Uncategorized

رواية غرام المغرور الفصل الثامن والأربعون 48 بقلم نسمة مالك

 رواية غرام المغرور الفصل الثامن والأربعون 48 بقلم نسمة مالك

رواية غرام المغرور الفصل الثامن والأربعون 48 بقلم نسمة مالك

رواية غرام المغرور الفصل الثامن والأربعون 48 بقلم نسمة مالك

غرام المغرور..
✍️نسمه مالك ✍️..
لم يكن هين على “فارس” إظهار ضعفه أمام أي مخلوق، ينجح دائمًا في إخفاء مشاعره و التحكم بعبراته التي نادراً ما تخونه و تظهر بعينيه، و لكن مع ساحرته يطلق العنان لنفسه، بعدما نجحت هي في هدم أسوار قلبه العاليه التي لم تجتازها أنثى قبلها، سيطرت ببرائتها وساحرها عليه حتي أصبحت وحدها غرام المغرور.. 
“خديجة تستحق كل الحب اللي في الدنيا وفرحتي بيها و ليها انهارده مافيش حاجة أقدر اوصفها بيها، والفرحة كملت بوجودك في حياتي يا إسراء”.. 
قالها “فارس” وهو يستدير لها، ويحتضن وجهها بين كفيه.. 
كانت عينيه تملؤها الدموع التي تأبي الهبوط، ملامحه حزينة بل لأول مرة تلمح الخوف على محياه ، ينظر بعينيها يستجديها أن تضمه لتمحي خوفه المبهم على  والدته” خديجة” التي يخشي من فقدنها والابتعاد عنها حتي لو كانت لأيام معدودة.. 
هيئته قطعت نياط قلبها فلم تعد تستطيع السيطرة على عبراتها، حينها أحس “فارس” بسخونة متزايدة تغزو بشرتها، و سرعان ما تلمس بأنامله سيل دموعها المنساب على خدها ببطء شديد.. 
“تعالي في حضني يا حبيبي”.. همست بها “إسراء” بصعوبة من بين شهقاتها، و جذبته إليها تضمه لصدرها بقوة، وتربت على ظهره بحنان بالغ مكملة.. 
“أنا معاك و مستحيل أبعد عنك يا فارس”.. 
احتواها بين ذراعيه حتي انه حملها لداخل حضنه فلم تعد قدميها تلمس الأرض،دافناً وجهه بعنقها غالقاً عينيه براحة،كأن قربها منه له مفعول السحر،
فتنهد بقوة مغمغمًا بخفوتٍ..
“بحبك”.. 
“وأنا بحبك”.. غمغمت بها “إسراء” وهي تنكمش على نفسها بين ذراعيه تخبره بفعلتها هذه انها تستمد قوتها منه هو، واجهشت بالبكاء أكثر مردده.. 
“ماما كمان أول مرة تسيبني وتسافر يا فارس”..
أغمض عينيه بشدة وقد تذكر أن “إلهام” أيضًا ستقلع طائرتها بعد إنتهاء عقد قران خديجة مباشرةً، تبدلت الأدوار بلحظة و بدأ “فارس” يربت على شعرها نزولاً بظهرها كمحاوله منه لتهدئتها.. 
“هششش يا روحي.. ليه كل العياط دا بس يا إسراء..مامتك سيباكي معايا و في حضني حبيبتي”..
تمسحت “إسراء” بوجهها في صدره كالقطة الوديعة، وهي تقول.. “ما حضنك دا اللي مخليني ماسكة نفسي شوية، ومش راضية أفضل اعيط قدام ماما وابوظ عليها فرحتها”.. 
كانت تتحدث وهي تدفعه برفق نحو الفراش، وتابعت برجاء..” ممكن بقي تنام شوية علشان انهارده يوم طويل ومهم جداً ولازم تكون فايق كده علشان خاطر خديجة، وعلشاني أنا كمان”.. 
مالت عليه طبعت قبلة عميقة بجانب شفتيه مكملة.. 
” انا هروح أصحى العروسة ونشوف الحاجات الكتير اللي ورانا، ولما نخلص هجي اصحيك يا عيون إسراء”.. 
……………………………………… سبحان الله ????…… 
.. بمنزل إيمان.. 
” الله بقي.. دا أيه النشاط دا كله يا أبو محمود!!” 
نطقت بها “إيمان” التي خرجت للتو من الحمام حاملة صغيرها داخل منشفة قطنية.. 
كان” تامر” أنتهي من تجهيز أشهى الفطور ووضعه على الطاولة ويجلس بنتظارهم بابتسامة حانية و فرحة غامرة تظهر على محياه.. 
