Uncategorized

رواية شعيب الفصل الثاني عشر 12 بقلم شيماء عصمت

   رواية شعيب الفصل الثاني عشر 12 بقلم شيماء عصمت

رواية شعيب الفصل الثاني عشر 12 بقلم شيماء عصمت

رواية شعيب الفصل الثاني عشر 12 بقلم شيماء عصمت

صُدِمَ شعـيب من مظهر لتيـن المرعب. كانت تقف أمام مرآة المرحاض جاحظة العينين ويقبع أسفل قدميها خصلات شعرها المبتورة بقسوة5
ابتلع ريقه بصعوبة ثم اقترب منها بحذر قائلًا بخفوت: لتيـن!
لم يرمش لها جفن وكأنها لم تسمعه من الأساس .. وضع كفه على ذراعيها فـأبعدته بعنف ثم صرخت بهسترية: متلمسنيش أبدًا.. ابعد عني .. أنت ازاي تعمل اللي عملته ازااااااي .. ازاي أنا وافقتك على كده؟!.. أنا أخت مراتك.. أخت زهرة!! أنت خاين خاين يا شعـيب وأنا كمان خاينة .. خاينة خاينة خاينة
أخذت تكررها بأنهيار وهي تلطم وجهها بوحشية حتى أدمته
اقترب منها يمنع جنونها. يكمم فاها بعنف هاتفًا بقسوة: أخرسي .. أخرسي يامجنونة أخرسي
صمتت برعب تلهث بعنف وهي تلاحظ تبدل ملامحه الهادئة إلى أخرى شرسه. عنيفة
أكمل شعـيب بشراسه: الجنان اللي بتعمليه ده توقفيه حالًا بناتي نايمين بره اتحملي مسؤولية اللي عملتيه أنا ما أجبرتكيش على حاجة اللي حصل كان برضاكي واللي حصل مش خيانة .. أنتِ مراتي على سنه الله ورسوله أنتِ أرتبطي بيا بموافقتك محدش أجبرك ولو نيجي للحقيقة فـأنا اللي أتجبرت عليكي
اتسعت عيناها بصدمة ودموعها تغرق وجنتيها فهدر بـانفعال يتجاهل شعوره بالشفقه نحوها: أيوه أتجبرت عليكِ.. بس تقبلتك ورضيت بالأمر الواقع صبرت عليكِ كتير وحاولت أفهمك بس أنتِ جبانة .. جبانة من زمان أوي من وقت ما صبرتي على واحد ×××× كان مطلع عينك ومعيشك في سواد وفضلتي على ذمته أربع سنين!!
جبانة عشان يوم ما قررتي تنهي علاقتك المسمومة بيه ما واجهتيش الكل للأخر .. جبانة عشان قررتي تنتحري .. وقنطي من رحمة ربنا .. جبانة عشان لحد دلوقتي مش قادرة تحاربي خوفك اللي عشش جوه قلبك .. بقيتي تخافي من مجرد ما تشوفي وشه!!! بتخافي لو أنا بس قربت منك! لمستك!!! وأنا جوزك! ودلوقتي لما بقيتي مراتي ومشينا خطوة كبيرة في علاقتنا برضاكي رجعتي لجبنك وخوفتي من تاني .. أنتِ مريضة ولازم تتعالجي..
غرزت أسنانها في كفه الموضوع على فاها فأبعده بألم يطالعها بغضب فـ هتفت بعصبية: أنا مش مجنونة
أردف شعـيب بـ تأكيد: لا معقدة ومحتاجة تتعالجي ومش عشاني .. إن كان عليا فمن النهاردة أنتِ بنت عمتي وبس.. أنا مش عايز واحدة ضعيفة زيك تكون مراتي واحدة من أقل شيء تنهار وتبقى رماد!! أنا عايز شريكة لحياتي وقت ما أتعب تسندني. تكون في ظهري. تكون أم لبناتي .. وأنتِ مش الشريكة دي للأسف
شهقت لتيـن بألم ودموعها تتدفق بأنهيار
تجاهل شعـيب صراخ قلبه ومطالبته باحتضانها في التو والحال ومحو دموعها التي تتساقط على قلبه كالجمر فيزيد من اشتعاله ولكن يجب أن يقسو عليها ، يجب أن تَستَعِد ثقتها بنفسها يجب أن تعود لتيـن كما كانت قبل زواجها من عماد!!
