Uncategorized

رواية سيليا و الشيطان الفصل السابع عشر 17 بقلم رولا هاني

     رواية سيليا و الشيطان الفصل السابع عشر 17 بقلم رولا هاني

رواية سيليا و الشيطان الفصل السابع عشر 17 بقلم رولا هاني

رواية سيليا و الشيطان الفصل السابع عشر 17 بقلم رولا هاني

-حصل اية يومها؟
قالها بجدية بعدما توقف في مكان ما، فقعدت هي حاجبيها بعدم فهم متسائلة ب:
-يوم إية!؟
قبض علي كلا ذراعيها ببعض من العنف ليصيح بنفاذ صبر ناظرًا في عينيها مباشرةً ليحذرها:
-ركزي، اليوم اللي قولتي إن “إياد” حاول يعتدي عليكي فيه.
جحظت عيناها بدهشة قبل أن تنظر له مطولًا لتهتف بغضبٍ و هي ترمقه بإحتقارٍ، بعدما نفضت كلا ذراعيها:
-و هو إنتَ مش قولت إنك مش هتصدق ولا كلمة أقولها.
زفر بضيقٍ واضحٍ و هو يدير رأسه للجهة الأخري ليتأمل الطريق بشرودٍ ملحوظٍ، و فجأة إلتفت ناحيتها عندما همست هي بنبرة باكية:
-عايزني أحكيلك عن إية؟..علي أساس إنك هتسمعني منغير ما تكدبني.
كور قبضته بإرتباكٍ قبل أن يهتف بإصرارٍ و هو يرمقها بثقة:
-المرادي هصدقك يا “سيليا”.
أطرقت رأسها لتخفي عبراتها التي كانت تحاربها كعادتها بتلك الفترة الأخيرة، لتهمس بعدها و هي تزدرد ريقها بتوترٍ و ترددٍ واضحٍ علي تعابير وجهها التي حاولت إخفائها بصعوبة شديدة:
-يومها كنت راجعة من حفلة من عند صاحبتي..و تقريبًا..تقريبًا توهت.
فركت كلا كفيها بإرتباكٍ ليلاحظ هو وقتها مدي صدقها الذي كان يشع من عينيها بوميضٍ قوي، لتنهمر بعدها مباشرةً عبراتها و هي تصيح بقهرٍ:
-وقتها حاولت أوصل لأخويا و لكن معرفتش و قبل ما أحاول أتصل بماما لقيت حد بيسحبني لبيت مهجور و هو بيحاول ي….
إنتحبت بعنفٍ و هي تتابع صارخة من بين عبراتها التي تتهاوي علي وجنتيها بهستيرية لتلهبهما، بينما هو ينظر لها و عيناه تجحظ بصدمة، فهو و بتلك اللحظة لم يستطع إنكار رؤيته للصدق في عينيها:
-مكانش قصدي أقتله، أنا حتي كنت همشي و أسيبه بعد ما ضربته.
ثم تابعت بتوسلٍ و هي تلتف ناحيته ليري هو ضعفها بتلك اللحظة، ضعفها الذي ظلت تخفيه لعدة أشهر:
-صدقني يا “تميم”..صدقني.
و أكملت بتلعثمٍ و جسدها يرتجف بصورة عنيفة، بينما هو يفغر فمه و هو يحاول إستيعاب ما تقصه عليه:
-هو مسابنيش أمشي و كان عايز يعمل فيا كدة، وقتها مسكت عصاية كبيرة و ضربته علي راسه و بعدها علطول جريت و خرجت من الباب.
أخفت وجهها بين كفيها و شعور الندم يلاحقها بسبب إظهارها لكل ما تحمله من هم أمام ذلك الأحمق، ذلك الشيطان الذي إقتحم حياتها التي عادت هادئة مستقرة بصعوبة ليخربها بإنتقامه، و أكثر ما يؤلمها إن الجميع يظنها الجانية و هي المجني عليها، الجميع يظنها مذنبة و هي بريئة، و فجأة إزداد الغل و الكراهية بقلبها تجاه زوجها المخادع، الذي خدعها بإسم الحب، حتي عشقها كذب، حبها خدعة، معشوقها شيطان، و لكنها أخرجت عشقه من قلبها منذ تلك الليلة التي علمت فيها بكل شئ، مشتتة!…نعم هي مشتتة أصبحت لا تعرف ما الذي يجب عليها فعله..حتي خططها التي كانت تحاول التفكير فيها خُربت بسبب كل شئ مفاجأ حل علي رأسها كالمصيبة، و فجأة خرجت من شرودها علي صوته فكفكفت دموعها وقتها و هي ترفع رأسها له لتنتبه له بعينين مشتعلتين بنيران الغضب الجحيمي:
-طب و الحاجات اللي كانت مسروقة منه.
