Uncategorized

رواية أسيرة الشيطان 2 الفصل التاسع 9 بقلم دينا جمال

 رواية أسيرة الشيطان 2 الفصل التاسع 9 بقلم دينا جمال
رواية أسيرة الشيطان 2 الفصل التاسع 9 بقلم دينا جمال

رواية أسيرة الشيطان 2 الفصل التاسع 9 بقلم دينا جمال

حرك رأسه نفيا بعنف ليجلس أمامها يهتف بانفعال : لا يا نرمين أبوس إيدك ما ترجعيش زي ما كنتي عشان خاطري ما تحرقيش قلبي عليكي تاني .. اقول ايه لابوكي لما اقابله ما عرفتش احافظ علي اختي … ما عرفتش احافظ علي امانتك .. ما يتمنيش يا نرمين انتي الوحيدة اللي بقيالي من ريحة ابوكي وأمك 
 في لحظة شعر بها تختطف رأسه تضمه بين ذراعيها بقوة ليبكي بعنف وهي تبكي بصمت تربط علي شعره بحنو كأنه طفل صغير بين ذراعي والدته … بعد مدة طويلة كانت أم قصيرة في تلك اللحظات الوقت غير مهم
أبتعد عنها ببطئ ينظر لها بلهفة عينيه حمراء من شدة البكاء هتف بقلق : انتي حاسة بيا صح .. اتكلمي ردي عليا عشان خاطري 
اخيرا جاءت رصاصة الرحمة حينما هتفت بابتسامة صغيرة: أنا كويسة يا حبيبي ما تقلقش
وكأنه كان يغرق تحت سطح الماء وخرج لتوه اخذ نفسا عميقا يزفره براحة لحظات أطمئن فيها عليها
ليعود جاسر مهران من جديد عادات نظراته الحادة الباردة .. هتف بجد وهو ينظر لها : ياسر هيطلقك طالما ما اعرفش يحافظ عليكي يبقي ما يستاهلكيش … وإن كان علي اللي في بطنك أنا كفيل بيه لحد ما اموت
شخصت عينيها بذهول ماذا يقول …حامل تحمل في احشائها نطفة حب وود وعوض الله عليها ما لاقت قديما …انسابت دموعها فرحا تبتسم بسعادة بسطت كف يدها علي بطنها تحركه عليها برفق كأنها تستشعر جنينها .. رفعت وجهها تنظر لاخيها لترتسم علي شفتي جاسر ابتسامة صغيرة حينما رأي السعادة تتراقص في حدقتيها .. سمعها تهتف بلهفة : أنا حامل يا جاسر بجد أنا حامل ياسر هيفرح أوي وسمسم كمان كان علي طول تقولي أنها عايزة نونا صغير تلعب معاه زي أصحابها 
كوب وجهها بين يديه يسمح دموعها بإبهاميه برفق يبتسم بحنو : مبروك يا حبيبتي .. أخذ نفسا عميقا يزفره علي مهل ليهتف بجد : نرمين أنتي سمعتي أنا قولت إيه مش كدة …. اظن واضح 
اختفت الابتسامة من علي وجهها لترتجف حدقتيها بقلق تنظر له بخوف …قام جاسر من مكانه يهتف بهدوء : هبعتلك رؤي مش عايزك تتحركي من مكانك …لم يملهلها الفرصة للرد قام متجها ناحية الباب مد يده ليفتحه ليجده يفتح بعنف دخل ياسر يهرول ناحيتها حالته يرثي لها شعره مبعثر ملابسه غير مهندمة بالمرة اندفع ناحية نرمين يعانقها بقوة يهتف بسرعة ولهفة وتلعثم : نرمين انتي كويسة يا حبيبتي .. انا آسف والله يا حبيبتي ما كنت اعرف أنها هتقول كدة …. انا آسف
كوبت وجهه بيديها تبتسم بحنو : ياسر إنت مالكش ذنب يا حبيبى أنا عارفة أنا اهو قدامك كويسة ما حصليش حاجة
سمعا عصافير الحب الجميل صوت جاسر يهتف ببرود : هو أنا مش قولتلك ورقة طلاقها توصلي إيه اللي جابك هنا انت….
