Uncategorized

رواية مقتحمة غيرت حياتي الفصل التاسع والعشرون 29 بقلم نورهان ناصر

   رواية مقتحمة غيرت حياتي الفصل التاسع والعشرون 29 بقلم نورهان ناصر

رواية مقتحمة غيرت حياتي الفصل التاسع والعشرون 29 بقلم نورهان ناصر

رواية مقتحمة غيرت حياتي الفصل التاسع والعشرون 29 بقلم نورهان ناصر

انحبست الأنفاس وتوقفت عقارب الساعة عن العمل  ،شعر كما لو أن الزمن توقف وهدأت الرياح عن الحركه  ، واستكان الكون في هدوء مريب ، فهدأت الأصوات وساد صمت عجيب ، تبدلت غيوم السماء البيضاء بأخري سوداء غاضبة تشبه غضبه وحالته الآن ، نظر سيف إلي الراكضة  علي حچرهِ بحزن ودموعه لم تتوقف ، 
صرخ سيف صرخات عاليه عنيفة وقلبه يتآكله علي من تغرق في دمائها وهي مجثية علي قدميه لا تحرك ساكناً 
سيف بقلب متألم: يا ررررررررررررررررررررب رحمتتتتتتتتتتتتتتتتتتك 
مرت ثوان معدودة بعد غلق ذلك الخط فجاءة ،  قبل أن يستلم تسجيل صوتي يقول بخبث شديد” 10، 9، 8، 7، 6، 5، 4، 3، 2 ، 1
بووووووووووووووووووم ثم تعالت أصوات ضحكه الخبيثة وهو يقول happy journey to hill !
فتح عينه بصدمة شعر بالعجز يتخلله عندما أدرك محتوي الرسالة الصوتيه   ، توقف عقله عن العمل ، أحس بالضياع شعر بالعجز حرفياً ، نظر إليها فوجدها تمسك يده التي يضعها علي مكان النزيف  بقوه تضغط عليها وكأنها حاضرة معه تقول له تماسك من أجلي  ، بينما هي كانت  في عالم آخر وغاءبه عن الوعي ، بينما كان يستمع لذاك التسجيل كان يحاول أن يخرج من تلك السيارة 
سيف بدموع وهو يهز رأسه أغمض عينيه يحاول بث الهدوء قليلاً حتي يهدأ من نوبه الخوف التي سيطرت عليه فللأسف عندما يتعلق الأمر بمن هم اغلي من الفؤاد يعجز العقل عن العمل أو التفكير في شيء رغم أن الحل يبقي أمام ناظريه ولكن من صدمته وشدة توتره لم يحسن التفكير فقال بصوت مضطرب  : اهدي يا سيف فكر فكر بسرعه انت مش ضعيف علي طول بتلاقي الحلول  اهدي فكر فكر علشانها اهدي ربنا معانا فاضل دقيقه والقنبلة هتنفجر فكر بسرعه معاك 60 ثانيه لازم الاقي حل 
أنهي كلمته وهو يشرع سريعاً في فك حزام الامان عنها الذي كان عالقاً علي سوء حظه بينما أسماء تضع كل حً ـمِـل كامل جسدها عليه  ثم فتح باب السيارة بتعب من جانبه هو  خرج بهدوء ثم عاد وحملها علي ذراعيه  سريعاً وخرج بها وضعها علي الطريق بعيدا عن السيارة قدر الإمكان بينما كان الشارع خالي تماماً من أية حركه ليس به أحد إطلاقا ثم رجع إلي السيارة مرة أخرى وهو يعدو الطريق بين قدميه ، اخذ منها شيء سريعاً  ، وبمجرد أن خرج من السيارة انفجرت وتحولت إلى أشلاء وتصاعدت النيران إلي السماء ، ومن شدة الإنفجار اندفع سيف بقوة و ارتفع عن الأرض ثم هبط بقوة واصطدم بالاسفلت و جرح مقدمة رأسه ، لكنه لم يهتم بآلام جسده ونظرت عينيه للتي تتوسط الطريق بدون حراك لا تعي ما يجري من حولها ، تحامل علي آلمه و زحف إليها بإعياء شديد وهو يجر الأرض خلفه حتي يصل إليها حتي استطاع أخيراً،
فكان يبعد عن السيارة بمقدار ليس بقليل وهي علي الأرض وهو يعتليها بجسده يحميها رغم كل آلامه وتعبه ونزيف رأسه عندما توقف الزمن والمكان و جحظت عينيه بصدمة وهو ينظر إليها بدموع وصرخ عاليا 
سيف بتعب شديد ودموع : لأ لاااااااااااااااااااااااااااا 
مش هتموتي مش هتسبيني لوحدي لاااااااااااااااا مستحيل
كانت أسماء متسطحة علي الأرض بدون حراك جسدها يتصلب شيء فشيئا ، والبرودة تتغلل لأطراف جسدها شفتاها زرقاء وجهها شاحب يدها باردة برود ثقيع ،تنزف بشده .
