Uncategorized

رواية سرغائب الفصل السادس والثلاثون 36 بقلم سماح نجيب

                                          رواية سرغائب الفصل السادس والثلاثون 36 بقلم سماح نجيب

رواية سرغائب الفصل السادس والثلاثون 36 بقلم سماح نجيب

 رواية سرغائب الفصل السادس والثلاثون 36 بقلم سماح نجيب

احتدمت ملامحه نظر اليها بعينان قاتمتان مما سمعه منها الآن فعلا صوته مستنكراً صارخاً بها:
–انتى عندك بنت ازاى وانتى أساسا لسه مراتى وعلى ذمتى ومينفعش تتجوزى وحتى انا ملمستكيش يبقى عندك بنت ازااااى فهمينى

ربما إرتعدت من حدة صوته الهادرة بها إلا رفعت رأسها بأنفة وكبرياء:
–أظن مش من حقك تعلى صوتك على عميل جايلك لو كده بلاش منه الحارس ده

عندما
همت بالمغادرة سبقها يسد عليها الطريق يحول بينها وبين وصولها إلى الباب
فوجدت نفسها تصطدم بصدره شعر كأن ماس كهربائي أصابه تطلعت إليه بعيناها
ظناً منها أنها ستواجه خضراوتيه بذلك التحدى الذى حرصت على زرعه بنفسها إلا
انها علمت أنها مبارزة خاسرة فاذدردت لعابها مرة تلو الأخرى تشعر بالجفاف
يتسلل لحلقها غير قادرة على أن ترتد خطوة للخلف كمن أصبحت تمثال رخامى وضع
بمكان ومن العسير تحريكه
لم يدرى أى منهم كم مر من الوقت وهم على هذا الوضع تتشابك أنفاسهم وتتلاحم نظراتهم ولا يفه أى منهم بكلمة

رفع يده يداعب وجنتها بإبهامه علت وتيرة أنفاسها تتسابق كمن تتصارع بحلبة للقتال هدر بصوت هامس :
–وحشتينى يا نور عيونى

فهذا
ما كان ينقصها أن تسمعه يهمس لها هكذا وأن تظل أنفاسه تتجول على وجهها وهى
بين يديه كقطعة لينة يستطيع تشكيلها بالطريقة التى يحب فأين ذهب ثباتها؟
وأين ذهب عنادها وتمردها؟ وقبل كل هذا اين ذهب عقلها؟ الذى حاول طوال أعوام
ترويض قلبها على عدم التأثر به أو برؤيته

رفعت يدها تزيح يده قبل أن يتسرب الضعف إلى أوتار قلبها :
–شيل ايدك وانا مش نور عيونك احنا خلاص اللى بينا أنتهى

اخرجت بطاقة التعريف الخاصة بها ترفعها أمام وجهه قائلة بتحد:
–ده الكارت بتاعى فيه عنوان البيت لو هتبعت الحارس ابعته على العنوان ده ومتخافش هدفعلك تمن خدماتك

أرادت
جرحه وأن تصيب كبرياءه الذى حاولت هى جاهدة سابقاً الحفاظ عليه حتى عندما
هجرته لم تجعل أمير ينال منه أما الآن فهم بمفردهم فستسمعه ما تريد

نظر للبطاقة بيدها ليعاود النظر اليها مدققاً بملامحها التى زادت فتنة فهى صارت من فتاة يانعة إلى امرأة فاتنة جذابة

ترك ثرثرتها جانباً اخذ من يدها البطاقة يلقيها خلف ظهره:
–بقى هتدفعيلى تمن خدماتى مش كده يا ثراء

عيناه
تنذرها بقدوم سحابة سوداء لا تعرف لماذا شعرت بالخوف ؟ تحاملت على قدميها
لتبتعد ظلت ترتد بخطواتها للخلف وهو يقترب منها بخطوات تكاد لا تسمع كنمر
يسير بخفة مستلذاً بإثارة الخوف بقلب فريسته فما الذى أوقعت نفسها به؟ فهى
كان يجب عليها الفرار من المكان عندما أكتشفت هوية صاحب الشركة ولكن أرادت
أن تظهر له شجاعتها وأنها قد تجاوزته ولكن لن يخرج أحد من تلك المشادة
بينهما خاسراً سواها

مدت ذراعيها تحول بين تقدمه منها ولمسها هتفت به محذرة:
–لو قربت خطوة كمان مش هتعرف أنا ممكن أعمل فيك إيه

ما
كان لها أن تثرثر مع رجل نفذ صبره وجدت ذراعيها خلف ظهرها يقبض عليهم
بإحدى يديه تلوت بجسدها تحاول فك حصار يده عن كفيها إلا أنه ثبت وجهها بيده
الحرة يقبض على فكها بلطف،ظل صدرها يعلو ويهبط بغضب مما يفعله ومن
محاولاتها الفاشلة فى الفرار منه ولكن شلت صدمة ما فعله تفكيرها فهو أقبل
عليها يعانقها حتى كاد أن يزهف أنفاسها فظلت تهمهم بصوت مختنق تريد أن
تتحرر منه
–سبينى أنت بتعمل ايه ابعد عنى

لكنه لم يكتفى بعد لم
يشعر بالارتواء فروحه تشعر بالظمأ الشديد ولن يتركها إلا بعد أن يسترد منها
نبضات قلبه التى سلبته هى إياها لم تجد مفر سوى ان تركله بقدمها فأصابت
ساقه تأوه بصوت منخفض:
–كده يا ثراء

ابتسمت بتشفى على ملامح
الألم التى اعترت وجهه–أحسن تستاهل فأرادت دفعه بصدره ولكن لم تزدها
محاولاتها للفرار سوى زيادة الألم بكفيها الذى يقبض عليه بقبضة من فلاذ

هتفت به بصوت متألم:
–أيسر سيبنى إيدى وجعتنى أنت..

