Uncategorized

رواية حياة أحيت لي قلبي الفصل الثاني عشر 12 بقلم آية العربي

 رواية حياة أحيت لي قلبي الفصل الثاني عشر 12 بقلم آية العربي

رواية حياة أحيت لي قلبي الفصل الثاني عشر 12 بقلم آية العربي

رواية حياة أحيت لي قلبي الفصل الثاني عشر 12 بقلم آية العربي

فى تلك الاثناء وخلال ذلك الاحتفال العائلي بخطبة حياة يجلس عمران يتقلب على جمرات من نار فى منزل حماه … 
فقد يجتمع كل من سالم وزوجته مديحة التى تضم الصغير بين قدميها وهو مصب اهتمامه بتلك الالعاب الملونة .
وعمران يجلس بجانب سالم يتابع التلفاز بعينه … اما تفكيره وقلبه فهما فى مكان آخر تماماً … يتخيل انه الان قد تمت خطبتها من ابن عمه … هل لمس يدها والبسها خاتم الخطبة …. هل ضحكت له واردف على مسامعها كلمات حبه لها … هل تقبلت حبه …. وهل بادلته تلك الكلمات ؟ … ماذا فعل بحاله ؟ هل سيحظى ذلك ابن العم بجنونها الذى عشقه حينما كانت تلاعب طفله وتصرخ وتمرح هنا وهناك … هل سيحظي بتلك العينان التى تأسر القلوب ان وقعت عليها … هل سيحظى بهذه الجريئة التى تتحداه وتنظر له بقوة ولا تهابه ؟ … هل سيحظى بكل هذا وهل اضاعها هو بخوفه وجبنه .
كانت مديحة تسترق النظر اليه من حين لاخر … بينما سالم منشغلاً بهذا المسلسل الدرامي ..
بدأ الصغير فى التثاوب دليل على رغبته ف النوم … وقفت مديحة مردفة بتعمق _ عمران  … معلش تعالى خد رحيم دخله لانه عايز ينام … وانا هدخل انيمه .
انتبه لها عمران الذى وقف يحمل صغيره … ضمه بقوة عله يبث له الطمأنينة التى فقدها منذ دخولها الى قلبه المحتل … صار باتجاه الغرفة بهدوء حتى وصل الى الفراش وقام بتمديد الصغير عليه ثم دثره جيدا بالغطاء والتفت ليعود ولكنه وجد مديحة تقف مقابلة له تردف بهدوء وترقب _ استنى يا عمران انا عيزاك .
ضيق عمران عيناه من هيأتها مردفاً بتساؤل _ خير يا ماما ؟ 
نظرت مديحة للخارج حيث زوجها وجدته منشغلاً فى تلك الدراما فلتفتت مردفة _ اعد يا عمران … لازم نتكلم .
جلس عمران على احدى مقاعد الغرفة وجلست هي مقابلة له تردف بتساؤل وترقب _ قولي بقى … مالك ؟ 
امال برأسه مضيقاً عيناه متسائلاً _ مالى ! … مالي يا ماما ؟ 
تنهدت مديحة مستكملة _ اسمعنى يابنى كويس … انا مش لسة هعرفك النهاردة … انا اعرفك من ١٠ سنين … من وقت ما ولاء الله يرحمها حكتلي عنك وبعدها عرفتك … عرفت انك ابن حلال وجدع وراجل وتؤتمن … بس بردو زى ما فيك مميزات تتحب … فيك عيوب يا عمران … زى الهروب …. دايماً انت بتفضل تهرب عن انك تواجه … دايماً بتستخبى ورا قناع البرود والقسوة لما بتحاول تدارى ضعفك …. دايما لما بتحتاج حاجة اوى بتعاند نفسك انك تاخدها … خصوصا لو الحاجة ممنوعة او صعبة عليك … بتقرر جوا نفسك  انك تقدر تتخطاها وتكمل من غير ما تاخدها … بس بعدين بتندم .
كان عمران يستمع لها متعجباً … هي تفهمه جيداً … لقد اخبرته بحقيقته كاملة ولكن لماذا الان … ماذا تعلم بعد ؟ … سألها بتوجس مردفاً _ ماما ليه كل الكلام ده … انا مش فاهم حاجة ! 
اردفت مديحة بصوت حزين بدون مراوغة _ لما انت بتحبها بتسيبها تتخطب لغيرك ليه ؟ 
توقف الدم فى عروق عمران … عينه لم تتحرك من مكانها …. حتى فكه منفصلة عن الاخر متعجباً … اردف بعد مدة بتلعثم _ م … مين … اللي .. ب…بحبها ؟ 
تنهدت مديحة مردفة بهدوء ووجع داخلى لا يعلمه احد _ حياة يا عمران … حياة مربية رحيم …. انت حبيتها يا عمران .
