Uncategorized

رواية حياة أحيت لي قلبي الفصل العاشر 10 بقلم آية العربي

 رواية حياة أحيت لي قلبي الفصل العاشر 10 بقلم آية العربي

رواية حياة أحيت لي قلبي الفصل العاشر 10 بقلم آية العربي

رواية حياة أحيت لي قلبي الفصل العاشر 10 بقلم آية العربي

نظر يوسف الى ابنه بحزن فما ظهر على وجهه اكبر دليل على ما بداخله …
طال الصمت فاردف اسلام بحماس _ ها يا عمى قولت ايه ..
تاه يوسف بينه وبين ابنه … يريده اه يصرخ ويعترف وان لا يقبل بهذه الفوضى … يريده ان تكون هذه الحياة الثمينة له فهو يستحقها وكذلك هي … 
نظر يوسف لابنه يمسكه لجام التحكم مردفاً بتساؤل  _ رأيك ايه يا عمران فى طلب عمك واسلام ؟
رفع عمران نظره لوالده وهنا تحدثت العيون ….( اهكذا يا والدى … اتجعل منى اضحوكة …. ام انك تعلم حقيقي امرى … اتريدنى ان امضى بيدى قرار اعدام قلبي مجددا …. ارفض انت ابي طلبهم وسأمتن لك طوال حياتى … ارفض ابي قل لا ارجوك ولا تجعل الامر يطيل فأنا لا احتمل تخيلها مع غيري …. أنا لا استطيع الرفض … اقسم لو كان باستطاعتى الرفض لكان انتهى الامر قبل ان يبدأ حتى … ولكن عقلي لا يقبلها … ماذا افعل يا ابي فى قلبي الخائن … نعم فأنا احببتها يا ابي … احببتها وياويلي من صراعي بيني وبين نفسي ) .
بينما حديث يوسف الصامت كان ( لا بنى … ليس على قلبك لوّم … لقد انهكت روحك فى الحزن على فقدائك وقد آن آوانك للفرح … تحدث بنى وسأقف معك وادعمك … لا اريد انا الرفض فهكذا اصبح ظالم لها مجدداً … يكفيني ما فعلته حتى الان … هيا قف وارفض طلبهم وعش حياتك معها فأنت وهى تستحقان بعضكما ) .
نظر احمد الى عمران الذى يطالع والده بصمت مردفاً بتساؤل _ ايه يا عمران ؟ … قولت ايه ؟ … متقلقش على رحيم تأكد ان اسلام مش هيبعد حياة عن رحيم ابداً .
لف عمران نظره الى عمه بينما تجاهل وجود اسلام فهو لا يريد النظر اليه … اردف عمران بصوت مهزوز _ معرفش … المفروض اللى يجاوب على طلبك هي مش انا … اسألوها .
وقف مغادراً المكان كأن الجدران اصبحت تطبق على صدره … يريد التنفس بل الصراااخ بصوت حاد فى مكان خالِ من البشر .
ترك الفيلا بأكملها واخذ سيارته وانطلق مسرعاً عله يهدأ قليلا .
اما بالداخل فتعجب احمد مردفاً _ هو مشى ليه … كل ده علشان رحيم !…. صدقنى يا يوسف انا اتكلمت مع اسلام فى الموضوع ده قبل ما نيجي وهو معن___ .
قاطعه يوسف مردفاً بحزن _ مافيش داعي تكمل يا احمد … احنا مش هنظلم البنت معانا … انا هسألها عن رأيها وارد عليكو فى اقرب وقت ..
اومأ احمد متنهداً بينما وقف قائلا _ تمام يا يوسف … نستأذن احنا بقى … يالا يا اسلام ..
اردف يوسف معارضاً _ لا خليك لسة مشربتش القهوة .
نفى احمد مردفاً _ معلش نشربها وقت تانى … عن اذنك … يالا يا اسلام .
غادر هو وابنه عائدان الى فيلتهم بينما بدأ الشك يراود احمد … هل يمكن ان يكون عمران معجبٌ بها ؟ … ولكن ان كان كذلك فلما الا الان لم يتكلم ؟ .
