Uncategorized

رواية أسيرة الشيطان 2 الفصل الثالث 3 بقلم دينا جمال

 رواية أسيرة الشيطان 2 الفصل الثالث 3 بقلم دينا جمال
رواية أسيرة الشيطان 2 الفصل الثالث 3 بقلم دينا جمال

رواية أسيرة الشيطان 2 الفصل الثالث 3 بقلم دينا جمال

ملاك ….ما امامه ليست سوي ملاك عينين بلون العسل وجهها صافي يكاد يضيء من شدة جمالها شعرها احمر ناري تساقط كله علي وجهه حينما اصطدمت به وسقطت عليه ….فاق من عاصفة جمالها المخدرة حينما دفعته بعنف هبت واقفة تصرخ في وجهه بحدة : مش تفتح يا حمار !!
شخصت عينيه بذهول … من قال أنها ملاك ..تلك الوقحة سليطة اللسان كيف يمكن ان يلقبها بالملاك نهض بخفة ينفض الغبار عن ملابسه يهتف بحدة وهو ينظر لها باشمئزاز: أنا حمار يا جاموسة …هو أنا اللي خبطتك ولا انتي اللي نطحتيني زي الجاموسة 
اشهرت سبابتها امام وجهه بحركة عنيفة أدت لتطاير خصلات شعرها الحريري لتخطف انفاس ذلك الواقف ليجدها تصرخ مرة اخري بغيظ : أنا جاموسة يا جدي الزاريب 
احمرت عينيه غضبا من سلاطة لسان تلك الفتاة قبض علي يده يشد عليها قبل أن يصفعها ليست من شيمه إن يصفع امرأة ولكن تلك الفتاة يريد خنقها ارتسمت ابتسامة ساخرة علي شفتيه يهتف بتهكم : صحيح وأنا هستني ايه من جاموسة يعني مع الاعتذار للجاموسة 
اتسعت عينيها بغيظ فتحت فمها لتصرخ فب وجهه حينما اسكتهم ذلك الصوت :بس انت وهي ….هتف بها ذلك الرجل … ليهتف عمرو سريعا بأدب وهو يشير ناحية تلك الفتاة : أنا آسف يا سيادة المدير بس البتاعة دي هي اللي غلطت وكمان بتبجح فيا 
اشارت لنفسها عينيها متسعتين بذهول لتهتف بحدة : أنا بتاعة يا حيوان انت مش عارف أنا مين …نظرت للرجل تهتف بلهجة أمر حازمة : بابي اطرده برة …..وقبل أن يجيب ذلك الرجل نظرت لعمرو تبتسم بخبث لتهتف سريعا ببراءة مصطنعة: ولا اقولك بلاش يا بابي تقطع عيشه حرام…خليه يعتذرلي احسن 
ضيق عينيه ينظر لتلك الوقحة بغيظ ليهتف سريعا يإباء : هو مين دا اللي يعتذرلك أنا ما غلطتش فيكي اصلا عشان اعتذرلك …. انتي اللي ماشية مش شايفة قدامك وكمان بتبجحي دي لو فيها رفدي …. الله الغني 
نظر المدير لعمرو بإعجاب ….اعجبه كبريائه وطريقته الحازمة في الحديث …. يعرف ابنته مدللة متعجرفة مغرورة لأبعد حد يكاد يجن من أفعالها…..تنهد بضيق لينظر لعمرو هاتفا بهدوء: اتفضل يا عمرو روح علي مكتبك 
اؤما عمرو بصمت ليغادر …بينما اتسعت عيني تلك الوقحة لم يكن ذلك رد الفعل التي تريده ابدا نظرت لوالدها تصرخ فيه بحنق : بابي انت ازاي تسيبه يمشي من غير ما يعتذرلي …. كان لازم تطرده دا قل أدبه عليا وقال عني جاموسة 
نظر لها والدها بضيق فاض به الكيل ليهتف بحدة : بطلي بقي طريقتي دي أنا قرفت من غرورك وعجرفتك …. اعترفي أنك غلطانة …أنا مش هطرد عمرو ومش هيعتذرلك …واتفضلي علي البيت ، رفع سبابته يهتف بتوعد : وما تروحيش الديسكو يا روان اديني قولتلك أهو 
نظر لوالدها بسخط لتفر هاربة من المكان استقلت سيارتها السوداء الفخمة ضاربة بكلام والدها عرض الحائط متجهه الي ذلك الملهي الليلي لتقضي سهرتها فيه كالعادة