تفحصته بعينيها لعدة لحظات قبل أن تهمس بإقتضابٍ:
-معرفش عنهم حاجة.
تنفس بعمقٍ قبل أن يتسائل بتهكمٍ و هو يشعر بالتضعضع الشديد:
-كُنتي عايزاني أعمل إية!؟..أنا حتي لسة حاسس بالتشتت…في حاجة جوايا بتقولي أصدقك و حاجة تانية بتقولي إنك كدابة و إن “إياد” برئ.
كور قبضته بعصبية قبل أن يصيح بإنفعالٍ و هو ينظر لها بإهتياجٍ، فلاحظ وقتها تعابير وجهها الغير مفهومة:
-بس كل حاجة بقت ضد “إياد”!….ضد صاحب عُمري.
لوت كلا شفتيها بإشمئزازٍ قبل أن تهمس بنفورٍ و هي تحارب عبراتها بكل ضراوة:
-طلقني.
وجدته يدير محرك سيارته و هو يرد عليها بقتامة:
-لما أتأكد الأول من كل كلمة بتقوليها، ساعتها هحدد إذا كنت هطلقك…ولا هقتلك.
____________________________________________
صباح يوم جديد.
-“رحيق”..”رحيق” إنتِ فين يا “رحيق”؟
قالها “برق” بنبرة جنونية و هو يبحث عنها كالطفل الذي فقد والدته، فلم يجدها بالغرفة ولا حتي بالبيت، و فجأة لفت نظره تلك الورقة الموضوعة علي الكومود، فإقترب منها بخطواته السريعة و هو يتمني أن يكون ما مر علي باله ما هو إلا توقع خائب، إلتقط الورقة ليفتحها بكفه المرتجف، ثم أخذ يقرأ المكتوب بها بنبرة مسموعة:
-“برق”!…عُمري في حياتي ما كنت أتوقع إن يكون في حياتي حد بيحبني بالطريقة دي، محبيتش أمشي منغير ما أسيبلك حاجة تطمنك عليا، أنا أسفة يا “برق” و لكن أنا عُمري ما هقدر أسامح نفسي لو أذيتك، أنا وحشة و مش كويسة و انا و إنتَ عارفين دة، و ممكن في أي لحظة أذيك، سامحني، و أوعدك إني هتغير و هبقي واحدة تانية لكن مش معاك، إنتَ تستاهل واحدة أنضف و أحسن مني، و عايزاك تطمن أنا كويسة و هسافر برا مصر لواحدة صاحبتي و هشتغل هناك، متزعلش مني و أسفة لو كنت سببتلك في يوم من الأيام شعور الخذلان..أتمني تكون بخير يا “برق”.
ضغط علي الورقة بكلا كفيه و عبراته تتهاوي علي وجنتيه لتغمرهما، فهمس هو وقتها بألمٍ و هو يقع علي الأرض بإنهيارٍ، و قد كانت قدميه غير قادرة علي حمله:
-“رحيق” لا…دة أنا ما صدقت لقيتك..لية تضيعي من بين إيديا!؟
ثم صرخ بنبرة عالية و هو ينتحب بحسرة علي عشقه الذي ضاع من بين يديه بمنتهي السهولة:
-لـيــة!؟
____________________________________________
-“ياقوت” إصحي…”ياقوت” أهلنا برا.
قالها “زاهر” و هو يهزها بخفة، فإنتفضت هي جالسة صائحة برعبٍ:
-حصل حاجة!؟
شعر بهلعها العجيب ذلك فعقد حاجبيه بذهولٍ قبل أن ينفي قائلًا:
-محصلش حاجة متخافيش.
لاحظت تعابير وجهه الهادئة فزفرت براحة و هي تحاول نسيان تلك الكوابيس التي أصبحت لا تتركها لليلة واحدة، ثم همست بتساؤلٍ و هي تسحب الغطاء من عليها:
-أمال بتصحيني لية بس!؟
رد عليها بهدوء و هو يجلس بجانبها علي الفراش:
-أصل أهلنا برا.
عقدت حاجبيها بدهشة قبل أن تصمت لعدة لحظات، ثم أومأت له عدة مرات بقلة حيلة فتسائل هو بحيرة:
-هو إنتِ ساكتة ولا سيبتيني و مشيتي!؟
إبتسمت بخفة قبل أن ترد عليه بصوتها العذب:
-خلاص يا “زاهر” أخرج إنتَ إقعد معاهم لغاية ما أغير هدومي و أخرج.
أومأ لها عدة مرات و هو يتركها بالفعل ليخرج من الغرفة، بينما هي تزفر بضيقٍ و هي تتذكر ذلك الكابوس الذي يأتيها بكل ليلة ليذكرها بذلك اليوم الذي جُرحت فيه روحها لتصبح كحطام الأنثي!
____________________________________________
-جهزي نفسك يلا عشان كلها كام ساعة و نرجع القاهرة.
