Uncategorized

رواية ملك للقاسي الفصل التاسع عشر 19 بقلم فاطمة أحمد

       رواية ملك للقاسي الفصل التاسع عشر 19 بقلم فاطمة أحمد

رواية ملك للقاسي الفصل التاسع عشر 19 بقلم فاطمة أحمد

رواية ملك للقاسي الفصل التاسع عشر 19 بقلم فاطمة أحمد

لقاء
_______________________
يارا بصدمة : انا…..انا حامل !!
ابتسمت بسعادة بل ضحكت وهي تضع يدها على بطنها غير مصدقة ان بداخلها روح هي ستصبح أما و ادم سيصبح أب…. ادم !!
عبست فجأة واختفت ابتسامتها عند تذكرها لزوجها الذي يرفض الأطفال الآن ، جلست على السرير مرددة بقلق وفزع :
– هو قالي مينفعش احمل دلوقتي ادم رافض نجيب ولاد وانا…. انا دلوقتي حامل بس ازاي ده حصل انا بقيت اخد البرشام من اخر مرة اتكلمنا فيها يمكن الحمل حصل من قبل !
وضعت يدها على رأسها متنهدة بتعب ، من جهة هي سعيدة ومن جهة اخرى ليست متأكدة من انها ستستطيع ان تربي طفلا في سنها و المعادلة بينه وبين دراستها اضافة ل ادم الذي اخبرها ان هذا الوقت ليس مناسبا لإنجاب الاولاد.
رن هاتفها فجأة و كان هو من يتصل ففتحت الخط :
– ايوة يا ادم.
اجابها الاخر بجدية :
– يارا انا سيبت ملف ازرق فوق الكوميدينو ؟
لفت انظارها حولها :
– اممم لأ.
كاد يتكلم لكن وصلته رسالة فقراها و اردف :
– خلاص انا سبته في الشركة و مجبتوش معايا.
– اه طيب.
كانت ستغلق لكنه اوقفها :
– يارا انتي كويسة صوتك عامل كده ايه ؟
اغمضت يارا عينيها بنفور :
– انا مصدعة شويا من كتر النوم هبقى كويسة.
اعتقد ادم انه حزينة من كلامه لها صباحا فهمهم بتفهم :
– طيب ماشي… سلام.
اغلقت الخط بسرعة و همست :
– بيكلمني كأنه معملش ولا قالي حاجة ايه البرود اللي فيه ده.
نظرت للهاتف قليلا و طلبت احدى الارقام وبعد ثوان قالت :
– طنط حنان ممكن تجي لعندي شويا انا محتاجالك.
__________________________
في الصعيد.
يجلس عمر ووالده في الحديقة الخلفية.
عمر بترقب :
– جولتلي فكرت في خطة تفرج ادم و مرته ايه هي ؟
لم يرد علي فاعاد عمر حديثه :
– سامعني اياك يا بوي ؟
افاق علي من شروده مجيبا بابتسامة خبيثة :
– عيب عليك يا ولدي وانا من امت مبنفذش اللي بجوله.
توهجت ملامحه بلهفة وهو يستعجله :
– جولي ايه هي.
ابتسم علي بشر وقال :
– احنا حندخل طرف تالت ويانا يخلي الشك و الغيرة يدخل علاجتهم.
رفع حاجبيه باستغراب :
– جصدك نجيب واحدة من اياهم و نحطها في طريج ولد عمي الملتزم و نخليه ينحرف و يارا…..
قاطعه بنفي :
– له ادم صعب و اكده حناخد وجت طويل وياه لحد ما يوجع…. اني هاخد الطريج السهل واللي هو مرته.
– هههه يعني يارا اللي طريجها سهل كيف ضبطت وياك يا حج.
– اني مراجبهم من لما اتجوزو اهنيه و عرفت معلومات اكده حتساعدنا نجيب الراجل المناسب و….
عند اكمال خطته شهق عمر بصدمة :
– دماغك عبجرية اياك اني لو اجعد افكر طول عمري مش هلاجيها ، بس اكده يارا بتتأذى و ممكن جوزها يتهور عليها و الخطة تبوظ…. بلاش يا حج اا…
زفر الاخر بنفاذ صبر فقاطعه :
– رايد بت عمك اياك ولا له ؟
عمر بتردد :
– رايدها.
