Uncategorized

رواية ملك للقاسي الفصل الثالث عشر 13 بقلم فاطمة أحمد

   رواية ملك للقاسي الفصل الثالث عشر 13 بقلم فاطمة أحمد

رواية ملك للقاسي الفصل الثالث عشر 13 بقلم فاطمة أحمد

رواية ملك للقاسي الفصل الثالث عشر 13 بقلم فاطمة أحمد

خسارة ثانية
_____________________
انصدم ادم من كلامها واعترافها بحبها له فظن انه يتوهم لذلك سألها بخفوت :
– قولتي…قولتي ايه ؟
لم تجبه يارا فانحنى عليها الاخر ووجدها نائمة ، نهض جالسا ومرر يده على شعره بحيرة هل هي واعية لم قالته ام انها لا تعنيه وهذا تأثير المهدئ عليها.
عبث ادم بشعره وتذكر كلام عمه…. ” هتجي فترة تفتكر فيها يارا انها بتحبك بس ده مش حب ده مجرد تعود او تقبل للواقع اللي عايشاه اي حاجة غير الحب اللي المفروض تعيشه مع واحد فسنها مش راجل اكبر منها ب 10 و ابن عمها اللي بتفضل تتخانق معاه وبتكرهه ! “
ادم بخفوت :
– يعني لو الكلام ده من قلبها انا هعمل ايه…. انا مستحيل اعيش معاها على اساس اني بحبها انا مش كده مش بتاع حب مش هعرف اكون ليها الراجل اللي عايزاه وكمان متفقين على الطلاق بعد شهرين واهم الشهرين عدو وانا وعدت ابوها اطلقها… بس هي دلوقتي يتيمة هتروح فين لما نطلق معقول ترجع للصعيد و يجبروها تتجوز عمر !!
شعر بالغضب الشديد ف استطرد :
– هقتلهم و اقتلها لو فكرت ترتبط بغيري حتى لو مبحبهاش بس يارا بقت ملكي خلاص !
تململت يارا ف انتبه اليها و رفع الغطاء ليغطي جسدها ، كاد ينهض ويذهب الى غرفته لكنه قلق من ان تعاودها نوبة الخوف و البكاء ان لم تجده حين استيقاظها فجأة ف استلقى خلفها ووضع رأسه على كتفها من الخلف ليغرق في النوم……
بعد ساعات استيقظت يارا لتشعر بثقل على ظهرها و وجهها مستند على شيء صلب…. ركزت قليلا فوجدت ذراعا تمتد من خلفها وتضع رأسها عليها وهي نائمة بل وتمسك ذراعه بيدها ، شهقت بخفة و نظرت للوراء وانصدمت عندما رأت ادم. 
انتفضت جالسة وهمست :
– ده ادم ايه اللي جابه ولا انا بحلم ….. اه صح انا اللي طلبت منه ينام جمبي يا ربي. 
كان ادم مستيقظا وسمع ما تقوله فكتم ابتسامته و ادعى استيقاظه للتو ، فتح عيناه وهمهم بصوت ناعس وهو يجلس :
– انا فين وانتي بتعملي ايه جمبي ؟
هتفت بتوتر مستغرب :
– هو انت ممم مش فاكر. 
ضرب جبينه بتمثيل :
– اااه ايوة افتكرت انتي جبتيني من اوضتي عشان انام معاكي و استغلتيني. 
فتحت يارا عينيها باتساع :
– استغليتك ؟ انا !!
قضب حاجبيه بضيق :
– و افتكرت كمان اللي عملتيه بليل واحنا نايمين. 
وضعت يدها على قلبها بارتباك :
– عملت ايه ؟
اقترب منها ببطئ جعلها تعود الى الخلف كادت تسقط لكنه أمسكها وجذبها من خصرها ، انحنى عليها وهي تتنفس بصوت مرتفع فهمسها :
– كنتي بترفسي برجلك وانتي نايمة. 
– افندم !!
ابتعد ادم مرددا :
– مسبتينيش انام خالص طول الوقت بتتحركي وتديلي شلوط خلاص انا رايح انام ف اوضتي اكرملي.