قالها “تميم” بقتامة بعدما فتحت هي باب غرفتها بالفندق مباشرةً، ليدلف هو بعدها بخطواته البطيئة ليرتمي علي الفراش جالسًا، فإستدارت هي ناحيته بتلك اللحظة بعدما أغلقت الباب ليلاحظ هو وقتها شحوب وجهها الواضح، و قد بدت مُرهقة بصورة شديدة دلت و بمنتهي الوضوح علي عدم نومها بتلك الليلة التي مضت!
بينما هي تسير بخطواتها البطيئة تجاهه لتجلس بجانبه قائلة بنبرة مبحوحة:
-مش هجهز حاجة أنا مش معايا لبس أساسًا.
كاد أن يسألها حول سبب تعبها الظاهر علي وجهها هكذا ليتأكد من شكوكه حول عدم راحتها و نومها، و لكن قاطعه رنين هاتفه، فأخرجه من جيبه و هو يتفحص هوية المتصل من علي شاشته بحنقٍ ملحوظٍ، ثم هب واقفًا ليدلف للشرفة و هو يرد علي المكالمة، بينما هي تقف لتتجه ناحية الشرفة هي الأخري لتعرف هوية المتصل الذي هرب هو منها ليتحدث معه، و لكنها تراجعت سريعًا و هي تضع كلا كفيها علي رأسها بسبب ذلك الصداع الذي كادت أن تنفجر رأسها علي أثره، ثم إرتمت علي الفراش و هي تحاول الإستسلام للنوم الذي حاربه تفكيرها الأحمق طوال الليل، و لكن رأسها لا ترحمها مازالت ترهقها بالتفكير بكل شئ، “تميم”، “إياد” و قتلها له، تلك الليلة الحمقاء التي تسببت في كل ما تعانيه الآن، طلاقها الذي سيكون بعد فترة قصيرة من زواجها، شقيقها التي أصبح ضدها، والدتها التي لا تعرف عنها أي شئ، أطبقت جفنيها بعنفٍ و هي تجز علي أسنانها بقوة تتمني أن ينتشلها أي شئ من زوبعة التفكير التي لا تبتعد عنها تلك، كورت قبضتيها و هي تحاول أن تهدأ حتي تنم، و بالفعل كادت أن تغوص بسبات عميق بعد محاولات عديدة و لكنه خرج وقتها من الشرفة هاتفًا بجدية، فإستيقظت هي سريعًا و هي تعتدل في جلستها:
-أنا رايح مشوار مُهم، و بعدها هرجع علي هنا أخدك و نمشي.
همست هي وقتها بإستفسارٍ:
-طب و مامتك!؟
رد عليها بإيجازٍ و هو يتجه لباب الغرفة:
-هي إطمنت علي “رحيق” و هو دة اللي كانت عايزاه، هتروح أكيد..و أنا هكلمها أتأكد مع إني عارف انها رجعت القاهرة.
أومأت له بوجومٍ و هي تتابعه بصمتها المريب و هو يخرج من الغرفة و فجأة تعالي رنين هاتفها، فإلتفتت ناحيته لتلتقطه من علي الكومود و هي تضغط عليه بدون النظر علي شاشته لمعرفة هوية المتصل، ثم همست بنبرتها الضعيفة:
-الو.
إستمعت لصوت والدتها، فتنهدت بإرتياحٍ و هي تهمس بصدقٍ:
-وحشتيني يا ماما.
وجدت صوت “سندس” الصارخ يقول:
-إنتِ فين يا “سيليا” يا بنتي؟
ردت “سيليا” بلا إهتمام بعدما إزدردت ريقها بصعوبة:
-في فندق *** في إسكندرية.
إستمعت لصوت والدتها لتعقد حاجبيها بتعجبٍ خاصة عندما قالت:
-أنا جيالك حالًا.
كادت “سيليا” أن تسألها عن السبب و لكنها لم تستطع بسبب إنقطاع الخط بتلك الصورة المفاجأة، لذا زفرت بغيظٍ و هي ترمي الهاتف بجانبها علي الفراش بإهمالٍ، ثم نهضت و هي تتجه ناحية الشرفة بخطواتها البطيئة، لتنظر وقتها للسور بشرودٍ لا يطمئن ولا يبشر بالخير، و فجأة أصبح التفكير السلبي يؤثر عليها، فجعلها تقف علي السور بحذرٍ و هي تنظر للأسفلٍ بترددٍ، و فجأة إنتفضت و جسدها يرتعش بلا توقف عندما إستمعت لصراخه ب:
-“سيليا” لا..إياكي!
يتبع…..
لقراءة الفصل الثامن عشر : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا

اترك رد