Uncategorized

رواية شعيب الفصل الاول 1 بقلم شيماء عصمت

 رواية شعيب الفصل الاول 1 بقلم شيماء عصمت
رواية شعيب الفصل الاول 1 بقلم شيماء عصمت

رواية شعيب الفصل الاول 1 بقلم شيماء عصمت

تحاملت على نفسها .. وبصعوبة بالغة زحفت على الأرضية الرخاميـة كي تصل الي غرفتها ، تحتمي بها منه .. تجد بها بعض الأمان الذي حُرِمَت منه .. من قبل مَن اعتبرته نصفها الآخر “عمـاد” زوجها!!…
كانت تبكى بكاء هستيري دون صوت فقط آنين خافت يصدر عنها .. جسدها يرتجف بطريقة موحشة .. جسدها المشبع باللون الازرق القاني .. وجهها به بعض الخدوش ..
لقد أنتهكها بمنتهى الوحشيه .. وعندما أنتهى منها .. ألقاها كالخرقة البالية!!
لا تعلم كم مر عليها من المرات التي عاشت فيها تلك التجربة القاسية .. تشعر وكـأنها في حلقة مغلقة لا تستطيع الخروج منها ..
أحشائها تحترق كلما اقترب منها .. ألم يكتفي بـ معاملته بالغة السوء معها؟.. ألم يكتفي بـضربها وأهانتها؟ .. ألم يكتفي بسحق أنوثتها و ثقتها بنفسها؟
ألا متي ستعيش تلك الحياة؟!!
ذالك السؤال الذي صرخا به عقلها وقلبها في آن واحد .. قبل أن ينقطع شرودها عندما أستمعت لصوت الباب يفتح وخطواطه الغليطة تقترب منها ..
أغمضت “لتين” جفونها بـ أرهاق وأرغمت نفسها على كتم شهقاتها .. ثواني مرت كـ الساعات عليها قبل أن تشعر بثقل جسده على الفراش بجانبها
دقائق مرت وجسدها متخشب رعباً وأشمئزاز منه .. لا تعلم كم مر عليها من وقت وهي هكذا أو حتى متى غفت!!
___________
في صباح اليوم التالي ..
أستيقظت “لتيـن” كـكل صباح تنهض من فراشها دون رغبة للحياة فقط جسد بلا روح .. فقد بُهتت روحها بكسرة قلبها وأنتهاك كرامتها مراراً وتكراراً وكأن العذاب وجد لها دون غيرها
بخطوات متهالكة أتجهت إلى “المطبخ” تحضر وجبة الأفطار
كانت شاردة فقد سئمت ذالك الجحيم الذي تحياه ولا تعلم ما الذي يجبرها على التحمل؟!
هل لأن زوجها يكون أبن خالتها؟ أم لأن عائلتها ترفض “الطلاق” عمتاً؟!!
أم لأنها خائفة إلا يرضى بها غير “عماد”؟! فمن سيتزوج أمرأة لن تصبح أم مطلقاً!!
أنسابت دمعة وحيدة من جفونها تشفق على حالها ، فلم تكن يوماً ضعيفة مستسلمة كالأن
كما لم تكن تصرفات “عماد” كالأن .. فقد كان حنونا عطوفاً مراعي لمشاعرها .. مهتم بها وبتفاصيل يومها .. يحبها ويرعاها ولكن كل هذا أنتهى بعد زواجهم بـ أسابيع قليلة!!
فـ أصبح شخص أخر لا تعلمه .. يهينها بالقول والفعل .. والأدهى يتطاول عليها بـالضرب!!
في البداية أعتقدت أن سبب تحوله المفاجئ هو معرفته بـأنها لم ولن تستطيع الأنجاب
ولكن بعد ذالك أستبعدت هذا الأحتمال وأيقنت أنه لم يحبها يوماً!! فـ ما الذي يجعل رجلاً أن يعامل زوجتة بتلك المهانة إلا أذا كان ينفر منها ومن وجودها!!
