Uncategorized

رواية أسيرة الشيطان 2 الفصل السادس عشر 16 بقلم دينا جمال

 رواية أسيرة الشيطان 2 الفصل السادس عشر 16 بقلم دينا جمال

رواية أسيرة الشيطان 2 الفصل السادس عشر 16 بقلم دينا جمال

رواية أسيرة الشيطان 2 الفصل السادس عشر 16 بقلم دينا جمال

 خشي برجلك الشمال يا عروسة.. نطق بها بنبرة ساخرة متهكمة شامتة بعد أن فتح باب المنزل دخل اليه يقف جوار الباب من الداخل ينظر لتلك التي ترتجف بذعر عينيها لا تتوقفان عن ذرف الدموع بلا توقف تنظر لمشتريها بذعر وكره شديدين خطت خطوة واحدة داخل المنزل لتغمض عينيها بخوف تقبض عليهما حينما سمعته يصفع الباب بعنف تقبض بيديها علي حقيبة ملابسها الصغيرة بيعت باعها والدها مقابل بعض جرامات من تلك المخدرات التي اذهبت بعقله بلا رجعة .. فتحت عينيها بذعر حينما شعرت بأصابع يده تتلمس وجنتها بخشونة حركة يده اشعرتها بالاشمئزاز والنفور ابعدت وجهها في الاتجاه الآخر لتسمعه يضحك بتهكم قبل أن يقبض بكف يده علي فكها يدير وجهها ناحيته رغما عنها نظرت له باشمئزاز ليضحك ساخرا : ايه يا لوما انتي قرفانة مني ولا إيه تؤتؤتؤ في واحدة تقرف من جوزها بردوا 
 شعرت بسكين حاد يطعن قلبها بعنف وهو ينطق كلمه زوجها بتلك البساطة زوجها التي تزوجته غصبا زوجها التي لا تكره احد بقدره زوجها الذي جر والدها خلفه لعالم المخدرات والخمور ليحوله الي مسخ لا يهمه فقط سوي أن يحصل علي تلك الجرعات اللعينة 
 انسابت دموعها بغزارة لتتسع ابتاسمته الخبيثة لتظهر بعض اسنانه الصفراء التي أحالت لونها تلك السجائر ..نطقت اخيرا صوتها اشبه بهمس خرج بقهر من بين شفتيها: أنت مش جوزي ولا عمرك هتكون أنت اتجوزتني غصب عني .. أنا ما بحبكش ولا عمري هحبك 
سمعت صوت أسنانه التي طحنها بغضب من جزه الشديد عليها لتصرخ بعدها من شدة الألم حينما هوي كفه علي وجهها بعنف لم يكتفي بصفعة ولا اثنتين ظلت يديه تلطمان وجهها بعنف يصرخ بغضب : أنا جوزك براضكي غصب جوزك … انتي رخيصة اشتريتك بالرخيص اوي ضحك ساخرا ليكمل.. ابوكي باعك بخمس ورقات بيسة ( مخدرات) اوعي تكوني فاكرة نفسك حاجة عشان معاكي كلية وأنا حتة حارس مرفود كمان .. قبض علي حجابها بعنف يقرب وجهها من وجهه بعنف حتي لم يعد هناك فاصل بينهما سوي بضع إنشات تطلع بخبث وشماتة الي وجهها الذي اصطبغ باللون الأحمر القاني من شدة صفعاته .. عينيها الحمراء الباكية…. شفتيها الدامية التي تنزف الدماء بغزارة شعرت بأنفاسه الخانقه تلفح وجهها بعنف لتغمض عينيها بقرف لتسمع صوته يهمس بجانب اذنها بتوعد : قسما بالله يا حلم لهكرهك في اليوم اللي اتولدتي هذلك تحت رجليا هخلي مقامك اللي في السما دا يقع لسابع أرض هخليكي تقرفي من نفسك زي ما بتقرفي مني … هزت رأسها نفيا بعنف دموعها تنساب بغزارة لتصرخ بألم حينما بدأ يجذبها من حجابها بعنف يجرها خلفه الي تلك الغرفة .. وااه من صرخات ذبيحة خرجت من اعماق قلب تهشم الي فتات ينعي روحا تمزقت الي أشلاء …وااه من دموع حارقة رثت بحرقة براءة طفلة صغيرة ذبحت بلا رحمة …. وااه من شهقات مختنقة شهقات نازفة باكية غص بها قلبها ليتحول الفتات الي رفات !!