لم
يدعها تكمل حديثها فترك يدها يطالعها باهتمام ولهفة اخذ كفيها بين يديه
يدلكهما بلطف فهو ترك أثار أصابعه عليها فرفعهما إلى فمه يقبلهما برقة:
–أنا أسف يا حبيبتى لو كنت وجعتك بس أنتى وجعتى قلبى بزيادة يا ثراء

كل لمسة منه ترسل الدم حاراً بشراينها أرادت سحب يدها فهتفت مزمجرة كقطة على وشك نشب مخالبها به:
–بس بقى أسكت أنت ايه اللى بتعمله ده

علم
من صوتها وحدة حديثها أنه مازال يترك أثره بنفسها فوجدها لعبة مسلية فكلما
زاد نفورها منه زاد هو تقرباً منها ليجعل غضبها اللطيف يتفاقم أكثر فأكثر
إلا أنه ابتعد عنها قليلا ظلت تدلك رسغيها وهى تنظر اليه باستياء فلم تمهل
نفسها فرصة أخرى ففرت هاربة من مكتبه أو بالأحرى من عرينه فهى أشبه بغزالة
أرادت أن تتحدى أسد ففرت هاربة قبل إكمال المعركة انحنى والتقط البطاقة
التعريفية من على الأرض نظر إليها باهتمام فهى تقيم إذا برفقة عائلتها ولكن
تذكر كيف لحسام أن لا يخبره بعودتها فهو لن يمرر له ذلك فهو يريد معرفة من
تكون تلك الصغيرة التى تزعم أنها أبنتها
_________
أوقف حسام سيارته
بالمرآب الخاص بالنادى ترجل من السيارة ذاهباً لزوجته التى تنتظره لرغبتها
فى تناول الغداء معه اليوم بالنادى وبرفقة صديقتها أيتن وصل إلى تلك
الطاولة التى تجلس عليها ميرا وصديقتها أقترب منهن باسما:
–السلام عليكم

ابتسمت له ميرا ابتسامة واسعة تردد:
–وعليكم السلام يا حبيبى كويس انك جيت كان فاضل شوية وناكل

سحب حسام مقعد يجلس عليه ينظر لأيتن نظرة عابرة قائلا :
–ازيك يا أنسة أيتن

ظلت نظرات أيتن تحوم حول وجهه وكل أنش به قبل أن ترد بصوت أنثوى ناعم:
–تمام يا باشمهندس حسام ولا تحب نشيل الألقاب عادى

أبتسم لها بسماجة فهو لا يعرف سر عدم الراحة الذى يشعر بها عندما يرى تلك الفتاة
–اللى يريحك هو ريان فين يا ميرا

أشارت ميرا بيدها للصغير قائلة بحنان:
–بيلعب هناك هقوم اخليه يغسل أيده علشان نتغدا وترجع شغلك تانى

نهضت
ميرا تاركة مكانها ظل حسام يتبعه بنظراته التى تشع غراماً لها فزادت
ابتسامته اتساعاً ولكن سرعان ما أختفت عندما أدار وجهه ناحية أيتن فحمحم
قليلا إلا أنه ظل صامتاً

اختلست أيتن عدة نظرات له فهى توهمه أنها مشغولة بهاتفها فحين أن عينيها تراقبه من بين أهدابها النصف مغلقة

رفعت رأسها تحدق بوجهه قائلة :
–هو أنت يا باشمهندس حسام جبت موديلات عربيات جديدة فى المعرض بتاعك أصل الصراحة عربيتى زهقت منها ونفسى أغيرها فعندك عربيات سبورت

أبتسم لها حسام قائلا بعملية:
–لسه آخر الشهر ده هتنزل الموديلات الجديدة أبقى شرفينى واختارى اللى يعجبك

أفتر ثغرها عن ابتسامة خفيفة:
–أكيد طبعا هجيلك بس هتعاملنى فى السعر زى الغريب ولا هتكون حينين معايا

قطب حسام حاجبيه من بحة صوتها التى تتحدث بها إلا أنه استطاع القول:
–مش هنختلف يا أنسة أيتن

لمح
قدوم زوجته وصغيره فركض اليه ريان يحتضنه يقبله بحب بعد عدة دقائق أحضر
النادل الطعام فشرعوا فى تناول طعامهم بصمت إلا انه كلما رفع رأسه وجد تلك
الفتاة تحدق به أنهى طعامه سريعا يريد الذهاب فترك مكانه يهتف قائلا:
–ميرا أنا راجع المعرض تانى وأشوفك فى البيت بليل باى