اردف عمران بتعجب وتساؤل _ انتى ايه اللي خلاكى تقولي كدة ؟! .
نظرت مديحة لعينه مردفة بتأكيد  _ شوفت نظرتك ليها اول ما شفتها يوم ما كانت هنا … شوفتك وانت بتتوجع وبتكابر طول الاسبوع ده … خايف من ايه يا عمران ؟ … ليه يابنى سيبتها تروح من ايديك ؟
كان ينظر لها بتمعن … الهذه الدرجة هو مكشوف امره … نظر ارضاً مردفاً بحزن وقهر  وصدق _ مينفعش اللي حصل ده … انا مش عارف ازاي ده حصل اصلا … صديقيني يا ماما انا مش عارف انا عملت كدة ليه …. انا حاسس ان ولاء مش هتسامحنى … بس ده حصل غصب عنى … حصل دون ارادتى … ليه وازاي معرفش … انا … انا أسف يا ماما مقدرتش احافظ على وعدى .
اقتربت منه مديحة ورفعت وجهه مردفة بصدق ودموع وألم _ ولاء ماتت يا عمران … دى حقيقة لازم تعرفها … هي فى مكان احسن … انا بستنى اللحظة والثانية اللى هقابلها … بس هي عند اللى احن عليها مننا … ولاء ولوجي عند ربهم يابنى …. ربنا حكمته كدة … هو اراد واحنا علينا الرضا … سبتلك رحيم تحميه وتخلي بالك منه … تقوم انت تهمله وتقصر معاه بسبب حزنك … واكون انا وجده صحتنا على ادنا منقدرش نراعيه … يقوم والدك يجيب البنت اللى بيثق فيها ويدخلها بيته تربي حفيدي وتهتم بيه … يقوم رحيم يتعلق بيها اوى ويحبها جدا وهي تتعلق بيه وتحبه … ويدخل حبها فى قلبك … تفتكر كل اللى حصل ده مالوش اي هدف ؟ … ده احنا كدة يبقى معندناش بصيرة يا بنى .
مس قلبه كلامها واردف بتساؤل وترقب _ يعنى ايه يا ماما … قصدك ايه من كلامك ده ؟ 
اردفت وهى تمسح دموعها _ يعنى يا حبيبي انا وعمك سالم ناس مؤمنين وراضيين بقضاؤه ومتأكدين من حبك لبنتنا وان هيفضل مكانتها فى قلبك  … واحمد ربنا ان قلبك دق لبنت حبت ابنك وهو حبها … وده هيخلي بنتى مرتاحة ومطمنة عليكوا … يعنى تقوم يابنى تلحق نفسك وتشوف هتخلصها ازاي … 
نظر عمران لها بعدم تصديق كأنه يتأكد فاردفت مستكملة _ اخلص يابنى يالا زمان الخطوبة قربت تخلص .
مسك يديها الاثنين وقبلهم مردفاً بامتنان _ شكرا يا ماما … شكراً بجد … انتى متعرفيش كلامك ده عمل فيا ايه … ده خرجنى من دوامة كنت هغرق فيها ..
وقف يلتفت حوله لا يعلم ماذا يفعل فقالت مطمئنة _ روح انت بس الحقهم وابقى ارجع تانى لرحيم … ومتقلقش هو كدة كدة مش هيقلق الا الصبح .
اومأ لها  براحة وشكر واخذ حليته واتجه يبدلها فى المرحاض … اما هى فتناولت صورة فقيدتها ونظرت لها بدموع مردفة بألم ووجع وحرقة _ يارب اللى عملته يا بنتى يكون مريحيك زى ما قولتيلي فى الحلم … نامى وارتاحي يا عمري … ارتاحي يا حبيبتى واطمنى على ابنك  ..
《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》
فى الفيلا كانت حياة صامتة وشاردة معظم الوقت … لاحظ الجميع هذا فأردفت الفت التى لاول مرة تحدثها بسخرية _ ايه يا حياة … ساكتة ليه ؟… اللى يشوفك يفكرك مغصوبة .
رفعت حياة نظرها لها بهدوء ثم ابتسمت مردفة بثقة _ لا ابداً …انا تمام … بس انا ملاحظة ان حضرتك اللى جاية غصب عنك .
نظرت لها الفت بتكبر ولفت وجهها للجهة الاخرى بينما اردفت سارة بمرح _ لاء طبعا يا حياة دي ماما هي اللى مختارة الاسورة دى وقالت دي هدية عروسة ابنى … مش كدة يا ماما ؟ 
نظرت الفت لابنتها بغضب ثم نظرت الى زوجها مردفة _ اه طبعا ..