 قضت أيام كالعذاب لو كان عاملها كخادمة ربما كان سيكون رحيما عن ذلك كان يعاملها كجارية عبدة تحت امرته يخضعها كما يشاء لم يتواني عن إذلالها بشتئ الطرق لتتحول حلم من تلك الفتاة البريئة النشيطة المفعمة بالحياة لجثة تتحرك بلا حياة لم ينقذها من تلك الحياة البائسة سوي أنه قبض عليه لتحرر منه اخيرا
عاد من جديد ليعيد عذابها من جديد ليمزق  روحها ليحرق أجنحتها ليهشم قلبها مرة أخري 
 صرخت بفزع جسدها وكأن صاعقة إصابته يرتجف جبينها يتصبب عرقا: لاااااا لااااا ابعد عنننننني لااااا 
حلم حلم دا كابوس يا حلم حلم دا كابوس يا ماما
 فتحت عينيها سريعا بفزع لتهب جالسة تنظر حولها لتجد نفسها كانت راقدة علي فراش في غرفة لا تعرفها لم تراها من قبل أنفاسها ثقيلة بالكاد تستطيع التقاطها تشعر بيدي أحدهما يحاوطنها رأسها مستند علي صدر صلب دافئ .. رفعت وجهها تنظر له لتجده هو عاصم انسابت دموعها ما أن رأته بدأت تتمتم بالكثير من الكلمات الغير مفهومة لم يفهم منها سوي إسم «سيد» التي نطقته بذعر ليشدد علي احتضانها يهمس بحنو : اهدي يا حلم اهدي يا حبيبتي خلاص ما فيش سيد مش هسمحله يأذيكي تاني … هو اصلا مش هيقدر يأذيكي تاني 
ابتعدت عنه تقطب جبينها باستفهام دموعها لا تتوقف همست بخوف : هو جه وكان عايز ياخدني معاه تاني كان عايز يقتلني تاني 
جذب رأسها يخبئها داخل صدره يهمس بحنو : ما تخافيش يا حلم ما فيش سيد تاني ما فيش يا حبيبتي 
 شدد علي عناقها يمسح علي شعرها لتشرد عينيه فيما حدث قبل ساعات حينما نزل الي القهوة فهو يقسم العمل بينه وبين عمرو وشابين آخرين يساعدون ذلك الرجل المسن لفت نظره ذلك الرجل منذ أن دخل رآه من قبل لم يستغرق الأمر منه الكثير من الوقت ليتذكره أحد حرس جاسر رآه معه عدة مرات من قبل أن يطرده أثار شكوكه خاصة وأنه كان ينظر ناحية عمارتهم السكنية بتركيز .. مثل ببراعة أنه لم يلاحظ الأمر ، ليبدأ في تقديم الطلبات وصل يقدم طلبه وقف أمام يبتسم ببشاشة يهتف بود : الشاي يا بلدينا
 شكره سيد بإقتضاب خوفا من أن يكتشف أمره ليكمل عاصم بمرح : أنا اول مرة اشوفك هنا بس صدقني مش هتبقي آخر مرة اصل شاي عمك سعيد عامل زي المخدرات كدة ما تقدرش تشبع منه صحيح أنا عاصم وأنت
رد سيد يحاول تقليد لهجة فلاحي : محسوبك سيد توشكر يا عم عاصم 
 ابتسم عاصم باتساع : يا بيه احنا في الخدمة عن إذنك ورايا طلبات كتيير …. ليصيح بصوت عالي …ايوووة جاي 
 تركه عاصم وغادر لتختفي ابتاسمته المرحة تحتد عينيه بغضب سيد نفس الإسم … هل يعقل أن يكون نفس الشخص .. انهي عمله سريعا ليبدل ملابسه ويخرج من القهوة ومن الشارع بأكمله وقف علي ناصيته يختبئ خلف أحد الدكاكين القديمة تلك المرة هو من يراقب 
