Uncategorized

رواية توليب الفصل السابع عشر 17 بقلم سلمى سعيد

    رواية توليب الفصل السابع عشر 17 بقلم سلمى سعيد

رواية توليب الفصل السابع عشر 17 بقلم سلمى سعيد

رواية توليب الفصل السابع عشر 17 بقلم سلمى سعيد

” أحببتك بعُمق، و نسيت بأن هذا العُمق قد يؤذيني .”
باهمال استلقيت توليب على الأريكة الجالس عليها ماهر لتضع رأسها على فخذيه ، لينظر لها ماهر ليجد وجهها عابس ويظهر عليها الضيق
تحدث بحنان قائلا : مالك يا تولي.
توليب بضيق: مليش يا بابا..زهقانه بس مش اكتر
مشط يده على خصلاتها بحنان ثم اردف بمكر : يعني انتي زهقانة…مش غيرانه يعني 
رفعت توليب عيناها تنظر ليه وهي قاطبه الحاجبين: غيرانه؟..غيرانه من ايه
ماهر : من الاجتماع الي أسر هيعمله مع كارلا 
اعتدلت توليب بجلستها سريعا و بفضول تحدثت : انت تعرفها
ماهر بمكر : اه طبعا دي مديرة شركة الإعلانات الي مسؤله عن المجموعة 
اقتربت توليب من ماهر حد الالتصاق وتحدثت بخبث طفولي : طب هسألك سؤال
ماهر : اسألي يا روح
توليب ببراءة مصطنعة : هي حلوة 
ماهر بمكر : قمر يا توليب قمر..شبه كيم كرديشيان بالظبط
شهقت توليب بذهول و ضربت بيدها على صدرها وهي تقول بدهشة : كيم كرديشيان…يا نهار اسود 
أكملت  ببكاء مصطنع : يعني شبهها في كل حاجة..كل حاجة 
ماهر بخبث : كل حاجة حتي كمان أجمل منها 
فتحت توليب فمها ببلاهة..لتقول ببكاء مصطنع : يا مصيبتي السودة يانا ياما ..انت عايز تفهمني ان اسر  قاعد مع صاروخ لبناني شبه كيم..
ماهر : ايوا
اتكأت توليب على الاريكة وتحدثت بوهن مصطنع : عليه العوض ومنه العوض..زمان أسر دلوقتي بيكتب عليها يا بابا
انهت حديثها ثم مثلت الموت بشكل مضحك للغايه جعل ماهر يقهقه عاليا علي تلك الفتاة..التي مهما حدث تظل محافظة علي روحها المرحة  
_______________________________
آسر..
يجلس بسيارته بالمرئب التابع للمطعم الذي عقد به الاجتماع الخاص والذي انتهي سريعا..
كان يجلس بالسيارة وبين يديه أحد مذكرات توليب التي كانو بالصندوق 
كان يقرأ ما بالمذاكرة ومع كل كلمه وحرف كان يشعر بسكين ينغرز بقلبه ، فحديث توليب عنه ألم قلبه بشدة  وجعله يحزن كثيرا علي ما اوصلها له الآن من حزن 
لو عاد به اليمن لذلك الوقت بأسوان لكان اعترف لها بعشقة الخفي الذي كان ينكره ببراعة والذي أرسل الله له الكثير من  الفرص للاعتراف ولكن لم يفعل
وجدها كاتبه عن غيرتها عليه وكم تغار من هؤلاء الفتيات اللواتي يعلقون على صورة علي السوشيال ميديا وكم انها تريد أرباحهم ضرباً
داهمته ذكره موقف ما حدث بأسوان…ابتسامة شقت وجهه وهو يتذكر ذلك الموقف الغريب
فــــــــلاش بـــاك
_ يلا يا توليب انتي قدها
قالها أسر مشجعاً توليب لأخذ تلك الخطوة.
توليب بارتباك : انت مجنون يا أسر انت عايزني اشحت 
تحدث أسر بتوضيح : ما اسمهاش شحاته علي فكره عشان  انتي مش محتاجة تشحتي 
توليب : طالما انا مش محتاجة اشحت  عايزني اروح اطلب فلوس من الناس ليه.!!
