Uncategorized

رواية حياة أحيت لي قلبي الفصل الخامس عشر 15 بقلم آية العربي

   رواية حياة أحيت لي قلبي الفصل الخامس عشر 15 بقلم آية العربي

رواية حياة أحيت لي قلبي الفصل الخامس عشر 15 بقلم آية العربي

رواية حياة أحيت لي قلبي الفصل الخامس عشر 15 بقلم آية العربي

نظر لها بعمق مردفاً بترجى _ حياة متقوليش كدة … انا عارف انك بتكرهيه … انتى خايفة منى ليه ؟ … انا عمرى ما هأذيكي صدقيني ..
هزت رأسها بعنف تردف بتأكيد _ لاء انا مبكدبش … انا وعمران اتجوزنا امبارح صدقنى … اتصل على عمى يوسف اسأله .
ظهر الغضب على معالم وجهه حتى انه فكه يتحرك دون ارادة مردفاً بغضب وهو يضغط على معصمها _ ازاي يعنى ؟ … انتى كذابة يا حياة … كل ده علشان خايفة …قولتلك متخافيش … مش احنا كدة كدة مخطوبين وهنتجوز فى اي وقت … ليه ميبقاش دلوقتى .. وانتى مالكيش اهل تخافي منهم ولا تستنى موافقتهم … يبقى ليه بتعملي كدة ؟ 
نظرت له بصدمة ثم قهر ثم غضب … نزعت يدها من يده بعنف … مردفة بحدة _ كويس اوى انك بينتلى حقيقتك من اولها … كنت هبقى غبية لو كملت معاك … ابعد عنى يا اسلام … ابعد عنى وانسانى نهائي .
خطت عائدة للخارج تحت انظار هؤلاء الجالسين بعيداً نسبياً ولكن ما يحدث على مرآى عيناهم ومسمع اذنهم مما جعل المأذون يتوتر ولكنه محاصر من قبل هؤلاء الرجلين .
قبل ان تصل للباب سبقها وامسك يدها يسحبها بعنف خلفه مردفاً بجنون _ مش هتمشي يا حياة … قلتلك ميت مرة … وهنتجوز ..
كان يجرها بقسوة وبدأ الرعب يتغلغل داخلها … كانت تصرخ بأن يتركها ولكنه القاها على المقعد بقوة ينظر لها بغضب … اردف وكأنه فقد عقله _ سارة جاية فى الطريق … بلاش تشوفك كدة يا حياة … لتانى مرة بقولك اهدي وبلاش دوشة .
نظرت له بخوف … لقد كان يتصرف على غير عادته … كان يبدو كالمجنون حقاً … هل هو كذلك ولم تكن تعلم ام ان هذه العادة اكتسبها حديثاً ؟… 
اومأت تنظر ارضاً ثم اردفت بمكر وصوت متقطع _ طب .. ممكن … اروح الحمام ؟ 
نظر لها مطولاً ثم اردف بهدوء _ اتفضلي … هناك على اليمين .
اومأت له ووقفت تتجه مثلما قال … اردف المأذون بعدما غادرت _ يابنى مينفعش تتجوزها من غير موافقتها حتى لو عدت السن القانونى … كدة الزواج يكون باطل .
نظر له اسلام مردفاً بابتسامة جنونية _ متقلقش يا شيخنا … هى بس متوترة واتفاجئت … اهدى انت بس وهى هتقتنع ..
نظر لذلك الرجلين مردفاً _ سارة اتأخرت … يمكن حصل حاجة ؟ 
اردف احدهم _ متقلقش يا اسلام … بس خالتى لو عرفت هيحصل حاجات مش حاجة واحدة … انت متأكد انها هتوافق يا اسلام ! … دي خايفة منك اوى … وليه قالت انها متجوزة ! 
نظر له بصمت ولف نظره لا يريد التفكير فى ما سيحدث … فقط يريدها له .
دلفت حياة المرحاض واغلقت الباب بالمفتاح واخرجت الهاتف المخبأ فى جيب فستانها بيد مرتعشة وخوف … هاتفت عمران ولكنه لم يجيب … حاولت مرة اخرى ولكنه ايضا لا رد … نزلت منها دمعة خوف ويدها ترتعش بشدة وجسدها يرتجف … هاتفت يوسف الذى يجلس شارداً فى غرفته ..