سيف وهو ينظر إليها ثم وضع رأسه علي موضع قلبها يستمع لدقاته ، صدم بشده عندما شعر بأن دقات قلبها تكاد تكون منعدمه و بطيئة 
أسند رأسه علي جبهتها انهمرت دموعه بشده وبكي كما لم يبكي من قبل ، فاق من صدمته ليحدث نفسه 
سيف بدموع : لا لا يا سيف مش وقت ضعف ده لازم تكون قوي علشانها انت عمرك ما كنت ضعيف قوم وكمل وهتوصل إن شاء الله هي لسه فيها نفس وعلشان النفس ده لازم تعمل أي حاجه لسه عندك فرصة تنقذها ياما مًر   عليك أسوأ من كدة وعمرك ما انهزمت  ولا ضعفت قوم علشانها وعلشان غُفران بنتنا 
رفع رأسه ينظر حوله فوجد غابة صغيرة  علي مقربة منه أو هكذا يعتقد  ، نهض عنها بتعب وحملها بين يديه وسار بها رغم تعبه وألم قدمه  وهو يضمها له أكثر يحميها يدفأها بحرارة جسده ، ظل يسير بها بلا كللا أو ملل  حتي تعبت قدماه لكنه لم يستسلم ،  وصل بها لمكان يعج بالأشجار والظلام حالك والغيوم تغطي السماء  وضعها أسفل شجره كثيفة وبصعوبه أخرج من جيب بنطاله مصباحا يدوياً صغير أشعله ثم جثي أمامها ، نزع عنه سترته الجلدية و ضعها جانباً، ثم أحضر علبة الإسعافات الأولية التي أخرجها بصعوبه شديدة من سيارته قبل أن تنفجر في وقت سابق فعلي ما يبدو ليس لديه حل غيره عليه هو ايقاف النزيف وخياطة ذاك الجُـرح لها فليلتهم مطوله وقد انقشع ضوء النهار وانزل الليل ستارته عليهم بالإضافة إلي هذا المكان الذي يبدو غير مأهول بالسكان ،
أمسك بالمقص بين يديه ، بيد ترتعش وهو يبكي بعنف نظر سيف إلي السماء يدعو ربه أن يوفقه 
سيف برجاء ودموع : يا رب ساعدني أنقذها يارب رحمتك 
أخفض رأسه ونظر إليها مطولاً ثم قال
سيف بدموع : هنقذك استحملي علشاني خليكي قوية 
أنهي كلمته ثم شرع يقص  ملابسها من موضع النزيف فقط ، ليفسح المكان لذلك الجرح  ثم أخرج بعض المعقمات وخيط و إبرة ، أمسك القطن ثم مسح الدماء  التي لم تتوقف عن الانهمار ، تنفس الصعداء يحاول تهدئة نفسه قليلاً كي يصمد هو معتاد علي مثل تلك الحالات  فلطالما أصيب زملاؤه وكان هو من يضمد جراحهم ويخيطها لهم وكان بارعاً في هذا ولكنه الآن يشعر كما لو كانت أول مرة يفعلها ، يشعر بالخوف يده ترتعش   ، لا يقدر علي فعلها فهذه حبيبته كيف لها أن تتحمل شيء كهذا بدون مخدر موضعي فهي ليست رجل ، نظر إلي السماء وهو يدعي بداخله أن يوفقه الله وأن تتحمل محبوبته هذا الألم،
سيف بتعب وهو يمسك الإبرة في يده ويضع الكشاف يسلطه علي موضع الجرح قال بصوت مبحوح من البكاء  : سهله ياما عملتها يا سيف اهدي وركز إن شاء الله هتقدر 
  ثم شرع يخيط لها الجرح ومع أول وخزة من الإبرة حتي صرخت صرخات تقطع نياط القلوب من شدة الألم ، فزع سيف و ارتعشت يده ووقع الخيط منه ونظر إليها و دموعه تغشي عينه وهو يراها تتألم 