《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》
جلس يوسف شارداً بحزن … يفكر فى حال ابنه الذى يعاند قلبه … ماذا يفعل لكي يريحه … يكفى انه فشل فى راحة ابنه الثانى واختار على هواه تلك التى تتلون كالحرباء … لقد نصحه … نصحه بشدة وافهمه الوضع ولكنه لم يستجيب لوالده وها هو يعيش معها حياة باردة خالية من المشاعر … اصبح ضعيف الشخصية يتمتع بالبرود واللا مبالاة ويتركها تفعل ما تريده …. لا يريد لعمران مثل تلك الحياة … يريد له الراحة والحب والتفاهم والحنين فهو يستحق … هو الولد البار المطيع الحنون ذو الحظ القليل …
افاق من ضجيج افكاره على يد زوجته التى تربت عليه بحب مردفة _ ايه يا يوسف مالك ؟ … احمد واسلام مشيو بدرى ليه وكانو عايزين ايه ؟ 
قالتها وهي تجلس بجواره فنظر لها مردفاً بهدوء _ طالبين ايد حياة يا ثريا …  شوفتى القدر ! .
شهقت ثريا مردفة _ معقول … اسلام !…طب هتعمل ايه يا يوسف ؟ 
نظر لها بعمق مردفاً _ لو كنتى شوفتى وش عمران ابني كنتى هتتأكدى انه بيحبها …. بس رافض يعترف حتى لنفسه … رافض يبدأ حياة جديدة وعايز يفضل عايش على ذكريات ولاء ..
تنهدت ثريا مردفة بتفهم _ هو مش غلطان يا يوسف … صعب عليه…
اللى بينه وبين ولاء مكانش قليل … دول عشرة ١٠ سنين قبل وبعد الجواز …. وخصوصا بعد جوازهم قربوا جداً من بعض وفيه بينهم اطفال …. عمران كان بيحب ولاء اوى وهو حاسس انه لو بدأ مع غيرها هيبقى خاين ليها … متلوموش على احساسه يا يوسف … انا عارفة ان جواه انجذاب لحياة بس بردو ذكريات ولاء محصراه فى كل مكان …. ده حتى اللى قربه من حياة هو ابنه من ولاء … صعب عليه يا يوسف … صعب اوى .
اومأ يوسف مردفاً بحزن _ عااااارف يا ثريا …. انا اكتر حد عارف كدة …. انتى ناسية انى زيه بالضبط … ام عمران ماتت وسابتلى عمران ويحيى وهما لسة اطفال …. كنت ضايع وحاسس ان خلاص الدنيا اتقفلت فى وشي … حتى اخويا فجأة اخد مراته وعياله وسافر وسابنى اعانى موت مراتى لوحدي … ملقتش حد جنبي غير مرتضى صاحبى …. وهو اللى عرفنى عليكي…
كنت زي عمران بالضبط رافض اي ارتباط مرة تانية …. كنت عايز اعيش على ذكريات مراتى بس كنت غلطان … لانك اخدتى قلبي وعقلي يا ثريا … حتى اولادى عمرى ما حسيت انهم مش اولادك … صحيح كنت بحب ام عمران بس حبي ليها كان بعقلي بس … لكن انتى حاجة تانية … علشان كدة عايز ابنى يبنى حياته من جديد …. واوعى تفكرى انى قلبي قاسى .. بالعكس انا كل يوم ببكى على فراق ولاء ولوجى بس مينفعش ندفن حياتنا معاهم … لازم نستمر وده اللى ربنا قال عليه 
بسم الله الرحمن الرحيم ( هُوَ الْذِي خَلَقَكُم مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وجَعَل مِنْها زَوْجَا لِيَسْكُن إِلَيْهَا فَلَمّا تَغَشّاهَا حَمِلَتْ حَمْلاً خَفِيفَاً فَمَرّت بِه فَلَمّا أَثْقَلَتْ دَعُوا الله رَبِهِما لَإِن أَتَيْتَنَا صَالِحَاً لَنَكُونَنّ مِنْ الّشَاكِرِين ) 
صدّق اثنانيهما واردفت ثريا بحكمة _ خلاص يا يوسف … يبقى تسأله مباشر من غير ما نلف وندور … ولازم اسأل حياة علشان منبقاش ظلمناها معانا … وربنا يقدم اللى فيه الخير والصلاح .
《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》 
وصل عمران امام مقر عمل رفيقه صالح الذى هاتفه واخبره انه بحاجته وانه سينتظره امام هذا القسم التابع له ..
