Uncategorized

رواية جحيم الفارس الفصل السابع والعشرون 27 بقلم ايمان محمود

 رواية جحيم الفارس الفصل السابع والعشرون 27 بقلم ايمان محمود

رواية جحيم الفارس الفصل السابع والعشرون 27 بقلم ايمان محمود

رواية جحيم الفارس الفصل السابع والعشرون 27 بقلم ايمان محمود

أشاحت “زينة” بوجهها بعيدا بخجل فقهقه بحب ، اقترب منها قاصدا خطف قبلة سريعة من ثغرها لكنه ابتعد فجاة عندما تحمحمت “سلمي” من خلفه لتجذب أنظارهما ، استأذن سريعا وتركهما صاعدا للأعلي عندما لاحظ حرج “سلمي” لتناظرها “زينة” ببعض الضيق..
-انا اسفة ، كنت عطشانة بس
-ولا يهمك
تمتمت بملل وهي تعاود الانتباه للطعام في حين شربت “سلمي” لتخرج متوجهة الي الغرفة التي أعدتها “درية” لها لتنكمش علي ذاتها وقد عادت بذكرياتها الي تلك الأيام اللعينة من جديد ، غارت لثواني من “زينة” فلما حصلت هي علي تلك المعاناة في حين كانت “زينة” تنعم بحنان “فارس”! ، لكنها نفضت عن رأسها تلك الوساوس وهي تسرح بخيالها بعيدا قليلا ليأتي في بالها فجأة.. “خالد”!..
…..
اجتمع الجميع علي الطاولة لتناول الغداء ليهتف “فارس” بتساؤل وهو يقلب أنظاره بين “سلمي” و “زينة” :
-اومال امي فين؟
-نايمة ، اتغدت ونامت يا حبـ.. يا فارس
همست “زينة” بتوتر لتبدأ بتناول الطعام ، في حين ناظرتها “سلمي” بأعين تائهة ، ناولت “زينة” زوجها بعض الأطعمة وتناولا الطعام في جو من الألفة في حين بقت “سلمي” تعبث بطعامها وقلبها يأن علي أياما أهدرتها بصحبة من لم يستحق..
~_~ ~_~ ~_~ ~_~
جلست “نرمين” علي فراشها تحتضن جسدها بألم ، لقد انهال والدها عليها بالضرب كما أصبح يفعل مؤخرا لتكرار رفضها لذلك العريس المتقدم لها ، تنهدت بألم دفين وغضب وهي تتذكر ما فعله “فارس” بها ذلك اليوم..
~فلاش بااك~
لم تدرِ كيف وصل لمكانها لكنها ذُعرت بحق من ملامحه الجامدة ، حاولت الحديث لكنها صرخت بألم عندما جذبها من شعرها ليهنف بقسوة:
-بقي جاية تتبلي عليا وتخربيها يا نرمين؟.. بقي انا وعدتك بالجواز يا بت خالتي؟
-انا اسفة.. سيب شعري
هزها بعنف فصرخت من جديد ليتحدث هو بقسوة:
-ولما خطتك باظت رايحة تهربي وتستخبي عشان ابوكي ميطولكيش ويجوزك؟!.. طب ورحمة ابويا لاوديكي ليه بنفسي..
وبالفعل لم تمر دقائق وكانت في المنزل تعاني من ضربات والدها عقابا لها علي ما فعلته والذي أصر “فارس” علي اخباره به بكافة تفاصيله كي يلقنها درسا لا تنساه..
~اند فلاش بااك~
أفاقت علي باب الغرفة الذي دُفع فجأة ليطل منه والدها ، ناظرها بازدراء قبل ان يهتف بحنق:
-اجهزي يا بت الواد جاي يقعد معاكي
حاولت الاعتراض لكنها وجدته ينظر لها بشر ليتحدث بغضب:
-وعليا الطلاق بالتلاتة لو ما اتعدلتي وقمتي جهزتي عشان تقعدي معاه لاكون مطلق امك وراميكو انتو الاتنين في اي داهية تاخدكو.. انجزي يا بت
صرخ في نهاية كلامه فاستقامت بذعر لتبدا بانتقاء ما يناسب تلك المناسبة وقلبها يكاد يخرج من مكانه هلعا ، تعلم ان أباها باستطاعته تنفيذ تهديده لذا فضّلت تنفيذ أوامره بصمت حتي تفكر فيما ستفعله لاحقا..
~_~ ~_~ ~_~ ~_~
ربتت “زينة” بلطف علي كتف “سلمي” لتهتف بلطف:
-تاكلي كيكة شوكولاتة؟
نظرت لها “سلمي” بقهر لترتمي فجأة بين أحضانها ، لم تستوعب “زينة” ما حدث وحاولت الحديث لتتفاجأ بـ”سلمي ” تبدأ الحديث بانهيار غلب علي صوتها:
-انا مبقتش عارفة اعيش ولا اعمل حاجة ، بكرهه اوي يا زينة ، كسرني ودبحني وكرّهني في حياتي كلها ، مبقتش عايزة حد من الدنيا ولا عايزة حاجة غير اني ارتاح ، نفسي اعرف عمل فيا كدا ليه ، انا مش عارفة اعيش من تاني ، بقيت اخاف من كل الناس ، نفسي ابطل خوف بس مش قادرة ، بتخيله في اي راجل ، خالد بيحبني ، وانا خايفة ، انا مش عارفة اعمل ايه ، نفسي اوافق عليه عشان افرحه بس خايفة.. خايفة منه وخايفة من الجواز ومن كل حاجة ،  انا مبقتش قادرة استحمل ، انا حقيقي تعبت
أنهت “سلمي” حديثها وانهارت بين يدي “زينة” التي أخذت تربت علي ظهرها بحنان ، لقد أتت للتحدث معها بعدما لاحظت انعزالها عنهم ، هي كانت تُكن لها القليل من الحنق لكنه تبدد سريعا ما ان ارتمت بين أحضانها وأجهشت في البكاء..
تنهدت “زينة” بحزن علي حالها ، فهي تشعر بها بحق ، ضمتها أكثر وربتت علي ظهرها بدعم ، مرت فترة هدأت خلالها شهقات “سلمي” لتبدأ ” زينة ” الحديث بجدية:
-سلمي.. انا عارفة وفاهمة انك مريتي بتجربة صعبة ، وصعبة اوي كمان ، بس حاولي تدي لنفسك فرصة تانية ، سعيد خلاص طلقك وانتهي من حياتك فانسيه وحاولي تعيشي ، انتي عارفة ان خالد بيحبك وتقريبا نص البلد عارفة انه بيحبك فحاولي تديله فرصة ، مش علي حساب حياتك بس يا ستي اضعف الايمان انك تعملي استخارة ونشوفي هترتاحيله ولا لأ ، محدش عارف مصلحتك اكتر من ربنا سيبيها علي الله وهو قادر يعوضك ويشيل الحزن من قلبك ، بس انتي بس حاولي ..
مسحت “سلمي” دموعها وهتفت بصوت مبحوح:
-انتي طيبة اوي يا زينة ، بجد فارس محظوظ عشان اتجوزك
-وخالد هيبقي اكبر محظوظ لو وافقتي عليه 
~_~ ~_~ ~_~ ~_~
-جبت اللي قلتلك عليه؟
تلفت “جمال” بحذر قبل أن يخرج (سلاحا) من بنطاله ليناوله لـ”سعيد” بقلق ، نظر للـ(مسدس) الذي بدأ “سعيد” بتفحصه بتركيز ليهتف بتوتر:
-عايزك تهدي بقي ومتحاولش تعمل بيه حاجة مجنونة ، انا وافقتك وجبتهولك بس عشان انت صاحبي وحلفتني باللي ما بينا انما لو فكرت تنفذ اللي في دماغي يا سعيد ولا تعرفني ولا اعرفك
-طيب.. سلام
تركه وذهب سريعا وهو يخفي المسدس في بنطاله في حين ابتلع “جمال” ريقه بخوف وهو يتمني لو يمر الأمر علي خير ولا ينجح “سعيد” بتنفيذ ما يدور برأسه..
~_~ ~_~ ~_~ ~_~
تحسست “زينة” ذقن “فارس” في حين حاوط هو خصرها بصمت ، لقد ارتمت بين أحضانه منذ صعدت ورفضت الحديث وهو لم يكن ليضغط عليها ، تركها تعبث بأناملها بوجهه وفجأة..
-ما تاخد اجازة بكرة
عقد حاجباه ليتسائل بقلق:
-في حاجة حصلت؟
-لا.. عايزة اقعد معاك بس
انفرجت ملامحه وقبل رأسها ليهمس بحب:
-عارفة.. نفسي اخطفك ونسافر 
-طب ما تخطفني هو انا قلت لا
هتفت بدلال أذهب عقله فهتف بعبث:
-وماله.. عارفة لولا ان اليومين دول مينفعش اخد فيهم اجازة كنت خدتك من بكرة وسافرنا علي اسكندرية
ابتسمت لتهتف بامتنان:
-ربنا يخليك ليا يا حبيبي
اقترب ليهمس أمام وجهها بلوعة:
-ويخليكي ليا يا كل ما ليا