سيف بنحيب أمسك وجهها بين يديه: معلش استحملي …….  لازم أوقف النزيف  …….ساعديني يا أسماء استحملي يا حبيبتي انا مش معايا مخدر استحملي علشاني أسماء متسبنيش خليكي قوية
صدرت عنها تآوهات متألمه ، ثم هزت رأسها بتعب ، 
أمسك سيف بالابرة مرة أخري ، وأمسك بيدها بقوه ثم أعطاها  قطعة قماش قد قصها من ملابسها  تضعها في فمها ، وشرع يخيط لها الجرح سريعاً ومع كل وخزه من الإبرة كانت تصرخ بأعلى صوتها  وسيف يبكي دما علي صرخاتها وتألمها،  فأخذ يخيط ذاك الجرح سريعاً حتي ينهي عذابها سريعاً تحت صرخاتها المتألمه  و أنينها  ، حتي أنتهي أخيراً  تنفس الصعداء ولفه بالقطن والشاش الطبي ثم ألبسها سترته الجلدية وأسند رأسه لجذع الشجرة وهي في المنتصف تستند علي ظهره وهو يحاوطها بذراعيه فكان يربع قدميه وهي تضع رأسها عليهم ويديه يد علي رأسها والاخري يضعها علي قلبها  ، أما أسماء فبعد أن أنتهي سيف حتي اغشي عليها ولكنها تتنفس وهذا طمأنه قليلاً 
سيف بتعب : هنكون بخير ربنا معانا 
رغم كل حاجه بس الحمد لله إنك بتتنفسي وقدرت أوقف النزيف  متخافيش انا معاكي يااااارب لطفك 
بعد مرور بعض الوقت هبت رياح باردة فشعر سيف بقشعريره جسدها وارتجافه ، فأنزل رأسها علي الأرض بهدوء وأخذ ينزع عنه قميصه الذي اهتريء وتقطع ولكنه أفضل من لاشيء ألبسها إياه ثم وضع رأسها علي قدميه مجدداً ووضع سترته عليها وبقي هو عاري الجذع رغم برودة هذه الليله ولكن المهم عنده أن حبيبته لا تصاب بالبرد ، نظر إليها فوجد أنفاسها قد انتظمت والجرح لا ينزف فتنهد سيف براحه 
مرت  ساعة ومازال الوضع كما هو عليه غير أن عينيه غفت قليلاً ولكنه فاق من نومه علي هزت يد تربت على كتفه
سيف مزعورا: ايه في إيه أسماء …..
_ اهدي يا بني هي كويسه 
نظر سيف حيث كانت تركض أسماء بجانبه فلم يجدها ، وجه نظره إلي تلك السيدة التي تقف أمامه
وتحولت نبرة صوته الي الحدة 
سيف بحدة : هي فيييين إنطقي ! 
تبسمت السيدة في وجهه ، وهذا أشعله غضبا 
تحدثت السيدة مبتسمه: هي أهي هناك 
نظر سيف حيث تشير فوجدها تشير إلي منزل صغير يبعد عنه بضع دقائق ويصل إليه  ولكنه لم يره بسبب شدة الظلام الحالك 
فتحولت نظرته للغضب وصرخ عاليا
سيف بغضب : وانتي مين سمحلك تاخديها من حضني اصلا انتي مين قولي ! 
ابتسمت السيدة في وجهه وقالت : أنا مأخدتهاش يابني لاني معرفتش زي ما انت شايف أنا ست كبيرة و  هي جنبك بص كويس أنا لما شاورتلك علي بيتي كنتي قصدي أقولك أن بيتي هنا قريب يعني بدل ما أنت منيمها في الطريق كدة وفي قلب غابه متتضمنش يحصل معاك إيه ؟ 
سيف بغضب : وليه تتلاعبي بالكلام مقولتيش ليه من الأول إنها هنا 
ضحكت السيدة وقالت : مش مراتك هي بيتك الآمن فأنا لما شاورتلك علي بيتي كنت اقصد مراتك بردو 
زفر سيف بضيق ثم نظر ببصره ناحيته فوجدها تتسطح جواره من الجهه الأخري ، فتنهد ثم قال 
سيف بضيق : طب مين خدها مني بردو انتي هي  …..