اردف اسلام وهو يميل على حياة _ بس تعرفي … الاسورة عسل عليكي فعلا … هي فعلا تشبهك … لانك نجمتى يا حياة .
ابتسمت له مجاملة ثم لفت وجهها تسحب زفيراً عميقاً كي تستمد طاقة تجعلها تكمل هذا الحفل قبل ان تفر هاربة ..
بعد ساعة استأذنت عائلة احمد للمغادرة واتجهوا للخارج بعدما ودعهم يوسف وزوجته كما غادرت مروة مع زوجها الذى اتى لاصطحابها ..
غادر كلا من احمد والفت وسارة اما اسلام فوقف مع حياة فى الحديقة يودعها مردفاً بتبسم _ تعرفي يا حياة … انا مش مصدق اننا اتخطبنا … من اول ما شوفتك وفيه حاجة غريبة شدتنى ليكي معرفش ايه هي كأنك منى … انا بجد مبسوط اوى .
نظرت له بشرود جعله ينادي عليها مردفاً بتعجب _ حياة ! … انتى سمعانى ؟ 
اومأت له مردفة _ اه سمعاك … معلش يا اسلام … انا اليومين دول تعبانة شوية بسبب بُعد رحيم عنى … انا اسفة .
وضع كفه على وجنتها يردف بمرح _ لا اوعي تتأسفي منى تانى يا لولو … انتى تؤمرى وانا عليا التنفيذ … لو عيزانى اكلم عمران واحاول اقنعه يرجع انا موافق .
فى تلك الاثناء كان عمران قد وصل الى الفيلا ورآه وهو يلمس وجنتها فاشتعلت الغيرة داخله واسرع اليهما بسيارته يحدث صفيراً عالياً … نزل بسرعة من سيارته واقترب منهما تحت انظارهما المتعجبة واردف بغضب _ خير … بيتهيألى دي خطوبة ولا ايه ؟ 
انسحب قلب حياة الى ارجلها ونظرت له بتيه اما اسلام فابعد يده مردفاً بابتسامة سمجة _ عمرااان  … والله انت ابن حلال … كنا لسة حالاً في سيرتك .
نظر عمران الى حياة بتوسل صامت ثم اردف متسائلاً ومتجاهلاً ذلك الواقف _ كنتوا فى سيرتي ليه يا حياة ؟ 
اردف اسلام وهو يطالع حياة بعفوية _ حياة متأثرة اوى لان رحيم بعيد عنها … ومعاها حق طبعا انت عارف انها متعلقة برحيم جدا … لو سمحت يا عمران يعنى واحدة واحدة … اكيد رحيم هو كمان متأثر فى بعده عن حياة … يعنى خليهم مع بعض … ومتقلقش صدقنى لما نتجوز مافيش حاجة  هتتغير  … انا نويت اشترى الفيلا اللى جنبيكم دي علشان حياة متبعدش عن رحيم ابداً … ها قولت ايه ؟ 
كان طوال حديث اسلام ينظر الي حياة التى تنظر ارضاً كأنه يلومها على اندماجها بتلك السرعة فى خطبتها …. هو لن ينسى ما رآه قبل قليل … لقد كان يلمسها … كيف تسمح له بذلك ؟ … كيف تخبره بحزنها على فراق صغيره … لماذا لم تخبره هو بذلك فهو والده … هل تحمل مشاعر تجاه اسلام ؟ … هل تحبه ؟… ان كان الامر هكذا فياويله … هل قال هذا الابله انه سيتزوجها ؟ … هل جن هذا السفيه … هل ينوى ايضاً شراء منزل بالقرب منه … هل يريد قتله بالبطئ … هيا عمران اريه تلك التمارينات الحديثة التى تعلمتها مؤخراً … هيا عمران املأ هذا الوجه المتعفن بالكدمات واجعله يرقد فى الفراش ثلاثة اشهر على الاقل تكون قد  تزوجت بهذه الواقفة  … هذه الخائنة الجميلة ..
نظر عمران الى اسلام مردفاً بهدوء وبرود ونبرة قاسية تعكس ما بداخله _ متبقاش واثق اوى كدة يا ابن عمى … انا لما بتكلم عن المستقبل بقول ان شاء الله … يعنى ان شاء الله رحيم هيفضل مع حياة … متقلقش .
نظر له بحيرة … ماذا يقصد بهذا الحديث … لف نظره لحياة وجدها تنظر لعمران بتعجب ايضاً يبدو انها ايضاً لم تفهم معنى حديثه … 
اردف اسلام متحمحماً _ احم … طيب انا هستأذن بقى … سلام يا حياة .