تناول هاتفه فوجدها هي … ابنه اخيه … تلك الفتاة التى شعر بشئ ما يولد داخله منذ اول مرة يراها … كان يشعر انها تنتمى اليه … كأنها من دمه .. وصدق احساسه … فهى ابنه اخيه التى انجبها من زوجته الثانية التى تزوجها سراً بسبب خوفه من زوجته المتجبرة الفت … لقد كانت وما زالت قاسية … لن تقبل ان يتزوج زوجها من خادمتها … فهذه اهانة عظمى لها … وعندما انجبت حنان تلك الطفلة وتوفيت بعدها علمت الفت بالامر وكان عليها اما التخلص منها نهائياً او التخلص من نسبها … وبالفعل طاوعها ذلك الضعيف والقى بلحمه امام دار الرعاية … ولكنه لم يتوقع يوماً ان الايام دائرة والدنيا صغيرة والعمر قصير مهما طال ..
اردف بألم _ سامحيني يا بنتى … سامحيني انى خبيت عليكي بس انا لازم احميكي منهم … لازم احميكي يا حياة حتى من اخويا نفسه .
فتح الخط اخيراً يردف بحنين وتساؤل _ خير يا حياة ؟ … هو انتى برا ولا ايه ؟ 
اردفت حياة برعب واستنجاد _ عمي يوسف … اسلام خطفنى يا عمي ومصمم يكتب كتابه عليا … وانا قلتله ان عمران جوزى بس مصدقنيش … الحقنى يا عمى بسرعة … انا رنيت على عمران مردش عليا ..
وقف يوسف على حاله يردف بقلق وتوتر وقد سقط قلبه بين قدماه خوفاً من القادم _ طب انتى فين …. اوصفيلي المكان وانا هجيلك حالاً .
هزت رأسها بنفي مردفة برعب وبكاء _ للاسف معرفش … لانه فى الاول قالي اننا هنعد فى كافيه قريب فمركزتش اوي فى الطريق … بس احنا مشينا كتير اوى على نفس الطريق العمومي … الحقي يا عمى يوسف بالله عليك .
اغلق معها وخرج بغضب يصرخ على ابنه مردفاً _ عمرااان … عمرااااان .
جاءت ثريا من المطبخ على صوته مردفة بتساؤل وقلق _ فيه ايه يا يوسف مالك … عمران خرج من شوية مش هنا .
نظر لها بصمت ثم خرج بغضب يخرج هاتفه ويطلبه … اجاب هو بصوت هادئ يحمل فى طياته الكثير _ ايوة يا بابا … فيه حاجة تانى لازم اعرفها ؟ 
اردف يوسف بصراخ وهو يركب سيارته ويقود بسرعة _ انت فين يا متخلف ومردتش ليه على حياة …. اسلام خطف حياة .
توقف كل شئ حوله … حتى النفس الذى كان فى طريقه الى رأتيه توقف فى طريقه اليه … هناك سيناريو يمر امام عينه بأسوء الامور التى يمكن ان تحدث … هو لم يجيب عليها لانه لا يعلم ماذا عليه ان يقول … منذ ان علم انها ابنه عمه وهو يتجنبها … نعم وافق على ذلك الزواج بتلك السرعة لحمايتها ولكن تقبل امر كبير مثل هذا صعب عليه … كيف تكون ابنه عمه ومتى … هو داخل دوامة جديدة من الافكار لذلك قرر الابتعاد عنها لحين حسم موقفه … ما يؤلمه حقاً انها لا تعلم شيئا ولا تعلم حقيقة الامر … وان علمت فلن تسامح ولن تغفر … ولكن تبقى حمايتها على عاتقه … هي حبيبة قلبه لن يدع سوء يمسها …وها هو يخطئ للمرة التى لا يعلم عددها ولم يجيب على اتصالها فقد كانت تستنجد به … لقد تم خطفها من قبل اخوها التى لا تعلم به وهو كذلك … ماذا يمكن ان يحدث … وماذا يمكن ان يفعل ذلك المجنون … يا الهى سيتوقف قلبه …. لا لن يحتمل صدمة اخرى مثل هذه … لن يحتمل الحياة بدونها … انها حياته … حياته هو …ملك له … زوجته .
عاد لوعيه على صراخ والده مردفاً _ عمراااان …. حالا تحصلني انا على الطريق العمومي للفيلا .
اغلق معه الخط … وقف عمران كالملدوغ يلتفت حوله بجنون … تناول هاتفه يحاول اعادة الاتصال عليها .
رأت اسمه وهى ما زالت فى المرحاض … فتحت تجيب بصوت مرعب مهزوز وبكاء _ عمران … الحقنى … اسلام عايز يتجوزنى … وانا حابسة نفسى فى الحمام ومش عارفة اعمل ايه ؟ 
اغمض عينه بألم … هناك يد قوية تعصر قلبه بقوة … انها تبكي ! … اردف بهدوء يبث فيها الطمأنينة عكس نيران غضبه الحارقة الكاسحة _ زي مانتى يا حياة … خليكي زي مانتى ومتخافيش … دقايق وهكون عندك … بس خلي تليفونك مفتوح اوعي تقفليه … تمام ؟ 
تنهدت بقوة اثر البكاء وهى تومئ وصوتها لم يعد يريد الخروج … اغلق بألم واتجه للخارج قاصداً سيارته وهو يهاتف صالح مردفاً بلغة أمرة _ صالح … حالاً يا صالح …. حالاً بالله عليك تحدللي مكان حياة …. تليفونها مفتوح … علشان خاطرى متتأخرش ..
