Uncategorized

رواية أمير قلبي الفصل الأول 1 بقلم إيمان محمود

 رواية أمير قلبي الفصل الأول 1 بقلم إيمان محمود
رواية أمير قلبي الفصل الأول 1 بقلم إيمان محمود

رواية أمير قلبي الفصل الأول 1 بقلم إيمان محمود

-علي فين يا انسة؟!
تلعثمت بارتباك وهي تختطف بعض النظرات المرتبكة اليه ، كان مثبتا أنظاره نحو الأمام فهتفت بهمس:
-الكورنيش لو سمحت
مد يده ليعبث بالفرامل الأمامية قبل أن ينطلق الي حيث أرادت ، كان قد أعطي جام اهتمامه للطريق غير منتبه لتلك التي جلست في الخلف تراقبه بعينان ملتمعتان ، وصل بعض دقائق فأخرجت وريقة مالية أعطتها له بأدب لتهبط بعد ذلك ، أغلقت الباب وودت لو يلتفت لها لكنه انطلق مسرعا كي يكمل عمله المرهق ، التفتت لتتقافز دموعها تلقائيا حالما ضرب الهواء البارد صفحة وجهها ، تنهدت بألم لتبدأ بالسير بلا هدي ، لما كُتب علي قلبها العذاب في حبه؟!..
زفرت بقوة لتخرج هاتفها وتبدا بمراسلة احدي رفيقاتها كي تأتيها حيث هي علّها تخفف عنها ولو قليلا..
~♡~•~♡~•~♡~•~♡~
زفر بضيق وهو يراقب تحركات زوجته العصبية ، ابتلع طعامه ليتسائل بترقب:
-مالك يا جليلة؟
وكأنها كانت تنتظر كلماته لتنفجر ، صرخت بعصبية في وجهه:
-بتك يا مسعد ، بتك اللي معتش عارفة امشي كلامي عليها ، سابتني ونزلت عشان قلتلها علي العريس اللي جاي الليلة
زفر بضيق ليتحدث:
-ما تسيبيها علي راحتها يا جليلة
-اسيبها علي راحتها؟؟ ، وانا جالي من ورا دلعك ليها غير الخيبة؟ ، اشي بناطيل ضيقة واشي زفت مكياج بتخرج بيه ومياعة وقلة حياء ، عايزها تعمل اي اكتر من كدا عشان تعرف ان دلعك دا بوظها؟!
صمت غير قادر علي جدال زوجته ، يعلم انها محقة فتدليله لابنته “هاجر” لم يأتي سوي بنتيجة عكسية بعدما ظنت هي ان دلالها هذا لا يعني سوي ان بإمكانها التصرف كما يحلو لها دون الاهتمام بعواقب ذلك ، أخفض أنظاره أرضا فاقتربت منه زوجته لتهتف بهدوء:
-يا مسعد عشان خاطري ، اضغط عليها المرادي ، الواد اتقدملها يجي اربع مرات وهي بترفضه وهو ميعيبوش حاجة الصراحة ، يعني دكتور وفاتح عيادة ، دا هيهنيها ، عشان خاطري المرادي بس
أومأ بصمت لتهتف هي بحذر:
-حقك عليا لو اتعصبت ، انا بس مش عاجبني حالها
ارتسمت ابتسامة شاحبة علي شفتيه هتف من بعدها:
-هبقي اتكلم معاها لما تيجي ، قومي انتي بس حضري الغدا ولا شوفي هتعملي ايه وسيبي موضوع العريس دا عليا
ربتت علي ظهره لتقف متوجهة نحو المطبخ لتغمس نفسها داخل تلك الأعمال المنزلية التي لا تنتهي تاركة اياه يفكر في ابنته وما سيفعله معها ، ايعقل ان تدليله المفرط هو السبب في كل هذا؟!..
~♡~•~♡~•~♡~•~♡~
في المساء..
دلف “عمرو” الي شقته المتوسطة الحال ليُلقي بمفاتيح سيارة الأجرة الخاصة به علي اقرب أريكة واجهته ، ارتمي بنفسه علي الأريكة المقابلة بعد ذلك ليتنهد بقوة ، عضلات جسده متيبسة وكأنه كان يركض طوال اليوم ، ليس وكأنه لا يفعل سوي ان يوصل الناس عن طريق سيارته ، اعتدل ليفرغ ما بجيوبه ليهمس برضا وهو يضع تلك الورقات المالية أمامه:
-الحمد لله ، اللهم لك الحمد
عد محصلة ما جمعه ليأخذ منهم مبلغا معينا استقام وتوجه الي غرفته ليدسه بين ثنايا ملابسه ، انتهي من تخبئته جيدا ليتوجه بعد ذلك الي الحمام ليغتسل ويؤدي فروضه..
انتهي بعد فترة ليلقي بجسده علي سريره المتهالك بإرهاق ، ابتسم بخفة وهو يتذكر حديث أخته التي ذهب لزيارتها صباحا..
-ما تتجوز بقي وتجيبلك واحدة تونسك ، اهي تحضرلك الاكل يا اخي بدل مانا متاكدة انك بتروّح تصلي وتنام من غير عشا
كانت صادقة فهو يكتفي بما يأكله خارجا فلا يفكر في تحضير العشاء لنفسه حتي ، رفع ساعده وأسنده علي جبهته ليغمض عيناه وقد أخذ لسانه ينطق بما اعتاد عليه وقت النوم:
-سبحان الله وبحمده