“يله لبسي حودة بسرعة وتعالوا كلو قبل ما الأكل يبرد علشان ورايا مشوار مهم أوي لازم اروحه انهارده يا إيمان”.. أردف بها “تامر” بحماس شديد جعل “إيمان” ترنو إليه وتتحدث بصوت تحشرج بالبكاء.. 
“والله أنا مش مصدقة إن ربنا كتبهالنا و هنطلع عمره أنا وأنت يا تامر”..
هب” تامر” واقفاً وضمها هي والصغير لحضنه مغمغمًا..
” الحمد لله.. ربنا مطلع على قلبي وعالم أن أمنيتي اعمل عمره لأخويا”.. 
صمت لبرههٍ يحاول كبح عبراته، وتابع بصوت مرتجف.. “هاخد إسراء أوديها تزور أبوها انهارده قبل ما نسافر”.. 
ربتت” إيمان ” على كتفه وهي تقول.. “تعيش وتفتكر يا حبيبي.. يله خليني البس حوده علشان نفطر وننزل على طول إلا خالتي إلهام هي واسراء مأكدين عليا أروحلهم من بدري”.. 
………………………………….. الحمد لله ????……… 
.. بمنزل غفران.. 
تنهدت “عهد” بتعب وهي تعيد جملتها للمرة التي لا تعلم عددها كمحاوله منها لإقناع” مالك” بتركها تذهب هي وشقيقته” مكة”.. 
” يا مالك يا حبيبي قولتلك أنت هتيجي مع بابي و زين”.. 
“لو سمحتي يا عهوده خديني معاكي علشان اطمن على إسراء”.. قالها “مالك” بنبرة راجية، و لكنها صارمة بنفس الوقت.. 
فتحت “عهد” ذراعيها له تحثه على الاقتراب منها، فخضع الصغير لرغبتها، وسار نحوها حتي وقف داخل حضنها.. 
داعبت بأصابعها خصلات شعرة الكثيفة الناعمة، وقبلته بحب مردفه..” يا حبيبي كل اللي هناك دلوقتي بنات وبس، و أنت راجل يا مالك زي بابي يبقي مينفعش تيجي معايا دلوقتي ، وتيجي بليل وأنت لابس البدلة الشيك بتاعتك”.. 
كان “غفران” يتابع حديثها بابتسامة هادئة، و نظرة متيمة بها عشقًا.. فزوجته تعامل أولاده بحب شديد لا يقل عن حب إبنها.. 
“اقتنعت يا مالك باشا بكلام عهوده، ولا تحب أقنعك أنا؟! “.. قالها” غفران ” وهو يقترب عليهما بنبرة ذات مغزي جعلت” مالك” يضحك بقوة حين تفهم مقصد والده و رفع كلتا يديه باستسلام مردفاً.. 
“لا خلاص اقتنعت يا بابي.. بلاش نلعب بوكس انهارده عندنا فرح وأنا محتاج وشي سليم”.. 
قالها وهرول مسرعًا على غرفته.. 
بكت “عهد” بصطناع وهي تمسد على بروز بطنها بكف يدها مدمدمة..” اممم..ابنك قايم بالواجب ومش مبطل لعب بوكس في بطني من أصبح”.. 
رمقة” غفران” بنظرة مغتاظة حين مد يده على بطنها بلهفة يتحسس حركة صغيره مغمغمًا بفخر.. 
“البطل فهد المصري يلعب براحة راحته”.. 
غمز لها بمكر مكملاً.. “واخد شقاوة أبوه”.. 
“طبعاً.. دا ابن الظبوطة غفران الوزير المتحرش”.. همست بها داخل أذنه بابتسامة عابثة وهي تحاوط عنقه بدلال جعلته يخطفها بعناق محموم، ويضحك بقوة من قلبه ضحكته التي لا تظهر إلا لها.. 
………………………….لا حول ولا قوة الا بالله ????…. 
بجناح خديجة.. 
تنقلت” خديجة” بعينيها بين” إلهام، إسراء ” اللتان ينظران لها بصدمة و أعين جاحظة.. 
“انتي بتقولي أيه يا خديجة يا أختي؟!.. جوازة أيه اللي عايزه تلغيها!!!”.. 
تفوهت بها “إلهام” مستفسرة بهدوء.. 
أطلقت “خديجة” زفرة نزقة من صدرها، و بأسف اجابتها.. “جوازي من هاشم يا إلهام “.. 
هبطت دمعة حارقة من عينيها مكملة.. 
“فارس نظرته ليا بتوجع قلبي..مش قادرة أشوفه زعلان بالشكل دا، وأنا عارفه أني السبب في زعله”.. 