همهم بتأكيد :
– مدام اكده اسكت اياك و اسمعمي للاخر بس احنا اتأخرنا ولازم نستعجل شويا بجالهم 5 شهور متجوزين ويارا حتاخد حصتها من الورثة جريبا جدا و جوزها يستولي عليها متنساش اياك ان اضافة للورث نص ممتلكات امها مسجلة ب اسمها ونص الشركة ب اسمها البت عنديها ثروة يا ولدي واللي يبجى متجوزها ده الدنيا ضحكتله في وشه !!
بمجرد تخيله لتلك الأموال الطائلة سال لعابه و تجاهل اخر تنبيه له من ضميره الذي يمنعه عن تخريب حياة ابنة عمه فهي ان تطلقت سيتزوجها و يغدق بحياة الرفاهية بعيدا عن تسلطات جده و مراقباته المستمرة له.
انتبه لوالده علي الذي قال :
– فرح البت رهف بعد اسبوعين في الاسكندرية حنروح و نبجى اجرب للشخص اللي بيساعدنا في خطتنا ولو نجحت بت عمك و فلوسها هيبجو ليك.
ابتسم عمر بانتشاء وشرب من فنجان الشاي وهو يتخيل تلك الجميلة بين يديه يحركها كيفما أراد ولن يجد الصعوبة في اقناعها بأن تنقل كل ممتلكاتها بإسمه.
______________________
جلست بجانبها على السرير مرددة بقلق :
– ها ياحبيبة قلبي شغلتي بالي ايه اللي حصل و بتعيطي كده ليه اتخانقتي مع ادم عملك حاجة…. انطقي يا بنتي خوفتيني !!
نظرت لها يارا ثواني ثم انقضت عليها تحتضنها بقوة و تجاهد لكبت دموعها لكنها لم تستطع فكل شيء الآن ضدها.
انصدمت حنان من حالتها فتساءلت بدهشة :
– يارا يا بنتي قوليلي في ايه والله خوفتيني عليكي.
ابتعدت يارا عنها و طالعتها للحظات ثم اردفت ببطئ :
– انا.. حامل..انا حامل يا ماما.
نظرت لها غير مستوعبة و سرعان ما احتلت ابتسامة واسعة وجهها وهي تشهق بسعادة :
– حامل ! بجد يا يارا انتي حامل الحمد لله يارب اخيرا هشوف احفادي.
ضمتها اليها بقوة و تابعت :
– مش مصدقة اني هبقى تيتا ده خبر بيفرح انتي بتعيطي مش فرحانة ؟
ظ
وضعت يارا يدها على بطنها مبتسمة بحزن :
– ازاي بس انا من لما عرفت وانا هموت من الفرحة في بنت مبتفرحش وهي هتبقى أم.
– طيب اتتي بتعيطي ليه مدام الخبر فرحك و هيفرح ادم و يقربكو من بعض !!
رفعت رأسها اليها متمتمة :
– مش هيفرح بيه…. ادم رافص نجيب ولاد دلوقتي.
فتحت فمها بدهشة و استطردت :
– ادم ايه ؟ معلش انا مش فاهمة قصدك.
اخذت يارا نفسا عميقا و ردت :
– ادم بيقول اني لسه مش جاهزة عشان ابقى ام ومش ولو خلفت مش هقدر اربيه و ادرس و اهتم بجوزي و البيت في نفس الوقت هو شايف ان الوقت لسه بدري.
اطلقت تنهيدة راحة و ابتسمت :
– انتي قلقانة علشان كده بس ، ياحبيبتي مش لان ادم بيقولك الوقت مش مناسب يعني هيدايق من حملك ياحبيبتي مفيش راجل في الدنيا بيكره يسمع كلمة بابا و ادم كلامه كان علشان مصلحتك بس الوضع هيتغير لما تخلفي !!
هزت رأسها بألم :
– حضرتك مش فاهماني….. ابنك النهارده الصبح قالهالي صريحة انه مش هيقدر يبادلني الحب ادم قالي انا مش هقدر احبك فاهمة يعني ايه…. واضح جدا من كلامه انه مغصوب على علاقتنا و رفضه للحمل دليل على انه مش عايزني من الاساس.