قاطع شرودها صوت “عماد” الساخر قائلا: البرنسس نقصلها وقت قد أيه على ما تجهز الطفح؟!! لو مش هـأزعجك يعني عندي شغل
أخذت نفس عميق كـ محاولة لتهدئة قلبها المحترق آلما وقهراً ولكن فشلت أثر كلماته المسمومة المتعمد آلقائها على مسامعها
عماد بقسوة: مش كفاية لحد دلوقتي مش قادر أبقى أب بسبب واحدة “أرض بور” زيك ، كمان هـتأخريني عن شغلي .. شكلك محتاجة علقة سخنة زي بتاعت أمبارح عشان تنشطك
أحتل النفور ملامحها الرقيقة ولم تستطيع ردع نفسها عن قول ما لا يحمد عقابه: سادي
الجحيم هو ما رأته بعد تلك الكلمة المكونة من أربع أحرف. أربع أحرف فقط
فقد أقترب منها كالثور الهائج يصفعها بقسوة على وجهها فـ أختل توازنها و وقعت على الأرض ، أقترب منها يقبض على خصلاتها يريد أن يقتلعها من جزورها
قائلا بفحيح: سادي!! تؤتؤتؤ شكلي معرفتش أربيكي كويس ، بس متقلقيش حالاً هـ تشوفي السادي ده هـ يعمل أيه
ومن هنا تبدأ رحلة العذاب
صفعات ولكمات وركلات ، وسب بـ أفظع الألفاظ
فمن ذا الذي يتصرف بـ هذة القسوة والهمجية إلا شخص سادي مريض!!..
…………………
في حي من أحياء القاهرة ..
في ذالك البرج السكني الذي يتميز بـ مظهره الفاخر .. وفي غرفة أقل ما يقال عنها رائعة
أقتربت تلك الفتاة التي تبلغ من العمر ثمانية وعشرون عام ذات بشرة خمرية متوسطة القامة ذات قوام ممشوق. .. قائلة بنبرة مشبعة بالحب والهيـام
_شعـيب .. حبيبي يلا الساعة 7 هتتأخر على الشغل
تمطع (شعـيب) ثم فتح عيناه قليلا قائلا بنعاس ونبرة متحشرجة: صباح الخير يازهرتي
زهرة بـ أبتسامة عاشقة: صباح الورد ياقلـب زهـرتك ، أنا حضرتلك الفطار قوم يلا أغسل وشك وأجهز علشان الشغل
أشار برأسه كـ علامة للموافقة ومن ثم توجهه الى المرحاض الملحق بنفس الغرفة تحت نظرات “زهرة” المتيمه به
فـ شعـيب ليس فقط “زوجها” و “أبن خالها” لكنه فارس أحلامها الأوحد، فـ منذ نعومة أظافرها وهي تعلم علم اليقين أنه سيصبح زوجها ، كما أخبرتها والدتها وزوجة خالها مراراً وتكراراً .. فـ أصبحت تنتظر بـ فارغ الصبر اليوم التي ستصبح به زوجته ويكون زوجها وقد كان
تحبه بل تهيم به عشقاً .. عشق تغلغل إلى أعماقها فـ دمغ روحها وقلبها بـه فقط دون غيرة “شعـيب”
_
أنتهت “زهرة” من أعداد وجبة الأفطار وقامت برصه على الطاولة
رفعت عينيها وفوجئت بـ “شعـيب” يقف ينظر لها بهدوء ونظرة أخره جهلت عن تفسيرها لتقول بـ أبتسامة: مالك ياحبيبي واقف تبصلي كده ليه تعال أفطر يلا
أقترب “شعـيب” بوقار يليق به ثم أحاطها بين زراعية القويين قائلا بحنان خاص بها وحدها
شعيب: ببص على زهرتي اللي كل يوم تفتح أكتر من اليوم اللي قبله لحد ما سرقت عقلي وعيوني من جمالها
أتسعت أبتسامتها وأحمرت وجنتيها من الخجل
شعـيب بحنان: أيه رأيك منزلش الشغل أنهاردة وأفضل طول اليوم معاكي
أحاطت عنقه قائلة بدلال فطري: بصراحة عرض مغري ، لا هو مغري جدا جدا بس للأسف مضطرة أرفضه
أرتفع حاجبه الأيسر بتعجب: ودا ليه أن شاء الله؟!!
فكانت تلك المرة الأولى التي ترفض بها “زهرة” جلوس “شعـيب” في المنزل فكانت تتلهف لبقائه ولو لعدة دقائق
زهرة بلفهة: أنت عارف طبعا أنه أحب على قلبي من العسل أنك تقعد معايا بس بصراحة في مشوار ضروري أووي لازم أروحه ومش هـ ينفع أأجله
شعـيب بتفكير: تمام مش هـسألك راحة فين غير لما تحبي تقوليلي بس متنسيش تاخدي السواق معاكِ ، صحيح البنات هتسبيهم فين؟!
