Uncategorized

رواية ونسيت اني زوجة الفصل السابع عشر 17 بقلم سلوى عليبة

  رواية ونسيت اني زوجة الفصل السابع عشر 17 بقلم سلوى عليبة

رواية ونسيت اني زوجة الفصل السابع عشر 17 بقلم سلوى عليبة

رواية ونسيت اني زوجة الفصل السابع عشر 17 بقلم سلوى عليبة

عندما تنتظر الإهتمام من شخص ما ولا تجده ..فإنك تشعر بإنعدام قيمتك  …تشعر بأن ما قدمته من تصحيات قد ضاعت هباءاً .بل إن صفعة الخذلان لن تأتيك إلا من أقرب إنسان إليك …….
كان عبد الرحمن ينظر الى ولده الغائب وهو أمامه ….لايعرف ماذا يفعل ،فقلبه يخبره أن يأخذه بأحضانه فهو العائد بعد طول غياب ….وعقله يحثه على الإبتعاد فهو قد أتى منذ البارحه ولم يكلف نفسه عناء الإطمئنان عليه ولو حتى عن طريق الهاتف …..ولكن ماذا نفعل فى قلب مهما حدث له فهو يسوقنا الى الهلاك …فما بالك بقلب الأب المتلهف لرؤية ولده الحبيب …فليأخذه بين طيات قلبه وبعدها فليعاتبه كما يريد …….
إستدارت أسمهان عندما سمعت صوته وهو يردد بعدم تصديق أنها مازالت زوجته …..فى هذه الأثناء وقف عبد الرحمن واتجه نحو ولده والذى أصبح تائها من هول ماعلم …فهو لم يكن يتوقع تلك المفاجأه …..
وقف عبد الرحمن أمامه وقال بعتاب …
لسه فاكر إن ليك أب جاى تسلم عليه ….
نظر إليه إحسان وقال بإشتياق وهو يرتمى داخل أحضانه …
.وحشتنى قووى قوووووى يابابا ……
ضمه عبد الرحمن إليه بشده وكأنه يتأكد من أنه هو بالفعل بين يديه ….
بكى عبد الرحمن من شده إشتياقه وكذلك إحسان والذى ظل هو الآخر بداخل أحضان والده عله يلتمس الأمان الذى إفتقده أثناء غربته ……..
كانت أسمهان تتابع مايدور بين شفقة وحزن …فهى تعلم أن عبد الرحمن مهما حدث من إبنه فهو سيظل فى قلبه ولن يخرج ….فالوالد دائما ما يسامح فى حقه أمام راحة أبنائه …فكيف بعبد الرحمن والذى اختزل كل الأبناء فى إبن واحد ليس له إخوه …..وحزن على حالها وماذا ستفعل فى أيامها القادمه وكيف ستتعامل معه خاصةً وأنه قد علم أنها مازالت زوجته ….
بدأت بالإنسحاب دون أن يشعروا….ولكن إنتبه إحسان لها فخرج من أحضان والده وقال بصوت مسموع لها بوضوح ……أسمهان رايحه فين …..؟
لم تستجيب لندائه ولا لسؤاله وأكملت طريقها تجاه الباب لكى تفتحه …
هرول إليها بسرعه وقال لها بلهفه …رايحه فين …. ؟؟
نظرت إليه بإستهزاء وقالت ملكش فيه ….
ثم نظرت الى عبد الرحمن وقالت ….لو سمحت ياعمى أنا دلوقت قعدتى هنا مبقاش ليها لازمه …انت عارف إنى كنت قاعده مع حضرتك لسبب وأظن خلاص الدكتور وصل وحتى لو مقعدش هنا فأكيد هيجى كل شويه يزورك وأنا مقدرش أمنعه من بيته فأنا بعد إذنك همشى من هنا وهشوف مكان تانى عشان ……
لم يمهلها عبد الرحمن أن تكمل مابدأته وقال بغضب …..
بصى بقه يا أسمهان وده أخر كلام هقوله .. مفيش حد.هيمشى سامعانى ولو على إحسان يجى وقت مايحب ولو انتى مش عايزه تشوفيه براحتك ولو عايزانى أقابله بره كمان فأنا موافق لكن اللى فى دماغك ده مش هيحصل …….