تحدثت ببسمه خفيفه : أيوة أنا عملت كدة علشان  تعرف تنام كويس 
تحدث سيف غاضباً: ومين قالك إني هعرف أنام وهي مش في حضني 
ابتسمت له ثم قالت وهي تسير :  ألبس قميصك وتعالي وهات مراتك انا مستنياكم في البيت يلا الجو برد ومراتك بتنزف 
قالت كلمتها ثم دخلت إلي منزلها ، أما سيف فبعد كلمتها تلك حتي شعر بالزعر والخوف ، ونظر إلي أسماء بلهفه وخوف شديد  ، نظر إلي الجُـرح فوجد كلام تلك السيدة صحيحاً وعاد الجُـرح ينزف مرة أخري  ،  حملها بين يديه سريعاً  وذهب حيث تلك السيدة الغريبه التي ظهرت له من العدم 
،  ما إن رأته السيدة حتي ابتسمت وفتحت لهم الباب،  فدخل سيف وهو يحملها،  فاشارت له السيدة ان يضعها علي تلك الأريكة،  وضعها سيف ثم جثي بعقبيه امامها علي الأرض وامسك بيدها 
سيف بقلق : حرارتها مرتفعه ! 
اقتربت السيدة منه وتحدثت بهدوء : ده الطبيعي لانها نزفت كتير 
سيف بقلق : أنا وقفت النزيف بس رجع تاني شكل الغرز …..
قاطعته وهي تقول : أهدي خير إن شاء الله 
سيف بدموع : ساعديها ! 
ربتت السيدة علي كتفه وقالت : متقلقش هتكون كويسه  
سيف بدموع : يارب ! 
نظرت السيدة له بحزن علي حاله فالكدمات تغطي وجهه ومقدمة رأسه تنزف فقالت له : طب يا بني البس هدومك وتعالي اضمدلك جروحك دي رأسك بتنزف 
هز سيف رأسه بحزن وهو يقول بصوت مبحوح من أثر البكاء : لأ ساعديها الاول ! 
كادت تتحدث لتقنعه ولكنه أوقفها بإشارة من يده وهو يقول بإصرار
سيف بإصرار : لأ ساعديها الأول وقفي النزيف ده اعملي أي حاجه  وساعديها 
هزت راسها إيجاباً ثم إقتربت من أسماء وضعت راحه  يدها علي جبهتها تستشعر حرارة جسدها فوجدتها مرتفعه جدا، أبعدت يدها سريعاً ثم غادرت الغرفه واتجهت إلي غرفه أخري غابت لدقائق معدودة ثم عادت وهي تحمل معها شيء ما
سيف وهو يضع يده على جبهتها بينما أسماء غافية لا تدري بما يجول حولها تحدث بصوت مهزوز خائف من القادم : أسماء سمعاني حبيبتي هتكوني كويسه اتماسكي علشاني خليكي قوية
أتت السيدة عليهم وهي تقول : طب أبعد كدة شوي خليني اشوف شغلي وعلي فكرة أنا ممرضة متقاعدة يا سيادة المقدم 
رفع رأسه ونظر إليها لثوان ولم يعقب ثم أبتعد قليلاً وهو يسند ظهره لجدار الغرفه بتعب شديد، بينما اقتربت السيدة من اسماء التي تتصبب عرقا رغم برودة الجو من حولهم ، نظرت إلي الجُـرح فوجدته مخاط جيداً وببراعه ولكنها عادت تنزف مرة أخرى لأن العقدة لم تكن محكمه الإغلاق و  اللفافة غير  محكمة ، فشرعت في فك اللفافة وقامت بتعقيم الجرح جيدا وقامت بعقد العقدة بشكل صحيح  ثم لفته بشاش طبي آخر واحكمت لفه حول جسدها 
تحدثت السيدة بروية كي تطمأن قلب ذاك الجالس بإعياء شديد: الحمدلله الجرح مش عميق اوي يدوب سطحي يعني الحمدلله اطمن مفيش خطر على حياتها وانت ما شاء الله خيطته ببراعه تبقي مشكلة الحرارة بس ودي أمرها ساهل شوية كمادات وهتتحسن إن شاء الله وانا هعملها شوية شربه علشان تعوض الدم إللي نزفته 
سيف بارهاق: شكرا انتي مين بقا 
قالت مبتسمه : انا مامت 
تحدث سيف بتعب : زين الله يرحمه ! 
