Uncategorized

رواية ملاك الأسد الفصل الثامن والثلاثون والأخير 38 بقلم إسراء الزغبى

  رواية ملاك الأسد الفصل الثامن والثلاثون والأخير 38 بقلم إسراء الزغبى 
 رواية ملاك الأسد الفصل الثامن والثلاثون والأخير 38 بقلم إسراء الزغبى 

 رواية ملاك الأسد الفصل الثامن والثلاثون والأخير 38 بقلم إسراء الزغبى 

هبطا من السيارة
نظرت بشوق جارف لذلك القصر الذى شهد طفولتها
لمعت عيناها وهى ترى أجمل مشهد
عائلتها أمامها وأسدها يحتضنها …. ماذا تريد أكثر من ذلك ؟!
تقدمت منهم وما زالت بحضن ذلك الأسد الذى ينظر بترقب لوجوههم ليعلم من سيحاول أن يقترب من ملاكه فيزجره مباشرة
تقدمت العائلة بلهفة ينظرون لها بحنان واشتياق دموعهم متجمعة بأعينهم لتبادلهم تلك النظرات مما أشعره بالحنق الشديد
بالطبع لم يجرؤ أحد على الاقتراب ولكن ذلك لم يمنع عبارات الحب والاشتياق المتبادلة بينها وبين عائلتها
لن يحتمل أكثر من ذلك ….. سحبها بسرعة يمر بجانبهم ليدخل القصر
توقف فجأة عندما شعر بتصلب جسدها
نظر لها ليراها تتطلع لوالدها بعتاب وحزن و …. اشتياق !
زفر بعنف وغضب عندما تحولت نظراتها له تترجاه
تحمل أسد ..تحمل لأجلها ..حسنا دقيقة واحدة فقط
أبعد يديه عنها معطيًا إياها الإذن لتنطلق بسرعة لأحضان والدها الذى استقبلها بترحاب وبكاء
انفجرا فى البكاء يحتضنها أكثر وأكثر ويسمعها كلمات الإعتذار والندم
كادت ترد عليه لولا تلك اليد القوية التى سحبتها بغضب وغيرة
حاوطها مرة أخرى ونظر لوالدها بغضب
انفجر ضاحكا عليه يعلم أنه لن يهنأ مع ابنته ابدًا بوجود ذلك العاشق
أفاقا من النظرات على كلماتها الحنونة
همس بحنان: أنا مسامحاك يا بابا
ابتسم بحب ليزفر أسد للمرة التى لا يعلم عددها وهو يسحبها بسرعة لداخل القصر ومنه لغرفتهما
نظر الجد لأثره بتهكم يضرب كفيه ببعضهما ويسبه
ماجد بقرف متجهًا للداخل: عيل ابن *** صحيح … ما سبناش نحضن البت حتى
انفجر الجميع ضحكًا عليه وهو يتكلم كالمجنون أثناء سيره
دخل حمدى وسعيد للقصر ووراءه مازن المحتضن ياسمينته وشياطينه الثلاثة يمشون أمامه
بينما يسند سامر ترنيمته الحامل فى أول ثمرة لعشقهما الأبدى وهما مبتسمان بحب وسعادة
وأخيرا قد عاد كل شيء لطبيعته
بالأعلى
دخلا غرفتهما لأول مرة معا لتشهق بصدمة وهى تنظر لجدران الغرفة
صورها فى كل مكان حتى السقف لم يسلم
نظرت له بابتسامة عاشقة دامعة ….. ليقبل عينيها بعشق مانعا إياها من البكاء
أسد بعشق: أهلا بيكى فى مملكتنا يا ملاكى وكل حياتى
همس بعشق وخفوت: بعشقك
اقترب مقبلًا إياها حتى ابتعد بعد مدة
أسد بعشق: يلا نفذى عقابك
همس بشهقة خافتة: إيه
أسد بتوهان وهو مغمض العينين : سمحتيله يحضنك وسمحتيلهم يكلموكى بحب …. يلا نفذى عقابك
ابتسمت بخجل تقترب منه لتنفذ عقابها بسعادة وإحراج معًا
ابتعدت عنه بعد دقائق قليلة بعدما شعرت بالاختناق الشديد
اقترب منها بهدوء مماثلة لابتسامتيهما الهادئة
____________________________
فى اليوم التالى صباحًا
استيقظت وقد شعرت بالفراش الصلب أسفلها لتبتسم بخفوت وهى تعلم أنه هو
رفعت أنظارها لتراه يتأملها
همس بخجل: صباح الخير يا أسدى
أسد بعشق وهو يقلبها ويعتليها: صباح الجمال والهنا والسعادة يا ملاكى
ضحكت بخفوت وسط قبلاته لكل أنحاء وجهها
همس بتذكر: أسد هو أنا مش المفروض أروح الجامعة بقى