جاء صوت نرمين يهتف بحزم : جاسر … انا اختك الكبيرة…. لا أنا أمك مش بس اختك تبقي جاسر مهران علي الكل بس مش عليا امسكت يد ياسر تهتف برفق : ياسر مالوش ذنب يا جاسر صدقني هو دافع عني وكان بيطردها قبل ما تيجي …. ما تظلموش يا جاسر عشان خاطري 
زفر بضيق يقلب عينيه بملل : ماشي يا اختي عشان خاطر اللي في بطنك بس 
اللي في بطنك … هتفها ياسر بدهشة ، نظر لترمين يهتف بلهفة : أنتي حامل يا نرمين بجد حامل 
زم جاسر شفتيه يضيق يهتف بملل: يا عم المنحنح ما اتأفورش
نظر ياسر الي جاسر بضيق ليهتف بعند : طب والله لافور هه واللي عندك اعمله
اتجه ناحية نرمين حملها من حضرها يدور بها يصرخ بسعادة: يا عاااالم يا اهووووووو نررررررمين حااااامل مرررررراتي حاااامل 
ابتسم جاسر بيأس يهز رأسه نفيا من أفعال ذلك الرجل المجنون ولكن ما يثلج قلبه فعلا ضحكات اخته السعيدة التي تودي في أرجاء الغرفة …. التفت جانبه حينما شعر بها ليجدها واقفة جوار الباب تضع نقابها علي وجهها لا يظهر منها سوي عينيها السوداء اللامعة … بحر اللؤلؤ الأسود الذي يعشقه ويعرفه جيدا … رأي السعادة تظهر بوضوح في مقلتيها ولكنها سعادة شائبة سعادة حزينة … سعادة تتمني لو تحصل علي مثلها هي أيضا ….اقترب منها يحاوط كتفيها بذراعه لتلتفت برأسها تنظر له تحاول الابتسام ليميل برأسه يقبل جبينها همس بحنو : هتبقي ماما عسل والله … هانت يا حبيبتي والله هانت 
ابتسمت بحزن لتتساقط دموعها رغما عنها تهز رأسها ايجابا تصدق علي كلامه مع أنها لم تفهم بعضه …… وها هو قد مر أسبوع …. تحت إصرار جاسر وافق ياسر علي مضض علي إبقاء نرمين عند أخيها حتي تتحسن صحتها وبقيت معها سمسم الصغيرة…. ورؤي لم تفارقها ليل نهار تعتني بها علي أكمل وجه سعيدة لأجلها وتدعو الله دائما أن تحصل علي سعادتها هي الاخري هي تغبطها دون حسد .. اما جاسر فهو حزين وسعيد في نفس الوقت سعيد لأخته ولسعادتها التي تستحقها واخيرا تنالها .. وحزين لأجل رؤي يعلم أنها حزينة حتي وإن حاولت إخفاء الأمر …في ذلك اليوم جاء ياسر باكرا جداا….نزل جاسر يفرك عينيه بنعاس يهتف بخمول : حد يجي لحد بدري كدة أنت برج الطور يا إبني 
هتف ياسر بانفعال: بص بقي برج الطور برج الجاموسة قول اللي تقوله أنا عايز مراتي وبنتي أنا بقالي اسبوع محروم منهم ومش مستعد اسيبهم دقيقة واحدة كمان 
ارتمي علي الأريكة يغمض عينيه بنعاس : هتلاقيهم نازلين دلوقتي .. ما اسمعش صوتك بقي لحد ما ينزلوا 
رفع ياسر كفيه يدعوه له : روح يا شيخ الهي ربنا يطعمك ما يحرمك ربنا يرزقك ويكرمك 
فتح عينيه يزفر بضيق هتف بحدة : ما خلاص يا عم إنت هتشحت لما اطلع الزكاة هبقي ابعتلك …. واخرس بقي صدعتني رغاي اوي…اولاه ظهره يتمتم بضيق: أنا عارف هي بتحب فيك إيه كاتكوا الارف عيال ملزقة 