 رأي والدته وهي تخرج متجهه للسوق .. والده في العمل ووالدته ذهبت الي السوق وطمطم الصغيرة في المدرسة البيت بأكمله ليس فيه سواها اشتغلت عينيه غضبا حينما رآه يقام مسرعا متجها ناحية عمارتهم ليلحقه سريعا سمع ما قاله لها وسمع صوت شهقاتها الخائفة ليدخل كالاعصار رآها ملقاة علي الارض فاقدة للوعي وذلك الرجل يقف أمامها يبتسم بخبث يتفرسها بنظراته الوقحة التي ارتجفت بقلق حينما دخل عاصم ينظر له بتوعد … ليس معني أنه هادئ وخجول انه سيسمح له بالاقتراب من حرمة بيته شمر عن ساعديه ليلكمه بعنف يزمجر بغضب اسقطه ارضا جاثيا فوقه يلكمه بلا توقف لا يري امامه سوي صورتها وهي فاقدة للوعي لا يجد ما يقوله بلسانه فهو لم يعتاد علي الشتم ولا السب فتولت يديه عمل لسانه أيضا ابرح الاخير ضربا هو نفسه لم يكن يعلم أنه قوي لتلك الدرجة فقد سيد الوعي من شدة الضرب ليقف عاصم يتنفس بعنف ينظر له بغضب … ليتجه ناحية حلم حملها برفق شديد ليخرج بها من شقة والديه متجها الي شقته وضعها علي فراشه الوثير يدثرها جيدا نزل علي السلم مسرعا ليجد سيد يحاول الركض خارج البيت ذلك الخبيث لم يكن فقد الوعي بل فقط يتصنع ذلك زمجر عاصم بغضب لينزل سيد مسرعا وخلفه عاصم … صاح عاصم بأعلي صوته : حررررامي 
 ليبدأ الشباب والرجال بالجري خلف سيد الي ان امسكوا به ليبرحوه ضربا فوق ما هو عليه 
هتف أحد الشباب لعاصم : سرق منك ايه يا عاصم واحنا نجبهولك منه 
 نظر عاصم له بتوعد ليجثي علي ركبيته امام سيد الملقي ارضا كورقة قمامة بالية همس بتوعد : هسيبك تمشي بس قسما بالله لو قربت ناحيتها تاني هقتلك ماشي ولا ماشي 
هز سيد رأسه إيجابا سريعا يهمس بذعر : حاضر حاضر والله ما هقرب منها ولا حتي هعتب الشارع ولا المنطقة كلها تتتتاني حاضر حاضر 
وقف عاصم ينظر له ببرود : خلاص يا شباب أنا لحقته قبل ما يسرق كان بيحاول يفتح باب الشقة لسه .. تولي الشباب مهمة إلقائه خارج الحي بأكمله ليعود هو إليها صعد الي شقته بعدما اغلق شقة والده .. ظل جالسا بجانبها دون ملل يراها ترتجف وتبكي ليسرع بتهدئتها لتعود الي النوم 
back
فاق من شروده الطويل لترتسم ابتسامة صغيرة علي شفتيه وهو يشعر بها قد هدأت اخيرا .. ابعدها عنه برفق ينظر لها كالعادة كانت تخفض رأسها لأسفل رفعت نظرها ببطئ تهمس بارتجاف : هو بجد مش هيرجع تاني 
ابتسم بهدوء يهز رأسه إيجابا: ابدا ابدا مش هتشوفيه تاني أبدا
ابتسمت ابتسامة صغيرة تتنهد براحة نظرت حولها تسأله باستفهام : هو احنا فين 
في شقتي … نطقها مبتسما ليري اختفاء ابتسامتها نظرت للفراش بألم لتعاود النظر إليه تهمس باختناق : ودا سريرك اللي بتنام عليه أنت ومراتك مش كدة 
تنهد بضجر يكاد يقسم أنه بالفعل نسي تهاني كأنه لم يكن متزوجا من الأساس … ليشعر بها نهضت متجهه الي باب الغرفة امسكت المقبض لتفتح الباب ولكن قبل ذلك التفتت إليه تهمس باختناق دموعها تنساب بغزارة : أنا بجد مش عارفة اشكرك إزاي … إنت راجل عمري ما هقابل زيه في عمري كله … بس صدقني مش هينفع ابقي زوجة تانية مش هينفع اسرقك من مراتك …. إنت خلاص حلتلتي المشكلة وما بقتش مضطر تخليني علي ذمتك …. طلقني يا عاصم !!