التمعت عيناها بالدموع و تابعت :
– معرفش ازاي انا كنت فاكرة اني بقدر اخليه يحبني بس الحق مش عليه هو اتغصب على جوازنا بس محدش بيقدر يجبره يحبني.
وضعت حنان يدها على كتف الاخرى وهي تلوم بداخلها قسوة ابنها و قلبه المتحجر على زوجته من الغريب حقا ان لا يستطيع حب فتاة مثلها جميلة و محترمة و تعشقه ولم يكفي بل ايضا يخبرها برفضه للحمل.
زفرت و سألتها بخفوت :
– طيب انتي هتعملي ايه…. هتقوليله امتى انك حامل ؟
هزت رأسها ببطئ هامسة :
– مش عارفة….. هستنى الوقت المناسب يمكن اقدر اقنعه بس لو مقتنعش و بينلي انه رافض البيبي ساعتها هطلق منه ، انا ممكن استحمل اي حاجة من ادم لاني بحبه بس الا ابني.
صمتت حنان ثم خطرت فكرة ف اقترحت بحماس :
– طيب انا عندي فكرة حلوة بصي عيد ميلاد ادم بعد 3 اسابيع هيتمم 30 سنة لو بتستني للوقت ده و تعمليله احتفال صغير و تفاجئيه بحملك ساعتها هيفرح اوي ومش هتبقى عنده اي مشكلة.
يارا بتعجب :
– بس ايه اللي هيتغير لو قولتله دلوقتي او في يوم عيد ميلاده و اصلا انا مش مجبورة امشي وراه فكل حته عشان اقنعه يتقبل البيبي يا ماما كأني جاريته مش واحدة مراته !!
ابتسمت الاخرى بتريث :
– انا عارفة يا حبيبتي بس لو ممكن تجي على نفسك شويا ، انتي عارفة طبع ادم من الاول و حبيتيه كده هو اه بيتعب الواحد حبتين بس اي راجل في الدنيا جواه طفل بيفرح من اقل حاجة و احيانا الست لازم تتنازل شويا عشان المركب تمشي و الراجل بيتنازل عشان البيت ميتخربش ، الجواز مسؤواية صعبة و تضحية من الطرفين العيلة مبتتبناش بالساهل كده.
اشاحت يارا وجهها محدثة نفسها :
– اه بس في العلاقة ديه انا الوحيدة اللي بضحي و بتنازل عشان المركب تمشي وياريت عاجب.
صمتت للحظات ثم قالت :
– ماشي يا ماما انا هعمل اللي بتقوليلي عليه هستنى يجي يوم عيد ميلاده انا هعمله حفلة صغيرة و اعرفه ان في ضيف هيجي بعد شهور…. وضعت يدها على بطنها و اكملت بسعادة :
– انا متفائلة جدا و حاسة ان ادم عكس كلامه هيفرح اوي لما يعرف انه هيبقى بابي.
احتضنت حنان بامتنان :
– شكرا على وجودك جمبي يا ماما ، عارفة انا بابا وحشني اوي و تقريبا كل ليلة بحلم بيه نفسي احضنه و انام على رجليه و اكلمه واشوف ابتسامته انا حاسة بنقص رهيب بسبب غيابه عني هو و ماما بس لولا وجودك معايا كنت انتهيت من زمان.
شعرت حنان بمدى الحزن و اليتم الذي يعتري قلب صغيرتها فتنهدت بعمق و قبلت رأسها :
– انا عارفة اني مش هعوض اهلك بس اعتبريني امك التانية ووقت اللي تحتاجيني فيه هكون قدامك ع الطول.
اومأت يارا بسعادة :
– طيب يا ماما ايه رايك نقضي اليوم ده مع بعض هننزل نفطر سوا و هنعمل الغدا مع بعض و تقعدي معايا طول اليوم كده كده انا معنديش كلية النهارده و ادم مش هيرجع غير بليل.
– ههه طيب ياحبيبتي ماشي.
* قصص رومانسية بقلمي فاطمة احمد… رواية 2020*
____________________________
في فيلا ابراهيم.
على الهاتف.
