Uncategorized

رواية سيليا و الشيطان الفصل العاشر 10 بقلم رولا هاني

 رواية سيليا و الشيطان الفصل العاشر 10 بقلم رولا هاني

رواية سيليا و الشيطان الفصل العاشر 10 بقلم رولا هاني

رواية سيليا و الشيطان الفصل العاشر 10 بقلم رولا هاني

-“سيليا” بطلي هزار و إنزلي مش أنا قولتلك إنه أنا هظهر براءتك لو إنتِ معملتيش حاجة فعلًا. 
قالتها “بيسان” بتوسلٍ و هي تنظر ل “سيليا” الواقفة فوق سور شرفة غرفة “تميم” و هي تهدد الجميع برمي نفسها إن لم يأتي ذلك الأحمق ليفتح الباب، ثم تابعت برجاء و هي تلتفت لليمين و لليسار بحثًا عن هاتفها لتتواصل مع إبنها في أسرع وقت:
-طب هعملك اللي إنتِ عايزاه بس إنزلي من مكانك. 
صرخت بعدها “سيليا” بإهتياجٍ و هي تقترب من الحافة بلا خوف:
-قولت مش هنزل من مكاني غير لما يجي هو و يفتحلي الباب، و لو مجاش هموت نفسي و أجبلكوا مصيبة. 
ركضت “بيسان” لداخل البيت سريعًا فوجدت هاتفها أمامها مباشرةً علي تلك الطاولة، لذا ركضت تجاهه و هي تلتقطه بصورة سريعًا لتضغط عليه عدة ضغطات هاتفة ب:
-أستر يارب. 
وضعت الهاتف علي أذنها و أنفاسها تتلاحق، و فجأة إستمعت لصوت رنين هاتف إبنها فوجدته علي تلك الأريكة أمامها، لذا صاحت هي بهلعٍ و هي تستمع لصراخ “سيليا” الذي يصيب المرء بالفزع:
-يادي المصيبة. 
_________________________________________
-في إية يابني!؟….صوتك في التليفون خلاني مش مطمن، هو حصل حاجة؟ 
قالها “برق” بتوترٍ أخفاه سريعًا و هو ينظر في عيني صديقه مباشرةً، ليجدها مظلمة بصورة مرعبة لا تبشر بالخير، ثم تابعه بتمعن هو يهتف بغموضٍ:
-“برق” إحنا صحاب من إمتي؟ 
عقد “برق” حاجبيه بعدم فهم قبل أن يرد بتلقائية:
-بقالنا سنين، بس لية بتسأل السؤال دة!؟ 
تنهد “تميم” بغضبٍ مكتومٍ قبل أن يهتف بنفس النبرة المبهمة التي جعلت القلق يتملك “برق” الذي كان يتابعه بدقة:
-طول السنين دي عمري غدرت بيك أو زعلتك؟
رفع حاجبيه بصدمة من نبرته و من أسئلته الغير مفهومة، فصاح بعدها بتعجبٍ و هو يهز رأسه بإستفهامٍ:
-أكيد لا، مالك يا “تميم” في إية!؟ 
تجاهل سؤاله و لم يكترث له مجددًا ليهتف بعدها بنبرة جحيمية بثت الرعب في قلب “برق” الذي تابع ما يقوله صديقه بنظراته المشدوهة:
-أمال إنتَ غدرت لية!؟ 
هب “برق” واقفًا و هو يصيح بنزقٍ و نبرته العالية تلفت أنظار الزبائن بالمكان:
-لا أنا زهقت ما هو يا تقول في إية يا تسيبني أمشي. 
هب هو الأخر واقفًا ليقترب منه صارخًا بنبرة مهتاجة و عروق نحره تبرز من فرط العصبية، ثم لكمه بعنفٍ جعله يترنح في وقفته و كل ذلك يتم أسفل أنظار الناس و المارة:
-بتتحرش بأخت صاحبك يا “برق”. 
جحظت عيناه و هو يعتدل في وقفته غير مهتم لتلك الدماء التي سالت من شفتيه، ثم صرخ بنبرته المصدومة:
-إنتَ بتقول إية!؟ 
إقترب “تميم” ليقبض علي مقدمة قميصه صارخًا بحدة، بينما “برق” يحاول إستيعاب ما يقوله:
-إزاي تخون صاحبك و تعمل حاجة زي كدة!؟ 