خرج صالح يبحث بعينه عن سيارة عمران فوجدها … اتجه اليها وفتح الباب وركب مردفاً بمرح _ ايه يا اخى الحوارات دى … انتى فاكرنى شغال نباطتشى … انا عندى قضية مهمة شغالين عليها انا والضباط جوا ومش فاضيلك .
اردف عمران بضيق وبدون تردد _ اسلام اتقدم لحياة .
سكت صالح ليستوعب تلك الجملة …. ثم اردفت بترقب وتساؤل  _ وانت قولت ايه ؟ 
شدد عمران على خصلات شعره بقوة مردفاً بغضب _ مقدرش اقول حاجة … مقدرش اتكلم يا صالح … انا هتجنن … انا المفروض مراتى متوفية من مدة قليلة … مراتى اللى كانت روحى فيها … ازاي افكر فى غيرها بسهولة كدة !…. ازاي اعمل حاجة زى دي ! …
المصيبة انى مش قادر اوقف نفسى … طول ماهي قدامى مش عارف انسحب …. انا مش عارف اعمل ايه يا صالح … انا لاعايزها فى حياتى ولا عايز حياتى من غيرها ولا عايزها تبعد ولا عايزها ترتبط بغيري … انا فى صراع مع نفسي … اعمل ايه قولي انت يا صالح اعمل ايه ؟؟ . 
نظر له صالح بحزن … لاول مرة يخرج عمران مافي جوفه …. لاول مرة يعترف امام احدهم بما يحمله قلبه … لقد ظن صالح انه لن يعترف ابداً بسبب عناده … اردف صالح بهدوء _ اهدى يا عمران … اهدى وكل حاجة ليها حل … انت اللى مصعب الامور اوي …. قولها يا عمران … قولها انك محتاجها فى حياتك … قولها متوافقش على طلب اسلام … خليك دوغرى وكفاية بقى تكابر وبلاش صراع نفسك ده انت مأجرمتش  …
هز عمران رأسه برفض مردفاً _ مقدرش … مينفعش … حتى لو ده حصل … حتى لو اتجوزتها مش هقدر اتقبلها كزوجة فى حياتى …. مش قادر استوعب حد تانى في حياتى غير ولاء … وقتها هحس انى خاين بجد  … انا لازم انهى الصراع ده …. انا لازم اسيبها تقرر … يمكن وقتها اعرف انا عايز ايه .
تنهد صالح بضيق مردفاً بتمعن _ وافرض انها وافقت ؟ 
نظر عمران له بخوف … اردف بعدما لف نظره بخوف _ ساعتها هيكون ارحم عندى من حيرتى الوقتى .
لوى صالح فمه بسخرية مردفاً _ ههه تبقى بتحلم … انصحك تتكلم معاها قبل ما تندم يا عمران …. انت القدر اخد منك مراتك وبنتك وعايّشك فى حزن والم لشهور … بس لو غباءك ضيع منك حياة هتعيش طول عمرك تعيس وهتندم  … 
نظر الى صديقه بعمق  ثم حسم امره مردفاً _ انزل يا صالح .
تعجب صالح مردفاً _ كدة بس ؟ 
سكت عمران سانداً رأسه على ذراعيه ففهم صالح ان لا جدوى من الحديث معه … نزل من السيارة فانطلق عمران مغادراً بسرعة  اما صالح فوقف ينظر لاثره بتعجب مردفاً _ اللا … اومال جاي ليه ده … وازاي اخد وادى معاه كدة وابينله انى كنت عارف انه بيحبها ؟ … واضح ان صُحبته اثرت على ذكائي .
《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》
فى غرفة حياة تجلس تهاتف مروة مردفة وهى تتأفأف _ انا اتخنقت يا مروة …. من ساعة ما سمعت عربيته وانا قاعدة فى الاوضة محبوسة ولحد دلوقتى مبعتش اسماء تاخد رحيم … والواد نام يا حبيبي شكله كدة نام هو كمان …. تفتكرى انزل ابص بصة كدة وارجع كأنى مثلا راحة اشرب ؟
تكلمت مروة بتفكير _ يمكن قاعد مع عمى يوسف تحت ؟ … او يمكن خرج تانى من غير ما تعرفي … على العموم انزلي ولو قابلتيه اعملي مش شيفاه .