تبسمت في وجهه وقالت : اللهم آمين …. صمتت قليلاً ثم تابعت ….. طب هروح اجبلها الكمادات 
هز سيف رأسه وعاد ببصره ناحية أسماء فغادرت السيدة لبضع دقائق وعادت 
 وأحضرت معها ال كمادات المياه ال باردة وكادت تضع قطعه القماش علي رأسها ، فنزعها سيف من يدها وأشار إليها أن تبتعد وجلس هو مكانها ثم بدأ يعمل لها الكمادات رغم انهاكه وتعبه ونزيف رأسه ، 
كانت تقف تنظر له بذهول فهل حقا يوجد كهذا حب وخوف علي شخص آخر؟ لا يفكر براحته ويهتم بغيره هل يوجد هذا في الواقع هل يحب أحداً شخصاً بهذه الطريقه ويفضله علي راحته ، إلا أنها تنهدت بهدوء وابتسمت علي اهتمامه بزوجته وقلقه عليها 
كادت تغادر عندما سمعت صوت سيف وهو يتكلم بصوت ضعيف حزين : دي حياتي ومش ببالغ لما اقول كدة انا بحبها هي الأكسجين بالنسبه ليا من غيرها أموت مقدرش اتخيل اني اتنفس لحظة وهي متكنش موجودة معايا و  حواليا دي مراتي  ومنبع المودة والرحمة والسكن ليا هي القلب الطيب اللي بجيله آخر الليل بعد يوم شغل متعب والاقيها فتحالي دراعاتها وبتقولي تعالي ارمي همومك عليا أنا هسمعك انا معاك انا هشيل عنك  هي كل حاجه حلوه في حياتي خوفها وقلقها عليه وحبها الكبير ليا طيبة قلبها حنيتها بساطتها في كل حاجه أنا لو هخسر كل حاجه املكها عندي أنها تكون معايا بالدنيا كلها هي كنزي هي عمري هي قلبي هي سيف وسيف أسماء  هي اللي لو حصل وزعقتلها أرجع الاقي علي وشها ابتسامه عريضه و كأن مفيش حاجه حصلت وزعقتلها ، هي اللي مش بتشيل مني ومش بتزعل ، هي الحضن الدافي ليا في ليلة باردة زي دي هي القلب هي دنيتي مش متخيل إني اتحرم منها  حياتي من غيرها مش حياة ! 
بكت عينيها جراء كلماته التي أصابت قلبها فعاودت الجلوس تستمع له باصغاء بينما يحكي عن زوجته بحب صادق 
لا اااااااااااا لا اااااااااااااااااا كدة كتير  
صرخ بهذه الكلمات جاسر بعد أن نفذ صبره 
_ سيادة المقدم اهدي 
صرخ جاسر به في حدة بعد أن طفح الكيل 
جاسر بحدة : إزاي بس بقاله اكتر من تلات ساعات من وقت ما كلمته ولسه ماجاش اكيد حصل معاه حاجه لا والمصيبة بقا تلفونه مغلق يبقي اهدي ازاي قولي هااااا بقالنا كتير مستنييين هنا انا واثق صاحبي حصله حاجه  ……كاد يكمل عندما ارتفع صوت هاتفه منبها له عن استقبال مكالمة هاتفية ، زفر جاسر بضيق ثم أخرج هاتفه من جيب بنطاله ونظر للرقم بدهشه ثم أبتعد عن الجميع وذهب في آخر الرواق 
جاسر بصوت خفيض: في إيه ؟
رد عليه بذات الصوت فهمس له : سيف في خطر ! 
تسارعت دقات قلبه بعنف وتعالت أنفاسه ، فاستند بجزعه علي الحائط خلفه قبل أن يقول بصوت مرتعش 
جاسر بقلق : ف ..في خ …طر …
اجابه المتصل بتأكيد وهو يقول : أيوة  ……ثم قص له ما سمعه بالتفصيل 
جاسر وقلبه يخفق بشده : سيف ! 
رد عليه بحزن : ربنا معاه ربنا دايما مع الحق وهيساعدوا متقلقش ربنا بيقول ” مًآ ظُنِکْ بًربًکْ آلَکْريَمً ” 
إن شاء الله خير رب الخير مبيجبش الا كل خير ثق في ربك ! 