لحظات ونزلت نرمين تتهادي برفق تمسك بيد سمسم الصغيرة التي صرخت بسعادة ما أن رأت والدها هرولت تحتضنه ليرفعها علي ذراعها يداعبها بوجهه … اتجه بها ناحية نرمين امسك كف يدها يسير بها ببطئ برفق يهتف بحنو : واحدة واحدة علي مهلك تاتا خطي العتبة 
في تلك اللحظة انتفض جاسر جالسا ينظر لياسر شرزا هتف بحنق : يا عم المنحنح مش ناقصة تلزيق علي الصبح 
ضحكت نرمين بمرح بينما ياسر الي جاسر بضيق طفولي …. اتجهت نرمين ناحيته ليجذب يدها يجلسها بجانبه التفت لها بجسده يشهر سبابته أمام وجهها يهتف بحزم : خلي بالك من نفسك اولا ومن اللي في بطنك ثانيا … ما تشليش حاجة تقيلة انتي لسه في بداية الحمل …. ما تشليش حاجة تقيلة اصلا…. وارتاحي علي قد ما تقدري …. ولو عوزتي اي حاجة اتصلي بيا بس وأنا هبقي قدامك في دقايق ماشي يا حبيبتي 
ادمعت عينيها فرحا لتعانقه بحنو تهمس بسعادة : ربنا يخليك ليا يا جاسر وما يحرمني منك ابداا
ربط علي ظهرها برفق يهمس بحنو: ويخليكي ليا يا حبيبتي 
ابعدها عنه برفق يهتف بمرح : يلا بقي خدي جوزك الرخم واطلعوا برة عايز اناملي ساعتين 
 ودعته ورحلت ليتمتم ياسر بضيق وهو يرحل : هو اخوكي ما بيحبنيش ليه … ايه الرخامة دي 
رحل ياسر مع نرمين وسمسم ليعود مرة اخري يستلقي علي الاريكة يضع يحاول النوم …. ما كاد يغط في النوم حتي شعر بيدها تهزه برفق تهمس بصوت خفيض غاضب : جاسر يا جاسر …. يا جاسر اصحي 
همهم بضيق وهو نائم تحرك ليستلقي علي ظهره ليسقط شعره الكثيف فوق غرته بشكل طفولي مدت يدها تمسح علي شعره برفق مالت تقبل جبينه ابتسمت تهمس بهيام :يا اخواتي مز حتي وهو نايم 
فتح عينيه يبتسم بخبث : انتي بتتحرشي بيا وأنا نايم تؤتؤتؤ اخص علي الاخلاق اخص طب استني لما اصحي
انفجرت ضاحكة حتي ادمعت عينيها وهو فقط ينظر لضحكاتها بصمت وابتسامة صغيرة تزين شفتيه توقفت علي الضحك تنظر له بدلال : جرجر …جوجو ممكن اطلب منك طلب 
ضيق عينيه يرفع حاجبه الأيسر : اممم طالما سحبتي ناعم تبقي عايزة حاجة …. عايزة إيه 
ابتسمت باتساع تهتف : عايزة اروح عند ماما بقالي أسبوع ما رحتلهاش 
هز رأسه إيجابا يبتسم بهدوء : روحي البسي 
صرخت بسعادة قبلته علي وجنته لتفر الي غرفتها تبدل ثيابها 
______________
 عاصم ، هي مش غريبة شوية رؤي بقالها أسبوع ما جتش …. هتفت بها تهاني بتوتر وهو تقف خلف عاصم الذي يقف أمام مرآه الزينة يمشط شعره قبل خروجه ….. ضيق عينيه بشك ينظر لها من خلال إنعكاس المرآه يهتف: وانتي من امتي يعني تفرق معاكي رؤي جت ولا ماجتش 
بلعت لعابها بتوتر محاولة إخفاء ارتباكها لتهتف سريعا بصوت عالي : جري ايه يا عاصم هو أنت ما فيش حاجة بتعجبك ابدا … اسأل علي رؤي تضايق ما اسألش تتنرفز وتضايق وتقولي انتي ما بتحبيش اختي …. انا غلطانة يعني اني خايفة عليها وعايزة اطمن عليها 