أسد بسعادة: إنتى مكونتيش روحتى قبل كدة
همس باستغراب: لأ … مالك فرحان أوى كدة ليه
أسد بضحكة طفولية بعض شيء: هههه لإن حبيبتى محدش شافها ولا كلمها …. يعنى لسة ملكى لوحدى
همس بقلة حيلة: والله مجنون … طب ها هعمل إيه
أسد ببساطة: ولا يهمك يا حبيبتى من بكرة تكونى من طلاب كلية هندسة بس …. مش هتحضرى غير الامتحانات بس وأنا هشرحلك كل المواد
همس بخضوع: تمام
سعد كثيرا لموافقتها … ظن أنها ستجادل … ولكن ألا يعلم الغبى أن تلك العاشقة تريد توفير أكبر قدر من الوقت لتبقى بجانبه دائمًا
____________________________
مر شهر وأكثر وأسد يعوض افتقاده لها بشتى الطرق … الوقحة
وبيوم ما
أسد بقلق وخوف : لا لا لا ده مش طبيعى …. إنتى وشك أصفر وبترجعى كتير …. أنا هتصل بالدكتورة تيجى تشوفك
ابتسمت همس بخفوت تشعر أنها تحمل قطعة منه لكن لن تخبره حتى لا يخيب أمله إن خاب ظنها
مرت دقائق بسيطة وجاءت الطبيبة
اقتربت منها وفحصتها تحت نظرات الأسد الغيورة ولكن كل شيء يهون لأجلها
الطبيبة بابتسامة: ألف مبروك …. المدام حامل فى شهر تقريبا …. دى روشته لأدوية وتحاليل تعملها
أخذها بآلية وجمود وسط فرحة ملاكه العارمة التى تحولت لضحكات طفولية متتالية
خرجت الطبيبة لينظر لها ثم اتجه للباب بهدوء
نهضت تمسك يده كالطفلة مانعة إياه من الخروج وقد تحولت ابتسامتها لحزن
همس بارتباك: مالك يا أسدى … إنت … إنت مش فرحان
أسد محاولًا الابتسام: أنا كويس يا همس متقلقيش
همس بدموع صاحبتها شهقات خافتة: دى أول مرة تقولى همس … أنا عملت حاجة تزعلك
ما إن رأى دموعها حتى احتضنها بلهفة وقد ثقل تنفسه
أسد بلهفة: أنا آسف …. آسف يا ملاكى
همس بحزن: إبه اللى حصل زعلك …. عشان البيبى مش كدة
أسد بارتباك: أنا …. أنا مش ….
زفر بعنف واختناق ثم تكلم بسرعة: أنا مش عايز حد يشاركنى فيكى حتى لو بنتنا …. ولو طلع ولد أنا هموت فيها كل ما أتخيله فى حضنك …. إنتى هتنشغلى بيه وتسيبينى …. جدتى برغم حبها لجدى بس انشغلت بولادها …. وماما برغم حبها لبابا بس انشغلت بيا وأهملته
نظرت له ثوانٍ بعدم فهم وصدمة سرعان ما حاولت اخفاء ابتسامتها ولكن لمعة عينيها تكفى
أسد بحنق: كتماها ليه …. طلعيها طلعيها
ضحكت عليه بخفوت ثم أجلسته على الفراش وهى تجلس بجانبه
شهقت عندما سحبها على قدميه بآلية وكأنه معتاد
همس بدهاء: بس مين قال إنه هيشاركك فيا ولا هيشغلنى عنك
نظر لها بانتباه واهتمام
همس بمكر: يعنى تخيل كدة لما أخلف بيبى …. الكل هينشغل بيه ويسيبونا فى حالنا لأ وكمان كل ما يشوفوه هيفتكروا إنه رابط جديد فى علاقتنا هيقويها أكتر وأكتر
أسد بابتسامة وبلاهة: بجد
همس : أيوة بجد
أسد بفرحة: خلاص ماشى بس متشيلهوش ولا تحضنيه
همس ببراءة مصطنعة: أنا مستحيل أعمل كدة غير مع حبيبى وبس
أسد بحب وهو يقبلها: بعشقك
همس بابتسامة: بتنفسك
____________________________
مرت الأيام والشهور والحمل يفعل بها العجائب لكنه يهوّن عليها دائما وللأسف لم يجد من يهون عليه وقت ولادتها
كانت أصعب لحظة بحياته كلها
ظل يصرخ بالطبيبة والممرضات ويتحرك فى كل مكان بغضب
حطم كل ما تقع عيناه عليه حتى سمع تلك الصرخات
صرخات ذلك الحقير ليث الصغير الملاصق لأمه تمامًا ولكن حمد الله كثيرا أنه وهبه طفل حقير ولكن هادئ مع الجميع
لا يبكى طلبًا لأمه أبدًا