زهرة بتوضيح: عند ماما “حنـان” أنا أستأذنتها وهي كانت مرحبة جدا ، أنت عارف هي بتحب “عائشة” و “ملك” قد أيه
شعـيب بتأكيد: طبعاً مش أحفادها
ملك وعائشة أبناء “زهرة و شعيب” ..
“عائشة الكبرى ذات الستة أعوام” و “ملك الصغرى ذات الثلاث أعوام”
تطلع شعيب إلى ساعته ثم قال بهدوء: أنا مضطر أمشي دلوقتي يا زهرة أنتِ عارفة مبحبش أتأخر على شغلي
زهرة بحب: عارفة يا حبيبي لا إله إلا الله
طبع قبلة هادئة على جبينها قائلاً: محمد رسول الله
____________
أمـا في الطابق السابـق لـ طابق “شعـيب”
كانت والدته السيدة “حنان” تعد طعام الأفطار لـ زوجها (سالم) وأبنتها (تقى)
شهقت (حنان) بفزع عندما شعرت بـمن يحيط خصرها ..
أنتفضت بـخوف قائله: أخس عليك ياسالـم خضتني
سالم بعشـق لم يمحيه سنوات طوال من الزواج: سلامتك من الخضة ياقلـب سـالم .. مش عارف أزاي لسه بتتخضي من حاجة بعملها بقالي أكتر من 40سنة؟!!!
ردت بنعومة: ما أنت مش بتعمل أي صوت وأنت داخل عليا .. بمعنى أصح بتتسحب
قاطعهم صوت “تقى” المرح قائلة: الله الله فقرة العشق الممنوع شغاله كـالعادة .. وفي المطبخ!! بجد بجد أنا مبهوره بيكوا و بـ الرومانسية دي كلها
أبتعدت “حنان” عن سـالم بخجل وأرتباك أما هو فـ تطلع لأبنته قائلا بنفس المرح: أنا شامم ريحة شياط هنا
تخصرت “تقى”بغضب مصطنع قائله: تقصد أيه يعني أني غيرانـه؟!!!!! لا طبعـــا أنا همـوت من الغيرة مش أكتر
كركر سـالم ضاحكا من مرح أبنته الذي لا ينتهي
قالت حنان بحده مصطنعة: طب يلا يا دكتورة تعالي طلعي الفطار على السفره ..
وأكملت بنبره رقيقة موجهة حديثها إلى سـالم: وأنت يا سـالم شوف بابا “مهران” و ماما “صباح” صحيوا ولا لسه عشان يومي أنهارده في تحضير الفطار ليهم
فـ قد كانت كل “كنة” من كنائن عائلة “مهران” مسؤله عن تحضير الطعام لـ كبار العائلة “مهران وصباح” وذالك بنفس راضية دون أجبار من أحد
أشار لها سالم موافقا واتجة الى الخارج ليرى والدته و والده .. أما “تقى” فـعاونت والدتها في أنهاء وجبه الافطار
“تقى سـالم مهران” تبلغ من العمر واحد وعشرين عام ذات بشرة خمرية ، في عامها الثالث بكلية الطب ، تتميز بشخصيتها المتمردة العنيدة الصريحة
_____________
وفي طابق أخر في ذات البرج .. كان صوت آيات القرآن الكريم تصدح في المكان ورائحة البخور تملئ الاجواء .. فـ هي شقة الحاج “مهران” كبير العائلة وزوجتة الحاجة “صباح”
كان الجد “مهران” ذو جسد قوي لم يمحيه سنوات عمره .. يهابه ويحترمه الجميع من أصغر حفيد إلى أكبر أبن .. لم يجرأ أحد يوماً على عصيان أوامره فقد كان وما زال رجلا حازماً . صارماً رغم كبر عمره
أصوله من الصعيد ولكن بعد زواجه أنتقل إلى القاهرة ليبدأ حياته الخاصة .. لم يكن يمتلك المال كـالآن بـل بدأ من الصفر حتى أصبح أسمه علامة تجارية مميزة في المشغولات الذهبية فـهو يمتلك العديد من محلات “مهران للمجوهرات”
صحيح أنه لم يعد يباشر العمل بنفسه كـ السابق بعد تولى “شعيب” الأدارة كونه الحفيد الأكبر وأكثر من يثق به “مهران”
ولكنه ما زال يشرف على كل صغيرة وكبيرة خاصة بـالعمل
…………………
سـالم وهو يقبل يد والده: صباح الخير ياحج
الحاج مهران: صباح النور يا سـالم أقعد يابني واقف ليه!