( روان صلاح محمود …..في الثانية والعشرين من ربيعها …مدللة متعجرفة مغرورة …. جميلة لا يمكن إنكار ذلك فوالدتها إيطالية …..لكنها انفصلت عن والدها بعد أن انجبت روان مباشرة تركت ابنتها وعادت لبلدها )
دخل صلاح مكتبه ليضعط علي الجرس الصغير الموضع جانبا …لحظات ودخلت سكرتيرته الخاصة تهتف سريعا : تؤمر بحاجة يا افندم 
اغمض عينيه بتعب يهتف بشرود : ابعتيلي استاذ عمرو من الحسابات 
هزت رأسها ايجابا لتخرج من الغرفة بينما امسك هو الملف الخاص بعمرو يقرأه جيدا ________________
جاسر ايه اللي في إيدك دا ….. اتسعت عينيه بصدمة شحب لونه كالموتي بلع لعابه بصعوبة بحركة خاطفة سريعة اسقط القرص داخل كم بيجامته الشتوية لينظر لها يعقد جبينه باستفهام يرفع يديه لأعلي يهتف ببراءة : ايه اللي في ايدي 
نظرت ليده بدهشة للحظات ….تجزم انها رأته يمسك بشيئا في يده رفعت كتفيها تهتف بلامبلاة : يمكن المعلقة 
تنهد داخل نفسه براحة حمد لله أنها لم تري ذلك القرص نظر لها بضيق ليهتف بحزم : انتي ايه اللي نزلك…. هو أنا مش قولتلك غيري هدومك واستنيني علي ما أجي عشان اسمعلك 
مدت يدها بهاتفه بلعت لعابها بارتباك تهتف بتوتر : موبيلك كان بيرن 
جذب الهاتف منها بعنف يلقيه ارضا يصرخ بحدة : يتحرق الموبايل طالما أنا قولت ما تنزليش يبقي ما تنزليش …..لو حصلك مضاعفات بسبب اهمالك قلبك هيقف 
انكمشت تنظر له بذعر هل اخرجت الوحش من جديد….تنهد بضيق حينما رأي نظرتها المرتعبة التفت يوليها ظهره ليهتف بحزم : اطلعي اوضتك يلا 
شعر بتحركها ليلتفت بهدوء ينظر لها وهي تصعد لأعلي تتساقط دموعها بصمت ….عاد الي ما كان يفعل اخرج قرص آخر من شريط الاقراص يضعه في الكوب قلبه جيدا حتي اختفي القرص تماما ليأخذ الكوب متجها لأعلي …فتح باب الغرفة بهدوء ليجدها تجلس علي الفراش تنكس رأسها لأسفل تبكي بصمت تنهد بضيق ما كان يجب أن يصرخ عليها ولكنه ارتبك حينما رأته …..اتجه ناحيتها يجلس أمامها علي الفراش لتشيح بوجهها في الإتجاه الآخر بإياء تمسح دموعها بعنف …ابتسم بحنو يربط علي شعرها برفق : خلاص بقي ما تزعليش … مش هزعقلك تاني 
بلعت غصتها الخائفة تهمس بصوت بح من كثرة البكاء: مش مسمحاك عشان أنا ما غلطتش وما عملتش حاجة عشان تزعقلي كدة ….انا كنت نازلة اديلك الموبايل ليكون في حاجة مهمة بس انت ، انت…..نظرت له بعتاب صامت لتجهش في البكاء … فما كان منه الا انه وضع رأسه علي قدميها كالطفل الصغير حينما يلجئ لأمه ليهمس بحزن : ما تزعليش مني ما فيش أم بتزعل من أبنها عشان خاطري 
رغما عنها ارتسمت ابتسامة شاحبة على شفتيها لا يمكنها ان تغضب منه خاصة مع تلك الكلمات التي تشعرها أنه مسؤول منها همست بضيق رغم ذلك: وما فيش ابن بيزعق لمامته 
رفع رأسه ينظر لها بمرح يلاعب حاجبيه بعبث : عيل قليل الادب ما اترباش 
لم تستطع للأسف كبح ضحكاتها انفجرت ضاحكة رغما عنها ليعتدل هو في تلك اللحظة يلتقط كأس العصير مد يده به لتأخذه منه تهتف بمرح: أنا مش فاهمة ايه حكاية كوباية العصير بتاعت كل يوم دي بتفكرني بمسلسل الزوجة الرابعة لما كان بيحط لمرتاته حبوب منع الحمل في العصير 