رهف بابتسامة :
– كويسة يا زياد الحمد لله وانت عامل ايه.
اجابها بحب :
– انا بقيت فل لما سمعت صوتك على فكرة وحشتيني اووي.
خجلت رهف فضحك زياد مردفا :
– الاسبوعين دول هيمرو عليا سنتين مش مصدق امتى هتبقي فبيتي انا مستني اللحظة ديه من اول مرة شوفتك فيها امتى هتبقي مراتي و في حضني.
عاتبته بذمر وخجل :
– زيااد بس بقى انا بتكسف من الكلام ده.
زياد :
– ههههه انتي اول واحدة في الدنيا بترفض خطيبها اللي كاتب كتابه عليها يغازلها بس تصدقي اول مرة اعرف ان اسمي حلو كده وربنا بحبك يا مدام زياد الالفي.
ابتسمت رهف بسعادة وقالت بصدق :
– وانا والله بحبك يا زيزو….واغلقت الخط بسرعة.
تنهدت بسعادة وطلبت احد الارقام وبعد ثواني فتح الخط.
اندفعت بسعادة :
– تقي يا قلبي ازيك يا روحي عاملة ايه.
تقي بضحكة :
– ايه حيلك حيلك نازلة غزل فيا كده ليه.
ضحكت صديقتها بخفة :
– طيب والله بحبك وحشتيني اوي بس مش هعديهالك لما مجتيش على كتب كتابي.
– انتي عارفة اني مبقتش حابة الاجواء ديه.
مطت رهف شفتها بعبوس :
– ايوة عارفة بس فرحي بعد اسبوعين والله يا تقي لو مجتيش مش هكلمك تاني بقالنا زمان مشوفناش بعض ولا عشان انا اصغر منك بكام سنة وانتي دارسة برا هتشوفي نفسك عليا و تنفي وجودي في حياتك.
ابتسمت تقي :
– معقول كده يا رورو انتي كمان وحشتيني اوي و فرحك طبعا هحضره.
تهللت اساريرها هاتفة :
– ايوة كده حلو اوي متنسيش تعزمي طنط و اختك كان اسمها ايه نسيت.
حمحمت وهي ترد :
– رتاج ، اه طبعا هيجم معايا ان شاء الله….. طيب احكيلي على جوزك مش قولتيلي كان شغال في امريكا اسمه الكامل ايه يمكن اعرفه.
كادت تجيب لكن وصلها اتصال اخر فقالت :
– حبيبتي معلش زياد بيكلمني مضطرة اقفل معاكي و هرجع اكلمك ماشي.
– تمام ياقمر.
اغلقت رهف الخط معها و ردت على الاخر :
– ايوة يا زياد.
انتفضت عندما صاح بغضب :
– انتي كنتي بتكلمي مين ؟
رهف بتعجب من نبرته :
– ايه السؤال ده اشمعنا ؟
– رهف انا بسألك انتي كنتي بتكلمي مين معقول لسه مبقاليش 5 دقايق قافل معاكي برجع اتصل الاقي الخط مشغول ؟
اندهشت منه ومن صراخه :
– زياد ايه النبرة ديه اللي بتكلمني بيها هو مينفعش اكلم غيرك ولا ايه يا سيدي انا كنت بكلم واحدة صاحبتي و بعزمها على فرحنا متخفش مكنتش بكلم راجل يلا سلام.
كادت تغلق لكنه برر بسرعة :
– رهف متقفليش انا اسف بصي انا في المستشفى و مضغوط عشان كده اتعصبت.
رفعت حاجبها باستهجان :
– طيب ولما انت مضغوط بتتصل ليه ؟
– لاني نسيت اقول ل أميرتي ان بيتنا بقى جاهز و تقدر تتفضل مع عيلتها يجم يشوفو لو عايزين اي تغييرات فيه.
– بجد يا زياد طيب انا هكلم بابا و نشوف امتى نجي.
– ماشي ياحبيبتي يلا سلام بحبك.
– وانا بحبك.
