Uncategorized

رواية سيليا و الشيطان الفصل السادس عشر 16 بقلم رولا هاني

    رواية سيليا و الشيطان الفصل السادس عشر 16 بقلم رولا هاني

رواية سيليا و الشيطان الفصل السادس عشر 16 بقلم رولا هاني

رواية سيليا و الشيطان الفصل السادس عشر 16 بقلم رولا هاني

إنهمرت عبراتها تلقائيًا ما إن إقترب منها و كادت أن تركض صارخة، و لكنه منعها عندما قبض علي خصلاتها بعنفٍ صارخًا بإهتياجٍ و الشر يتطاير من عينيه:
-كُنتي فين يا روح ***. 
تعثرت قدمها لتقع علي الأرضية فجذب هو خصلاتها بعنفٍ أكبر جعلها تتأوه بصراخٍ مفزعٍ، بينما هو لا يستطيع السيطرة علي غضبه الجحيمي ليتابع صراخه ب:
-بتعملي إية هنا؟ 
إنتحبت بقهرٍ و قدميها لا تستطيع حملها، فظلت علي الأرض و هي تتوسل إليه قائلة من وسط دموعها التي غمرت كلا وجنتيها:
-أبوس إيدك سيبني.
لم يستطع السيطرة علي أعصابه فصفعها بقوة قبل أن يهتاج صارخًا بكراهية و إحتقارٍ ظهرا في عينيه:
-إية اللي بينك و بين “بلال”؟..رُدي.
رفع يده مجددًا ينوي صفعها بتلك الصورة المهينة، و لكنه وجد شخص ما يمنعه ليدفعه بعيدًا عنها، فدفعه هو الأخر ليجده “برق” و هو يحذره قائلًا:
-إياك تمد إيدك عليها. 
سار بخطواته السريعة ليحذره هو الأخر بنبرته الصارخة:
-إبعد عن وشي بدل ما أقتلك معاها. 
قبض “برق” علي كلا ذراعي صديقه ليمنعه من الحركة بصعوبة بالغة قبل أن يصرخ بوجهه و الرجاء يشع من عينيه بوميضٍ واضحٍ، بينما “رحيق” تتشبث بملابسه و هي تدفن وجهها بقميصه خشية من تصرفات شقيقها التي باتت غير متوقعة:
-أختك غلطت مرتين، مرة مع “إياد” و مرة مع “بلال”، و صدق اللي بقوله عشان فعلًا حقيقي، و كونك عايزة تقتلها دلوقت دة مش هيفيدك بحاجة غير إنك هتودي نفسك فداهية، خلاص اللي حصل حصل و صدقني هي عايزة تتغير و تبطل كل القرف اللي كانت بتعمله زمان.
ثم تابع بتساؤلٍ و هو يلتفت للخلف ليرمقها بنظرات ذات مغزي:
-مش كدة يا “رحيق”. 
أومأت له بهستيرية من وسط عبراتها التي كانت تزداد لتغمر وجنتيها أكثر، بينما هو يلتفت ناحية “تميم” الذي جحظت عيناه بعدم تصديق هامسًا بصدمة واضحة:
-“إياد”!
إزدرد “برق” ريقه و هو يومئ له عدة مرات بصمته الذي فضله في تلك اللحظة، بينما “تميم” يتحرك بخطواته البطيئة و هو يحاول إستيعاب ما إستمعه منذ قليل، أما “رحيق” فهي عادت مجددًا لتختبئ خلف ظهر “برق” خوفًا منه، و فجأة إنتفض جسدها و عبراتها الحزينة تتهاوي علي وجنتيها عندما إستمعت لنبرة شقيقها القاسية و هو يقول:
-مش عايز أشوف وشك تاني في البيت و كفاية أوي إني مدفنتكيش مكانك. 
خرج من الشقة بأكملها بخطواته الراكضة، بينما هي تتنهد براحة ما إن خرج، ثم إرتمت بين أحضان “برق” بلا تفكير و هي تصرخ باكية لتهمس بعدها بإمتنان:
-شكرًا يا “برق”، عمري ما هنسي اللي عملته معايا أبدًا. 
طوق خصرها و هو يربت علي ظهرها بحنوٍ ليتذكر ما حدث منذ ساعة تقريبًا! 
(عودة للوقت السابق) 
توقف عن الركض و هو يلهث بعنفٍ ليعلو صدره و يهبط، ثم نظر تجاه إحدي رجاله الذي إستطاع الإمساك ب “بلال” الذي حاول المقاومة و لكنه لم يستطع بسبب ذلك العدد الكبير من الرجال الذين قيدوه بمكانه، كاد أن يتحدث و لكنه توقف عندما قاطعه رنين هاتفه المزعج فأخرجه من جيبه و هو يتفحص هوية المتصل من علي شاشته ليجدها والدة صديقه “بيسان”، فإبتعد قليلًا عنهم و هو يحذرهم قائلًا:
-خدوا بالكوا ليهرب منكوا. 
ضغط علي الهاتف قبل أن يضعه علي أذنه قائلًا:
-أهلًا بحضرتك. 
إستمع لنبرتها الشبه باكية بإهتمامٍ ملحوظٍ علي تعابير وجهه التي إنكمشت بإنتباه:
-متعرفش أي أخبار عن “تميم” يا “برق”. 
إزدرد ريقه بتعجبٍ قبل أن يهز رأسه نافيًا هاتفًا:
-لا معرفش، هو حضرتك بتدوري عليه؟ 
تجاهلت سؤاله لتتوسله قائلة:
-الله يخليك لو عرفت عنه أي أخبار إبقي قولي علطول. 
رد عليها و هو يخرج تنهيداته الحارة:
-حاضر. 
أغلق الخط معها و فجأة مر بباله شئ جعل الصدمة تظهر علي وجهه بصورة ملحوظة ليتذكر إن مفتاح شقته بالأسكندرية مع صديقه “تميم”، و بالتأكيد ما إن سيصل لهنا سيأتي إليها، ليتذكر وقتها “رحيق” التي إختطفها إليها هروبًا منه، لذا ركض بأقصي سرعته تجاه رجاله ليهتف بنبرته المتوترة الواضحة:
-خدوه علي المكان اللي إتفقنا عليه و بكرة هجيلكوا. 
ثم تراجع بخطواته راكضًا ليذهب لشقته و هو يتمني عدم وجود صديقه بالمكان، فهو و بالتأكيد سيقتلها بلا تردد! 
(عودة للوقت الحالي)
أبعدها عنه ببعض من الوجوم و بعد عدة لحظات هتف بقتامة و هو ينظر في عينيها مباشرةً:
-ياريت بس تنضفي زي ما قولت من شوية و تبطلي كل القرف اللي بتعمليه دة.
إبتعد عنها و كاد أن يخرج من الغرفة و لكنها أوقفته بهمسها بنبرتها المرتبكة ب:
-إنتَ هتسيبني هنا! 
إستدار ناحيتها ليرمقها بتساؤلٍ فهمته هي سريعًا، ففركت كلا كفيها بتوترٍ شديدٍ قبل أن تهمس برجاء و عبراتها تلتمع بعينيها مجددًا:
-“برق” متسيبنيش، أنا بقيت لوحدي..معادش ليا أهل، مفاضلش حد ليا غيرك. 
رمقها بحيرته التي أصبحت تراوده خلال تلك الفترة الأخيرة، ثم نظر في عينيها التي كانت تذرف دموعًا حارة، ليراوده عدة أسئلة، أهل بالفعل لن تعود لتلك الفتاة المتعجرفة ذات التصرفات الحمقاء!؟…أم إن تلك عدة كلمات قالتها في وقت ضيق لم تجد فيه أي شخص غيره!؟…أخفض نظراته عندما لم يتحمل رؤية عبراتها الراجية، ثم رد عليها بعدة كلمات أصابت قلبها بالألم الشديد لتبتلع وقتها تلك الغصة المريرة و هي ترمقه بعدم تصديق:
-مبقتيش تستاهلي يا “رحيق”، صدقيني مبقتيش تستاهليني ولا حتي تستاهلي حُبي. 
إتسعت حدقتاها و إنفرجت شفتاها قبل أن تهمس بإستنكارٍ:
-حُبك! 
إرتسم علي ثغره إبتسامة جانبية ساخرة قبل أن يومئ لها عدة مرات، هامسًا بقلة حيلة و هو يرمقها بنفورٍ واضحٍ:
-أيوة حُبي، حُبي اللي مهما بتعملي بيفضل زي ما هو، بحميكي من أخوكي و بحاول أبعدك عن كل القرف اللي بتجري عليه و مش قادر أفهم السبب، حُبي اللي إنتِ متستحقيهوش أبدًا يا “رحيق”..
قاطعته صارخة بإنهيارٍ و هي تضع كلا كفيها علي أذنها رافضة إستماع المزيد من كلماته الجارحة التي تحرق روحها بلا رحمة:
-كفاية بقي كفاية أرجوك.
تحركت بخطواتها البطيئة لتخرج من الغرفة فخرج هو خلفها صارخًا ب:
-رايحة فين؟
سيطرت علي عبراتها بصعوبة بالغة لتنظر في عينيه مباشرةً قائلة بنبرتها المرتجفة بعنفٍ:
-همشي من هنا، عايزني أقعد معاك إزاي و إنتَ كارهني كدة!؟
قبض علي ذراعها بقوة و هو يصرخ مجددًا بغضبه الجحيمي:
-عايزة تروحي ل “بلال” مش كدة ولا يا تري المرادي هتروحي لمين!؟ 
حاولت سحب ذراعها و هي تطبق جفنيها لتحاول السيطرة علي دموعها التي تحاربها و بكل ضراوة لتسقط، ثم همست هي بنبرتها المرتعشة:
-يهمك اوي أروحله أو مروحلوش!؟ 
ترك ذراعها لينظر في عينيها الباكية ليرد عليها بصوته القاسي الذي بات كالجلاد الذي لا يتركها بلا شفقة:
-مش فكرة تروحيله، فكرة إنك عُمرك ما هتنضفي من ال***** اللي إنتِ فيها. 
ثم تابع بتساؤلٍ و هو يتراجع بخطواته للخلف قليلًا:
-عايزة تمشي يا “رحيق”؟
ليكمل بعدها صارخًا بصورة جعلت جسدها ينتفض لتصرخ هي بذعرٍ:
-إمشي و متورينيش وشك تاني.
تحركت بالفعل راكضة لتخرج من الشقة، بينما هو يتابعها، حتي توارت عن أنظاره، فصرخ بندمٍ باكيًا بحرقة، لم يكن يريد ذهابها، لم يريد إبتعادها و لكن كرامته باتت تمنعه من توضيح عشقه الذي سيظل يعذبه حتي أخر أنفاسه، جز علي أسنانه بعصبية شديدة و هو يتسائل..لما الفتاة الوحيدة التي عشقها تكون بتلك الحقارة!؟…كان يتمناها نقية طيبة و ليست خبيثة ماكرة، هو ليس أفضل رجال العالم و هو يعرف ذلك و لكنه ليس بذلك السوء، هو لم يخدع أقاربه و لم يكن وقح هكذا بيومٍ ما، و فجأة شعر بجدية الأمر، ليزكن وقتها إن عند خروجها من بيته سيفقدها و لن يجدها بسهولة أبدًا، لذا و بلا تردد خرج من الشقة هابطًا الدرج بخطواتٍ راكضة، ليلبي طلبات قلبه الذي يسيطر عليه متجاهل كل شئ و أهم ما يتجاهله هو كرامته التي تأبي كل ما يحدث، وجدها تبكي بداخل البيت فإبتسم بحزن من وسط دموعه التي أراد إخفاءها عن عينيها فركض ناحيتها و هو يسحبها بصورة مفاجأة جعلتها تشهق بصدمة، فلم تستطع وقتها إستيعاب أي شئ سوي إنها بين إحضانه و هو يهمس بشجن:
-مقدرش أسيبك تضيعي من بين إيديا. 
____________________________________________
توقف بسيارته ليتفحص هاتفه الذي وجد عليه مئات المكالمات الفائتة من والدته، فضغط عليه عدة ضغطات قبل أن يضعه علي أذنه قائلًا:
-في إية يا ماما؟
ردت “بيسان” وقتها بنبرتها الصارخة التي أزعجته:
-إنتَ فين يا زفت؟ 
رد عليها بتأففٍ و هو يمرر كفه بعنفٍ علي وجهه:
-ما إنتِ عارفة أنا فين. 
وجد ردها الصارخ مجددًا لينتبه وقتها لحديثها جيدًا:
-أنا في إسكندرية في *****. 
جز علي أسنانه بغضبٍ و هو يضرب بكفه علي باب السيارة بعنفٍ هاتفًا بنزقٍ، و قد سيطر علي إهتياجه بصعوبة واضحة:
-أنا جايلك حالًا.
____________________________________________
-“زاهر”…إنتَ لية مش بترد عليا!؟ 
قالتها بعدما دلفت لتلك الغرفة لتجده جالس علي الفراش بصمته الذي يصيب المرء بالتوتر المفرط، فظلت هي تتفحصه قليلًا قبل أن تقترب منه لتجلس بجانبه، فرأته و هو يبتعد عنها ليترك مسافة ليست صغيرة بينهما، نظرت أمامها ببعض من الشرود الذي إزداد خاصة في وسط ذلك الهدوء لتهمس هي بنبرة مسموعة دلت علي عبراتها التي علي وشك السقوط:
-زمان قبل ما يحصل اللي حصلي كنت “ياقوت” تانية خالص، بحب الضحك و الهزار، مش دايمًا عصبية و زعلانة زي دلوقت. 
