Uncategorized

رواية خاطفي الفصل التاسع والأربعون 49 بقلم شهد حسوب

   رواية خاطفي الفصل التاسع والأربعون 49 بقلم شهد حسوب

رواية خاطفي الفصل التاسع والأربعون 49 بقلم شهد حسوب

 رواية خاطفي الفصل التاسع والأربعون 49 بقلم شهد حسوب

“حياة ومأساة”
تجمد الدم بعروقهم حينما هتف الادهم كلماته القليلة و نظراته الجامدة والغير مفهومة مع صوته الهادئ المرعب 
– انا مصدقكك !
نظرت إليه أميرة بأعين باكية عقب جملته الأخيرة ، هاتفة بترجي 
– ارجوك يا أدهم .. انا مش عايزة اخرب بيتي .. مش عايزة اتشتت بين المحاكم عشان احتضن طفلي ولا عشان نفقة .. ارجوك .. انا عايزة أحافظ علي بيتي .. عاوزاه يرحمني شوية .. انا عمري ما قصرت معاه .. بس هو طبعه بيبص لبرا 
نظر إليها الادهم بنظرات ممتذجة بالغضب والتفهم في الوقت ذاته هاتفاً
– ما تخافيش .. انتي وبيتك وابنك في حمايتي .. انا بس عاوز اديله درس 
ثم تركهم وذهب ، بينما اجهجت أميرة في بكاء عنيف هاتفة بقهر 
– اااااااااااة .. أنا تعبانة اوي ياربي .. تعباااانة .. الرحمة يااارب 
رتبت عليها ريهام بحزن هاتفة 
– اهدي يا حبيبتي ماتعمليش في نفسك كدا 
ربتبت عليها رغدة بشفقة علي ما حل بها هاتفة بمواساه 
– لا تحزني إن الله معنا 
وكأن كلماتها أثلجت صدرها من الداخل ، شعرت بمدي صدقها ، دفئها ، بمدي تقصيرها في حق ربها ، بدأت دموعها في النزول أكثر حينما سمعت تلك الكلمات وكأنه دموعها هي من تبث ما حل بها من أسي لربها ، تشتكي له ، نعم تشتكي له من آسر وما يفعله بها .
احتضنها كلاهن بمواساه حتي رن هاتف ريهام ، نظرت إلي المتصل ثم جحظت عينيها بخوف واغلقت الهاتف بسرعة ووضعته في جيب بيجامتها مرة أخري ، اردفت رغدة بتساؤل 
– مين يا ريهام !
هتفت ريهام بارتباك 
– دا رقم غريب.. 
فردت عليها رغدة بقلق 
– ردي طيب .. ممكن يكون أسر .. ممكن تكون حاصلة معاه مشكلة واحنا ظالمينه ! 
فصرخت بها أميرة بانهيار 
– ماتقوليش ظاااالميييييييينه … دا طاغي .. نمرود مابيعرفش ربنا .. الظلم فييييه حلاااااال 
فردت عليها رغدة بأسي علي ما حل بها 
– استغفر الله يا أميرة ماتقوليش كدا .. دا ربنا قال في حديث قدسي ( يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا )
استغلت ريهام انشاغلهم في الحديث وذهبت بخطوات خفيفة إلي غرفتها بينما 
بكت أميرة كثيراً بحرقة وألم هاتفة
– استغفر الله .. بس انا تعبت اوي يا رغدة تعبت ! 
فردت عليها رغدة مواسية لها 
– ماتقوليش كدا يا أميرة كلٌ منّا في اختبار .. ربنا بيختبر قوة صبرنا .. الجنة تستاهل أننا نعافر عشانها .. 