أسر ببرود : عادي حاجة جديدة بالنسبالك 
توليب باستغراب : بالنسبالي !!..هو انت عملت كده قبل كده 
أسر: ايوة عملت 
توليب دهاء طفله : طب ما توريني كده..لو انت روحت وطلبت فلوس من حد انا كمان هعمل كده 
كانت تتحدث وتريد أن تعجزه عن الامر وقد فهم أسر عليها ، ليبتسم بثقة وبدأ في السير بعيدا عنها وهو يشير لها بإصبعيه أن تتابع ما سيفعله
بذهول وقفت توليب تتابعه وهو يذهب بالفعل باتجاه امرأة أجنبية شقراء تقف بجانبهم على بعُد خطوات 
اقترب أسر من المرأة والتي من الواضح انها بعمره تقريبا ، ليتحدث بالانجليزي المتقنة و بابتسامة جذابه للغايه 
_ صباح الخير سيدتي 
التفت له لتجد أمامها كتله من الوسامة الخارقة ذات عضلات عريضة 
المرأة باعجاب : صباح الخير هل يمكنني مساعدتك 
كانت توليب تقف علي أنامل قدمها تتنصت علي حديثهم منتظرة طلب أسر للمال
تحدث أسر بابتسامة : هل يمكنني طلب شئ منك 
المرآة : نعم بالتأكيد..تفضل
أسر: هل يمكنني الحصول على دولار واحد فقط 
المرأة بتعجب: هل انت لاتملك المال
أسر: لا..انا املك المال ولكن.
صمت قليلا لينظر لتوليب التي تستمع لحديثه..وجد توليب تلاعب له حاجبيها منتظرة أن يقنعها بأخذ المال
أسر  : اريد ان اخذ ذلك الدولار لشراء الايس كريم لأني لا أملك مال كاش الان
اقتربت منه المرأة وهي تتأمل جسده ، سارت بيدها علي طول زراعة القوي..مما جعل توليب تجن وهي تر قرب تلك المرأة من أسر وزاد جنونها وهي تستمع لحديث المرأة 
بينما أسر قد فهم ما تريد تلك المرأة من نظرتها له 
  المرأة  بوقاحة : هل تعلم..يمكنك القدوم معي الى الفندق وسوف أعطيك ما تريد من المال مهما كان..فقط اريد منك أن تأتي معي للغرفة لنستمتع قليلا معا 
لحظة و كانت المرأة  تصرخ بشدة  بسبب جذب أحد لها من خصلاتها بعنف..ولم يكن هذا الشخص سوا توليب التي تنفست خوفها وخجلها وكل شئ منذ أن استمعت لتلك المرأة تتقرب من معشوقها
سقطت المرأة أرضا وهي تصرخ ، لتجلس توليب فوقها وهي تجذب خصلاتها بعنف بينما المرأة تصرخ طالبة المساعدة 
تحدثت توليب بغضب : عايزة ايه يا عنيا…ال يروح معاكي الفندق قال…ده انا هطلع تلاته عين اهلك 
كانت المرة تصرخ طالبة المساعدة ، لتتحدث توليب بغيظ : اطلبي الهلب من هنا للصبح…محدش هيخدك من تحت ايدي يا وليا يا صايعة انتي
كان أسر متصنم بمكانه وهو يرى ما تفعله تلك التوليب بذهول ؛ الم تكن تلك الفتاة من ثواني تخجل من ظلها وتخاف من أي أحد.
إذاً من تلك الفتاة المفترسة التي يراها الآن!!!
استقام من شروده سريعا وهو يرى السياح والباعة تجمهروا حولهم ليحاول إنقاذ الموقف قبل أن يحدث مصائب من وراء تلك المجنونه 
بصعوبة شديدة حملها من خصرها من فوق المرأة ، لتتحدث توليب بشراسة وهي تضرب بقدمها ويدها في الهواء 
_ سبني..سبني عليها..قال عايز تخدك الفندق قال ، آه يا سفله يا سهلة يا رخيصة 
تحدثت المرأة بغضب شديد وهي ماذلت بالأرض: أيتها المتوحشة تبا لكي
جن جنون توليب لتتحرك بعشوائية بين يدي اسر الذي يحكم قبضته عليها
توليب بغضب : انتي بتقوليلي انا..تباً لكي..طب تباً لكي انتي وامك وابوكي يا صفرا انتي…اوعا يا اسر سبني عليها بنت المبقعة دي..