تجمدت ابتسامته علي شفتيه صدقا هو يفعل ذلك ولكنها هي من ارغمته علي فعل ذلك عنيدة غبية لا تستمع له قرر تغير ذلك الموضوع ليهتف بتهكم : بطلي المسلسلات اللي واكله عقلك دي …. تسمعي في اليوم ميت مسلسل وأول ما أجي اقولك نسمع علي طول ما حفظتش 
أخذ منها كوب العصير بعد ان انهته ليعتدل في جلسته يهتف بجد : رؤي اسمعيني انتي عارفة ان دا لمصلحتك 
تعرف تلك النظرة ذلك الكلام ورائه مغزي واحد فقط صاحت فجاءة بحدة : لاء يا جاسر .. لاء يعني لاء مش هاخد حبوب لمنع الحمل …أنا عايزة اخلف عايزة يكون عندي ابن بدل …بلعت لعابها بصعوبة وضعت يدها علي بطنها تهمس بألم: بدل اللي راح من قبل ما الحق حتي أفرح بيه 
بدون حرف آخر في هذا الموضوع هتف بجد : سمعي خواتيم سورة البقرة 
أغمضت عينيها تتنهد بحزن تعرف أن تلك الذكري صعبة عليه أكثر منها لتسمي الله وتبدأ في تلاوة القرآن
«لِلَّهِ ما فِي السَّمَاواتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَإِن تُبْدُواْ مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُم بِهِ اللّهُ فَيَغْفِرُ لِمَن يَشَاء وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاء وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ¯ آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وملائكته وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ ¯ لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وارحَـمْنا أَنتَ مَوْلاَنَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ»
صدق الله العظيم ….ارتسمت ابتسامة فخر علي شفتيه ما أن إنتهت لتنظر لابتسامته باستفهام تهتف بتعجب : أنا نفسي اعرف اشمعني سورة البقرة اللي بتصمم تسمعهالي دايما ودايما قلقان لأحسن أنساها 
ابتسم بهدوء يتنهد براحة : انتي عارفة ان أنا دخلت كلية الطب بسورة البقرة ….. قبل ما حياتي تتشقلب بسبب اللي حصل كنت دايما بقرأها كل يوم ….وعشان هي أطول سورة في القرآن كنت بقسمها ….سورة البقرة دي معجزة هدية من ربنا انتي عارفة ان سورة البقرة هي وسورة آل عمران بتشفع لقرائها يوم القيامة واحنا في عرض حسنة ندخل بيها الجنة ، كمان قراءة سورة البقرة بركة والشيطان ما يقدرش يقرب من مكان تقرأ فيه ، الرسول صلى الله عليه وسلم قال: ” لا تجعلوا بيوتكم مقابر إن الشيطان ينفر من البيت الذي يقرأ فيه سورة البقرة ” 
طب تعرفي أن سورة البقرة فيها احكام كتير اوووي ….فيها آيات الطلاق وأحكامه.
وضّحت مدة الرضاعة وحقوقها.
ذكرت فضل آيات الصيام في شهر رمضان ووضحت المرضي الغير القادرين على صيامه.
ذكرت عِدّة المرأة المُتوفّى عنها زوجها وأحكام خِطبتها .
وضحت أركان الحجِّ و أحكامه زي الوقوف بعرفاتٍ ورمي الجمار.
شرحت آيات الربا وبيّنت حكمه.
ذكرت حُكم اليمين وكفّارته.
فرضت الجهاد في سبيل اللّه وبيّنت حالاته .
وضّحت فضل الصّدقة وفصّلت في النفقة وفضلها.