و بعد عدة دقائق من الصمت الذي دارت فيه حرب النظرات تلك إبتعد “برق” عن “تميم” و هو يهتف بإستنكارٍ:
-إنتَ إزاي تصدق حاجة زي كدة!؟ 
إرتسم علي ثغر “تميم” إبتسامة جانبية ساخرة قبل أن يهتف بإستهزاء:
-“رحيق” هتكدب مش كدة؟ 
و وقتها هتف “برق” بثقة غير مهتم لأي شئ، حتي قلبه الذي يتوسل إليه حتي لا يكشف أمر معشوقته:
-أيوة بتكدب و أنا أقدر أثبتلك. 
____________________________________________
-أبوس إيدك يا بابا بلاش، عشان خاطري، هعملك كل اللي إنتَ عايزه بس بلاش. 
قالتها تلك المسكينة و قلبها منفطر من فرط الألم الذي أصابها، بالإضافة إلي صراخها باكية برفضٍ لما يحدث، فقد تم عقد قرآنها منذ قليل و هي الآن تستعد للذهاب لذلك الفندق الذي سيقام به حفل الزفاف، فرفض وقتها والدها بنبرته الصارمة و هو يصرخ ب:
-قولت لا يعني لا، و إحمدي ربنا إن إبن خالك وافق إنه يتجوزك بعد ما عرف اللي حصلك. 
لطمت علي كلا وجنتيها بعنفٍ و هي تصرخ بقهرٍ ألم حنجرتها:
-كان غصب عني، صدقني غصب عني. 
رد وقتها والدها بنبرته الجامدة و هو يرمقها بصرامة لا تتقبل النقاش:
-غصب مش غصب مش هتفرق، و يلا إسمعي الكلام. 
خرج والدها من الغرفة غير مكترث لصوت نحيبها الذي كان يتعالي، فإقتربت وقتها شقيقتها “وسيلة” قائلة بحنوٍ:
-يلا يا “ياقوت” عشان منتأخرش.
إنهمرت عبراتها الحارة لتلهب وجنتيها، ثم صرخت برفضٍ و هي تهز رأسها رافضة:
-لا مش هتجوزه، مش هتجوز واحد أعمي في الأخر. 
وضعت “وسيلة” كفها علي فمها لتمنعها عن الكلام هاتفة بتحذيرٍ:
-بس وطي صوتك بابا ممكن يسمعك. 
تلاحقت أنفاسها بهستيرية قبل أن تجيبها من وسط لهاثها المتواصل ببكاء عنيف:
-يسمع اللي يسمعه، أنا مش هتجوزه يعني مش هتجوزه. 
هزت “وسيلة” رأسها بقلة حيلة قبل أن تهتف بجدية و هي تنظر في عيني شقيقتها مباشرةً:
-“ياقوت” بعد اللي حصل إنتِ عارفة إنه مقدامكيش حل غير إنك تتجوزي “زاهر”. 
هزت رأسها رافضة و تلك الأفكار الجنونية تحتل رأسها أكثر و أكثر، فهي تفكر بالفعل في قتل نفسها لتتخلص من ذلك العذاب الذي لم ينتهي منذ تلك الليلة الشنيعة!
___________________________________________
-إنتَ جايبنا هنا لية!؟..إية علاقة “بلال” بالموضوع؟ 
قالها “تميم” بقتامة و هو يرمقه بنظراته الشيطانية المرعبة التي مازالت لا تبشر بالخير بل توضح مدي غله و غضبه الشديد، بالإضافة إلي صدمته التي مازالت تسيطر عليه، فهو لم يستطع حتي الآن تصديق ما حدث من خيانة صديقه المقرب له، وفجأة و بعد عدة ثوان من الصمت رد “برق” بنبرته الحادة قائلًا:
-“بلال” هو الموضوع. 
عقد حاجبيه بعدم فهم و هو يخرج من السيارة ليتسائل مجددًا قائلًا بنزقٍ:
-وضح كلامك بدل ما أقتلك و أخلص منك. 
إرتسم علي ثغر “برق” إبتسامة جانبية سخيفة و هو يصيح قائلًا بسخرية:
-ما بلاش لكلامي يوجعك، عشان الحقيقة أوحش بكتير من اللي وصلك. 
عبست ملامحه من فرط الحيرة التي أصابته فصرخ هو وقتها بنبرته الغليظة قائلًا:
-إحنا هنقضيها ألغاز ولا إية ما تخلص. 
