Uncategorized

رواية خاطفي الفصل الثالث والخمسون 53 بقلم شهد حسوب

       رواية خاطفي الفصل الثالث والخمسون 53 بقلم شهد حسوب

رواية خاطفي الفصل الثالث والخمسون 53 بقلم شهد حسوب

 رواية خاطفي الفصل الثالث والخمسون 53 بقلم شهد حسوب

“مواجهة “
اغلق عادل الهاتف مع أسر  شارداً أمامه بقلق يفكر في شأن الادهم وماذا يفعل معه ، عزم علي الرحيل ملتقطاً جواله ومحفظته ولكنه توقف عقب رؤيته للادهم يدخل إلي المكتب .
هتف عادل بتلعثم 
– أدهم ! 
نظر إليه أدهم بغضب دفين 
– أسر فين ؟
فرد عليه الاخير بتلعثم مبتلعاً ريقه 
– مااعرفش قولتلك 
– يعني مش انتا اللي خبيته !
– لا 
– ولا تعرف مكانه !
فصرخ به والده بغضب 
– جري اي يا ادهم في اي .. انتا بتحقق مع والدك ولا اي .. قولتلك معرفش 
هتف الادهم بهدوء ظاهري عكس الذي بداخله 
– تمام .. ابقي قوله خليك راجل مرة  وما تهربش عشان هجيبك هجيبك 
ابتلع عادل ريقة مندفعاً في الحديث بقلق ودون تفكير  
– أدهم اهدي شوية .. دا مهما كان اخوك الصغير برضو .. وماكانش قاصد أنه يسقط مراتك دا غير انك انتا كنت مخبي علينا 
نظر إليه الادهم نظرة غير مفهومة مع ابتسامة صغيرة تشق ثغره 
– هممممم .. وياتري بقي مين اللي وصلك الاخبار دي كلها .. العصفورة ! 
فصرخ به عادل بغضب 
– أدهم احترم نفسك .. انتا بتكلم ابوك 
ضرب الادهم بقبضتيه علي سطح المكتب بغضب 
– انا عارف انك عارف مكانه فين .. وأنه هو اللي كلمك .. دا إذا ما كنتوش متفقين مع بعض علي انكم تسقطوا مراتي .. بس ساااهله يا بابا .. هيروح مني فين .. لو في الجحيم هحيبه بايدي 
صاح كلماته بغضب وصوت عالي وصل لمسامع الجميع مما جعلهم يتوقفون عن عملهم ، خرج الادهم من المكتب بغضب صافعاً الباب خلفه بقوة مما أفزع البعض وجعلهم يتحركون في المكان بعشوائية كي يروا أعمالهم . 
خرج الادهم من المبني وذهب إلي سيارته متكئاً عليها بذراعيه ، زافراً بضيق ، يأخذ نفاسه بسرعة من كثرة الغضب ، ثم استقل سيارته عازماً علي الرحيل .
جذب الادهم جواله طالباً أحد الأرقام بينما نظره يتقلب بسرعة بين الطريق والهاتف ، وضع الهاتف علي أذنه في انتظار الرد ، قليلاً وآتاه الصوت ، قبل أن يتفوه الطرف الآخر بكلمة صرخ به الادهم بعلو صوته 
–  انا مش قولتلك تراقبلي ال*** أسر 
– نفذت والله يا باشا وعرفت مكانه وقعدت مراقبه حد اما روح البيت 
– اوووووومال ماجبتليش عنوانه ليييييه .. 
– يا باشا والله واتصلت بحضرتك كتير حضرتك اللي ما رديتش عليا 
صمت الادهم قليلاً حينما تذكر مشاجرته مع محمد في مكتبه ، وبعدها انشغاله بحادثة رغدة و شجاره مع أسر ، جاءه الصوت من الهاتف 
– يا باشا .. ورحمة امي نفذت أوامرك يا باشا .. انا اتصلت بحضرتك كتير مارديتش عليا حتي تأكد من دا بنفسك .. بس ارجوك ما تقطعش عيشي 
هدء الادهم قليلاً ، ثم تحدث بهدوء 
– تمام يا صلاح .. قاعد مراقبه ولا فلت منك 
– للاسف يا باشا بعد اما دخل البيت ولقيت حضرتك دخلت وأراه بعدها بنص ساعه ، مشيت 
زفر الاخير بضيق 
– تمام يا صلاح .. اقفلي قدام الشركة من غير ما حد ياخد باله .. اول ما أسر يدخل الشركة علي طول تبلغني لحظتها .. سامعني يا صلاح لحظتها 
مدققاً علي جملته الأخيرة ، فتمتك الأخير بطاعة 
– تمام يا فندم 
أغلق الأدهم جواله ، ملقياً إياها علي المقعد بجانبه ، وأكمل متابعة الطريق  .