التفت لها يرفع حاجبه الأيسر بتهكم : طب خلاص خلاص بتزعقي ليه … ولا هو من باب خدوهم بالصوت … علي العموم رؤي بخير ما تقلقيش هي الحكاية كلها ان اخت جوزها كانت عندها فاتلخمت معاها ، عايزة حاجة تانية 
تخصرت تمط شفتيها بضيق تهتف بحنق: ايوة أنا عايزة اعرف إنت رايح فين بدري كدة لسه بدري علي ميعاد شغلك 
قلب عينيه بملل يتنهد بضيق تركها وخرج من الغرفة متجها الي باب الشقة وهي خلفه تنظر له بسخط ، هتف وهو يخرج: عندي مشوار مهم 
لازم اخلصه قبل الشغل ، سلام
اغلقت الباب خلفه بعنف تهمس بحدة: روح يا رب ما ترجع 
في الشقة المقابلة لهم 
صرخ عمرو بغيظ من افعال تلك المجنونة: رووان انتي يا زفتة ….. خرج من باب غرفته ليجدها تجلس علي الطاولة الصغيرة أمامها بعض الكتب تمثل أنها تذاكر .. نظرت له تسبل عينيها ببراءة: خير يا عمرو في حاجة 
رفع قميصه أمام وجهها يهتف بحدة : ايه دا 
نظرت له بضيق تهتف بثقة: قميص 
 ابتسم ساخرا يهتف بتهكم : والله نورتي المحكمة .. صرخ بحدة: ما أنا عارف أنه قميص مش دا القميص الابيض الجديد اللي أنا شاريه…. ايه اللي قلبه بدلة نبيلة عبيد في الراقصة والطبال .. اخفت ضحكاتها بصعوبة تهتف ببراءة : اصل أنا بصراحة ما كنتش اعرف أن الابيض بيتغسل لوحده فغسلت معاه البلوزة الموف بتاعي والفستان الأحمر 
صفع جبهته بكف يده يجز على اسنانه بغيظ : حسبي الله ونعم الوكيل فيكي يا روان يا بنت أم روان كشفت رأسي ودعيت عليكي ..حضريلي الفطار علي ما اشوف غيره البسها … ابتسمت بوداعة تهز رأسها ايجابا 
قامت متجهه للمطبخ تبتسم ببلاهة .. كل يوم تشعر بأن حب ذلك الاحمق يكبر داخل قلبها كأنه نبته تنبت برفق … ابتسمت حينما تذكرت محاولتها الاولي لصنع كيكة كما رأت في التلفاز ولكن للأسف نسيتها داخل الفرن فانحرقت .. اخرجتها من الفرن لتظل تبكي بحرقة ما ان رأتها وكأن شخصا عزيزا عليها قد مات .. تذكرت موقفه النبيل حينما أصر علي أن يأكل منها يوميا الي ان انهاها .. يكفي انه يتحمل ما يطلق عليه خطئا طعام فهي لا تجيد سوي إعداد البيض المحروق .. فاقت من شرودها علي رائحة البيض يحترق مرة اخري لتغلق النار سريعا وضعت القليل من التوابل لتحمل الطبق متجهه الي الطاولة .. لحظات وجاء عمرو لينظر لما عليها بحسرة يالله كل يوم نفس البيض المحترق معدته علي وشك التعفن جلس علي الطاولة ليجد هاتفه يرن برقم صلاح والدها فتح الخط وبعد محادثة قصيرة نظر لروان يهتف بهدوء : ابوكي بيسلم عليكي 
ارتسمت ابتسامة ساخرة علي شفتيها تهتف بتهكم : فيه الخير والله لسه فاكر يسأل عليا 
نظر عمرو لها بغضب يهتف بحدة : روان .. ابوكي ما قصرش في حقك في حاجة انتي اللي اخترتي تبعدي عنه…. اختارتي الفلوس وقبلتي بشرطه يبقي ما تلمهوش وعلي فكرة ابوكي بيتصل بيا كل يوم يطمن عليكي 