رحل حسام فنظرت أيتن لميرا قائلة :
–هو جوزك دايما كده سايبك ومورهوش غير شغله لازم يهتم بيكى شوية يا ميرا مش كفاية حابسك فى البيت ليل ونهار

عقدت ميرا حاجبيها بتفكير فى حديث صديقتها إلا أنها ابتسمت قائلة بصوت متهدج:
–حسام بيحب شغله وبرضه بيحبنى وهو مش حابسنى ولا حاجة بس هو بيغير عليا دايما يقولى مش عايز حد غيرى يشوف جمالك

التوى ثغر أيتن بابتسامة هازئة:
–ده
كلام بس بيضحك عليكى بيه عايز يلغى شخصيتك ويخليكى شبه الستات اللى طول
النهار قاعدين فى البيت مبيعملوش حاجة غير تربية الأولاد وخلاص بذمتك
موحشتكيش أيامك زمان الحفلات والسهرات والسفر والخروج قوليلى سافرتى كام
مرة من ساعة ما أتجوزتى دا أنتى كنتى كل اخر شهر تسافرى بلد

اثارت أيتن بحديثها الضيق بصدر ميرا فأرادتها أن تكف عن حديثها الذى بغير جدوى فهتفت بصوت مستاء قليلا:
–أنا مبسوطة بحياتى يا أيتن على الأقل ارتاحت من حياتى التافهة اللى مكنتش بعمل فيها حاجة غير أن اصرف فلوس أهلى وبس

كزت
أيتن على نواجزها فميرا أحبطت محاولتها لجعلها تثور على معيشتها وزوجها
ولكنها لن تيأس فربما ستأتى محاولاتها بثمارها ولكن عليها أن تتريث قليلاً
حتى تأتى حيلتها بالنتائج المرجوة
________
نفثت دخان سيجارتها ببطئ
مميت وهى تفكر فى خطوتها التالية التى يجب أن تسلكها للأخذ بثأرها طالعت
الصور التى بحوزتها ونيران الحقد تشتعل بقلبها أكثر فأكثر وقفت مطولا عند
احدى الصور فغرست سيجارتها بالصورة فأحرقت وجه ذلك الذى يتصدر وجهه تلك
الصورة التى كانت بيدها

هتفت بصوت مختنق حاقد:
–أنا وأنت والزمن طويل أما حرقت قلبك زى ما قلبى اتحرق مبقاش أنا

دلفت إمرأة تنتعل حذاءها العالى الذى أصدر نقرات عالية على الأرضية الرخامية جلست بجوارها والقت الحقيبة من يدها

نفخت بضيق شديد وهى تخلع حذاءها ذو الكعب العالي:
–أووووف الكعب العالى ده يوجع الرجل ويزهق ماله لبس الشبشب يعنى

ابتسمت بجانب فمها على ما تفوهت به:
–يعنى مش عايزة تنضفى يا تمارا وتبقى بنت ناس بتحنى لأصلك على طول

انكمشت ملامح تمارا بحنق واستياء تهدر بحنق:
–يعنى هو الكعب العالى اللى هيخلينى بنت ناس مفيش أحسن من البساطة بس يلا لزوم الشغل بقى

اخرجت من حقيبتها عدة أوراق نقدية تلقيها على الطاولة:
–دى الغلة بتاعة النهاردة

نظرت إليها بغضب عارم:
–أنا مش قولتلك تبطلى أمور النصب بتاعتك دى اللى هتوديكى فى داهية أنا مش بديكى اللى انتى عيزاه ايه لزمته أمور النشل بتاعتك دى

استندت تمارا على طرف مقعدها تغمض عينيها قائلة بانتشاء:
–السرقة بتجرى فى دمى مقدرش أبطلها أنا أشوف الزبون من هنا والاقى ايدى فى جيبه من هنا ايدى خف الريشة أنا أسرق الكحل من العين

اطاحت بالنقود الموجودة على الطاولة تصرخ بوجه تمارا:
–تمارا قولتلك بطلى عمايلك دى وركزى فى الشغلانة اللى قولتلك عليها بلاش شغل التفاهة بتاعتك دى

انحنت تمارا ولملمت النقود من على الأرض ترفع شفتها العليا قائلة باستياء:
–مترميش
الفلوس كده تزول من وشك وأدينى بقالى شهر قاعدة معاكى ومعملناش أى حاجة
وكل شوية تقوليلى أصبرى أصبر لحد أمتى الأيد البطالة…

ألقت اليها بحقيبة صغيرة تحوى بداخلها ثياب جديدة نظرت اليها تمارا بعدم فهم قائلة:
–اعمل ايه بالهدوم دى

جلست قبالتها تشرح لها ماذا تريد منها فبدأت حديثها قائلة بهدوء:
–الهدوم دى لزوم شغلانة بكرا هتلبسيها وتروحى شركة الرافعى هم طالبين سكرتيرات

القت اليها بملف يحوى اوراقاً تستطرد قائلة:
–وده ملف سيرة ذاتية لو شافوها هيوافقوا على أنهم يشغلوكى على طول

تدلى فك تمارا السفلى حتى كاد أن يصل إلى الأرض قائلة :
–على أساس أنهم مبيشفوش وهيعينونى على طول كده