أدار وجهه عنها يستجمع شجاعته قبل أن يقول ببرود متعمد: ياريت تنضفي الحمام قبل ما تخرجي مش عايز البنات تشوف المنظر ده
ثم تركها تنهار باكيه وأسرع اتجاه جناح زهرة قاصداً المرحاض ووقف تحت رذاد الماء البارد..
لقد انهار كل شيء كان يعلم أن هذا ما سيحدث أخبره عقله مرارًا و تكرارًا أنها ستنهار ستنفر منه ومن ذاتها ولكن قلبه اللعين فقد السيطرة ولكنه لن يسمح له بعد الآن..
عقله سيتولى زمام علاقته معها لأجلها قبل أن يكون لأجله
زفر بعنف وإحباط .. منذ سويعات كان يحلق في الفضاء والأن سقط وبقوة على أرض قاحلة قاسية…
ارتدى ملابسه المكونه من بنطال جينز باللون الأسود و قميص باللون الأبيض على عجل.. قبل أن يطالع ساعه يده التي تشير إلى الثالثة صباحًا ..
ثم خرج من الجناح بل من المنزل بأكمله
×××××××××××××
عاد إلى شقته يترنح بخطوات متعثرة وذهن غير واعي .. رائحته مفعمة بالمحرمات
قبض على المفتاح يحاول جاهدًا فتح الباب مره تلو الأخرى حتى أستطاع فتحه. كان الظلام يعم المكان ولكن بعيونه الشبه مغلقة أستطاع رؤية شخص ما يقف بمنتصف الصالون .. لم يتبين ملامحه من الظلام ولكنه شخص عريض المنكبين تنبعث منه شرارات الغضب
هتف عمـاد بصوت ثقيل: أنت مين؟
سطع الضوء بكل مكان فـ أغلق عينيه بألم فأتاه أخر صوت كان يتوقع سماعه
_أنا عملك الرديء .. أنا تكفير ذنوبك3
فتح عمـاد عيناه بصدمة ليصتدم بنظرات شعـيب النارية فهتف الأول برعب وصوت هارب: جاي ليه يا شعـيب؟ مش كفاية اتطردت من بيتي بسببك!!
أقترب شعـيب منه حتى وقف أمامه مباشرة قائلًا بسخرية: تؤتؤتؤ .. بسببي!! يا راجل قول كلام غير ده
صمت لثواني قبل أن يقول بأعتذار: راجل إيه بس.. معلش حقك عليا أصل نسيت أنك ×××
جحظت عيني عمـاد بصدمة من اللفظ البذيء الذي أطلقه عليه شعـيب للتو ..
أكمل شعـيب بسخرية: مالك يابيضة؟ اتصدمتي ياقطة؟ لا لا صحصحي معايا كده عشان سهرتنا صباحي!!