لفت حياة نظرها له مبتسمة بتجمل تومئ له الى ان غادر …
وقفت تنظر لذلك الناظر بعمق مردفة بغضب وحدة _ رحيم فين ؟ 
اردف بحدة متسائلاً ومتجاهلاً سؤالها  _ مرتاحة كدة  ؟ 
بدأ قلبها يقفز داخل قفصها الصدرى … ظهر التوتر على ملامحها واردفت بتساؤل مماثل وتهرب من نظراته  _ يعنى ايه ؟ 
اردف بجرأة لم يعدها يبدو انه قد جن وحان وقت جنونه ان يظهر للعلن … ان كانت هي تعرف بالجنون فلم تراه جنونه عندما يعشق بعد  _ حياة بوصيلي واتكلمى .
نظرت له مردفة وقد فلتت اعصابها وظهر غضبها وها هي تخرج ما فى جوفها  _ هو فيه ايه بالضبط … هو ايه اللى بوصيلي وتسألنى مرتاحة وتدخل الفيلا كأنك فى مداهمة … انت فاكر نفسك والِى عليا … انت مالك مرتاحة ولا مش مرتاحة …. مش انت اخدت رحيم ومشيت … مش قولتلي انت بنت وصغيرة وشوفي نفسك … يهمك في ايه راحتى من تعبى … وانت مالك بيا اصلا … سبنى فى حالى بقى … متتعبنيش اكتر مانا تعبانة .
نظر لها بقوة مطولاً … ثم مر من جانبها قاصداً سيارته …. نظرت له بصدمة ثم اردفت صارخة بسبب تجاهله _ انت رايح فين ؟ … 
عاد اليها مبتسماً كأنه شخصاً اخر تماماً لم تعهده ولأول مرة ترى ابتسامته ويا لها من ابتسامة … هل جن هذا الرجل الذى ظنته جماد .
اردف وهو يطالعها _ هجيب رحيم واجي … مش نفسك تشوفيه ؟ … واعملي حسابك … انا كمان راجع يا حياة .
غادر راكباً سيارته ثم قادها الى منزل حماه … اما هي وقفت تتطلع الى اثره بتعجب … ماذا ؟ …. هل يظن الامر سهلاً … هل يظن اللعب بالقلوب مثل اللعب بالمكعبات … لقد تأخر كثيراً … وسيدفع ثمن هذا التأخير … ثم عليها التهاون قليلا … ولكن ماذا ستفعل مع اسلام ! … يا الهي …. اه منك عمرانى لقد تأخرت على قلبي كثيراً … الم يكن عليك اخذ تلك الخطوة مبكراً عن اليوم ؟
《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》
فى غرفة عبير بعدما ابدلت ثيابها والتفت تجلس بجوار يحيى على الفراش مردفة بخبث _ شوفت وش حياة النهاردة يا يحيى ؟ 
نظر متأفأفاً يردف _ استغفر الله العظيم … مالو وشها راخر ؟ 
قلبت عيناها مردفة بغيظ _ مافيش … انا غلطانة انى باخد وبدى معاك فى الكلام … انت مبقتش طايقلي كلام ليه كدة … اومال فين حبك ليا يا يحيى ؟ 
نظر لها مردفاً بتعمن _ حبي انتى غيرتيه يا عبير … اهمالك ليا واهتمامك بأخبار الكل الا انا خلوا حبي يقل … كل مرة كنت بقول معلش يا يحيى … هتتراجع يا يحيى … لكن بالعكس بتزيدي … ودلوقتى اهو … بدل ما تكلميني عننا بتتكلمى عن وش حياة … تعرفي انى بحسد اسلام عليها … البنت اللى تدي اهتمامها كله لطفل غريب عنها وتخليه يتعلق بيها كدة …تفتكرى هتعمل ايه فى قلب راجل !… الراجل يا عبير محتاج اهتمام وحنان … وللاسف دول مش عندك … تصبحي على خير بقى ..
لف ظهره لها ونام اما هي نظرت لاثره بعدم تصديق … هل حقاً قل حبه لها … بعدما كان يعشق تراب قدماها … وبسبب من ؟تلك اللقيطة ! ولكن لن تكون عبير ان لم تعطي تلك الحياة درساً لن تنساه … اولاً ستخرب تلك الزيجة ثم بعدها ستخرجها خارج الفيلا بلا عودة … نعم ستفعلها … اولا ستخرب تلك الزيجة وهي تعلم كيف تفعل ذلك .
《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》
فى اليوم التالى استيقظت حياة بتثاقل … فتحت عيناها تنظر لسقف الغرفة … لقد ظلت طوال الليل تنتظر مجيئه مثلما قال ولكن يبدو انه تأخر كالعادة ..
قامت تتنهد بحزن … رفعت يداها تنظر لهذا الخاتم الذى يحيط اصبعها … لوت فمها مردفة بسخرية _ قومى يا حياة وبطلي احلام .