ابتسمت لتقترب منه طابعة قبلة صغيرة علي وجنته همست من بعدها برجاء مرتجف:
-خليك جنبي
مرر عينيه علي وجهها بحيرة ، ترددها وقلقها هذا يقلقه لكنها تصر علي انها بخير ، حديثها غريب لكنه لن يتواني عن بثها الطمانينة التي تحتاجها.. 
ضمها بقوة ليهمس بجانب أذنها بصوت أجش:
-أنا جنبك.. وهفضل جنبك طول منا عايش
قبل جبهتها قبل أن يهتف بحب:
-بحبك
~_~ ~_~ ~_~ ~_~
بعد مرور اربع ايام..
تعالت ضحكات “سلمي” التي جلست بجانب “زينة” تقرأ معها احدي الروايات الكوميدية ، ابتعدت لتهتف بصخب:
-الواد دا فظيع
-دا اقل ما عنده
-بجد الرواية قمر اوي
كررت “زينة بثقة:
-دا عشان انا اللي مختراها بس
نظفت “سلمي” حلقها قبل ان تتسائل بتوتر:
-هو فارس مجاش ليه لحد دلوقتي؟
بللت “زينة” شفتيها بتوتر ، هي كانت تحاول ان تلهي نفسها عن التفكير في تأخيره بتلك الروايات وقد رجحت ان تاخيره يرجع لوجود عمل اضافي قد كُلف به ، لكن يبدو ان الامر ليس كذلك فها هو الفجر يقترب وهو لم يعد بعد ، نظرت لـ”سلمي” والتي سهرت معها حتي تطمئنها ولا تتركها لقلها بحيرة لتهتف بتوتر:
-مش عارفة.. انا هرن عليه تاني
-طب يالا
شجعتها “سلمي” فرفعت “زينة” الهاتف لتبحث عن رقم زوجها ، رنت عليه للمرة السادسة وهي تتمني بداخلها لو يرد علي هاتفه ولا يتجاهله تلك المرة مجددا كما فعل سابقا ، تنفست الصعداء حالما أتاها الرد لكنها فقدت احدي دقات قلبها حالما سمعت صوت رجل غريب يهتف بتساؤل:
-الو مين معايا؟
استعادت انفاسها لتهتف بتوتر:
-انا مرات صاحب التليفون دا
-اه.. طب هو حاليا في المستشفي يا مدام
قلبت عينيها بملل ، هي تعلم أنه بالمشفي ، هتفت بملل:
-طب اديه التليفون لو سمحت
-يا مدام.. جوزك اتضرب عليه نار وهو دلوقتي في العمليات!..
…….
زاغت أنظارها برعب وهي تنظر لحركة الأطباء المتسارعة ، كانت قد انهارت فور انهاء الرجل لحديثه لتصرخ بقوة أيقظت “درية” التي صدمت هي الاخري حالما علمت ما حل بولدها ليتوجه الجميع الي المشفي ، ولم تمر دقائق وكانت بقية العائلة تتواجد حولها بانتظار خروجه ، تقطعت أنفاسها وهي تتخيل مع كل ظهور لأحد الممرضين أن يأتيها ليخبرها أنها فقدته ، لا تستطيع تخيل أنها من الممكن ان تفقده.. لا تريد هذا!..
غطت وجهها بيديها وأجهشت في البكاء فضمتها “سلمي” اليها بارتجاف ، نظرت حولها قليلا لتتفاجأ بـ”خالد” يحرك شفتيه بهمس فهمته:
-متخافيش
شدت علي عناق “زينة” وبتلقائيه اومات له برأسها قبل ان تغمض عينيها بتعب تحاول مواساة تلك المنهارة بين يديها..
مرت دقائق خرج من بعدهم احد الأطباء وهو يمسح عن وجهه العرق ليتنهد بقوة ، التف الجميع حوله يتسائلون عما حدث ليهتف بهدوء…
-…….
~_~ ~_~ ~_~ ~_~
اندفع “سعيد” الي منزل “جمال” بعدما دفعه بعيدا عن الباب ليلتقط أنفاسه برعب ، أخرج السلاح ووضعه أمامه ليغلق “جمال ” الباب سريعا..
توجه الي “سعيد” ليتحدث بحدة:
-انت عملت ايه؟
زاغت أنظار الآخر قبل أن يهتف بدون تفكير:
-خلصت منه.. وهتبقي ليا ، لوحدي
يتبع…
لقراءة الفصل الثامن والعشرون : اضغط هنا
لقراءة جميع فصول الرواية : اضغط هنا
 نرشح لك أيضاً رواية حبه عنيف للكاتبة ضي القمر

اترك رد