ابتلع عمـاد ريقه الجاف بصعوبة هادرًا بفزع: أنت هتعمل فيا إيه؟ أنا مش هسكتلك وجدي لو عرف
قاطعه شعـيب ببرود: ششششش صوتك مزعج أهدي شوية خليني أمخمخلك صح
اصفر وجه عمـاد وقد جرحته مخاطبة شعـيب له بصيغه الأنثي فصاح بهياج: أنت تكلمني عدل مش هسمحلك تغلط فيا كفاية أووي اللي عملته معايا، كفايا غلطك فيا وخيانتك ليا1
أمسكه شعـيب بقسوة من تلابيبه صارخًا بـانفعال: أنا عملت فيك إيه؟ أنا عمري ما أذيتك! كنت ابن عمي وأخويا الصغير بس رديت حبي ليك بـإيه؟ بتقول أنا اللي خونتك؟ أومال اللي أنت عملته فيا يبقى اسمه أيه؟ أنت قتلتني بالحياة
أجابه عماد بجنون: ومش ندمان على أي حاجة عملتها فيك مش ندمان أني سرقتها من بين أيديك بقت مراتي أنا ملكي خدتها منك وأنت ياحرام بتموت في تراب رجليها خلتها عبدة ليا و××××
أظلمت عيون شعـيب وانقض على عمـاد يسدد له العديد من اللكمات والركلات . ولم يستطع عمـاد الدفاع عن نفسه فقط كان يضحك بجنون صارخًا بتشفي: كل يوم كانت بين أيديا هههههههه فاكر من 8سنين لما صارحتني بحبك ليها ههههههه .. كانت ضربة معلم وكسرتك بيها كسرت قلبك ودمرت حلمك وملكتها
صرخ شعـيب بجنون وهو يلكمه بقسوة: اسكت يا ××××× .. أنت واطي .. ندل ، طول عمرك بتضرب في الظهر يا×××××
أنبثقت الدماء من أنف عمـاد قبل أن يقول بحقد وقهر: وأنت×××× عرفت تنتقم مني كويس أووي أنت وبنت الـ××××× خنتني معاها شوفتك بعنيا يا××××× شوفتك وأنت معاها وهي على ذمتي كسرتني وذلتني بس مش هسيبك يا شعـيب لو آخر يوم في عمري مش هسيبك وهندمك على اليوم اللي جيت فيه على حرمة بيتي
تركه شعـيب بصدمة وهو ينظر له بذهول قبل أن يهتف بانفعال: أنت بتقول إيه يا مجنون أنت؟ هي الخمرة لحست عقلك خلاص أنت واعي للي بتقوله؟
أجابه عماد بصوت متعب مليء بالكره: عمري ما كنت واعي زي دلوقتي ازاي جالك قلب تقرب منها وهي مراتي؟ عارف أني سرقتها منك عشان بغير منك لكن أنت خنتني ليه؟ أنت عندك كل حاجة وأخدت مني كل حاجة الكل بيحبك أكتر وشايفينك الأحسن وأنا دايماً اللي أقل منك! كل حاجة كنت بحبها أنت أخدتها اهتمام جدي وعيلتنا حتى أبويا وأمي .. مـازن أخويا بيحبك أكتر مني! شغل العيلة كله بقى تحت تصرفك وأنا تابع ليك بنفذ أوامرك وبس!! .. (صمت قليلًا قبل أن يقول بألم) لكن خيانتك ليا هي اللي وجعتني بجد كنت سعيد بأني فوزت بيها كانت أحلى حاجة في حياتي بس زي العادة أخذتها مني1
قاطعه شعـيب بشراسه: مش عايزك تجيب سيرتها على لسانك الـ×××× أنت مجنون أزاي للحظة تفكر أني أخونك أو هي حتى تفكر التفكير القذر ده؟ أنت مش عارف أنا مين؟ أنا شعـيب سـالم مهران أنا واحد حاجج بيت الله أنا حافظ كتاب الله تفتكر هعمل اللي أنت بتقوله؟ أنا مشفق عليك وعلى غبائك اللي صورلك حاجة قذرة زي دي بس تقول أيه الزبالة بتشوف الناس كلها زبالة زيها .. من النهاردة لا أنت أبن عمي ولا أعرفك وصلة الرحم اللي كنت أنا دايماً عامل لها حساب وبسيبك بسببها بكلامك ده أنت قطعتها وياويلك مني ياعماد ياويلك أي غلطة هتعملها في حقي وفي حق اللي يخصوني ولو كانت بسيطة هتدفع تمنها أضعاف مضاعفة .. شعـيب سـالم مهران مبيهددتش وبس وأنت عارف ونصيحة أخيرة مني راجع نفسك في القرف اللي أنت قولته وبسببه خسرت كتير أووي .. إن بعض الظن أثم يابن توفيق3
ثم انسحب بخطوات غاضبة تكاد تكسر الأرض من تحته وشياطين الأنس والجن تتراقص أمامه
أما عمـاد فقد ولد بداخله شعور بالشك
شعـيب لا يخشى أحد يعرفه جيدًا فلو أذنب لأعترف بـ تبجح.. ولكن أيكذّب ما رآه بـعينيه!!2
××××××××××××
بعد مغادرة شعـيب
انتهت لتيـن من تنظيف المرحاض من خصلاتها المبتورة ثم ملأت الحوض بالمياه الدافئة وبعض العطور وجلست بداخله لتغمرها المياه وتسترخي عضلاتها المتشنجة
وحديث شعـيب يتكرر داخل عقلها دون توقف .. أغمضت عينيها بإرهاق، شعـيب محق هي ضعيفة جبانة كما قال .. فقدت القدرة على أن تثق بذاتها ..