جاسر بقلق بالغ: يارب يا حمزة يارب المهم خلي بالك من نفسك كويس متخلهمش يشكوا فيك 
حمزة بابتسامه: متقلقش يا ابن العم كله تمام  بس في حاجه كنت هنسي اقولك عليها سيادة اللوي ده اسمه الحقيقي رفأيلو ده اسرائيلي يا جاسر 
جاسر بضيق: ال******** حبله اتملي اوي ونهايته قربت كان مستغفلنا بقاله سنيين معانا في الداخلية زي الحية 
حمزة بهدوء : بلاش شتيمه يا جاسر ! 
جاسر بضيق: حمزة مش وقتك  خالص تصدق ياااض انا دلوقت  بس عرفت ليه سيف أصر أنه يختارك أنت! ابو غتاتك دي أنا في إيه ولا إيه قال بلاش شتيمه يا جاسر ناقصك انا يلا ياااض روح شوف شغلك 
حمزة بتزمر : بقا كدة مش كفاية سايب مذاكرتي ووافقت ابقي جاسوس ليكم في وسطيهم 
جاسر بضيق: مهو أنت الوحيد اللي بصراحه مش هيشكوا فيك واقفل بقا عشان انا علي أخري ولو علي مذاكرتك فأنت حافظ الكتاب يلا بقا أقفل 
حمزة بهدوء : طيب 
ثم أغلق معه وعاد إلي من يسمون أنفسهم مسلمون وهم يتحالفون مع عدو الله وعدو المسلمين ويستبيحون دماءنا ويضعون الدين ستارا لافعالهم القذرة و الدنيئة التي تتنافي مع عقيدتنا وديننا دين السلام والتسامح 
كان جاسر في وضع لا يحسد عليه فبعد ما أخبره به حمزه تتضاعف خوفه وقلقه علي رفيق الدرب 
جاسر بقلق بالغ: يا تري انت فين يا سيف ؟ 
قالها بحزن شديد ، ثم عبث بهاتفه قليلاً ورفعه علي أذنه ينتظر الاجابه مرت لحظات حتي أتاه الرد
جاسر بقلق: مروان اسمع عايزك تتعقب تلفون سيف شوف آخر مره كان تلفونه مفتوح فيها وعايزك تتعقب العربيه بردو بس بسرعه 
مروان بقلق : ……………..
جاسر بضيق: مش وقت اشرح لك حاجه نفذ وبس 
مروان بقلق:  ……………..
صرخ جاسر بانفعال : معرفش يا مروان معرفش إذا كان كويس ولا لأ أنا علي اعصابي والله بسرعه الله يباركلك تشوف لي اخر مكان اتوجد فيه عربيته أو تلفونه بس تستعجل بالله علشان شكل مراته فيها حاجه انا معرفش والله مقليش حاجه 
مروان بتوتر : طيب طيب ربنا يستر! 
تنهد جاسر بتعب ثم أغلق معه الخط وانتظر ردا منه في اقرب وقت لكي يعلم أية معلومات عن صديق عمره ، كانت الدقائق تمر وكأنها ساعات وهو لايزال يقف والتوتر والقلق بًآدٍ عليه  
بينما هو واقف يستند إلى الجدار خلفه وجد يد تربت على كتفه فتح جاسر عينه ونظر إلي الواقفه أمامه باستغراب 
جاسر باستغراب : نعم حضرتك فيه حاجه؟ 
تحدثت عبير و دموعها تسبقها : ب …نتي ! ه …نا 
جاسر بتضييق عينيه وعقد حاجبيه باستغراب: بنتك بنتك مين وبتعمل إيه هنا ؟ 
عبير بنحيب : أسماء أسماء يابني هنا مش كدة 
جاسر بضيق: أسماء مين ؟ 
عبير بدموع: الظابط سيف صاحبك ! 
تحفزت أذنيه لما تفوهت به وتسارعت دقات قلبه
جاسر بلهفه : سيف انتي تعرفي هو فين ؟ 
عبير بدموع: هو هو لسه ماوصلش ببنتي معاه بنتي تعبانه 
جاسر بقلق: بنتك ازاي مرات سيف أمها متوف …..