تولت ترنيم أمر رضاعته مع ابنها آسر لضعف همس
أنجب سامر وترنيم آسر
بينما مازن وياسمين قد اكتفا بالشياطين الصغار …. فهم يؤدون عملهم بأكمل وجه
تزوج مراد وسيلين وها هم ينتظرون أول مولود لهم
____________________________
بعد مرور سبع سنوات
همس بصراخ: ما تلم ولادك بقى جننونى
نظر لها بملل مصطنع وهو نائم على الأريكة ثم نظر لهاتفه مرة أخرى يباشر عمله بهدوء
زفرت بحزن سرعان ما تحول لسعادة عند سماعها قوله
أسد بحنان : إياكى تتعبى نفسك تانى يا ملاكى …. إنتى تؤمرى
أضاف بصياح ونظره على الهاتف : كله ييجى هنا
سمع صوت الدبدبات والتعثر الشديد حتى سكنت حركتهم أمامه
أسد: يلا ابدأوا العد
ليسمع الصياح الطفولى المنظم كما لو أنهم بالجيش
ليث : ليث ….. واحد
مليكة بصوت رفيع طفولى: مليكة ….. اتنين
ملك: ملك …. تلاتة
ملوك: ملوك ….. أربعة
وحل السكون ….. لحظة هناك شيء ناقص ….. ما هو …. ما هو ….
اتسعت عينيه وأخيرًا ترك الهاتف لينظر لملاكه بلهفة
ذلك الحقير الصغير بحضنها بين ذراعيها وهى تحمله ….. يقبل وجنتها بنهم وسط ضحكاتها الخافتة حتى لا يسمع …. أتستغفله مع ذلك الوقح القزم الحقير
اتجه بسرعة البرق لهم فيحمله من عنق ثيابه من الخلف ويرفعه باتجاه وجهه وسط شهقة همس ورفرفة الوقح بين يديه: ولا … احترم نفسك يا روح خالتك … أخوك طول عمره محترم وساكت … إنت مالك بقى مش مظبوط ليه
نظر له بدموع يزم شفتيه بطفولة وبراءة شديد
كاد أن يحن خاصة لتلك العيون التى تشبه عيونها ولكن اختطافها لذلك الحقير من يديه جعله يلعنه
أسد محاولًا سحبه منها: سيبيه ….. قولتلك مش عايز أخلف …. ضحكتى عليا وجايبالى بلوة سودة على دماغ اللى خلفونى
نظرت له بغضب ثم لطفلها الذى تهبط دموعه بحزن لتغضب بشدة
همس بغضب: أسدى …. الولد بيعيط …. كل مرة كدة تعيطه بسببك …. مش فاهمة إزاى بتتخانق معاه دايما …. حد يشوف البراءة دى ويزعله
نظر لهما بغيرة ثم بخزى من كلماتها
تحرك ناحيته حتى يصالحه ليفاجأ بالحقير ينظر له بابتسامة خبيثة ويخرج لسانه فى الخفاء
أسد بسرعة وطفولة وهو يشير له: بصى بصى بسرعة … شوفى بيعمل إيه
نظرت لطفلها لتجده ينظر لها ببراءة وحزن
همس بعتاب لأسد: عيب كدة يا أسدى ….. الولد فى حاله ومعملش حاجة غلط
أسد بعصبية: غلط …. غلط …. دا هو كله على بعضه غلط …. ده حتى اسمه غلط …. بقى فى طفل اسمه حيدر يا مؤمنة
همس : أيوة فى … وبعدين إنت سميت البنات على أسماء قريبة منى وأنا سميت الولاد بنفس الطريقة … وحيدورى مفيش زيه
قبلها حيدر على وجنتها بسعادة …. قد لا يستطيع التحدث جيدا لكنه يفهم
أسد بصراخ: آااااه …. يا ولاد ال ***
شهق الأطفال من سبته الوقحة ليصرخ مرة أخرى: اخرسوا ويلا قدامى ….. وإنتى خليكى هنا
تحرك الأطفال بتعثر أمامه حتى خرجوا للحديقة وبالطبع لم ينسى حمل الحقير من عنق ثيابه
____________________________
وجد الجميع جالس والأطفال أيضا وقد جاء مراد وزوجته وطفليه
أسد بقرف وهو يضع حيدر على الأرض: يلا اتجمعوا …. ابدأوا العد
ليث: ليث ….. واحد
مليكة: مليكة ….. اتنين
ملك : ملك …… تلاتة
ملوك: ملوك ….. أربعة
حيدر: دررر ….. أثة
أسد ببرود: أنا سلمتلكم العدد كامل ….. يعنى يرجعولى كاملين …… بس ممكن أسامح لو رجعوا ناقصين عادى
قال آخر جملة بخبث وهو ينظر لحيدر بابتسامة شريرة
