Uncategorized

رواية ملك للقاسي الفصل التاسع 9 بقلم فاطمة أحمد

  رواية ملك للقاسي الفصل التاسع 9 بقلم فاطمة أحمد

رواية ملك للقاسي الفصل التاسع 9 بقلم فاطمة أحمد

رواية ملك للقاسي الفصل التاسع 9 بقلم فاطمة أحمد

زواج… و مؤامرة !!
_______________________
بعد مرور يومين.
في صعيد مصر.
خرج الجد سليم و علي وكبار العائلة ليستقبلوا اهلهم من الاسكندرية ، نزل الجميع و رحبوا بهم نظر ادم ليارا وغمغم بصرامة :
– انتي واقفة هنا ليه متمشي ؟
ردت عليه ببرود :
– اهل البلد كلهم بيسلمو علينا و عليا انا بالذات بما اني العروسة لازم اقعد.
جز على اسنانه واقترب منها :
– انا و ابويا وعمي موجودين ادخلو جوا ومشوفكيش بتلفي هنا وهناك كني واقعدي في مكان واحد… يلا !!
زفرت بغيظ ودخلت و معها رهف و حنان غيرت ملابسها و استلقت على السرير واغمضت عيناها بتعب….
بعد دقائق سمعت يارا صوت الآذان فنهضت تتوضأ ثم ادت فريضتها وعندما كادت تخلع الاسدال طرق باب غرفتها ، اعتقدته والدها او ادم ففتحته :
– نعم… عمر !!
ابتسم عمر بسماجة :
– كيفك يابنت عمي ؟
قالها وهو يطالع جسدها المختفي خلف الاسدال ووجهها الابيض المتورد انزعجت يارا من نظراته وقالت :
– خير انت بتعمل ايه هنا !
– احم كنت رايد اطمن عليكي اني خابر زين يا بنت عمي انك مش مواجفة تتچوزي ادم بس عمي چابرك و اني جادر اساعدك تخلصي منيه.
رفعت يارا حاجبها بتعجب :
– و مين اللي قالك جابريني انا محدش يجبرني على حاجة ولو مكنتش عايزة اتجوز محدش كان هيعرف يجبرني.
تساءل عمر بترقب :
– افهم انك رايدة ولد الاسكندرية ؟
– ميخصكش !!
ابتسم بسماجة وتقدم منها متمتما :
– يا بنت عمي انتي كيف الريشة خفيفة جوي بكفاياك عاد تعملي فيها جوية… تابع عمر بخبث :
– خابرة اياك جد ايه بحبك و رايدك حطي في عجلك اي وجت تحتاچيني فيه هكون وياكي.
شهقت من جرأته ونظرت له بحدة :
– حب ايه يا متخلف انت حقير وقليل الادب والله العظيم لو مروحتش دلوقتي هعملك فضيحة هنا ، يلا !!
في هذه اللحظة صعد ادم وعندما رأى عمر يقف مع يارا امام غرفتها شعر بالدماء تغلي بداخله وكأن هناك بركانا على وشك الانفجار ، قبض على يده بعنف و اقترب منهما وعندما رآه عمر ابتسم :
– اهلا يا ولد عمي.
تركه و ذهب فوجه ادم لها نظرة ثاقبة و فجأة ادخلها الى الغرفة واغلق الباب ، امسكها من ذراعها وجذبها اليه صائحا :
– الواطي ده كان بيعمل ايه معاكي لا وواقف قدام بابك كنتي تخليه يدخل الاوضة احسن.
لم تستطع يارا تحمل قبضته فتأوهت بألم :
– مم….مكنتش اعرف ان عمر اللي ع الباب واصلا طردته ونبهته ميجيش بيا تاني اا….
قاطعها بسخرية وهو يضغط عليها اكثر :
– وانا اهبل عشان اصدقك صح كام مرة قولتلك مدامك في ذمتي احترميني ولما نطلق روحيله براحتك.
– والله العظيم هو اللي جه ليا مش غلطي.
– لا فعلا حتى زميلك في الكلية مكنش بيعرفك كلهم بيتبلوكي يا شريفة.