اتجه سالم الي المقعد المجاور لـ والده ثم جلس عليه قائلا بنبرة هادئة
سـالم: أومال فين الحاجة؟
أنتبة إلى صوت والدتة آتي من الخلف
صباح: الحاجة أهي ياروح الحاجة
قام “سـالم” يقبل جبين والدته قائلا بحنان: صباح الخير يا أمي صحتك أخبارها أيه
ردت “صباح” وهي تجلس بجانب زوجها: الحمدلله في نعمة ياحبيبي الدواء اللي “شعـيب” جابهولي ضيع الوجع خالص ، حبيبي ربنا يرضى عنه ويراضيه
سـالم و مهران معاً: أمين
………………
وفي طابق أخر من نفس البرج .. طابق الأبن الثاني لـ “مهران” “توفيق مهران” وزوجتة “وفاء” يقطن معهم أبناءهم “نورا ” و “مازن”
وقفت “نورا” تتمايل بـ ليونة أمام المرآة على ألحان الموسيقى الشعبية المنبعثة من هاتفها ، متجاهلة تماماً بكاء وصراخ صغيرها الذي يبلغ من العمر ثلاث سنوات لا أكثر
أنتبهت أخيرا على باب حجرتها الذي أنفتح بعنف أثر دخول والدتها “وفاء” التي أقتربت من حفيدها “مالك” تحمله بلهفه بين ذراعيها تحاول جاهدة تهدئة وصلة بكاءه التي نحرت قلبه
هتفت “وفاء” في أبنتها تعنفها: أطفي الزفت على دماغك اللي أنتِ بتسمعيه ده .. واقفة تترقصيلي ولا الرقصات وسايبه أبنك مفلوق من العياط أنتِ أيه معندكيش دم
بملل واضح أغلقت “نورا” هاتفها قائلة بـ تأفئف: في أيه يا ماما هي محاضرة كل يوم دي مش هـتخلص أنا زهقت! مش معقول حتى الحاجة اللي بفرغ فيها الطاقة السلبية اللي جوايا مستخسرينها عليا
وفاء بغيظ: يا شيخة منك لله أنتِ مش شايفة حالة أبنك أنتِ خسارة فيكِ ضفر مالك
نورا بغضب: يووووه مالك مالك مالك زهقت بقى من الواد الزنان ده ياريته كان مات مع أبوه عشان أرتاح منه ومن قرفه
شهقت “وفاء” بفزع من كلمات أبنتها ، لا تصدق هذا الكره المنبعث من شفتيها تجاه حفيدها “مالك”
قاطعهم دخول “مازن” الغاضب يجذب نورا من رسغها يضغط عليه بعنف: أنتِ قليلة الأدب ومعندكيش قلب .. في واحدة كبيرة زيك ترد على أمها كده وتتمنى لـ أبنها الموت أنتِ أكيد مجنونة
حاولت نـورا جاهدة التخلص من قبضة أخيها القاسية قائلة بغضب: سبتلك العقل يادكتور وسيب أيدي حالاً لأما والله العظيم أنزل أقول لجدي أنك بتمد أيدك عليا
تركها بعنف فـ أرتدت للخلف وكادت أن تقع إلا أنها أستطاعت الوقوف لتسمع كلمات “مـازن” الحادة التى لا تخلو من السخرية: لو فاكرة أن كلامك الخايب ده هـيخوفني تبقي عبيطة وأن كان في حد هنا لازم يخاف فـهو أنتِ .. أنتِ عارفة كويس لو جدي شم خبر بجحودك وقسوتك على “مالك” هـيعمل فيكِ أيه .. فـ أعقلي يابنت الناس لأن دي أخر مره هـ أحذرك فيها وبعدها هـ يبقالي تصرف تاني متأكد أنه مش هـيعجبك
أنهى حديثة ثم ترك الغرفة بل البيت كاملاً تاركاً ورائه “نـورا” تغلى على صفيح الكره والحقد!!!