تشعر بالذنب وذلك الشعور يمنعها من ترميم روحها من جديد.. من إعادة بناء لتيـن من جديد.. لا ترغب أن تحيا سعيدة تريد معاقبة نفسها!!1
انسابت دموعها بانهيار.. بداخلها الكثير ولكنها لا تستطيع أن تبوح به .. سيكرهها الجميع إن أخبرتهم ما بداخلها .. لو تكلمت لارتاحت وماتت في ذات الوقت
تنفست بعمق تمنع انفلات شهقاتها .. يجب أن تقاوم نفسها قبل الجميع ، هي بحاجة للراحة.. للحديث مع شخص ما.. شخص لن يطلق عليها الأحكام.. ستلجئ لإستشارة طبيب نفسي .. تريد الخلاص من أعباء أثقلت روحها
بعد وقت ليس بالقصير انتهت لتيـن ثم ارتدت ملابسها المكونة من بيجامة ببنطال يصل إلى كاحلها و تيشيرت طويل الأكمام
خرجت من المرحاض ثم جلست على فراشها تنتظر عودة شعـيب .. ولكنه لم يأتِ.. انتظرت طويلًا حتى أشرقت الشمس ولم يأتِ..!
××××××××××××
لم يغمض له جفن فبعد خروجه من عند عمـاد توجه مباشرةً إلى مكان عمله يفكر في مبرر يجعل عمـاد يعتقد أنه قد خانه مع لتيـن ولا يجد!
ربااااه كان يريد قتله ولكنه فكر في بناته و عائلته
فبعد رفض الجد زواجه من لتيـن وبعدما أخبرت والدته أنها لا تبادله نفس المشاعر انسحب .. وتعمد ألا يراها كان يشعر بالخجل منها فابتعد .. وتحت إصرار جده على زواجه من زهرة وافق ويشهد الله أنه كان نعم الزوج لها لم يجرحها بكلمة فكانت أبنة عمته بالأخير وكم كانت خفيفة المعشر طيبة القلب فأحبها .. ليس كما يحب لتيـن ولكن حبه لزهرة سلس لم يرهقه .. وصب جام تركيزة معها ولم يسمح لقلبه أو لعقله بالتفكير في لتيـن
ولكنه صُدِمَ عندما علم أن عمـاد طلب لتيـن للزواج .. كان عمـاد الوحيد الذي يعلم بمشاعره تجاه لتيـن بخلاف جده و والدته1
كانت طعنة في الصميم ولكنها لم تقتله بل على العكس فقد ازداد صلابة وقوة ومن وقتها وهو يتجاهل لتيـن تماما لا يراها ولا يقترب منها فكانت كالمحرمات إذا اقترب منها خسر كل ما يملك
تنهد بعمق ليخرج من أفكاره .. واحتاج وبشدة تفريغ طاقته المكبوته ولم يجد أفضل من رسم بعض التصاميم فمع العمل لا يفكر بشيء مطلقًا حتى مالكة القلب والوجدان
××××××××××××
هتفت نـورا بنفاذ صبر للطرف الآخر عبر الهاتف: أيوه ياغبي عايزاك تعمل نفس الصور والفيديوهات اللي طلبتهم منك من كام سنه فاتو .. لا مش لنفس الراجل هبعتلك الصور حالًا (وأكملت بتحذير) بس اسمعني عايزهم يبانوا حقيقين من غير ولا غلطة6
صمتت قليلًا تستمع للطرف الآخر قبل أن تقول بتأفف: أيوه كل اللي هتطلبه هتأخده أهم حاجة الشغل يكون سليم 100%..تمام هتخلصهم إمتى؟
الطرف الأخر: ……………
نـورا بأنتصار: تمام النهاردة هبعتلك الفلوس وبعد بكرة الصور تكون وصلت للرقم اللي هبعتهولك تبعتهم باسم فاعل خير سلام