نظرت له بدهشة وهتفت ب :
– انت واحد مريض وتفكيرك سطحي وبتشك حتى في خيالك محدش قالك اتجوزني مدامك فاكرني بنت مش كويسة انا مبسمحلكش تعاملني بالطريقة ديه.
قبض ادم على فكها وهمس بتهديد :
– ايوة انا انسان شكاك اوي بشك حتى فخيالي وطول مانا شايف تصرفاتك مش هثق فيكي ، انتي بتاعتي انا يا يارا انتي ملكي ولو شفت راجل قريب منك هقتلك و اقتله اوعى تنسي الكلام ده.
دفعها للخلف وغادر مسرعا تاركا اياها تشهق بألم وتردد :
– ده واحد مريض نفسي مستحيل يكون طبيعي بيشك حتى في خياله.
اغلقت الباب ونزعت الأسدال محدثة نفسها :
– عمر ده مش عايز يجيبها لبر معقول يجي اوضتي ويكلمني كده و يخلي ادم يشوفنا مع بعض ، اووف كل حاجة في دماغي متلغبطة ومش عارفة افكر بعد بكره فرحي وهنعيش انا وادم تحت سقف واحد.
تنهدت و نظرت في المرآة تتذكر تفاصيله المعقدة ادم هو اول رجل يدخل حياتها بعد والدها اول رجل يمسك يدها واول من يقبلها و يذيبها بأفعاله هو اول شخص تسمح لنفسها بأن تقترب منه حسنا هي لم تتخيله يوما ان يكون زوجها لكنه الآن حقا استطاع لمس وتر حساس بقلبها لم يلمسه غيره قط ربما لأنها تعيش هذه التفاصيل لأول مرة تشعر بتغير في مشاعرها ربما يكون هذا التعلق فطريا بصفته زوجها لكنها حقا….اصبحت معجبة به !!
_____________________
في المساء.
دخل عمر الى المكتب بعدما ناداه ابن عمه ، بمجرد ان دخل تفاجأ بلكمة عنيفة تنزل على وجهه صرخ بألم وقبل ان يصدر ردة فعل جذبه ادم من ثوبه و اغلق الباب.
نظر له عمر بغضب :
– اتچننت اياك بتضربني ليه.
همس بنبرة مميتة وهو يجذبه بعنف :
– بص يا كلب ديه اخر مرة اشوفك قريب من مراتي اقسم بربي لو شوفتك بصيتلها او حتى اتخطيت مسافة متر بينك وبينها هموتك وربي هموتك.
ازاح عمر يداه بسخرية :
– انت كدبت الكدبة وصدجتها بنت عمي كارهاك ورافضة الجوازة ديه و انت خابر زين انها كانت مجبورة عليك وبعدين كيف بت 19 سنة توافج ترتبط بواحد اكبر منيها ب 10 سنين ها.
ابتسم ادم بتهكم :
– قال يعني هتوافق عليك انت اللي متجوز ومطلق مرتين صح !! بص انا عارف انك كنت عاوزها من زمان عشان مصلحتك بس دلوقتي خلاص يارا بقت ليا بقت ملكي فاهم ملك ادم وهتفضل ليا ل اخر يوم فعمري ولو حاولت تقرب ليها اقسم بالله هخلص عليك.
رفع حاجبه بخبث :
– ولو هي اللي كانت رايداني ؟
صمت قليلا ثم اجاب :
– هقتلكو انتو الاتنين.
رمقه بنظرة اخيرة محذرة وخرج تاركا عمر يتوعده…
مسح الدماء من انفه و ذهب الى والده.
علي بفزع :
– ولدي مين اللي عمل فيك اكده ؟!
رد عليه ببغض :
– واد الاسكندرية يا حاج.
– يا خبر ضربك ليه.
حكى له ما حدث وعن زيارته لابنة عمه في غرفتها و تهديد ادم الاخير له.
جز علي على اسنانه بغيظ متمتما :
– متجلجش يا ولدي هنتجم من ادم و ابوه و عمه و بنت عمك تبجى ليك.
قضب حاجباه هامسا بتساؤل :
– كيف ؟
– كل شي فوجته حلو يا ولدي…. كل شي فوجته حلو.
_____________________
بعد مرور يومين.