وقفت واتجهت الى خزانتها وفتحتها مخرجة منها احدى الفساتين التى احضرها لها يوسف سابقاً… 
اتجهت الى المرحاض وابدلته لقد كان رائعاً عليها … ذو اكمام تصل لمعصمها ومنسدلاً على جسدها بجاذبية … مشطت شعرها على شكل كعكة عالية ووضعت عطر الفراولة الذى تحبه كثيراً فهو مناسب لشخصيتها وايضاً مناسب فى سعره كي تستطيع الحصول عليه بسهولة … ارتدت فى قدميها حذاء ارضى بسيط وهادئ (بلارينا ) وخرجت من غرفتها قاصدة الدرج ..
نزلت للاسفل وجدت ثريا تجلس مع يوسف فى بهو الفيلا وعندما رآوها غمز كلٍ منهما الى الاخر يبدو ان هناك خطبٍ ما .
وصلت اليهما مبتسمة تردف _ صباح الخير 
نظر يوسف اليها مردفاً بحنو _ صباح النور يا حبيبتى … عاملة ايه النهاردة ؟ .. امبارح شكلك كنتى تعبانة .
نظرت لثريا التى تعلم حقيقة امرها ثم اعادت نظرها اليه مردفة بهدوء وهروب _ لاء ابدا يا عمي … ده علشان رحيم بس وحشنى جدا … ايه اومال فين الاولاد ؟ 
اردفت ثريا مبتسمة _ عبير قالت هتاخدهم وتروح النادى يقضوا اليوم هناك … ويحيى راح شغله من بدرى …. وعمك يوسف هيفطر ويمشى هو كمان … مافيش غيري انا و —-.
قاطع حديثها ذلك الذى ينزل الدرج ويحمل صغيره الذى ينادى بفرحة _ هاياا .
لفت حياة نظرها اليه بتعجب … كيف ! … هل كان هنا ؟ … جرت مسرعة اليه مردفة وهى تلتقطه من عمران وتحتضنه بفرحة وحب واشتياق وقد عاد اليها نشاطها وحماسها  _ روووومي حبيبي وحشتنى اوي .
ضحك الطفل لهذا العناق الذى اشتاق له … وبدأ يقفز فرحاً وضحكاته تعلو كلما قبلته تلك الحياة على وجنته ثم الاخرى ثم جبينه ثم انفه ثم تقوم بمداعبته ويضحكان تحت هذه الانظار المستمتعة والعاشقة لهذه الشخصية العفوية التى تستطيع نزع الألم والحزن والضيق مِن مَن يراها .
اردفت ثريا بخبث _ ايه يا حياة هو من لقى احبابه نسى اصحابه ولا ايه … انا شايفة ان رحيم بدل حالك … دانتى كنتى نازلة دلوقتى كأنك  عارضة ازياء رسمي .
ضحكت حياة وهي تقبل الصغير مردفة بصدق تحت تلك الانظار _ انا بجد يا ماما ثريا بحب رحيم جداا … الاسبوع اللى فات عدى عليا سنة من غيره … قلبي كان واجعنى اوي … وخصوصا انه كان بينام فى حضنى … كان صعب عليا اوى بجد .
اردف ذلك الناظر لها بقوة يفحصها بعناية … يشتاق لتلك التفاصيل الهامة … لهذه العفوية التى تتحدث بها … لهذا الجنون التى امتلكت قلب طفله به وقلبه هو ايضاً … اردف بحب ونبرة صوت حانية _ ورحيم كمان بيحبك جداً … وده اللى اتأكدت منه طول الاسبوع اللى فات … كان بينام بصعوبة … لولا ماما مديحة انا مكنتش هعرف اتصرف معاه .
نظرت له اخيراً … وعندما نظرت فى عينه اسرع قلبه ينبض بقوة … اردفت بقوة برغم ترددها من نظرته التى تعشقها _ ولما هو كدة بعدته عنى ليه يا عمران بيه ؟
اعجب بقوتها وجدالها … اردفت مبتسماً وهو يجلس بجوار والده الذى يستمع بصمت _ كان لازم يا حياة … كنت محتاج اخد قرار مهم وكان لازم ابعد … + كمان ان جده وجدته ليهم حق انهم يشوفوا رحيم .
اومأت بتفهم وتقبل الامر الثانى … اما الامر الاول فلم تفهمه …. ما هو هذا القرار المهم ! .
فضلت الصمت بينما اردف يوسف بترقب _ طب يالا الاول نفطر وبعد كدة عايزك يا عمران فى المكتب .