افتر ثغرها عن ابتسامة خبيثة قائلة بمكر:
–ماهو
ده يعتمد عليكى بقى يا تمارا تلبسى الهدوم دى وتبينى جمالك وتلمى لسانك
والدنيا هتظبط الشركة دى بتحب المظاهر مووووت يعنى المهم واجهتهم قدام
الناس وأظن أنتى حلوة وتقدرى تبلفيهم بسرعة وتشتغلى عندهم

تركت
تمارا مكانها تقف أمام المرأة تتفرس بملامح وجهها الجميلة بداية من شعرها
الغجرى الأسمر وعينيها البندقتين وأنفها الصغير وشفتيها المكتنزتين فهى على
قدر لا بأس به من الجمال والفتنة:
–اه والله يا حلاوتك يا بت يا تمارا مفيش فى جمالك اتنين

زادت
ابتسامة تمارا التى نبعت من ثقتها بأنها قادرة على جذب أنتباه أى رجل كان
فتلك مهمة بسيطة للغاية بإمكانها فعل ذلك بكل سهولة ولكن عليها أن تتحرى
الدقة فى تصرفاتها وأفعالها فطالعتها بثقة فهى اختارتها بعناية من أجل
تنفيذ ما تريده منها
________
ولج أيسر مكتب حسام كالطوفان بعد ركله الباب بقدمه ففتح على مصراعيه ففزع حسام من تصرفه فهتف بتعجب:
–فى ايه يا أيسر مالك داخل عليا زى الطور الهايج ليه كده

اقترب منه أيسر يقبض على ياقة قميصه بغضب يفح بصوت هادر:
بقى أنت يا حسام تضحك عليا وتستغفلنى

لم يدرى حسام عن أى شأن يتحدث إلا أنه نفض يده عنه يناظره باستياء:
–فى ايه انت ايه حكايتك النهاردة

دار أيسر حول نفسه صارخاً بوجهه:
–أنت ازاى تخبى عليا أن ثراء رجعت مصر يا حسام إزاى متقوليش انطق

نفخ حسام بضيق وانهاك:
–كانت محلفانى هى وبابا وماما أن مقولكش بس أنت عرفت إزاى أن ثراء رجعت أنت بتروح الشركة بتاعتكم

ضيق أيسر ما بين عينيه قائلاً :
–هى
كمان بتشتغل فى الشركة وانا كل ده مغفل ومعرفش وايه حكاية بنتها دى كمان
ازاى بتقول ان عندها بنت وكمان جاية عايزة ليها حارس شخصى من الشركة عندى

جلس حسام على مقعده استند بمرفقيه على طرف مكتبه قائلا بشعور مبهم:
–هى ثراء جاتلك الشركة إزاى دى مش طايقة تشوف وشك ولا تسمع أسمك قدرت تروح لحد عندك ازاى

رفع أيسر حاجبيه متشدقا بكلماته:
–لا
يا راجل مش طايقة تشوف وشى ولا تسمع أسمى على أساس أنها جاتلى الشركة
اخدتنى بالأحضان دى بتتكلم كأنها مش ثراء اللى اعرفها وبتتحدانى بقت عاملة
زى القطة الشرسة

نقر حسام بأصابعه على المكتب :
–ما البركة فيك هى راجعة مستوية على الآخر

جلس على المقعد يشعر بأن قواه منهكة اسند جبهته على كف يده يهتف بلوعة:
–أنا
مصدقتش نفسى لما شوفتها قدامى النهاردة زى ما يكون واحد مات والروح ردت
فيه أو واحد كان عطشان ولقى مايه أو واحد تايه ورجع بيته بس اللى هيجننى
حكاية بنتها ايه دى كمان ازاى وانا ملمستهاش

زفر حسام بارهاق شديد :
–اللى
عايزة تفهمه تفهمه منها هى يا أيسر خلاص ثراء رجعت ياريت تحاول بقى تصلح
اللى حصل علشان اللى متعرفهوش أن فى واحد عايز يتجوزها بعد ما تطلق منك

كأنه ضربه أحد على رأسه بمطرقة فرفع وجهه ينظر اليه بعينان قاتمتان قائلا بنزق:
– مين دى اللى يتجرأ بس أنه يفكر ياخد ثراء مين دا أنا أقتله اسمه ايه ده

رد حسام قائلا بهدوء:
–اسمه أمير الصواف

سمع أيسر إسم أمير شب بقلبه حريق فهل عاد ذلك الأرعن لحياتها مرة أخرى فلو وصل به الأمر لقتله سيقتله ولا يتركه يقترب منها

هدر بصوت غاضب:
–أمير الصواف وايه اللى رجعه على حياتها من تانى بيجى عندكم البيت بيقعد معاها بيكلمها رد عليا يا حسام

وضع حسام يده على أذنيه من صوت صراخه الذى كاد يصم الأذان:
–يا أخى حرام عليك ودنى أنت مفكرنا إيه يا أيسر الراجل بيجى باحترامه وبيمشى باحترامه