اقيم الزفاف في احدى القاعات وكانت الترتيبات رائعة و التزيينات التي وضعت رغم اعتراض ادم و جده تسحر الأنظار ، ارتدت رهف و صديقاتها الفساتين المتفق عليها و ساهمن في جعل الحفلة مشرقة حتى قبل وصول العروس و حضر اصدقاء ادم المقربين ايضا و اولهم مازن اللي لم يعتقه من مشاكساته.
كان ادم يقف في الطابق السفلي ينتظر نزول يارا كان يرتدي بدلة سوداء انيقة وحذاء اسود قاتم هندم لحيته و صفف شعره و أعاده للخلف فكان وسيما بحق.
نظر لساعته بضجر وفجأة اقترب منه مازن يغمزه :
– ايه يا معلم مش قادر تستنى اكتر من كده.
رمقه ادم باقتضاب :
– مازن انا دلوقتي في مليون حاجة فدماغي مش ناقصك.
اعتقد بعد جديته سيجعل صديقه يقدر موقفه ويلتزم بالصمت لكن خالف توقعاته.
غمزه مازن هامسا وهو يلتفت حوله :
– ايوة فهمت انت بتفكر في ليلة الفرح وقلقان منها متخفش انا هقولك تعمل ايه صاحبك جمبك هو اه انا متجوزتش ومجربتش الاحساس ده بردو بس انا بعرف كل حاجة.
– افندم انت بتكلمني انا ؟
– هو في غيرك هيتجوز النهارده ؟
طالعه بدهشة تحولت الى غيظ وهو يهدده :
– مازن ابعد عني الساعة ديه احسنلك !!
ضحك مازن بخفوت وصمت حتى سمعا صوتا رجوليا :
– ازيك يا عريس !
التفت ادم لمصدر الصوت و ابتسم عندما رآه ، تقدم الاخر منه و احتضنه ليردد ادم :
– ابن عمي الغالي ازيك يا ادهم عامل ايه.
( ادهم الشافعي بطل روايتي احبك سيدي الضابط وفي هذا الزفاف الآن كان حديث اللقاء ب لارا ويعتبر ابن المتوفى حسن احد ابناء الجد سليم الشافعي )
اجابه ادهم بابتسامة :
– انا كويس الحمد لله انت عامل ايه اخبارك و اخبار عمي معلش انا جت متأخر بس فعلا مشغول جدا الفترة ديه ومش فاضي.
اومأ ادم بتريث :
– انا فاهم طبيعة شغلك يا ادهم بس قولي مرات عمي فين و اختك حياة ؟
اجابه ادهم بخفوت :
– امي تعبانة اوي وحياة قاعدة معاها وكمان احم مينفعش يخرجو من القصر و يسيبو لارا لوحدها.
تدخل مازن بتعجب :
– لارا مين ديه مراتك اتجوزت من غير مترجعلنا ولا ايه.
نظر له بسخط :
– بعيد الشر اتجوز البنت الاميركية المشكلجية ديه ! ديه البنت اللي حكيتلك عليها ع الفون يا ادم من لما نزلت مصر وشوفتها اول مرة وانا بقع في المشاكل و اخر حاجة البنت شافت جريمة قتل وهي الشاهدة الوحيدة عليها وبما اني الضابط المكلف بالقضية ديه كلفوني احميها و اضطريت… اضطريت اتنيل احطها في بيتي.
ابتسم مازن بمكر :
– والبنت ديه حلوة ؟
– عادية.
– عادية ازاي يعني اشرحلي.
حمحم وهو يتذكرها :
– عينيها زرق و شعرها اصفر هي مصرية بس يمكن امها من اصل امريكي ولسانها طويل وبعدين انت بتسأل ليه سيبك منها.
اومأ بنعم ثم استدرك :
– ثواني انت اسمك ادم وابن عمك ادهم انت مراتك اسمها يارا و البنت اللي مع ادهم اسمها لارا مش ملاحظين قرب الاسماء لبعض يمكن مصيركم نفسه هههههه بعد كل قصة كره تنتج قصة حب كبيرة.
تكلم ادم ب استخفاف :
– يعني انت بتحب بنت كنت بتكرهها ولا ايه ؟
ابتسم متذكرا رهف :
– لا انا الي بحبها معجب بيها من الطفولة.