ابتسمت ساخرة تهمس بحزن: عندك حق عن إذنك 
قامت تريد الذهاب الي غرفتها ليمسك برسغ يدها : رايحة فين
 اشاحت بوجهها تهمس باختناق : هروح اوضتي اذاكر … مش أنت كدة كدة نازل شغلك
 كاذبة هي تريد الذهاب الي غرفتها لتخلع قناع البرود التي ترتديه وتعود لتلك الطفلة الباكية تحتضن وسادتها تبكي بلا توقف حتي تنام هاربة من واقعها في احلامها السعيدة 
التفتت له حينما هتف مبتسما : أنا مش رايح الشغل النهاردة ابوكي كان متصل بيا عشان يقولي أن الموظفين النهاردة إجازة عشان في عطل كبير في كهربا الأدوار .. قام يسحبها خلفه برفق الي المطبخ شمر عن ساعديه يهتف بمرح : تعرفي أنا كنت فاكر نفسي بطبخ اي عك …. بس اكتشفت ان أنا جنبك الشيف شربيني يا شيخة حرام عليكي معدتي باااظت 
ضحكت بخفوت ليبدأ تعمليها بعض الأشياء البسيطة التي يعرفها هو 
______________
 وقف أمام باب غرفتها في المستشفى …شارد يفكر يتنهد بقلق بين الحين والآخر .. تلقي صباحا من المستشفى مكالمة تخبره بأنهااصبحت بخير ويمكنها الخروج في متي اراد … لذلك خرج سريعا قاد سيارته في ظرف ساعة او ربما أقل كان قد وصل الي المستشفى يشعر بقلبه يخفق بعنف لا يعرف سببه متوتر ربما …. قلق قليلا …سعيد !!! لا يعرف ولكنه يشعر بسعادة خفية خفيفة تداعب خلجات قلبه برفق ….وقف امام باب غرفتها بعدما أخبر الممرضة أن تخبرها أن تتجهز فهو في انتظارها … سمع صوت الباب يفتح التفت سريعا ليراها تخرج من الغرفة تمشي ببطئ تنظر لأسفل ياستحياء اثلج صدره …لاحظ حقيبة الملابس الصغيرة في يدها ، فهو قد كان اعطي احدي الممرضات مبلغ من المال لتشتري لها بعض الملابس … مد يده سريعا يلتقط منها الحقيبة : عنك الشنطة 
ابتسمت بشحوب تعطيه الحقيبة ليرافقها الي سيارته يمشي ببطئ يجاري خطواتها الصغيرة الخجولة خطواته بطيئة…دقاته سريعة.. تنفسه مضطرب يشعر بحمل من الهموم يجثم علي صدره
وصلا الي سيارته ليفتح لها باباها ..جلست بخجل ليستقل هو مقعد القيادة … انطلق بسرعة معتدلة صمت تام يسيطر عليهما مدة طويلة .. حمحم ليكسر حاجز الصمت : هو ما فيش حد من أهلك كلمك
انزلت رأسها بحزن تهز رأسها نفيا تهمس بشحوب : ما حدش فيهم سأل عني …كأنهم ما صدقوا خلصوا مني … انسابت دموعها حزنا مع آخر كلمة نطقتها .. التفت لها ينظر لها نظرات خاطفة…نظرات امتزج فيها الحزن والألم والشفقة لم يجد ما يقوله ففضل الصمت 
 وصل بعد مدة قصيرة الي عمارة سكنية تحمل أحد ادوارها لافتة كبيرة لمأذون شرعي .. تنهد ينظر لها يهتف بهدوء : أنا اتفقت مع أستاذ فريد دا محامي صديق ليا يعني هيكون وكيل ليكي إن ما كنش عندك مانع يعني 
احمرت وجنتيها خجلا تهمس بتوتر: اللي تشوفه 