_____________★ “سبحان الله ” 
عاد محمد من عمله يصفر سعادة ممسكاً بجواله يتصفح أحد المواقع ، ولكن استوقفه صوت تلك الشهقات الصغيرة ، ضيق ما بين حاجبيه باستغراب ، بحث بنظره علي مصدر الصوت ، حتي رأي جزء من ثيابها يظهر من خلف تلك الشجرة التي تقنط خلفها ، تقدم إليها محمد جالساً بجوارها ، ضمها إلي صدره بحنان هاتفاً
– مالك يا حبيبتي مين زعلك 
ازداد بكائها أكثر من قبل وهي تتحدث بصوت متقطع 
– طنط .. طنط .. طردتني .. وزعقت .. زعقت فيا .. زعقتلي كتير .. انا .. انا عايزة ماما .. انا عايزة يا عمو .. 
اجهجت في البكاء مرة أخري  
– اهدي بس يا ندي واحكيلي اي اللي حصل .. ماما مالها 
مسحت ندي دموعها بكفيها الصغار ، تجاهد ايقاف بكائها ، ثم استرسلت إليه في الحديث عما حدث .
صمت محمد قليلاً يستوعب ما حدث ، ثم تحدث بتساؤل 
– هو ياسين قال إنه عارف مكان ماما !
– لا ..بس لما سألت طنط سعاد زعقت فيا 
ضمها محمد إلي صدره بشرود 
– معلش حقك عليا انا 
هتفت الصغيرة ببكاء 
– بس ..بس هي زعقت فيا جامد اوي 
مسح محمد علي وجهها بحنان 
– مش ماما لما بتكون متعصبة وانتي بتكلميها بتزعق فيكي 
اومأت له الصغيرة بأكمل 
– اتعبري طنط سعاد زي ماما وزعقت فيكي عشان كانت مخنوقة شوية .. اشطا !
اومأت له الصغيرة بنعم فأكمل 
– يلا بقي امسحي دموعك الكتيرة دي .. ماتبقيش عيوطة كدا 
ثم استقام واقفاً وأمسك بيدها ساحباً إياها معه 
– صليتي العصر 
هتفت بصوت خافت 
– لا 
– ليييييييه .. المغرب علي اذان 
تحدثت ندي بحزن 
– انا كنت زعلانه وبعيط ماقدرتش اقوم اصلي 
– بالعكس لما نكون زعلانين نقوم نصلي .. ولو مافيش فرض لازم نصليه في الوقت دا نصلي سنه .. ركعتين لله .. “إنما ابتلاك لتقترب لا لتكتئب ” 
نظرت إليه الصغيرة بابتسامة 
– كلامك شبه اللي بناخده في المدرسة وحصة الدين بالذات 
تبسم لها الأخيرة ثم طبع قبلة علي جبينها قبل أن يدافع بها إلي الداخل .