عبير بدموع وهي تصرخ : لا لا أمها عايشه انا أمها بنتي فين قولي 
جاسر بعدم فهم: لسه ماحدش منهم وصل طب ممكن تقعدي كدة وتفهميني ايه اللي حصل؟ 
عبير بدموع: بنتي حبيبتي اتعذبت كتير في حياتها وأنا السبب انا اللي رميتها بأيدي 
انهارت عبير وجثت علي الأرض وهي تنتحب بقوة وتشهق بصوت مرتفع 
انحني جاسر لموضعها وهو يربت علي كتفها 
جاسر بقلق: احكي لي إيه اللي حصل معاهم طيب 
عبير بدموع: أختي قتلت بنتي قدام عيني طعنت أسماء في بطنها نزفت كتير بنتي بنتي نزفت كتير مقدرتش اساعدها انا أم سيئة انا معرفتش احميها منها 
شعر جاسر بالحزن لأجلها فقال 
جاسر بحزن : اهدي هنلاقيهم سيف مش هيسمح يحصل حاجه لبنتك دي روحه وهو مش هيتخلي عنها 
عبير بدموع وهي تمسك بيده : بجد يابني هو هينقذها 
جاسر بتوتر : أكيد ادعي بس واقعدي ارتاحي 
جلست عبير ودموعها تنهمر بشده علي خدها بينما رحل جاسر ليري ماذا فعل مروان وإلما توصل ؟! 
عبير بدموع: اكيد هتكون كويسه معها جوزها وهو هينقذها اكيد حبيبتي يا بنتي  ….صمتت قليلاً وهي تتذكر كيف عرفت أسماء بالحقيقه ….لتعود للبكاء من جديد وهي تقول لنفسها
عبير بدموع : حبيبتي مكنتش عايزاكي تعرفي الحقيقه بالطريقه دي والصدمة اللي شفتها علي معالم وشك كان نفسي اقابلك من زمان واحكيلك لكن انتي دلوقت عرفتي نص الحقيقه نص الحقيقه المُـره حقيقه اني اتخليت عنك يا ضنايا 
قطع شرودها مع نفسها عندما جال بخاطرها شيء لتنتفض واقفه 
عبير بتذكر:  يا نهار سيف في البيت لوحده ودينا بنتي من انبارح وهي مختفيه من وقت ماجيت المستشفي وعرفت الحقيقه دي حتي مستنتش أما أخرج يا تري روحتي فين أنا سألت قدرية وانكرت انا مش ناقصه عذاب تاني يارب رحمتك طمني علي ولادي واحميهم 
أخرجت هاتفها وضغطت علي بعض الأرقام حتي أتاها الرد أخيراً
عبير بلهفه : أم ملك سيف في البيت لوحده شوفيه بالله عليكي
أم ملك بضيق وعتاب : لأ قاعد هنا  مع ملك بيلعبوا هو فيه ايه انتي فين لغاية دلوقتي ودينا فين سايبين الولد لوحده في البيت كدة 
عبير بدموع وتعب : أنا ممكن أطلب منك طلب !
أم ملك باستغراب : آه طبعاً! 
عبير بحزن: خلي سيف عندك الليلة دي معلش ومتسالنيش عن حاجه 
أم ملك باستغراب: ماشي 
عبير بدموع: تسلمي يا غاليه 
ثم أغلقت معها وعادت للجلوس مرة أخرى في انتظار أية أخبار عن ابنتها الصغيرة
بينما خارج المشفى كان يهرول سريعاً حتي يصل إلي سيارته وهو يحادث أحدهم فتحدث بتوتر 
جاسر بقلق : متأكد يا مروان 
اجابه مروان من الجانب الآخر من الهاتف: أيوة يا جاسر أنا بعت دورية علي هناك ومستنيك نتطلع سوا 
جاسر بقلق: انا ثواني وهكون عندك أنت فين ؟ 
مروان بتوتر:  انا في ******* 
جاسر بقلق: طب طب ثواني وجيلك 
مروان بتوتر: تمام 
ثم أغلق معه وهو يدعو الله أن يحفظ صديقه 
بعد مرور دقائق معدودة وصل جاسر الي مروان الذي كان يقف والتوتر يسيطر عليه وعلي ما يبدو لديه اخبار ليست سارة بالمرة ، فازدرق جاسر ريقه بقلق بالغ
من هيئته 
جاسر بقلق ونبضات قلبه سريعه: في إيه مال وشك كدة ؟ 
تحدث مروان بحزن شديد: عربية سيف لقوها  …
جاسر برعب : كمل ! 