اومأت حياة بقبول مردفة بحماس _ صح … هو كدة … انا هنزل اشرب … يالا يا مارو هكلمك تانى … ااه من حق بوسيلي نور .
اغلقت مع مروة وقامت بهدوء تتطلع على الصغير الذى يتوسط فراشها فتأكدت من نومه … اخذت جهاز التتبع وانطلقت متسحبة للخارج ..
نزلت الدرج تتصنت السمع جيداً ولكن لا وجود لصوته فى المكان …. هل نام ؟ … الن اتراه اليوم ايضا ؟ … 
وصلت للمطبخ ودلفت بضيق … المكان هادئ … تناولت ابريق مياة وكوب وخرجت متجهة للحديقة علها تستريح قليلا من التفكير  ..
قبل ان تصل الى الباب اوقفها صوت يوسف الذى يخرج من غرفته مردفاً _ حياة .
التفتت تنظر اليه بتساؤل فاردف مستكملاً _ ممكن تيجي ورايا المكتب عايزك فى موضوع .
اومأت له وبالفعل وضعت الابريق والكوب على الطاولة و دلفت خلفه غرفة المكتب واغلقت الباب بترقب .. اشار لها بأن تجلس .
جلست تنتظر حديثه الذى طال لا يعرف من اين يبدأه … اردفت حياة بقلق _ خير يا عمى يوسف .
نظر لها يوسف بحزن مردفاً بدون مقدمات _ اسلام ابن اخويا طلب ايدك منى النهاردة … وانا يابنتى من واجبي ان اقولك … وتأكدى ان اي قرار هتاخديه فى الموضوع ده هدعمك فيه جداً وعمرى ما هضغط عليكي فى اي شئ .
انصدمت حياة وشحب وجهها … اسلام ! … ذلك الشاب الذى يعرفها من مدة قليلة ! … هل تقدم لخطبتها ! … بينما من نبض قلبها باسمه لا يبالي ؟! … اتعاندها الدنيا مجددا ! … كيف لها ان توافق فهناك موانع اولهما حبها ورحيم …. وهل ان رفضت ستكون قد خسرت انسان يحبها على عكس ذلك الذى لم يهتم لامرها ؟ … بماذا تجيب ؟ .
اخرجها من شرودها صوت يوسف مردفاً _ فكرى يا حياة …. فكرى كويس براحتك وقررى … مافيش حد هيقدر يضغط عليكي هنا .
رفعت نظرها اليه مردفة بهدوء وحزن _ تمام يا عمى يوسف … عن اذنك .
قالتها ووقفت مغادرة المكتب ومتجهة الى الحديقة … عقلها لا يعمل … فقط قلبها ينبض بصخب ان ترفض بكل تأكيد … عليها الانتظار قليلا فهى مسألة وقت … كيف لها ان تبتعد عن رحيم الصغير!  …. كيف لها ان يأتى الصباح بدون رؤيته يغادر غرفته من خلال ثقب الباب الصغير مكان وضع المفتاح … كيف لها ان تميز عطره وتعلم مكان تواجده من خلال رائحته … كيف لها ان تنام فى مكان اخر وتحت سقف اخر لم يكن هو به … كيف لقلبها ان يقبل بغيره وهو مستوطن به …. كيف لعقلها ان يعمل وهي لا تعلم ما يشعر به ناحيتها ؟ 
وصلت للحديقة وجلست بتعب … تعب من افكارها التى بالاساس لم تهدأ حتى قبل ذلك الحديث …. كرامتها ترفض التحرك خطوة للامام فهو عليه اخذ تلك الخطوة ؟ 
لقد عانت طوال حياتها من وجود شريك … نعم كانت هناك مروة كصديقة ولكنها ابتعدت بعد زواجها …. عليها اختيار شريك تقضى معه باقي حياتها … عليها ان تعبء تلك الوحدة التى بداخلها …. عليها ان تنعم بحياة هادئة بعد كل ذلك العناء … ولكنها كانت تتمنى ان تنعمها معه … ماذا تفعل الان ؟ 
فى تلك الاثناء وصل عمران الى الفيلا … نزل من سيارته بهدوء فقد انهك نفسه …. رآها جالسة …. تلك العينان التى تتطلع عليه سوف تهلكه …. كنت اتمنى رؤيتها من قبل ولكن لما اراها الان فأنا لن احتمل تلك النظرة …. 