– طيب ما تتجوزها بقى.
شرد مازن ثم تنهد بعمق :
– لسه يا ادهم لما اعترفلها بحبي قريبا مش مطول.
ضحك ادهم ثم استأذن ليذهب ويسلم على العائلة و ذهب مازن يتكلم مع احد اصدقائه و تركا ادم ينظر الى ساعة يده.
بعد دقائق ارتفعت اصوات الزغاريت والتصفيقات عندما ظهرت العروس وهي تتأبط ذراع والدها التفت لها ادم بسرعة وانصدم عند رؤيتها ، كانت ترتدي فستان زفاف ابيض ناصع ضيق من الاعلى ويتسع بعدة طبقات من الأسفل و مرصع باللؤلؤ من جهة الصدر حتى اضفى له لمعانا ساحرا و حجابا ابيض جعل وجهها الجميل المزين بميكاب خفيف جدا يشرق اكثر مع ابتسامتها الساحرة ووجنتيها المتوردة و عيناها اللتان تظهران لمعة لم يستطع تفسير ماهيتها بالضبط.
اما يارا ف ارتعت اوصالها ودقت طبول قلبها عندما اخرجها والدها من الغرفة ليسلمها الى زوجها ، اخذت نفسا عميقا ونزلت على الدرج بخطوات بطيئة وهي تتشبث بذراع احمد اكثر.
اخيرا وقفت امام ادم الذي لم تتجرأ وترفع نظرها اليه ابتسم احمد قائلا :
– يارا مش بنتي بس لا هي نور عيوني وحياتي كلها انا دلوقتي بسلمك جوهرة غالية بيتمناها مليون راجل اتمنى تكون عارف قيمتها.
تحدثت شقيقته (سميحة ) البالغة 55 عاما :
– بكفياك عاد نازل مدح في بتك دلوجتي تتكبر على جوزها ويبجى صعب يتحكم بيها.
طالعها ادم ببرود :
– انا محدش بيتحكم فيا يا عمة بس بنت عمي بتستاهل الكلام الحلو وهحطها في عينيا من غير توصيتك يا عمي.
تقدم ابراهيم واخبرهم بحضور المأذون فتساءلت يارا بداخلها لماذا المأذون وهم متزوجين في الاصل ؟
ادرك ادم ما تفكر به ف انحنى عليها هامسا :
– انا اتجوزتك وانتي قاصر يعني العقد تقريبا كان عرفي ودلوقتي بما انك بلغتي السن القانوني هنوثق العقد…. و نتجوز رسمي.
بلعت يارا ريقها وتشجعت لترفع رأسها اليه وعندما رأت هيأته الوسيمة تسارعت انفاسها وبدون شعور منها ابتسمت :
– طيب.
بعد دقائق علت التصفيقات و الزغاريط والطبول عند اعلانهم زوجا وزوجة جلس ادم و يارا على منصة العرسان ( الكوشه ) وكان الجو رائعا حماسيا خاصة مع تقدم الفتيات و الشباب للرقص.
بعد قليل تقدم ابراهيم منهما :
– ادم ابني ما تاخد مراتك وترقصو شويا.
اظهر امتعاضه حين قال :
– لا انا مليش في الجو ده يا بابا معلش.
عقد حاجبيه بضيق و :
– طيب انا اللي هرقص مع عروسة ابني اللي بتجنن تعالي ياحبيبتي.
ابتسمت برقة ونهضت وحينما امسك والده يدها شعر ادم بالضيق الشديد لذلك وقف.
ادم بلهجة باردة :
– ده فرحنا و مراتي لازم ترقص معايا انا… مش كده يا حبيبتي.
تصنمت مكانها عند سماعها كلمة ” حبيبتي ” منه رفعت بصرها اليه و اخفضته مجددا بخجل :
– ا… اه صح.
لف ذراعه القوية على خصرها وتقدم بها الى منصة الرقص….. عضت يارا على شفتها هامسة :
– انا…. انا ممم …
– ششش اهدي.
قالها وهو يحركها معه برشاقة على وقع الاغنية الهادئة مرر يده على وجهها متابعا :
– الفرح عجبك ؟
اومأت بخفوت :
– امم حلو متوقعتوش يبقى حماسي كده.