______________★ “الحمدلله الله “
عاد الادهم من عمله ، دلف إلي غرفته واغلق الباب خلفه ، خلع الجاكت خاصته بارهاق ، كانت رغدة جالسة علي المقعدها المفضل أمام الشرفة تتلو بعض آيات الكتاب المبين ، شعرت بدلوف الادهم فأغلقت المصحف وذهبت إلي زوجها تساعده في تبديل ملابسه ، جلس الادهم علي طرف الفراش بارهاق  ، جلست بجانبه رغدة ووضعت يدها علي كتفه هاتفة باهتمام 
– عملت اي يا ادهم 
– هرب 
– طب والعمل 
نظر إليها الادهم بغضب 
– العمل أننا نحرص حد اما اعرفله طريق 
نظرت رغدة أمامها متنهدة بحزن  ، لانت ملامح الادهم قليلاً ثم وضع يده علي موضع الجنين هاتفاً بابتسامة صغيرة 
– حبيب بابا خلص الديك الرومي  ولا لسه 
ضحكت صغيرة خرجت من فمها 
– انتا روحتنا ومشيت اتحايلت علي أميرة كتير انا وريهام تاكل معانا مارضيتش .. اكلت انا وريهام حد اما حسيت أنه بطني خلااااص .. هتفرقع 
تبسم لها الادهم بحب ثم طبع قبلة صغيرة علي جبينها ، 
– حد سألك علي الحمل وأخباره 
– كلهم استقبلوني وهجموا عليا زي التتار 
– هممممم
– الحمدلله طمنتهم وقولتلهم اني جعانة اوي والادهم جابلي ديك رومي احنا جايين .. يلا عشان ناكل 
اكمل الادهم بسخرية 
– تفوا علي وشك طبعا 
نظرت عليه رغدة بحزن مصتنع 
– اخس عليك يا دومي .. لا طبعا سابوني ومشيوا  
جذبها الادهم من مرفقها ضاغطاً عليه ببطء وهو يجز علي أسنانه 
– قولت ميت مرة ما بحبش حد يقولي يا دومي 
جذبت رغدة مرفقها منه بتحدي هاتفة 
– طب دومي .. ودومي .. ودومي .. ودومي ودومي 
نظر إليها الادهم بصدمة كاد أن يجذبها يعتصرها من مرفقها بغضب مرة أخري و لكنها أسرعت بالفرار ، نظرت خلفها وهي تركض وأخرجت له لسانها هاتفة بضحكة 
– يا دوووووم…
ولكن بتر جملتها استضامها في باب المرحاض ، لم يستطيع الادهم كبت ضحكته ، فخرجت منه ضحكة صاخبة أخلّت من توازنه أثناء سيره إليها ، أوقفها الادهم بصعوبة من كثرة ضحكه 
– ذنووووب .. ذنوووب يا بنتي ذنوب .. شفتي .. انا ربنا نصرني .. حبيبي يا ربنا 
نظرت إليه رغدة بغضب ، ثم جذبت رسغها منه بقوة فاستضدم الاخير في الحائط ، شعرت بألم فظيع ، الم جعلها تتأوه وهي تضع يدها أخري علي كوعها بألم ، ازدادت ضحكات الادهم 
– احييييه .. دي جامدة اوي يا فتحي 
فصرخت به رغدة بغضب ممذوج بالألم 
– مش مسامحاك يا أدهم .. مش مسامحاك .. مش مسامحاك .. مش مسامحاك 
وتركت واتجهت الي الفراش ، ذهب خلفها الادهم وضحكته مازالت تملأ وجهه ضامماً إياها إلي صدره ولكنه لم يتوقف عن الضحك 
– معلش يا حبيبتي معلش .. ما دي ذنوبك برضو 
فنظرت إليه بغضب 
– انتا شمتان فيا يا بارد 
هتف أدهم بضحك 
– هو في حد يشمت في مراته برضو 
فدفعته الأخيرة بغضب 
– مش مسامحاك يا أدهم .. وابعد عني كدا .. انا مقموصة منك .. هه 
تبسم إليها الادهم ثم قبلها من جبينها هاتفاً 
– طب وكدا 
اشاحت بوجهها عنه بغضب ، فقبلها الأخير علي كلتا وجنتيها هاتفاً 
– طب وكدا 
نظرت إليه رغدة بغضب 
– بقولك مقموصة يا أدهم مش عندي جفاف عاطفي 
– اللاه .. طب اراضيكي ازاي بس يا بيبي 
هتفت رغدة بضحكة صغيرة متصنعة الرقة 
– احكيلي حدوته 
صدعت منه ضحكة عالية ، ثم تحدث بسخرية
– يا اوختي بيضة كميلة .. هما نسيوا يفطموكي يا حلوة 
ضربته رغدة علي يده بغضب 
– أدهم .. اتلم 
– عايزاني احكيلك اي في ام الليلة دي 
– حدوته يا ادهم 
– ماانا عارف انها حدوته يا ادهم .. حدوته اي 
نظرت إليه رغدة بتفكر فتلاقت الأعين ، تبسم إليها الادهم وسرعان ما جالت في خاطره فكرة ، فأسرع بقبلة صغيرة علي ثغرها ، شهقت بصدمة ، لم تتوقع ردت فعله ، فوكزته في كتفه بغضب 
– اتلم يا أدهم علي الليل دا 
– اديكي قولتي .. اللييييييييل 
نهضت رغدة بخجل ممتزج بضيق 
– وربنا اروح ابات مع ريهام 
فحذبها الادهم من مرفقها بتحدي 
– اترزعي يا رغدة وخلي الليلة تعدي علي خير بدل وربنا انفذ اللي في دماغي انا مساك نفسي عليكي بالعافية 
– يبقي تقعد باحترامك 
نظر إليها الادهم نظرة اثلجت دمائها بالخوف ، تحدثت رغدة وهي علي وشك البكاء 
– أدهم بقي غص بصرك 
فرد الاخير بسخرية 
– اغض بصري عن مراتي ! 