بصعوبه كتم آسر ضحكته عليها ليضع يده علي فمها يمنع٨ا عن الحديث وسار بها بخطوات سريعة وهو يحملها من خصرها.. بعيدا عن المرأة
فتلك الصغيرة المجنونة توليب ، لا تعلم ماذا تفعل فقد بشجارها هذا من الممكن أن تزج بالسجن لاعتدائها على مواطنة أجنبية
ولكن هذا لم يكن يهم توليب ابدا فقط نهشت الغيرة قلبها بسبب حديث تلك الوقحة الاجنبيه
باك 
افاق من تلك الذكره وهو يقهقه عاليا ف يالا غبائة ، لم يفهم وقتها ان تلك غيرة عليه بل ظنها غضب فقط من وقاحة تلك المرأة 
وضع المذكرة جانبا ، وبدأ في قيادة سيارته..في طريقة لتوليب و وهو عازم على الحديث معها بكل شئ مهما رفضت ومهما كان حديثها سيؤلمه
وصل للقصر في وقت قصير للغاية ، فتحت البوابه الكبيره ليدلف للداخل بنفس الوقت الذي كان ذلك الشخص يقف بعيدا ويراقب القصر والذي ما أن رأى أسر حتي بداء جسده بالارتجاف بشكل مريض للغاية وأصبح يضغط على قبضته حتى اخترقت أظافره يده 
هبط أسر من سيارته سريعا وهو متلهف للذهاب لتوليب ولكن اوقفه مناداة رئيس الحرس عليه 
التفت اسر له وتحدث بجديه : خير يا عامر  في حاجة
اقترب عامر منه وهو بيده ملف ذان غلاف أسود مقدماً إياه لأسر.. وهو يقول بعملية : الملف اللى حضرتك طلبته يا باشا
أخذ أسر الملف وهو يقول بصرامة : تعالا ورايا 
دلف أسر للغرفة الخاصة بالحرس وجلس على احد المقاعد واضعا قدما فوق الآخرة متحدثا بصرامة : وصلت ل ايه 
وقف الحارس أمامه واحترام وعملية تحدث : الملف مع حضرتك فيه كل حاجة يا اسر باشا من اول يوم اتولد فيه عادل الألفي لحد النهاردة..وكمان كل حاجة خاصة ب والدة الهانم الصغيرة…وكمان حطيت عليهم  حراسة زي ما حضرتك طلبت 
اعتدل أسر بجلسته وبتربص قال : و وصلت لايه
عامر : الرجاله قالولي أن عادل بيجيلو ناس شكلهم غريب جدا..وتقريبا تجار مخدرات..وكمان بقاله يومين بيروح المستشفى وبيحاول يزور ورق بس لسه معرفش ورق ايه 
أسر بحدة :  عايزك تعرفلي هو بيعمل الورق ده ليه ضروري…وكمان شوفلي الناس دول وهتهوملي 
أومأ الحارس باحترام : أوامرك يا باشا 
نهض أسر وبحدة وتحذير اردف : وخلي عينك انت والحرس مفتحة كويس مش عايز اي تقصير..أي تقصير هيبقي قصادة روحكم
كاد يخرج ولكن اوقفه حديث الحارس : في حاجة كمان يا باشا لازم تعرفها
التفت أسر له وتحدث بجدية :  حاجة ايه؟!!