كررها كثيرا حتي سقط نائما بعد يوم طويل من عمله المرهق للذهن والبدن!..
~♡~•~♡~•~♡~•~♡~
في منزل “مسعد”..
ارتفع صوت “هاجر” بعصبية والتي حاولت رفض ذلك العريس المتقدم لها رغما عن الحاح والدها الغريب:
-انا مش عايزاه ، ايه؟! ، هتجوزوني غصب عني؟؟!
-طب قوليلي مش عايزاه ليه؟ الراجل كويس وشاريكي واتقدملك ييجي اربع مرات غير دي مش عايزاه لييه؟!
ارتفع صوت والدها بعصبية فالتمعت عيناها بالدموع ، كيف تخبره بأن قلبها معلق بقاسي لا يهتم لها! ، قاسي أوصلها صباحا ليتركها مسرعا بسيارته دون ان يعير دموعها اهتماما!..
فقط لما هو دونا عن جميع الرجال من وقع له قلبها!.. لما؟!..
اختنق صوتها بعبراتها فلم تستطع الحديث وأجهشت باكية ، تنهد “مسعد” بقوة قبل ان يقترب منها ليضمها بهدوء ، هي ابنته الوحيدة لذلك لا يحب ان يقسو عليها وبكائها جعله يشعر أنه أذنب للحظات عندما حاول ارغامها علي الزواج بمن ترفضه..
هدأت بعد فترة لتتركه وتتوجه الي غرفتها ، تاركة اياه في حيرة من امر ابنته التي لا يعلم لما تغلق علي قليها أبوابه وكأنها اكتفت بنفسها دون الحاجة لرجل في حياتها..
اما في الداخل ، فقد ارتمت “هاجر” علي الفراش لتعاود البكاء من جديد ، ضربت فوق صدرها لتهتف بألم:
-كفاية بقي ارحمني ، هو مش بيحبني كفاية
رفعت يدها الي وجهها لتغطيه بألم ، تعشقه بحق لكن اللعين لا يراها من الأساس!..
انهارت نائمة بعد وصلة طويلة من البكاء الذي رثي حبيبا لم يرأف بقلبها يوماً
~♡~•~♡~•~♡~•~♡~
بعد يومان..
انتهت “هاجر” من تعديل ملابسها لتزفر ببطء وهي تتأمل وجهها بهدوء ، كانت ذات ملامح هادئة أشعلتها هي بتلك المساحيق التجميلية التي غطت بها معظم وجهها ، عدلت من وضع حجابها وشمرت أكمامها قليلا كما المعتاد لتتوجه بعد ذلك الي الخارج ، التقطتها عيون والدتها فنادت بحدة:
-رايحة فين يا بت؟
-نازلة اشتري حاجات من المكتبة يا ماما
كادت “جليلة” تمنعها لكنها لم تعطي لها الفرصة بل تركتها سريعا وهبطت الي الاسفل بعدما القت عليها سلاما سريعا..
~♡~•~♡~•~♡~•~♡~
جلس “عمرو” بداخل سيارته يراقب حركة السيارات من حوله بهدوء ، كان قد أضاء ذاك (الراديو) الصغير بالسيارة علي اذاعة القرآن الكريم لتعلو شفتاه ابتسامة هادئة وهو يستمع الي تلاوة احد الشيوخ الخاشعة ، لم ينتبه الي اقتراب “هاجر” من السيارة سوي عندما صفعت الباب من خلفها بقوة ، التفت لها ليشيح بأنظاره بعيدا عنها حالما تعرف عليها ، أشعل محرك السيارة وهتف بروتينيه:
-علي فين يا آنسة؟
تأففت بضيق سمعه ، هو يصر علي تجاهلها وهذا يشعلها بحق ، نطقت بحنق:
-وديني عند مكتبة النور
اندهش لطلبها ، فتلك المكتبة لا تبعد كثيرا عن هنا ، انها فقط علي بعد ثلاث شوارع من مدخل حارتهم ، لم يكن ليعترض او ليناقشها في هذا فامتثل لطلبها وتوجه بها الي حيث تريد ، هبطت حالما وصلت لتهتف برجاء وهي تستند علي النافذة لتنظر له:
-استناني هنا دقيقتين بس مش هتاخر
-طيب
تركته ودلفت الي المكتبة لتجلب ما ارادته لتخرج اليه بعد ذلك ، استقلت المقعد الخلفي من جديد ليتوجه بها نحو مدخل حارتهم مجددا ، كانت قد رفعت احدي الروايات التي جلبتها لتصطنع تصفحها في حين انها بقت تختلس النظرات اليه بابتسامة ، ذقنه الحليقة التي نمت قليلا واخيرا أعطته جاذبية رائعة ، انتبهت لكونه قد أوقف السيارة فتركت الكتاب بتلعثم لتخرج له أجرته ، أعطته بعض الأوراق النقدية وهبطت ليزفر هو بحدة!..
~♡~•~♡~•~♡~•~♡~
-بقولك ابعد ايدك عني انت مجنون؟
صرخت “هاجر” بحدة وهي تدفع ذلك الشاب بعيدا بعدما جذبها من معصمها فجاة الي احدي الشوارع الجانبية ، ترك يدها ليهتف بعصبية:
-……
يتبع ……
لقراءة الفصل الثانى : اضغط هنا
لقراءة باقى فصول الرواية : اضغط هنا

اترك رد