انكمش بخوف ثم اتجه بسرعة لجديه ماجد وحمدى ليحتضناه وسط ضحكات الجميع
صعد أسد للأعلى مرة أخرى
____________________________
يجلس كل حبيب يحتضن معشوقته
مراد: بعشقك يا حياتى
سيلين بخجل: وأنا بعشقك
سامر: هتفضلى طول عمرك عشقى الوحيد
ابتسمت بسعادة واحتضنته أكثر وقد كان احتضانها خير من أى كلام
ياسمين: بس يخربيتك هتفضحنا
مازن بغيظ: مش قادر … ابن ال**** ضحك عليا وخلانى أغير اسم بنتى وقال إيه محدش يسمى عياله على أسماء ملاكى … ملاك أما يلهفه يا شيخة
ياسمين بقلق: أبوس إيدك بطل نظراتك البت مليكة مش بتستر وأبوها هينفخنا
مازن: يلا سيبك …. بعشقك
ياسمين: لا والنبى …. وده من إيه ده
مازن: لأ أصل لاقيته جو رومانسى فقولت أعبرك لكن إنتى مبيطمرش فيكى
ياسمين بحب وضحكة : وأنا بموووت فيك
احتضنها بعشق وسعادة
نظر ماجد وحمدى وسعيد لأولئلك العاشقين بفرحة شديدة وهم يدعون أن تظل حياتهم هكذا دائما
____________________________
بالأعلى
همس بحزن: خلاص يا أسدى والله آسفة ….أنا عارفة إنى أهملتك بس غصب عنى
نظر لها بعتاب ثم أدار وجهه
اقتربت منه بخجل لا يقل أبدا لتفاجئه بتنفيذ عقابها دون أن يطلب
ابتعدت عنه تقول بخجل: أهو اتعاقبت … سامحن ..
قاطعها محتضنًا إياها مرت دقائق وهم على حالهم
أفاقت من دوامة عشقهما عليه وهو يلبسها إسدالًا ويضع حجابها
نظرت له باستغراب فحملها وغمز بشقاوة متجهًا بها للسطح
____________________________
بالأسفل
مراد باستغراب: إيه صوت المروحة ده
مازن بفزع: لا لا لا يارب ميكونش عملها تانى
نظر لأعلى بخوف هو والجميع
تحقق كابوسهم المزعج
ذلك الغبى المستبد قد هرب بمعشوقته مرة أخرى والله وحده يعلم متى سيأتى
سامر بخوف: يلهوى ده هرب تانى ….. يعنى …
مراد بفزع: يعنى هنقعد مع عياله تانى
وجهوا أنظارهم لهؤلاء للذين ينظرون لهم بغضب وكأنهم من أبعدوا أمهم
ليث بصياح وطفولة: الراجل أبونا خطف مامى … بس إحنا معانا رهاين … هجوووووووم
ركض الأطفال ليهرع مراد ومازن وسامر صارخين وسط ضحكات الجميع وتحسرهم على الأيام القادمة
____________________________
بالطائرة الهليكوبتر
ملاك بضحكات مرحة: يا عينى ….. شايفهم يا أسدى
ثم أضافت بتنهيدة: بس هيوحشونى …. كل شهر بتاخدنى وتسيبهم ….. ما تجيبهم معانا مرة
أسد بعشق وهو يرفعها لتجلس بأحضانه: أبدًا … قولتلك جزيرتنا ملكنا لوحدنا ومحدش هيدخلها حتى لو العفاريت دول هم والشيطان الصغير وبعدين دى الكابتن مستنيانا من الصبح بس إنتى اللى أخرتينا بالولاد
وضعت رأسها على صدره ويدها على قلبه موضع جرحه المزين باسمها
همس : هتفضل تعشقنى
أسد بعشق: أنا أعرفك من حوالى ٢٠ سنة … وعشقى طول السنين دى بيزيد حتى فى بعدك …. مستحيل إنه يقل فى يوم …. إنتى الوحيدة اللى مندمتش معاها على حاجة غير حاجة واحدة بس
نظرت له بابتسامة وهى تعلم ما سيقول فكل يوم يكرر ذاك الكلام
أسد: كل مرة بكررهالك وهفضل أقولهالك …… ندمى الوحيد إنى مش اتقيت ربنا فيكى ….. إنى حفظتك من الناس ونسيت أحفظك منى …. مراد ومازن وسامر ….. بالرغم من عشقهم إلا إنهم اتقوا ربنا ….. فربنا سهلهم الطريق ….. يمكن عشان كدة كنا كل أما نقرب حاجة تبعدنا
همس بتنهيدة حب: وده سبب إنك بتحفظ ولادنا القرآن بالرغم من صغرهم وبتعلمهم حاجات فى الفقه والدين … صح
أسد بعشق: أيوة …. عشان لما يعشقوا زينا يقدروا يمشوا فى الطريق الصح من غير معصية