اردف صالح بتساؤل وحيرة _ طب يا عمران اهدى وفهمنى ايه حصل ! 
اردف عمران بألم وعيون لامعة اثر غيمة دموع _ اسلام خطف حياة .
اغلق معه وبالفعل هاتف صالح تلك الجهة المختصة لتحديد الاماكن من خلال تحديثات الهاتف فهو له هناك معارف كثر ويتمنوا خدمته ..
فى تلك الاثناء اتجه اسلام الى حياة يطرق الباب مردفاً بترقب _ حياة … لو سمحتى اخرجي … هتفضلي جوة طول اليوم ! … اخرجي يا حياة وهنتكلم .
كانت تستمع الى صوته برعب ولم تجيب … بدأ يظهر غضبه ثانية ولكن قاطعه دخول شقيقته مردفة بابتسامة وهى لا تعلم شيئاً _ اسلام … البطاقة اهي … جبتها بصعوبة … بس قولي حياة فين ؟ 
ابتسم لها مردفاً وهو يشير على ذلك الباب _ موجودة فى الحمام .. روحي خبطي عليها لانها اتأخرت والمأذون هنا من زمان … خليها تخرج وجهزيها وحاولى تهديها لانها قلقانة .
اومأت بسعادة واتجهت تطرق الباب الذى خلفه ترتعش تلك المسكينة وقد بدأت قواها تخور ..
تم تحديد المكان بنجاح واتجه عمران لها ويوسف ايضاً الذى يسبقه كذلك اخذ صالح قوة واتجه خلفهم فهى تعد قضية خطف ..
كان عمران يقود وعيناه لا ترى سوى وجهها الباكى … يتخيل رعبها وخوفها … ايمكن ان يكون هاجمها ؟… ماذا يمكن ان يحدث ان تأخر ولم يلحقها ؟… ستحدث مصيبة ستعاقب عليها جميع العائلة وسيفقد هو حياته … لا يريد ان يتخيل ولكن الافكار تأتيه رغماً عنه ..
وصل يوسف اخيراً اسرع منه فقد اخبره عمران بالمكان … نزل بسرعة جنونية ودلف الفيلا ينادى بصراخ _ اسلااام .
انتفض اسلام كذلك سارة مردفة بتعجب _ عمي يوسف ! 
نظر اسلام لها بغضب ثم التفت يفتح الباب ليدلف يوسف وهو يمسك ياقته بعنف مردفاً وهو يهزه بقوة _ انت مجنووون … ازاااي تخطفها يا حيواااان .
نظر المأذون له برعب وقد انفلت بهدوء مستغلاً تلك المشاجرة وفر هارباً بينما وقف الشابان يحاولان تخليصه ولكن يوسف ممسكاً به بقوة .
كانت سارة تنظر بخوف وهى تختبئ خلف ذلك العمود الضخم … اردف يوسف بغضب وقوة واسلام يحاول افلاته _ هي فين … انطق فين حياة ؟ .
افلت اسلام يده بعنف مردفاً بصراخ _ ااااايه … انتو بتعملوا كدة ليه … خطيبتى وهتجوزها على سنة الله ورسوله … مأجرمتش يعنى .
دلف عمران الذى وصل بسرعة جنونية يردف بحدة وهو يلكمه لكمة قوية ارجعته الى الوراء _ لاء اجرمت … هتتجوز واحدة متجوزة ازاي ؟ …. وغصب عنها كمان ؟ … انت بنى ادم انت ! .
اقترب منه ينظر لعينه بقوة … كانت نظرات قاتلة حقاً … اراد قتله فى تلك اللحظة …. اراد ابراحه ضرباً حتى الموت … ولكنه سيندم بعدها … فهو ابن عمه واخو حياة … 
اردف بقوة وصوت هادر وهو يبحث حوله _ فين حياة … فين مراتي ؟
ابتعد الشابان بحذر … فلم يعد هناك زواج كذلك لم يعد لوجودهم معنى … فقد غشهما ابن خالتهما واستغل محبتهما له … 
كذلك سارة التى اتسعت عيناها … لم تكن تعلم ان حياة تزوجت بعمران … كيف حدث ذلك ومتى؟ ..
اقتربت ببطء من عمران تردف بخوف _ عمران … حياة هنا .
قالتها هي تشير الى ذلك الباب الذى اسرع عمران الخطى اليه يطرقه وينادى على اسمها بقوة مردفاً _ حياة …افتحى يا حياة انا عمران ..