**** في مكان اخر.
عندما اغلقت تقي الخط استدارت الى شقيقتها التي سألتها :
– اللي كنتي بتكلميها ديه بتبقى رهف الشافعي صح ؟
اومأت بنعم فسألتها :
– انتي بتعرفيها منين ؟
– من سنة تقريبا كنت ماشية في الشارع و تلفوني وقع مني و لما خدت بالي و بقيت ادور عليه رهف جت سألتني ايه اللي ضايع مني وبقت تدور معايا لحد ما هي لقته و رجعتهولي و بالصدفة ركبنا في نفس التاكسي و اتعرفنا على بعض و التقينا بعدها كام مرة وبقينا صحاب اوي.
رتاج برفعة حاجب :
– صحاب ؟ انتي عارفة ان البنت ديه هي نفسها اللي كان مازن بيحبها.
تقي وهي تضيق عينيها :
– لما حكيتيلي على الاسم عرفت انها هي بس المهم كان بيحبها ولا لسه بيحبها ؟
توقفت عن الأكل و اجابت :
– احم طبعا كان ولو لسه ف انا كفيلة انسيه فيها و اخليه يحبني انا.
ضحكت اختها من كلامها :
– هتخليه يحبك ازاي وانتي على طول دبش معاه ده انتي بتعامليه كأنك واحد صاحبه !!
لوحت رتاج بيديها مهمهمة :
– طيب يا سيدي شكرا كفاية ، على فكرة الرجالة بتنجذب للست القوية اللي مبتعبرهمش و بيعتبرو اللي بتدور على رضاهم ديه واحدة لزقة و لو الراجل شافك بتعامليه برقة و ضمن وجودك يبقى قولي باي لكرامتك.
قهقهت تقي معلقة :
– هههه ايه ده بجد ؟
هزت كتفيها بتلقائية :
– اه والله مانتي مجربة و بتعرفي قصدي.
صمتت فجأة تدرك ما قالته و استدركت :
– انا اسفة يا تقي مش قصدي والله اقول كده ديه زلة لسان.
قاومت لعدم اظهار تأثرها و ابتسمت :
– ولا يهمك انا عارفة لسانك ده وبعدين كلامك صح انتي مغلطتيش الانسان دايما بيهتم باللي مش بيعبره و اللي بيهتم بيه و بيدور على رضاه ده بيضمنه و بيبقى وجوده من عدمه واحد.
رتاج بهدوء :
– هو كلامك حلو و شابوه يوسف الشريف وكل حاجة بس انا مفهمتش يعني انتي بتقولي ايه ؟
اغمضت عينيها متشدقة ب :
– رتاج حبيبتي روحي على شغلك يلا زمانه الاستاذ مازن بيفكر ازاي يرفدك من الشركة.
انتفضت رتاج وهي تحمل حقيبتها وتهرع للخارج :
– يوووه انا نسيت والله يلا سلام.
لوحت تقي بيدها :
– يكش يحبك في الاخر و نخلص.
______________________
في المساء.
عاد ادم و صعد لغرفته وجد يارا نائمة في حضن والدته فقلق عليها واقترب منهما.
ادم بقلق :
– في ايه يارا مالها ونايمة كده ليه ؟
تنحنحت بهدوء :
– لا هي كويسة بس احنا قضينا اليوم بنروق البيت ف تعبت و نامت هي اصلا كانت تعبانة من الصبح.
جلس ادم بجانبها وقال وهو يضع يده على جبهة يارا :
– تعبانة ازاي الصبح كانت كويسة يمكن لسه مصدعة…. يارا.
فتحت عيناها بتثاقل وعندما رأته فزعت ونهضت جالسة بسرعة :
– ادم انت جيت امتى ؟
نهضت حنان وقالت :
– مدامك جيت ف انا هسيبكم دلوقتي خد بالك منها يا حبيبي ماشي.
لم يجب و اكتفى بهز رأسه بينما حزنت يارا :
– ليه كده اقعدي معايا كمان شويا.
ادم بحدة :
– ما خلاص بقى يا يارا انا هعذبك لو مشيت و سابتنا لوحدنا ولا ايه.
صمتت وهي تنفخ وجنتيها فضحكت حنان :
– حبيبتي الدلوعة عمك و رهف مشوفتهمش من الصبح لو اتأخرت دقيقة واحدة المجنونة هتجيلنا و تقعد تصدعك اكتر بكلامها…. تصبحو على خير.