فقامت الأخيرة بضجر 
– يوووووووووة والله اقوم البس الاسدال 
فجذبها الادهم 
– طب خلاص ارزعي عشان احكيلك حدوته 
– يبقي غض بصرك 
كتم الاخير ضحكته 
– حاضر 
– بص علي النحيه التانية 
استشاط غضباً من كثرت طلباتها ، شرع الادهم في فك أزرار قميصه هاتفاً بتهديد 
– طلاما ما بنجيش بالادب يبقي خليها بقلت الادب 
امسكت رغدة يده قبل أن يفك باقي الازرار 
– خلاص بالله .. احكيلي .. احكيلي باقي حكاية بابا 
صمت الادهم قليلاً ثم تحدث بهدوء 
– عايزة تعرفي اي بالضبط    
– بعد انا بابا حذرك من أسر وقالك أنه هيدمر الشركة عملت اي 
– ولا اي حاجة .. كنت منفض الموضوع اصلا لاني كنت عارف .. استكفيت بس اني اقول لبابا رغم اني عارف أنه الحديث معاه عقيم 
– طب وباباك قالك اي 
– فتح موضوع اني ارجع ادير الشركة تاني .. ونفس النقاش ونفس الخناق وسبتله الشركة ومشيت 
– وبعدين
– بعدها بأسبوع سمعت أنه الطوخي دخل البورصه .. وكسبها .. وفتح شركته وأسس كيانه بنفسه 
تساءلت رغدة بقلق 
– اومال لية بيقولوا أنه الفلوس دي بتاعتهم وانتا دلوقتي بتقول أسس نفسه بنفسه 
صمت الادهم ثم نظر أمامه يتذكر بشرود 
– وقتها شركة الطوخي كانت في الطالع ..وشركتنا اللي بيديرها أسر في النازل .. حد اما وصلنا لمرحلة حرجة جداً
– طب وعملتوا اي 
– حد اما جاء اليوم اللي المفروض نمضي فيه الصقفة مع الوفد الايطالي .. و دي بالنسبالنا كانت فرصة يا ثابت يا خابت 
– وبعدين 
– بصراحة أسر بذل مجهود .. وللاسف سمعت الشركة كانت نزلت في السوق .. واخد الصفقة ابن الطوخي 
– هو أسر ساب الشركة كل دا وبعد ما وقعت جاي عايز ياخد صفقة الوفد الايطالي .. اكيد هما طبعا لنا لقيوا الشركة بتاعت بابا سمعتها افضل وانجح اختاروها 
– من وقتها بقي واسر أعلن الحرب .. بابا قلب عليه قلبه جامدة لما الشركة أفلست 
– طب وانتا يا أدهم ما ساعدتهمش ليه 
– يولعوا 
– ليه بتقول كدا 
– عشان قدمت النصيحة اكتر من مرة .. أسر شايفني بغير منه .. واني بحاول ارجع امسك إدارة الشركة مرة تاني 
– ما تسيئش الظن يا أدهم ممكن تكون فهمته غلط 
فصرخ بها 
– قالهالي في وشي 
– طب اهدي طيب 
فزفر نفساً عميقاً واستراح بظهره علي السرير  بصمت ، فتساءلت رغدة 
– طب ولما باباك قلب علي أسر ! 