لم يأتيه رد فجن جنونه وبدأ يدفع الباب بعنف وقوة ومهارة … مرة تلو الاخرى الى ان كُسر … نظر لها وجدها ترتعش فى احدى الجوانب … اسرع اليها ودنى منها برعب … رفع وجهها اليه … وجدها غارقة فى دموعها تناظره كأنها جسد بلا روح … 
نظر لها بألم يعصف صدره … اردف بصوت متحشرج _ حياة … انا معاكي .. متخافيش ..
ارتمت فى حضنه … تمسكت بقوة فى رقبته وبدأت تبكى بصوت حاد اشبه بالصراخ … تمسك بها جيداً … لم يعد لمن حولهما وجود … فقط هما … ارادت اطمئنان قلبها بضمه … تعلقت به كأنه قطعة منها … حملها بسهولة وخرج تاركاً المكان … كانت متكومة كالقطة بين يده … مر من جانب اسلام والقى نظرة نارية عليه … لم يرد ان يتحدث امامها … غادر للخارج ومنه الى سيارته … وضعها فى الكرسى الامامى بهدوء وحب … اغلق الباب ولف للجهة الاخرى … ركب وانطلق عائداً بحياته .
اما يوسف فوقف ينظر لاسلام بخزي مردفاً _ خد اختك وامشى من هنا … لو كان اللى ناوي تعمله حصل … كنت هتندم طول عمرك … احمد ربنا ان عمران لحقك .
غادر يوسف هو ايضاً وفى طريقه وجد صالح يقتحم المكان فاوقفه يوسف مردفاً _ صالح … خد القوة وامشي يا صالح … مافيش هنا حد مخطوف .
اما اسلام فحاله معروف … لقد خسرها … لقد ظن انها سترحب بفكرته … ظن انها تحبه ولكنها تتدلل … ظن ان سبب رفضها هو عجلته وغرابة الموقف …ظن انها ستوافق خصوصاً انها يتيمة !…. ولكنه لم يكن يعلم انها تزوجت ابن عمه حقاً …. لقد ضاعت منه للابد … حالها كحال اي شئ يحبه ويتعلق به … 
جلس بحزن على المقعد بعدما غادر الجميع الا سارة … وضع رأسه بين كفيه يبكى … كان يحتاجها فى حياته … يرى فيها الحنان الذى افتقده من امه … يرى فيها الصداقة الذى تمناه من ابيه … يرى فيها الهدوء الذى يتمناه … كان يحتاجها ولكنها فضلت غيره ..
اقتربت منه سارة تحتضن رأسه مردفة بحزن عليه _ خلاص يا اسلام … انساها يا حبيبي … انساها وربنا هيعوضك باللي احسن منها … انت غلطت يا اسلام … مكنش ينفع تعمل اللى عملته وانا قلتلك الكلام ده قبل ما تعمل كدة بس انتى مسمعتش منى … واديك اهو دخلتنى معاك فى غلطة كبيرة زي دي … ربنا يستر وعمك ميقولش لبابا او لماما … والا محدش هيرحمنا .
《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》
هدأ جسد حياة قليلاً وتوقفت عن الارتعاش وبدأت تستعيد ثباتها … اردفت بصوت مهتز متحشرج _ كنت خايفة اوي … اول مرة اعرف انه مجنون كدة … ده كان مجهز المأذون وكمان قال لسارة تجيب بطاقتى من الفيلا … ازاي قدر يعمل كل ده وليه … بس تعرف يا عمران هو عمل كدة ليه ؟ 
كان يستمع لها بقهر … قلبه ممزق على حالتها … نظر لها بحب يردف بتساؤل وخوف _ ليه يا حياة ! .
نظرت له بدموع مردفة _ علشان ماليش اهل … معنديش اخ يقف قصاده … ولا اب يدور عليا … ولا ام تاخدنى فى حضنها لما ابكي …. ومعنديش اخت احكلها وجعي …. اسلام عمل كدة علشان انا تربية ملجأ يا عمران … اسلام عمل كدة لانه كان متأكد انى هوافق … ومين يعرف يمكن لو مكناش اتجوزنا امبارح كنت وافقت … كنت قبلت من خوفي … اسلام اللى فرحت اوي انه وافق على وضعي وقدرته فى اول فرصة اظهرلي انى غلطانة … وخلانى اتأكد ان الحياة الوردية دى بس فى الروايات والقصص … انما على الواقع لازم يكون ليا اهل وعيلة اتسند عليهم ..