نظرت إليه أسمهان وقالت بإستعطاف ..أرجوك ياعمى حط نفسك مكانى انا همشى ..صدقنى هرتاح لما همشى ….
ذهب إليها إحسان وقال بقوه …..مش هتمشى يا أسمهان مش هسمحلك تمشى خاصةً بعد ماعرفت إنك لسه مراتى …..
أنا كنت جاى أصلا من السفر عشان أجيلك وأتكلم معاكى  وأحاول أخليكى تسامحينى وترجعيلى …..يبقى لما رجعت ولقيتك لسه على زمتى أسيبك …مستحيل ده يحصل سامعه مستحيييييل ……
سحبت أسمهان يدها بقوه وقالت …
..وأنا مش مستنيه رأيك على فكره….انت خلاص وجودك زى عدمه …إنت بعدت وبعت وسافرت عايز إيه تانى …..أجابها بصوت على يشوبه الألم …وندمت ….والله ندمت واللى انتى عايزاه هعملهولك الا إنى أطلقك سامعانى ولا لا …..!!!
إبتسمت أسمهان بسخريه وقالت ….
طب والله كويس ندمت بعد سنتين ….مكنتش أعرف إن الندم بيحتاج الوقت ده كله …
نظر إليها بإستعطاف وقال …
كنت مفكرك مبقتيش مراتى …خفت أرجع ….والله خفت …
عارف إنى غبى بس أعمل إيه .طول عمرى حياتى عمليه ،شغلى وبس ،جيتى إنتى ودخلتى وغيرتيها بطيبتك وحنانك ورقتك معايا ومع بابا …خفت …أيوه خفت اللى تعبت فيه يضيع بسببك لأنى لقيت نفسى ضعيف قدامك …..ضعيف لدرجة إنى مكنتش ناوى أتمم جوازى منك ،بس لما شفتك حسيت كأنك جنيه وبتندهيلى أدخل العالم بتاعها فدخلت ….لكن بعدها خفت معرفش أطلع منه وصدقينى ندمت وبقول ياريتنى ماطلعت ….أعذرى بقه وسامحى …..
لاتنكر أن كلماته أثرت بها ولو قليلاً ولكن جراحها منه مازالت غائره لم تلتئم بعد ….
نظرت إليه بقوه وقالت . . 
وأنا موافقه إنى أسامحك وأنسى كل اللى عملته بس على شرط ……..
رد عليها بدون تفكير ووجهه يعلوه إبتسامه فرحه وقال …
.وانا موافق على أى شرط هتقوليه مهما كان ……
نظرت أسمهان الى عبد الرحمن والذى يتابع الحوار دون تدخل فوجدت فى عينيه تشجيع على أن تقول ماتريد ….
وجهت أسمهان نظرها لإحسان وقالت وعيناها تترقرق بها الدموع…..
.تعرف ترجعلى إبنى اللى راح من زعلى بسبب اللى عملته ….مش هقول رجعلى فرحتى اللى اتسرقت ولا أحلامى اللى ضاعت بس هقولك رجعلى إبنى وأنا ساعتها بس هسامحك ……
صدمه هى كل ماحلت عليه من كلامها لدرجة أن دموعه جرت على صدغيه دون أن يدرى ….
تصلب جميع جسده عند سماعه لكلامها ….عن أى أبن تتكلم ….هل كانت تحمل طفله هو ….ومن غيره قد يكون ….هل فقد ولده هو الآخر …….اااااااااااااااااه   خرجت من جوفه تلك الكلمه وكأنها تذبح روحه ……
لم يستطع عبد الرحمن أن يتابع ما يحدث من شدة ألمه ليس على أسمهان فقط ولكن أيضاً على ولده الوحيد فهو عندما علم بطفله فى ذات اللحظه علم بفقدانه ….ولكن من يلوم وإبنه المخطئ ولكنه هو الآخر يحمل من الوزر مايثقله …..
تركهم وجلس على المقعد وهو يضع وجهه بين كفيه بينما مازال إحسان على وضعه من الصدمه أما أسمهان فتمالكت دموعها وقالت من بين حشرجة صوتها …. 