أغلقت الهاتف بسعادة تكاد تخنقها ثم هتفت بتشفي: و زي ما حصل أول مرة وعماد صدق شعـيب كمان هيصدق .. وأخيراً هخلص منك2
يا نــــوراااااااا
انتفضت برعب وهي تستمع لصراخ والدتها فأسرعت تخرج من غرفتها تتجه لمصدر الصوت تهتف بقلق: فيه إيه يا ماما رعبتيني
وفـاء بـفزع: ابنك سخن مولع ومش بينطق
أجابتها بلا مبالاة: هتلاقيهم شوية برد ولا حاجة متقلقيش1
صرخت وفـاء بذهول: أنتِ أتجننتي ابنك تعبان ياجاحدة
خرج مـازن من غرفته يهتف بقلق: في إيه ياماما صوتك عالي كده ليه
وفـاء بخوف: إلحقني يا مـازن. مالك سخن مولع
اقترب مـازن بلهفة من الصغير مالك يتفحصه ثم قال: اهدي يا ماما متقلقيش عنده نزلة برد وإن شاء الله لما ياخد الدوا اللي كان بياخد منه قبل كده الحراره هتنزل من فضلك يا أمي روحي هاتيه هو موجود في اوضتي
أومأت موافقه ثم خرجت مسرعه تحضر الدواء .. بمجرد خروجها اقترب مـازن يقبض على شعر نـورا بقسوة قائلًا بشراسة: أنتِ هتفضلي كده لحد إيمتى؟ أنتِ إيه مفيش في قلبك رحمة؟ النهاردة هقول لجدي على عمايلك السودا أنا لحد دلوقتي عامل إعتبار إنك أختي الكبيرة بس للأسف أنتِ لا كبيرة ولا نيلة أنتِ واحدة تافهة باصة تحت رجليها لحد ما في يوم هتوقعي على جدور رقبتك مش هتقوملك قومة .. (ثم أزاحها بعنف قائلًا بقسوة) أطلعي برة ومن النهاردة ملكيش علاقة بمالك.. بـرة1
انتفضت نـورا ثم أسرعت باتجاه غرفتها تهمس بحقد: بتتشطر عليا يا دكتور! طب والله العظيم لحرق قلبك على السنيورة بتاعتك .. عالم (××××) مينفعش معاهم الطيبة12
××××××××××××
قررت لتيـن زيارة والدتها فقد اشتاقت لها. فأبقت ملك وعائشة مع حنـان ثم صعدت إلى طابق والدها
طرقت الباب بهدوء فأتاها صوت والدتها تطالب بالإنتظار قبل أن تفتح الباب
هتفت فوزيـة بمفاجأة: لتيـن وحشتيني ياحبيبتي
ثم اقتربت منها تغمرها بين ذراعيها بحنان قبل أن تسحبها إلى الداخل قائلة بسعادة: وحشتيني يا ضنايا عامله إيه يا لتيـن؟ شعـيب والبنات أخبارهم إيه؟
لتيـن بخفوت وهي تجلس على أحد المقاعد: الحمدلله يا ماما كلنا بخير
فوزيـة بحنان: إن شاء الله دايما يانور عيني .. أنا مش مصدقة أنك جاية على شان تشوفيني
ابتسمت لتيـن بهدوء: وهو أنا عندي أغلى منك أنا بس كنت تعبانة عشان خاطري متزعليش مني وادعيلي
أومأت فوزيـة بتأكيد: قلبي وربي راضين عليكِ ليوم الدين .. أنا ليل ونهار بدعيلك ربنا يريح قلبك ويسعدك يابنتي
أحتضنتها لتيـن بقوه: آمين يا ماما آمين
انتفضتا معًا على صراخ حسـان: البت دي إيه اللي جابها هنا؟1
اقتربت منه فوزيـة بلهفة: إيه اللي بتقولو ده يا حسـان بيت أبوها وتيجي وقت ما تحب
هدر حسـان بقسوة: أنا معنديش بنات .. بناتي ماتوا
شهقت لتيـن بألم: بابــا!!