اااااه يا حياة … لا تزيديها على قلبي … فالله وحده يعلم كم اتألم لأجلك … ياليتني استطيع اخبارك ان لكى عائلة … لكي اب واخ واخت … يا ليتنى استطيع محو ذلك الحزن والفراغ بداخلك ولكنى متأكد ان بمعرفتك للحقائق ستنهارى وتتحطم سعادتك …
نظر لها بعمق … توقف عن القيادة على جانب الطريق … التفت لها يشير وهو يفتح ذراعيه _ تعالي .
نظرت له بترقب …. هي بحاجته حقاً … تريد اطمئنان ودفء … تريد ذلك الاحساس بأن هناك احداً يحميها … تريد عناقه الان وبشدة … فكت حزامها الامني واتجهت اليه تعانقه بقوة … كانت كالطفلة فى عناق والدها … ظلت تبكى وهو يعتصرها بقوة … كأنه يريد سحب ذلك الألم منها اليه … كأنه يريد بثها بالحب وما يحمله من مشاعر لها … 
ملس كفه على ظهرها بهدوء وشعور تملك انتابه وهو يردف بثقة ونبرة متملكة _ حياة … انتى خلاص بقيتي مراتى … يعنى كل حاجة ليا … وانا كمان هكون قدامك وقت ما تحتاجيني … لو محتاجة دعم هكون دعمك … ولو محتاجة سند هكون سندك … ولو محتاجة طاقة هكون طاقتك … هكون معاكى فى كل وقت … وعمرك ما تفكرى فى يوم موضوع الملجأ ده يعيبك او تحسى انك قليلة بسببه … ابداااا …. انتى غالية يا حياة … انتى غالية عندى اوي .
سكون اجتاح داخلها … هدوء وسلام نفسى شعرت به … كلماته كانت كالمرهم لجروحها الناذفة … استطاع ان يطمئنها ويهدأها … حتى هدأت تماماً وعندما كاد ان يتحول عناقهما لشئ اخر تماما … عندما شعرت هي بيده تتمشى بهدوء على ظهرها … ابتعدت بسرعة تعتدل فى جلستها مردفة بتوتر واثر الدموع ما زال عالقاً على خديها _ احم … طيب يالا علشان رحيم .
كان في عيناه بريق رغبة اطفأته هي بابعادها هكذا فجأة … لانت ملامحه ونظر لها مطولاً … لوى فمه بابتسامة هادئة ثم قاد وهو يردف بمرح _ تمام يا حياة … زي ما تحبي .
بعد ساعة وصل الى الفيلا … دلف وصف سيارته ونظر لها بحب مردفاً وهو يغمز لها بطرف عينه _ هتقدرى تنزلي ولا تحبي اشيلك ؟
هزت رأسها مردفة برفض وتوتر _ لاء طبعا مينفعش يا عمران … انا تمام ..
ابتسم لها مردفاً بجرأة _ مينفعش ليه ما كدة كدة كله هيعرف اننا اتجوزنا … يعنى اعمل ما يحلو لي .
ضيقت عيناها تطالعه باستنكار وقد احمرت وجنتاها خجلاً مردفة بغضب تدارى حرجها _ عمران لو سمحت بلاش طريقتك دي … انا راجعة من خطف وراسى وجعانى … انا نازلة .
فتحت الباب ونزلت بهدوء وتحركت للداخل تحت انظاره المستمتعة … 
دلفت للداخل ببطء تحاول مقاومة صداع رأسها الذى يراودها … تقدمت منها ثريا التى نظرت لها بقلق مردفة بتساؤل _ حياة ! … مال شكلك ؟ … وكنتى فين وليه خرجتى فجأة كدة … سألت اسماء عنك قالت انك سبتى رحيم وقولتلها راجعة علطول … بس اتأخرتى … حتى يوسف خرج فجأة وهو متعصب معرفش ايه حصل ! .
نظرت له حياة بنصف عين مردفة وهى تتمسك برأسها _ معلش يا ماما ثريا … راسى مصدعة جداً … محتاجة اناااام واول ما اصحى هحكيلك على كل حاجة ..
تركتها حياة هاربة منها … فثريا لا تعلم شيئاً بعد مما حدث وهذا بناءاً على رغبة يوسف الذى حرص على سرية الامر حتى يتم خوفاً من حدوث اي خطأ يواجههم ..
تعجبت ثريا من طريقتها فحياة دائمة تتمتع بالفطنة والذوق ولكنها الأن كأنها لا تريد ان تحادثها ..
لوت فمها بتعجب ثم عادت الى عملها فقد كانت تحضر وجبة الغداء مع عفاف ..
دلف عمران بعدها بحذر حتى لا يلتقي بثريا فهو لا يريد الكذب عليها وعليه ان يحادث والده فى اسرع وقت … 
كاد ان يصعد الدرج ولكن اوقفه نداء يوسف الذى جاء لتوه ..توقف عمران عائدا يطالع والده بلوم …
اتجه يوسف الى مكتبه مردفاً _ تعالى ورايا .