ادرفت أميرة بحرقة من بين شهقاتها المتتالية 
– كله الا الخيانة يا رغدة .. الخيانة صعبة اوي .. راح تحسي انه قلبك بيتحرق .. بيتحرق بألم وقهر وانتي مش قادرة تتكلمي .. وأشوف جوزي كل يوم راجعلي علي وش الفجر ولا في الصبح واحيانا بقعد باليومين ما اشوفوش .. ولما اواجهه يقولي الجواز دا نثبت بيه اللي بتتقل بس .. 
ثم نظرت إليها بعين حمراء من كثرت البكاء والألم المكبوت بداخلها 
– يعني هو كان شايفني زي باقي البنات اللي بيسهر معاهم يا رغدة .. ولما تقِلت اتجوزني !
ثم هتفت بقهر بان في ارتجاف شفتيها وهي تتحدث 
– أسر خد اللي عاوزه يا رغدة .. أسر ماكانش عاوز علي .. أسر كان بيثبتي بس بالشرع .. انا مقهوووورة اووووووي … اااااااااااااااااااة يا رببببببييييييييييي 
__________★ “استغفر الله العظيم واتوب إليه”
خرج الادهم تاركاً إياهم ثم اتجه إلي الحديقة الخلفية للمنزل مكانة المفضل متأملاً شقشقت الصباح وشروق الشمس متذكراً كلماتها ، صوتها ، بكائها ، حرقتها ، نبرتها ، حزنها ، خوفها ، ارتعاشها ، ثم زفر بضيق جالساً علي أحد المقاعد بغضب واخرج هاتفه من جيب بنطاله طالباً أحد الأرقام ، انتظر القليل حتي آتاه الصوت الناعس من الجهه الاخرى 
– أدهم بيه في حاجة ؟
فرد عليه الادهم بغضب دفين 
– عاوزك تراقبلي أسر وتعرف هو بيروح فين ويسهر فين .. ومين الناس اللي ملموم عليهم اليومين دول 
– علم وينفذ يا باشا 
ثم اغلق الهاتف ناظراً أمامه بغضب متأملاً شروق الشمس .
__________★ “استغفر الله العظيم واتوب إليه”
صعدت ريهام إلي غرفتها بخطوات خفيفة وسريعة دون أن يشعر بها أحد ، دلفت إلي غرفتها وأغلقت الباب خلفها بهدوءون اصدار أي صوت ثم أخرجت هاتفها من جيب بجامتها وقامت بفتحه ، ثم قامت بالاتصال علي محمد بلهفة وخوف في انتظار رده عليها ، ثواني وآتاها الرد من الطرف الآخر ، هاجمها بصوته العصبي الغاضب 
– بتقفلي التلفون في وشي يا ريهام ! 
ردت ريهام بارتباك وخوف 
– آسفة والله يا محمد بس أميرة ورغدة كانوا قاعدين جنبي ما قدرتش ارد 
هدئ محمد قليلاً من روعه هاتفاً
– يعني كلكم كويسين ! 
تبسمت الأخيرة بحب 
– بخير الحمدلله 
– أسر رد عليكم ! 
قضبت حاجبها بحزن هاتفة 
– للاسف لا .. اتصلت بيه كتير قفل الفون في وشي 
تبسم الاخير هاتفاً
– هممممم .. وهو من عادته بيعمل كدا ! 
اردفت الأولي بسرعة 
– لا .. بس مش عارفة ماله في اي شكله كدا مشغول جامد 
– مشغول جامد اة .. ربنا معاه بقي 
تسائلت ريهام بتوتر وارتباك 
– محمد ! 
– عيونه 
– لو الادهم عرف اني بكلمك وكدا أو شافنا في يوم واحنا مع بعض هتعمل اي ؟
قهقه الاخير هاتفاً
– لا ماتخافيش مش هيشوفنا 
ردت عليه ريهام بعصبية 
– محمد انا مابهزرش 
فقابلها الاخير ببرود
– ولا حتي انا ! 
– محمد !
– اممممم
– انتا بتلعب بيا ! 