_____________________________
كانت توليب جالسه بالمشتل شاردة..وعقلها يجلدها دون رحمة ، أين الوعد بنسيان أسر والمضي قدما في حياتها 
ها هي الآن تجلس منتظراه بقلب موقد بنيران الغيرة ، تنهش الغيرة روحها فقد مضي اكثر من خمس ساعات على ذهابه ولم يعُد حتى الآن
فاقت من شرودها على جلوس أسر أمامها فجأة ، اعتدلت بجلستها بخضة ليتحدث أسر بهدوء : ايه خضيتك 
نظرت له توليب دون حديث ، كانت عيناها تطرح الكثير من الاسئله ، لينظر أسر لداخل عيناها بعمق وقد فهم عليها
تحدث بابتسامة حنونة: احنا ممكن نتكلم شويه مع بعض…انا محتاج اتكلم معاكي عن وضعنا سوا 
انتفض قلبها هلعا..وقد ظن عقلها انه يريد الحديث معها في زواجهم وأنه يريد بالتأكيد إنهاء هذا الأمر فهو لا يحبها
لتبتسم له بحزن وهي تقول : مفيش داعي..انا عارفه كل حاجة انت عايز تقولها
قطب أسر حاجبيه فمن أين عرفت توليب ما يريد الحديث به 
نهضت توليب تحت نظرات أسر المتعجبه ، نظرت له و بابتسامة مرتجفة تحدثت 
_ انت عايز تتكلم عن جوازنا صح 
أومأ لها أسر وكاد يتحدث ولكن رفعت يدها تمنعة من حديث ، وقد قررت بداخلها ان تؤلم نفسها قبل أن يؤلمها هو 
توليب بابتسامة مرتجفة و بصوت مختنق بالبكاء : مفيش داعي للكلام يا اسر في الموضوع ده..لانه أصلا منتهي من يوم كتب الكتاب ، انت مش بتحبني وانا مش هقدر اغصبك عليها..إحنا لازم نتطلق
قاطعها أسر بحدة وهو ينهض واقفا في مواجهتها : انتي بتقولي ايه يا توليب..انتي اتجننتي 
ببكاء شديد و بشهقات متقطعة تحدثت : لا متجننتش انا بقول الصح..انت لازم تطلقني عشان انت مش بتحبني وعشان كمان ابطل اعشم نفسي بحاجة عمرها ما هتحصل
زفرت بصوت عالي حتي تهداء ، ثم نظرت له بابتسامة مرتجفة متألمة قالت : وهي انك تحبني ، فعشان كده وحياة اغلى حاجة عندك..طلقني وارحم  قلبي الموجوع…ابوس ايدك كفايه لحد هنا انا مش قدرة استحمل..مش قادرة 
كلم أسر يقف مستمع لها وهو يتابع ملامحها المتألمة بقلب يشتعل حزنا عليها ؛ يريد الآن أن يضمها الليه ويخبرها أن حديثها غير صحيح وأنه أصبح عاشق مهوس بها ولكن قبل أن يتفوق بحرف واحد كانت توليب هاربة من أمامه 
دلفت توليب لغرفتها وهي تغلق الباب بعنف خلفها.
جلست أرضا وببكاء مرير حدثت نفسها : خلاص بقي يا توليب..خلاص بقي ارحمي نفسك وكفايه لحد هنا…أسر عمره ما هيحبك..فوقي بقي كفايه
نهضت عن الأرض وذهبت بجانب فراشها وأخذت العبوة الخاصة بالمنوم لتأخذه وتنام 
سقطت علي الفراش باهمال وعيناها ماذلت تزرف الدموع 
اقتحم أسر الغرفة كالاعصار..باحثا عن توليب
وجدها ساقطة على الفراش باهمال وعيناه تغلق و تفتحُ ببطء ، فهم أنها أخذت ذلك الدواء اللعين الذي يسقطها بالنوم 
تقدم منها جاثيا على الفراش ، تأمل هيئتها تلك وهي نائمة وملامحها تحمل ألم شديد 
تنهد بتعب ، وتحدث بحزن كبير : حرام عليكي يا توليب ، انتي ليه مش بتديني فرصة اتكلم…ليه علطول متسرعة كدة..ليه توجعني وتوجعي نفسك 
عدل من وضعيتها علي الفراش ثم الستلفدقي بجانبها ..وجعلها تنام فوق صدره 
وبعشق كبير أخذ يمشط يده على خصلاتها ويقبل رأسها مرارا وتكرارا وهو يتحدث بتعب وعشق : انتي مش عايزة تسمعيني او تفهمي..بس والله يا توليب ما هسيبك ال لما تفهمي انا بعشقك وبموت فيكي قد ايه 