نظر لها بعمق ثم قرر المغادرة ولكن توقف عن السير عندما نادته مردفة بصوت ناعم _ عمران بيه .
لف اليها بترقب متسائلا … اقترب منها بهدوء واردف بخوف _ ازيك يا حياة … خير ؟ 
نظرت له بحزن …. لما نادت عليه … هو اهانها اخر مرة وكانت عليها ان تحفظ ماء وجهها ولا تحادثه … ولكن هو ومن غيره قلبها الخائن .
قطع تفكيرها صوته عندما اردف بعد تنهيدة _ حياة .. انا كنت عايز اعتذرلك عن اخر مرة اتكلمت معاكى فيها واحرجتك قدام اهلى … انا اسف يا حياة بس حقيقي كنت متعصب وقتها وكنت خايف على رحيم .
تريد توبيخه …. تريد مجادلته كعادتها ولكنها وجدت نفسها تومئ له بصمت …. بينما اردفت بعدها بترقب وقلب عاشق الخائف الخائن  _ اسلام طلب ايدي من عمى يوسف النهاردة .
نظر لها بصدمة …. ءأخبرها والده بهذه السرعة ! كان عليه الانتظار قليلا لحتى …. لا يعلم لمتى ولكن كان عليه ان يتنظر صباحاً على الاقل .
اقترب منها بحذر وترقب متسائلا _ اه عرفت انا كنت موجود وقتها … بس انتى رأيك ايه ؟
وكأن وضع على قلبه ساعة رملية قاربت على انتهاء تحديد لحظة مصيرية ولم يتبقى منها الا بعض حبات الرمال التى تكاد تسلب روحه مع نزولها ..
اما هى فانصدمت …. هل كان يجلس وقتها ولم يعترض او يرفض او يظهر عليه اي رد فعل ؟ … ويأتى الان ويسألها عن رأيها دون خجل .
نظرت له بغضب وحزن وعجز ونفسٍ كُسرت مردفة بتقطع _انا  رحيم … يعنى  ____ .
قاطع حديثها الذى فسره بطريقه اخرى … ظن انها تحمل هم طفله فقط مردفاً بقهر وقلب منفطر _ متفكريش من الناحية دى …. انتى بنت صغيرة وقدامك المستقبل طويل … متظلميش نفسك وفكرى فى الانسب ليكي …. عن اذنك .
قالها وغادر يسب ويعلن نفسه ويلعن قلبه وغباؤه ويلعنها ويلعن كل من حوله .
اما هى فنظرت اللى اثره بضعف .. تشوشت رؤيتها …. لقد غرز نصل حاد فى قلبها … ايقضها من احلامها … اكد لها انها غبية … ماذا ظنت هي ! هل ظنت ان ابن الاكابر سيعجب بها هي فتاة الميتم ؟ …. يالها من حمقاء كبيرة …. بالاساس وجودها هنا شفقة … حتى عمها يوسف يشفق عليها …. هى ليست من اهل البيت كما يدعون .. هي هنا فقط لاجل تربية صغيرهم …. ستوافق على طلب ابن عمه …. ولكن اولاً ستخبره انها من دار ايتام ولا اهل لها …. ان وافق كان بها ولن لم يوافق فلن تنهزم او تُسكر فهى حياة … ستستمر فى السعى وستثبت للجميع انها شئ …. انها حياة .
صعدت غرفتها بعد وقت طويل … تمددت على الفراش ونامت بتعب وهى تستعد غداً لالقاء قرارها على مسامعهم .
اما ذلك القابع فى غرفته فلم يجاريه النوم مثلما فعل معها … بل ظل يفكر ويفكر هل كان عليه ان يخبرها ؟ …. ولكن بماذا يخبرها ؟ … ماذا كان عليه ان يجيبها وهو تخبره ان ابن عمه طلبها ! … هل كانت تنتظر منه الرفض ؟ … ايعقل انها تريد ذلك ؟ …. ولكن ماذا بعدها …. سيرفضه حسنناً … ماذا سيحدث بعدها ؟ 
نظر للغرفة بأكملها …. ذكريات زوجته فى كل مكان تأتى عينه عليه …. كيف له ان يعاشر غيرها ويكمل حياته من حيث توقفت … مؤكد انها ستحزن وستغضب منه وسترفض لقاؤه عندما يحين اللقاء … ستلومه على حب اخرى والارتباط بها … 
《》《》《》《》《》《》《》《》 
فى الصباح استيقظ الجميع الا عمران الذى لم ينام من الاساس …. بينما حياة نامت قليلا واستيقظت فجراً تصلي ولم تنم من وقتها ..