هتقدر على الشرط يادكتور ولا تطلقنى وترتاح …..؟؟
تركته أسمهان وخرجت من الباب وهى تحاول أن تلملم شتات نفسها …..
توجهت للخارج وجدت السياره أمامها …ركبت السياره واتجهت الى الفندق المقيم به دكتور أرمان حتى تبدأ عملها فهى لن تتراجع عما بدأت فيه وستكمل طريقها حتى النهايه …….
أما عند عبد الرحمن وإحسان …….فلم يتغير فإحسان واقف مكانه حتى أنه لم يلاحظ نزول أسمهان فهو كل ما يدركه الآن أنه كان سبباً فى فقدان أسمهان لجنينها …….
وجد من يربت على كتفيه بهدوء وكأنه يوقظه من تفكيره ….
اتجه بناظريه الى والده والدموع مازالت تجرى من عينيه وقال ……هو أنا كده خلاص خسرت كل حاجه ….
..أخذه والده بين ذراعيه وشدد من إحتضانه …..عندها ترك إحسان العنان لنفسه وأصبح يقول وكأنه يهذى ….. 
والله أنا بس كنت عايز أحقق مستقبلى ،مكنتش عايز حاجه تانيه ،أنا كنت أنانى عارف بس والله انا حبيتها ومراحتش من بالى لحظه واحده بس خفت يابابا والله خفت أرجع أكون خسرتها وتكون اتجوزت بعد ماطلبت منك تطلقها …أخذ يصيح ويقول …ياريتنى رجعت مكنتش خسرتها ولا خسرت إبنى يابابا…..أنا بمووت والله بموووووت …….
أجابه عبد الرحمن وسط صوته المخنوق بالدموع وقال ….قولتلك محدش هيندم غيرك مصدقتنيش ……….
أيوه انا ندمت والله ندمت ….
ثم إنتصب مرةً واحده من أحضان أبيه وقال من بين دموعه …..بس لا برده مش هسيبها ،أسمهان مراتى وهحاول أعملها اللى هى عايزاه لغاية مترجعلى ….وهسيبها براحتها والأيام هتداوى اللى بينا لكن طلاق مش هطلق ……
♥︎♥︎♥︎♥︎♥︎♥︎♥︎♥︎
لو كان يعلم الإنسان أنه من الممكن أن يقبل شيئاً رفضه بشده قبل ذلك ….فلن يعترض أبداً على أى شئ بل سيقول كل شئ بمشيئة الله ………..
كانت نورين تجلس بغرفتها فهى فى عطلة ماقبل الإمتحانات وقررت أن ترجع الى بيتها لتذاكر وهى بجوار أخيها التوأم نور والتى إفتقدته بشده رغم كلامهم يومياً على الهاتف…..كما اشتاقت أيضاً لأسرتها جميعاً ….
نهضت من على مكتبها وذهبت لنور دقت الباب عليه …..
ممكن أدخل ولا لا ……؟
ضحك نور بشده وقال …..ليه هو إنتى لسه مدخلتيش ولا إيه ……؟
إبتسمت نورين وقالت تصدق إنى دخلت …
طب إيه انا هعمل نسكافيه أعملك معايا …..؟
.ضحك بإمتنان وقال ياريييت أصل هندسه ميكانيكا دى طلعت رخمه قوووى الصراحه ……
ضحكت بشده وقالت تستاهل مش إنت اللى اخترتها ..يلا بقه هروح أعمل النسكافيه وكمل مذاكره يابشمهندس …  …..
رن جرس المنزل أثناء حديثهم فقالت له …..
هروح أشوف مين يمكن تكون ماما رجعت من السوق ….
ذهبت بعد أن ارتدت إسدالها تحسباً ….فتحت الباب  فوجدت أمامها أخر شخص تتمنى أن تراه ليس لأنها تكرهه ولكن لأن قلبها ينبض عند رؤياه وهذا مالا تريده أن يحدث …..
أما هو فحدث ولا حرج ….فكان كالصنم لايتحرك وعيناه مركزه على من فتحت له …ياالله كم إشتاقها فهو حقاً كان لايريد أن يجتمع بها فى مكان واحد حتى لايفتضح وأيضاً كان يريد أن يكون على قدر المسئوليه والا يكون فقط علاء المستهتر الضائع …..