احتضنته بشدة وهى تقول: هتفضل دايما عشقى واختيارى الوحيد
أسد بعشق: وإنتى هتفضلى كيانى وملاكى البرئ
حلقة خاصة

نائم بحزن وغضب … لا يعلم أيحزن على حاله أم حالها … يغضب من نفسه أم منها ….. يشعر بالاختناق الشديد … يشعر برغبته فى البكاء … لأول مرة يكره كبرياءه المانع له من البكاء
نظر بجانبه ليجدها تعطيه ظهرها متصنعة النوم
زفر للمرة التى لا يعلم عددها ….. لأول مرة تنام بعيدة عنه ولو بعدد من السنتيمترات ….. استمع لشهقات خافتة ليتفتت قلبه ….. مد يده بتردد لظهرها ولكنها ابتعدت أكثر
أغمض عينيه محاولا الهدوء سرعان ما فتحهما وهو يسحبها بعنف فوقه
تجمعت الدموع بعينيه ما إن رآها ….. اللعنة عليك أسد ….. ماذا فعلت بملاكك ومعشوقتك الصغيرة
تطلع لوجهها الأحمر من البكاء … تغمض عينيها بعنف ومازالت دموعها تهبط
اعتدل ببطئ متمسكا بخصرها كى لا تقع من فوقه حتى جلس وهى بأحضانه
أحاط وجنتها بكفه ليرفع وجهها ويضع جبينه على جبينها
أسد بحزن: آسف
فتحت عينيها ببطئ ونظرت له بقهر ولوم ليزفر بعنف
همس ببكاء وعتاب: آسف على إيه … إنك حبستنى فى الأوضة عشان مروحش معاك الحفلة … قولتلك هفضل جنبك … اترجيتك إنك تاخدنى معاك … قولتلك إنى مخنوقة من قعدة البيت … وإنت كل اللى عملته إنك عشمتنى إنى هروح … وفى الآخر أتفاجئ إنك قفلت عليا بالمفتاح … وجاى دلوقتى وعايزنى أسامحك عادى وأنام فى حضنك … إنت طول عمرك متملك وبتغير جامد بس ولا مرة حبستنى … ولا مرة عزلتنى عن العالم … إيه اللى حصل المرة دى
أسد بغضب: فى إيه … ما إنتى واخدانى وإنتى عارفة إنى كدة … عارفة إنى متملك فيكى … عارفة إنى بغير عليكى من أقل حاجة حتى من ولادنا … إيه اللى اتغير يعنى … رايحة تتنمردى عليا المرة دى ليه … إنتى طول عمرك راضية بيا … إيه اللى جد يعنى … ولا … لاقيتى حد من سنك وعجبك … ها انطقى … قولتى أسيب جوزى العجوز وأروح لحد من سنى … بس ده على جثتى فاهمة … فااااااهمة
صرخ عليها وضغط على خصرها بشدة وهى تبكى أكثر وأكثر
همس بصراخ ونبرة متقطعة: إنت مرييييض … مرييييض … إنت عارف قد إيه أنا بعشقك … عارف إنى هفضل أختارك إنت دايما … عارف إن قلبى ملكك إنت وبس … ليييييه مصر إنى مش بحبك … بقالك إسبوع بتعاملنى كدة وأنا ساكتة ومستحملة ….. بس إنت ولا بت …
قاطعها صارخا: آااااه إنتى اللى عايزة تطلعينى مريض عشان تتهنى … عايزة تشوفى حياتك بعيد عنى ومع غيرى …. عشان إنتى خااااااينة
نظرت له بصدمة شديدة وهى غير مصدقة … يستحيل أن يكون أسدها … مستحيل
نظر لها بذهول وصدمة هو الآخر فسقطت دمعة على وجنته … كيف نطق هذا الكلام … كيف قال ذلك على ملاكه
دفعها بسرعة من فوقه يأخذ قميصه يرتديه وانطلق جريا للخارج وسط ذهولها
دقيقة واحدة وظلت تصرخ وتبكى تنتفض فى مكانها وتشد شعرها حتى كاد ينقطع فى يديها
___________________________
استيقظ كل من بالقصر على الصراخ ليهرعوا راكضين لغرفة أسد
دخل الجميع فذهلوا مما تفعله
خرج سامر سريعا ما إن رآها بقميص النوم بينما أخذ سعيد وترنيم الأطفال للخارج قبل أن يروها بهذا الوضع من الانهيار
حاول الجد ومجدى تهدئتها ولكن لا حياة لمن تنادى
ماجد صارخا: كتفها يا حمدى دى هتموت نفسها
حاولوا تثبيتها ولكن تشنجها كان أقوى منهم