 نزل من السيارة لتتبعه هي الاخري …طلب منه البواب مفتاح السيارة ليركنها في الجراش في الشارع المقابل لهما أعطاه عاصم المفتاح ثم صعدا الي مكتب المأذون وما هي الا دقائق واصبحت زوجته .. وأصبح رسميا متزوجا من اثنتين ابتسم ساخرا في نفسه اثنين يا عاصم إنت الذي دائما ما كنت تقول إني لن اتزوج ابدا سأبقي حر طليق اصبحت الآن زوج لاثتين ودع صديقه ورحل أخذها متجها لأسفل يفكر تزوجها هي الآن زوجته هل تري ستحبه بما تفكر يا احمق هي فقط تزوجتك لتحميها من ذلك المجنون زوجها السابق اشتعلت دمائه غضبا ذلك الوضيع لو يراه سيحطم رأسه علي ما فعله بها …ماذا سيخبر والديه سيقول الحقيقة ام ماذا … وإن أخبرهما كيف سيتقبلان الخبر …. والأهم تهاني بالطبع لن يخبرها سيجن جنونها إن علمت …. لم يكن هو وحده في ذلك الصراع بل كانت هي أيضا تفكر …عاصم حبها الاول الرجل الوحيد الذي تمنت الزواج منه وها هي امنتيها قد تحققت بعد معاناة طويلة قهر وظلم عاشته … اختطفت نظرة سريعة ناحيته لتجده شارد هو الآخر بالتأكيد هل يا تري هو نادم علي الزواج منها … هو بالفعل متزوج ولديه زوجة وأسرة هادئة بسيطة …. هي الدخيلة فيها كيف ستستقبلها عائلته … هل سيخبرهم بالزواج تري ما هو رد فعلهم لو أخبرهم ….هل سيتعامل معها كزوجة له أما أنها فقط حمل ثقيل وضعته حول رقبته …. انتفضت حينما شعرت بكف يده تمسك كف يدها برفق نظرت ناحيته سريعا بتوتر وخجل غزا وجنتيها ليحمحم بارتباك يهمس بتوتر : الشارع زحمة علي بس ما نوصل للعربية
ابتسمت بخجل تهز رأسها ايجابا ذهبا الي سيارته جلست علي مقعدها ليغلق السيارة ويذهب … قطبت جبينها بقلق اين يتركها .. تنهدت براحة حينما رأته يدخل الي أحد المحلات الصغيرة « سوبر ماركت » ليعود بعد قليل في يده حقيبة بلاستيكية بها بعض الطعام والعصير …. استقل مقعده ليمد يده بالحقيبة يبتسم بتوتر يهتف بتلعثم : اتفضلي … هتلاقيكي جعانة … قصدي يعني أنك ما فطرتيش .. أنا قصدي يعني اننا مشينا بدري ومالحقتيش تفطري … بصي خدي وكلي وخلاص 
ابتسمت بخجل تأخذ منه الحقيبة تأكل بهدوء ليعاود تشغيل السيارة يعنف نفسه بعنف ما بك يا عاصم أ أنت عاصم الرجل الهادئ الرزين يشعر بأنه عاد مراهق احمق لا يستطيع تجميع كلمتين في جملة …. انطلق الي منزله يفكر ماذا سيقول لعائلته 
____________
 وقفت سيارة جاسر أمام منزل رؤي ودعته بحرارة لتنزل متجهه الي شقة والدها .. بينما تقف تهاني في شرفة منزلها تنظر لها بغيظ ابتسمت بخبث عليها تنفيذ تلك الخطة في أسرع وقت نزلت سريعا الي شقة حماتها لتلحق برؤي ما ان دخلت الي الشقة … عانقتها بحرارة باردة تهتف بود مبالغ فيه : رؤي يا حبيبتي وحشتيني اووي ايه يا بنتي الغيبة الطويلة دي 
ضحكت رؤي بود تهتف بمرح : طويلة ايه بس يا تهاني دول هما أسبوع 