“مازن توفيق مهران” الأبن الثاني لتوفيق بعد عماد .. يبلغ من العمر 29عام يعمل طبيب في أحد المستشفيات الحكومية بجانب عيادته الخاصة .. شخصية هادئة سالمة مع من يستحق “
………………
بعد وقت ليس بطويل كان “شعـيب” جالس بمكتبه في المعرض الأساسي لـ “مجوهرات مهران” يتابع بـ أهتمام وتركيز شديد التصميم الجديد لقطعة مجوهرات جديدة يبدع في تصميمها
يحب مهنته ومهنه عائلته بل يعشقها .. عمله في الذهب ومع المجوهرات يمنحه راحه ونشوه داخليه ، يتمتع بميزه لم يمتلكها أحد في عائلته إلا هو .. وهي التصميم
بأمكانه تحويل قطعه من الصفيح إلا قطعه فنية تتسارع عليها السيدات لأقتنائها
وكانت لموهبته فضل كبير في أزدهار أعمالهم حيث يعرض كل فترة مجموعة جديدة من تصميماته .. قطع محدوده العدد شديدة التميز تبهر من يراها بل تخطف الأنفاس
نظر بتركيز لـذالك “الطوق” الذي يعمل به ، يشعر بوجود شيء ناقص لا يستطيع أيجاده ، ثواني وقد وصل إلى النتيجة التي يرضاها
قاطعه دخول “عماد” المرح كعادته: شعشع قلبي صباح الجمال على أحسن ناس
شعـيب بهدوء: نفسي مره تخبط على الباب قبل ما تدخل دي أخلاق مدير محترم
عماد بمرح: مدير مين ياعم شعيب صلي على النبي في قلبك أنا حيالله بياع أش نيجي جانبك يافنان
شعـيب: لا أله إلا الله وأنا أقول نفسي مكتوم كده ليه أتاري من قرك
عماد: لا لا أوعى تفكرني بـ أقُر انا بحسد بس
أبتسم شعـيب بهدوء على مرح أبن عمه قائلا : طب يابطل أطلع أشرف على العمال وشوف شغل الكولكشن الجديد وأنا دقايق وأحصلك
………………
تنظر لسقف غرفتها بجمود مميت .. أكتفت
لن تصمت بعد الأن حياتها مع “عماد” أصبحت مستحيلة ، يكفي إلى هذا الحد .. فكرت في قتله .. صدقا!!
للحظات تخيلت نفسها تحمل سكينًا وتنحر عقنه مراراً وتكرارًا ولكنها لم تستطيع فقط لم تستطيع!!
قامت بتثاقل تضم فراش السرير تغطي به جسدها العاري .. تتزاحم الأفكار والذكريات داخلها
الأن أدركت لما أصر عماد أن يتزوجوا بعيداً عن العائلة ليس كما قال حينها أنه يريد حياة خاصة لكليهما .. بعيد عن تدخلات أسرتهم .. ولكنها أدركت الحقيقة المُرة ، كان يريدها وحيدة حتى يتمكن من القضاء عليها والفتك بها
أتجهت إلى المرحاض تقف تحت الماء المنهمر تمحى لمساته التي باتت تشمئز منها
بعد مرور ساعة أو أكثر لا تدري ، خرجت من المرحاض ترتدي ملابسها المكونة من بنطال من الجينز وقميص أسود فضفاض .. مجمعه خصلاتها بعشوائية .. ولأول مره تتخلى عن وضع مساحيق التجميل لأخفاء ندوب جسدها التي تسبب بها زوجها!!
ثم توجهت إلى منزل أسرتها!!
وبعد مرور الوقت وصلت إلى البرج الخاص بـ عائلتها .. عائلة مهران
وعلى غير العادة لم تصعد إلى طابق والدها بل أتجهت نحو طابق “جدها مهران”
دقت على الباب دقة خافته وكأنها لا تريد أن يسمعها أحد فتفر هاربة قبل أن تفقد السيطرة على نفسها ولسانها!!
ولكن تفاجئت بفتح الباب وخروج خالها الأكبر “سـالم” الذي نطق مبهوتاً من مظهرها المؤسف: لتيـن!! مين عمل فيكي كده؟!
وكأن بسؤاله أعط الأشارة لـدموعها فـأنزلقت بـأنهيار على وجنتيها فـ أسرع “سـالم” لضمها بين أحضانه يهدئها بكلمات مطمئنة يربت عليها بحنان ..