قبل ان يدخل جاءت ثريا على صوته مردفة بتساؤل _ يوووسف ! … هو ايه اللى بيحصل هنا ؟ 
نظر لها يوسف بعمق … فمنذ امس وهو لا يعرف كيف يخبرها بما حدث … مؤكد انها ستحزن وتسئ الظن ولكنه كان مجبر … هو يعلم طيبة قلبها وعفويتها وخاف ان تعلم زوجة ابنه بالامر من خلالها لذلك اخفى عنها الامر ..
اردف بهدوء _ معلش يا ثريا … هتكلم مع عمران وبليل هفهمك كل حاجة .
قالها ودلف مكتبه يتبعه عمران بصمت اما ثريا فنظرت لاثرهم بتعجب وتساؤل ثم عادت مجدداً لعملها  .
اغلق عمران باب المكتب واتجه يجلس على تلك الاريكة بجوار والده مردفاً بلوم _ لحد دلوقتى يا بابا معرضتكش فى اي حاجة … وكل اللى طلبته منى عملته … بس انا مش فاهم ليه تخبي على حياة موضوع مهم زى ده …وليه تخبي على ماما ثريا ان انا وحياة اتجوزنا … وليه بدلت التحليل … وازاي عرفت ان فيه خطر على حياة وازاي اصلا عرفت ان عمى عمل تحليل زي ده .؟ .. وازاااي حياة تطلع بنت عمى ؟  … انا هتجنن 
انا محتاج اعرف حالا كل الاسئلة دى .. انا مش مصدق … كل ما ابص فى وش حياة مش مصدق انها من دمي … مش مصدق وعارف انها مش هتسامحنى يا بابا وده واجعنى اوي … قولي يا بابا علشان اقدر افهم و استوعب اللى بيحصل … انت متخيل المصيبة اللى كانت ممكن تحصل لو اتأخرنا على حياة وملحقنهاش من ايد اسلام ؟… اسلام يا بابا … اخوها .
كان يوسف يستمع الى ابنه وهو واضعاً وجه بين كفيه … بداخله ضوضاء وتساؤلات …. هو نفسه لا يعلم ماذا سيحدث وما يجوز وما لا يجوز ولكنه تصرف بمنطق حمايتها من الاذى … تصرف على اساس تلك النقطة فقط .
ازال كفيه من على وجهه ونظر لابنه مردفاً _ هقولك كل حاجة من الاول … انت الوحيد اللى عارف دلوقتى الحقيقة كلها علشان كدة هقولك .
بدأ يوسف فى سرد ما حدث منذ عد ايام مردفاً _ عمك احمد من كام قال انه جاي يعتذر لحياة عن اللى حصل … وده طبعا حصل بسبب ان الفت عرفت ان حياة اتربت فى ميتم … جه وكان باين عليه اوى انه متوتر … اخويا وانا عارفه … طلب يدخل الحمام … ولما دخل الفيلا وكنا كلنا برة طوّل شوية … وانا قلقت وقومت اشوفه … دخلت وخبطت على الحمام ملقيتوش … استغربت وكنت هسأل اسماء عنه بس لاحظته من فوق السلم خارج من اوضة حياة  وبيقفل الباب بشويش … انا استغربت جدا بس قبل ما يلاحظنى خرجت  لانه كان بيتلفت حواليه … وهو خرج وقال انه عنده مشوار مهم … وطبعا كنت متأكد انه مخبي حاجة وقلقت على حياة … خرجت وراه فوراً …ركبت عربيتى و فضلت ماشي وراه من غير ما يلاحظ لحد ما وقف عند معمل تحاليل طبية اعرفه كويس … وطبعا دخل وبعد وقت خرج ومشى … انا كنت مستغرب جدا وجوايا اسألة كتير ..
دخلت المعمل … ولحسن حظى وحظ حياة ان البنت اللى بتشتغل هناك دى تبقى بنت  واحد صاحبى من ايام الحارة وجوزها طلقها وطبعا والدها طلب منى ادورلها على اي شغل اعرفه علشان تصرف على عيالها  وفعلا كنت عارف المعمل ده اللى دايماً بحلل فيه نسبة السكر وكنت عارف انهم محتاجين بنت تشتغل بكفاءة مناسبة فأنا كنت سبب طبعا بعد ارادة ربنا واتوافق لها على الشغل ..
البنت رحبت بيا جداً واول ما سألتها عن احمد وعرفت انه اخويا قالتلى انه طالب تحليل الحمض النووى ليه ولخصلة شعر هو جايبها .