 حطط اسس للدّين ( الدائن والمدين ) من إحضار للشهود وكتابة ذلك وتوضيحه بين الطرفين ، عرفتي ليه أنا دايما عايزك حافظة البقرة ومش حفظاها بس حفظاها وفهماها وعارفة أن معاكي كنز ما يغنيش عنه كنوز الدنيا كلها 
أسند رأسه الي ظهر الفراش يغمض عينيه يهمس بندم : عارفة يا رؤي أنا طول عمري كنت شخص مسالم عمري ما اذيت حد …بس زي ما بيقولوا اتقي شر الحليم …. ما كنتش اتصور أن أنا ممكن ابقي جاسر مهران الشيطان اللي بيسكر ويروح ديسكوهات ويوقع دي ويتسلي بدي وينتقم من دي أنا كنت وحش اوي يا رؤي وحش اوي أنا بس كنت عايز اخد حقي 
نظرت له بحزن بين حين آخر يفعل ذلك يظل يأنب نفسه بقسوة علي ما كان يفعل في أحد الأيام استيقظت ليلا لم تجده جوارها ظلت تبحث عنه لتجده في غرفة بعيدة جدا عن غرفتهم يجلس علي سجادة الصلاة يبكي بعنف طالبا من الله مسامحته علي ما جنت يديه …لم ترد وقتها أن يعرف بأنها رأته في حالة ضعفه تلك فخرجت بهدوء حتي لا يراها 
نظرت له بحنو لتبتسم بمرح مقررة التخفيف عنه فهتفت بملل مصطنع : جاسر أنا عايزة اقولك حاجة 
نظر لها باهتمام يعقد جبينه لتهتف بمرح : أنت نكدي ….ونكدي دي بقولهالك بالأمانة
اتسعت عينيه بدهشة ليشاركها مزاحها يهتف بمرح : بالأمانة 
هتفت بمرح : أيوة أمانة …عاااا جاسر يا مجنون صرخا ضاحكة حينما بدأ بدغدغتها برفق لتضحك دون توقف حتي اصطبغ وجهها باللون الأحمر القاني من شدة الضحك ….حينها توقف ينظر لها مبتسما بحب بينما هي تحاول إلتقاط أنفاسها التي بعثرها هو في نوبة جنونه الحنونة سمعته يهتف بحنو : تعرفي يا رؤي وجودك في حياتي اكبر دليل علي أن ربنا بيحبني 
رفعت وجهها تنظر له بحب تبتسم بخجل وجنتيها علي وشك الإنفجار من الخجل لتختفي ابتسامتها تتسع عينيها بصدمة حينما سمعته يقول : عشان لما ربنا بيحب حد بيبتليه 
نظرت له بغيظ لتعقد ساعديها تشيح بوجهها في الاتجاه الآخر تهتف بعند: بقي كدة يا جاسر ماشي شوف بقي مين اللي هيعملك كيكة الشوكولاته اللي إنت بتحبها 
ارتسمت ابتسامة خبيثة علي شفتيه يهتف بعبث : اسكتي مش أنا عرفت طريقة جديدة لعمايل الكيكة بالشوكولاتة بالمقادير الصحيحة 
مد يده يغلق إضاءة الغرفة 
في تلك اللحظة أدرك شهرزاد الصباح 
فسكتت عن الكلام المباح 
_____________________
مساء الخير يا سيادة المدير هتف بها عمرو بأدب بعدما دخل من باب الغرفة المدير …ليشير له المدير الي الكرسي أمام مكتبه ليجلس عمرو …دقائق صمت صلاح يطالع الملف الخاص بعمرو باهتمام
وعمرو يجلس بتوتر لا يعرف ماذا يقول او ماذا يريد منه صاحب الشركة بنفسه بالتأكيد سيوبخه او يطرده لانه رفض الاعتذار لابنته …. تلك الوقحة كان ينقصها تنهد بقلق ليجد المدير يتحدث بهدوء : بص يا عمرو أنا اولا بعتذرلك عن اللي قالته بنتي … روان والله طيبة وقلبها أبيض بس هي مطرقعة شوية ولسانها متبري منها حبتين تلاتة ….تنهد بحزن يكمل وهو ينظر لعمرو برجاء : عمرو يا إبني أنا طالب منك خدمة واتمني ما تردش طلبي 
__________________
وقف أمام باب الغرفة الصغيرة لم يطاوعه قلبه أن ينام ويتركها ادار مقبض الباب ودخل ليجدها تجلس علي الفراش ضامة ركبتيها لصدرها تنظر أمامها بشرود ليتنهد بيأس اتجه ناحيتها ليجلس علي الفراش أمامها لتشيح بوجهها بعيدا لتسمعه يهتف بمرح : يعني انتي اللي مزعلاني وأنا اللي جاي اصالحك شوفتي تهزيق اكتر من كدة
اقترب الي أن جلس أمامها مباشرة ليمد يده يدير وجهها ناحيته يهتف بضيق : انتي ما بقتيش بتحبيني يا تهاني مش كدة 