شعـيب (نبضات بين الوجدان)
????بقلمي شيماء عصمت????
تعالى بكاء لتيـن بصورة مرعبة ومؤلمة .. وعلى أثر بكاءها العالي توجهه “مهران” و “صباح” بفزع تجاه لتيـن المنهارة
قال جدها بغصب يشوبة الصدمة وهو يرى علامات الضرب الوحشية على مناطق مختلفه من جسد حفيدته كـمرفقيها و وجهها: مين عمل فيكي كده؟!!
لم تستطيع الكلمات لعدة دقائق حتى أخيرا تمكنت من قول كلمتين لا أكثر: خليه يطلقني
وكانت أجابة أكثر من كافية ليعلموا من الجاني ومن تطاول عليها بتلك الوحشية!!
أمر “مهران” زوجته بأدخال “لتيـن” إلى غرفة الضيوف بعد أن غاب صوتها لكثرة بكاءها
ما أن أختفت حفيدتة حتى أمر سـالم بصرامة: أتصل بـ الحيوان اللي أسمه “عمـاد” يحضر هنا حالاً هو وأبوه وكمان “شعيب” وأطلع لـ أختك “فوزية” خليها تنزل من شقتها هي وجوزها يطمنوا على “لتيـن” مهما كان هتحتاج أمها وأبوها أكتر من أي حد في وقت زي ده
أومأ سـالم موافقاً مخرجاً هاتفه يتصل بـ أبن أخيه “عمـاد” كي يحضر في الحال
……………
ما أن سمع بوجود “لتيـن” في منزل جده حتى سرى الرعب في جسده .. أن يأمر جده بحضوره على وجهه السرعة دون سبب في وجود زوجته لهو أمر لم يحسب حسابه على الأطلاق .. فقد عاهدها صامتة لا تبوح بما يحدث بينهم مهما بلغ سوء أفعاله .. ترى هل حكت لهم ما يحدث بينهم!!
فاق على صوت شعـيب: يلا جدك عايزنا ومش من عادتي أنِ أتأخر عليه هتيجي معايا ولا هتحصلني
عماد بثبات زائف: هاجي معاك
………………
تجمعت أفراد عائلة مهران في شقة كبير العائلة وللأن لا يدرون لما هما هنا في وقت كهذا
تنحنحت الأبنة الوحيدة لـ “مهران” فوزيـة قائلة بقلق: خير ياحج مجمعنا ليه بدري كده؟ أنت كويس؟ ولتين هنا بتعمل أيه؟
مهران بصرامة: لتيـن في بيت جدها تيجي وقت ما تحب أما أنتوا هنا ليه فـ هتعرفوا لما المحروس أبن توفيق يوصل
توفيق بقلق: هو عماد عمل حاجة ياحج
مهران بغضب: عمله أسود ومنيل
قاطع حديثهم دخول عمـاد التي توجهت الأنظار إليه فور دخوله
تفاجئ “عمـاد” بوجود جميع أسرته تقريباً .. فـ والديه جالسان يظهر عليهم القلق بوضوع .. وعمته وزوجها “حسان” كما تجلس “لتيـن” تتطلع للأرض بشرود وكأنها لا تشعر بمن حولها!
كما توجد جدته تنظر له بوجوم وعتاب
شعـيب: السلام عليكم
رد الجميع السلام بينما أقترب “مهران” من “عماد” وفي ثواني كان كفه يحط فوق وجه وسط شهقات الجميع
هدر الجد مهران غاضبًا: معاش ولا كان اللي يمد أيده على حفيدة “مهران” .. لكن غبائك يصورلك أنِ هسمحلك تكرر نفس الغلط مرتين تبقى عبيط.. أول مره ضربتها فيها سامحتك وخليت “لتيـن” تسامحك لكن أنك تهينها وتضربها بالطريقة الهمجية دي مش هسمحلك وحالًا هتطلقها
أنتفضت “فوزية” مصعوقة من طلب والدها بطلاق أبنتها “لتيـن” قائلة بصدمة: حضرتك بتقول أيه يا بابا طلاق أيه كفانا الشر أستهدى بالله ياحاج دا شيطان ودخل بينهم أكيد “لتيـن” غلطت غلط كبير مقدرش يسيطر على أعصابه وضربها!!