_________
 لالالا اللي بيحصل دا استهبال بقالهم اكتر من تلت ساعات جوا بيعملوا إيه كل دا …. هتف بها جاسر بقلق وهو يجوب الممر أمام باب غرفتها ذهابا وايابا بقلق
ليتنهد خالد بضجر : يا جاسر اهدي هما مش بيلعبوا جوا بإذن الله خير 
وقف أمامه يصيح بانفعال : بقولك قالتلي الدنيا ضلمة وبعد كدة اغمي عليها .. تبقي مصيبة لو حصل اللي في بالي
وقف خالد بجانبه يربط علي كتفه بحزم: بإذن الله خير 
هتف جاسر برجاء : يا رب يا رب
خالد.. همست بها بتعجب حينما رأته يقف في ذلك الطابق بجانبه رجل آخر لا تعرفه … كان سيبدو وقحا أن ابتسم وصديقه في تلك الحالة اتجه ناحيتها يجذبها الي اقرب غرفة فارغة اغلق الباب ليتجه إليها يبتسم بعشق : وحشتيني اوي
 احمرت وجنتيها خجلا لتهمس بدلال: لحقت اوحشك ما أنا كنت معاك الصبح 
 همس بعشق : يا بت انتي بتوحشيني وانتي قدام عينيا .. اقترب منها يبتسم بعبث لتدفعه بعيدا تنظر له بحدة : إيه يا عم أنت احنا في المستشفي مش هتبطل قلة أدب بقي .. وبعدين استني بقي انت بتعمل إيه هنا اصلا 
بخونك.. هتف بها بمرح لتنفخ خديها بغيط لكزته في صدره بمرفقها تهتف بغيظ : طب ابقي اعملها كدة يا ابن السويسي وأنا اشرحك بالمشرط 
 اتسعت عينيه بذعر مصطنع لتبتسم بانتصار تحول الي الم حينما صفعها علي رقبتها من الخلف برفق يهتف ضاحكا: دا جزاتي يا جزمة اني وافقت أنك ترجعي شغلك صح
نظرت له بغيظ تهتف بتوعد : مااااشي والله لتنام علي الكنبة يا خالد 
 لاء خلاص هقول…. نطق بها بذعر مصطنع … ليحمحم بجد يقص عليها ما حدث لتشهق بذعر 
 نظرت له بغيظ تهتف بحدة: والله أنك بتهزر سايب صاحبك واقف هيتجنن برة وجاي تعاكس فيا هنا … روح يلا بسرعة لصاحبك وانا هروح اوضة العمليات اسأل الدكاترة 
هز رأسه إيجابا سريعا ليخرج بصحبتها ليجدا باب غرفة العمليات يفتح خرج منه ذلك السرير النقال متجها الي احدي الغرف ومن بعده خرج الطبيب المسئول عن العملية اسرع جاسر ومعه خالد ولينا ناحيته ليسأله جاسر بلهفة : طمني يا دكتور مراتي حالتها 
تنهد الطبيب بحزن يجيبه : للأسف الوقعة اللي وقعتها كانت عنيفة أوي سببتلها نزيف داخلي احنا قدرنا نسيطر عليه ووقفناه الحمد لله بس المشكلة أن الوقعة أثرت علي مركز الأبصار عندها وسببتلها حالة فقدات بصر مؤقت 