دخل سعيد وترنيم مرة أخرى يحاولون تكتيفها حتى نجحوا ولكنها استمرت بالصراخ والبكاء
صدم جبينه بجبينها بقوة حتى فقدت وعيها
حمدى بدموع وهو يحملها ويضعها على الفراش: اطلبوا الدكتورة بسرعة
ماجد بعصبية: والله لأوريك يا أسد … إنت زودتها أوى
سعيد بحزن : يمكن مش هو السبب يا بابا
ماجد بغضب: مش السبب … إنت مقتنع باللى بتقوله … هو السبب فى كل حاجة … كذا مرة حذرناه إنها ضعيفة ومبتستحملش أى ضغط … وأنا متأكد إنه السبب فى اللى حصل … وبعدين لو مش هو السبب فيا ترى راح فين البيه فى الوقت ده
أخفض الجميع رأسه بحزن يعلمون صحة كلامه
خرجوا منتظرين الطبيبة حتى أتت وفحصتها
الطبيبة : يا ماجد بيه ده انهيار عصبى …. وأنا حذرتكم كذا مرة إن محدش يضغط عليها ….. حاولوا تكونوا جنبها دايما … دى مهدئات تاخدها كل أما تحس بانفعال شديد
خرجت الطبيبة ليزفر ماجد بعنف وغضب
سامر بتوتر: جدى …. بصراحة أنا بعت رسالة لأسد إن الصغيرة تعبانة
ماجد بعصبية: ليييه
سامر بتبرير: حضرتك عارف إن العلاج مش المهدئات دى لا العلاج هو أسد
ماجد متجاهلا إياه: معلش يا ترنيم يا بنتى اقعدى معاها لغاية أما البيه يشرف وأنا هاخد الولاد يباتوا معايا فى أوضتى
ترنيم: حاضر يا جدو
التفت ماجد للذهاب لغرفته ليجد أطفال أسد وحفيدته أمامه يبكون
ماجد بحنان: مالكوا يا عسلات
ليث ببكاء: ماما تعبانة
ماجد: لأ يا حبيبى هى بس عايزة تنام …. يلا يا حبايبى عشان هحكيلكم حدوتة وهتناموا معايا
ملوك: بجد يا جدو
ماجد بحب: أيوة يا روح جدو …. يلا
تحرك معهم ليجد ذلك الصغير ينظر له بدموع
ماجد: فى إيه يا حيدر … ما أنا قولتلك إن ماما عايزة تنام
نفى حيدر رأسه بعنف يمط شفتيه ببراءة ودموعه تسقط على وجنته
حيدر ببكاء: إنت بتكتب عليا … ماما تحبانة … أنا ثوفتها وهى بتثوت
نظر له ماجد بانبهار … سبحان الله … كأنه يرى أسد أمامه … حيدر هو نسخة طبق الأصل من أبيه سواء فى الشكل أو الجوهر … يكفى أنه ورث التملك وعشق تلك الملاك من أبيه
هو الأصغر من بين أخوته ولكنه الأعقل …. لن تجدى المجاراة معه نفعًا
ماجد : طب اسبقونى إنتو
ذهب الأطفال جريا لغرفته
ماجد بصبر: بص يا حبيبى … دى مشاكل بسيطة وهتتحل … بابا وماما زعلانين من بعض بس وعد بكرة الصبح هتصحى تلاقيهم كويسين … ولو عايزهم يبقوا كويسين أسرع يبقى نام بدرى عشان تصحى بدرى وهم يتصالحوا علطول … ماشى يا حبيبى
نظر له حيدر لثوانى قبل أن يبتسم ويركض بطفولة لغرفة ماجد صارخًا: تثبح على خير يا جتو
ابتسم ماجد له وتحرك لغرفته
تنهد حمدى وسعيد متطلعين لبعضهما بعجز
دقائق بسيطة وكان كل شخص بغرفته
___________________________
بغرفة أسد وهمس
تجلس بجانب همس النائمة تحتصن رأسها بحزن مربتة على شعرها
انتفضت بفزع ما إن رأت باب الغرفة يفتح بعنف
دخل بحالة يرثى لها وواضح أنه يتنفس بصعوبة
نظر للفراش فرأى ملاكه النائم
خرجت ترنيم فورا تاركة إياه فهى واثقة أنه لن يؤذيها أبدًا
تقدم ببطئ ودموعه تهبط حتى سقط على ركبتيه أمامها يبكى بعنف
ينتفض جسده وشهقاته تعلو وتعلو حتى كادت تصبح صراخا
أسد ببكاء وهو يحتضن يديها بين يديه: ملاكى … أنا آسف … والله ماعرف أنا قولت كدة إزاى … إنتى أجمل وأنقى واحدة أنا شوفتها وعمرى ماهشوف أنقى منك بس … بس …
ملاك بجمود: بس إيه
تطلع إليها بسرعه ليحتضن وجهها بين يديه
أسد بلهفة: حبيبتى إنتى صحيتى أنا ك ….