تلك البساطة التي تتحدث بها والدتها قتلتها بهتت ملامحها وأزدادت خفقاتها بسرعة موجعة .. أنتفضت على صراخ جدها الحاد: فوزيـــة مش عايز أسمع صوتك أنتِ فاهمة؟! وحتى لو اللي بتقوليه صح .. ميدهوش الحق يعمل اللي عمله شوفي بنتك عاملة أزاي فوقــي
أخفضت فوزيـة رأسها بـ ألم ولكن ما عساها أن تفعل! هل تترك أبنتها تنفصل؟ هل توجد أم تسمح بخراب بيت أبنتها وخصوصًا أبنه في ظروف لتيـن!!
قال عماد بثبات باهت: لازم تسمعني قبل ماتحكم عليا ومن غير ما تعرف اللي حفيدك عملت
أنتفضت لتيـن صارخة وقد أوشكت على الجنون: أنا عملت أيه؟ أذيتك فـ أيه؟ أنت اللي مريض ومعدوم الضمير وأنا لا يمكن أعيش معاك لحظة بعد الأرف اللي شوفته معاك
أقترب “عمـاد” منها وكان على وشك ضربها من جديد لولا تصدي شعيب له قائلًا بصلف: أيدك لقطعهالك
في نفس الوقت أختبئت لتيـن بـأرتجاف خلف جدها تحتمي فيه من عمـاد
قال الجد بسخرية موجه حديثة إلى أبنته “فوزيـة”: شايفة اللي كنتي بتدافعي عنه؟ أهو كان هيضرب بنتك قصادك وقصاد أبوها والأدهى من كده قصادي أنا ، الله أعلم بيعمل فيها أيه وهما لوحدهم
توجه بـ أنظارة إلى أبنه “توفيق” قائلاً بسخرية لاذغة: لا والله وعرفت تربي!
أخفض توفيق رأسه بحرج ولم يستطيع الدفاع عن أبنه ونفسه
طوال الوقت كان شعـيب صامت لا يتكلم وأمر واحد شاغل عقله أين زوجته؟! لما لم تأتي للأن؟ وأذا أتت فلما لا تكون بجوار أختها في هذه المعضلة ، بداخله قلق مبهم على زهرة .. يريد أن ينسحب ويبحث عن زوجته ولكن لا يستطيع فـ الجد يحتاجه!!
أنتبه لصوت الجد الصارم: شعيب من دلوقتي ممنوع منعاً بتاً وجود “عماد توفيق” في أي فرع من فروع “مجوهرات مهران” أي ورق ليها علاقة بالشغل ، أي صفقات تحت أيده تتسحب منه حتى لو معاه مفتاح لأي فرع تأخدة منه
عماد بصدمة وصوت هارب: بس ياجدي أنا
قاطعة الجد بصرامة: خلص الكلام واللي عندي قولته
صرخ عماد بهياج: بس أنت مش فاهم أي حاجة أنت مش عارف هي عملت أيه؟! مش بالسهولة دي تطردني من شغلي اللي تعبت فيه سنين كتير من قبل حتى ما أتجوز البرنسس “لتين” وأقولك على حاجة أنا مش ندمان أني ضربتها ولو الزمن رجع لورا هضربها تاني وتالت ولحد ما تموت
شعرت لتين في تلك اللحظة بقيضة حديدية تعتصر قلبها .. كانت تتمنى أن تشعر بندمه على ما أقترفه بحقها كانت تريد أن تسمع أعتذار صادقًا منه أن يترجها إلا تتركه ، أن يتوعد بعدم مساسها بأي سوء ولكن تلك الأماني لم تتحق وبقى واقع أليم يقتلها حية
عماد: سنين عايش معاها بـ قرافها ومستحمل وأقول معلش ياعماد بنت عمتك أصبر عليها أستحملت اللي مفيش راجل يستحمله وسكت ، مبتخلفش “أرض بور” وسكت ، لكن تيجي تشتكي أنهارده وتبقى السبب أني أسيب شغلي مش هسكت حفيدتك دي (×××××)
بعد اللفظ القذر الذي القاه على مسامع الجميع لم يسيطر شعـيب على غضبه وفي ثواني كانت قبضته تهشم فك عمـاد الذي صرخ بألم