زاد
جنونه أكثر بعد ما تفوه به حسام فهو ولاشك سيصاب بذبحة صدرية من تخيله فقط
وجود أمير بمكان قريب من زوجته ولكن لا فليس هو من سيقبل بذلك خرج من
المكتب فاستقل سيارته ينطلق بها سريعاً وهو يفكر ما الواجب عليه فعله من
أجل عودة زوجته له ثانية وابعاد ذلك الأحمق المدعو أمير عنها
________
حدقت
ثراء بوجهها فى المرآة فهى منذ عودتها ودلوفها إلى غرفتها وهى تدور حول
نفسها بغضب عارم ليس من رؤيته فقط ولكن مما فعله هو تحسست قسمات وجهها
وكفيها فكيف يفعل بها ذلك ويباغتها بعناقه أخرجت هاتفها سريعاً تريد محادثة
ضحى اتاها صوت ضحى الهادئ

فهتفت ثراء قائلة بصوت هادر:
–ضحى تعاليلى دلوقتى

تعجبت ضحى من حدة صوتها فخشيت أن يكون حدث لها مكروه:
–مالك يا ثراء فى إيه

تأففت ثراء بصوت مسموع:
–ضحى قولتلك تعالى عايزة اتكلم معاكى شوية

ردت ضحى قائلة بهدوء:
–حاضر يا ثراء جاية

اغلقت
الهاتف والقته من يدها على الفراش وضعت رأسها بين يديها تضغط على جانبى
رأسها كأنها بذلك تخفف الألم الذى أَلم بها من جراء كثرة التفكير،رأت أنه
من الأفضل أن تأخذ حمام دافئ لعل الماء يساعدها على استرخاء أعصابها
المشدودة حتى تصل ضحى جلست بالمغطس عندما رفعت يدها وجدته تاركاً أثار
أصابعه على رسغها الغض ضربت الماء بيدها بغيظ فتناثرت خارج المغطس

ظلت تأخذ أنفاسها بضيق وصعوبة مرددة بحنق:
–أنا اللى غبية لما شوفته كان لازم أمشى ايه اللى خلانى أقف اتكلم معاه واسيبه يعمل اللى عمله ده

داهمت
مخيلتها تفاصيل عناقه لها ازداد وجهها احمرارا كأنها تشعر بالخزى لخضوعها
له ولو بغير إرادتها إلا أنها شعرت بالسكينة تغزو أوصالها فاستندت برأسها
على حافة المغطس اغمضت عينيها أرادت محاربة ذلك الدفء الذى غمر حواسها منذ
كانت بين ذراعيه يضمها اليه بحنان قاسٍ فعناقه كان عقاباً أكثر منه لهفة
،ظلت تحرك رأسها يأساً تريد أن تتنزع ماحدث من عقلها ولكن كيف وهى مازالت
تتذكر أدق تفاصيل تلك اللحظات ،عندما وصلت إلى حافة يأسها أزالت الرغوة عن
جسدها واغتسلت وارتدت ثيابها وخرجت من الحمام وقفت أمام المرآة تمشط شعرها
فحاولت الهرب من النظر لعينيها بالمرآة فهى تعلم ما ارتسم بداخل عسليتيها
بوضوح فاضح صوت الطرقات على الباب أخرجتها من عتاب ولوم نفسها الصامت فتح
الباب ودلفت صغيرتها

ابتسمت لها ثراء تفتح لها ذراعيها قائلة بحنان:
–تعالى يا روح مامى

ركضت الصغيرة إليها تعلقت بعنقها فرفعتها ثراء بين ذراعيها ظلت تقبلها على وجنتيها بنهم كأنها غائبة عنها منذ وقت طويل

ابتسمت مليكة مردفة:
–مامى هتخنقينى

مسدت ثراء على ظهرها قائلة بحنان:
–أنا اسفة يا روحى قوليلى بقى روحتى اتفسحتى فين النهاردة

أخبرتها الصغيرة بكل الأماكن التى زارتها واختتمت حديتها قائلة :
–بابى اشترالى لعب كتير يا مامى وقالى أن هو هياخدنى يفسحنى بكرة تانى

داعبت ثراء رأس الصغيرة تمسد على خصلاتها الحريرية تقبلها على طرف أنفها الصغير:
–يلا يا روحى علشان تاخدى شاور وتنامى بدرى

أخذت
صغيرتها إلى غرفتها أخرجت لها ثياب نظيفة وذهبت بها إلى الحمام حممت
الصغيرة والبستها ثيابها وخرجت وضعتها بفراشها ظلت بجانبها بعض الوقت حتى
غفت الصغيرة وخرجت من غرفتها فى ذلك الوقت كانت ضحى وصلت إلى المنزل صعدت
إلى غرفة ثراء فتحت لها الباب فتنحت جانبا تدعوها للدخول

هتفت ضحى قائلة بقلق:
–خير يا ثراء فى إيه جيبانى على ملا وشى فى إيه انتى كويسة

تطلعت إليها ثراء بصمت فضمت ضحى حاجبيها بغرابة فاستطردت قائلة:
–فى ايه يا بنتى ما تقولى

–شوفت أيسر النهاردة يا ضحى
قالتها ثراء وهى تكز على أنيابها بغيظ فلم تفلح ضحى فى كبت ضحكتها

فأردفت برنة صوت ضاحكة:
–كل اللى فيه ده علشان شوفتى أيسر أنا قولت فى مصيبة حرام عليكى يا شيخة سيبتى ركبى

أرتمت ضحى على المقعد لتستريح وتلتقط أنفاسها التى كادت أن تنقص من شدة قلقها على صديقتها