ملاك: بس إيه ؟
ظلت دقائق تحاول الحفاظ على جمودها ولكن تهدمت أسوارها وهى تستمع لشهقاته
جلست على الأرض أمامه تزيل دموعه
همس بحنان: كمل يا أسدى ….. بس إيه ؟!
نظر لها بسعادة وعيناه متلألئة بالدموع سرعان ما احتضنها بقوة
بادلته الاحتضان فورًا وهى تبتسم بخفوت … ستعاقبه ولكن فى قوته … تعلم أنه ضعيف الآن … غدر منها أن تعاقبه وتبتعد عنه وهو بذلك الضعف … ستساعده كالعادة أن تعود قوته ثم تناقشه وتعاقبه
ابتعد عنها بعد مدة طويلة بعدما شعر بتحسنه
أسد بحزن: والله مكانش قصدى أقولك الكلام ده
همس بحنان وهى تتلمس وجنته بيدها: أنا مش هعاقبك ولا هبعد عارف ليه
نظر لها بتساؤل مبطن بفرحة لتجيبه
ملاك بحب: عشان هتبقى أنانية منى إنى أعاقبك على لحظة ضعف منك … أنا عايشة معاك أكتر من عشرين سنة … عيط بسبك مرتين تلاتة بس … هتكون أنانية منى إنى أبعد عشان الكام دقيقة اللى عيط فيهم … لو إنت كنت زوج عادى كنت سيبتك من غير تفكير … بس إنت أسدى … أسدى اللى بيعمل أى حاجة عشان يفرحنى … أسدى اللى بيحارب تملكه وأنانيته فيا عشان يسعدنى … أسدى اللى بيخلينى أختلط مع الناس رغم إنه بيحس بنار جواه عشان يشوف ابتسامتى بس
أسد بعتاب طفولى: بس إنتى قولتى عليا مريض وإنى بحبسك
ملاك باعتذار : آسفة والله آسفة … كنت غبية لما حكمت عليك حسب الأسبوع ده … آسفة إنى نسيت كل السنين دى وبصيت للأسبوع ده … بس أرجوك قولى إيه اللى حصلك ؟
أسد بحزن: زميل ليا … أكبر منى بأربع سنين واتجوز بنت أصغر منك … بيعشقها بس …. بس اتفاجئ إنها بتخونه مع واحد من سنها
شهقت بعنف …. ثوانٍ وأدركت سبب حالته
همس بلوم: وإنت مفكر إنى ممكن أعمل كدة
أسد بلهفة: لأ والله أنا عارف إنك بتحبينى بس غصب عنى بلاقى نفسى خايف
همس بصبر: بص يا حبيبى … أنا بعشقك ومستحيل أحب حد غيرك … إنت عشق طفولتى ومراهقتى وفى كل فترة فى حياتى هتفضل عشقى الوحيد
أسد بسعادة: بجد
همس بزعل مصطنع: بس أنا لسة زعلانة وإنت لازم تتعاقب
أسد بلهفة: وأنا موافق …. إيه العقاب
تنفست ببطئ محاولة التحلى ببعض الجرأة … اقتربت منه
همس بخفوت: شوف إنت بتعاقبنى إزاى وعاقب نفسك بنفس الطريقة
نظر لها بصدمة سرعان ما اقترب منفذًا العقاب بأكمل وجه حتى تحولت ليلتهم السوداء لليلة تشهد على عشقهما
_____________________________
حل الصباح واستيقظ العاشقان
بالطبع لم يخلو الأمر من مداعبات أسد وقبلاته لملاكه الخجول
مر بعض الوقت وقد تجهزا
فتحا الباب وضحكاتهم تسبقهم للخارج لينظروا بذهول أسفلهم
كان حيدر جالس على الأرض أمام الباب يربع قدميه ويستند بذراعيه على ركبتيه يسند وجهه على كفيه نائم ببراءة
نظرا لبعضهما باستغراب
نزلا على ركبتيهما أمامه
أسد بحنان وهو يهزه برفق: حيدر … حيدر … اصحى يا حبيبى