– حبيبتي انا لو بلعب بيكي كنت اخترت بنت من النوع اللي بيحب التسلية والسهر وخروجات وفسح وبس ازهق منها اكرفها .. اكيد يعني مش هدبس نفسي في واحدة اخوها أدهم نصار ! 
تبسمت الأخيرة هاتفة 
– طب كويس انك عارف أنه انا طالعة من عرين الاسد 
ابتسم محمد بسخرية هاتفاً
– طبعاً يا حبيبتي عارف ..
__________★ “استغفر الله العظيم واتوب إليه”
احتضنتها رغدة وهي تبكي معاها حزناً عليها 
– اصبري واحتسبي وصدقيني ربنا هيعوضك 
هتفت أميرة بقهر ودموع غزيرة 
– صااابرة .. بقالي سنتين صابرة وبدعي ربنا يهديه 
ساعدتها رغدة علي النهوض هاتفة بمواساه وهي تسير معها اتجاه غرفتها 
– ربنا هيعوض عليكي صدقيني .. وراح يفرحك ويفرح قلبك .. بس اصبري .. ربنا بيقول في كتابة الكريم ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ۚ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ) 
– ونعم بالله .. انا لما بتكلم معاكي بحس أني مرتاحة اوي .. وأنه لسا في أمل 
فردت عليها رغدة بابتسامة حانية 
– ولسا .. لما تقربي من ربنا وتستعيني بالصبر والصلاة وقراءة القرآن هتحسي انه جبل هموم وانزاح من فوق كتافك .. صدقيني .. انا اللي صبرني علي اذي الادهم وهداه عليا الصلاة 
فنظرت إليها أميرة متسائلة 
– أزاي كنت مستحملاه ! .. انا كنت بشفق عليكي .. كنت بسمع أسر وحمايا وهما بيسخنوه عليكي علي طول .. وريهام كمان كانت بتسمعهم 
نظرت إليها رغدة بحزن وهي تبتلع غصة مريرة في حلقها هاتفة بابتسامة باهتة 
– (وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ ۖ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ) .. كان لما بيجيلي متعصب وأحس أنه هيعمل فيا حاجة كنت بجري علي السجادة عشان اصلي .. واحيانا كنت بجبره يصلي بيا جماعة وماكنش يقدر يرفض .. واحيانا كنت بضطر اني اسمع كلامه عشان اتقي شره والليلة تعدي علي خير 
تبسمت لها أميرة هاتفة 
– انتي جميلة اوي يا رغدة .. ياريت كل البنات زيك كدا 
خرجت منها ضحكة صغيرة وهي تتذكر طرائفها بصحبة الادهم 
– تعرفي رغم اني كنت عايشة في مأساه ورعب بس دلوقتي لما بفتكر اللي كنت بعمله فيه بضحك 
تبسمت الأخيرة هاتفة وهي تجلس علي فراشها 
– احكيلي 
– يعني .. لما كان بيتخانق معايا .. كنت بجري علي المصلية واصلي بسرعة قبل اما يضربني .. لدرجة أنه أحيانا كان بيستناني عشان يتخانق معايا حد اما ينام .. واحيانا كان بيمسكني قبل إما ابدأ صلاة
قهقهت أميرة علي كلماتها هاتفة 
– والله انتي مجنونة .. فعلا هم يضحك وهم يبكي .. طب ولما كان يمسكك كان بيعملك اي ! 
فوكزتها رغدة في كتفها هاتفة بخجل 
– بس بقي ما تفكرينيش 
– لا لا لا افتكري 
– لما كان بيمسكني كان بيتوه في عيوني .. ويبصلي جامد .. بس مش نظرات غضب .. نظراته فهمتني أنه بيعمل كدا غصب عنه .. مش عارفة ليه .. بس انا قولت لازم احارب وما اطلعش من الحرب خسرانه .. وكل لما بحس اني هاتغلب معاه في النقاش .. ولا احس انه هيضربني .. اقوله بسرعة تعالي نصلي .. صلي بيا جماعة .. كان بيلين ويصلي .. حتي لما بيكون ناوي يعذبني بالليل ..