كان يعلم ذلك ولكنه حاول تكذيب نفسه ليسمع صوت تلك الفتاة تهتف سريعا : بس دا ممكن يتعالج بعملية يا شريف الموضع مش معقد مش عايزين نخوف جوزها 
هز الطبيب رأسه إيجابا : دا حقيقي والعملية مش صعبة إطلاقا بس لازم الاول حالتها الجسدية والنفسية تستقر قبل ما نعملها العملية … عن اذنكوا 
رحل الطبيب بهدوء ليتجه جاسر الي غرفة رؤي دون أن ينطق بحرف … يشعر ب صدقا هو لا يعرف بما يشعر وكأنه مراكز الإحساس عنده توقفت عن العمل … خائف هو مرتعب من ردة فعلها عندما يستيقظ وتعرف ما جري لها …. حزين تكاد عينيه لا تستطيع الصمود امام سيول الدموع التي بالكاد تمنعها … غاضب لو كان صبري لم يمت لكان أحرقه حيا وجلس يستمتع بصوت صراخه … جلس علي كرسي خشبي جوار الفراش ينظر لها جسدها الهزيل الموصل بالكثير من الأجهزة الطبية وجهها الشاحب شفتيها الجافة البيضاء رأسها الذي اتلف الشاش الطبي حوله … دقات قلبه تهدر بعنف لن يتحمل انهيارها حينما تعلم ما جري لها 
_______________
 انا هطلق فعلا .. نطقها بحزم لترتسم ابتسامة مريرة علي شفتيها تحولت لصدمة حينما اكمل : بس هطلق تهاني مش هطلقك انتي 
هزت رأسها نفيا بعنف تهتف بحدة : لاء لاء طبعا مش هسمحلك تعمل كدة مش هسمحلك تهد بيتك وسعادتك بسببي 
قام من مكانه متجها ناحيتها وقف أمامها مباشرة لترتبك ابتعدت تلتصق بالباب ليقترب مرة اخري وقف أمامها صامتا للحظات ليهمس بعشق : انتي بيتي وسعادتي ،رفع وجهها ينظر لها بحب يهمس ببطئ : انتي حلمي يا حلم !! ، انفجرت الدماء في وجنتيها ليكمل هو همسه العاشق : صدقيني من اول مرة شوفتك فيها وأنا مش عارف ابطل افكر فيكي كنت بضايق من نفسي اوي ازاي افكر في واحدة متجاوزة وحامل كمان وقبل ما تفهميني غلط ما كنتش يفكر فيكي بشكل وحش لا سمح الله أنا بس كنت دايما حاسس أنك مسؤولة مني ما تعرفيش أنا فرحت قد إيه لما عرفت أنك مطلقة … حلم أنا عارف إني ما بعرفش اقول كلام الحب بتاع شباب اليومين دول بس أنا…. انا اخذ نفسا عميقا يتنفسه ببطئ ليكمل : أنا بحبك !! 