ضحك الاخير باستهزاء 
– لعبها صح 
– مين 
– أسر 
– ازاي 
– حط في دماغ بابا أنه احمد الطوخي حرامي وسرق مجهودنا ومعلومات من الشركة وأنه هو اللي وقعها عشان يقعد مكاننا في السوق بحكم أنه كان موظف عندنا .. مش بس كدا .. تؤ تؤ .. لا دا كمان حط في دماغ بابا فكرة الانتقام من الطوخي
– وباباك 
– هههه .. اقتنع 
– ليه الحقد اللي في قلب أسر دا .. بسببه عائلة كاملة اتدمرت 
صمت الادهم ، فصمت رغدة ، قليلاً ، عاودت متسائلة مرة أخري 
– بس ازاي يا أدهم وانتا اللي كنت في الوش علي طول ؟ 
رفع الادهم جزعه العلوي مستنداً علي رسغه 
– انا اللي كنت قاصد كدا 
– اشمعنا 
– عشان أسر شراني ومتهور .. وكان ممكن يولع فيكم بالحي .. فكان لازم اتدخل بينهم عشان اعرف خططهم .. واللي اقدر وغيره اغيره .. زي ماعملت واتجوزتك .. واللي ما قدرتش اغيره .. فشّلت الخطة من بعيد من غير ما حد منهم يحس .. وكأنها قضاء وقدر 
تحدثت رغدة بحزن 
– بس انتا كدا وقعت نفسك في مصيبة كبيرة يا أدهم .. محمد شايف انك المذنب الوحيد .. ومش هيطلعها لبر 
تبسم الادهم بسخرية 
– عادي .. هو شايف اني سرقت منه أخته .. مش مشكلة خلينا نلعب مع بعض القط والفار شوية 
– محمد مش سهل يا أدهم صدقني 
فنظر إليها الادهم نظرة لم تفهمها 
– هيعمل أي يعني 
ارتبكت رغدة من سؤاله هاتفة بقلق 
– معرفش ! .. بس كل اللي اعرفه محمد مش سهل .. وانا متأكدة أنه دلوقتي بيخططلك لمكيدة 
استراح الادهم مرة اخري علي الفراش 
– والله المستعان 
– ونعم بالله .. انتا هتنام يا ادهم 
– اة .. مرهق جداا 
– طب يلا نصلي القيام الاول 
– خليها بكرا يا رغدة 
– ضامن عمرك ! 
فنهض الادهم بتثاقل متجها ً إلي المرحاض 
– لا 
– انا هجهز المصليات واسدالي حد اما تطلع اشطا 
هتف الادهم قبل أن يغلق باب المرحاض 
– اشطا 
_____________★ “لا اله الا الله”
استيقظ محمد في الصباح الباكر ، انتهي من روتينه الصباحي بصلاته قبل خروجه من غرفته ، التقي بوالدته فهتف بابتسامة بشوشة 
– صباح الخير يا امي 
هتفت الام بارق 
– صباح الخير يا محمد  
تحدث محمد بقلق
– مالك يا امي في ا ي
– مافيش يا حبيبي مرهقة شوية 
ساعدها محمد في الجلوس علي طاولة الأفطار ، ثم جلس بجانبها 
– امي انا عارف الي حصل امبارح 
تنهدت الام بحزن فأكمل الاخير 
– ماتقلقيش يا امي حق بابا هيرجع والعين بالعين والسن بالسن والبادي اظلم .. وفتحيه هتاخد جزاتها .. كفايا عليها بس رميتها في المخزن بقالها شهر 
نظرت إليه والدته بتفحص 
– ناوي علي اي يا محمد ؟
نظر محمد أمامه بشرود 
– كل خير يا أمي 
ثم أكمل حديثه 
– نادي علي البنات يجوا يفطروا معانا .. وياريت تحاولي تمسكي اعصابك شوية عشان ما يتكررش تاني اللي حصل امبارح .. كلها اسبوع وهيمشوا 
تنهدت والدته بضيق ، ثم وجهت حديثها نحو المساعدة المنزلية 
– نادي عليهم 
فأومأت لها بأحترام وذهبت .
______________★ ” الله اكبر “
دلف محمد إلي مكتبه بعد القاء التحيات الصباحيه والإشراف السريع ، اخرج جواله من جيب بنطاله ، طلب أحد الأرقام ، ثوانٍ قليلة واتاه الرد 
– السلام عليكم فينك 
– وعليكم السلام .. بخلص كام حاجة كدا 
– تعلالي ع المكتب 
– تمام نصاية واكون عندك 
اغلق الخط وشرع في تفحص ودراسة الاوراق التي تمكث أمامه .