طالعته بدهشة غير مستوعبة حتى غادر ، فركت جبينها باستغراب لتسمع آذان الفجر فنهضت سريعا تتوضأ و أدت فريضتها ودعت لوالدها ووالدتها بالرحمة.
فتحت خزانتها لتغير ملابسها فتفاجأت بالمنديل الحريري الذي اخذته سابقا من غرفة ادم ، ابتسمت و أخذته تشمه بعمق ثم استلقت على فراشها لافة اياه على يدها و نامت….
عند دخول ادم الى غرفته رأى الشال الخاص بها على سريره تذكر عندما كانت في المشفى كان يطالعه كل ليلة كأنه يراها فيه.
توضأ سريعا و صلى الفجر ثم لف الشال الخاص بها على يده ونام….
*****
صباح اليوم التالي. 
كان ابراهيم جالسا على طاولة الافطار مع حنان ورهف حتى قال :
– على فكرة زياد اتصل بيا وطلب نحدد موعد عشان الخطوبة.
حنان بدهشة :
– ازاي نعمل خطوبة في الوقت ده يا ابراهيم مش شايف حالة يارا عيب احنا نفرح وهي زعلانة على موت ابوها. 
ابتسم قائلا :
– لا يارا مش هتزعل بس بردو احمد الله يرحمه اخويا كمان عشان كده فكرت اننا نلبسهم الدبل ونعمل عزومة صغيرة من غير احتفالات و غنا ومن الكلام ده بس….
رهف بهدوء :
– بابا فكرة حضرتك مناسبة ومتقلقش انا مش هزعل بالعكس مكنتش عايزة هيصة ،معنديش مشكلة خالص في اننا نعمل خطوبة صغيرة. 
ابتسم ابراهيم ومسح على شعرها :
– ربنا يبارك فيكي حبيبتي. 
بعد دقائق رن جرس الباب فنهضت رهف مسرعة :
– ده اكيد ابيه ادم و يارا امبارح طلبت منه يجيبها يارب تكون هي. 
ركضت و فتحت الباب مبتسمة :
– ادم يارا صباح الخير اتفضلو. 
امسك ادم انفها :
– بردو بتفتحي الباب وانتي بشعرك كده مش هتتعلمي خالص. 
ضحكت الاخرى بخفة :
– كنت عارفة انك انت والله…. ازيك يا يارا. 
احتضنتها متابعة :
– مبسوطة انك جيتي بقالنا زمان متجمعناش مع بعض ده حتى السنة الدراسية خلصت ومش هنقدر نلتقي في الكلية يعني البيت ده المكان الوحيد. 
ابتسمت يارا :
– وانتي كمان وحشتيني. 
دخلت معها و عندما رأتها حنان احتضنتها بقوة :
– ازيك. 
نزلت دموعها باختناق :
– موجوعة جدا. 
نظر لها ادم بحزن لتردد حنان :
– ربنا يرحمه ويجعل مثواه الجنة يارب انا مش هقولك متعيطيش لان اللي حصل صعب بس الضرب اللي مبتقتلش بتقوي وانتي بعد ما تعيطي لازم تكون اقوى عشان تستحملي ربنا يصبرك يا حبيبتي. 
تنهدت مجيبة :
– ونعم بالله…. انا بحبك اوي يا ماما. 
– وانا بحبك. 
تقدم ابراهيم ممازحا :
– بتحبي ماما بس و بابا نسيتيه ولا هي خدت مكاني. 
ضحكت يارا بخفة :
– و بحبك كمان يا بابا. 
احتضنته بقوة فتجهم ادم و زفر بخنق وهو يراها بين ذراعي والده ، قلب عيناه ثم هتف ب :
– بابا !!
ابتعد ابراهيم و اجابه :
– ايوة ياحبيبي خير. 
ادعى الابتسام و جذب يارا من يدها :
– احنا جعانين جدا عاملين ايه فطار. 
ابتسم الاخير مدركا ان ولده يغار على زوجته منه فأردفت حنان :
– كل اللي بتحبه يا روحي يلا اتفضلو. 