أجلى صوته وقال ….إحم إزيك يانورين عامله إيه ؟ 
خرجت هى الأخرى من صدمتها وقالت بصوت منخفض ….الحمد لله كويسه …
نور هنا لو سمحتى ممكن تناديله ؟ 
نظرت إليه نورين بإستغراب وقالت نور وإنت من إمتى ليك علاقه بنور ؟
نظر إليها بحزن فهو فهم خوفها على أخيها منه إعتقاداً أنه مازال كما هو …..رد بحزن وقال …..
لو سمحتى نادى نور وبعد كده إبقى إسأليه ….
نظرت إليه بشده وكأنها تريد أن تفهم ثم قالت
 طب إتفضل انا كده كده كنت هعمل نسكافيه تعالى إدخل وهعملك معانا ….
إبتسم بفرحه وقال بجد إنتى اللى هتعمليه ……؟؟!!
إرتبكت قليلا وقالت ….
ااه مانا كده كده هعمل يعنى فإتنين بقه ولا تلات كوبيات مش فارقه …….
دخل ورائها وقال..
طبعا داحتى لو نص كبايه مدام منك فأنا موافق ……
إرتفعت دقات قلبها بشده وفرت من أمامه حتى لايلاحظ عليها شيئاً ….
نادت على نور وذهبت تجاه المطبخ …صنعت النسكافيه ثم أخذته إليهم ..إستأذنت منهم وأخذت كوبها وذهبت تجاه غرفتها ولكنها فوجئت به يقول بلهفه…..
متشربيها معانا هنا حتى تسمعى إيه اللى أنا عايزه من نور ..
رغم أنها كانت تريد ذلك وبشده الا أنها أبت الجلوس حتى لاتنظر إليه أو تتعلق به أكثر فيكفيها مايحدث …..
ردت عليه بهدوء وقالت ….
لا معلش أصل عندى مذاكره كتييير لازم أخلصها ….
دخلت تحت أنظاره الحزينه المشتاقه إليها ….
أنهى كلامه مع نور وخرج من المنزل …..
خرجت نورين بسرعه من غرفتها ثم أمسكت يد أخاها وقالت ….
قولى بقه كان عايزك فى إيه سى علاء ده …اوعى يانور اوعى تمشى فى سكته عشان خاطرى بلاش …..
ضحك نور بشده وقال ….إنتى هبله يابنتى والله …أصلك مشوفتيش علاء بقالك أكتر من السنه …..
نظرت إليه وقالت بإستفسار ….
طب والسنه دى يعنى هتعمل إيه ؟ 
ضربها على رأسها بخفه وقال …..
أصلك معذوره ..بصى ياستى علاء اللى انتى شوفتيه دلوقت غير علاء اللى كان قبل كده ….أولا ساب إصحابه اللى كان ماشى معاهم من زمااان والتزم فى الصلاه يمكن أكتر منى لدرجة ان هو اللى بيصحينى للفجر …
فتحت عينيها من الصدمه وقالت بخفوت …
علاء معقول علاء اتغير كده ……
أكمل نور وقال بثقه ….مش كده وبس دا مسك الأچنص بتاع عمو إبراهيم ودلوقت ياستى كان جايلى عشان عايز يفتح زى نظام مكتب كده يبقى خاص بالعربيات من اول التصليح لكل شئ وده طبعا جنب شغله فى الأچنص ….أصل مقولكيش بقه جد جداً فى شغله وفوق ده وده كل الناس اللى شغالين معاه بيحبوه …
سألته بهدوء طب وإيه اللى غيره كده وفوق ده هو عايز منك إنت إييه؟ 
ضحك نور وقال ….عايز منى إيه فأنتى شكلك مش مركزه ،إنتى ناسيه إنى هندسه ميكانيكا يعنى ده صميم شغلي فهو عايزنى فى الأجازه انزل أمسك.معاه المكتب وأهو بالمره يبقى تدريب ليا …..
أما بقه إيه اللى غيره فعلمى علمك بس تقريباً كده الموضوع فيه واحده ……
شعرت بألم يغزو قلبها وقالت بتلعثم ….