نظر عمران الى والده بعمق … فهو يعلم سبب هذا الاستدعاء … اومأ له وبالفعل بعد قليل اجتمعوا حول مائدة الفطار جميعهم …. هناك من تفطر بشهية وضحكات عالية وهى تطعم هذا الصغير بحب ومرح …. يبدو ان العناء ينتظره مع هذه الطفلة … ولكنه مرحب به .. وبشدة …. يكفى ان تكون له وحده .
《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》
فى النادي الذى تعمدت عبير الذهاب اليه حتى ترى الفت التى علمت بطرقها الخبيثة انها تترد على هذا النادى باستمرار منذ ان اتت من لندن .
وقفت تبحث بعيناها عنها الى ان لمحتها تجلس مع مجموعة من سيدات الطبقة المخملية اللاتى يتميزن بالتكبر والغرور ..
اتجهت اليهن واردفت بتمثيل _ معقولة … الفت هانم ! … ده ايه الصدفة الحلوة دى .
نظرت لها الفت من تحت نظارتها مردفة بغرور _ اهلا … ازيك .
جلست عبير على احدى المقاعد بجوارها مردفة بصوت خافت _ بصراحة كويس انى قابلتك … انا كنت عايزة اعرف منك ازاي وافقتى على الوضع ده بسهولة كدة ؟ 
تطلعت اليها الفت بتساؤل _ وضع ايه اللى بتتكلمى عنه ؟ 
اردفت عبير بصوت مسموع _ قصدى حياة .
التفتت الفت الى هؤلاء النسوة مردفة بتلعثم _ احم … طيب عن اذنكوا يا هوانم … ثوانى ورجعالكوا ..
قامت تسحب عبير خلفها الى طاولة اخرى بعيدة نسبياً عن صديقاتها مردفة بحدة _ انتى اتجننتى … انا مقولتش لحد ان ابنى خطب البتاعة دي .
ابتسمت عبير بخبث مردفة _ ايوة طبعا يا الفت هانم انا فهماكى … هتقولي ايه بس ! … مش معقولة هتقوللهم ان ابنك الوحيد خطب بنت من الميتم ومحدش يعرفلها اهل .
انتفضت الفت ناطقة بصدمة _ اااايه … ميتم ؟ 
اردفت عبير بخبث ومكر _ هو انتى مكنتيش تعرفي ؟ … طب ازاااي ! .
وقفت الفت على حالها مردفة بغضب _ انتى متأكدة من الكلام ده ؟ … عارفة لو طلعتى بتألفي .
اردفت عبير مسرعة _ بألف ايه بس ما اسلام ابنك عارف .
نظرت لها بصدمة ثم اتجهت الى رفقاتها تحمل حقيبتها مردفة بابتسامة كاذبة وتوتر _ معلش يا هوانم … انا مضطرة ارجع الفيلا حالاً … فيه امر طارق .
تعجبن متسائلات _ خير يا الفت ايه اللى حصل ؟
ولكنها كانت غادرت تحت انظار تلك التى تبتسم بخبث ومكر ثم عادت الى اطفالها حيث كانوا يلعبون فى ملعب الاطفال .
《》《》《》《》《》《》《》《》《》
انتهى عمران من الفطور كذلك الجميع واتجه مع والده الى المكتب … دلف واغلق الباب واتجه يجلس امام والده الذى يطالعه بغضب مردفاً _ ممكن اعرف انت ناوى على ايه ؟ 
رفع عمران نظره لوالده وبدون مراوغة اردف _ ابداً يا بابا … ناوي اصلح غلطي … واعيش حياتى زى ما حضرتك كنت دايما بتوصيني .
نظر له يوسف بعمق مردفاً بتساؤل _ مش شايف انك اتأخرت شوية … ولا راجع تشوش عقلها … ما كانت قدامك … وحاولت اقنعك بيها … ايه اللى سكتك لحد ما اتخطبت لغيرك ؟ .
ابتسم بتهكم مردفاً بحزن _ وهو حضرتك مش عارف ايه اللى جوايا ولا ايه ؟ … انا كان لازم افكر بدل المرة مليون … كان لازم اتأكدت انى بمعملش حاجة تخالف ضميري ووفائي … كان لازم اكون ابنك يا بابا …مش حضرتك عملت كدة بردو زمان ولا ايه ؟ .
نظر يوسف الى ابنه بعمق … ثم نظر ارضا مردفاً بتعقل _ اسمع يا بنى … حياة دلوقتى مخطوبة لابن اخويا … ولحد دلوقتى هو اثبت انه راجل وحياة وافقت عليه برضاها وانا مقدرش اخذ خطوة لصالحك بعد الوقتى  … الامور دلوقتى خارج سيطرتي … الامر في ايد حياة … بس لازم انت تاخد خطوة صح … لازم تتكلم معاها وهى تحدد وتشوف هتعمل ايه ؟
اومأ لوالده بتفهم مردفاً _ وهو ده اللى ناوي اعمله يا بابا … ناوى اكسب قلبها .