ابتسم بخفة وتابع الرقص حتى لمح عمر ينظر له من بعيد وعلى وجهه ابتسامة خبيثة…. تذكر ما قاله اخر مرة عن ان يارا تستحق شخصا افضل منه وهي مضطرة على تقبل واقعها معه فجز على اسنانه بعصبية ودون شعور ضغط على خصرها بعنف جعلها تتأوه.
يارا بألم :
– ادم مالك انت بتوجعني !
زفر وابعد يده فقالت :
– انا مش عايزة ارقص.
نهرها ادم بقسوة :
– بصي انا برقص مش حبا فيكي لا عشان الناس اللي بتبصلنا ف اسكتي شويا عشان انا مش طايق كلمة منك.
التمعت عيناها بالدموع واخفضت رأسها بحزن لاحظها ادم و اراد الاعتذار لكنه تراجع ووضع رأسها على صدره ملتزما الصمت…
______________________
كانت رهف واقفة ترقص مع الفتيات حتى قالت :
– انا جعت ورايحة ع البوفيه اكل.
تحركت وهي تنظر ليارا و ادم بابتسامة حتى اصطدمت في جسد صلب ، عادت للخلف خطوتين وهتفت بغضب :
– انت مش شايف قدامك ؟!
– بغض النظر عن انك انتي الغلطانة وماشية ومش مركزة بس انا اسف.
رفعت رهف نظرها اليه وكادت تصرخ لكنها توقفت عندما رأته و اعتلت الحمرة وجنتيها.
رهف بداخلها :
– يخربيته ايه الحلاوة ديه شعر اشقر و عيون عسلي ماشاء الله عليه.
الشاب باستغراب :
– يا آنسة روحتي فين حضرتك كويسة ؟
ردت عليه ببلاهة :
– هاا ايوة انا كويسة … كويسة خالص انت عامل ايه ؟
عقد حاجبيه باستغراب اكبر لهذه الجميلة المجنونة وقبل ان يتكلم جاء مازن مبتسما بسعادة :
– زياااد ده انت مش مصدق انك جيت.
احتضنه زياد بضحكة :
– ازيك يا ميزو عامل ايه معقول مجيش فرح صحبي عقبال يوم فرحك يارب.
نظر مازن للواقفة امامها قائلا :
– ان شاء الله ها يا دكتور رجعت من امريكا امتى.
– اول امبارح هو فين العريس عايز اباركله.
مازن بابتسامة :
– اهو هناك تعالا معايا…. عن اذنك انسة رهف.
اومأت بخفوت فنظر لها زياد و غمز لها خلسة و ذهب ، شهقت رهف بخجل ورددت :
– الحلو ده طلع دكتور يلا مش بطال.
ضحكت بخفة على افكارها و اكملت طريقها….
بعد ساعات انتهى الزفاف و اتجهت العائلة للسرايا ، انطلقت السيارات المزينة وراء بعضها البعض وانطلقت اصوات الزغاريت و الرجال يطلقون النار و الالعاب النارية احتفالا بالزواج فنظرت يارا من نافذة احدى السيارات بابتسامة سعيدة :
– حلو اوي انا مكنتش متوقعة الفرح يبقى بالجمال ده !!
تطلع اليها ادم و ابتسم بخفوت وصمت اما هي استدارت وسألته :
– احنا هنفضل هنا كام يوم ؟
اجابها بهدوء :
– هنرجع الاسكندرية بكره الصبح.
فغرت فاهها تعبيرا عن دهشتها :
– نرجع بكره ؟ ليه !!
– عندي شغل كتير ومش ناوي ااجله احنا اتفقنا على كده من الاول.
شعرت بالحزن يعتري قلبها لكنها لم تعلق انشغلت بالاجواء خارجا اما ادم فنظر الى ساعة يده يتمنى انتهاء هذه الليلة سريعا.
توقفت السيارات امام السرايا و خرج ادم وفتح الباب للعروس وامسك يدها ، شعرت يارا بقشعريرة تسري في سائر جسدها من لمسته ف ابتسمت بخجل ونزلت.
صعدت الى الغرفة العلوية مع رهف التي تشاكسها هي وبعض الفتيات اما حنان فبقيت مع النساء بالاسفل.