– وانتي من اهله.
نهضت يارا لتغادر الغرفة لكن وجدت نفسها بين ذراعي ادم عندما سحبها لتسقط على حجره ، انتفضت بخفة و نظرت له :
– في ايه يا ادم ؟
لم يجبها و رفع يده يتلمس وجنتها مطالعا اياها بنظرة شعرت من خلالها انه يقوم بتعرية داخلها و يكشف ما تفكر به ، همس ادم بصوت متهدج :
– انتي مخبية عني حاجة صح ؟
صمتت لثانيتين قبل ان ترد :
– اا… انا هخبي ايه يعني لا مفيش حاجة انا مخبياها.
– انتي بتكدبي.
– نعم !!
هتفت بها و توترها يزداد و ارادت حينها ان تخبره الحقيقة لكنها تراجعت :
– وانت ازاي عرفت اني بكدب ايه الثقة اللي عندك ديه ؟
ابتسم بهدوء و اجابها بنفس الهمس الذي يجعل القشعريرة تسير في جسدها دون عناء :
– انتي في حالتك الطبيعية جسمك بيبقى ثابت بس وانتي بتحاولي تخبي حاجة بتحركي شفايفك 3 مرات ورا بعض و بتبلعي ريقك مرتين و بترمشي 4 مرات كل 3 ثواني و بتلعبي بصوابعك و رجليكي بتفضل تتهز لا اراديا.
فتحت يارا فمها بدهشة من تحليله المفصل ، لم تتوقع ابدا ان يكون قد حفظ جميع حركاتها التلقائية بهءه الدقة الشديدة ويستطيع معرفة ما يحدث معها من نظرة واحدة منه.
تابع ادم بنبرة هادئة :
– ودلوقتي هتقوليلي انتي مخبية ايه عني ولا لازم اعرف بنفسي ، ضغط على خصرها بقوة أشد واكمل :
– و لعلمك بقى انا بكره لما اسأل حد و يلف ويدور وميجاوبنيش وبكره لو عرفت انه بيكدب عليا لان يومه مش هيعدي.
اغمضت عينيها مستشعرة نبرة التهديد في كلامه ف انتفضت مبتعدة عنه :
– انا مبخبيش حاجة بس لو زي مانت بتقول اني بكدب اتعب نفسك و اعرف الحقيقة.
تركته و نزلت للمطبخ وهي تتنفس بصوت مسموع كأنها تخطف الهواء ليملأ رئتيها ……. بلعت ريقها متمتمة :
– هو ادم ليه فجأة وشه اتغير وبقى بيخوف انا حسيت نفسي مع واحد غير جوزي…. حسيت ان ادم القديم اللي كان بيكرهني وبكرهه رجع تاني !!!
مسحت على وجهها واستطردت :
– انا مينفعش اقوله اني حامل دلوقتي ابدا لازم افكر كويس عشان واضح جدا انه مش ناوي على خير وانا مش هذل نفسي اكتر و اشحت منه الاهتمام ولو اضطريت هربي ابني لوحدي بعيد عنه !!
زفرت بقوة واستغفرت ربها ثم التفتت لتعد الطعام وعقلها مشغول بالذي ملك قلبها وعقلها و يرفض تركه ، لم تشعر الا بيد تحاوط خصرها ليضع رأسه على كتفها هاتفا :
– الطفلة الامورة ديه مكشرة ليه ؟
ردت بحزن محاولة اخفاء حقيقة ما يدور ببالها :
– انت كنت قولتلي امبارح انك مش هتتأخر النهارده بس اتأخرت وانا خفت اقعد لوحدي في الفيلا الكبيرة ديه.
علق ادم وهو يحمحم :
– كان عندي شغل كتير و روحت مشوار بعد ما خلصت.
عقدت يارا حاجبيها و التفتت له :
– مشوار ايه اللي يخليك ترجع متأخر كده ؟
تضايق فنهرها بصوت صارم :
– ايه يا يارا انتي هتحاسبيني على المكان اللي بروحله و تستجوبيني ولا ايه ؟ و بعدين تعالي هنا انتي متأكدة ان تعبك ده صداع بس ؟ وشك اصفر خالص.