ثم صمتت بحزن فرتبت عليها أميرة بأسي فأكملت رغدة 
– اما كان بيصلي الشيطان كان بيمشي .. وكان بيهدي .. واليوم يعدي علي خير 
ثم نظرت إليها بابتسامة حانية مختلطة بمشاعر كثيرة 
– الحمدلله علي كل حال .. دلوقتي الادهم اتغير معايا خااالص .. بقي علي طبيعته وحقيقته .. بقيت اشوف حنيته وطيبته في عيونه .. بس الغضب ! 
فردتها عليها أميرة متممة حديثها
– ربنا يكفيكي شره وقتها .. انا خائفة اوي من أسر !
فردت عليها رغدة باستنكار 
– قصدك علي أسر ؟
هتفت أميرة بحزن 
– لا من أسر .. الادهم مش هيسيبه .. و هيعاقبه ويتخانق معاه .. ووقتها أسر هيجي يخلص كل دا مني انا .. لانه حصل قبل كدا وشكيت لوالده 
ثم ضحكت بسخرية علي آلامها 
– كنت فاكرة أنه والده شخص كويس .. وقتها والده ما اعرفش قاله اي وأسر اتخانق معايا وضربني جامد لدرجة أني كنت حاسة خااالص هأولد .. وقتها ريهام دافعت عني وسابني بصعوبة 
ردت عليها رغدة بحزن 
– وادهم كان فين !
– كان مسافر وقتها .. ريهام قالتلي لو أدهم كان قاعد وقتها مش بعيد كان طرده من البيت 
رتبت عليها رغدة بحزن هاتفة 
– معلش .. اصبري ( إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ) 
– ونعم بالله 
هتفت رغدة وهي تنهض 
– اسيبك انا بقي تتوضي وتصلي وتتكلمي مع ربنا شوية .. وكمان عشان تخلي بالك من ابنك 
ابتسمت لها أميرة هاتفة بامتنان 
– ميرسي جدااا يا رغدة علي وقفتك معايا .. حقيقي كل يوم بتكبري في نظري اكتر .. انا حاسة أنه ربنا بعتك ليا عشان تخففي عني 
احتضنتها رغدة بحنان وحب صادق هاتفة 
– انتي اختي يا أميرة .. ربنا يهدي سرك يارب 
___________★ “استغفر الله العظيم واتوب إليه”
خرجت رغدة باحثة عن الادهم في الحديقة بعدما تركت أميرة التي ودعتها بنظرات كلها امتنان وحب صادق ، أخذت تبحث عنه كثيراً ولكن دون جدوي حتي ساقتها قدميها إلي الحديقة الخلفية للمنزل .
رأته جالساً علي الأريكة يتأمل الشروق في صمت ، كانت نظراته خليط من الحزن ، الهم ، القلق ، الغضب و العصبية المكبوتة التي بانت بوضوح في اعتصاره لقبضته كل حين وأخري ، فيبدو أنه في صراع مع ذاته ، عقله وفكره ، لدرجة أنه لم يشعر بقدوم رغدة إليه .
انتبه إليها حينما جلست بجانبه مربته علي يده بحنانها الفطري هاتفة بصوتها الهادئ المستكين
– خير يا أدهم .. مالك !
احتضنها الادهم بضعف هاتفاً
– تعبت يا رغدة .. الحِمل بقي تقيل عليا اوي .. خوفي كل يوم بيزيد 
فردت عليه رغدة بقلق علي زوجها 
– بيزيد من اي بس يا غالي .. 
– من أسر !
– أسر ؟
– ايوا .. أسر مش ناوي يجيبها لبر .. ومشكلته مع أميرة مستحيل افوتها .. لو فوتها هيتمادي ومش هيلقي ليقفله ويصده .. ولو وقفتله هيبني عداوة بيني وبينه 
– طب ما تتكلم معاه بهدوء يا أدهم .. بلاش كل حاجة عنف وخناق ومشاكل 
– بالعكس التفاهم بالنسبالة ضعف 
– دا اي البني ادم اللي براس حمار دا !