ووواحده واحده مين وايه اللى عرفك ؟ 
اقترب منها وكأنه يقول سر حربى وقال ….
أصل مره روحتله شغله لقيته فى أوضه كده دخلت عليه لقيته بيصلى وسمعته وهو بيدعى وبيقول يارب غير فكرتها عنى واجعلها من نصيبى ……
ثم أكمل سبحان الذى يُغَير ولا يتغير …ربنا يهديه كمان وكمان …..وغير كده انا طول عمرى بعز علاء رغم صفاته الوحشه كنت دايماً شايف إن جواه خير بس عايز حد.يطلعه ……
ذهب كل واحد الى غرفته لإكمال مذاكرتهما ولكن عقلها وقلبها أيضاً مشغول بما حدث مع علاء ومن تكون تلك الفتاه التى غيرته والأكثر من ذلك لما تشعر هى بالحزن كونه مرتبط بأخرى ؟ 
نفضت تلك الأفكار من رأسها وقالت ….يارب سهل الأمور وله خير قربه منى ولو شر إبعده عنى ياااااارب …..
★★★★★★★★★★★★★★
عندما نمشى بدرب من دروب الحياه فيجب علينا إكمالها حتى نرى نتيجة مافعلنا ولا نيأس مهما قابلنا من ضغوط الحياه …..
ذهبت أسمهان إلى الفندق وتعرفت على دكتور أرمان والذى رغم أنه فى العقد السادس من العمر الا انه وسيم جدا وجذاب جدا رغم جديته بالعمل ولكنه رغم ذلك ليس بالشخص الثقيل فى المعامله …
تعرفت أيضا على إستيوارت والذى كان يعرفها بالفعل ….أختهم الى المشفى المتفق عليها ليقابل المرضى ويدرس حالتهم هو وفريقه الطبى والذى عرفت أنه يوجد طبيبه ولكنها ستصل اليوم لأنها طرأت مشكله بجواز سفرها …..
كانت تترجم بطلاقه جميع اللقاءات بين الفريق الطبى ولين المرضى وأهلهم ….حتى سأل دكتور أرمان عن إحسان وأين هو ….لم تعرف لما شعرت بالخوف عليه أن يؤذيه لكونه غائب عن تلك اللقاءات ….وفى هذه الأثناء دق الباب ودخل من بالخارج فكان إحسان …..لم تنظر إليه أسمهان وظلت تنظر فى بعض الأوراق التى معها …..
وجدت من يجلس بجوارها على الأريكه فوجدته هو بعينه …نظرت إليه بغيظ وقالت ….
قوم لو سمحت من هنا الكراسى على قفا من يشيل ….
لم ينظر اليها بل ظل ينظر أمامه وقال ….
وأنا مرتاح هنا ومش هقوم …..نكزته فى جانبه  وقالت من بين أسنانها …
روح ارتاح فى أى حته تانيه بعيد عنى ……
عندها فقط نظر فى عينيها وقال ….بس انا راحتى فى أى حته إنتى فيها وأنا قررت إنى خلاص تعبت ونويت أدور على راحتى اللى هى معاكى …
قررت النهوض من جواره ولكنها فوجئت به يقبض على يديها ويقول بهدوء …
إقعدى أحسنلك بدل ما اعرف الكل انك مراتى وساعتها بقه هرزعك بوسه قدامهم وهم أجانب هيقعدوا يسقفولنا ومش بعيد يسيبولنا الأوضه كلها …..
شهقت من كلماته الوقحه وقالت …
إنت قليل الأدب على فكره ….
رفع كتفيه بإستهزاء وقال ….مهو عادى إنى أكون قليل الأدب مع مراتى ……
نظرت إليه بغضب وقالت …إنت إيه قاعدتك مع الأجانب علمتك قلة الحيا ولا إيه ……؟؟!
ضحك بألم وقال ….لا وحياتك علمونى حاجات تانيه كتييير بس أكتر حاجه علمتهالى الغربه إنها متستهلش إنى أبعد عن اللى بحبهم ….
إختضب وجهها بالحمره من الخجل ورغم ذلك قالت …..