بعد ساعات طويلة وهي نائمة باحضانه ، ابتعد عنها ليذهب قبل استيقاظها 
دلف لغرفته واخرج هاتفه سريعا ، واتصل ب باسم 
باسم بنعاس : آلو
اسر بحدة : أنت فين يا زفت 
باسم : ايه يا عم نايم 
باسم بجديه شديدة : طب قوم فوق كده عشان انا محتاجك ضروري …ضروري يا باسم 
اعتدل باسم علي الفراش وبقلب أردف : ايه يا آسر في ايه 
أسر: هقولك..بس فوق معايا كده 
_______________________________
باسم…
هو الآن يحلق بالسماء من شدة فرحته ، فـ علاقتة مع صبا أصبحت قويه للغايه وتقربو من بعضهم كثيرا منذ تلك القبلة..أصبحت حياته منحصرة عليها هي فقط، يقلها الى المدرسة صباحا ثم يعود الظهيرة وياخذها للمنزل..ومساءً يتسلل لغرفتها مثل المراهقين لينعم باحضانها الدافئة التي أصبحت متاحة له 
يشعر بالذهول من نفسه و من أفعاله الصبياني تلك ولكن ماذا يفعل فهو لا يستطيع البعد عنها أبدا خصوصا وهو يرى تأثيره عليها وانها أصبحت واقعة به مثلما هو واقع بها..صحيح لم تخبره للان انها تحبه ولكن نظراتها التي تشع خجل وحب كافيه..كافيه ان تفرح قلبه الملتاع بعشقها 
بينما تلك الصغيرة صبا تشعر بالعشق يجتاح قلبها الصغير ويعصف به ، نجح باسم وبامتياز بأن يوقعها بعشقه ، باهتمامه بها وحبه وحنانه أصبحت تلك الصغيرة أسيرته ، فهو يهتم بيومها بالكامل..وحتي يجعلها تروي له ما حدث بالمدرسه بالتفصيل وايضا ماذا درست ، لتبدأ هي بالحديث كطفلة صغيرة تروي يومها لوالدها  وهو يستمع لها دون كلل أو ملل
ولكن ماذل شعور الذنب والخوف محاصرين لها ، فهي ماذلت مخبأة عنه قدوم عزيز وما قاله ، خائفة كثير من أن تخبره فهي أصبحت تعلم كم يعشقها ويغار عليها وبالتأكيد سيقتل عزيز إذا علم بما قاله 
فــ‌ـــــلاش بـــــــــاك
هربت الدماء من وجهها وهي ترى ذلك العزيز يتقدم منها بخطوات خبيثة 
عادت هي للوراء بخوف شديد وهي لا تعلم ماذا يفعل عزيز هنا ..فهي لم تراه منذ أن ابرحوه باسم ضربا
وقف عزيز علي بُعد خطوتين من صبا وهو ينظر لها مستمتع بنظراتها الخائفة 
ارتضمت صبا بالحائط خلفها بخوف وارتباك ، لينظر لها الآخر بابتسامة خبيثة تحمل تحت طياتها الكثير
عزيز بمكر : انتي خايفة كده ليه يا صبا هو انا حد غريب ده انا عزيز 
صبا بخوف وتلعثم : انت ايه اللي جابك هنا..ودخلت ازاي
عزيز ببراءة مصطنعة : دخلت من الباب وبعدين ياريت تعامليني احسن من كده يا بنت عمي ده انا جاي اباركلك مع انها جايه متأخرة..بس معلش انا صاحب واجب باردو 
قطبت صبا حاجبيها باستغراب لتتحدث بارتباك قائلا : انت جاي تبارك لي انا
عزيز بخبث : طبعا يا صبا مش بنت عمي ومتربيه علي أيدي 
طالعته صبا بريبة من حديثه ، ومن وجوده هنا
تحدثت بخوف : طب الله يبارك فيك ، امشي بقي 
عزيز بابتسامة سمجة : همشي..همشي يا صبا بس هعمل حاجة واحدة بس 
وقبل أن تتحدث وجدته تقدم منها سريعا وباغتها بقُبلة على وجنتها جعلتها تتسمر بمحلها و عيونها جاحظة  
أبتعد عزيز عنها وعيونه تطلق شراً و وعيداً ، خرج سريعا من الاسطبل تاركا خلفة صبا
فاقت صبا من صدمتها ، لتشهق بزٌعر وقد أخذت الدموع تنهمر من عيناها..ما هذا الذي حدث الآن!!!
