Uncategorized

رواية أمير قلبي الفصل الثالث 3 بقلم إيمان محمود

 رواية أمير قلبي الفصل الثالث 3 بقلم إيمان محمود
رواية أمير قلبي الفصل الثالث 3 بقلم إيمان محمود

رواية أمير قلبي الفصل الثالث 3 بقلم إيمان محمود

تنهد “عمرو” بقوة ، يحاول تصفية ذهنه كي يفكر جيدا في حديث اخته لكنه لا يستطيع ، لقد فاجأته بطلبها منه ان يتزوج “هاجر” تلك الفتاة التي أصبحت حديث (الحارة) بين ليلة وضحاها فلم يستطع الاعتراض علي حديثها..
أغمض عيناه بإرهاق قبل ان يهب واقفا بتذكر:
-نسيت اعدي علي الحاج خيري
هتف وهو يلملم مفاتيحه ليخرج مسرعا متوجها الي الشقة الواقعة أسفل شقته ، طرق الباب لينتظر دقائق ، فتحت من بعدهم شابة قصيرة نسبيا لتهتف بلهفة لم تسيطر عليها:
-ازيك يا اسطا عمرو
أخفض بصره متحاشيا النظر اليها ليهتف بهدوء:
-ممكن تندهيلي الحاج خيري!
-من عيوني
هتفت واندفعت الي الداخل تنادي أباها في حين أعطي هو ظهره للباب ليتنهد بقوة ، انتبه علي ربته خفيفة علي كتفه ليلتفت بابتسامة الي الحاج “خيري” الذي وقف حاملا بين يديه مظروف مغلق ، هتف “عمرو” سريعا باعتذار:
-معلش يا حاج خيري جيت متاخر ، بس لسة راجع من شوية ونسيت اعدي عليك وانا طالع
-ولا يهمك يابني ، ادي فلوس الجمعية كدا الجمعية دي خلصت ، بس ان شاء الله هبدأ واحدة جديدة من الشهر الجاي هتدخل فيها ولا؟..
-لما تيجي تبداها بس قولي هتبقي بكام وهاخدها الدور الكام وان شاء الله اللي ربنا رايده هيكون
ربت “خيري” علي كتفه باعتزاز ليتحدث بفخر:
-تمام يا بني ، هبقي ابلغك ان شاء الله
-طب السلام عليكم ، روح ارتاح بقي ومعلش لو قلقتلك تاني
-ولا يهمك يا عمرو 
تركه “عمرو” وصعد الي شقته ليتوجه الي خزانته ، أخرج ذاك الصندوق الصغير الذي يدسه بين ثنايا ملابسه ليتوجه به نحو الفراش ، أفرغ محتويات المظروف ليبدأ بعدهم بابتسامة ولسانه لا يتوقف عن حمد الله قبل ان يضعهم بداخل الصندوق ليغلقه عليهم ، وضعه في مكانه من جديد ليخلع قميصه ملقيا اياه في خزانته دون اكتراث ، ألقي بجسده علي الفراش أخيرا ليتنهد وقد أخذ حديث اخته يتردد صداه في اذنيه
-يا عمرو انا عارفة هاجر من وهي عيلة وانا عارفة انها لا يمكن تعمل كدا ، هي ممكن تكون دبش شوية واه لبسها عايز يتظبط بس صدقني هي غلبانة وطيبة
زفر بقوة ، أخته تريد منه ان يتزوج ولم يتوقف الامر عند هذا الحد بل ارادت منه تزوج تلك الفتاة التي وصفها أحد الشباب صباح اليوم أمامه بـ(الصاروخ) ، كيف له ان يتقبل هذا؟!..
♡~•~♡~•~♡~•~♡
-بنتك جايلها عريس
هتفت “جليلة” بجمود ليوفر “مسعد” بضيق ، يعلم ان زوجته لا تسعي سوي لاخفاء (فضيحة) ابنتها لكنه لا يعجبه الامر برمته ، نظر لها ليهتف بضيق:
-انتي مش هتسكتي بقي وتقفلي الموضوع دا؟
اشتعلت عيناها بغضب جحيمي لتصرخ فجاة:
-اسكت؟ اسكت بعد ما بت الو*خة جابتلنا الفضيحة؟
قلب كفيه بحسرة قبل ان يهتف محاولا انهاء ذلك الجدال العقيم:
-مين العريس؟
هدات لتهتف بهدوء:
-اخو البت سناء ، هي جاتلي النهاردة وهي اللي قالتلي ان اخوها عايز يتقدم و..