ياريت اللى إتكسر ينفع يتصلح .بس للأسف مينفعش …
كان سيرد عليها لولا دخول حمزه الى الغرفه وهو مشرق الوجه لأنه سيراها ولكن سرعان ما تغيرت تعابير وجهه للغضب عندما رآهم يجلسون بجوار بعضهم البعض …شعر به باسل والذى دخل وراؤه …
فأمسك بيده وقال بهدوء….إهدى كده وقول هديت متنساش إنه جوزها …..
نظر إليهم بسماجه وقرر تجاهل إحسان وذهب تجاه أسمهان وقال ….إزيك دلوقت مدام أسمهان ….
ردت عليه بإقتضاب …الحمد لله أحسن ….أراد حمزه أن يضايق إحسان فقال ……
تصدقى أنا إمبارح معرفتش أنام غير لما إتطمنت عليكى وسمعت صوتك بالتليفون ….
إرتبكت أسمهان وقالت …كلك واجب يامستر حمزه …انا الحمد لله أحسن دلوقت وشكرا لإهتمامك ….
.نظر إليه إحسان وقال بغيره واضحه …..
وإنت بقه بتطمن على كل الناس كده وأسمهان وبس وتعمد أن يقول إسمها دون ألقاب …
.فهم حمزه مغزى كلام إحسان وقال …..
طبعا مش كل الناس عندى مهمه زى مدام أسمهان …
وقف إحسان بغيره غضب وقال …
يعنى إيه بقه الكلام ده ؟ ….
تراجع حمزه قليلا وقال بمراوغه  …
قصدى يعنى إن أسمهان مفيش منها إتنين إنسانه محترمه وخلوقه وأى شخص يقرب منها لازم يعجب بشخصيتها ……..
وقفت أسمهان هى الأخرى وقالت بضيق …..
لو سمحتوا إنتوا الاتنين احنا فى مكان شغل وكمان ميصحش تسيبوا دكتور ارمان ده كله وهو قاعد بيتكلم مع دكتور استيوارت وانتو قاعدين تتناقروا مع بعض …..وكلمه ياريت أخيره ليكم انتو الاتنين …….أنا مفيش فى دماغى حاجه غير شغلى وبس تمام وبس …
ثم تركاهم وذهبت تجاه دكتور أرمان والذى ظلت تتكلم معه فى شتى المواضيع …..
توجه إحسان لحمزه وقال ……
ياريت تبعد عن أسمهان سامعنى ملكش دعوه بيها خاااالص ……..
سلط عليه حمزه نظره بتحدى وقال ….
وإن مبعدتش هتعمل إيه ……؟
ضغط إحسان على أسنانه من الغضب وقال …..
لو مبعدتش ساعتها أنا اللى هوقفك عند حدك …….
أكمل حمزه إستفزازه رغم كلام باسل له وقال ..   
بمناسبة إيه يعنى ؟ رد عليه إحسان بغضب …
بمناسبة إنى جوزها ……..
ضحك حمزه بشده وقال ….جوزها اللى سابها وسافر واول ماشفته اغمى عليها بدل ماتاخده فى حضنها ….
ثم أكمل بخبث طب أزاااى يعنى ،دى شكلها مش بتطيقك ….وعلى العموم أما نشوف هى هتختار مين فينا..اللى سابها وسافر ولا اللى ممكن يعملها اللى نفسها فيه ويعوضها عن كل شئ حصل لها معاك …سلام …
خرج حمزه وترك إحسان يغلى من الغيره فهو قالها صراحةً لن يترك زوجته ….أى وقاحة تلك ..ولكن هل من الممكن أن تختاره أسمهان …كيف ذلك …لا والف لا فهو لن يتركها أبدا مهما حدث …. 
♠︎♠︎♠︎♠︎♠︎♠︎♠︎♠︎♠︎♠︎■■
لو كان الإنسان يعلم أن العند يبعدنا عن السعاده لتركناه جانبا ً ….
كانت شهد هى وإيمان يجلسون بكافيتريا الجامعه ….فمنذ حادثة أحمد وشهد فقدت حسها الفكاهى خاصةً بعد موقف والدها فبدلا من مؤازرتها الا أنه أصبح يثبت صواب نظريته ووجهة نظره …..