ركضت سريعا لغرفتها خوفا من عودة ذلك الحقير اليها 
بــــــــــــاك
فاقت من شرودها على صوت باسم  : ايه روحي مشربتيش العصير ليه
قالها باسم وهو يجلس بجانبها على الطاوله المطله علي النيل ، فهو أصر بعدما اقلها من المدرسة أن يذهبُ للغداء معا..ليأخذها الى احد المطاعم الكبيرة الخاصة بهم والتي تطل علي النيل مباشرتا 
نظرت صبا له بابتسامة مرتبكة قائلا : معلش سرحت شويا 
اخذ باسم كأس العصير الموضوع على الطاولة و قربه من ثغرها وهو يتحدث بجدية : طب اشربي العصير علا ما الغداء يجي 
اخذت صبا الكوب من يده وهي تقول بخجل : هات انا هشرب لوحدي 
هز باسم راسه بالرفض وهو يقول بهيام : لا انا هشربك
صبا بخجل: الناس هتبص علينا كده 
باسم: عادي ولا يهمني 
اخذت هي الكوب من يده بهدوء وهي تقول بابتسامة خافتة : لا عيب..هات وانا هشرب لوحدي انا مش صغيرة 
اتكأ باسم بذراعه الطاولة واضعاً يده على وجنته وهو يتأملها بهيام وهي ترتشف العصير بهدوء يليق بشخصيتها كثيرا 
تحدث بهيام قائلا : يخرب بيتك حتي وانتي بتشربي العصير بتوقعينِي في حبك اكتر  
عضت صبا شفتيها بخجل وهي تضع الكوب على الطاولة ، ثم التفت لباسم مردفه بخجل : بس بقى مش انا قولتلك تبطل تقولي كده 
اعتدل باسم بجلسته وهو يقول بمرح : بحبك يا بت إيه معبرش عن أحاسيسي ولا ايه 
انبلجت ابتسامة متسعة على وجه صبا لتقول بمرح هي الآخرة: لا عبر براحتك مش برحتك اوي يعني انت عمال تكسفني بكلامك
رفع يده و بأنامله ملس  وجنتها بحنان لتذيد ابتسامتها بخجل شديد
اخذ باسم تنهيدة عميقة وهو يتفرس ملامح تلك الصغيرة..ليقول بعشق : طب اعمل ايه طيب..بحبك اوي وبحب اعبرلك عن حبي ليكي 
انخفضت صبا عيناها أرضا و هي تكاد تكوت خجلا وعشق بنفس الوقت فـ باسم أصبح يؤثر على قلبها ويجعل دقاته تتسارع بجنون ما ان يقترب منها أو ينظر لها 
تنهيدة حارة اطلقها باسم و هو يتأمل خجل تلك الصغيرة الذي يجعلها قابلة للالتهام..قلبه يلح عليه أن يقبلها بقوة فقد اشتاق لشفتيها حد الجنون فهو لم يقبلها منذ امس وهذا أصبح كثيرا على قلبه الواقع بعشقها.
هب واقفا فجأة لتنظر له صبا باستغراب ما لبث حتى تحولت ملامحها للدهشة وهي تراه يجذبها من يدها لتنهض معه 
سار باسم بخطوات سريعة نحوالمكتب الخاص به ، وصبا تسير خلفه محاولا أن تلحق بخطواته السريعة 
ظلف للمكتب واغلق الباب سريعا ثم بحركة مباغتة صدم ظهر صبا بالباب ولكن وضع يده خلف ظهرها حتى لا تصطدم بشكل مباشر..رفعاً اياها من خصرها حتى تكون بطولة 
كادت صبا تتحدث ولكن كان باسم قد أطبق شفتيه على شفتيها يقبلها بشغف وحرارة 
رغم دهشتها الى انها ذابت سريعا بقبلته لتلف يدها بتلقائيه حول عنقه ، ليزيد الآخر من التعمق في قبلته وتصبح أكثر عنفا
كانت قبله عصفت بقلبي الاثنين معا ، قبله يبث بها باسم عشقه بتلك الصغيرة وجنونه بها 
لف ذراعيه الاثنين حول خصرها بقوة ليتحرك بها الي الاريكة الجلدية الموضوعة بأحد زوايا المكتب…ليجعل صبا تستلقي عليها..