مروان بحزن : لقوها متفجرة كلها قطع صغيرة شكل حصل انفجار رهيب 
وضع جاسر يديه خلف رأسه بحزن شديد ثم صرخ فجاءة
جاسر بحدة وصراخ : لاااااااا اكيد مكنش جواها اكيد 
مروان بحزن : يا رب يكون كلامك صحيح علي العموم هنروح وهنشوف يلا بس 
جاسر بدموع : اكيد مكنش فيها أنا واثق هو بخير 
مروان وهو يصعد سيارته : يلا يا جاسر مفيش وقت نضيعه مش بتقول مراته مصابه استعجل يلا واركب عربيتي يلا بسرعه 
جاسر بدموع : يلا ! 
ثم صعد إلي جواره ، فانطلق مروان بالسيارة الي حيث توجد سيارة سيف المحطمة
راسي اااااااه دماغي وجعاني أوي اااااه
نطقت بتلك الكلمات دينا بإعياء شديد وهي مربطه بالحبال علي كرسي محكم الربط حول جسدها وقدمها 
دينا بدموع: يا قدرية تعالي هنا واجهيني بتهربي ليه ؟ هرجع اختي وهعرف مكانها مش هتفضلي مخبياها  انتتتتتتتتتي فييييييييين تعالي فكيني يلاااااااا !!!! 
يا مامااااااااا يا سييييييف اسرررررررررررر مفيش حد هنا ياااااااااااااارررررررب سااااااااعدني يااااااااااااا اسمااااااااااااااااااء يااااااااختي 
باااااااس اييييه الازعاج ده وطي صوتك
نطقت قدرية بتلك الكلمات وهي تدلف الي الغرفه 
دينا بدموع وكره : فكيني يلاااااااا لازم الاقي اختي 
قدرية بضيق: اتاخرتي كتير 
دينا بدموع: عارفه بس هلاقيها 
قدرية بضيق: مفهمتيش مع إنك زمان كنتي بتفهمي عليا بسرعه 
دينا بدموع: قصدك ايه أختي فين ؟
قدرية بضيق: ماتت ! 
قتلتها بايدي دي شوفي حتي لسه اثار دمها علي ايدي بعد ما عرفت الحقيقه وان امك اتخليت عنها علشانك انتي 
دينا بدموع وهي تهز الكرسي وتصرخ : لاااااااااااااااااااااااااااا اكيد مامتتش 
قدرية بضيق: معدش فيه فايدة الصراخ خلاص ماتت وزمان جوزها قاعد يعيط عليها زي حالاتك 
دينا بدموع: هي متجوزة 
قدرية وهي تلوي شفتيها بتهكم: آه واحد ظابط كدة زي جوزك بس هتفرق في إيه بقا تعرفي إذا كانت متجوزة ولا لا 
دينا بدموع: انتي قتلتيها فعلا !
قدرية بضيق: مقولنا أيوة بس تعرفي فرحانه في جوزها أوي 
دينا بنحيب : ليه كدة قلبك قاسي كدة بتفرحي في مصاب الناس انتي إزاي في يوم كنت بقولك فيه يا ماما 
قدرية بضيق: انتوا السبب امك ابوكي هما السبب في سواد قلبي ده 
دينا بدموع: اااااااخ يا اسماء 
قدرية بضيق: اهو تلاقيه بردو بينوح زيك كدة كانت بنت هبله وعلي نياتها تعرفي عمرها ما اشتكت لابوها اني بضربها كانت غلبانه وفي حالها الله يرحمها بقا 
دينا بدموع: انتي إزاي كدة ؟؟؟ 
قدرية بضيق: اسكتي خالص مسمعش صوتك لحد أما اشوفلك صرفه ال قولي لي سبع البرمبه جوزك فين ؟ 
دينا بدموع: أسر وانتي بتسألي ليه ؟ 
قدرية بضيق: عادي بس هو بيفكرني بجوز أسماء أصله بينه ظابط في المخابرات باين أيوة هو قالي كدة لما جه مره وكان جايب معاه أسماء بس كانت منقبه ومعرفتهاش
دينا بصدمة : و اسمه قالك اسمه صح 
قدرية باستغراب : باين سامر حاجه زي كدة 
دينا بدموع: سيف !
قدرية بضيق: تويتك أما افتكرتي إبنك ! 
دينا بدموع: لا سيف جوز أسماء مش كدة !
قدرية بضيق: أيوة اسمه سيف علي إسم إبنك
دينا بدموع وصدمة : اختي كانت قدام عيني من البداية معقول أسماء اختي تبقي مرات خطيبي السابق!!!
يتبع…
لقراءة الفصل الثلاثون : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا
نرشح لك أيضاً رواية عروسة جدي للكاتبة بنت الجنوب

اترك رد