جلس الجميع و تذكرت يارا اخر عزومة عندما حضرت مع ابيها ، نظرت الى كرسي الذي اعتاد الجلوس عليه و ادمعت عيناها ثم تنهدت داعية له بالرحمة….
______________________
بعد مرور شهر اخر. 
كانت قد اقيمت حفلة خطبة صغيرة لزياد ورهف اما مازن فهو بعدما خسر حبيبته اصبح متحجر القلب ووعد نفسه ان لا يقع في الحب مجددا وهاهو الان يقضي وقته في العمل فقط. 
ادم ويارا علاقتهم لاتزال كما هي لكنه يعتني بها و حسم قراره بعد تفكير طويل في شئ ما سيغير حياتهما وتجاهل كليا اعتراف يارا بحبها له خاصة انه وعد احمد قبل وفاته ان لا يظلمها و ينفصل عنها في اقرب وقت. 
______________________
صباح يوم جديد.
خرج مازن من منزله ركب سيارته وانطلق بها بسرعة وهو شارد تماما حتى لمح فتاة امامه فتوقف بالسيارة بقوة…..خرج من السيارة واقترب منها الفتاة بسرعة.
مازن بغضب : 
– انتي عميا مش بتشوفي عقلك فين وانتي بتمشي فنص الطريق !!
بسرعة نست تلك الفتاة فزعها وصرخت بغضب : 
– انت مالك يا عم انت بتزعق ليه وبعدين انت الغلطان وانت الاعمى مش انا !
رد عليها بغضب اشد : 
– انتي عارفة انا مين بكون عشان تكلميني كده. 
ضحكت الاخرى بسخرية :
– ها ها ها لا معرفش ومش عايزة اعرف عبو شكلك كتك القرف مليتو البلد. 
وقف مازن لحظات يعيد بذاكرته ماحدث منذ ثوان وتمتم : 
– البنت ديه اكيد مجنونة وغريبة جدا بس حاسس اني شايفها من قبل معرفش ليه. 
ابتسم باستغراب وركب سيارته من جديد وانطلق للشركة…..وصل بعد مدة ودلف لمكتبه وبعد ثواني طرق الباب واذن بالدخول فدخل احد الموظفين. 
عمار :
– بشمهندس مازن السكرتيرة اللي اتعينت جديد هنا عايز تشوفها قبل ما تدخل التدريب. 
اومأ بهدوء :
– ايوة دخلها. 
خرج عامر وبعد ثوان  دلفت الفتاة وسرعان ماشهقت عندما رأته :
– ااانت !!
نظر لها مازن وانصدم عندما وجدها نفس الفتاة التي التقاها منذ قليل :
–  انتتتتي !!
ابتسمت الفتاة بخغية ثم اخفت ابتسامتها و ادعت الغضب :
– انت بتعمل ايه هنا بتلاحقني ولا ايه ؟
انتصب واقفا وضرب سطح المكتب بقبضته :
– لااا كده كتير انتي اكيد مجنونة بصي يا انسة ااا…
قاطعته الاخرى :
– رتاج…..اسمي رتاج.
صمت مازن ثم تنهد بتعب : 
– انتي جيتي منين يا بنتي !
ضحكت رتاج بخفة وجلست على الكرسي امامه بهدوء كأن المكان ملكها :
– واااو المكان ده تحفة زي المسلسلات بالضبط المدير و السكرتيرة و خناقات وبعدين….
تطلع لها مازن بصدمة و رمش عدة مرات قبل ان يقول : 
– قولتيلي اسمك ايه ؟
– اسمي رتاج وحضرتك ؟
مازن بدهشة :
– هو انتي ليه محسساني انك بنت امي وابويا قاعدة برياحة كده ليه. 
نظرت له رتاج وقالت بلهفة مجنونة :
– والنبي وريلي الشركة عايزة اشوفها كلها  وعايزة كمان مكتب خاص فيا والنبي علشان خاطري.
زفر بخنق ولم يدري لماذا لم يغضب من تصرفاتها و يطردها…. نهض واشار لها بيده :
– اتفضلي يا انسة رتاج من هنا. 