فتح عينيه بنعاس سرعان ما ظهرت اللهفة عليه وهو ينظر لوالديه
أسد بحنان وهو يملس على شعره: ها يا حبيبى … نايم هنا ليه
حيدر باندفاع طفولى: مامى امبارح كانت ثحلانة منك وجتو قال إنى أول ما أصحى إنتو هتتثالحوا فثحيت بدرى عثان تتثالحوا بثرعة
نظرت له بحب شديد … ترى نسخة مصغرة من أسدها
احتضنه أسد قائلا: يسلملى قلبك الطيب … وعد مش هزعل ماما تانى يا حبيبى
حيدر: بجت
أسد ضاحكًا: هههههه بتفكرنى بتشوه كلام أمك وهى صغيرة … بس على العموم أيوة يا سيدى بجد
ابتعد حيدر عنه واحتضن همس بشدة لتقهقه بحب حاملة إياه متجهة لأسفل
نظر لأثرهما بصدمة قبل أن يركض وراءهما بحنق طفولى يصيح بهما
أسد بصياح: إنتى يا بت … سيبى الواد ماهو زى العفريت يقدر يمشى لوحده … على فكرة مش من الاحترام إنك تمشى وتسيبى جوزك يا هانم … أن .. آاااه يابن ال****
قال جملته الأخيرة بعدما وجد حيدر ينظر له ويخرج لسانه فى الخفاء كعادته
___________________________
وصلوا للسفرة فأخذ حيدر ووضعه على مقعد وحده
أسد بحزم: والله يا أوزعة لو اتحركت من هنا لأكون مشردك فى الشوارع
نظر له حيدر بغيظ طفولى يزم شفتيه
اتجه أسد لأطفاله وأطفال سامر يقبل كل منهم ثم عاد لمقعده
جلس بين حيدر وملاكه مانعًا التواصل بينهما يحتضن ملاكه بذراعه ويكاد يلتصق بها
ماجد بحزم: فى بينا كلام يا أسد
حمدى بعصبية: أيوة مي …
همس بسرعة: جدو بابا لو سمحتوا …. كان سوء تفاهم واتحل خلاص
نظر لها ماجد وحمدى بخيبة سرعان ما تحولت لاستسلام …. هذا ما يجنيه أى أحد عند التدخل بين عاشقين
نظر أسد لها بفخر وعشق
نقل بصره إلى أطفاله واحدًا تلو الآخر يشاهدهم يضحكون مع أجدادهم نقل بصره لسامر الذى يتغزل بزوجته ثم نظر لحيدر …. ذلك الشقى النسخة الصغيرة منه … أصغر أفراد العائلة لكن يقسم أنه سيكون عمود هذه العائلة وسندها …. بالطبع بجانب أخيه ليث المرح ولكن وقت الجد يتحول لوحش كاسر … لم ينسَ ما فعله ليث بتلك الخادمة التى حاولت التطاول على ملاكه بالكلام
كان ليثًا بمعنى الكلمة حتى أنه لم يضطر لفعل شىء لتلك الخادمة بعد ما فعله ذلك الليث
نظر لصغيراته الثلاث …. آه كم هم كائنات لطيفة مترابطة
عاد ببصره لملاكه الصغير … تلك الطفلة العاشقة له والعاشق لها … ظن أن عشقه لها سيجعلها مستهترة … أنانية ومتخاذلة مع الوقت ولكنها وكالعادة أبهرته … كانت وستظل نعم الزوجة
رفع رأسه عاليًا يشكر ربه كالعادة
أفاق على يدها الناعمة التى حاوطت يده
نظر لها بابتسامة عاشقة تماثل ابتسامتها
ضمها أكثر وأكثر هامسًا لها بعشقه
بدأ يستمع لأحاديث عائلته الصغيرة وهو يحمد الله بداخله على نعمه وفضله عليه

لقراءة باقى فصول الرواية : اضغط هنا

اترك رد

error: Content is protected !!