اتسعت عينيها بتوتر لتهز رأسها نفيا سريعا تهتف : أنت عارف إن أنا بحبك أنا بس ….صمتت لا تعرف ماذا تقول أريدك مثل جاسر غني فاحش الثراء ليكمل هو كأنه قرأ افكارها لم يعد صعبا عليه أن يعرف فيما تفكر : انتي بس عيزاني زي جاسر مش كدة ….انتي تعرفي أن جاسر نفسه كان في يوم من الأيام أنا ما بعيبش فيه بس هو فعلا كان في يوم أفقر مني ما كنش لاقي قوت يومه بس ربنا فتحها عليه …مين عارف مش يمكن ربنا يفتح عليا أنا كمان انتي بس ادعيلي 
رأي تهلل وجهها بسعادة لتهتف سريعا بحماس وهي تمسك يديه: صحيح يا عاصم يعني أنت ممكن تبقي غني زي جاسر يا رب تبقي معاك فلوس كتير زيه يا رب 
ابتسم إبتسامة صغيرة شاحبة يخفي خلق خلفها شعوره بالقهر والانكسار من كلماتها كل كلمة تقولها كسكين يطعن كرامته وكبريائه دون رحمة 
____________ 
كان واثقا من انه سيجدها تحت تلك الشجرة الكبيرة فهي مكانها المفضل دائما ما تجلس أسفلها تنظر للمساحات الخضراء امامها دون ملل او كلل تضع ذلك الارنب الأبيض الصغير بين ذراعيها تسرح علي شعره برفق والحيوان الصغير مستكين تماما بين يديها ….اتجه ناحيتها ليجلس جوارها ليري تلك السعادة التي انفجرت في قسامتها ما أن رأته لتهتف بلهفة: فتحي اتأخرت ليه كدة النهاردة 
وضع رأسه علي قدميها يمدد جسده علي الارض العشبية يحكي لها تفاصيل يومه مثلما يفعل كل يوم وهي تسرح علي شعره الاسود القصير بحنو لينهي كلامه بابتسامة صغيرة: بس يا ستي بعد ما حملنا البرتقال علي العربيات وخدت الفلوس من التجار حاسبت الانفار وجيت 
همست بحزن : أنت بتتعب اوي يا فتحي …بلعت ريقها بتوتر تهمس بارتباك : فتحي ايه رأيك …..
قاطعها حينما جلس أمامها يهتف بحزم: لاء يا شاهندا لا يعني لاء أنا لو عايز ابقي مليونير في لحظات هبقي أرض ابويا دخلت كردون مباني …. وجيلي فيها أكتر من 10 مليون بس أنا مش عاوز ابيع أرض ابويا ومش مستني فلوس ابوكي يا شاهندا 
مدت يدها تمسك كف يده برفق تهتف برفق : طب ممكن تقولي أنا هعمل إيه بالفلوس دي كلها ….جاسر رجعلي فلوس بابا وأنت مش راضي تخليني اصرف منها جنية في البيت ولا حتي اشتري منها حاجة ليا 
قاطعها يهتف بحزم : عشان انتي مسؤولة مني يا شاهندا واي حاجة نفسك فيها إنت اللي ملزم اجيبهالك لو حتي هشق الارض عشان اطلع فلوس 
ابتسمت بعذوبة علي الرغم من أن كلماته حازمة ولكنها تشعر بأنها تحتويها طالما رغبت في ذلك الشعور وها هي الآن تحصل ولن تفرط فيه ابدااا مهما كلفها الأمر مالت ناحيته تقبل جبينه بإمتنان لترتسم علي شفتيه ابتسامة حانية …ليجدها تحتضن ذلك الارنب تنهض من مكانها تتحدث مع ذلك الارنب : يلا يا فتحي يا حبيبي نقوم نحط لبابا الاكل 
اتسعت عينيه بذهول يهتف يتعجب : بابا ….أنا يوم ما اخلف ….اخلف ارنب 
________________
دخل غرفته ليلا يمشي بهدوء حتي لا يزعجها إضاءة إنارة الغرفة الصغيرة لتساعده حتي يستطيع أن يبدل ملابسه ولكنه بدل من ذلك جلس جوارها علي الفراش ينظر لملامحها الهادئة المستكينة وهي نائمة مد يده يداعب خصلات شعرها برفق لتشعر به فتحت عينيها ببطئ وقعت عينيها عليه وهو ينظر لها لتبتسم بنعومة همست بصوت متحشرج قليلا من أثر النوم : ياسر …حمد لله علي سلامتك يا حبيبي جيت أمتي 
داعب انفها بسبابته يبتسم بعبث : لسه واصل بصراحة ما كنتش عايز اصحيكي بس ما قدرتش ما ارخمش عليكي 
شاركته في الضحك لتجده يهتف بحماس : بقولك ايه أنا مش جايلي نوم ….تروحي تعمليلنا كوبيتين نسكافية ونتفرج علي التلفزيون ….بس لو انتي نعسانة ارجعي كملي نو…..