خرجت رتاج بسرعة ثم سألته بحماس :
– مكتبي هيبقى فين ؟
كتم مازن ضحكته مجيبا :
– هنا قدام المكتب بتاعي بس خدي بالك انتي في فترة تدريب مش هتقل عن 6 شهور عايز النظام و شغل كويس والا هتجي واحدة تانية بدالك. 
شهقت باندفاع :
– لالا بدالي ايه انا مستنية الوقت ده من زمان… قصدي يعني كان حلم حياتي اشتغل في شركة كبيرة زي ديه. 
جلست وتابعت :
– ممكن لو سمحت تطلب من حد يجبلي قهوة مضبوطة. 
– انتي اتجننتي !
صاح بعصبية فحمحمت :
– خلاص هجبها لنفسي انا بس مبعرفش يعني حد هنا ومبعرفش المكان كويس. 
مازن بتعجب :
– انتي بتتكلمي كده ازاي مش خايفة اطردك من الشغل.
رتاج بثقة :
– متقدرش انت اكيد شفت CV بتاعي وعرفت قد ايه عندي خبرة وعلى حسب ما اظن انتو محتاجين سكرتيرة ومش متوفر حد بمواصفاتي قصدي بخبرتي.
علق عليها بسخرية : 
– خبرتك لا والله ليه انتي عمرك كام.
– 24 سنة ليه.
مازن بخفوت :
– اصلي حاسس اني بتكلم مع بنت 4 سنين.
– بتقول حاجة.
كتم مازن غضبه وقال بصوت عالي وهو يغادر :
– عم محمود قهوة مضبوطة للست المتدربة.
دلف لمكتبه وهو يبتسم على تلك المجنونة فهي تتعامل معه كأنها تعرفه منذ سنوات وتتصرف بأريحية تامة حقا انها مجنونة.
ضحك بخفة مهمهما :
– انا للدرجة ديه متساهل مع الموظفين عشان تجي البنت اللي مبتعرفنيش ديه تتعامل معايا كده ! بس مختلفة جدا رتاج ديه. 
______________________
في بيت ادم. 
استيقظ ادم صباحا نهض ودلف للحمام و استحم ، ارتدى بنطال اسود جينز وتيشرت ابيض وبليزر اسود و صفف شعره ثم اخذ مفاتيحه وهاتفه وخرج.
 وجد يارا في المطبخ فقال بهدوء : 
– انا رايح.
استدارت يارا له مرددة بقلق :
–  ادم ممكن تفضل قاعد النهارده هنا ومتروحش الشغل.
رفع ادم حاجبه باستنكار :
– ده اللي هو ازاي يعني ؟
اجابته بخوف : 
– معرفش انا حاسة ان في حاجة وحشة هتحصل. 
مط شفته بامتعاض :
– خوفك ملهوش داعي. 
غادر دون سماع كلامها تاركا اياها في حالة غير طبيعية من القلق استغفرت ربها عدة مرات ثم عادت لعملها مرددة :
– كل حاجة هتكون كويسة مفيش داعي اقلق. 
*** خرج ادم من الفيلا وهو يتذكر ملامحها الخائفة و طلبها البقاء معها لكنه لم يكترث فاليوم سيقدم لها اوراق الطلاق لينفصلا وينتهي من مسألة الزواج هذه. 
ركب سيارته وانطلق بسرعة جنونية يفكر بها هل يمكن ان تنساه بعد انفصالهما هل ستبني حياتها من جديد هل ستذهب لذلك الاحمق عمر !!
فجأة فقد قدرته على التركيز وكل شيء تشوش في دماغه وهو يتذكر …. ” انا سبت يارا بنتي امانة عندك بس مؤقتا…. هي مستحيل تحبك اصلا….. ادم والنبي متروحش…….ادم متسيبنيش……ادم انا بحبك…”
صوت فرامل واحتكاك عجلات بعنف في الارض لم يسمع الا صوت حادث كبير جراء اصطدام سيارة ادم باحدى الشاحنات الضخمة التي ظهرت فجأة من العدم…ثم….لا يرى الا الظلام !!
يتبع…
لقراءة الفصل الرابع عشر : اضغط هنا
لقراءة جميع فصول الرواية : اضغط هنا

اترك رد