حامل!!!”.. غمغم بها “فارس” وهو يمسد لحيته بأصابعه، وتابع بجدية مصطنعة..” فكرة والله بس نستنى شوية على ما بطنها تظهر شوية كمان هتبقي لايقه أكتر في الفستان”.. 
ضحكت” خديجة” بقوة مرددة من بين ضحكاتها.. 
“تصدق هتبقي شكلها كيوت أوي يا فارس و تجنن”.. 
………………………………..سبحان الله ????………. 
بغرفة “إلهام”.. 
كانت تجلس على كرسيها المتحرك أمام طاولة الزينة تمشط خصلات شعرها الناعمة التي غزتها خيوط من الفضة أضافت عليها براءة و وقارًا في آن واحد.. 
ترقرقت عينيها بالعبرات و هي تنظر لأنعكاس صورتها بالمرآه وتتخيل هيئتها بثياب الأحرام، حينها شعرت بنبضات قلبها تدق كالطبول من شدة فرحتها.. فبدأت تصفق بكلتا يديها و تدندن مرددة.. 
“رايحة فين يا لوما يا أم شال قطيفة.. رايحة أزور النبي محمد والكعبة الشريفة”.. 
“حاجة يا حاجة يا أم شال قطيفة”.. قالتها “إسراء” التي دلفت داخل الغرفة للتو، لتجد والدتها تصفق وتغني بهيئة تدخل السرور على القلب.. 
و دون سابق إنظار صدي صوت “إسراء” بزغروطة رنانة رغم عبراتها التي تنهمر على وجنتيها بغزارة و تردد بفرحة لفرحة والدتها.. 
“مبرررروك يا ست الكل.. هتسافري لحبيبك بكرة، وكمان مش هتروحي لوحدك.. بنتك إيمان هتسافر معاكي”.. 
فتحت “إلهام” ذراعيها لابنتها، فهرولت “إسراء” بالاقتراب منها و احتضنا بعضهما بقوة و سعادة بالغة غمرتهما أخيراً بعد الكثير من التعب والبكاء.. 
……………………………….. الحمد لله ????…………. 
مرت ساعات الليل ببطء شديد،حتي سطعت شمس صباح جديد بدأ بوصول أرقى الفساتين لكلاً من “خديجة، إسراء وصغيرتها، و إيمان أيضًا”، و ثياب الأحرام الخاصة ب “إلهام” التي لم تغفو إلا بعدما قامت بتجهيز حقيبتها.. 
كان كل العاملين بالقصر يقفون على قدم وساق أثناء تجهيزات المسؤلين عن تحضيرات حفلات الزفاف يقومون بتزين القصر من الداخل و الخارج بأروع الورود، و الأضاءة المبهجة.. 
يتابعهم” فارس “من شرفة جناحه بنظرات منذهلة، اليوم ستترك عمته الحبيبة القصر لأول مرة و تسافر مع زوجها.. 
رباه!!.. 
حقاً ستتزوج “خديجة”؟!.. 
“صباح الحب”.. 
همست بها “إسراء” من خلفه وهي تحاوط خصره بذراعيها وتضمه لحضنها رأسها يتوسط ظهره.. 
“حاسه بيك طول الليل قلقان و منمتش ليه يا حبيبي” غمغمت بها بصوتها الناعس و هي تمسد على صدره موضع قلبه بحركتها التي يفضلها زوجها كثيراً.. 
جمدت محلها حين أخترق سمعها صوته الباكي يهمس بعدم تصديق قائلاً.. 
“خديجة..أمي هتتجوز يا إسراء”..
يتبع…… 
لقراءة الفصل الثامن والأربعون : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا
نرشح لك أيضاً رواية الساحر للكاتبة ياسمينا

‫3 تعليقات

اترك رد