” ديجا اللي بتفكري تعمليه دا هو فعلاً اللي هيزعل فارس منك “.. قالتها “إسراء” التي اقتربت منها جلست جوارها، وتابعت بتعقل.. 
“فارس لسه أصبح بيقولي مافيش حاجة في الدنيا تقدر توصف فرحته بيكي انهارده، وأنتي عايزه تكسري فرحتك، و فرحته وفرحتنا كلنا بيكي”.. 
قالت” إلهام ” بجدية مصطنعة.. “خديجة بسكوتتنا عاقلة و هتقوم دلوقتي علشان نبدأ نجهزها لعريسها، ولو على فارس متشليش همه خالص إسراء بنتي معاه هتظهرله البت الفرفوشة الشقية اللي مخبيها للحبايب تنسيه إسمه مش زعله بس”.. 
توردت وجنتي” إسراء ” بحمرة الخجل خاصةً عندما استمعت لصوت زوجها الذي طرق على الباب ودلف للتو يقول بنبرة ماكرة، وهو يغمز بعينه لزوجته في الخفاء .. 
” اتفق معاكي جداً يا ماما إلهام خصوصًا في الحته بتاعت شقاوة إسراء “.. 
سار نحو” خديجة ” التي تخفض رأسها بستحياء، وجلس بينها وبين زوجته، وحاوطهما بذراعيه بحب كبير.. 
“منمتش ليه يا فارس”.. غمغمت بها “إسراء” وهي تتطلع لثيابه المنمقة بعناية.. “أنت خارج ولا أيه؟! “.. 
ذات” فارس ” من ضمهما لصدره، مقبلاً جبهة”خديجة” وهو يقول.. “فرحتي بديجا مطيرة النوم من عيني”.. 
نظر لزوجته، وتابع بجرائته التي لن ولم يتخلى عنها أبدًا.. “وكمان مبعرفش أنام وأنتي مش في حضني”.. 
“احنا هنا يا واد يا جوز بنتي.. اختشي “.. قالتها
“إلهام” وهي تنظر ل “فارس” رافعة إحدي حاجبيها بحركة جعلتها بغاية اللطافة، ودوي صوت ضحكاتهم جميعًا، ومن ثم ساد الصمت للحظات قطعه “فارس” بتساؤل موجهه حديثه ل “خديجة” قائلاً .. 
” أنتي كويسه؟”.. 
نظرت له” خديجة” بأعين تملؤها العبرات، و رفعت يدها وضعتها على لحيته هامسة بصوت متحشرج بالبكاء.. 
“لو أنت مش زعلان مني يبقي أنا أكيد كويسة”.. 
“لو زعلت من الدنيا كلها مستحيل أزعل منك أنتي يا أحن ديجا في الكون كله”..
أردف بها “فارس” بلهفة، ومال على جبهتها قبلها ثانيةً بحب شديد مكملاً.. 
“عايزك تروقي كده وتفرحي وبس، ومتشليش هم اي حاجة انهارده خالص، وأنا هروح كذا مشوار مهم، وهرجعلك على طول مش هتأخر عليكي”.. 
نظر لزوجته، وتابع بابتسامة دافئة.. 
“جهزي إسراء على ما اطمن ان كل حاجة تمام.. علشان هروح مشوار سري أنا وهي “.. 
قالها بضحكة خافتة حين لمح نظرة زوجته المغتاظة، و أكمل بشيء من الجدية وهو يداعب ذقنها بأنامله.. 
” هروح أقدم لمراتي في الجامعة الأمريكية”.. 
فور سماع “إسراء” لجملته هذه صرخت بفرحة غامرة وقفزت داخل حضنه تضمه لها بقوة وهي تقول.. 
” يا روح قلبي يا فارس.. ربنا ميحرمنيش منك أبدًا يا روحي”.. 
دوى صوت الزغاريط فور وصول “إيمان، عهد” لتسرع كلاً من “إلهام، إسراء “بالرد عليهما وها قد بدأ الجميع بالتحضير للزفاف على يد مجموعة من أشهر خبراء التجميل قام “فارس” بأحضارهم خصيصاً من لبنان لتجهيز أغلي وأحب البشر لقلبه.. 
” والدته خديجة، زوجته إسراء “.. 
بينما “فارس” ذهب مع “تامر” برفقة الصغيره “إسراء” لزيارة قبر والدها بعدما قام بتقديم أوراق زوجته للالتحاق بالجامعة.. 
يتبع…… 
لقراءة الفصل التاسع والأربعون والأخير : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا
نرشح لك أيضاً رواية الساحر للكاتبة ياسمينا

تعليق واحد

اترك رد

error: Content is protected !!