 شخصت عينيها بصدمة قلبها يرقص بفرح عاصم يحبها….. نعم هي لا تتوهم نطقها اخيرا …لولا أنها خافت من أن يظنها منحرفة لكانت لارتمت بين ذراعيه تعانقه دون توقف سمعته يكمل بعبث : زي ما انتي بتحبيني يا بتاعت المصاصة الاخضرة صح يا نملة 
 فرت هاربة من امامه فتحت باب الشقة تركض لأسفل تضحك ببلاهة ليتخلي عن هدوه ووقاره المزعوم في تلك اللحظة نزل يركض خلفها كأنه فتي مراهق … وقفت أمام باب الشقة تطرقه بعنف سحقا المفتاح ليس معها ووالدته أين ذهبت هل تشتري ما في السوق باكمله …. لم تكن تعرف أن والدته عند أختها وعندما تذهب إليها تنسي الوقت تماما سمعته يهمس من خلفها بعبث : المفتاح معايا 
 اتسعت عينيها بتوتر ليمد يده يفتح باب الشقة هرولت للداخل ما ان فتح الباب هي فقط تريد الاختباء من دقات قلبها الهادرة التي تجرفها إليه أسرعت الي غرفتها التي هي غرفته في الأساس ما كادت تدخلها حتي وجدته يقف خلفها يبتسم بعبث 
____________
 انتبهت حواسه حينما شعر بها تحرك يديها تتأوه بألم رأسها بدأت تفتح جفنيها ببطئ لتطل علي الدنيا من جديد ولكن ما رأته كان ستارة سوداء تحجب رؤية اي شئ أمامها قطبت جبنيها بصدمة تفتح عينيها وتغلقها مرات عدة الحال كما هو ستارة سوداء لا تري منها شيئا .. بدأت تهمس بخوف : جاسر ..جاسر إنت هنا جاسر هي الدنيا ضلمة هو النور قاطع ولا إيه .. جاسر إنت سامعني أنت فين.. جاسر يا جاسر 
انسابت دموعه حزنا عليها وضع يده علي فمه يكتم صوت شهقاته .. جسده يأبي التحرك ينظر له فقط لينتفض حينما رأي دموعها التي بدأت تنساب من عينيها … تحرك يجلس جوارها ليمسعها تهتف بخوف : مين هنا إنت مين 
 عرفته حينما وصل الي أنفها رائحة عطره المميزة لتبتسم وهي تبكي : جاسر ، صح جاسر … هي الدنيا ضلمة ليه… هو احنا فين هو إيه اللي حصل.. جاسر أنا مش شيفاك هو النور قاطع صح صح
مسح دموعه بعنف ليمد كف يده لتمسكها 
شعر بها تشد علي كف يده كأنها تطمئن به ، همس باختناق : لاء يا رؤي النور مش قاطع يا حبيبتي 
قطبت جبينها بتعجب تسأله باستفهام: اومال الدنيا ضلمة ليه 
 لحظات صمت لا يعرف ما يقول رأي اتساع حدقتيها بصدمة لتترك يده التفت برأسها ببطئ ناحية مصدر صوته ملامحها جامدة من هول الصدمة همست ساخرة : أنا اتعميت مش كدة 
امسك ذراعيها برفق يهتف سريعا بلهفة وتلعثم : رؤي حبيبتي اسمعيني انتي كويسة هتبقي كويسة الدكاترة قالوا إن الموضوع بسيط عملية صغيرة وهترجعي تشوفي تاني هما بس مستنين لما حالتك تتحسن شوية … والله هترجعي تشوفي تاني 
 وضع رأسه بجانبها علي الفراش يبكي بعنف يردد فقط : والله هترجعي تشوفي تاني 
اما هي فبقيت تنظر للفراغ .. تنظر صدقا هي لا تنظر ما أمامها فقط ظلام دامس كأنها تغرق في ظلام الليل الكاحل يبتلعها أمواجه السوداء يجرفها شاطئه القاتم عتمة ليل لا يظهر قمره كغريب تائه في صحراء سوداء لا نار فيها 
همست بخواء : أنا عايزة ارجع البيت 
 قام ينظر لها بألم للحظات ليهز رأسه إيجابا: حاضر يا حبيبتي هسأل الدكتور 
تركها وخرج لتبقي كما هي لم تتحرك لم ترمش فقط تحدق في الاشئ 
____________
جزت على أسنانها بغيظ حينما أخبرها عامل البنك أن الشيك الذي معها بدون رصيد .. ذلك السامر كان يخدعها إذا …. مشت بدون هدف تفكر لا تعرف ماذا حدث لتسمع صوت بائع جرائد يصيح بصوت عالي : اقرا الحادثة اقرا الحادثة موت رجل الأعمال صبري الدمنهوري واللي قتله المحامي بتاعه سامر الصياد 