سار “برق” بخطواته السريعة تجاه المبني السكني ليتجه للمصعد بعدها مباشرةً متجاهلًا الحارس الذي نهض ليرحب به، بينما “تميم” يسير خلفه و الحيرة تكاد تقتله، فعقله كان يحتاج للصراخ العنيف، نعم من فرط التفكير الذي وقع هو في دائرته المخيفة أصبح الألم غير محتمل علي أثره، مرت عدة دقائق و لم يشعر بنفسه سوي و هو أمام شقة “بلال”، ثم صوب نظراته تجاه “برق” الذي أخرج المفتاح من جيبه ليفتح الباب مما جعله مصدوم مما يحدث، و بالفعل و بعدما وضع “برق” المفتاح بمكانه بالباب ليديره فتح الباب ليدلف بعدها مباشرةً للشقة هاتفًا بثقة عجيبة:
-أدخل عشان تعرف حقيقة الهانم. 
لم تعجبه تلك اللهجة أبدًا و مع ذلك دلف لداخل الشقة ليسير معه، و فجأة تسمر “برق” بمكانه عندما وجد كرسي “بلال” الذي كان مقيد به فارغ، فصرخ وقتها بصدمة و بصوتٍ هز أرجاء المكان:
-“بـــــلال” 
____________________________________________
-أديني كسرت الباب عايزة حاجة تاني!؟ 
قالتها “بيسان” ببعض من الغيظ بعدما جلست بجانب “سيليا” التي عادت جالسة علي فراشها، فردت عليها بنبرة تهديدية و هي تبتسم بدهاء:
-إوعي تفتكري إني ممكن أعدي كل اللي حصل دة مهما حصل، دة أنا مش هسيب حد فيكوا إلا لما أذيه، و أنا أذيتي وحشة أوي يا “بيسان”. 
رفعت “بيسان” حاجبيها بصدمة لتهمس بعدم تصديق:
-“بيسان”! 
أومأت “سيليا” عدة مرات قبل أن تكمل حديثها بجرائة و هي لا تخشي أي شئ:
-أوعي كمان تكوني فاكراني هسيب حقي و أقولك طلعيني مظلومة و بريئة عشان أعرف أسيب المكان، أنا زي ما قولتلك مهما يحصل مش هسيب حقي اللي من و أنا صغيرة أتعودت مسيبوش. 
هبت “سيليا” واقفة و هي تخرج من الغرفة ليظهر علي وجهها علامات شيطانية لا تبشر بالخير، ربما هناك حرب علي وشك البدء، و ربما الحرب بدأت منذ عدة أيام و لكنها الآن في خطورة شديدة ستضر أحد الطرفين بالتأكيد، “سيليا” إمرأة لا يستهان بها، هي لا تنكر قلبها الذي خُدع بذلك الحب الأحمق، و لكنها أيضًا لا تنكر إستطاعتها علي تجاهل قلبها الذي لم يسبب لها سوي العذاب، بينما “تميم” رجل لم تكن به تلك الصفات العنيفة و الكريهة، و لكنه أصبح قاسي و بغيض هكذا خاصة بعد وفاة “إياد”، فهو لم يعد ذلك الرجل المرح الذي يضحك كثيرًا، بل أصبح رجل القسوة تسيطر علي قلبه، ليصبح الإنتقام هدفه الوحيد، و هنا السؤال…من الذي سيظفر بتلك المعركة!؟ 
___________________________________________
بعد مرور عدة ساعات. 
-سكوتك بيقول إنك زعلانة. 
قالها و هو يحاول الإقتراب منها بعدما ظن إنها جالسة بجانبه علي الفراش، و لكنها كانت تقف بجانبه وهي تقبض علي ذلك السكين الذي تنوي قتل نفسها به، فلاحظ هو وقتها صمتها، لذا قرر التحدث في ذلك الأمر الذي كان يود تأجيله لوقت أخر، ثم هتف بإبتسامته المريرة التي إحتلت ثغره:
-إنتِ زعلانة يا “ياقوت” عشان إتجوزتي واحد أعمي؟
يتبع…..
لقراءة الفصل الحادي عشر : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا

اترك رد

error: Content is protected !!