ابتعد عنها أنشأ واحدا فقط عندما شعر بحاجتها للهواء ، كان يلهث بعنف وصدره يعلو ويهبط سريعا بينما صبا ما ان ابتعد باسم عنها حتى شهقت بصوت عالي وهي تحاول التنفس بصعوبة 
كانت أعين باسم مسلطة عليها وما أن أخذت نفسها حتي هجم عليها مرة أخرى يقبلها بعنف اكبر وقد أخذت يده تسير على مفاتنها بلهفة ليرتجف جسد صبا بقوة ، أزاح عنها حجابها ليظهر أمامه عنقها المرمري ليهبط لعنقها يقبلها بعشق شديد تاركا خلفه علامات عشقه لها…بينما أنامله تغلغلت بخصلاتها الغجريه 
ظلو دقائق هكذا..واقعين بعواصف عشقهم ، ليقطع تلك اللحظات طرقات متتالية على باب المكتب جعلت باسم يرفع رأسه عن عنق صبا التي أصبحت خريطة باللون الأحمر الغامق
تحدث بصوت أجش عالي : نعم
الطارق : الغداء جهز يا أستاذ باسم 
نظر باسم لصبا ليجدها مغلقة عيناها و تلهث بقوة بينما شفتيها منتفخة من حدة قبلاته العاشقة 
تحدث بصوت عالي قوي : انا جاي…روح انت دلوقتي 
نظر لصبا وتحدث بصوت اجش وصدره يعلو ويهبط : صبا 
فاحت عيناها السوداء ببطء تنظر له ، ليتأمل هو عيناها السوداء بعمق وعشق ويرى عيناها تبادله نفس العشق 
ظلو صامتين لثواني وكل منهم ينظر داخل أعين الآخر ، قطع باسم هذا الصمت وهو يتحدث باسم بابتسامة حنونة : يلا عشان نتغدا 
اعتدل جالسا على حافة الاريكة ، بينما تلك الصغير اعتدلت بوهن وضعف بسبب تلك الأعاصير التي ضربت قلبها الصغير 
كان باسم يتابعها وهي تعتدل ، ليجدها تحاول ارتداء حجابها ولكن يدها ترتعش بقوة 
اقترب هو منها لتنظر هي له ببراءة وخجل ، ليبتسم لها بحنان ثم أخذ منها الحجاب و ساعدها بارتدائه 
التقط يدها بحنان يسير بها للخارج  لتتبعة هي باستسلام و خجل.
________________________________
دلف عادل إلى أحد المباني المهجورة بمنطقة سكنية فارهة ولكن مهجورة منذ سنوات لا يسكنها أحد
وقف أمام تلك الشقة التي كانت في يوم من الايام تخصه ، فتح الباب بمفتاحه الخاص ثم خطي للداخل 
وجد المكان بأكمله مظلم الا منور الشمس الذي ينبعث من النوافذ المفتوحة ، دار بعينه بالمكان ولكن لم يرى احد
انتفض جسده عندما وجد ظل طويل قادم من احد الغرفة يصاحبه شخص ما يرتدي ملابس سوداء تغطي جسده وحتى راسه يرتدي كاب اسود عليه
ظل يقترب هذا الشخص من عادل بخطوات بطيئة حتى وقف أمامه مباشرتا..ليرفع رأسه ليرا عادل وجهه
تحدث عادل بدهشة ولهفة : فهد..ابني!!!!