طبعا انا وقتها كنت مصدوم ومستغرب جداً … ازاي اخويا عمل كدة وليه وامتى … مش عارف … ومش عارف ايه اللى يخليه يعمل تحليل زي ده اصلاً .. وطبعا بما انه كان خارج من اوضة حياة يبقى اكيد الخصلة دى لحياة … بس محبتش اسبق الاحداث وطلبت منها اول ما النتيجة تظهر تعرفنى فورا قبل حتى ما توصل لاحمد … واستنيت على نار يا عمران … كنت قدامكوا عادى بس من جوايا قلق وخوف وترقب …
تنهد بقوة مستكملا _ وفعلا يا عمران بعد كام يوم لقيتها بتكلمنى وبتعرفنى ان النتيجة ظهرت وانا روحت فورا واخدتها وفتحتها بسرعة … كنت عايز اطمن بس صوعقت … بجد كنت واقف مش عارف انا فين ولا انا امتى … بس بعد ما فوقت من صدمتى … فكرت كويس … كنت عايز اعرف اخويا عمل كدة ليه وازاي يرمى لحمه حتة منه كدة … علشان كدة طلبت منها انها تديله تقرير مزيف … ولاول مرة اخالف ضميري واعمل حاجة زى كدة بس انا قلت جوايا هعرف السبب وبعدها هعرفه كل حاجة بنفسى … وعارف انى حطيت البنت فى موقف صعب اوى بس فعلا كنت لازم اعرف الدوافع اللى تخلى اخويا يعمل ذنب عظيم زي ده ..
البنت وافقت وطبعا لاجل خاطرى عملت كدة فعلا بس كانت زعلانة اوى من نفسها .. انا اقنعتها انى هتكلم مع اخويا بنفسى لما اعرف الحقيقة ..
جيت هنا وفضلت افكر ومش عارف اتصرف ازاي ولا اعمل ايه … بس افتكرت ان نعمت اللى كانت مدبرة بيت عمك زمان تبقى صاحبة عفاف … وكانوا يعرفوا بعض قبل ما تسيب الشغل بسبب عمك اللى سافر ..
نديت لعفاف وطلبت منها رقم نعمت وطبعا كل ده فى السر وهى طبعا متعرفش السبب … اخدت الرقم اللى الحمد لله كان معاها وكلمتها وطلبت نتقابل … وواضح انها كانت عارفة سبب المقابلة ورحبت بيها اوى لان كان نفسها تريح ضميرها … قعدت معاها عرفت الحقيقة كلها وياريتنى معرفت .
سكت يوسف قليلا وقد ظهر الحزن على معالمه … اردف عمران بصوت متحشرج _ كمل يا بابا … عرفت ايه ؟ 
تنهد يوسف ساحباً نفساً طويلاً الى رئتيه ثم اخرجه بقوة مردفاً بشرود _ طبعا انت عارف انى بدأت من الصفر … جدك كان عنده هو وشريكه ورشة مكانيكا فى الحارة وربانا بحلال انا وعمك … كبرنا وعلمنا الاخلاق والامانة وكل واحد فينا اخد اتجاه … انا ولله الحمد قدرت اتوفق فى مجالى لانى كنت بحب الرياضة وكنت باخد ميداليات من المدرسة و طبعا كملت فى مجالى وواحدة واحدة ربنا اكرمنى وبقى عندى الجيم  اللى فى مصر الجديدة واتجوزت والدتك الله يرحمها وكبرت شغلي وبقى عندى بدل الجيم اتنين وتلاتة وربنا كرمنى جدااا … بس للاسف عمك احمد كان غيري … كان نفسه يطلع لعيب كورة … مع انه مكانش عنده الموهبة … كان دايما بيزعل منى لما مش بشجعه بس انا كنت هخالف ضميري لو شجعته يكمل لانه مش مؤهل لكدة … هو كان نفسه يوصل بسرعة زى اللى بيشوفهم … كان بيروح نادى مع شلة اتعرف عليها ومشى وراهم وهما السبب فى انه يتعرف على الفت هانم بنت الحسب والنسب ..
قابلها فى النادى ولما اتأكد ان كرة القدم مش جايبة معاه نتيجة قرر يكسب قلب الفت … بس هي اصلا مكانش عندها قلب … وسبحان الله زى ما يكون راهنت عليه … وفعلا لقيناه بيقول انه اتجوزها فجأة كدة … واشتروا الفيلا اللى جنب فيلتى … كأنه حابب يثبتلى انه نجح زيي بس عن طريق مراته … اللى ابوها وامها واخوها كانوا جبارين … وياما عملوا امور خارج القانون وللاسف اخويا كان عارف سيرتهم كويس … كان ليها اخت من ابويا من زوجته الاولى … كانت مراته اللى هى والدة الفت بتعاملها ابشع معاملة … حتى اختها نفسها كانت قاسية اوى فى حقها … ما علينا … المهم  مرت سنين … واحمد خلف من الفت ولد وبنت …. والعلاقة بينا محدودة نوعاً ما خصوصا بعد موت ابويا وامي … الفت مكانتش بتحب والدتك لانها كانت جميلة جدا وطبعا ده مسبب لها غيرة مقدرتش تسيطر عليها … علشان كدة كنا بنتجنبها .