حبست انفاسها بارتباك :
– اا اه صداع بس ، يمكن عشان مكلتش كويس ع الغدا تلاقي ضغطي نزل بس شويا كده وهتحسن.
اومأ ادم لكن لم تزل نظرة الشك فيه ، ابتعد عنها وخرج من المطبخ فتنهدت براحة وتابعت رص الاطباق و بعد مدة كان ادم و يارا قد انهوا تناول العشاء و جلسوا سويا امام التلفاز.
تنحنح و مد يده ليخرج شيئا من جيبه قائلا :
– يارا بصي هنا.
نظرت له وفجأة شهقت عندما رأت ما يحمله ، اسوارة ناعمة من الذهب الابيض مزينة بالخرز وفي وسطها يحتلها شكل ” قلب ” مكتوب بداخله اسمها yara.
وضعت يدها على فمها بصدمة :
– انت جايبه ليا انا ؟!!
مط شفته بضيق :
– لا جايبه عشان البواب برا ملقيتوش قمت مديهولك انتي.
ضحكت غير مصدقة و مدت يدها ليلف ادم السوار حول معصمها مطالعا الفرحة التي تحتل وجهها ، غريب جدا انه جرحها دون قصد صباحا و الان هدية منه جعلتها هكذا…. يا الهي ان ابتسامتها حقت مهلكة للمشاعر !!
تلمستها يارا متمتمة :
– عشان كده انت اتأخرت.
– امم انا طلبتها بالتصميم ده من كام يوم وكنت متفق مع الصايغ اخدها منه بعد يومين من دلوقتي بس….
صمت فتابعت الاخرى :
– جبتها النهارده عشان تنسيني اللي حصل منك الصبح…. بس على فكرة انا متفاجأة جدا ومكنتش متوقعة ف حياتي انك تجيبلي هدية زوقك حلو اوي !!
مرر يده على ذقنه قبل ان يجيب ببرود مصطنع :
– عادي انتي كمان جبتيلي ساعة فقلت اهديكي كمان متعمليش منها قصة.
يارا بابتسامة :
– بس انت جبتهالك عشان بحبك…. وانت جبتلي اسوارة عشان تصالحني بيها مش كده.
اقتربت وطبعت قبلة رقيقة على وجنته فسألها :
– يعني عجبتك ؟
هزت رأسها وهي تتلمسها :
– جدا جدا ديه رقيقة اوي و شكلها بيجنن مكنتش اعرف انك ممكن تفكر في زعلي.
تنفس بعمق و انتصب واقفا :
– ااا بصي انا عندي شغل ف المكتب تمام هروح اشتغل ومش عايز دوشة هنا ، تصبحي على خير.
كاد يغادر لكنها اوقفته :
– طيب ممكن اروح مع رهف بكره المول ؟
رد عليها بضجر :
– لأ سيبيها ليوم تاني.
نفخت يارا بضجر :
– انا نفسي افهم انت بتمنعني من الخروجات ليه كأن في حد بيهدد حياتي ولو خرجت من هنا هيقتلني من هنا بص متسوقش فيها اوي عشان انا استحملتك كتير و ده عكس طبيعتي !!
رمقها بنظرات نارية مستطردا :
– انتي بتكلميني انا ؟
– لأ قصدي اه انت.
ضيق عيناه و تقدم منها اعتقدت يارا انه سيصرخ عليها لكنه لف يداه حولها يدغدغها وهي تصرخ :
– عاااا ههههه ادم انت بتعمل ايه سيبني هههههه يا ااادم خلااااص بقى بطني بتوجعني هههههه.
انطلقت قهقهات ادم دون شعور منه و تابع ما يفعله ليصبح مثل المراهق الذي امنيته تكمن في رؤية حبيبته وهي تضحك !!
________________________
بعد مرور اسبوعين.
اقيمت حفلة زفاف كبيرة في قاعة واسعة كان المكان مزين بشكل جميل للغاية ارتدى زياد بدلة سوداء وقميص ابيض وربطة عنق سوداء صفف شعره الاشقر فبدى في غاية الوسامة.
مازن ارتدى بدلة باللون الازرق الداكن وصفف شعره فكان وسيما خاطفا للانفاس.