نطقت العمة سميحة بنبرتها المريبة :
– بس احنا فاكرين بت خوي تبجى للابن الكبير عمر بس اهي اتچوزت ادم.
ردت عليها حنان بابتسامة :
– نصيب بقى وربنا يرزق عمر بنت الحلال اللي تناسبه يارا خلاص بقت مرات ابني ومنسوبة ل اسمه مينفعش ننسبها ولو بالتفكير لراجل تاني ولا ايه.
ادركت تلميحاتها فهتفت :
– واه اكيد احنا من ميتى ننسب الست لغير جوزها اني اتبسطت من جلبي لما عرفت اهو ننهي الشبهات حواليهم.
حدجتها زهرة بنظرة نارية اما حنان فتساءلت مستنكرة :
– شبهات ؟ يعني ايه مش فاهمة قصدك ايه ؟
اجابتها سميحة بخبث :
– يعني ادم وبت عمه عايشين ويا بعضيهم من سنين حتى جبل ما يتچوزو ويعني لمؤاخذة لما نزلتو من فترة كل البلد شافتهم جاعدين برا بليل لوحديهم و شافوهم تاني سوا طول النهار لحد الليل وده كله جبل الجواز ف الحديت كتر.
أحست حنان بالغضب الشديد خاصة وان هذا الكلام يمس بسمعة ابنها و زوجته التي تعد عنوانا للاحترام والاخلاق لذلك وبكل نبرة غليظة تحمل جل معاني الصرامة والتحذير نبهتها :
– ادم ويارا تربية ايدي مبيعملوش حاجة غلط تخالف شرع ربنا و يخلو الناس تتكلم عليهم ابني كاتب كتابه عليها من زمان و جزمته برقبة كل حد يتكلم عليه بالعاطل يا سميحة.
اعتدلت في وقفتها قائلة :
– واه يا مرت خوي اني خابرة تربية ولاد خوي حبايب جلبي اني بس بجولك الحديت اللي سمعته و كتير من اهل البلد مش خابرين ان ادم و يارا كاتبين كتابهم من فترة طويلة.
قاطعتهما زهرة بجدية :
– كفاياكم حديث ماسخ متبوظوش الليلة الله يكرمكم.
اضطرت حنان ان تلتزم الصمت و ذهبت اما سميحة فحانت منها نظرة الى الخارج وجدت ادم مع الرجال يتلقى التهاني والدعاء بالسعادة في حياته الزوجية…… التفت لها عمر مستفسرا فابتسمت و اومأت له مؤكدة بنجاح خطتها…
_____________________
في الغرفة بالأعلى.
بقيت يارا بمفردها بعدما نزلت الفتيات نزعت الحجاب و اطلقت العنان لشعرها الاسود ليغطي ظهرها ثم وقفت امام المرآة.
تنهدت و حدثت نفسها :
– هو انا المفروض اعمل ايه دلوقتي مش فاهمة يعني اتصرف كأني عروسة فعلا و لا ايه طيب…. ادم هيمشي حسب الاتفاق ولا…..
قاطع كلامها صوت فتح الباب بقوة استدارت و انصدمت عندما رأت إمرأتان تمتلك كل منهما جسدا ضخما و ملامح بغيظة و اجرامية ، اقتربتا منها فتراجعت يارا للخلف بترقب :
– انتو مين و عايزين ايه ؟
تحدثت احداهما بنبرة مريبة :
– جايين نعمل شغلنا ل اي عروسة فليلة دخلتها.
بلعت ريقها وتلعثمت بخوف :
– اا… اطلعو برا والا هنادي ادم.
ابتسمت الاخرى بسخرية و امسكتها من ذراعها بعنف هاتفة :
– شكل العيشة في مصر نستك تجاليدنا يابت و التجاليد ان الدخلة تكون بلدي وجوزك اللي بعتنا ليكي منشان نتأكد اذا كنتي شريفة ولا لأ !!
ايه اللي هيحصل مع يارا؟
ادم هينقذها ؟
علاقتهم هتبقى ازاي في الحلقات الجاية ؟
يتبع…
لقراءة الفصل العاشر : اضغط هنا
لقراءة جميع فصول الرواية : اضغط هنا

اترك رد

error: Content is protected !!