كل ده واحمد مكانش مبسوط مع الفت … كانت دايماً بتعايره وتهينه وتقل منه قدام الخدم … لحد ما حب بنت غلبانة كانت شغالة عندهم اسمها حنان … وهى كانت اسم على مسمى فعلا … كانت بتزعل علشانه وشايفة ان الفت ست ظالمة … قدرت حنان تكسب قلب اخويا واتجوزها فى السر … ولان الفت كانت سايبة اولادها وجوزها ودايما فى النادى مع اصحابها قدر احمد يخبي جوازه ده لحد ما حنان حملت … وطبعاً احمد اترعب وطلب منها تنزل الجنين بس هى مردتش وهربت … واستخبت عند نعمت فى بيتها لحد معاد الولادة اللى كانت صعبة بسبب سوء العناية بيها طول الحمل واهمالها لصحتها … وفعلا ولدت حنان بنت على ايد نعمت وواحدة جارتها زى داية … وبعدها بأسبوع حنان كانت فى حالة صعبة وحاسة انها هتفارق الدنيا … اخدت بنتها وجت هنا الفيلا لاحمد اخويا ودخلت عليهم بالبنت قدام الفت واحمد ونعمت … وقالت لاحمد ان دى بنته وان هى مش هتقدر تعتنى بيها وسابتها ومشت وبعدها اتوفت حنان … بس الفت قومت الدنيا ومقعتدهاش … ولما اتأكدت ان جوزها اتجوز عليها الخدامة اتجننت … هاجت وثارت وطبعا هددته … يا اما هتوديه ورا الشمس او يرمى بنته فى دار ايتام ومافيش مخلوق يعرف باللي حصل  …
وافضل حل عمله وقتها انه يرمى بنته فعلا قدام دار ايتام … وبعدها سافروا فجأة لما والدتك اتوفت … وانا مكانش عندى حيل اسأل سبب سفرهم المفاجئ ولا اهتم بيه … ولا اعرف ان اخويا عامل مصيبة كبيرة زى دي … وطبعا الفت ادت لنعمت مبلغ محترم علشان تتكتم على الخبر بس صرفته على الدكاترة وعلاجها وعرفت انه مافيش حاجة هتنفع بعد عذاب الضمير … علشان كدة حكتلى كل حاجة حصلت بسهولة … ويقوم ربك يدبر ان حياة … البنت اللى وقعت فى طريقنا صدفة … تطلع بنت عمك … تطلع بنت اخويا … تفتكر بعد ما عرفت كل ده اسلمها لخويا عديم الشخصية والضمير ؟ … اسيبها لألفت تعمل معاها اللى مقدرتش تعمله زمان ؟ … كفاية اوى انها اتربت بعذاب ويتم واتحرمت من كل حاجة …
نظر للامام مردفاً بغضب وقوة _  بس وحيات حياة عندى لجيب حقها تالت ومتلت واعوضها كل لحظة ظلم اتظلمتها …. بس براحة مش وقته .
نظر عمران الى والده بشرود وعقله تائه … لا يعلم الخطأ من الصواب … اردف بعد مدة بتساؤل _ طب ليه معرفتش حياة حاجة مهمة زي دي ؟ … وليه قررت اننا نتجوز بسرعة وانت كنت تقدر تحميها وانا اكيد هبقى معاك … ليه مستنتش لما هى تعرف هي مين ؟ 
نظر يوسف لابنه مردفاً بحزن ورعب _ لانى متأكد ان لما حياة هتعرف حاجة زى دي هتتصرف فوق توقعاتنا … كان لازم احميها بينا … وكان لازم اربطها بيك علشان متمشيش … انا متأكد انها مش هتسامح … وهتسئ الظن … وهتعاند وهتحزن وحاجات كتير رعبانى … بس كله يهون فى سبيل انى ارجعلها حقها واطمن عليها …علشان كدة اقنعتها تتجوزك من غير اسألة …. ولانها بتثق فيا وافقت متعرفش انا عملت كدة وبالسرعة دي ليه .. ومتقلقش … حياة بتحبك وهتسامحك … حتى لو طالت المدة هتسامحك … بس انتى خل بالك منها … احميها … حتى لو جرالي حاجة احميها انت … من الفت … ومن عبير مرات اخوك … حتى من ابوها … اللى هو للاسف اخويا .
يتبع…..
لقراءة الفصل السادس عشر : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا

اترك رد