ابتسم فهد ابتسامه مهزوزة متحدثا بصوت هادئ : ازيك يا بابا  
ضمه عادل بلهفة شديدة واشتياق وأخذ يستنشق رائحته باشتياق ابوي ، بينما هو ظل ثابت لم يضمه حتى
ابتعد عادل قليلا عنه متحدثا باشتياق : وحشتني أوي..اوي يا فهد..متعرفش بعدك كان عامل فيا ايه يا ابني..مكنتش بعرف انام بسبب بعدك عني يا حبيبي 
فهد ببرود : لو كنت وحشتك وكنت فرقت معاك..مكنتش رمتني في المصحة لسنين 
تحول وجه عادل للون الأصفر وهو يعود خطوة للوراء ، ليتابعة الآخر ببرود
تحدث عادل بارتباك : انا كنت بعمل كدة لمصلحتك يا حبيبي..عشان تبقي كويس 
فهد ببرود : مصلحتي انك ترميني في مصحة ٦سنين..وتبعدني عنها
فهم عادل ما يشير إليه ابنه ليتحدث سريعا بتبرير : دي لعنة يا ابني لعنة وكانت هتجيب أجلك وكان لازم أحميك منها
تحولت نظرات فهد لتصبح عيناه الزرقاء سوداء من شدة الغضب
تحدث وهو يغلق قبضته بقوة وبغضب مجنون تحدث : تقوم واخدها مني..وتبعدني عنها ٦ سنين ، لحد ما اتجوزت غيري
عادل بخوف : يا ابني اهداء..انا كنت بعمل كل ده عشانك انت صدقني..توليب دي لعنة كانت هتموتك بسبب حبك الاعمي ليها 
تقدم فهد منه بخطوات بطيئة دبت الخوف بقلب عادل 
مال فهد على إذن والده وبهمس مجنون تحدث : قدامك دلوقتي حل من الاتنين يا بابا..يا تساعدني ارجع توليب ليا 
ابتعد عن والده خطوة واحدة ينظر له نظرة جنونية ، ليبتلع عادل لعابه بخوف من القادم
فهد بابتسامة متختله :يا اما هقتلك؟!!!
________________________________
بعد مرور شهر…
يقف خلف زجاج غرفته شارد..يحتسي قهوته كالمعتاد، ويراقب قطرات المطر التي تهبط من السماء وتحتضن الأرض بتناغم دون أي عوائق ..
يتمنى أن تكون هي تلك القطرات الحرة ويكون هو تلك الأرض التي تحتضنها.
افاق من شروده على تلك الزهرة الجميلة..تقف بالمشتل الخاص بها تعتني بأزهارها ..وجدها تخرج من المشتل وتغلق الباب الخاص به باحكام..وكالعادة انهار جليد قلبه ،عندما وجدها تقف تدور حول نفسها تحت تلك الأمطار الغزيرة وصوت ضحكاتها الجميلة، نغمة تتراقص على أوتار قلبه.
لم يستطع منع نفسه من الذهاب لها 
تدور حول نفسها كطفلة صغيرة..تضحك بصوت عالي جدا يعلن عن مدى سعادتها بهطول الموسم المفضل لقلبها..تدور وتدور مغمضة الأعين حواسها بأكملها مندمجة مع وقع النغمات التي تعزفها قطرات المطر..
فتحت عينها علي مصرعهما عندما ،وجدت يد تعلمها عن ظهر قلب تحاوط جسدها بين ضلوعه.
رفعت انظارها رويدا رويدا لتتقابل الأعين،وتنبض القلوب بصخب.
بهدوء عكس ما بداخله أصبح يتمايل بها على انغام لا يسمعها سوهما وهو محتضن جسدها اللين الصغير بين يديه..لم تمانع هي بل تعلقت باحضانه كالمسحورة  تتحرك مع خطواته الهادئة،كانت لحظه كل منهما يشعر بالكمال بها.
وكأن امنيته تحققت…لم يستطع منع تلك الرغبة الملحة بداخله ليناديها..
-توليب
صوته الهامس بجانب اذنها جعلها تتعلق بعنقه أكثر مخبئة وجهها بصدره العريض..
ندها مرة أخرى..ليجعلها تنظر له ، لترفع توليب خضرواتها تطالعه ببراءة وعشق أصبح يراه بقلبه الملتاع بعشقها
هبط ببطئ يتناول شفتيها في قبلة ناعمة هادئة جعلتها تتمسك به أكثر..طالت القبل بينهم كثيرا ..حتى شعرت توليب بشيء ناعم اسفلها لتفيق من سحر اللحظة لتجد نفسها بغرفة أسر و بفراشه وأسر عاري الصدر و يُقبل عنقها بحرارة شديد..
يتبع….
لقراءة الفصل الثامن عشر : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا

اترك رد