صرخت لتيـن بشكل هستيري قائلة بجنون: انا اللي (×××××) ياساادي يا مريض أنا خلاص قرفت منك ومن حياتي معاك قرفت من جنونك وعصبيتك اللي من غير سبب قرفت من لمساتك القذرة قرفت أني ألمح ملامحك اللي بقيت بكرها يا أخي بقيت بقرف أني بتنفس نفس الهوى اللي بتتنفسه ، بتقول عليا أرض بور!! أنت اللي أرض بور مش أنا!! أنت اللي أرض فاسدة وقاسية أرض ملعونة وأتلعنت من يوم مادخلتها صبرت عليك كتير صبرت وأستحملت وسترتك قدامهم كلهم ماهو للأسف أنت جوزي و أبن خالي! يا أخي ملعون دي قرابة خلتني أخسر نفسي وكرامتي .. سترت حاجات كتييير أبسطها ضربك ليا وكشفت نقطة ضعفي ليك وكنت واهمة أنك هتسندني ، هتحميني .. لكن للأسف كانت الطريق أنك تكسرني ودلوقتي بتعايرني أني “أرض بور!!!” .. ضحيت عشانك كتير .. دراستي وبعدي عن بيت العيلة ومسكت أيدك و وافقتك على كل شيء طلبته مني وكانت أيه النتيجة؟ خسرت نفسي وبقيت سجينة عايشة جوه جدران سجنك!! أنا مش “أرض بور” أنا أنسانة ربي مكتبليش أني أبقى أم بس على الأقل عندي قلب بيحس ويقدر مش زيك قلبك معطوب ، مريض ، بتستلذ بضربك وأهنتك ليا ، بتتشفى في وجعي .. أنت بجد سادي وعديم الرحمة .. (‏” وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ “) وأنا بحمد ربنا ألف مره عشان مجبتش ولد أو بنت منك .. أني “أرض بور” أشرف ليا من أبقى أم ولاد واحد زيك
فقد عمـاد صبرة والسيطرة علي شياطينة التي تتلاعب بعقله .. وعلي غفله من الجميع أقترب من لتيـن يسدد لها ضربات مؤلمة بسرعة فائقة وسط صراخ فوزية على أبنتها وجزع حسان على فلزه كبدة التي تضرب أمامه يحاول هو والأخرين أنتزاعها من أصابع عمـاد التي تتشبث بها بقوة كمـا يتشبث الضبع بفريستة
فقد شعيب أخر ذرة من هدوء فـأقترب يلف زراعة العضلي على عنق عماد الذي أحمر وجهه بصورة ملحوظة بسبب أختناقه بينما صرخت وفاء بهلع وهي ترى أبنها الأكبر يختنق هاتفه بترجي ودموعها تسيل دون توقف
وفاء: سيبه ياشعيب بالله عليك سيبه هو أكيد مش واعي للجنان اللي هو بيعمله سيبه وحيات عيالك متحرقش قلبي على أبني
أفلت شعـيب عماد الذي أخد يسعل بشدة يحاول أستنشاق أكبر قدر من الهواء
شعـيب بتهديد: لو سمعت منك كلمة تانية دلوقتي هطلع روحك بأيدي أنا من أول ماجيت وأنا ماسك نفسي عنك .. أحتراماً لوجود جدي فـ نصيحة مني خد بعضك وأمشي .. حالًا
تطلع عمـاد بحقد دفين إلى شعـيب
فقال الجد بصلابة: طلقها
لم تهتز شعرة لدى عمـاد أنما تطلع بسخرية جارحة إلى لتيـن قائلا بقسوة: أنتٍ طالق .. وريني مين هيقبل واحدة أرض بور زيك
أنهى كلامة ثم أندفع كالصاروخ خارج البيت بأكملة
شهقت فوزية بهلع وهي تولول بينما شحبت ملامح حسان
أقتربت الجدة بهدوء من لتيـن المتخشبة وكأنها تمثال قائلة بحنان وهي تحتضنها: هو الخسران يا حبيبة جدتك اللي ميجعلكيش كحله في عينه متجعلهوش حذاء في رجلك
أرتفع فجأة رنين هاتف شعـيب بشكل لحوح ليجد أتصال من زهرة لينسحب إلى أحد الأركان هادراً بقوة:زهرة أتأخرتي ليه قلقتيني عليكي
أنتظر ردها بلهفة وقلق ولكن ما وصله كان أبعد مما تخيله
يتبع….
لقراءة الفصل الثاني : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا

اترك رد

error: Content is protected !!