ثم تابعت بنبرتها الباكية و هي تكفكف عبراتها التي كادت أن تغمر وجنتيها، لتنظر بعدها له و لكن الصورة أصبحت مشوشة مجددًا بسبب عبراتها التي حجبت عنها الرؤية بصورة واضحة:
-عارف!؟..إنتَ اللي تستاهل واحدة أحسن مني يا “زاهر”. 
وجدته يطرق رأسه و هو يميل بها ناحيتها بعض الشئ، فعلمت وقتها إنه يستمع لها بإنتباه، لذا أكملت بنبرة مهتزة و هي تنتحب بلا توقف لتتذكر كل شئ:
-تستاهل واحدة أحسن مني بكتير، علي الأقل مش معقدة زيي.
لم يستطع إستماع صوت بكائها الذي يصيب المرء بالشفقة ذلك و هو بصمته هذا، فإقترب منها قليلًا ليمد ذراعه للجانب بحثًا عنها ليجدها هي الأخري تقترب منه لتلمس كفه و هي تتشبث به، فسحبها هو ببطئ لأحضانه التي إرتمت بداخلها و هي تتابع بكاءها بلا هوادة، بينما هو يربت علي ظهرها بحنان و عبراته تخونه حزنًا عليها فهو لم يتمني بيومٍ ما أن تكن في تلك الحالة المزرية، ثم ضمها له أكثر و هو يميل برأسه للأسفل ناحيتها ليقبل رأسها و هو يهدهدها و كأنها طفلة صغيرة، بينما هي تصرخ بإنهيارٍ و هي تضرب صدره عدة ضربات عنيفة لتخرج شحنة غضبها التي سيطرت عليها لفترة طويلة، بينما هو يستمعها بصمتٍ ليعطها الفرصة الكاملة في التخلص من كل تلك الذكريات السيئة:
-لو مكنتش روحت يومها ليهم مكانش حصلي كدة، مكانتش روحي هتتشوه بالمنظر دة.
إرتجف جسدها بقوة و هي تجهش بالبكاء من جديد، بينما عبرات “زاهر” تتهاوي علي وجنتيه هامسًا بأسفٍ:
-لو كان بإيدي كنت حاولت أحميكي حتي لو كان التمن حياتي، أنا فعلًا أسف. 
لاحظ صمتها الذي طال فهمس بعدها بعدة لحظات ببعض من القلق:
-“ياقوت”! 
ردت عليه هي الأخري هامسة و هي تزداد تشبثًا بملابسه:
-خليني في حضنك يا “زاهر”. 
أومأ لها بصمتٍ و شعور العجز يسيطر عليه فهو أصبح غير قادر علي مساعدتها، ليراوده أسئلة كثيرة أهمها..كيف يساعدها لتخرج من حالة الإنهيار الشديدة التي سيطرت عليها تلك!؟ 
____________________________________________
-يعني أختك كويسة؟ 
قالتها “بيسان” متسائلة بتوجسٍ و هي ترمقه بوجلٍ فأومأ هو لها عدة مرات، بينما هي تتنهد براحة و هي تستطيع تصديق ما يقوله فهي إستطاعت الإتصال بإبنتها منذ قليل من الأساس، ثم و بعد عدة لحظات هتفت ب:
-طب أنا هروح أجيب حاجة ناكلها من المطعم دة. 
أومأ لها “تميم” بصمتٍ، بينما “سيليا” تتابعه بعدم إطمئنان بنظراتها المطولة لتجده منتبه لوالدته بصورة كبيرة، و فجأة إلتفت هو لها قائلًا بصرامة لا تتقبل النقاش بعدما قبض علي معصمها ليسحبها خلفه:
-يلا بسرعة. 
سارت خلفه عنوة و هي تتسائل بنبرة عالية بعض الشئ:
-هو إية اللي يلا؟
صعد سيارته صارخًا بنبرة مهتاجة و هو يرمقها بنظراته التحذيرية التي جعلتها تزكن بعض من خطورة الأمر المجهول الذي لا تعرفه:
-يلا بسرعة منغير أسئلة. 
صعدت السيارة سريعًا، و قد تهدجت أنفاسها من فرط الإرتباك، لذا تسائلت هي مجددًا بعدما إنطلق هو بسيارته:
-في إية!؟…و لية سيبنا مامتك و مشينا؟…فهمني حتي واخدني فين؟ 
يتبع…..
لقراءة الفصل السابع عشر : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا

اترك رد

error: Content is protected !!