قاطعها حسـان بعنف: أنا مش أبوكِ ولا أنتِ بنتي البنت اللي تكسر كلام أبوها يبقى بناقصها يلا شوفي أنتِ راحه فين .. روحي للي أتجوزتيه غصب عني ولا هو زهق منك ورماكي زي اللي قبله
ران الصمت لدقائق وسط ذهول وبكاء فوزيـة وصمت لتيـن المؤلم
هتفت لتيـن بقهر: من كل قلبي بقولك ياريتك ما كنت أبويا ، أنت خذلتني كتير أوي عيشتني اليتم وأنت حي!! جوايا قهر ووجع منك زاد عن قوة صبري وقدرة احتمالي .. جوايا كلام لو قولته هيوجعك بس لازم أراعي ربنا فيك.. رغم ألمي لازم أسكت وما اتكلمش وكل مرة تخذلني فيها وأبقى عايزة أرد على قسوة كلامك أفتكر كلامه سبحانه وتعالى “وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً” فبسكت وبحتسب عند ربنا أنا هطلب منك طلب واحد لو سمحت ، أرجوك كفاية توجعني ، بلاش تأذيني بكلامك أرجوك!!
هدر حسـان بغضب: دلوقتي أنا الظالم المفتري؟! وأنتِ أيه مخذلتنيش؟ مخذلتنيش لما أصريتي تتجوزي عمـاد وأنتِ عيله 19سنة؟ مخذلتنيش لما سبتي دراستك ومكملتيش تعليمك؟ مخذلتنيش لما لجأتي لجدك وتجاهلتي وجودي؟ مخذلتنيش لما اطلقتي من غير ما تاخدي رأيي؟ مخذلتنيش لما اتجوزتي من تاني من غير موافقتي
صرخت لتيـن بألم: بتحاسبني على إيه؟ على حاجة عملتها وأنا بنت صغيرة مش واعية أنت قولت كنت 19سنه. غلطت؟ أيوة غلطت بس كان دورك تحميني وتوقف جانبي لكن أنت كان أهم حاجة عندك أني مطلقش مسألتنيش أنا عايشة ازاي؟ بيحصل فيا إيه؟ رغم أنك بتكون شايف أثر اللي بعيشه على وشي وجسمي بس بتتجاهله وكل مره أطلب الطلاق كنت بتمنعني عشان مبخلفش!! زعلان أني فلت بجلدي من تحت أيده؟ زعلان عشان أتشعلقت في طوق النجاة الوحيد اللي كان قدامي؟ زعلان عشان رضيت بشعيب؟ ومش زعلان على عمري وشبابي اللي راحوا؟ بابا بصلي كويس. أنا لتيـن اللي أنت ربتها؟ شايف ملامحي عامله أزاي؟ شايف شخصيتي؟ أنا أشبه بنتك اللي أنت ربتها؟ أنا توهت ومش لاقية حد يوصلني لبر الأمان .. توهت بس المكان الوحيد اللي المفروض ميخذلنيش هو أنتوا. أنت يا بابا
أجابها حسـان بقوه: لو عايزاني أقف معاكي وترجعي بنتي من تاني سيبي شعـيب وأطلقي منه قولتي إيه؟
شهقت فوزيـة بصدمة تضرب صدرها بحركة شعبية
أما لتيـن فهتفت بصوت ميت خالي من الحياه: موافقـة13
أبتسم حسان بانتصار وكأنه ربح اليانصيب أما فوزيـة فصرخت بذهول: لتيـــن!!!
يتبع…..
لقراءة الفصل الثالث عشر : اضغط هنا

اترك رد

error: Content is protected !!