 شخصت عينيها بصدمة صبري قُتل وسامر من قتله ما تلك المصائب التي حلت فوق رأسها .. الشيك بدون رصيد اولا ذلك الجنين الاحمق التي لا تستطيع التخلص منه ثانيا والآن مات صبري وبالتأكيد تم القبض علي سامر ، يعني ذلك أن بالتأكيد رؤي عادت الي جاسر وانقطع الطريق بينها وبينه …. قطبت جبينها بضيق تفكر ما هو السبيل الآن أين ستذهب انسدت جميع السبل أمامها …. لم يبقي سواه هو لجأت إليه في البداية وستلجأ إليه الآن … أخذت طريقها الي منزل عاصم … سترتدي قناع الزوجة المحبة وتخبره بتلك المفاجأة السعيدة بأنها تحمل بأبنه بالتأكيد سيطير فرحا 
__________
 دقت مجيدة باب المنزل عدة مرات ولكن لا مجيب لتخرج مفتاحها من محفظة نقودها السوداء التي تمسكها في يدها .. فتحت باب الشقة تنادي علي حلم : بت يا حلم انتي فين يا بت … بدأت تبحث عنها وهي تتحدث وكأنها تسمعها : اسكتي مش البت طمطم شبطت تبات مع البت سهيلة …. بنت اختي منال … بت يا حلم انتي فين يا بت … اتجهت الي غرفتها مدت يدها تفتح الباب لتجده موصدا بالمفتاح من الداخل … قطبت جبينها تهتف بتعجب: بت يا حلم انتي قافلة الباب عليكي ليه افتحي يا بت 
اتسعت عينيها بذهول حينما سمعت صوت عاصم يهتف من الداخل: خير يا أمي … هدرت بصدمة ؛ عاصم!! أنت بتعمل ايه جوا ياض وقافل الباب ليه
هتف سريعا: آه اصل في فار في الأوضة فقلت الباب ليهرب 
ابتسمت مجيدة بخبث امهاتي  تهتف بخبث :فار يا إبن بطني علي ماما بردوا ، أنا هروح اعملكوا العشا يا عريس
فتح الباب سريعا ينظر لوالدته بذهول يهتف سريعا بتلعثم : عريس إيه بس يا أمي دا أنا كنت بصطاد الفار 
اقتربت منه تهمس بخبث : انت لابس التيشرت بالمقلوب يا بتاع الفار 
 تركته واتجهت إلى المطبخ ليهتف بذهول : امي دي ولا شغالة في المخابرات … ضرب كف فوق آخر ليعود للغرفة … ابتسم بحنو ينظر لحلم النائمة ليطبع قبلة علي جبينها …. أخذ بعض الملابس التي تركها في دولابه متجها ناحية حمام المنزل 
في تلك الاثناء كانت تهاني تبحث عن عاصم في شقتهم تنهدت بضيق حينما لم تجده بالتأكيد في شقة والدته .. نزلت لأسفل لتخرج مفتاحها الذي اعطاه هو لها فتحت الباب بهدوء تتسلل برفق تبتسم بخبث ستؤدي دور الزوجة المحبة ببراعة .. اتجهت ناحية غرفته ، قد نسيت تماما أمر حلم ، فتحت الباب بهدوء دخلت خطوتين لتزم شفتيها بضيق حينما رأت تلك الفتاة هتفت في نفسها بضيق: اووف دي الزفتة اللي اسمها حلم دا أنا نسيتها خالص ، اكيد عاصم في اوضة رؤي 
التفتت لتخرج حينما سمعت حلم تهمس بنعاس : عاصم انت روحت فين يا عاصم 
اتسعت عينيها بصدمة التفتت لتلك القناة بشراسة لفت نظرها ساعة عاصم التي يرتديها دائما موضوعة بجانبها علي الفراش ، لم تكاد تفيق من صدمتها لتجد عاصم يدخل الي الغرفة يجفف شعره بالمنشفة يهتف بمرح : اسكتي يا حلم علي اللي حصل .. أبعد المنشفة عن وجهه لتندثر ابتسامته حينما رآها تقف أمامه تنظر له بصدمة ، نظر لحلم ليجدها تنظر له بخوف .. عاد ينظر لتهاني تلك المرة ببرود عليها الآن أن تحصد ما زرعت
يتبع….
لقراءة الفصل السابع عشر : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا
نرشح لك أيضاً رواية بريئة حطمت غروره للكاتبة ميرا أبو الخير

اترك رد

error: Content is protected !!