تنهد الادهم بصمت ، مرت دقائق علي صمتهم هذا حتي قاطعه الادهم وهو يضع يده موضع جنينه هاتفاً بفرحة وحب بان في عينيه ، كلماته ، لمساته لطفله 
– وحشني اوي .. إخباره اي !
تبسمت رغدة بخفوت 
– كويس طول ما أبوه كويس 
نظر إليها الادهم ليستوعب ما تفوهت به ، حينما شعر بخجلها أزاح نظره عنها هاتفاً بصرامة وقد عاد إلي غضبه مرة أخري 
– قولتي لحد انك حامل !
– لا 
صمتت قليلاً قبل أن تتحدث متسائلة 
– بس ليه يا أدهم دول اهلك !
– ريهام وأميرة بس اللي ءأمنلهم 
فردت رغدة باستنكار 
– طب وباباك 
ابتسم الادهم بسخرية هاتفاً
– بابا دا بقي النسخة المكبرة من أسر !
تبسمت الأخيرة بسخرية هاتفة 
– اول مرة اسمع عن النسخة المكبرة !
تبسم الاخير هاتفاً 
– اديكي سمعتي ! 
اختفت ابتسامتها وحل محلها الحزن هاتفة 
– ليه كدا يا أدهم !
نظر إليها الادهم باستنكار فأكملت استرسالها الحزين 
– ليه عيلتكم مشتته كدا .. بابا لو كان عايش و محمد عامل مراته بذرة صغيرة من طريقة معاملة أسر لمراته كان أخد منه موقف جامد .. مش بعيد كان خاصمه 
قهقه الادهم عالياً ثم هتف بسخرية 
– خاصمه ! 
فنظرت إليه رغدة مستنكرة 
– ايوا خاصمه 
اكمل ضحكته الساخرة ثم نظر أمامه دون أن يتحدث ، فهتفت رغدة باستغراب من رده فعله 
– بتضحك علي اي يا ادهم ؟ 
نظر إليها الادهم نظرة ساخرة ، حزينة ، مؤلمة 
– احنا ممكن نتخاصم بالشهور والسنين يا رغدة 
فردت عليه رغدة بصدمة 
– يالهوي يا أدهم .. سيدنا محمد عليه افضل الصلاه والسلام بيقول ( لَا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلَاثِ لَيَالٍ، يَلْتَقِيَانِ, فَيُعْرِضُ هَذَا، ويُعْرِضُ هَذَا، وخَيْرُهُمَا الَّذِي يَبْدَأُ بِالسَّلام )
فسحبها الادهم بذراعه ضامماً إياها إلي صدره بحب وعلي ثغره ابتسامة صغيرة هاتفاً
– انتي عارفة أسر وقتها قاطعني انا و بابا ليه ! 
فرفعت جفنيها للاعلي لتري ذقنه النامية هاتفة بتساؤل
– ليه ! 
– اوعديني مش هتتصدمي ! 
– اوعدك …
__________★ “استغفر الله العظيم واتوب إليه”
في المشفي 
انتهي الطبيب من فحوصاته وفك الجبيرة الاخري لدي أوري هاتفاً بابتسامة بشوشة مطمئنة 
– حمدالله علي السلامة يا آنسة أوري 
اردفت أروي بصوتها الهادئ مع ابتسامة صغيرة 
– الله يسلمك يا دكتور 
نظر ياسين إلي عينيها بفرحة ثم هتف موجهاً حديثه إلي الطبيب 
– خلاص كدا يا دكتور أروي هتعرف تمشي علي رجليها لوحدها 
– أن شاء الله .. بس احتمال تحتاج في البداية لعكاز يساعدها 
فسلم ياسين علي الطبيب بحرارة هاتفاً بفرحة 
– شكرااا جدا يا دكتور علي تعبك معانا 
فرد الطبيب بابتسامة شكر 
– لا شكر علي الواجب يا استاذ ياسين .. ربنا يسعدكم مع بعض أن شاء الله
– أن شاء الله .. عن اذنك يا دكتور 
– في امان الله 
تحركت أروي بعكازها الذي تستند عليه بيد واليد الأخري ممسكة بها شقيقتها ندي بفرحة عارمة 
– حمدالله علي السلامة يا أروي 
– الله يسلمك يا اروبة .. خلاص خفيت وهخلص فيكي كل اللي عملتيه فيها 
قهقهت الصغيرة عالياً علي مشاكسات شقيقتها بينما نظر إليهم ياسين بفرحة حامداً ربه علي تلك النعمة من قلبه .