ارتسمت ابتسامة واسعة علي شفتي تهاني تهتف بود : لاء بس انتي وحشتيني جداا حاسة أن بقالي سنة ما شفوتكيش .. روحي غيري هدومك وحطي شنطتك وتعالي نقعد نرغي أنا وانتي 
هزت رؤي رأسها ايجابا تبتسم بعذوبة ، ذهبت الي والدتها وسلمت عليها ثم ذهبت الي غرفتها بدلت ملابسها وتركت حقيبة يدها وخرجت الي والدتها وتهاني يتحدثون في مواضيع شتي .. وتهاني تحاول إيجاد الفرصة حتي تدخل الي غرفة رؤي …. قامت من مكانها لتسألها مجيدة : رايحة فين يا تهاني 
أجابت بابتسامة واسعة : هروح الحمام يا ماما 
 دخلت الي الممر الممؤدي الي المرحاض وقفت امام المرحاض فتحت بابه لتغلقه بعنف وهي تقف في الخارج لم تدخل إليه…اتجهت الي غرفة رؤي تمشي علي أطراف أصابعها فتحت الباب بحرص شديد دلفت بخفة لتغلق الباب خلفها بهدوء مشت سريعا الي أن وصلت الي حقيبة رؤي الملقاة علي الفراش … فتحتها سريعا تفتش بين محتوياتها الي أن وجدت غايتها المنشودة اتسعت ابتسامتها الخبيثة حينما وجدت ما تبحث عنه لتخفيه سريعا بين ملابسها اغلقت الحقيبة وإعادتها كما كانت لتفعل ما فعلت من قبل خرجت علي أطراف أصابعها متجهه ناحية باب المرحاض فتحته واغلقته بعنف… اخذت نفسا عميقا تسيطر به علي دقات قلبها المضطربة لتخرج إليهم بثقة وثبات كأنها لم تفعل شئ … جلست جوار رؤي تتحدث قليلا …. لتهتف فجاءة بلهفة : يالهوي دا الوقت اتأخر وعاصم زمانه جاي وأنا لسه ما نضفتش الشقة … نظرت لرؤي تبتسم بمرح : اتشغلت معاكي يا رورو .. هقوم انا بقي عن اذنكوا .. قامت رؤي تودعها لتعانقها تهاني همست الأخيرة في اذنيها بخبث: خدي بالك جوزك مش عايزك تحملي 
اتسعت عينيها بصدمة تقطب جبينها بقلق لتبتعد تهاني عنها تركتها وصعدت سريعا الي شقتها تغلق الباب خلفها جيدا .. التقطت هاتفها تطلب ذلك الرقم لتهتف بخبث ما أن سمعت إجابة: الأمانة معايا 
هتف سامر بخبث : حلو اوي .. اجيلك امتي 
تهاني : مش عارفة لو تعرف تيجي النهاردة أنا عايزة ابعدها عن طريقي في أسرع وقت 
هتف سامر بخبث: يبقي النهاردة سلام يا حلوة
اغلقت معه الخط تنظر للفراغ بتوعد تبتسم بخبث بقي فقط القليل 
__________
في الأسفل كانت تقف متجمدة مكانها جملة تهاني تتردد في عقلها ماذا تقصد هل بالفعل ما تفكر فيه صحيح هزت رأسها نفيا بعنف ستصعد وتسالها اتجهت ناحية الباب لتجده يفتح من الخارج دخل عاصم يهتف برفق : تعالي يا حلم ما تتكسفيش 
دخلت فتاة شابة نحيفة تبدو شاحبة آثار الإرهاق والتعب ظاهرة علي وجهها نظرت لاخيها تسأله بتعجب : مين دي يا عاصم 
نظر الي حلم .. لتنظر الأخيرة له بحزن تخفض رأسها بخزي تعلم أنه لن يخبرها بالحقيقة لتتسع عينيها بذهول حينما هتف بحزم : دي حلم .. مراتي !!
يتبع….
لقراءة الفصل العاشر : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا
نرشح لك أيضاً رواية بريئة حطمت غروره للكاتبة ميرا أبو الخير

اترك رد