أوقفها متسائلا بتردد:
-انتي قصدك الاسطا عمرو؟
-اه
توسعت عيناه بذهول ليهتف بحدو:
-انتي اتجننتي يا جليلة؟ عايزة تجوزي بتك لسواق تاكسي؟!
-عشان هي متربتش ، جالها الدكتور والمهندس وموافقتش وراحت فضحتنا في الاخر ، اديها هتاخد اللي تستحقه ، وبعدين ماله عمرو؟.. هو مش دا عمرو اللي كنت بتتباهي بيه وبتربيته وبتقول ياريتني كنت جبت واد وطلع زيه!
هز رأسه بجنون:
-ايوا اتباهي بيه بس مش اديله بتي يمرمطها معاه ، دا سواق تاكسي يا جليلة ، يعني عايش باليومية
-انا اديتهم معاد ، خش قول لبتك ، انا سبتهالك تربيها واديك بوظتها واهي مرمطتها اللي مش عاجباك ولا عايز ترميها فيها دي هي اللي هتعدلها
أنهت حديثها وتركته متوجهة الي غرفتهم ليقلب هو كفيه بحسرة علي قلب زوجته القاسي ، يعلم ان تصرفاتها نابعة من الخوف علي مستقبل ابنتها وسمعتها لكن حتي وإن كان كذلك لا يمكنها التفكير هكذا ، لا يمكنها ابدا!..
زفر وقد شعر بان الهموم أثقلت كتفاه قبل ان يستقيم ليتوجه الي غرفة ابنته ، لعل حديث زوجته هو الصواب ، لعل هذه الزيجة هي التي ستصلح حالها ، فقط ليري رأيها وان رفضت فلن يضغط عليها!..
……
اعتدلت “هاجر” بصعوبة لتنهمر دموعها وهي تري والدها يقترب منها ، ارتمت بين احضانه لتنفجر باكية ليربت هو علي ظهرها بحنو ، يزعجه بكائها بحق ، ابعدها بعد فترة ليزيل دموعها بكفيه ، هتف بهدوء بعد ذلك وهو يتفحص ملامحها بحنان:
-انا عارف انك معملتيش حاجة بس هو لعبها صح ابن ال*** ، فكر انه لما يعمل كدا ويطلع يقولي هتجوزها واستر عليها هوافق عليه بس اديني رفضته ومطالكيش 
-ماما زعلانه مني اوي و..
-امك جايبالك عريس يا هاجر ، هو شاب كويس ومحترم
زادت وتيرة بكائها الحاد ليكمل هو:
-اقعدي معاه بس ولو معجبكيش..
-مش عايزة
قاطعته ببكاء لتصمت مذهولة حالما هتف والدها:
-ليه يا بنتي ، دا حتي عمرو هيشيلك في عينه
-عمرو مين؟
تسائلت بحذر فهتف والدها بتردد:
-الاسطا عمرو ، ابن عمك فوزي الله يرحمه
زاذت خفقات قلبها لا اراديا ، هل ما تتمناه يحدث بالفعل؟!.. هل تقدم لها فارس أحلامها؟!..
نظرت لوالدها تبحث بين طيات كلامه عن مزحة او خدعة ما لتتفاجأ به يتحدث بحزم:
-انا هبلغه انك مش موافقة و..
قاطعته بصراخ:
-لا انا موفقة
رمقها بذهول لتتحدث بسرعة محاولة تبرير لهفتها:
-ماما هتزعل لو موافقتش و.. والناس هتتكلم و…
لم تستطع تجميع مبرر مقنع لكنه ربت علي وجنتها بهدوء ليتحدث بابتسامة:
-اهدي انتي وصلي استخارة شوفي هترتاحي ولا لا واللي فيه الخير يقدمه ربنا
هزت رأسها بصمت ليتركها “مسعد” ويخرج وهو لا يزال علي نفس حالة الذهول التي وضعته فيها ابنته بموافقتها السريعة تلك.. 
وعلي صعيد آخر ارتمت “هاجر” علي الفراش لتبتسم ببلاهة ، هل حقا ستتزوجه؟ ، تنهدت بقوة قبل ان تهمس بابتسامة مشرقة وكأن همومها قد مُحت واختفت فجأة:
-موافقة أوي.. أوي
يتبع ……
لقراءة الفصل الرابع : اضغط هنا
لقراءة باقى فصول الرواية : اضغط هنا

اترك رد