جذبه من محيط عمله رنين الهاتف ، نظر إلي الشاشة ثم ابتسم بسخرية قبل أن يضغط علي زر الاستجابة 
– صباح الخير 
فتآتاه صوتها الثرثار من الجهه الأخري 
– صباح النور يا محمد انتا فين 
تبسم بسخرية قبل أن يتحدث 
– في الشغل 
هتفت بحزن 
– اممم .. طب وبعد 
تبسم الاكثر 
– بعد اي 
فردت الأخيرة بضجر 
– بعد الشغل يا محمد 
– هروح البيت عشان عندنا فرح 
هتفت بفزع 
– فرح ! .. فرح مين ! .. انتا هتتجوز عليا يامحمد 
لم يستطع كبت ضحكته ، فخرجت من ضحكة عالية 
– اتجوز  عليكي اي يا غبية هو انا اتقدمتلك اصلا 
استوعبت ريهام موقفها فتنحنحت بحرج 
– احم احم .. انا مش قصدي يعني بس هو فرح مين 
– واحد صاحبي 
– هتتقدملي امتا 
– بعد الفرح أن شاء الله
– sure يامحمد 
– اة 
هتفت ريهام بحزن 
– ليه حاساك مش متحمس 
– مش متحمس فين يا ريهام اقوم ارقص يعني 
– في اي يا محمد مالك 
استوعب محمد عصبيته عليها فهتف بهدوء
– معلش يا ريهام .. انا في الشغل دلوقتي وطبيعي بكون متعصب شوية .. اقفلي وشوية واكلمك 
فردت الأخيرة بضجر وقد التمعت عينيها بالدموع 
– اقفل يا محمد .. اقفل .. انا مش عايزة اكلمك تاني اصلا 
ابعد محمد الهاتف عن أذنه بضيق ثم اخذ نفساً عميقاً استعاد به هدوئه 
– ريهام حبيبتي ما تتقمصيش جدعه 
– انا بتقمص يا محمد 
– انتي فين يا ريهام ؟ 
– لسا واصله الجامعة حالاً 
تبسم الأخيرة قبل أن يهتف 
– همممم .. عشان كدا تصلتي بيا .. اي اتوحشتك اوي .. داانتي كنتي ضاربة بوز امبارح !
هتفت ريهام بسخرية 
– ضاربة بوز .. يالهوي علي ألفاظك  
– ماشي ياريهام .. أنكري براحتك اصلا انا قافشك .. يلا روحي محاضرتك وانا هخلص واجي اخدك 
– ماتجيش 
– حاضر 
– انتا مش جاي بجدددد 
– اقفلي ياريهام بدل مااجي اخليلك وشك شوارع دلوقتي اقفلي 
ثم اغلق الهاتف بضيق ، ونظر أمامه ، صدعت ضحكاته بسخرية ، 
– ايوا كدا .. في الاول أثبتها وبعد كدا اتقل عليها .  وادي النتيجة ..
ثم صدعت ضحكاتهم مرة أخري 
– الخطوة الجاية بقي .. اصوب الهدف علي طول 
ابتسم ونظر أمامه في شرود ، حتي قاطعه طرقات ياسين عقب دخوله 
– خير يا كبير 
– جاهز للفرح 
 هتف ياسين بضيق
– ماما هتكون هنا بكرا .. ومصره تقعد مع اروح قبل الفرح 
فتحدث محمد بلامبالاة 
– خليها بعدين المقابلة دي المهم الفرح يتم في اسرع وقت 
– المقابلة دي هيتربت عليها موافقة ماما علي الجواز أو لا 
فنظر إليه محمد باهتمام 
– يعني اي .. ياسين انتا عارف كويس أنه الجوازة دي لازم تتم باسرع وقت 
هتف ياسين بضيق 
– عارف ياسطا عارف 
– طلاما عارف .. اي الهطل اللي انتا بتقوله دا 
– دي كلمة امي واقدر اتنيها 
زفر محمد بضيق ، ثم تحدث بهدوء 
– ياسين .. حاول بقدر الامكان تعدي اليومين دول علي خير .. انتا لازم تتجوز أروي وتتكفل بيها هي وندي .. انا عايز انجز .. الوقت مش في صالحنا 
– تمام .. اوعدك اعمل كل اللي اقدر عليه .. بس اديني فرصة 
– مافيش فرص يا ياسين .. عايزين ننجز .. الست دي لازم تتعدم .. ولازم اخد منها كل المعلومات اللي عايزاه قبل ما تموت .. و في الوقت ذاته بناتها ماينفعش نسيبهم للدنيا تلطش فيها كدا .. لما من اول جولة وطلعوا من حارتهم بفضيحة 
– حاضر .. حاضر .. اوعدك المقابلة تعدي علي خير 
– ابدأ في التجهيزات من دلوقت 
– أن شاء الله .. سلام 
– سلام 
_____________★ ” لا حول ولا قوه الا بالله”
خرج ياسين من المكتب ثم زفر بضيق ، ركب سيارته وتجهه بها إلي منزل الطوخي .