وبطلنا ادم ارتدى بدلة باللون الرمادي و صفف شعره ليكون هو ايضا وسيما.
ارتدت العروس رهف فستان زفاف رائع جدا ، كان ضيقا لغاية الخصر وبعدها واسع جدا من الاسفل صدره مرصع بحبات اللؤلؤ الامعة والطرحة ايضا طويلة و بيضاء ناصعة فكانت كالاميرات حقا.
و بطلتنا الرقيقة ارتدت فستان باللون البنفسجي الداكن يتوسطه حزام فضي و طرحة بنفس اللون ، وضعت كحلا خفيفا ابرز عيناها العسليتان الجذابتان فكانت جميلة للغاية خطفت الانفاس برقتها واولهم ادم الذي سحر بجمالها.
كان الحضور يتكلمون حتى دلفت رهف وهي تتأبط ذراع والدها وتمشي بخجل صفق الجميع و زياد قلبه يدق بسرعة من جمالها و يحمد الله بداخله لانه عاس اليوم الذي حلم به طويلا.
اما مازن فعند رؤيتها تزف لرجل غيره لم يشعر بالالم ابدا نعم شعر ببعض الحزن لكن ليس بالدرجة التي كان يتوقعها لم يحس ب ارتجافة قلبه التي كانت تحدث معه كلما يكون قريبا منها ولم ترتعد اطرافه وهو يرى ابتسامتها…. هو لم يتأثر بعدما رأى حبيبته تتزوج بصديق عمره !!
تنهد بارتياح ثم اقترب من زياد :
– الف مبروك يا صاحبي الف مبروك مدام رهف.
– شكرا.
همس بأذن صديقه متسائلا :
– هو اخوك ده فينه متقولش انه مش هيجي.
اجابه بانشغال :
– لا كلمته وقالي انه وصل المطار من ساعة وهو دلوقتي في الشقة اللي استأجرها مؤقتا هتلاقيه داخل كمان شويا.
هز رأسه و لف ب انظاره في المكان حتى لمح رتاج مع فتاة اخرى تتقدمان من العروس.
مازن بدهشة :
– هو انا بتخيل ولا ديه حقيقة رتاج ايه اللي جابها ومين اللي معاها ديه !!
اقتربت تقي من رهف واحتضنتها بقوة :
– الف مبروووك يا ريري انا مبسوطة اوي وانا شايفاكي ب الفستان الابيض.
– الله يسلمك يا تقاتي فرحانة انك جيتي.
ابتعدت تقي مرددة :
– طبعا هحضر فرح صحبتي بس ماما مجاتش عشان تعبت شويا ، بس اختي رتاج اهيه.
طالعتها رتاج قليلا ثم ابتسمت :
– الف مبروك.
ابتعدت الفتيات عن العروس وبعد دقائق جاءت لهم يارا :
– هو انا شايفاكي قبل كده صح ؟
اومأت رتاج :
– ايوة في المستشفى لما جيت مع الاستاذ مازن مكنتش فرصة مناسبة عشان اتعرف عليكي…. انا رتاج بشتغل في شركتكم و تحديدا سكرتيرة صاحب جوزك.
يارا بعفوية :
– اتشرفت بيكي ياحبيبتي ، هو انتي صاحبة رهف بردو ؟
اشارت الى شقيقتها معلقة :
– لا هي و اختي تقي صحاب وانا جيت معاها.
سلمت عليها تقي بود :
– اتشرفنا يا مدام يارا.
– هي يارا بس ، عقبالك يا تقي.
اختفت ابتسامة تقي لتحمحم :
– عن اذنكم بقى رايحة للحمام.
اومأت يارا مستغربة من تغير ملامحها فتحركت تقي بسرعة وهي تنظر للارض ولكن فجأة اصطدمت في جسد صلب فارتدت للخلف.
زفرت و نهرت الذي امامها بعصبية :
– انت اعمى يا….رفعت نظرها ولكنها فتحت عيناها بصدمة عندما وجدت من يقف امامها.
تراجعت خطوة للخلف غير مصدقة :
– لا مستحيل…اسر !!
يتبع…
لقراءة الفصل العشرون : اضغط هنا
لقراءة جميع فصول الرواية : اضغط هنا

اترك رد

error: Content is protected !!