اجتمع الجميع حول طاولة الطعام الا من حياة التى تأخرت عمداً حتى يحضر الجميع …. 
اردف يوسف بحنو محدثاً اسماء _ اسماء لو سمحتى شوفي حياة اتأخرت ليه .
دق قلب عمران بمجرد نطق اسم والده لها … سمع صوت خطواتها تنزل من على الدرج … هو يعلمها جيداً …. تسلطت عينه على الباب … دخلت هي تبتسم ببهتان او تحاول رسم ابتسامة مجبرة …. كانت ترتدي بلوزة ناعمة باللون الاورنج وبنطال جينز وتركت شعرها منسدلاً بنعومة ووضعت رائحة الفراولة الخاص بها .
كانت خاطفة للانظار بحق … حتى ان يحيى اعجب بها وظل يناظرها بشكل ملحوظ جعل عبير تستشيط غضباً منها .
القت السلام  وجلست على مقعدها لا تبالي بنظراتهم حولها … اردف يوسف للجميع _ يالا بسم الله .
اردفت حياة بترقب _ عمى يوسف بعد اذنك انا حابة اعرفك قرارى بخصوص موضوع امبارح .
اومأ يوسف مردفاً بهدوء _ ماشي يا حياة بعد الفطار هنتكلم فى المكتب .
اردفت بعناد _ لا يا عمى مالوش لزوم … انا موافقة .
الآن فقط سمع عمران صوت قلبه عندما اخبره انه غبي مغفل جبان … اولم يكن عليك يا عمران الاستماع له من قبل ! انت حقا غبي … هيا يا بطل ارنى كيف ستطفئ تلك النيران التى تتأكلك … هيا ارنى كيف ستحتمل ذلك الالم الذى يراودك الان …. هيا يا بطل هدئ من خفقان قلبك السريع الذى يكاد ينفجر .
اردف يوسف بحزن وتساؤل _ فكرتي كويس يا حياة ؟ .
نظرت لذلك الناظر ارضاً كأنها تخبره مردفة بثقة وابتسامة كاذبة وقلب يتألم _ فكرت ياعمى ومقتنعة جداً .
كان يريد الثبات ظاهرياً لحين انتهاء الجميع من تناول الفطور حتى لا يلاحظ تألمه احد …. كان يريد الانتظار قليلاً ثم المغادرة لا يعلم لاين ولكن لم يعد يحتمل ..
وقف مردفاً بهدوء _ بابا بعد اذنك انا هاخد رحيم وهروح اعد عن اهل ولاء يومين لانهم نفسهم يشوفوه .
قالها وابتعد ليغادر فاردفت حياة التى ارعبها الخبر  وظهر توترها بعدما حاولت الثبات امامه _ عمران بيه لو سمحت .
وقف يستمع دون ان ينظر اليها فوقفت متجهة اليه تردف باختناق فهى لن تحتمل غياب رحيم عنها ليومان يكفيها ما تشعر به الان  ..
اردفت مستكملة _ بلاش رحيم ينام هناك …. مش هيعرف ينام من غيري ولا انا .
اردف دون النظر اليها _معلش …. لازم يتعود على غيابك من دلوقتى .
قالها وغادر تاركاً المكان خلفه … تاركاً والده يتألم حقاً وثريا تهز رأسها بيأس … يحيى لم يهتم كعادته بينما زوجته تبتسم بخبث وانتصار 
اما هى فكانت لا حول لها ولا قوة … باتت ضعيفة وهشة … كثيراً عليها كل ذلك الالم … ستنهار امامهم وينفضح امرها جلست على اقرب مقعد مسرعة قبل ان تنهار .
اما هو فصعد واعد صغيره واعد معه ملابسه ولوازمه وغادر الى بيت اهل زوجته فوراً ظناً منه انه سيجد هدوؤه ويعود لرشده … هو لا يعلم ان الحب اذا دق باب القلب لن يتركه هادئ ابداا .
يتبع…..
لقراءة الفصل الحادي عشر : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا

اترك رد