Uncategorized

رواية سيليا و الشيطان الفصل الثاني عشر 12 بقلم رولا هاني

 رواية سيليا و الشيطان الفصل الثاني عشر 12 بقلم رولا هاني

رواية سيليا و الشيطان الفصل الثاني عشر 12 بقلم رولا هاني

رواية سيليا و الشيطان الفصل الثاني عشر 12 بقلم رولا هاني

(عودة للوقت الحالي)
أخذت تتذكر صدمة والدها الذي لم يصدق ما حدث، و بكاء والدتها الذي لم يتوقف لعدة ليال، و شقيقتها التي أصابها الندم الشديد بسبب عدم ذهابها معها، بالإضافة إلي ذهابهم الي تلك الشقة التي ذهبت إليها ليجدوها خالية من السكان من الأساس! 
أطبقت جفنيها بإرهاقٍ و هي تتشبث بالغطاء الذي سحبته علي جسدها، ثم غاصت بسبات عميق بعدما تهاوت عبراتها علي وجنتيها بلا توقف لتلهبهما! 
____________________________________________
باليوم التالي. 
دلف للبيت بخطواته السريعة و علي وجهه علامات الغضب الواضحة فوجدها أمامه مباشرةً و هي جالسة علي تلك الأريكة ببرودٍ لتلقي عليه نظرات تتحداه بوضوحٍ، بينما والدته “بيسان” تقف لتراقب الموقف بإرتباكٍ إزداد عندما وجدته يقترب منها بنفس سرعة خطواته ليبقض علي ذراعها بعنفٍ ساحبًا إياها خلفه كالبهيمة، فصاحت وقتها “بيسان” برفضٍ:
-“تميم” كفاية كدة. 
رد علي والدته بجمودٍ و هو يمر خلفها ساحبًا تلك التي تصرخ بعصبية و إنفعالٍ واضحين:
-متتدخليش يا ماما. 
صعد الدرج و هو مازال يسحبها خلفه، بينما هي تحاول سحب ذراعيها من بين قبضته بحركاتها العشوائية لتكمل صراخها بسبابٍ لاذعٍ جعله يستدير لها ليرمقها بنظراته الشيطانية المرعبة التي جعلتها تبتلع بقية كلماتها المقززة لترمقه بقلقٍ و هو يهتف بتحذيرٍ واضحًا و عينيه تجحظ بصورة ملحوظة، و هو يشدد قبضته علي ذراعها:
-كلمة زيادة و هوريكي وش عمره ما هيعجبك. 
لاحظت صدره الذي يعلو و يهبط بصورة واضحة بسبب لهاثه الهستيري و أنفاسه المتلاحقة فتوقعت هي سريعًا سبب إهتياجه ذلك، نعم فقد مر ببالها ما قالته شقيقته بالأمس لتخبره بإن صديقه يتحرش بها، بالتأكيد الأمر تسبب في عصبيته الشديدة تلك، إنساقت خلفه و هي تحاول السيطرة علي أعصابها لتعرف ما الذي يريده، و فجأة وجدته يسحبها خلفه تجاه غرفته ذات الباب المكسور ليهتف وقتها بنبرة قاسية و بصوتٍ أجش قبل أن يخرج من الغرفة:
-قدامك ربع ساعة تغيري هدومك و تجهزي عشان واخدك مكان هيعجبك أوي. 
كادت أن ترفض بتمردها و عنادها المعتادين و لكنها توقفت بسبب فضولها الذي حثها علي فعل ما يريده لمعرفة ذلك المكان الذي يريد أخذها إليه، و بالفعل إرتدت ملابس أخري غير تلك التي كانت ترتديها، نعم فهي إرتدت ذلك القميص الوردي علي ذلك البنطال الأبيض، بالإضافة إلي ذلك الحذاء الأبيض، ثم خرجت من الغرفة لتجده ينتظرها بمكان قريب منها، فصاحت هي وقتها بفضولها الذي كاد أن يقتلها:
-أنا جهزت، فهمني بقي موديني علي فين. 
إقترب منها بوجومه الذي لا يبشر بالخير ليقبض علي ذراعها مجددًا فنفضته هي بعنفٍ صارخة بشراسة لم تستطع السيطرة عليها:
-إنتَ فاكرني إية عشان تفضل تجر فيا وراك بالطريقة دي!؟ 
جز علي أسنانه بقوة قبل أن يرد عليها من بين أسنانه المطبقة بغلٍ واضحٍ:
-إنتِ واحدة حقيرة حرامية قتلت إبن خالتي عشان شوية فلوس، دة اللي أعرفه عنك.
إنهارت أعصابها، لم تعد تتحمل، لديها طاقة و مع الأسف إنتهت، لذا و بصورة مفاجأة صرخت بصدقٍ رأه هو بعينيها و مع ذلك ظنه خدعة جديدة تريدها أن تنطلي عليه:
-مسرقتوش صدقني مسرقتوش.
نظر في عينيها مباشرةً قبل أن يهتف بحدة، بينما هي تتابعه بإنفعالها الجحيمي:
-تنكري إنك قتلتيه. 
هزت رأسها نافية و هي ترد بلا وعي و بلا تفكير، و كأنها تظنه سيصدق كل كلمة تقولها من فرط ثقته بها:
-قتلته بس مش عشان أسرقه. 
أحاط وجهها بكلا كفيه ليصرخ بنبرة هزت أرجاء المكان و عينيه تجحظ بصورة مرعبة، بينما هي تتابعه و الدموع ملتمعه بعينيها:
-أمال قتلتــيه لية؟ 
ردت عليه بتهكمٍ و هي ترمقه بإستهزاء:
-دة علي أساس إنك هتصدقني!؟ 
رد عليها بجمودٍ بعدما إبتعد عنها ليرمقها بإحتقارٍ:
-أكيد لا عشان إنتِ طول عمرك كدابة. 
هبط الدرج بعدها مباشرةً صائحًا بصرامته التي لا تتقبل النقاش:
-إنزلي حالًا عشان عندنا مشوار مهم. 
____________________________________________
-“برق”! 
قالتها “سماح” بصدمة مفرطة بعدما فتحت باب بيتها الذي تعالت عليه الطرقات لتجد أمامها مباشرةً “برق” الذي كان علي وجهه تعابير جامدة باردة، و ربما غير مفهومة، بينما هي تلتفت للخلف حيث داخل البيت بإرتباكٍ ملحوظٍ خشية من معرفته بوجود صديقتها “رحيق” بالمكان، فقاطع هو شرودها ذلك بهتافه ب:
-أنا عارف إنها هنا، خالها أساسًا مسافر برا مصر. 
ثم أكمل بنبرة تهديدية خفية لاحظتها هي من فرط متابعتها لكل ما يقوله و لكل تعابير وجهه:
-و عارف إنك صاحبة “رحيق” جدًا لدرجة إنك تعرفي عنها كل حاجة، أنا عارف إنك هتستغربي من اللي هقوله بس دي هي الحقيقة، يعني أهلك لو عرفوا إنك مصاحبة واحدة زي دي تفتكري هيعملوا إية؟ 
إزدردت ريقها براحة بعدما تذكرت إن صديقتها نائمة بغرفتها، فتنهدت بهدوء قبل أن تتسائل بإهتمامٍ و بنبرة خافتة:
-عايزني أعمل إية؟ 
إرتسم علي ثغره إبتسامة واثقة قبل أن يرد عليها بجدية و هو ينظر في عينيها مباشرةً ليحاول معرفة ما يدور في عقلها:
-هقولك. 
____________________________________________
-تحبي نخرج؟ 
قالها “زاهر” بتساؤلٍ و علي وجهه تلك الإبتسامة اللطيفة التي يحاول بها نسيان كل شئ يؤلمه، فردت هي عليه ببرودها المزعج الذي جعله يشعر بذلك الإحراج ليندم عما قاله:
-لا. 
أومأ لها عدة مرات و بعد صمت دام لعدة دقائق هتف هو بحماسه العجيب الذي يشبه حماس الأطفال البريئة:
-أكلك كان حلو أوي. 
نظرت لصينية الأفطار التي أكل منها القليل لترد عليه بسخرية جعلته يندم مجددًا عما قاله:
-أكل إية دة هو بيض و جبنة إية الغريب يعني مش فاهمة؟