ابتسم والده بسخرية مردفاً _ هه غشيم بصحيح .
تعجب عمران من والده بينما يوسف بذلك يؤكد ان ابنه امتلك قلبها منذ زمن وحتى انه لم يشعر بذلك .
《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》
عادت الفت الى الفيلا تصرخ بغضب وحدة _ اسلاااام … احمد .
خرج الجميع من اماكنهم على صوتها فاردف احمد بتساؤل _ فيه ايه يا الفت … صوتك عالى ليه ؟
نظرت له بغضب مردفة بقوة _ انت كنت عارف ؟ 
تعجب هو مردفاً _ كنت عارف ايه بالضبط ؟ 
نظرت لابنها الواقف متعجباً واردفت وهى تقترب منه _ انت ازاي توافق على فضيحة زي دي ؟ … ازاااي اسلام ابن الاكابر يرتبط بواحدة تربية ملاجئ .
انصدم الجميع حتى اسلام فكيف لوالدته معرفة الامر … اما سارة فانفرج فكها بشدة … اما احمد فانقبض قلبه وقد مرت من امامه ذكرى تلك الوحمة التى رآها في يدها امس وها هى تعود اليه تلك الذكرى الذى حاول تجاهلها ولكنها تتجسد امامه ضاربة بقلبه وكيانه وضميره عرض الحائط … هل يمكن ان يكون قد تحقق المستحيل … يا الهي .
هنا اردف احمد بشرود _ ميتم ! … هي ! … معقول ؟ 
توقفت الفت عن الصريخ ونظرت له بقوة تستشعر ما به وعندما ادركت الامر اتسعت عيناها رعباً … فأسوء كوابيسها قد عاد … هل يمكن ان تعود ابنه حنان الى حياتهم بعد كل تلك السنوات ؟ مستحيل … مؤكد هي فتاة اخرى … لن تقبل بها لا كنة ولا ابنة … ستتخلص منها كأنها لم تكن .
هنا اردفت موجهة حديثها لابنها _ الخطوبة دى تتفشكل حالاً … تروح تنهي المهزلة دي وبعدها نرجع على لندن … ملناش قعاد هنا .
اردف اسلام بصدمة _ خطوبة ايه يا ماما اللى تتفسخ … مستحيل يا ماما … انا وحياة هنتجوز وانا موافق عليها ومعنديش اي اعتراض بوضعها … ومحدش ليه حق اته يعترض .
وفجأة نزلت صفعة من الفت على وجه ابنها الذى انصدم كذلك سارة التى تتلقى صدمة وراء الاخرى دون نطق حرف … اما احمد فقد نطق بحدة _الفت … انتى اتجننتى ؟
صرخت بحدة واصبحت كالمجنونة حقاً مردفة  _  ايوة اتجننت … ولو اللى قولت عليه محصلش انا هصورلكوا قتيل هنا … البنت دى لا يمكن تدخل عيلتنا ويانا يا هي ..
غادر اسلام تاركاً المكان بأكمله بغضب ينوى فعل شيئاً جنونياً لا يعلم عواقبه ولكنه الان فى حالة لا يحسد عليها 
《》《》《》《》《》《》《》《》 《》《》《》《》
فى الحديقة الخاصة بفيلا يوسف تجلس حياة كعادتها على العشب برفقة ذلك الصغير الذى يخطى اولى خطواته باتجاهها وهى تصرخ بفرحة وحماس وتلطقته بيدها وتقبله .
اردفت وهى تحتضنه بقوة _ رووومى قلبي وحياتى … يالا دادا … يالا كمان مرة علشان خاطر هايا .
ضحك الصغير وبدأ يتلاعب بخصلات شعرها وهى تنظر له بغضب مصطنع ثم تختبئ خلف خصلاتها وتظهر فجأة فينفجر الصغير ضاحكاً بمرح ويعاد الكّرة .
اتاها صوت احدهم ينادى بحدة عليها فالتفتت تنظر اليه بتساؤل فوجدته اسلام يدخل من بوابة الفيلا متجهاً اليها بغضب حتى انها وقفت تحمل الصغير تحتمى به وهي تعود للوراء بخوف من هيأته ..
اردف وهو يمسك معصمها بقوة ويجرها خلفه _ حياة انتى لازم تيجي معايا حالاً … لازم نكتب كتابنا دلوقتى ..
اتسعت عيناها بزهول وعلى بكاء الصغير فاردفت بصريخ _ اسلام انت اتجننت ! سيب ايدي .