ربتت أسمهان على كفيها وقالت …
خلاص بقه ياشوشو مش متعوده عليكى نكد كده …
فوقى كده وفرفشى وشيلى كلام باباكى من دماغك خااالص وكمان إنتى عرفتيهم ان عمرك ماهتبعدى عنه صح ولا إيه …..أومأت برأسها بشده ….
ضحكت إيمان وقال …
خلاص براحه عارفين إنك مدلوقه عليه ….بصى طول ماهو جنبك ميهمكيش حد وكمان محدش ضامن عمره ودلوقت الشباب بيموت وهو نايم ….كل واحد وله عمره ومش كل الظباط بيموتو يعنى ..مانتى عندك عمو عبد الرحمن اهو اتحال على المعاش ولسه عايش ….
ردت شهد بهدوء …..أنا عارفه كل ده ومؤمنه بيه ..بس متعرفيش هم مالهم ،تفكيرهم غريييييب …يعنى تعرفى انتى عارفه حنين بنت عمى لسه متجوزه مكملتش 5 سنين وجوزها مهندس ورغم كده مات من يومين فى حادثه .قلت هيفوقو ويقولوا دى أعمار ماهو مش ظابط اهو ومات ،بس برده لقيت تفكيرهم زى ماهو …أنا تعبت والله تعبت ……
وجدت من يمسك يدها ويقبلها ويقول ….ماعاش ولا كان اللى يتعبك ياست البنات كلهم ……
وجدت أحمد أمامها وهو مبتسم بشده ……
فرحت شهد.وقالت رجعت إمتى ….؟
جلس أحمد وقال ….اولا إزيك يا إيمان وازاى دكتور رزق …..
أجابت إيمان بهدوء وقالت ….الحمد لله حمدا لله على السلامه ……. 
رد عليها وهو نظره على شهد وقال الله يسلمك انا جيت على طول عليكى يعنى حتى مروحتش لخالتك لسه ….
.إبتسمت شهد وقالت ربنا يخليك ليا يااااارب …..
إبتسم بشده وقال بترجى ويخليكى ليا بس وافقى بالله عليكى على اللى قولتلك عليه …ماتقنعيها يا إيمان ….
إيمان بإستفسار …أقنعها بإيه بس …..
أحمد بإستجداء …انها تخلص الترم ده ونتجوز كده كده خلاص مفضلش غير ترم وتتخرج …
ضحكت إيمان وقالت …اللى يشوفك وانتى رافضه ميشوفكيش وانتى هتموتى وتتجوزى ….
نظرت اليها شهد بتحذير وفالت …إيماااان …..
ضحك أحمد وقال ….من غير إيمان ماتقول حاجه أنا عارف إنك بتموتى فيا وهتموتى وتتجوزينى إنتى مفكره إنى بقدم الجواز عشان خاطرى أبسلوتلى ده عشان خاطرك أنتى ثم غمز بعينه …..
ضحكت إيمان بشده عليهم بينما إغتاظت شهد وقالت …
بقى عشانى أنا طب أنا ياسيدى مش عايز…..
وقبل أن تكمل وضع يده على فمها وقال والله مانتى مكمله …ياستى أنا اللى هموت واتجوزك بقه تعبت إنتظار إرحمى أمى …..
ضحكت شهد بثقه وقالت ….أيوه كده اتعدل …..
تمنت لهم إيمان السعاده واستأذنت منهم للذهاب الى دكتور رزق فهو ينتظرها بعد إنتهاء محاضراته ……عند ذهابها وجدت رامز أمامها ولكنها لم تعيره إنتباها فسمعته يقول …..
ياعينى مش عارفه إيه بيحصل من وراها ..يلا خليها تعرف يمكن تفوق …..
لم تفهم ما يرمى إليه بكلامه ولكنها ذهبت فى طريقها الى مكتب رزق والذى وجدته مفتوح قليلا فدقت مرةً واحده وقالت بفرحه …..
نحن هناااا ولكنها صدمت مكانها مما رأت عندما رأت تلك الجنه قابعه بأحضان دكتور رزق …………
يتبع….
لقراءة الفصل الثامن عشر : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا

اترك رد

error: Content is protected !!