فرك كلا كفيه بتوترٍ و هو يطرق رأسه للأسفلٍ بصمتٍ، بينما هي ترمقه بتأففٍ، ثم صاحت بترددٍ بعدما رأت تعابير وجهه التي جعلتها تشعر بالشفقة مجددًا:
-متزعلش مني يا “زاهر” أنا عارفة ساعات ببقي سخيفة أوي. 
إرتسم علي ثغره إبتسامة خفيفة و فضل الصمت مجددًا، فرمقته هي بحنقٍ عندما ظنته حزين مما حدث منذ قليل، لذا همست هي بترددٍ مجددًا:
-طب تحب نخرج سوا زي ما قولت؟ 
إتسعت إبتسامته قبل أن يومئ لها عدة مرات و هو يهتف بفرحٍ:
-ماشي.
____________________________________________
طوال الطريق و هي شاردة غافلة عن كل شئ، شاردة فيما حدث منذ قليل، هي كادت أن تخبره بكل شئ و بالحقيقة بعدما فقدت القدرة علي الصبر و التحمل، و لكنه فاجأها برد فعله الغير متوقع، هو كان يحب إبن خالته بشدة حتي إنه لا يريد إستماع دفاعها عن نفسها، ولا يريد حتي الإقتناع بإي حقيقة أخري سوي حقيقته الزائفة، هو لا يريد تصديق سوي إنها قتلت “إياد” لتسرقه!…و فجأة إحتقرت عقله الغبي، فتاة مثلها لا تحتاج للمال بسبب وجودها بأسرة حالتها المادية جيدة لما تسرق!؟….أهل يظنها مريضة أم ماذا!؟..ماذا عن عقلها الذي يكاد ينفجر من فرط التفكير!؟.. تريد إيقاف كل شئ و لو لليلة واحدة لعلها تجد أية حلول لمشكلتها.
و فجأة توقفت عن الشرود عندما وجدت نفسها أمامها ذلك البيت الذي قتلت فيه “إياد” فصرخت هي وقتها بإهتياجٍ بعدما إعتدلت في جلستها بغضبٍ:
-جبتنا هنا لية؟ 
رد عليها بنبرته المستهزئة و هي يلقي عليها نظرات سريعة:
-طب في الأول كنتي بتخافي من الضلمة، دلوقت إية مخوفك!؟
جزت علي أسنانها بقوة قبل أن تلوم نفسها قائلة:
-أنا اللي عملت في نفسي كدة.
وجدته يخرج من السيارة فزفرت هي بإرهاقٍ واضحٍ علي تعابير وجهها، و فجأة وجدته يفتح بابها ليقبض علي ذراعها ساحبًا إياها للخارج، بينما هي تهتف بنبرة هادئة عكس تلك الحالة المهتاجة التي تسيطر عليها، و لكنها إصطنعت الهدوء حتي لا تقع معه في مشاجرة أخري:
-لو سمحت ياريت نمشي من هنا. 
سحبها خلفه بصورة سريعة لداخل البيت فنفضت هي ذراعها بعنفٍ لتبتعد عنه موضحة مدي نفورها من فعلته تلك التي يكررها كثيرًا، ثم صرخت بإنفعالٍ و هي تحاول أن لا تنهار بسبب تذكرها لكل شئ مرت به بذلك البيت:
-بطل سكوتك المقرف دة و رد عليا، فهمني حتي جايبني هنا لية؟ 
تفحص البيت بنظراته المتمعنة قبل أن يجيبها بهدوء ما يسبق العاصفة:
-جايبك هنا عشان أخد حقه. 
عقدت حاجبيها لتتفحص ملامحه بعدم فهم واضحٍ، قبل أن تصيح بذهولٍ شديدٍ:
-يعني إية هتاخد حقه!؟
وجدته يقترب منها فتراجعت هي بخطواتها للخلف و الوجل و التوجس يسيطران عليها، و فجأة إصطدمت بالحائط خلفها ليزداد إقترابه هو منه، ثم باغتها بكفه الذي إلتف حول عنقها بصورة عنيفة سببت لها الإختناق، ليصرخ بعدها بغلٍ و الكراهية تشع من عينيه:
-هقتلك زي ما قتلتيه يا “سيليا”. 
يتبع…..
لقراءة الفصل الثالث عشر : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا

اترك رد