كان كالمجنون حقاً … هو يريدها فى حياته .. هناك شيئا ما بداخله يسحبه تجاهها … مشاعر غريبة تجبره على بقاؤها فى حياته … كان يسحبها للخارج دون وعي ولكنه فجأة وجد من يسحب يدها من يده بقوة مردفاً بغضب _ انت اتجننت !… ازاي تلمسها كدة … وواخدها فين ؟ 
اردف اسلام بجنون _ عمران … ابعد انت دلوقتى … انا وحياة لازم نكتب كتابنا حالاً … انا مينفعش اسيبها .
اشتعلت الغيرة فى قلب عمران واردف بتملك وغضب _ حياة مش ليك اصلاً … والخطوبة دى كانت غلطة … انت حالا هتسيبها ..
تناول عمران يد حياة التى تقف تحمل رحيم بذعر ونزع منها خاتم خطبة اسلام والقاه فى وجهه مردفاً بغضب _ كدة خلاص … وابقى تانى مرة اعرف انت بتتصرف ازاي ؟ 
هنا ولم يحتمل اسلام كل هذه الامور فقام بالهجوم على عمران وقد اجتمع كل من فى الفيلا وقد اتى ايضاً احمد مسرعاً يحاول ابعاد اسلام عن عمران حيث تشابكا فى بعضهما وبدأ عمران يلكمه بمهارة وبقوة اكبر من قوة اسلام المحدودة ..
حتى ان يوسف حاول ابعاد ابنه تحت نظرات ثريا والخدم التى بدأت اصواتهم تتعالى وقامت اسماء بأخد رحيم الذى يبكى من على يد حياة وادخلته للداخل حتى يهدأ ..
اما حياة تقف متكورة على نفسها لا تصدق ما تراه عيناها … تشاهد عمران وهو يسدد اللكمات لاسلام واسلام يحاول تفاديها والهجوم ايضاً ولكن عمران يفوقه خبرة بكل تأكيد فهذا مجاله ..
نجح يوسف فى ابعاد ابنه مردفاً بغضب _عمران انت اتجننت ! 
ابتعد عمران يلهث بقوة مردفاً وهو ينظر لاسلام بغضب _ علشان يبقى يفكر مليون مرة قبل ما يمد ايده عليها … حياة تخصنى وانت من هنا ورايح ملكش دعوة بيها … انت فاهم ..
كان اسلام يلهث بتعب … وجهه ملئ بالكدمات ووالده يحاول ايقافه ولكنه كان فى حالة زهول … الان حقق النظر فيها … انها تشبه حنان زوجته التى تزوجها سراً … يا الهي … ماذا سأفعل ؟ 
اردف اسلام بغضب وقد اعمى عينه كلام عمران _ اااه …قول كدة بقى … قول انك حاطك عينك عليها من زمان … وانا الغبي طول الوقت ده ماخدتش بالي … بس لاء … انا مش هسبهالك … هي اختارتنى انا … لو كانت عيزاك كانت اختارتك … دور على واحدة تشبهك .
تحول عمران تماماً وكاد ان يهجم عليه مجدداً ولكن منعه يوسف مردفاً بحدة _ عمران كفاية .
نفض اسلام يد والده واتجه الى تلك الواقفة ترتعش مردفاً بتساؤل وجنون _ حياة ! … انتى عيزانى صح … انتى مقتنعة بيا مش كدة ؟ … طب هيفرق ايه بعدين من دلوقتى … تعالى نتجوز وبلاش نخلى حد يفرقنا يا حياة … حياة فكرى كويس .
كانت مغمضة عيناها … تضع يدها على اذنها حتى لا تسمع … ابتعد عمران عن يد والده التى تمسكه واقترب منه ومنها مردفاً بحدة وغيرة واضحة _ هو انت مبتسمعش …. انا مش قلتلك حياة تخصنى .
هنا واطلقت حياة صرخة مردفة _ كفاااااية .
نظرت لعمران مردفة بغضب _ هو ايه اللى اخصك يا عمران بيه … وبصفتك ايه ان شاء الله … انت بالنسبالي ابو رحيم وابن عمى يوسف وبس … انت سامع …
ثم التفتت الى اسلام مردفة بنفس النبرة _ وانت كمان … كنت بقول عليك عاقل … بس النهاردة اثبتلى العكس ولازم اعيد حسباتى كويس اوى ..
نظرت لاثناهما مردفة بقهر وخزن _ ابعدوا عنى انتوا الاتنين … مبقتش طايقة اشوف وشكوا … ابعدوا عنى .
قالتها ورحلت متجهة الى الداخل ومنه الى غرفتها ثم ارتمت على فراشها واجهشت فى بكاء مرير … 
يتبع…..
لقراءة الفصل الثالث عشر : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا

اترك رد

error: Content is protected !!