نظرت لها ثراء بغيظ من فعلتها :
–والله يا ضحى أنتى كمان بتضحكى

انحنت ضحى بجزعها للأمام تنظر إليها بابتسامة:
–اصل
اللى يسمع صوتك فى التليفون ويشوف وشك يقول فى مصيبة كبيرة حصلت كفى الله
الشر بس إيه يعنى شوفتى أيسر ما طبيعى كان هييجى يوم تشوفيه هتفضلى مستخبيه
كتير منه يعنى ثم أنتى مش عاملة فيها الست القوية وخلاص مش فارق معاكى ايه
اللى حصل بقى

تصاعد الدم إلى وجنتيها عندما تذكرت ضعفها وجبنها أمام هجومه الضارى عليها فلم تفه بكلمة

ضيقت ضحى عينيها تنظر اليها بابتسامة ماكرة تستطرد حديثها:
–هو عمل إيه لما شافك يا ثراء وشك بيقول أنه…

لم تكمل ضحى جملتها فوضعت يدها على فهمها لتكتم بقية حديثها وضحكتها التى تلح عليها بالخروج اغتاظت ثراء أكثر من تصرفها

تناولت وسادة صغيرة قذفتها بوجهها بغيظ:
–أنتى بتضحكى أنتى جاية تفورى دمى أنتى كمان مش كفاية اللى عمله فيا هو كمان دا بقى قليل…

بترت
جملتها فهى حتى غير قادرة على أن تنعته بتلك الصفة التى تختبرها منه لأول
مرة فهى تذكرت عناقهم سابقاً لم يكن يظهر لها سوى تعلقه بها أما ذلك العناق
الذى حصلت عليه اليوم أظهر لها جانب أخر لم تكن تعلمه به وأنه قادر على أن
يمزج العناق بغضبه وبقسوته معاً

نهضت ضحى من مكانها وجلست بجوارها على الفراش رفعت وجهها الذى كانت تخفضه أرضاً فابتسمت بوجهها:
–ثراء قوليلى ومتكدبيش عليا حسيتى بايه لما شوفتيه النهاردة

زفرت ثراء زفرة هواء قوية محمولة بتأنيب قوى :
–اول
ما شوفته يا ضحى قلبى رجع يدق تانى استغربت وأنا كل السنين دى بحاول أقنع
نفسى أنه خلاص مبقاش فارق معايا كل ده اتبخر بمجرد ما شوفته ونادنى باسمى
كإنى رجعت ثراء بتاعة زمان اللى كانت بتتمنى تسمع منه كلمة حلوة

أطرقت ثراء رأسها أرضاً تغرز أصابعها بين طيات شعرها مسدت ضحى على ظهرها قائلة بتفهم:
–ده طبيعى يا ثراء علشان أنتى لسه بتحبيه بتكابرى ليه بقى

مطت ثراء شفتيها قائلة بيأس:
–طب وبعدين أنا مش عايزة أرجع مغفلة تانى واتخدع بيه وبوسامته اللى نفسى اولع فيها دى علشان أرتاح منها ومنه

أنهت جملتها وجدت نفسها ضاحكة تشاركها ضحى فربتت ضحى على كتفها تقول ممازحة:
–الله يكون فى عونك يا بنتى دا أنت مخك ضرب ولسع بسببه

–بس
برضه مش هسامحه على اللى عمله ولو الظروف مصرة تجمعنا مع بعض هوريه النجوم
فى عز الضهر وهطلع عليه كل اللى عمله ووجع قلبى وتعبى السنين اللى فاتت دى
هخلى حياته جحيم

لوت ضحى شفتيها قائلة:
–أبقى قابلينى يا ثراء دا أنتى من مقابلة واحدة راجعة مدخنة وشايطة اومال بقى لو اتقابلتوا كل يوم هيحصل إيه

فزعت
ثراء من فكرة كونها ستراه يومياً فضحى محقة بحديثها حتى وإن حاولت هى
إلانكار ولكن لا فهى يجب أن تتخد خطوة إيجابية تلك المرة وأن تضع ضعفها
جانباً الآن فهى لن تسمح له بالتمادى معها بأفعاله فهى ستضع حد لكل فعل منه
يحاول به هدم تلك الحصون التى شيدتها حول قلبها
_________
شب عراك
بين هؤلاء السجناء فالزنزانة تحولت لساحة قتال يشبه قتال الشوارع فمنهم من
يهتف بحماس ليقضى كل منهم على الآخر ،جلس متولى بأحد الأركان ينفث سيجارته
بهدوء يبتسم بسخرية على مايحدث فعباس منذ إيداعهم بهذا السجن وهو لا يتوانى
عن خلق شجارات بينه وبين السجناء الجدد،وضع متولى يده على أذنيه عندما علا
صوت السجناء هاتفين بإسم عباس
–عباس عباس عباس

زاد الحماس لدى عباس ضرب السجين الذى يحاصره بأحد الزوايا للافشاءه بأسرارهم للضابط المسئول

هدر عباس بغل:
–يعنى أنت عامل نفسك عصفورة وبتروح تبلغ كل حاجة للمأمور دا أنا هخلص عليك

هتف الرجل بصوت هامس تكاد أنفاسه تنقطع من شدة الألم الذى يشعر به بجميع أنحاء جسده:
–الله يخليك يا معلم عباس توبة لو عملت كده تانى سيبنى هموت