ساعدها ياسين في الركوب بجانبه في المقعد الأمامي للسيارة بينما صعدت ندي إلي المقعد الخلفي ، واستقل ياسين سيارته هاتفاً بابتسامة 
– عارفة يا أروي احنا دلوقتي رايحين فين ! 
– فين ! 
نظر إلي ندي من المرآة التي تمكث أمامه هاتفاً
– هنروح نتغدي في المكان اللي تختاره ندي وبعدها نروح نجيب هدوم والحاجات اللي انتي محتاجها في شقتك أن شاء الله 
ابتسمت أروي بخجل بينما صرخت ندي بفرحة 
– عاوزين ناااااكل في مااااااااك 
اختفت الابتسامة وحل محلها السخرية مع رفع حاجبها الأيمن وهي تنظر إلي الخلف حيث مقعد شقيقتها 
– انتي اي اللي عرفك ماك يا بت .. دانتي كنت بتأكلي فول من عند سعيد شطة 
نظرت إليها ندي بضجر 
– اسكوووتي بقي .. ما تجيبيش سيرت الراجل دا اسمه بس بيوجعلي بطني .. ما فيش مره كلت سندوتشات كبدة من عنده إلا وركنت جوا الحمام بالتلات ساعات 
قهقه ياسين عالياً علي كلمات تلك الصغيرة 
– مش المفروض أنه بتاع فول !
فردت عليه أروي هاتفة بابتسامة بهلاء 
– اصلة بالليل بيعمل سندوتشات كبدة ريحتها بتجيب الناس من بيوتها .. بس طعمها ..
ثم نظرت إلي ندي نظرة فهمها كلتاهن فانفتحا في الضحك معاً ، ضحك معهم ياسين علي ضحكاتهن ثم هتف من بين ضحكاته
– طب قولولي بتضحكوا علي اي طيب !
لم ترد أحداهن بل ازددن من الضحك 
– وربنا ما ينفع اضحك معاكم كدا زي الاهبل وانا مش عارف فيه اي !
دخل الجميع في مرحلة الضحك بلا هدف حتي قاطعها رنين جوال ياسين ، توقفوا جميعاً عن الضحك ، بينما رد ياسين علي الهاتف وقد تبدلت ملامحه تماماً عما كان عليه ، طال صمته وهو واضعاً سماعة جواله علي أذنه فأردفت أروي بخوف هاتفة 
– خير يا ياسين في اي ؟ 
لم يرد عليها ياسين ، بل ظل علي صمته مستمعاً إلي الطرف الآخر هاتفاً بهدوء 
– تمام إللي تشوفيه حضرتك يا ماما 
ثم اغلق الخط ومازالت ملامحه متهجمة ، أردفت أروي بقلق 
– خير يا ياسين في اي ! 
نظر إليها ياسين بجمود هاتفاً 
– ماما جاية وعايزة تتكلم معاكي شوية قبل الفرح ! 
يتبع…..
لقراءة الفصل الخمسون : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا
نرشح لك أيضاً رواية صغيرتي أنا للكاتبة سهيلة السيد

اترك رد

error: Content is protected !!