قاطعته حينما هبت سريعا متجهه ناحية المطبخ ليضحك بمرح ….أخذ بعض ثيابه…اغتسل وبدل ملابسه …..ليخرج إليها وجدها جالسة علي الأريكة تنتظره بلهفة تضع كوباي من القهوة( النسكافية ) علي الطاولة أمامها وطبق كبير من الفشار 
 جلس جوار مسند الاريكة يسند ظهره عليه لتجلس بجانبه ليجذبها ناحيته لتستند بظهرها علي صدره…. هو معه كوب وهي مثله يشاهدون ذلك الفيلم الدرامي باندماج لتهتف هي : أنت عارف أنا شاكة أن احمد السقا وشريف منير متفقين مع بعض 
أراد هو الآخر أن يبدئ رأيه فيما يحدث حينما سمعوا دق عنيف علي باب المنزل لتهتف نرمين بفزع: ايه دا في ايه….سمسم هتتخض من الترزيع دا 
قام ياسر سريعا يفتح الباب متوعدا للفاعل بوصلة حادة من التوبيخ لتتسع عينيه بصدمة ما أن رأي الطارق هتف بذهول : رئيفة هانم !!!
________________
 جلست جوار تلك الشرفة الصغيرة علي كرسي خشبي قديم مهترئ تنظر للفراغ أمامها بشرود دموع تنساب دون توقف تتذكر معاناة جاهدت لنسيانها …. يا ليتها تستطيع ان تصبح مثل اسمها فقط حلم ….حلم لم ولن يتحقق …حلم قتل في مهده ….حلم لم تستطع أن تحلمه بعد الآن ….حتي في نومها اصبحت احلامها كوابيس تراه كل يوم ….تتذكر معانتها معه …وكيف تنسي ما فعله بها ….. لو كانت حيوانا لكان ربما سيشفق عليها قليلا …كفكفت دموعها تقبض بيدها علي تلك القبعة التي اعطاها عاصم لها ….. آه منك يا عاصم الوحيد التي أرادت أن تقف امامه وتصرخ بكل ما فيها 
تشعر بأنها تعرفه منذ سنوات هي بالفعل كذلك 
 اتجهت ناحية فراشها لتخرج من تحت وسادتها صورة قديمة صغيرة لمجموعة اطفال يضحكون ببراءة هم ( عاصم ورؤي وعمرو وايمان وحلم ) ابتسمت وبكت لتضم الصورة الي صدرها تجهش في بكاء مرير قاطعه صوت دقات علي باب المنزل ….مسحت دموعها سريعا لتلتقط حجابها تضعه بإهمال فوق رأسها اتجهت ناحية باب الشقة تمشي بصعوبة بسبب قدميها المتورمتين من الحمل …فتحت جزء صغير لتجد أحد صبيان الشارع الصغار يمد يده بورقة صغيرة يهتف سريعا : ابلة حلم في واحد اداني الورقة دي وقالي اديهالك ومشي 
اخذت منه الورقة تبتسم له بطيبة تشكره بخفوت …. دخلت واغلقت الباب تنظر للورقة بتعجب فتحتها لتقع عينيها علي المكتوب …وضعت يدها علي فمها تكبت صرختها الفزعة حينما رأت ما كتب فقط بضع كلمات علي وشك ان توقف قلبها فزعا
يتبع….
لقراءة الفصل الرابع : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا
نرشح لك أيضاً رواية بريئة حطمت غروره للكاتبة ميرا أبو الخير

اترك رد

error: Content is protected !!