دفعه عباس حتى سقط على الأرض أقترب منه رجلين أخرين يحاولون مسح الدماء النازفة من أنفه ووجه

رفع عباس يده يشير إليهم بتهديد:
–علشان تبقوا عارفين كلكم اللى هيغلط غلطته هيحصله، أنتوا فاهمين فى الزنزانة دى أنا الكبير يا غجر

تركهم
عباس وذهب يجلس بجوار متولى الذى رمقه بنظرة عابرة وعاد ينفث دخان سيجارته
غير راغب فى رؤيته أو الحديث معه فعباس هو من جلب له تلك المصائب التى حلت
على رأسه تباعاً منذ أن نشأت بينهم صداقة ليتضح فيما بعد أن رفقته أسوء من
رفقة الشيطان بذاته

وكزه عباس بكتفه قائلا بابتسامة زهو:
–ايه رأيك يا متولى ممشيهم على العجين ما يلغبطهوش علشان تعرف أنا فى أى مكان مسيطر كل المساجين بيعملولى ألف حساب

دعس متولى باقى سيجارته بقدمه قائلا بسخرية:
–طول عمرك مفكر نفسك أن مفيش حد بيفهم ولا بيعرف يتصرف غيرك يا عباس مع أن غباءك هو اللى جابنا هنا وخدنا ٧ سنين سجن

سحب عباس علبة سجائر من جيبه يشعل سيجارة يضعها بين شفتيه قائلا بعدم أكتراث:
–كلها أسبوع وخارجين خلاص يا متولى

حدق به متولى ثم عاد وأسند رأسه على الجدار خلفه قائلا بأسف:
–هنطلع
بعد ما حياتنا خربت وكل حاجة راحت يا عباس مراتى طلبت منى الطلاق وأنا فى
السجن وخدت العيال ومحدش يعرفلهم طريق وأمى ماتت من الحسرة بعد ما أتسجنت
وكان كل ده بسببك برضه فضلت تملا دماغى بالكلام وتمشينى وراك لحد ما خسرت
كل حاجة كنت عايش فى حالى وكافى خيرى شرى جرجرتى فى طريق الحرام وأنا من
غبائى طاوعتك ومشيت فى سكة الشيطان وأدى أخرتها مسجون ومراتى وعيالى ضاعوا

نفث عباس دخان سيجارته بوجه متولى قائلا ببرود:
–أنت هتقعد تعدد زى النسوان يا أخويا متوجعش دماغى بقى هو لما تتزنق تجيب الغلط عليا كان فين عقلك لما مشيت ورايا

حرك متولى رأسه قائلا بندم:
–عندك حق أنا اللى غلطان والذنب عليا مش عليك بس هنخرج من هنا كل واحد فى طريق يا عباس خلصت لحد كده

أخرج عباس من جيبه ورقة جريدة كان يطويها ويضعها بجيبه فتحها يطالع صورة أيسر بها :
–فاكر
الحارس بتاع البت واللى ضربته بالرصاصة قبل ما يتقبض علينا بقى دلوقتى رجل
أعمال مشهور وصوره بتنزل فى الجرايد هو كان سبب كل البلاوى اللى حصلت لنا
كان دايما يطلعلى زى العفريت ويبوظلى الدنيا حتى نفد من الرصاصة اللى
ضربتهاله أه ده قلبى قايد نار من ناحيته ونفسى أخلص عليه وأشوفه بيطلع فى
الروح قدام عينى ساعتها هرتاح

أتسع بؤبؤ عينى متولى وهو لا يصدق ما
يسمعه من عباس وهو يسأل بقرارة نفسه فهل مازال عباس يفكر بتلك الطريقة؟ هل
يريد الخروج من هنا ويفتعل جريمة أخرى؟ هل سيعود إلى ذلك المنوال مرة أخرى؟

هتف متولى بغرابة:
–أنت
لسه برضه يا عباس حاطه فى دماغك أنت عايز توصل لأيه تانى أكتر من كده أنت
مش هترجع إلا ماهو مخلص عليك وقاتلك وياريت يعملها يريحنا منك ومن شرك

تركه
متولى وذهب إلى فراشه ظل عباس يتأمل تلك الصورة بيده وهو لا يتذكر أى شئ
سوى أن أيسر هو المذنب بزجه بالسجن ويريد أن ينتقم منه ،فشيطانه لا يترك له
مناسبة إلا ويذكره بأنه يجب أن ينال منه تلك المرة ولكن بعد أن يضع خطة
مناسبة لتحقيق ذلك فيجب أن تكون تلك المرة هى القاضية
_________
تردى صوت منبه هاتفه عدة مرات فمد يده يفتح احدى عينيه يسحب الهاتف يغلقه يهتف بصوت ناعس:
–خلاص بطل رن صحيت أهو