استقبلته سعاد في بهو المنزل 
– ازيك يا ياسين 
– بخير يا مدام .. ممكن اقعد مع أروي شوية 
– اكيد لحظة 
دقائق وخرجت إليه باسدالها الفضفاض والملامحها الحزينه 
– خير يا ياسين 
– ماما جاية بكرا .. والفرح خلال الأسبوع دا 
هتفت أروي بقلق 
– انا خائفة اوي من مقابلة امك دي 
هتف ياسين بضجر 
– اولا ماسمهاش امك اسمها والدتك .. ثانيا انا جاي علشان اقولك تعملي اي
نظرت إليه بحرج وكتفت بالصمت ، فأكمل ياسين 
– اي سؤال تسألهولك ماما تردي علي قد السؤال بالضبط .. لا تزودي ولا تنقصي .. اي سؤال يديقك ماترديش ، خليكي هادية كدا وكلامك قليل .. وهي لما تلاقيكي كدا مش هتقل عليكي في الكلام أن شاء الله 
– انا خايفة اوي 
– اهو خوفك كدا اللي هودينا في داهيه .. يا بنت الناس .. امي بتفهم اللي قدامها كويس اوي .. خليكي هادية مش خايفة 
– حاضر 
– أن شاء الله فترة الفرح تعدي على خير .. وبعدها هتعيشي معايا انتي وندي في شقة لوحدنا 
تمتمت الأخيرة بخفوت 
– أن شاء الله
أردف ياسين مؤكداً عليها 
– اهم  اوعي تتكلمي عن أي حاجة في ماضيكي .. اوووعي 
– حاجة يا ياسين حاضر .. ماتخوفنيش كدا 
أخذ ياسين نفساً عميقاً ، ثم تحدث بهدوء 
– انا اسف لو زعقت فيكي الفترة دي ولا عاملتك وحش .. بس اعذريني مضعوط شوية 
تبسمت الأخيرة بفرحة ، فكم كانت تنتظر منه تلك الكلمات لتمحي أحزانها 
– ولا يهمك .. مسامحاك 
تبسم لها الاخير ثم ودعها وذهب .
___________★ “استغفر الله العظيم”
استقل أسر سيارته متجهاً بها نحو موقع عمل أبيه ، دلف اسر إلي الشركة ومنها إلي غرفة مكتب أبية ، هتف أسر بمرح 
– صباح الفل يا كبير 
نظر إليه عادل من خلف نظارته الطبية 
– انتا اي اللي جايبك .. انا مش قولتلك تتنيل تختفي حد اما الادهم يهدي 
ضحك أسر بسخرية 
– الادهم دا بوق 
ثم أشار بيده 
– لوك لوك لوك 
فضحك عليه والده ساخراً 
– همممم .. ماهو باين علي وشك 
فنظر إليه أسر بغضب وفضل الصمت ، فأكمل أبيه الحديث 
– روح استخبي مطرح ما جيت .. أدهم جيه امبارح وسأل عليك .. وهددني أنه هجيبك هيجيبك 
هتف الأخيرة باستهزاء 
– مايقدرش يعملها 
كاد أبيه أن يتحدث ولكن قاطع حديثهم دخول الادهم إلي المكتب علي حين غفلة 
– واديني جيت .. وهوريك يا أسر هعمل فيك اي 
يتبع…..
لقراءة الفصل الرابع والخمسون : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا
نرشح لك أيضاً رواية صغيرتي أنا للكاتبة سهيلة السيد

تعليق واحد

اترك رد

error: Content is protected !!