أستلقى
على ظهره ففتح كلا عينيه ينظر لسقف الغرفة فتلك هى المرة الأولى منذ هجرها
إياه ينام عدة ساعات فالبارحة غفى بنومه ربما باطمئنان لأول مرة أزاح
الغطاء عنه يترك فراشه بنشاط دلف إلى الحمام لأداء روتينه الصباحى شذب
لحيته واغتسل وبعد خروجه أرتدى ثيابه وأدى صلاته سحب مجموعة المفاتيح
الخاصة به يضعها بحيبه يليها هاتفه هبط الدرج بخطوات سريعة يطلق صفيرا
عالياً، ولج إلى المطبخ أعد لنفسه طعام إلافطار فهو يرفض دخول أى فرد
المنزل حتى تعود صغيرته جلس على المقعد يتناول الفطور بشهية قد كان فقدها
منذ زمن سمع رنين هاتفه وجد اسم صافى

هتف بصوت هادئ رزين:
–صباح الخير يا صافى خير مش عوايدك تتصلى بيا بدرى كده

ردت صافى قائلة:
–صحيت بدرى قولت أكلمك علشان أفكرك أن بكرة هتقابل الناس بتوع جنوب إفريقيا

حك أيسر لحيته بتفكير فهتف بها بعد دقائق:
–صافى
احجزى فى مطعم كويس كده للعشا علشانهم ونقابلهم مش هقابلهم فى شركتى علشان
ورايا بالنهار مشواير كتير فخلى المقابلة بكرةبالليل ماشى

شعرت صافى بغرابة من حديثه فمنذ متى وهو يأجل أى شئ خاص بعمله:
–غريبة أول مرة تأجل ميعاد ليك مع حد هو فى حاجة ومشاوير ايه دى اللى أنت رايحها كده

رد أيسر قائلا:
–صافى أعملى اللى قولتلك عليه وبطلى فضول شوية يلا سلام

أنهى مكالمته معها وعاد لإكمال تناول طعامه بعد أن انتهى خرج من المنزل وأستقل سيارته ينطلق بها مسرعاً إلى وجهته

اجتمعت
عائلة جمال بأكملها لتناول الفطور قبل ذهاب كل منهم إلى وجهته وبعد
الانتهاء ذهب جمال الى مشفاه وحسام إلى معرض السيارات الخاص به ،تلكأت ثراء
اليوم فى استعدادها للذهاب إلى الشركة كأنها لاتشعر بالرغبة فى فعل شئ سوى
أنها تريد النوم الذى جفا عينيها ليلة البارحة

اقتربت منها فيروز قائلة بابتسامة:
–ايه يا روحى مش راحة الشركة ولا ايه النهاردة

نهضت ثراء من مكانها تبتسم ابتسامة واهنة :
–لاء هروح بس النهاردة مش عارفة ليه حاسة أن عايزة أنام

اقتربت من والداتها والقت برأسها على كتفها فربتت فيروز على جسدها بحنان انتبهن على صوت جليلة قائلة بأدب جم:
–ست فيروز ست ثراء أمير بيه جه برا وعايز يشوف مليكة

سمعت مليكة أسم أمير صفقت بيدها بحماس شديد تهتف :
–هااااا بابى جه

ركضت
الصغيرة للخارج تلقاها أمير بين ذراعيه بابتسامة كعادته تبعتها ثراء فألقت
عليه تحية الصباح أرادت مواصلة سيرها إلى سيارتها إلى انها استدارت إليه
قائلة:
–أمير انت كده هتعطل نفسك وشغلك بسببها خليه يوم واحد كفاية تخرج فيه مش لازم كل يوم

قبل أمير مليكة على وجنتها قائلا:
–فداها أى حاجة المهم أنها تكون مبسوطة ومتخافيش هى بتيجى معايا الشركة وبنشوف الشغل مع بعض صح يا مليكة

اومأت مليكة برأسها موافقة:
–صح يا بابى يلا بينا

قبل
أن يتحرك أحد منهم لمحت ثراء سيارة تقف قرب البوابة الرئيسية فأقترب
سائقها من الباب فعلمت ثراء هويته فتسمرت بوقفتها فلماذا أتى إلى هنا؟ فتح
البواب البوابة ولج أيسر للداخل ووصل حيث تقف زوجته وأمير أظلمت عيناه بعد
رؤية أمير ورآه أيضا يحمل طفلة صغيرة ظل يقترب بخطواته الهادئة منهم وكل
خطوة يخطيها تشعر ثراء بأن قلبها يكاد يقفز خارج صدرها

وقف أيسر على مقربة من زوجته التى بادرت بسؤاله:
–أنت جاى ليه وعايز أيه يا أيسر

وضع أيسر يده بجيبه يطالعها بهدوء عكس ذلك الصخب الذى يعتمل بصدره

فهتف ببرود:
–مش حضرتك عايزة حارس شخصى لبنتك فأنا جيت علشان كده

نظرت ثراء خلفه لترى من يكون ذلك الحارس ولكنها لم ترى أحدا ً

فهتفت بغرابة:
–هو فين الحارس ده أنا مش شايفة حد جاى معاك

رفع أيسر إحدى حاجبيه يبتسم بجانب فمه بتسلية:
– قدامك أهو أنا أبقى الحارس يا ثراء

فغرت
ثراء فاها وتدلى فكها بعدما استمعت لما قاله حتى أمير نظر اليه نظرة أقرب
للصدمة بعد سماع تصريحه بأنه سيكون الحارس الشخصى لمليكة

يتبع…

لقراءة الفصل السابع والثلاثون : اضغط هنا 

                                                            لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا

 

اترك رد

error: Content is protected !!